الآلُ هم أهلُ البيتِ، وأصْلُ آلٍ: أهلٌ، وبَدَأَ ابن تيمية في العقيدة الواسطية بالصحابةِ قبلَ الآلِ؛ لأنَّ الآلَ لا يَخْلُونَ مِنْ حَالتَيْنِ: الحالةُ الأُولَى: أنْ يَكُونُوا صحابةً فيَدْخُلُوا في الأوَّلِ والآخِرِ فيَكُونُوا قدْ ذُكِرُوا مَرَّتَيْنِ. الحالةُ الثَّانيةُ: ألاَّ يَدخُلُوا في الصحابةِ ولمْ يَحصُلْ لهم شَرَفُ الصُّحْبَةِ وإنْ حَصَلَ لهم شَرَفُ القرابةِ، وهؤلاء دونَ الصحابةِ في المرتبةِ فتقديمُ الصحابةِ هو الأصْلُ؛ ولا أحَدَ يَقُولُ: إنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ - مثلاً- كآحادِ الصحابةِ، وإنْ كَانَ شريفًا مُقَدَّمًا سَيِّدًا إمامًا قُدْوَةً، وقدْ أُمِرْنا أنْ نُنْزِلَ الناسَ منازِلَهم، فالصحابةُ لهم منزلةٌ لا يَبْلُغُها أحَدٌ مِمَّنْ لمْ يَتَّصِفْ بهذا الوَصْفِ، مَهْما بَذَلَ ومَهْما حَصَلَ له مِنْ سابِقَةٍ ومِنْ علمٍ وعملٍ، فكُلُّ هذا لا يُؤَهِلُه لأنْ يَكُونَ في مَصَافِّ الصحابةِ –رضي الله عنهم-. فصار الصحابة مِنَ الآلِ داخلينَ في المُقَدَّمِ وفي المُؤَخَّرِ، والتنصيصُ عليهم مع دُخولِهم في المُقَدَّمِ للاهتمامِ بهم والعنايةِ بشأنِهم، فخيارُهم وأوائِلُهم صحابةٌ، وأما من ليسَ مِنَ الصحابةِ فلا يدخلون في بداية الفضل.