إن قال قائل: هل يجوز إبدال لفظ (النبي) بـ(الرسول) والعكس؟
قلنا: النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نبئ بـ{اقْرَأْ} [العلق: 3] وأرسل بـ{الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1]، فهو نبي رسول، فيجوز حينئذ أن نقول: (اللهم صل على رسولنا محمد) بدل (نبينا)؛ لأن ذات النبي –صلى الله عليه وسلم- لا تتغير بأحد الوصفين، أما إذا كان اللفظ في ذِكرٍ مُتعبد بلفظه فلا يغيَّر لفظ بلفظ، كما ردَّ النبي –صلى الله عليه وسلم- على البراء –رضي الله عنه- في حديث الذِّكر لما قال: «آمنت بكتابك الذي أنزلت، ورسولك الذي أرسلت»، قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت» [البخاري: 247]، وإلا فالأصل أن اللفظين إذا دلَّا على ذات واحدة فلا فرق بينهما، وإن كان لفظ الرسالة يوحي بتعدي المقول إلى غيره.