تعليق على تفسير سورة آل عمران (28)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم.
مرَّ في الدرس الماضي حديثٌ رواه أبو يعلى في مسنده "حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الزَّمِنُ، حَدَّثَنَا عِيسَى بن شعيب الضرير أبو الفضل، حدثنا الربيع بن سليمان النميري، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ، سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللَّهِ، قَبِلَ عذره»"، ولم أجد الحديث بهذا السند في مسند أبي يعلى المطبوع، وإنما هو فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة: حدَّثنا زيد بن الحُباب، قال: حدثني الربيع بن سليمان، قال: حدثني أبو عمرو مولى أنس بن مالك: أنه سمع أنس بن مالك. ومثله في المقصد العلي في زوائد الموصلي للهيثمي، فلعل السند الثاني في المسند الكبير المفقود، فقد رواه الضياء من طريق محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وهو راوي المسند الكبير عن أبي يعلى، بالإسناد الذي ذكره ابن كثير.
وذكر ابن حجر في المطالب العالية الإسنادين، ووقع في طبعة الشعب وأولاد الشيخ وطيبة في الإسناد الذي ذكره ابن كثير "الربيع بن سليمان الجيزي"، جاء في حاشية طبعة الشعب في المخطوطة: "النُّميري"، والمثبت من الجرح والتعديل، وكذا في حاشية طبعة طيبة في ألِف واو النُّميري، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من الجرح والتعديل.
وهذا التصحيح وَهم، فالربيع بن سليمان الجيزي أبو محمد ليس من هذه الطبقة، ولا يروي عن التابعين، بل هو من طبقة شيوخ أبي يعلى.
والربيع ابن سليمان المذكور في هذا السند ليس له روايةٌ في الكُتب الستة، ولا في مُسند أحمد، وقد اختُلِف في اسم أبيه، ونسبته في مصادر تخريج الحديث، فسُمِّي الربيع بن سليمان النُّميري في كتاب (الزُّهد) لابن أبي عاصم، و(الترغيب في فضائل الأعمال) لابن شاهين، و(الترغيب والترهيب) لأبي القاسم التيمي و(المختارة) لضياء المقدسي.
والربيع بن سليمان البصري في (المتفق والمفترِق) للخطيب البغدادي.
والربيع بن سليمان أبو سليمان في (الكُنى والأسماء) للدولابي.
والربيع بن مسلم في (الكُنى والأسماء) للدولابي في موضعين آخرين، وفي (مساوئ الأخلاق) للخرائطي.
والربيع بن سُليم في (الأحكام الكبرى) لعبد الحق الإشبيلي.
والربيع بن سليمان الخلقاني في (شُعب الإيمان).
وسليمان بن الربيع في (العلل) لابن أبي حاتم.
وهكذا ترجم له الذهبي في (الميزان)، وذكر له هذا الحديث.
قال الألباني في (السلسلة الصحيحة): وهذا مقلوب، والصواب: الربيع بن سليمان أو سُليم.
وإن الاختلاف في ضبط اسمه لدليلٌ واضحٌ على أن الرجل غير مشهورٍ ولا معروف. انتهى.
وقد ترجم الذهبي في (الميزان) أيضًا لربيع بن سُليمٍ الكوفي، والربيع بن سليمان الأزدي البصري الخلقاني، وأورد الحديث المذكور في ترجمة الأول، وتبعه ابن حجر في (اللسان)، لكن سمَّى الثاني أيضًا الربيع بن سُليم.
وقال البخاري في (التاريخ الكبير): أبو عمرو مولى أنس، روى عنه الربيع بن سُليم، ومثله في (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم.
وقال ابن القطَّان في (بيان الوهم والإيهام): والربيع بن سُليم لا يعمله إلا أبا سليمان الخلقاني.
قال ابن معين: ليس بشيء، فأما قول ابن أبي حاتمٍ فيه شيخ، فليس بتعريف بشيءٍ من حاله إلا أنه مُقِل ليس من أهل العلم، وإنما وقعت له روايةٌ أُخِذَت عنه.
انتهى؟
طالب: انتهى.
الكاتب -جزاه الله خيرًا- ما زاد الأمر إلا جهالة؛ لأنه ما رجَّح، ولا ذكر عن أحد أنه رجَّح، صحيح الربيع بن سليمان الجيزي الذي يأخذ عن الشافعي متأخِّر جدًّا، وهذا الذي جعل الطابعين لتفسير ابن كثير والناسخين قبلهم يُرجِّحونه استرواحًا؛ لأن الإنسان يعلق بذهنه نَسب راوي، ويُجريه على كل ما يمر به مما يُوافقه في اسمه ونسبه، ثم بعد ذلك كلما جاء الربيع بن سليمان يحمله على هذا ولو كان غيره؛ لأنه مشهور، قد يكون أشهر من سُمي بهذا الاسم الربيع بن سليمان الجيزي، والربيع بن سليمان المرادي، هؤلاء مشاهير، ينصرف الذهن إليهم إذا ورد الاسم، ويكثر الوهم في مثل هذا لا سيما في رواة الكُتب التي خارج دائرة الستة التي خُدِمَت بأسانديها ومتونها، ومثل الكُتب التي لا يُوقَف على تراجم لرواتها، وهذا كثير في الطبراني في مسانيده، وفي الطبري، والمتأخِّرين من المحدثين، ولكنَّ الحديث مُضعَّفٌ بغيره.
فأبو عمرو مولى أنس مجهول، والربيع بن سُليم الأزديّ مع أنَّه في المتن في أولاد الشيخ، قال: "النُّميري"، وقالوا عن هذه الطبعة: أنه الجيزي، فالأمر سهل، والحديث في فضائل الأعمال، يعني لا يترتب عليه حكم شرعي، فلا يؤثِّر.
ولذلك قال الحافظ ابن كثير: "وفي إسناده نظر" وساقه الحافظ ابن كثير، ساق الحديث في مساق الروايات التي لها ما يشهد لها مما قبلها ومما بعدها.
إذا كان الربيع بن سليمان يروي عن الإمام الشافعي، والشافعي تُوفِّي في مطلع القرن الثالث، فكيف يروي عن التابعين؟! مستحيل.
طالب: ...........
ما هو ببعيد، يعني من أقران أحمد.
طالب: نعم.
من أقران الإمام أحمد.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
قال الإمام ابن كثيرٍ -رحمه الله تعالى-: "وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}[آل عمران:135] أَيْ: إِذَا صَدَرَ مِنْهُمْ ذَنْبٌ أَتْبَعُوهُ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قال: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ رَجُلًا أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ عَمِلَ ذنبًا آخر فقال: رب إني عملت ذنبًا فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غفرت لعبدي، ثم عمل ذنبًا آخر فقال: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ الله -عَزَّ وَجَلَّ-: عَلِمَ عَبْدَيْ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثم عمل ذنبًا آخر فقال: رب، إني عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ-: عَبْدِي عَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ ما شاء» أخرجاه في الصحيحين مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بِنَحْوِهِ".
المنهج عند الحافظ ابن كثير في التقديم والتأخير في رواة الأحاديث من الأئمة، هو يجعل مسند الإمام أحمد محورًا يدور عليه في تخريجه، ويُلحِق به من عداه، وإلا فالأصل إذا كان الحديث في الصحيحين إن ذُكِر معهم الإمام أحمد بها ونِعمت وإن لم يُذكَر فالصحيحان كافيان، لكن هو اعتنى بالمسند، قالوا: إنه حفظه كما يحفظ أحدكم الفاتحة، ويستظهر أحاديثه كأنها بين عينيه، ومع ذلك صار هو الأصل عنده.
لا شك أنه متقدِّم على الصحيحين، ومنزلة الإمام أحمد أعظم من منزلة الإمام البخاري ومسلم، فإذا نظرنا إلى المؤلف ومنزلته استحق هذا التقديم، لكن إذا نظرنا إلى واقع الكتاب فما فيه مقارنة بينه وبين الصحيحين، فيه أحاديث ضعيفة كثيرة، والصحيح كثيرٌ جدًّا.
وادُّعي أنَّ فيه تسعة أحاديث موضوعة مكذوبة على النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- والمناقشات في هذه المسألة كثيرة، وشيخ الإسلام يقول -وهو يشيد بالمسند- يقول: من قال: إن فيه موضوعًا بمعنى أنه وقع خطأً من راويه، فهذا موجود لم يقله النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- فقد أخطأ فيه راويه، ومن قال: إنه موضوع بمعنى أنَّ راويه كذب على النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- فهذا لا يُوجد.
والواقع يشهد أن فيه أحاديث حكم عليها أهل العلم بالوضع، وهي نادرةٌ قليلةٌ جدًّا بالنسبة لحجم الكتاب.
والحافظ العراقي خرَّج هذه الأحاديث وقوَّاها، وكذلك الحافظ ابن حجر في (القول المُسدَّد في الذَّب عن المُسند)، والمسند لا يختلف أحد أنَّه من أعظم كُتب الإسلام، فإذا قلنا: البخاري ومسلم لهم التفوُّق في الصحّة، فهذا صحيح، وفي المسند من الأحاديث الصحيحة أكثر مما في الصحيحين نظرًا لِكبر حجمه، ولكن منزلة الصحيحين لا يتطاول عليهما أحد، فالإمام ابن كثير من هذه الحيثية، لكثرة تعامله مع المسند، وجعله ديدنًا له يُراجعه في كل حديث أعطاه هذه المنزلة عنده، وإلا فالعُرف عند أهل العلم أن الصحيحين لا يُدانيهما كتابٌ من كُتب السُّنَّة.
طالب: ............
هو في الصحيحين.
"حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قال: حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو المُدله".
المُدلِّه.
طالب: المُدلِّه.
تعرف التدليه؟
طالب: نعم.
"حَدَّثَنَا أَبُو المُدلِّه مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا، وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا، وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ، فَقَالَ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ. وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ».
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ «لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ، وَيَخْلُدُ وَلَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ. ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لِأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ وَجْهٍ آخر من حديث سعدٍ به".
طالب: في أول السند "حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَأَبُو عَامِرٍ" وفي الأصل أبو كامل.
كامل؟ أبو كامل الجحدري؟
ماذا عندكم؟
طالب: أبو النضر وأبو عامر.
طالب: جاء كامل الجحدري عن سليمان عن شيخنا الإمام أحمد؟
نعم تقدم، ولا أبو عامر العقدي كذلك.
طالب: .............
من الذي ترجم له؟
طالب: ............
"حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَأَبُو عَامِرٍ" تسعة وأربعين، ما الذي استقرّ عليه الأمر؟
طالب: ............
نعم
؟
طالب: ...........
سند الإمام أحمد.
طالب: ...........
هذا معزوّ في الجزء والصفحة وأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب (التوحيد).
طالب: .............
الأول، الأول هذا.
الثاني أخرجه الترمذي في سُننه.
طالب: ............
كاتبين الجزء والصفحة والترمذي الرقم، وابن ماجه أيضًا.
طالب: ............
الجوالات تجيء بما نريد...
طالب: ............
«فَلْيَعْمَلْ ما شاء» هذا في الصحيحين.
طالب: يعمل ما شاء إذا كان على هذه الهيئة من الاستغفار.
نعم.
طالب: .............
ماذا؟
طالب: ...........
نعم معروف أنه عام ومخصوص.
"وَيَتَأَكَّدُ الْوُضُوءُ وَصَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ التَّوْبَةِ؛ لِمَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قال: حدثنا مسعر وسفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الفزاري عن عليٍّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا، نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ مِنْهُ، وَإِذَا حدَّثني عنه غيره اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- حَدَّثَنِي -وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ»- قَالَ مِسْعَرٌ: «فَيُصَلِّي» وَقَالَ سُفْيَانُ: «ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إلا غفر له»، وهكذا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَهْلُ السُّنَنِ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْبَزَّارُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِهِ".
قوله: "وَإِذَا حدَّثني عنه غيره اسْتَحْلَفْتُهُ" ليس من باب الشك فيمن نقل له الحديث من الصحابة، وإنما هو من باب التأكُّد، كما كان عمر -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- إذا سمع الحديث من أحد، قال: ائتِ بمن يشهد لك، ليس للتردّد في قبول رواية الصحابي، وعمر قَبِل خبر الواحد في مواطن كثيرة جدًّا، وهذا هو الأصل قبول خبر الثقة ولو كان واحدًا، فلا يُستَدل بمثل هذا على أنّ الصحابة لا يقبلون خبر الواحد.
وقد استدلّ به المعتزلة الذين لا يقبلون خبر الواحد، وأهل السُّنَّة قاطبة يقبلونه، كُتب السُّنَّة طافحة بالأفراد التي لا تُروى إلا عن طريق رجل واحد.
ومن أوضح الأحاديث التي لم تَرِد إلا عن رجلٍ واحد حديث الأعمال بالنيات أول حديث في البخاري، حديث «إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ» ما رواه عن النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- إلا عمر، ولا عن عمر إلا علقمة، ولا عن علقمة إلا عن طريق محمد بن إبراهيم التيمي، وعنه يحيى بن سعيد، وعن يحيى بن سعيد انتشر، فقيل: رواه أكثر من سبعمائة شخص، فخبر الواحد مقبول باتفاق من يُعتَدُّ بقوله من أهل العلم.
وآخر حديث في البخاري كذلك، والأفراد في الصحيح كثيرة، ما يُقال: إن عليًّا لا يقبل إلا إذا حلف، وعمر يقول: ائتِ بمن يشهد لك، هذا من باب ارتياح الضمير، ومن باب التأكّد، وإلا لو استغلق الأمر ما يُروى هذا الحديث إلا عن طريق هذا الواحد، ما ترددوا في قبوله إذا كان ثقة.
"وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ".
في هذه الأيام ومن قَبْل من بداية الابتداع والحملة على السُّنَّة النبوية من بداية ذلك أخذوا يُشخشخون ويأتون بمثل هذه النصوص المُشتبِهة؛ ليُشكِّكوا الناس في دينهم، وروَّجها بعدهم المعتزلة، ثم بعد ذلك المستشرقون يفرحون بمثل هذا، ولكن كما قال العلماء: تعيش لها الجهابذة، أهل العلم يتصدَّون لهؤلاء وأمثالهم، ويُفنِّدون الشُّبه.
"وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا طُرُقَهُ، وَالْكَلَامَ عَلَيْهِ مُسْتَقْصًى فِي مُسْنَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.
وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، عن خليفة النبي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-".
وسيأتي عن عمر وعن عثمان، فهو من طريق الخلفاء الأربعة.
"وَمِمَّا يشهد بصحة هَذَا الْحَدِيثِ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغَ- أَوْ فَيُسْبِغَ- الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عنه- أَنَّهُ تَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيْهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» فَقَدْ ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَنْ سَيِّدِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ الْمُبِينُ، مِنْ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ مِنَ الذَّنْبِ يَنْفَعُ الْعَاصِينَ".
في البخاري في بعض طرق الحديث لما ذكر حديث «إلَّا غَفَرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، وَلاَ تَغْتَرُّوا» يعني بمثل هذه أحاديث الوعد، يعني افعل من المعاصي ما شئت وقُل هذا، لا تغتر؛ لأن أسباب القبول ما لم تُوجد موانع، وقد ترتكب مانعًا يحول بينك وبين القبول، وبينك وبين المغفرة.
"وَقَدْ قال عبد الرزاق: أنبأنا جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: بلغني أن إبليس -لعنه الله- حين نزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}[آل عمران:135] الْآيَةَ، بَكَى.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرَ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفُورِ عَنْ أَبِي نَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَالِاسْتِغْفَارِ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، وَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَهْلَكْتُهُمْ بِالْأَهْوَاءِ، فَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ» عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ وَشَيْخُهُ ضعيفان.
وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَأَبِي الْهَيْثَمِ الْعُتْوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «قَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا أَزَالُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ تعالى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي».
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، قال: سَمِعْتُ أَبَا بَدْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ» قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ قَالَ: «فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ» فَقَالَهَا في الرابعة: «اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُورُ»، وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَقَوْلُهُ تعالى: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران:135] أَيْ: لَا يَغْفِرُهَا أَحَدٌ سِوَاهُ، كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قال: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَالْمُبَارَكُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُتِيَ بِأَسِيرٍ، فَقَالَ: اللَّهْمُ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ وَلَا أَتُوبُ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَرَفَ الْحَقَّ لِأَهْلِهِ»".
التوبة لا تكون إلا لله -جلَّ وعلا-.
طالب: ..........
ماذا فيه؟
طالب: ..........
ماذا يقول؟
طالب: ..........
نعم.
طالب: ..........
يقول المُخرِّج: إسناده ضعيف، وهو من طريق أبي السَّمح، عن درَّاج أبي السَّمح، عن أبي الهيثم وهو ضعيف، كلاهما ضعيف.
طالب: ..........
عن أبي الهيثم؟
طالب: ..........
ما الإشكال هنا؟
طالب: ..........
من طُرق عن درَّاج أبي السَّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، وهذه جادة معروفة، يعني سلسلة معروفة لكنها ضعيفة، عمرو بن أبي عمرو يحتاج إلى تثبُّت، وهو يقول: من طريق عمرو بن أبي عمرو، ما الذي في المسند؟
طالب: ...........
غيره، عن عمرو بن أبي عمرو هل رواه أحد عنه؟
طالب: ...........
في أصل الكتاب؟
طالب: لا في التخريج.
وذكر الجزء والصفحة؟
طالب: نعم.
طالب: ...........
تأكَّد.
"وقوله: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران:135] أَيْ: تَابُوا مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَرَجَعُوا إِلَى اللَّهِ عَنْ قَرِيبٍ، وَلَمْ يَسْتَمِرُّوا عَلَى الْمَعْصِيَةِ وَيُصِرُّوا عَلَيْهَا غَيْرَ مُقْلِعِينَ عَنْهَا، وَلَوْ تَكَرَّرَ مِنْهُمُ الذَّنْبُ تَابُوا عَنْهُ، كَمَا قَالَ الْحَافِظُ أَبُو يُعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الْحَمِيدِ الحماني".
الحُماني.
" الْحِمَّانِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإِنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً» وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ -وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِهِ- وَشَيْخُهُ أَبُو نُصَيْرَةَ الْوَاسِطِيُّ وَاسْمُهُ مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَثَّقَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ، وَقَوْلُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَالتِّرْمِذِيِّ: لَيْسَ إِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ بِذَاكَ، فالظاهر أنه لِأَجْلِ جَهَالَةِ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَكِنَّ جَهَالَةَ مَثَلِهِ لَا تَضُرُّ؛ لِأَنَّهُ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ، وَيَكْفِيهِ نسبته إلى أبي بكر، فَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
يعني ألا يكون في الموالي ضعيف ولو كان عند أبي بكر؟ قالوا: في مثل من استعمله عمر بن عبد العزيز لولا أنَّه ثقة ما استعمله، ما وظَّفه، لكن مولى، هذا مولى عند أبي بكر، هل يكفي أنه عند أبي بكر ليُوثَّق أو ليُقبَل؟ المولى -الله المستعان- يأتي منه ما يأتي، ولا يعني ذلك أنه ثقة؛ لأنه مولًى لفلان، بخلاف من استعمله، الاستعمال يحتاج إلى ثقة يقوم به، يعني جعله واليًا على جهة؛ ولذلك استروح بعضهم إلى توثيق من ولَّاهم عمر بن عبد العزيز؛ لأنه لا يُولِّي إلا الثقات، نعم.
طالب: ..........
هذا هو.
طالب: ..........
يعني كونه منفصلًا ما وُرِد إلا هو وفي الموضع الثاني يُورَد من الطريق الثاني، ما يعني أنه إذا ضُمَّ بعضهم إلى بعض أنه يتأثر.
طالب: ..........
بِعَمرة؟
طالب: اللفظ فيه تغيير بسيط.
بالمعنى، يروون بالمعنى.
طالب: ..........
لا، سهل، يعني الرواية بالمعنى سائغة.
طالب: استعمال عمر بن عبد العزيز -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- لرجل...
أنا ما أُقِر ما قيل، لكن أُوجِّه، بخلاف من كان مولًى فقط، الاستعمال يحتاج إلى تثبُّت، وعمر بن عبد العزيز من المتثبتين، فيُستَروح إلى توثيقه ما لم يُخالف، قد قيل به، لكن يُقبَل هكذا؛ لأن فلان سيده؟ لا، ما يَسلَم.
"وقوله: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران:135] قَالَ مُجَاهِدٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ تَابَ؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[التوبة:104]، وكقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمِ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء:110] وَنَظَائِرُ هَذَا كَثِيرَةٌ جِدًّا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا جَرِيرٌ، قال: حَدَّثَنَا حِبَّانُ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
طالب: ...........
من جماعته.
طالب: ...........
من جماعته.
طالب: ...........
أبو رضوان.
طالب: ...........
أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» تَفَرَّدَ بِهِ أحمد.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى بَعْدَ وَصْفِهِمْ بِمَا وَصَفَهُمْ به: {أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ}[آل عمران:136] أَيْ: جَزَاؤُهُمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَاتِ {مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار}[آل عمران:136] أَيْ: مِنْ أَنْوَاعِ الْمَشْرُوبَاتِ {خَالِدِينَ فِيهَا}[آل عمران:136] أَيْ: مَاكِثِينَ فِيهَا {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}[آل عمران:136] يمدح تعالى الجنة".
يقول هنا: الأقماع بفتح الهمزة جمع قِمَع بكسر القاف وفتح الميم وتُسكَّن قِمْع، الإناء الذي يُجعَل في رأس الطرف؛ ليُملأ بالمائع، كيف؟
طالب: ..........
الذي يُغرَف به من الكبير إلى الصغير أو شيء؟
طالب: نعم.
ولا يبقى فيه شيء، والذي يسمع ولا يعي ولا يحفظ مثله.
يقول: شُبِّهوا بالأقماع التي لا تعي شيئًا مما يُفرَغ فيها، فكأنه يمر عليها مُجتازًا كما يمر الشراب في القِمع، كذلك قال الزمخشري: من المجاز «وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ»، وهم الذين يستمعون ولا يعوون، وقريبٌ منهم الأبواق، الأبواق الذين يؤدّون ما يُريده غيرهم منهم من غير وعي.
"قوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ* هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [آل عمران:137-143].
يَقُولُ تَعَالَى مُخَاطِبًا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أُصِيبُوا يَوْمَ أُحُدٍ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ}[آل عمران:137] أَيْ: قَدْ جَرَى نَحْوَ هَذَا عَلَى الْأُمَمِ الَّذِينَ كَانُوا مَنْ قَبْلِكُمْ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ كَانَتِ الْعَاقِبَةُ لَهُمْ، وَالدَّائِرَةُ على الكافرين، ولهذا قال تعالى: {فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}[آل عمران:137].
ثم قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ}[آل عمران:138] يَعْنِي الْقُرْآنَ فِيهِ بَيَانٌ الأمور عَلَى جَلِيَّتِهَا، وَكَيْفَ كَانَ الْأُمَمُ الْأَقْدَمُونَ مَعَ أَعْدَائِهِمْ {وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ}[آل عمران:138] يَعْنِي الْقُرْآنَ فِيهِ خَبَرُ ما قبلكم، وهُدًى لقلوبكم، {وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران:138] أَيْ: زَاجِرٌ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالْمَآثِمِ.
ثُمَّ قَالَ تعالى مُسَلِّيًا لِلْمُؤْمِنِينَ: {وَلا تَهِنُوا}[آل عمران:139] أَيْ: لَا تَضْعُفُوا بِسَبَبِ مَا جَرَى {وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران:139] أَيِ: الْعَاقِبَةُ وَالنُّصْرَةُ لَكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ.
{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}[آل عمران:140] أَيْ: إِنْ كُنْتُمْ قَدْ أَصَابَتْكُمْ جِرَاحٌ وَقُتِلَ مِنْكُمْ طَائِفَةٌ، فَقَدْ أَصَابَ أَعْدَاءَكُمْ قَرِيبٌ مِنْ ذَلِكَ مِنْ قَتْلٍ وَجِرَاحٍ {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران:140] أَيْ: نُدِيلُ عليكم الأعداء تارة، وإن كانت لكم العاقبة؛ لما لنا في ذلك من الحكمة، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}[آل عمران:140] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي مِثْلِ هَذَا لِنَرَى مَنْ يَصْبِرُ عَلَى مُنَاجَزَةِ الْأَعْدَاءِ، {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}[آل عمران:140] يَعْنِي يُقْتَلُونَ فِي سَبِيلِهِ، وَيَبْذُلُونَ مُهَجَهُمْ فِي مَرْضَاتِهِ {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}[آل عمران:140].
{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}[آل عمران:141] أَيْ: يُكَفِّرَ عَنْهُمْ مِنْ ذنوبهم إن كانت لَهُمْ ذُنُوبٌ، وَإِلَّا رُفِعَ لَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ بِحَسَبِ مَا أُصِيبُوا بِهِ.
وَقَوْلُهُ: {وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}[آل عمران:141] أَيْ: فَإِنَّهُمْ إِذَا ظَفَرُوا بَغَوْا وَبَطَرُوا، فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبَ دَمَارِهِمْ وَهَلَاكِهِمْ وَمَحْقِهِمْ وَفَنَائِهِمْ".
هذا الذي يحصل للمؤمنين وللكافرين من القرْح والقتل والتشريد، المؤمن إذا صبر واحتسب فجزاؤه الجنة، والكافر إذا حصل له ما حصل ومات فمأواه النار -نسأل الله العافية-، فرقٌ بين هذا وهذا، فالمؤمن أمره عجب، إن أصابته سراء فشكر له الجنة، وإن أصابته ضراء فصبر فله الجنة كذلك، وأما الكافر فعلى أي حال، إن أصابه شيء سواءٌ من قتلٍ أو تشريدٍ أو جروح فلا يستفيد من ذلك -نسأل الله العافية-؛ لأنه لا يُفيد مع الكفر أيّ عمل، ولو احتسب به الأجر والثواب من الله، ولو كان هذا العمل ظاهره الإحسان، قد يُجازى عليه في الدنيا، وأما في الآخرة فلا يستفيد منه {هَبَاءً مَنْثُورًا}[الفرقان:23].
"ثُمَّ قال تَعَالَى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران:142] أَيْ: أَحَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمْ تُبْتَلَوْا بِالْقِتَالِ وَالشَّدَائِدِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}[الْبَقَرَةِ:214]، وَقَالَ تَعَالَى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت:1-3] وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران:142] أَيْ: لَا يَحْصُلُ لَكُمْ دُخُولُ الْجَنَّةِ حَتَّى تُبْتَلَوْا، وَيَرَى اللَّهُ مِنْكُمُ الْمُجَاهِدِينَ في سبيله، والصابرين على مقاومة الْأَعْدَاءِ.
وقوله: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}[آل عمران:143] أَيْ: قَدْ كُنْتُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ، تَتَمَنَّوْنَ لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَتَتَحَرَّقُونَ عَلَيْهِمْ وَتَوَدُّونَ مُنَاجَزَتَهُمْ وَمُصَابَرَتَهُمْ، فَهَا قَدْ حَصَلَ لَكُمُ الَّذِي تَمَنَّيْتُمُوهُ وَطَلَبْتُمُوهُ، فَدُونَكُمْ فَقَاتِلُوا وَصَابِرُوا، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم- قال: «لا تتمنّوا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ»، ولهذا قال تعالى: {فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ}[آل عمران:143] يعني الموت، شاهدتموه وقت لَمَعَانِ السُّيُوفِ، وَحَدِّ الْأَسِنَّةِ، وَاشْتِبَاكِ الرِّمَاحِ، وَصُفُوفِ الرِّجَالِ لِلْقِتَالِ، وَالْمُتَكَلِّمُونَ يُعَبِّرُونَ عَنْ هَذَا بِالتَّخْيِيلِ، وَهُوَ مُشَاهَدَةُ مَا لَيْسَ بِمَحْسُوسٍ كَالْمَحْسُوسِ، كَمَا تتخيّل الشاة صداقة الكبش، وعداوة الذئب".
التخييل عند المبتدعة له شأن، فلا يُقرون بحقائق المعاني، معاني النصوص، ويحملون ما جاء عن الله وعن رسوله من المغيّبات كلّه على أنه تخييل، الجنة خيال ذكرها الله -جلَّ وعلا- بأوصافها ليعمل الناس، وإلا فما لها حقيقة، ولو لم يذكر مثل هذا ما عمِلوا، إنما هو مجرد خيال ولا حقيقة له، وهكذا في أبواب الغيبيات، وأهل التخييل قطاع كبير من المبتدعة، نسأل الله العافية.
قِف على هذا يا شيخ.
هذا آخر أسابيع الدروس من أجل الامتحانات، ولذلك الأسبوع القادم ما فيه شيء، ونبدأ في الأسبوع الثاني من الفصل الثاني، إن شاء الله تعالى.
طالب: ............
النُّميري.
طالب: ...........
لأنهم قالوا في أولاد الشيخ: الجيزي، والذي عندي هنا النميري.
طالب: هذه طبعة ثانية؟
أو ثالثة بعد، أما الطبعة الأولى ما هي بصحيحة، أعرفها، الطبعة الأولى غلافها أزرق مطبوعة في مصر، وهذه دار عالم الكُتب بالرياض.
طالب: هذه الطبعة الأولى واحد وعشرين.
عندي عندي، لوزنها أزرق، ثم طبعته أو صورته بالأحرى وزارة الشئون الإسلامية بغلافٍ أسود أو جلدٍ أسود.
طالب: ما هي موانع المغفرة؟
موانع المغفرة الإتيان بمُكفِّر وهذا من أولاها، من فعل مُكفِّرًا فلن يُغفر له {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}[النساء:48]، والمُصرّ على المعاصي مُعرِّضٌ نفسه لمنع المغفرة وهكذا، نسأل الله العافية.
طالب: بمَ تفضَّل الإمام أاحمد على البخاري؟
لذاته لا لكتابه.
طالب: ...........
ماذا؟
طالب: ...........
عنده مزيد عِلم وعمل وقِدم.
طالب: ..........
وشيخهم كلهم.
طالب: جزاك الله خيرًا.
الله يبارك فيك.
ما اسمك؟
طالب: عبد الرحمن.
تدرس؟
طالب: ..........
ما يمنع أنك تدرس.
طالب: ..........
لأن الوقت وقت دراسات.
طالب: ...........
علم لا ينفع، لكن لا بُد منه، من شيوخنا من منع أولاده من الدراسة.
طالب: تقول: من الشيوخ من منع أولاده من الدراسة.
نعم زملاء لنا بالمعهد قال: لا تدرسون عندهم جغرافيا، وهذا لا يُراد به وجه الله، ورسب بسبب الجغرافيا كم سنة وطُرِد، وما أدرك شيئًا.
فهذه وسائل ما هي بِغَايات
طالب: تأخذ من الوقت.
أعطِها من الوقت ما يُناسبها، وإذا تجاوزت حمدت العاقبة، وهي مواد درسناها في المعهد درسنا ستة وعشرين درسًا.