تعليق على تفسير سورة البقرة (28)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا يسأل يقول: هل التقدم للحصول على وظيفة إمام أو مؤذن ودخول المسابقات لأجل نيل هذه الوظائف في بعض وزارات الأوقاف للدول الإسلامية وكذلك اختيار المسجد الذي يوفر سكنا للإمام والزهد في غيره من المساجد وكذلك تصنيف الكتب الشرعية ينوي بذلك وجه الله وأيضًا يطمع في بيعها هل يتصور أن تتمحض النية فيها لله تعالى وما هو الجائز من ذلك وما هو الممنوع؟
أولاً ما يُبذَل للأئمة والمؤذنين هو إعانة من بيت المال وجُعل وليس بمقابل العمل وجُعْل وليس بمقايضة وهذه ليست وظيفة الآن يطالَب بجعلها وظائف وتفريغ أئمة ومؤذنين على سلم الوظائف الحكومية ولكن الحاصل الآن هو ليست.. هي ليست وظائف ولا ما يؤخذ عليها أجرة وإنما هو من باب الإعانة لهذا الشخص أن يتفرغ لهذا المسجد ويلتزم به ولا شك أنه يترتب على الالتزام بالإمامة والمئذنة انقطاع عن بعض أمور الدنيا ولو لم يوجد مثل هذا لاسيما في وقتنا الذي تباعدت فيه المسافات وازدحمت فيه الشوارع بحيث لا يتمكن من البقاء في بيته ولديه أعمال أخرى وعنده أيضًا طلب الرزق له ولأسرته لكن يجب على الإمام وكذلك المؤذن أن يستصحب نية الخير والدار الآخرة وأنه إنما صار إماما في هذا المسجد ليحافظ على حفظه مثلاً وأن يدرك تكبيرة الإحرام في جميع الصلوات وكذلك المؤذن إذا دخل بهذه النية لا شك أنه مأجور أما أن يقول أنا لا أصلي بالناس إلا براتب ولا أصلي في هذا المسجد إلا إذا كان له بيت نعم إذا قصد من بيت المسجد وآثره على غيره أنه يعنيه على القرب من المسجد ولو كان بعيدًا عنه لانقطع كما هو مشاهد البيت الذي ما فيه مسجد يصعب على الإمام أن يلزمه في جميع الأوقات على كل حال المسألة لا تخلو من نوع من التشريك لكنه في مقابل النية الصالحة التي يقصد بها الإمام والمؤذن ملازمة المسجد وإدراك الصلاة من أولها وأيضًا المحافظة على التلاوة والحفظ هذا لا شك أنها نيات تنفع إن شاء الله تعالى.
ويقول: وكذلك التصنيف تصنيف الكتب الشرعية ينوي بذلك وجه الله.
الكلام على الباعث والناهز الأصلي ما الذي جعله وحمله على أن يؤلف إن كان حمله على ذلك تثبيت العلم في نفسه ونشره بين الناس وإفادة الناس ثم جاء بعد ذلك ما يتبع ذلك من طباعة وبيع للنسخ على ألا يكون القصد من ذلك التجارة فإذا كان يأخذ تكاليف الكتاب ويأخذ عليه ربح يسير في مقابل شيء من تعبه هذا لا يظهر فيه شيء إن شاء الله تعالى والمسألة بشقيها لا شك أنها من مضايق الأنظار والإنسان قد يدخل في الشيء ويلبِّس عليه إبليس أنه مخلص فيه لله تعالى ويموه على الناس أنه مخلص وهو في الحقيقة أنه على أمر نقيض للإخلاص وقد يدخل في ذلك وهو خائف وجِل من أن يخدش إخلاصه بشيء فيوفق للإخلاص والإنسان إذا حرص على تصحيح النية وجاهد نفسه على ذلك يعان إن شاء الله تعالى.
سم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:
قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:80] يقول تعالى إخبارًا عن اليهود فيما نقلوه وادعوه لأنفسهم من أنهم لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودة ثم ينجون منها فرد الله عليهم ذلك بقوله تعالى {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْداً} [سورة البقرة:80] أي بذلك فإن كان قد و قع عهد فهو لا يخلف وعده ولكن هذا ما جرى ولا كان ولهذا أتى بأم التي بمعنى بل أي بل تقولون على الله ما لا تعلمون من الكذب والافتراء عليه قال محمد بن إسحاق عن سيف بن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس إن اليهود كانوا يقولون إن هذه الدنيا سبعةَ آلاف سنة وإنما.."
سبعةُ..
"سبعةُ آلاف سنة وإنما نعذب بكل ألف سنة يومًا في النار وإنما هي سبعة أيام معدودة فأنزل الله تعالى {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} [سورة البقرة:80] إلى قوله {خَالِدُونَ} [سورة البقرة:25] ثم رواه عن محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس بنحوه وقال العَوفي عن ابن عباس {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} [سورة البقرة:80] اليهود قالوا لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة زاد غيره وهي مدة عبادتهم العجل وحكاه القرطبي عن ابن عباس وقتادة وقال الضحاك قال ابن عباس زعمت اليهود أنهم وجدوا في التوراة مكتوبًا مكتوبًا أن ما بين طرفي جهنم مسيرةُ أربعين سنة إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم التي هي التي هي نابتة في أصل الجحيم وقال أعداء الله إنما نعذب حتى ننتهي إلى شجرة الزقوم فتذهب جهنم وتهلك فذلك قوله تعالى {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} [سورة البقرة:80] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة.."
يعني الأيام التي عبدنا فيها العجل {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ} [سورة البقرة:80].. نعم التي بعدها.. صحيح صحيح..
"وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} [سورة البقرة:80] يعني الأيام التي عبدنا فيها العجل وقال عكرمة خاصمت اليهود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا لن ندخل النار إلا أربعين ليلة وسيخلفونا إليها قوم آخرون يعنون محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده على رؤوسهم «بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم إليها أحد» فأنزل الله عز وجل {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} [سورة البقرة:80] الآية."
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أولاً اليهود يزعمون أنهم مفضلون على سائر الأمم وأنهم أبناء الله وأحباؤه وأنهم شعبه المختار وأنهم خالفوا وعبدوا العجل أربعين ليلة ولا يستحقون من العذاب إلا بقدرها مع أنه مما تواترت عليه الشرائع أن من كفر خلد في النار وما هم منها بمخرجين لكن هذا زعمهم بأنفسهم ومادام الكفر عندهم متقرر فما الذي يخرجهم من النار إذا دخلوها وعندهم الكفر الصريح والشرك الأكبر والله جل وعلا قضى على المشرك أنه لا يُغفَر ذنبه وهم يزعمون أنهم من غير دليل يسند قولهم ولا من كتبهم إنما هو استرواح منهم قالوا عبدنا أربعين يوم فلنعذب أربعين يوم وهذا يشاع الآن من بعض الملاحدة وبعض الزنادقة الذين يلبسون على الناس في وسائل الإعلام ويقولون مادام الإنسان عاش سبعين سنة أو ثمانين أو مائة سنة على الكفر فلمَ يعذَّب أحقابا ولم يؤبد عليه العذاب ينبغي أن يعذب بقدر سني عمره ولكن المقرَّر أنه لا يُخرَج الكافر لا يخرج ﴿ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾ [الحجر: 48] مكتوب عليهم الخلود في النار وكونهم يخلدون وقد عبدوا وكفروا هذه المدة اليسيرة بجنب مدة العذاب أنهم مبيتون وعازمون ومصممون على الكفر مهما طالت أعمارهم ما هم يقولون والله نبي نكفر مدة كذا هذا في قرارة أنفسهم أنهم لو عُمِّروا أبد الآباد فهم على الكفر فهم يعذبون على هذه النية لكن قد يقول قائل أنه لو قال شخص أنا سأكفر سنة هل مقتضى هذا أن يعذَّب سنة لا، هو كفر وخرج من الإسلام وخرج من الدين فهو مستحق للخلود في النار مهما كان مدة حياته هم قالوا الدنيا سبعة آلاف عن كل سنة يوم وثم القول الآخر وهو كأنه هو الأرجح والأكثر أنهم يعذبون مدة عبادتهم العجل وكل هذا لا دليل عليه ولا أثارة في العلم وإنما هو من محض افترائهم وكذبهم على الله.
"وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه رحمه الله حدثنا عبد الله بن جعفر.."
عبد الله أو عبد الرحمن؟
طالب: عبد الله يقول عبد الرحمن خطأ في (ن) عبد الرحمن وهو خطأ..
نعم.
"حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا محمد بن محمد بن صخر قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما فُتحت خيبر أهديت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاة فيها سم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «اجمعوا لي من كان من اليهود هاهنا» فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من أبوكم؟» قالوا فلان قال «كذبتم بل أبوكم فلان» فقالوا صدقت وبررت ثم قال لهم «هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟» قالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من أهل النار؟» فقالوا نكون فيها يسيرًا ثم تخلفونا فيها فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «اخسؤوا والله لا نخلفكم فيها أبدا» ثم قال.."
حتى الكافر من هذه الأمة يدخل النار ويخلد لكنه لا يخلف اليهودي الكافر الكافر باقي في مكانه ويضاف إليه من كفر بعده اقتضى كونهم يخلفونهم أنهم يُخرجَون من النار ويؤتى بغيرهم هذا كلام باطل.
"ثم قال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟» قالوا نعم يا أبا القاسم قال «هل جعلتم في هذه الشاة سُمّا؟» فقالوا نعم قال «فما حملكم على ذلك؟» قالوا أردنا إن كنت كاذبًا أن نستريح منك وإن كنت نبيًّا لم يضرك ورواه الإمام أحمد والبخاري والنسائي من حديث الليث بن سعد بنحوه قوله تعالى {بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة البقرة:81-82] يقول تعالى ليس الأمر كما تمنيتم ولا كما تشتهون بل الأمر أنه من عمل سيئة وأحاطت به خطيئته وهو من وافى يوم القيامة وليست له حسنة بل جميع أعماله سيئات فهذا من أهل النار والذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات من العمل الموافق للشريعة فهم من أهل الجنة وهذا المقام شبيه بقوله تعالى {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} [سورة النساء:123-124] قال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس {بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً} [سورة البقرة:81] أي عمل بمثل أعمالكم وكفر بمثل ما كفرتم به حتى يحيط به كفره فما له من حسنة وفي رواية عن ابن عباس."
ولو جاء بحسنات مع الكفر لا تنفعه ولو أكثر من الحسنات والإحسان إلى الناس فإنما يُجازى بذلك في الدنيا وأما في الآخرة فقد حبط عمله.
"وفي رواية عن ابن عباس قال الشرك قال ابن أبي حاتم وروي عن أبي وائل وأبي العالية ومجاهد وعكرمة والحسن والحسن وقتادة والربيع بن أنس نحوه وقال الحسن أيضًا والسدي السيئة الكبيرة من الكبائر وقال ابن جريج عن مجاهد {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [سورة البقرة:81] قال بقلبه وقال أبو هريرة وأبو وائل وعطاء والحسن {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [سورة البقرة:81] قالوا أحاط به شركه وقال الأعمش عن أبي رزين."
الخطيئة التي لا أكبر منها وهي المحبطة للأعمال كلها هي الشرك.
"وقال الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خثيم.."
في قولهم قول الحسن والسدي السيئة هي الكبيرة من الكبائر يرده قوله تعالى {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [سورة النساء:31] فدل على أن السيئات دون الكبائر إذا قرنت بالكبائر أما إذا أطلقت شملت الكبائر والصغائر.
"وقال الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خثيم {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [سورة البقرة:81] قال الذي يموت على خطاياه من قبل أن يتوب وعن السدي وأبي رزين نحوه وقال أبو العالية ومجاهد والحسن في رواية عنهما وقتادة والربيع بن أنس {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [سورة البقرة:81] الكبيرة الموجبة وكل هذه الأقوال.."
عندنا الموجبة الكبيرة.. الكبيرة الموجبة يعني الموجبة للنار إلا أن يتوب منها.
"وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى والله أعلم ونذكر هاهنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال حدثنا سليمان بن داود قال حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه» وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضرب لهم مثلاً كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادًا وأججوا نارًا فأنضجوا ما قذفوا فيها وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة البقرة:82] أي من آمن بما كفرتم وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدًا لا انقطاع له."
وهذا هو المقرر عند عامة سلف الأمة وأئمتها أن الجنة والنار لا تفنيان وأن أهل الجنة خلود بلا موت وأهل النار خلود بلا موت خلافًا للمعتزلة.
طالب: ...........
ما فيه إشكال ما فيه إشكال.. مادام عاصيا ينبغي أن يُذَل والدعاء له بالهداية شيء آخر لكنه ما فيه إشكال.
طالب: ...........
هذه ما ذكر فيها أنه أكل لكن الذي في الصحيح الذي وضعته المرأة أكل منه وتأثر بذلك -عليه الصلاة والسلام-.
طالب: ...........
إيه هذا يعتذرون به وهم مرادهم قتله -عليه الصلاة والسلام-.
"قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} [سورة البقرة:83] يُذكِّر تبارك وتعالى بني إسرائيل بما أمرهم به من الأوامر وأخذه ميثاقهم على ذلك وأنهم تولوا عن ذلك كله وأعرضوا قصدًا وعمدًا وهم يعرفونه ويذكرونه فأمرهم تعالى أن يعبدوه لا يشركوا به أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا وبهذا أمر جميع خلقه ولذلك خلقهم كما قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياء:25] وقال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [سورة النحل:36] وهذا هو أعلى الحقوق وأعظمها."
الله جل وعلا يقول {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات:56] ومعنى يعبدون يوحدون.
"وهذا هو أعلى الحقوق وأعظمها وهو حق الله تبارك وتعالى أن يعبد وحده لا شريك ثم بعده حق المخلوقين وآكدهم وأولاهم بذلك حق الوالدين ولهذا يقرن الله تبارك وتعالى بين حقه وحق الوالدين كما قال تعالى {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [سورة لقمان:14] وقال تبارك وتعالى.."
قد يقول قائل إن حق بالنسبة للمخلوقين أعظم الحقوق حق الرسول -عليه الصلاة والسلام- وما ذُكِر {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [سورة لقمان:14] فقُرن حق الوالدين بحق الله جل وعلا لكن حق الرسول -عليه الصلاة والسلام- من حقه تعالى داخل في حقه.
"وقال تبارك وتعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [سورة الإسراء:23] إلى أن قال {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل} وفي الصحيحين عن ابن مسعود قلت يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال «الصلاة على وقتها» قلت ثم أي؟ قال «بر الوالدين» قلت ثم أي؟ قال «الجهاد في سبيل الله» ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن رجلاً قال يا رسول من أَبَرّ؟ قال «أمك» قال ثم من؟ قال «أمك» قال ثم من؟ قال «أباك، ثم أدناك أدناك» وقوله تعالى {لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ} [سورة البقرة:83] قال الزمخشري.."
قال «أمك» مرتين أو ثلاث؟
طالب: ...........
لا، المعروف ثلاث لكن..
طالب: ...........
المعنى واحد.. ما هو؟
طالب: ...........
طلعه من الصحيح.. طلعه من الصحيح شوف رقمه..
طالب: اثنين خمسمية ثمان وأربعين..
إيه طلعه من البخاري أبو عبد الله..
طالب: ...........
خمسة آلاف..
طالب: ...........
البخاري؟ عطني إياه ماذا قال في الشرح؟
طالب: ...........
ثلاث يا أبو عبد الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال «أمك» قال ثم مَن؟ قال «أمك» قال ثم مَن؟ قال «أمك» قال ثم مَن؟ قال «أبوك».
طالب: ...........
نحن نريد الثاني الحديث الثاني من أبَر؟..
طالب: ...........
ووقع عند مسلم من هذا الوجه وعند المصنف في الأدب المفرد على وجه آخر بنصب آخره ثم أباك وهذا هو الظاهر.. مخرج الثاني..
"قوله تعالى {لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ} [سورة البقرة:83] قال الزمخشري خبر بمعنى الطلب وهو آكد وقيل كان أصله ألا تعبدوا إلا الله كما قرأها من قرأها.."
يأتي الطلب بلفظ الخبر {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ} [سورة البقرة:228] هذا خبر لفظه خبر لكن المراد به الأمر الأمر بالعدة وفي هذا يكون أبلغ لأن الخبر يخبِر عن وصف متقرر موجود في الأمة لكن إذا كان بلفظ الأمر فبعضهم يستجيب وبعضهم لا يستجيب فإذا عُبِّر بالخبر كأن الجميع استجابوا كأنه صار متقرر عندهم.
"كما قرأها من قرأها من السلف فحذفت أن فارتفع وحكي عن أُبَيٍّ وابن مسعود أنهما قرآها لا تبعدوا إلا الله وقيل لا تعبدون مرفوع على أنه قسم أي والله لا تعبدون إلا الله ونقل هذا التوجيه.."
لا تعبدون إلا الله ونقل هذا التوجيه..
"ونقل هذا التوجيه القرطبي في تفسيره عن سيبويه.."
يكفي. لكن ما ذكر القسم.. اقرأ من قال الزمخشري..
"قال الزمخشري خبر بمعنى الطلب وهو آكد وقيل كان أصله ألا تعبدوا إلا الله كما قرأها من قرأها من السلف فحُذفت أن فارتفع وحكى أو وحكي عن أبي وابن مسعود أنهما قرآها لا تعبدوا إلا الله وقيل لا تعبدون مرفوع على أنه قسم أي والله لا تعبدون إلا الله ونقل هذا التوجيه القرطبي في تفسيره عن سيبويه قال واختاره المبرِّد والكسائي والفراء.."
التوجيه الأخير غير موجود عندنا في..
طالب: ..........
ما هو؟
طالب: ..........
إيه فيه سقط.
"قال واليتامى وهم الصغار الذين لا كاسب لهم من الآباء وقال أهل اللغة اليتيم في بني آدم من الآباء.."
وهذا أيضًا سقط قال أهل اللغة.
"اليتيم في بني آدم من الآباء وفي البهائم من الأم وحكى الماوردي أن اليتيم مطلق في بني آدم من الأم أيضًا والمساكين الذين لا يجدون ما ينفقون على أنفسهم وأهليهم وسيأتي الكلام على هذه الأصناف عند آية النساء التي أمرنا الله تعالى بها صريحًا في قوله {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [سورة النساء:36] الآية وقوله تعالى {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة:83] أي كلموهم طيبا ولينوا لهم جانبًا ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف كما قال الحسن البصري في قوله تعالى {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة:83] فالحسن من القول تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحلم وتعفو وتصفح وتقول للناس حسنا كما قال الله وهو كل خلق حسن رضيه الله.."
القول الحسن واللين في الكلام يترتب عليه من المصالح والاستجابة أكثر مما يترتب على العنف والشدة التي قد يعاند المدعو يعاند فلا يستجيب.
"وقرأ بعضهم حسَنا أي قولا حسَنا وقرأ آخرون حُسْنا مثل فُعْلا وأنكرها على الأخفش جماعة وقالوا لا يستعمل ذلك إلا في الألف واللام مثل الكبرى والحسنى والعظمى.."
لكن هنا أيضا سقط هنا.. عندك يا أبو عبد الله؟
طالب: ..........
ساقط..
"وعزوه إلى سيبويه نقله القرطبي وقال الإمام أحمد حدثنا روح قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن أبي عامر الجُوني.."
الجَوني الجَوني.
"الجَوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «لا تحقرن من المعروف شيئا وإن لم تجد فالق أخاك بوجه طلق» وأخرجه مسلم في صحيحه والترمذي وصححه من حديث أبي عامر الخزاز واسمه صالح بن رستم به وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للناس حسنا بعدما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل فجمع بين طرفي الإحسان الفعلي والقولي ثم أكد الأمر بعبادته والإحسان إلى الناس بالمتعيِّن من ذلك وهو الصلاة والزكاة فقال.."
لأنها هي أعظم الأركان بعد الشهادتين.
"فقال {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ} [سورة البقرة:43] وأخبرهم وأخبر أنهم تولوا عن ذلك كله أي تركوه وراء ظهورهم وأعرضوا عنه على عمد بعد العلم به إلا القليل منهم وقد أمر الله تعالى هذه الأمة بنظير ذلك في سورة النساء بقوله {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} [سورة النساء:36] فقامت هذه الأمة من ذلك بما لم تقم به أمة من الأمم قبلها ولله الحمد والمنة."
تفضل.
"ومن النقول الغريبة هاهنا ما ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال حدثنا عبد الله بن يوسف يعني التنِيسي.."
التِّنِّيْسي.
"يعني التِّنِّيْسي قال حدثنا خالد بن صبيح عن حميد بن عقبة عن أسد بن وداعة أنه كان يخرج من منزله فلا يلي يهوديا ولا نصرانيا.."
فلا يلقى.. فلا يلقى..
"فلا يلقى يهوديا ولا نصرانيا إلا سلَّم عليه فقيل له ما شأنك تسلم على اليهودي والنصراني؟ فقال إن الله تعالى يقول {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة:83] وهو السلام قال وروي عن عطاء الخراساني نحوه قلتُ وقد ثبت في السنة أنهم لا يُبدؤون بالسلام والله أعلم."
«إذا لقيتم اليهود والنصارى فلا تبدؤوهم بالسلام».
"قوله تعالى.."
وجاء أيضا «واضطروهم إلى أضيق الطريق».
طالب: ..........
يعني ما يكرمون ويعززون ويصيرون أعز من المسلمين كما هو الحاصل الآن نسأل الله العافية.
طالب: ..........
أين؟
طالب: ..........
اليهودي والنصراني لا يبقى في بلاد المسلمين إلا أن يدفع الجزية وهو صاغر لا بد أن يدفع الجزية الأصل أنه ما يشارك ما يؤمَن لكن عاد ظروف الناس اليوم وظروف الأمة بكاملها اليوم قد يحتاجون فيها إلى مثل هذه التصرفات.
طالب: ..........
ما هو؟
طالب: ..........
هذا إذا كان في الكتابي الذي هو له منزلة في الدين إذا دفع الجزية وهم خير من غيرهم من طوائف الكفر فغيرهم من باب أولى.
"قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [سورة البقرة:84-86] يقول الله تبارك وتعالى منكرًا على اليهود الذين كانوا في زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة وما كانوا يعانونه من القتال مع الأوس والخزرج وذلك أن الأوس والخزرج وهم الأنصار كانوا في الجاهلية عباد أصنام وكانت بينهم حروب كثيرة وكانت يهود المدينة ثلاث قبائل بنو قينقاع وبنو النضير حلفاء الخزرج وبنو قريضة حلفاء الأوس فكانت الحرب إذا نشبت بينهم قاتل كل فريق مع حلفائه فيقتل اليهودي أعداؤه فيقتل اليهودي أعداءه وقد يقتل اليهودي الآخر من الفريق الآخر وذلك حرام عليهم في دينهم ونص كتابه ويخرجونهم.."
كتابهم ونص كتابهم.
"وذلك حرام عليهم في دينهم ونص كتابهم ويخرجونهم من بيوتهم وينتهبون ما فيها من الأثاث والأمتعة والأموال ثم إذا وضعت الحرب أوزارها استفكوا الأسارى من الفريق المغلوب عملا بحكم التوراة.."
يعملون بحكم في فك الأسارى ولا يعملون بها في تحريم قتل بعضهم بعضا وهذا أشد نسأل الله العافية.
"ولهذا قال تعالى {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [سورة البقرة:85] ولهذا قال تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ} [سورة البقرة:84] أي لا يقتل بعضكم بعضا ولا يخرجه من منزله ولا يظاهر عليه كما قال تعالى {فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} [سورة البقرة:54] وذلك أن أهل الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة كما قال -عليه الصلاة والسلام- «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم بمنزلة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» وقوله تعالى.."
فقتل الأخ كقتل النفس قتل المسلم مثل ما يقتل الإنسان نفسه وعبَّر الله جل وعلا في كتابه عن قتل الموافق في الدين بقتل النفس.
"وقوله تعالى {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} [سورة البقرة:84] أي ثم أقررتم بمعرفة هذا الميثاق وصحته وأنتم تشهدون به {ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ} [سورة البقرة:85] تقديره ثم أنتم يا هؤلاء ومنع كثير من النحاة حذف حرف النداء مع اسم الإشارة وسوغه بعضهم.."
أين؟ أين؟
سم.
تشهدون به ثم أنتم هؤلاء..
ثم أنتم يا هؤلاء..
ما عندنا.. عندكم؟
طالب: ..........
ثم أنتم هؤلاء تقديره أنتم يا هؤلاء ومنع كثير من النحاة حذف حرف النداء مع اسم الإشارة وسوغه بعضهم وهو ظاهر السياق وقيل هؤلاء بمعنى الذين.
"وقوله تعالى {ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ} [سورة البقرة:85] تقديره ثم أنتم يا هؤلاء ومنع كثير من النحاة حذف حرف النداء مع اسم الإشارة وسوغه بعضهم وهو ظاهر السياق وقيل هؤلاء بمعنى الذين ومعناه ثم أنتم الذين تقتلون أنفسكم إلى آخره وقيل معناه ثم أنتم اليوم يا هؤلاء مبتدأ مبتدأ وخبر أي ثم صرتم بعد العهود والمواثيق على ما أنتم عليه من الصفة المفسَّرة بما بعده وقال الزمخشري نزَل تغير الصفة منزلة تغير الذات.."
نزَّل.
"نزَّل تغير الصفة منزلة تغير الذات كما يقال دخل بغير الوجه الذي خرج به {تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ} [سورة البقرة:85] الآية.."
إلى هنا كله ساقط ستة أسطر.
"الآية قال محمد بن إسحاق بن يسار حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس ثم أنتم هؤلاء تقتلون.."
مر معنا مرارًا أن محمد بن أبي محمد هذا مجهول وما ورد عن طريقه ضعيف.
"عن ابن عباس {ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ} [سورة البقرة:85] الآية قال أنبأهم الله بذلك من فعلهم وقد حرم عليهم في التوراة سفك دمائهم وافترض عليهم فيها فداء أسراهم فكانوا فريقين طائفة منهم بنو قينقاع وأنهم حلفاء الخزرج والنضير وقريظة وأنهم حلفاء الأوس فكانوا إذا كانت بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج وخرجت النضير وقريظة مع الأوس يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه حتى يتسافكوا دماءهم بينهم وبأيديهم التوراة يعرفون ما فيها وما لهم والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون يعبدون الأوثان ولا يعرفون جنة ولا نارًا ولا بعثًا ولا قيامة ولا كتابًا ولا حلالاً ولا حرامًا فإذا وضعت الحرب أوزارها افتدوا أسراهم تصديقًا لما في التوراة وأخذا به بعضهم من بعض يفتدي بنو قينقاع ما كان من أسراهم في أيدي الأوس ويفتدي النضير وقريظة ما كان في أيدي الخزرج منهم ويطلبون ما أصابوا من دماءهم وقتلوا من قتلوا منهم."
إيش؟ ويطلبون ما أصابوا..
"ويطلبون ما أصابوا من دمائهم وقتلوا من قتلوا منهم.."
ما الذي عندكم؟
طالب: ..........
يطلبون ما أصابوا..
طالب: ..........
يطلّون يطلّون يَطُلُّون لما.. في الحديث الذي في الصحيحين في حديث حمَل بن نابغة الذي قال فيه «أبسجع كسجع الكهان» يعني يعترض.. لما سقط السقط كيف نفدي من لم يتكلم ولا أكل ومثل هذا يُطَل قال.. يُطَل يعني يترك.
"ويُطِلُّون ما أصابوا من دمائهم."
يَطُلُّوْن.
"ويَطُلُّوْن ما أصابوا من دمائهم وقتلوا من قتلوا منهم فيما بينهم مظاهرة لأهل الشرك عليهم يقول تعالى ذكره حين أنبأهم بذلك {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [سورة البقرة:85] أي تفادونهم بحكم التوراة وتقتلونهم وفي حكم التوراة ألا يفعل ويخرجه من داره ويظاهر عليه من يشرك بالله.."
يظاهِر أو لا يظاهر..
طالب: ..........
الذي قبله وفي حكم التوراة..
"وفي حكم التوراة ألا يفعل.."
ألا يقتل ألا يقتل ولا يخرج ولا يظاهر..
"ألا يقتل ولا يخرجه من داره ولا يظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد الأوثان من دونه ابتغاء عرض الدنيا ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج فيما بلغني نزلت هذه القصة وقال وقال أسياط.."
أسباط.
"وقال أسباط.."
عن السدي.
"وقال أسباط عن السدي كانت قريظة حلفاء الأوس وكانت النضير حلفاء الخزرج فكانوا يقتتلون في حرب سمير فكانوا يقتتلون في حرب سُمَيْر فتقاتل بنو قريظة مع حلفائها النضير وحلفائهم وكانت النضير تقاتل قريظة وحلفاءها ويغلبونهم فيخربون ديارهم ويخرجونهم منها فإذا أسر رجل من الفريقين كليهما جمعوا له حتى يفدوه فتعيرهم العرب بذلك ويقولون كيف تقاتلونهم وتفدونهم قالوا إنا أمرنا أن نفديهم وحرم علينا قتالهم قالوا فلم تقاتلونهم؟ قالوا إنا نستحيي أن تستذل حلفاؤنا فذلك حين عيرهم الله تبارك وتعالى فقال تعالى {ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ} [سورة البقرة:85] الآية وقال شعبة عن السدي نزلت هذه الآية في قيس بن الخطيم."
عندنا وقال أسباط عن السدي عن الشعبي.. ما الذي عندك يا أبو عبد الله؟
طالب: ..........
لكن شعبة يروي عن السدي؟ لا، ما يمكن.
طالب: ..........
إيه ما يخالف لكن.. لكن في المسند في سند المسند أسباط.. شعبة عن السدي في الحاشية مع أنه بعيد شعبة ما يروي إلا عن ثقة في (ن) وقال أسباط عن السدي عن الشعبي.. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريقين من طريق حمدان..
"وقال أسباط عن السدي عن عبد خير قال غزونا مع سلمان بن ربيعة الباهلي بلنجر فحاصرنا أهلها ففتحنا المدينة وأصبنا سبايا واشترى عبد الله بن سلام يهودية بسبعمائة فلما مر برأس الجالوت نزل به فقال له عبد الله يا رأس الجالوت هل لك في عجوز هاهنا من أهل دينك تشتريها مني قال نعم قال أخذتها بسبعمائة درهم قال فإني أربحك سبعمائة أخرى قال فإني قد حلفت ألا أنقصها من أربعة آلاف قال لا حاجة لي فيها قال والله لتشترينها مني أو لتكفرن بدينك الذي أنت عليه قال ادن مني فدنا منه فقرأ في أذنه التي في التوراة إنك لا تجد مملوكًا من بني إسرائيل إلا اشتريته فأعتقته {وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ} [سورة البقرة:85] قال أنت عبد الله بن سلام؟ قال نعم قال فجاء بأربعة آلاف فأخذ عبد الله ألفين ورد عليه ألفين وقال آدم بن أبي إياس في تفسيره حدثنا أبو جعفر يعني الرازي قال حدثنا الربيع بن أنس قال أخبرنا أبو العالية أن عبد الله بن سلام مر على رأس الجالوت بالكوفة وهو يفادي من النساء من لم يقع عليها مكتوب عندك في كتاب.."
يقع عليها العرب.. ولا يفادي من وقع عليه العرب.. ما الذي عندك؟ يقول يفادي من النساء..
من لم يقع عليها..
ويفادي من النساء من لم يقع عليها العرب ولا يفادي من وقع عليها العرب يعني اليهودية التي جومعت خلاص ما تفادى ما عندك؟
طالب: ..........
عندك الثانية؟ ولا الثانية..
وهو يفادي من النساء من لم يقع عليها مكتوب عندك في كتاب أن تفاديهن كلهن..
ولا يفادي من وقع عليها العرب فقال عبد الله أما إنه مكتوب عندك في كتابك أن تفاديهن كلهن..
"والذي أرشدت إليه الآية الكريمة وهذا السياق ذم اليهود في قيامهم بأمر التوراة التي يعتقدون صحتها ومخالفة شرعها مع معرفتهم بذلك وشهادتهم له بالصحة فلهذا لا يؤتمنون على ما فيها ولا على نقلها ولا يصدقون فيما كتموه من صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونعته ومبعثه ومخرجه ومهاجره وغير ذلك من شؤونه التي أخبرت بها الأنبياء قبله -عليهم الصلاة والسلام واليهود عليهم لعائن الله يتكاتمونه بينهم ولهذا قال تعالى {فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [سورة البقرة:85] أي بسبب مخالفتهم شرع الله وأمره {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} [سورة البقرة:85] جزاء على ما كتموه من كتاب الله."
على مخالفتهم كتاب الله.. جزاء..
"جزاءً على ما كتموه من كتاب الله الذي بأيديهم."
كله صحيح.
{وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ} [سورة البقرة:85-86] أي استحبوها على الآخرة واختاروها {فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} [سورة البقرة:86] أي لا يفتَّر عنهم ساعة واحدة {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [سورة البقرة:48] أي وليس لهم ناصر ينقذهم مما هم فيه مما هم فيه من العذاب الدائم السرمدي ولا يجيرهم منه."
اللهم صل على محمد..
طالب: ..........
ما الذي فيه؟
طالب: ..........
شيء ما يحفظه يحفظ من التوراة الصحيحة.
طالب: ..........
يربح إيه.. لأن ذلك لو خالف حرم عليه.
طالب: ..........
والله هذا أمر لا بد منه كتعليم العلم وعلى الإنسان أن يصحح نيته..
طالب: ..........
يصحح نيته..
طالب: ..........
فيه كلام كثير.. شيخ الإسلام..
طالب: ..........
وابن القيم أطال في المسألة وما رجح ما رجح..