تعليق على تفسير سورة البقرة (24)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:
"قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة البقرة:63-64] يقول تعالى مذكرًا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك واتباع رسله وأخبر تعالى أنه لما أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل فوق رؤوسهم ليقروا بما عوهدوا عليه ويأخذوه بقوة وحزم وهمة وامتثال كما قال تعالى.."
بقوة وحزم..
بقوة وحزم..
والتي بعدها هم..
وهمة وامتثال.
نعم.
"كما قال تعالى {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأعراف:171] فالطور هو الجبل كما فسر بآية الأعراف ونص.."
الأخذ بما جاء عن الله وعن رسوله من شرعه من أوامر ونواهي على كل مكلَّف أن يأخذها بحزم وقوة ولا يتراخى فيها ولا يتركها بحسب ظروفه ونعم هي مقرونة هي مشروطة بالاستطاعة الذي لا يستطيع يعفى عنه لكن المستطيع يتراخى ويتركها على فرغته وعلى حسب ظروفه وإذا انشغل بأدنى سبب أخرها هذا خلاف ما جاء به الشرع من الأخذ بقوة وحزم {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ} [سورة البقرة:63] وهذا كما يتجه لبني إسرائيل لأنهم عرفوا بالتراخي والتردد هو يشمل غيرهم لا يسوغ لمسلم أن يسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ويتركها حتى ينتهي من عمله أو من جلسة أنسه مع أصحابه وأحبابه ويترك الأوامر والنواهي على فرغاته وعلى حسب مزاجه الأوامر تؤخذ بقوة ولا يُتردد فيها ويؤتى منها من المستطاع بقدر الإمكان وأما بالنسبة للنواهي فلا فيها خيرة ولا تردد «إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه» بعضهم يتردد وتسول له نفسه وشيطانه أنه الأمر فيه سعة والدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه نعم الدين يسر لكن ما معنى هذا؟ أنك تضيع ما أمرت به وتقول الدين يسر هو دين تكاليف والجنة حفت بالمكاره وعلى خلاف أهواء النفوس.
"فالطور هو الجبل كما فُسر بآية الأعراف ونص على ذلك ابن عباس ومجاهد وعطاء وعِكرمة."
يعني في سورة الأعراف الآية السابقة {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} [سورة الأعراف:171] يعني رفعناه فوقهم كأنه ظلة.
"والحسن والضحاك والربيع بن أنس وغير واحد وهذا ظاهر وفي رواية عن ابن عباس الطور ما أنبت من الجبال وما لم يُنبت فليس بطور وفي حديث الفتون عن ابن عباس أنهم لما امتنعوا عن الطاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا وقال السدي فلما أبوا أن يسجدوا أمر الله الجبل أن يقع عليهم فنظروا إليه وقد غشيهم فسقطوا سجدًا فسجدوا على شق ونظروا."
ذكر بعض المفسرين أن الطور هو الجبل بالسريانية يعني ليس بالعربية الجبل عربي والطور سرياني وهذا عند مَن يثبت أن في القرآن ألفاظ بغير العربية وهو محل خلاف بين أهل العلم.. أقول على خلاف بين أهل العلم في وجود بعض الألفاظ بغير العربية بعد اتفاقهم على أنه لا يوجد فيه تراكيب وجمل أعجمية وأما الأعلام الأعجمية فهي موجودة بالاتفاق يبقى الكلمات من غير الأعلام هذا محل خلاف والذي يقول أن الطور هو الجبل بالسريانية كما جاؤوا كما قالوا في كلمات أخرى.
"فسقطوا سجدًا فسجدوا على شق ونظروا بالشق الآخر فرحمهم الله فكشفه عنهم فقالوا والله ما سجدة أحب إلى الله من سجدة من سجدة كشف بها العذاب عنهم فهم يسجدون كذلك."
استمروا على هذه الطريقة يسجدون على شق يقول وقد غشيهم فسقطوا سجدا فسجدوا على شق ونظروا بالشق الآخر ينظرون إلى الطور لئلا يسقط عليهم كأنهم يقولون كذا على شق على جنب هم سجود على السجدة المعروفة لكن وجوههم استمروا على هذه السجدة لأنها سجدة رفع الله بها العذاب عنهم يقولون ما فيه أفضل من هذه الطريقة وهذه الصفة.
طالب: ...........
لا، ما يلزم كيف كبر وفوقهم عذاب؟! ما يجي الظرف ما يساعد هم ينظرون إلى هذا الطور لئلا يقع عليهم وهم امتثلوا خوف العذاب وجاء في الحديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يصلي ويسارق نظره إلى الشعب خشية أن يأتي منه عدو أو ما أشبه ذلك.
"وذلك قول الله تعالى {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} [سورة البقرة:63] وقال الحسن في قوله {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ} [سورة البقرة:63] يعني التوراة وقال أبو العالية والربيع بن أنس بقوة أي بطاعة وقال مجاهد بقوة بعمل بما فيه وقال قتادة خذوا ما آتيناكم بقوة القوة الجد وإلا قذفته عليكم قال فأقروا بذلك أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة ومعنى قوله وإلا قذفته عليكم أي أسقطته عليكم يعني الجبل وقال أبو العالية والربيع واذكروا ما فيه يقول اقرؤوا ما في التوراة واعملوا به وقوله تعالى {ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ} [سورة البقرة:64] يقول تعالى ثم بعد هذا الميثاق المؤكد العظيم توليتم عنه وانثنيتم ونقضتموه.."
إيش توليتم عنه..
وانثنيتم ونقضتموه.
نعم صحيح.
"{فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} [سورة البقرة:64] أي بتوبته عليكم وإرساله النبيين والمرسلين إليكم {لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة البقرة:64] بنقضكم ذلك الميثاق في الدنيا والآخرة."
{فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} [سورة البقرة:64] يقول أي بتوبته عليكم وإرساله النبيين والمرسلين يعني فضل الله بإرساله النبيين والمرسلين وهم يكذبونهم ويقتلونهم صار فضل هذا بالنسبة لهم أو عذاب؟
طالب: ...........
مآله إلى عذاب.
"قوله تعالى {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:65-66] يقول تعالى ولقد علمتم يا معشر اليهود ما حل من البأس بأهل القرية التي عصت أمر الله وخالفوا عهده وميثاقه فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت والقيام بأمره إذ كان مشروعًا لهم فتحيلوا على اصطياد الحيتان في يوم السبت بما وضعوه لها من الشصوص من الشصوص والحبائل والبرك قبل يوم السبت فلما جاءت يوم السبت على عادتها في الكثرة نشبت في تلك الحبائل.."
ما معنى الشصوص؟
طالب: ...........
ما يصاد به.
شيء يصاد به السمك.
الشباك يعني.
"فلما جاءت يوم السبت على عادتها في الكثرة نشبت في تلك الحبائل والحيل فلم تخلص منها يومها ذلك فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت فلما فعلوا ذلك مسخهم الله إلى صورة القردة وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظهر وليست بإنسان حقيقة فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر ومخالفة له في الباطن كان جزاؤهم من جنس عملهم وهذه القصة مبسوطة في سورة الأعراف حيث يقول تعالى {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [سورة الأعراف:163] القصةُ بكمالها."
القصةَ.
أحسن الله إليك.
"القصةَ بكمالها."
مثل ما نقول الآية والحديث الآية يعني أكمل الآية والحديث أكمل الحديث أو اقرأ الآية فهي منصوبة وهنا القصة يعني أكملها.
"وقال السدي أهل هذه القرية هم أهل أيلة وكذا قال قتادة وقوله تعالى {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ} [سورة البقرة:65].."
وسنورد.
سم.
وسنورد أقوال المفسرين هناك مبسوطة إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
طالب: ...........
ما هو؟
طالب: ...........
وسنورد أقوال المفسرين هناك مبسوطة إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
طالب: ...........
بَعَد.. عندكم والإعانة؟
طالب: ...........
تحت في الحاشية؟
طالب: ...........
نعم.
"وقوله تعالى {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [سورة البقرة:65] قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [سورة البقرة:65] قال مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة وإنما.."
يعني يكون المسخ معنوي المسخ معنوي وكثير من الناس يعيش بين المسلمين وقلبه ممسوخ وهو لا يشعر نسأل الله العافية وذكر ابن القيم وغيره أن مسخ القلوب أعظم من مسخ الأبدان في إغاثة اللهفان ذكر أنه في آخر الزمان يمضي الاثنان إلى معصية فيمسخ أحدهما خنزيرًا ويمضي الآخر إلى معصيته يقول هذا ممسوخ قلبه لأن هذا أشد لأن ذاك عوقب في الدنيا والآخرة مع ما مسخ قلبه به ينتظره عذابه يوم القيامة نسأل الله العافية هذا عجلت عقوبته عقوبة الدنيا أخف مع أن العقوبة بالمسخ شيء لا.. صعب ولا يطاق لكن مسخ القلوب نسأل الله العافية قرر أهل العلم أنه أعظم وسيأتي الكلام في هذه المسألة أنه مسخ أبدان وليس بمسخ القلوب في هذه القصة.
"قال مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة وإنما هو مثل ضربه الله كمثل الحمار يحمل أسفارًا ورواه ابن جرير عن المثنى عن أبي حذيفة وعن محمد بن عمرو الباهلي عن عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به وهذا سند جيد عن مجاهد وقول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره."
طالب: ...........
ابن أبي عاصم ما الطبعة التي معك؟
طالب: ...........
هو عندنا عن أبي عاصم عن أبي عاصم.
"وعن محمد بن عمرو الباهلي عن أبي عاصم عن أبي عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به."
ما فيه إشكال.
"وهذا سند جيد عن مجاهد وقول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره قال الله تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60] الآية وقال العوفي في تفسيره عن ابن عباس {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [سورة البقرة:65] فجعل الله منهم القردة والخنازير فزعم أن شباب القوم صاروا قردة وأن المشيخة صاروا خنازير وقال شيبان النحوي عن قتادة {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [سورة البقرة:65] فصار القوم قردة تَعاوى لها أذناب بعد ما كانوا رجالاً ونساء وقال عطاء الخراساني نودوا يا أهل القرية كونوا قردة خاسئين فجعل فجعل الذين نهوهم يدخلون عليهم فيقولون يا فلان ألم ننهك فيقولون برؤوسهم أي بلى."
ننهك أو ننهكم؟
طالب: ...........
نعم.
"وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة بالمصيصة قال حدثنا محمد بن مسلم يعني الطائفي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال إنما كان الذين اعتدوا في السبت فجعلوا قردة فواقًا ثم هلكوا.."
يعني مدة يسيرة مدة فواق حلب الناقة يعني ما أطالوا.
"ثم هلكوا ما كان للمسخ نسل بوقال الضحاك عن ابن عباس فمسخهم الله قردة بمعصيتهم يقول إذ لا يحيون في الأرض إلا ثلاثة أيام قال ولم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل وقد خلق الله القردة والخنازير وسائر الخلق في الستة الأيام التي ذكر الله في كتابه فمسخ هؤلاء القوم في صورة القردة وكذلك يفعل بمن يشاء كما يشاء ويحوله كما يشاء وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية في قوله {كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [سورة البقرة:65] قال يعني أذلة صاغرين وروي عن مجاهد وقتادة والربيع وأبي مالك نحوه وقال محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة قال.."
عن داود.
ابن الحصيْن.
ابن الحصيْن إيه.
عن داود بن الحصين.
عندك أبي أو ابن؟
ابن ابن الحصين.
لا، الظاهر ابن الحصين لكن عندي أبي.
طالب: ...........
ولا قال الصواب كذا؟
طالب: ...........
شفه لنا يا أبو عبد الله.
طالب: ...........
نعم، في (ن) ابن الحصين حاط عليه تعجب وما أثبته كأنه عنده أصح داود بن الحصين.
طالب: ...........
إيه هو الظاهر هو الذي يظهر.
طالب: ...........
نعم.
"عن داود بن الحصين عن عكرمة قال قال ابن عباس إن الله إنما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم في عيدكم يوم الجمعة فخالفوا إلى السبت فعظموه وتركوا ما أمروا به فلما أبوا إلا لزوم السبت ابتلاهم الله."
اختاروا السبت على الجمعة بناء على معتقدهم الفاسد الباطل حي يزعمون أن الله جل وعلا خلق الخلق في الستة الأيام واستراح يوم السبت ورد الله عليهم بقوله {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [سورة ق:38] يعني تعب فالسبت يوم عمل وليس بيوم راحة وأما اليهود فهم اختاروا السبت بناء على هذا المعتقد الباطل الله المستعان.
"فلما أبوا إلا لزوم السبت ابتلاهم الله فيه فحرم عليهم ما أحل لهم في غيره وكانوا في قرية بين أيلة والطور يقال لها مدين فحرم الله عليهم في السبت الحيتان صيدُها وأكلها.."
صيدَها.
"صيدَها وأكلها وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم شرعا إلى ساحل بحرهم حتى إذا ذهب السبت ذهبن فلم يروا حوتًا صغيرا ولا كبيرًا حتى إذا كان يوم السبت أتين شرعًا حتى إذا ذهب السبت ذهبن فكانوا كذلك حتى طال عليهم الأمد وقَرِموا إلى الحيتان عمد رجل منهم.."
قرموا يعني اشتهوها وزادت شهوتهم لها.
"عمد رجل منهم فأخط حوتا سرًا.."
فأخذ فأخذ فأخذ حوتًا.
"فأخذ حوتًا سرًا يوم السبت فخرّمه بخيط.."
خرَمه أو حزمه حزمه بخيط.
طالب: ...........
حزمه خزمه بخيط كلها واحد المقصود..
"فخزمه بخيط ثم أرسله في الماء وأوتد له وتدًا في الساحل فأوثقه ثم تركه حتى إذا كان الغد جاء فأخذه أي إني لم آخذه في يوم السبت فانطلق به فأكله حتى إذا كان يوم السبت الآخر عاد لمثل ذلك ووجد الناس ريح الحيتان فقال أهل القرية والله لقد وجدنا ريح الحيتان ثم عثروا على صنع ذلك الرجل قال ففعلوا كما فعل وأكلوا سرًا زمانًا طويلاً لم يعجّل الله عليهم بعقوبة حتى صادوا علانية وباعوها بالأسواق فقالت طائفة منهم من أهل البقية ويحكم اتقوا الله ونهوهم عما كانوا يصنعون فقالت طائفة أخرى فقالت طائفة أخرى لم تأكل الحيتان ولم تنه القوم عما صنعوا لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرة إلى ربكم.."
هؤلاء تجرؤوا على المعصية أول الأمر باستخفاء واستحياء وأفراد ثم زادوا حتى كثر ثم أعلنوا فاستحقوا العقوبة أعلنوا ذلك فاستحقوا العقوبة لأنهم جاهروا بالمعصية وبارزوا الرب جل وعلا بارتكاب ما حرمه اليوم واحد كاتب يقول إنه لا يوجد في القرآن ما يدل على تحريم الخمر يعني كونه يشرب ويجاهر أسهل من كلامه هذا نسأل الله العافية.
"قالوا معذرة إلى ربكم لسخطنا أعمالهم ولعلهم يتقون قال ابن عباس فبينما هم على ذلك أصبحت تلك البقية في أنديتهم ومساجدهم فقدوا الناس فلم يروهم قال فقال بعضهم لبعض إن للناس لشأنًا فانظروا ما هو فذهبوا ينظرون في دورهم فوجدوها مغلقة عليهم قد دخلوها ليلاً فغلقوها على أنفسهم كما يغلق الناس على أنفسهم فأصبحوا فيها قردة وإنهم ليعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد والمرأة بعينها وإنها لقردة والصبي بعينه وإنه لقرد قال يقول ابن عباس فلولا ما ذكر الله أنه أنجى الذين نهوا عن السوء لقد أهلك الله الجميع منهم."
طالب: ...........
العقوبة إذا نزلت عمت العقوبة إذا نزلت عمت لكن الصغير ليس عليه تكليف.
"قال وهي القرية التي قال جل ثناؤه لمحمد -صلى الله عليه وسلم- {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} [سورة الأعراف:163] وروى الضحاك عن ابن عباس.."
الآية الآية..
"الآية نوروى الضحاك عن ابن عباس نحوا من هذا وقال السُّدي في قوله تعالى {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [سورة البقرة:65] قال هم أهل أيلة وهي القرية التي كانت حاضرة البحر فكانت الحيتان إذا كان يوم السبت وقد حرم الله على اليهود أن يعملوا في السبت شيئـًا لم يبق في البحر حوت حتى خرج حتى يخرجن خراطيمهم من الماء فإذا كان يوم الأحد.."
ابتلاء وامتحان لهم لينظر صبرهم عن معصية الله.
"فإذا كان يوم الأحد لزمن مقل البحر فلم.."
لزمن إيش؟
مُقَل.
عندنا سُفْل.
طالب: ...........
هو قال بحر لكن عندنا سُفْل وهو يفيد هذا بعد.
طالب: ...........
نعم.
طالب: ...........
المعنى واحد.. مكتوب وعرفه في النهاية قال مغاصه.
"فإذا كان يوم الأحد لزمن مقل البحر فلم يُرَ منهن شيء حتى يكونُ يوم السبت."
حتى يكونَ.
"حتى يكونَ يوم السبت فذلك قوله تعالى {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ} [سورة الأعراف:163] فاشتهى بعضهم السمك فجعل الرجل يحفر الحفيرة ويجعل لها نهرًا إلى البحر فإذا كان يوم السبت فتح النهر فأقبل الموج بالحيتان يضربها حتى يلقيها في الحفيرة فيريد الحوت أن يخرج فلا يطيق من أجل قلة ماء النهر فمكث فيها فإذا كان يوم الأحد جاء فأخذه فجعل الرجل يشوي السمك فيجد جاره روائحه فيسأله فيخبره فيصنع مثل ما صنع جاره حتى فشا فيهم أكل السمك فقال لهم علماؤهم ويحكم إنما تصطادون يوم السبت وهو لا يحل لكم فقالوا إنما صدناه يوم الأحد حين أخذناه فقال الفقهاء لا، ولكنكم صدتموه يوم فتحتم له الماء فدخل قال وغَلبوا أن ينتهوا فقال بعض الذين.."
أو غُلبوا يعني لم يستطيعوا المقاومة.
"قال وغُلبوا أن ينتهوا فقال بعضهم فقال بعض الذين نهوهم لبعض {لِمَ تَعِـظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} [سورة الأعراف:164] يقولوا لم تعظونهم وقد وعظتموهم فلم يطيعوكم فقال بعضهم {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [سورة الأعراف:164] فلما أبوا قال المسلمون والله لا نساكنكم في قرية واحدة فقسموا القرية بجدار ففتح المسلمون بابًا والمعتدون في السبت بابًا ولعنهم داود عليه السلام فجعل المسلمون يخرجون من بابهم والكفار من بابهم فخرج المسلمون ذات يوم ولم يفتح الكفار بابهم فلما أبطؤوا عليهم تسور المسلمون عليهم الحائط فإذا هم قردة يثب بعضهم على بعض ففتحوا عنهم فذهبوا في الأرض فذلك قول الله تعالى {فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [سورة الأعراف:166] وذلك حين يقول {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [سورة المائدة:78] الآية فهم القردة قلتُ والغرض من هذا السياق عن هؤلاء الأئمة بيان خلاف ما.. بيان خلاف ما ذهب إليه مجاهد رحمه الله من أن مسخهم إنما كان معنويًا لا صوريًا بل الصحيح أنه معنوي صوري والله تعالى أعلم."
يعني جمع لهم بين مسخ الصور ومسخ القلوب نسأل الله العافية.
تفضل يا أبو عبد الله.
طالب: ...........
إيه معروف ومنصوص عليه في الآية.
طالب: ...........
كأنه أشار في بعض النسخ أنه صوري لا معنوي في نسخة (ل) صوري لا معنوي وهو أوضح لمراد المصنف لكن كونه صوري ومعنوي ويجمع القولين قول مجاهد وقول الجمهور وهذا واقعهم أنهم مسخت قلوبهم قبل أن تمسخ أبدانهم ما فيه ما يمنع أما كونه أوضح لمراد المصنف.
طالب: ...........
ما هو؟
طالب: ...........
لا، هو يقول صوري أو يقول إيش؟ صوري لا معنوي يعني يجعل قول مجاهد مقابل لقول الجمهور والحقيقة أن قول مجاهد جزء من قول الجمهور.
"وقوله تعالى {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} [سورة البقرة:66] قال بعضهم الضمير في جعلناها في فجعلناها عائد على القردة وقيل على الحيتان وقيل على العقوبة وقيل على القرية حكاها ابن جرير والصحيح أن الضمير عائد على القرية أي فجعل الله هذه القرية والمراد أهلها بسبب اعتدائهم في سبتهم."
تُطلق القرية ويراد الأهل ومسمى القرية يشمل الأهل مع البنيان مع جميع ما يوجد فيها بالمجموع يقال قرية بهذا يجيب أهل العلم عن قوله جل وعلا {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [سورة يوسف:82] من قال أنه مجاز الآية حقيقة والقرية يمكن أن تسأل لأن فيها من يمكن سؤال حتى لو أطلقت القرية على من لا يعقل ولا يمكن سؤاله بلسان المقال فإن السؤال حينئذٍ يكون بلسان الحال مثل علي رضي الله عنه لما وقف على القبور وسألهم ماذا فعل الله بكم وماذا عندكم أما ما عندنا فكذا وكذا فأخذ الجواب من الحال لا من المقال فالسؤال ممكن.
"والمراد أهلها بسبب اعتدائهم في سبتهم نكالا أو عاقبناهم عقوبة فجعلناها عبرة كما قال الله على فرعون."
عن.. عن فرعون..
"كما قال الله عن فرعون {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى} [سورة النازعات:25] الآية وقوله تعالى {لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} [سورة البقرة:66] أي من القرى قال ابن عباس يعني جعلناها بما أحللنا بها من العقوبة عبرة لما حولها من القرى كما قال تعالى {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة الأحقاف:27] ومنه قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [سورة الرعد:41] الآية على أحد الأقوال فالمراد لما بين يديها وما خلفها في المكان كما قال محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس لما بين يديها من القرى وما خلفها من القرى وكذا قال سعيد بن جبير لما بين يديها وما خلفها قال من بحضرتها من الناس يومئذ وروي عن إسماعيل بن أبي خالد وقتادة وعطية العَوْفي {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} [سورة البقرة:66] قال ما كان قبلها من الماضين في شأن السبت وقال أبو العالية والربيع وعطية وما خلفها لمن بقي بعدهم من الناس من بني.."
هذا القول ضُعِّف بأن ما قبلها من الماضين لم يدركوها ولم يعلموا عنها ويمكن الجواب عن هذا بأنه جاء في الكتب المتقدمة ما يشير إلى القصة وأنهم سيفعلون وأنه سيفعل بهم ما حصل فهي عبرة للمتقدم وللمتأخر إذا كانت الإشارة في هذه القصة موجودة في كتب من تقدمهم.
طالب: ...........
تعظيم العقوبة لأنهم عصوا الأمر المباشِر وتحايلوا عليه فجمعوا بين المعصية والتحايل عليها مع الأسف أنه يوجَد في المسلمين الآن كثير ممن يتحايل على ما حرم الله ويلتوون بأساليبهم ويستصدرون فتاوى تؤيد ما يذهبون إليه ثم بعد ذلك يحرفون ويغيرون الصور ويستدلون بالفتاوى الصادرة في صور غيرها وهذا كثير في الأمور المالية وسيأتي في حديث «لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا ما حرم الله بأدنى الحيل» ولابن القيم كلام طويل جدًا على الحيل في إغاثة اللهفان تكلم بكلام طويل جدًا وأمثلة وما يجوز وما لا يجوز يعني كلام مطول جدًا قرابة مائة صفحة.
طالب: ...........
ما الذي فيهم الكفار؟
طالب: ...........
على كل حال النهي متجه للجميع حتى الكافر مخاطَب بالفروع فإذا استحق المسلم العقوبة لأنه ارتكب فيشمل من ارتكب ولو لم يكن كذلك.
طالب: ...........
على كل حال حتى لو وجد الكافر وصنع صنيعهم هم في السابق وضعوا جدارًا بين المسلمين والكفار.
طالب: ...........
المؤمنون هؤلاء الذين أنكروا قصده والكفار الذين استحلوا ما حرموا الله ومحرم عندهم متفق عليه ما فيه خلاف بينهم ومن استحل محرمًا مجمع عليه كفر.
"وما خلفها لمن بقي بعدهم من الناس من بني إسرائيل أن يعملوا مثل عملهم وكأن هؤلاء يقولون المراد لما بين يديها وما خلفها في الزمان وهذا مستقيم بالنسبة إلى من يأتي بعدهم من الناس أن يكون أهل تلك القرية عبرة لهم وأما بالنسبة إلى من سلف قبلهم من الناس فكيف يصح هذا الكلام أن تفسَّر الآية به وهو أن يكون عبرة لمن سبقهم وهذا لعل أحدًا من الناس لا يقوله بعد تصوره فتعين أن المراد بما بين يديها وما خلفها في المكان وهو ما حولها من القرى كما قاله ابن عباس وسعيد بن جبير والله أعلم وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا} [سورة البقرة:66] أي عقوبة لما خلا من ذنوبهم وقال ابن أبي حاتم وروي عن عكرمة ومجاهد والسدي والحسن وقتادة والربيع بن أنس نحو ذلك وحكى القرطبي عن ابن عباس عن ابن عباس والسُّدي والفراء وابن عطية لما بين يديها من ذنوب القوم وما خلفها لمن يعمل بعدها مثل تلك الذنوب وحكى فخر الدين الرازي ثلاثة أقوال أحدها أن المراد بما بين يديها وما خلفها من تقدّمها من القرى بما عندهم من العلم بخبرها بالكتب المتقدمة ومن بعدها."
طالب: ...........
علم بخبرها من العلْم بخبرها.
"والثاني المراد بذلك من بحضرتها من القرى والأمم والثالث أنه تعالى جعلها عقوبة لجميع ما ارتكبوه من قبل هذا الفعل وما بعدها وهو قول الحسن قلتُ وأرجح الأقوال المراد بما بين يديها وما خلفها من بحضرتها من القرى التي.."
القول الثالث وأنه تعالى جعل هذه العقوبة عقوبة لجميع ما ارتكبوه من قبل هذا الفعل وما ارتكبوه من بعده يعني بعد المسخ أما ما قبل المسخ فلهم معاصي ولهم جرائم قبل ارتكابهم ما ارتكبوه من الصيد يوم السبت وأما بعد المسخ التكليف باقي أو..
طالب: ...........
لا، هو ما قبلها قبل هذا الفعل ما بين يديها ما قبلها من الأفعال لكن ما خلفها ما يأتي بعده نص عليه.
طالب: ...........
إيه لكن فيه فاصل يعني فيه مدة بين أن حقت عليهم العقوبة وبعد المسخ إذا حقت عليهم العقوبة مسخوا.
طالب: ...........
لكن الكلام على السياق الذي عندنا هل يتصور أنه قبلها؟ عقوبة يتعظ بها من قبلها ولو بزمن يسير! ما يمكن.
"قلتُ وأرجح الأقوال المراد بما بين يديها وما خلفها من بحضرتها من القرى التي يبلغهم خبرها وما حل بها كما قال تعالى {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة الأحقاف:27] وقال تعالى {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ} [سورة الرعد:31] الآية وقال تعالى {أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [سورة الأنبياء:44] فجعلهم عبرة ونكالاً لمن في زمانهم وموعظة لمن يأتي بعدهم بالخبر المتواتر عنهم ولهذا قال {وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:66] وقوله تعالى {وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:66] قال محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس {وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:66]."
أما من جاء بعدهم فالقصة والخبر كأنها مشاهَدة بالأعيان لأنها قصة ثبتت بالخبر القطعي الذي لا شك فيه ومنصوص عليه في كتاب الله جل وعلا فكأننا نشاهدهم وما فعلوا وما فُعل بهم وإذا ثبت الأمر بخبر قطعي جاز التعبير عنه بالرؤية كما ذكرنا مرارًا في قوله جل وعلا {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} [سورة الفجر:6] {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [سورة الفيل:1] وهذه القصة مثلها.
"عن عكرمة عن ابن عباس {وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:66] الذين من بعدهم إلى يوم القيامة وقال الحسن وقتادة وموعظة للمتقين بعدهم فيتقون نقمة الله ويحذرونها وقال السدي وعطية العوفي {وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:66] قال أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- قلت المراد بالموعظة هاهنا الزاجر أي جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله وما تحيلوا به من الحيل فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما أصابهم كما قال الإمام أبو عبد الله بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن سلْم.."
عندنا مسلم.
طالب: ...........
.. رقم ستة ووقع كذا.. ووقع في الإبانة للمصنف لكن الكتاب فيه تصحيفات ولم أجد له ترجمة.. لكن وجد لابن سلم هذا ترجمة وكونه لم يجد لا يعني القطع بصواب ما ذهب إليه.
طالب: ...........
على كل حال يبحث شيوخ ابن بطة محصورين.
"حدثنا أحمد بن محمد بن سلْم قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصبَاح الزعفراني."
الصبَّاح.
"ابن الصبَّاح الزعفراني قال حدثنا يزيد بن هارون قال محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل» وهذا إسناد جيد وأحمد بن محمد بن سلْم هذا وثقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح والله أعلم."
يراجع التاريخ تاريخ بغداد ولكن أحال عليه أو ما أحال عليه.
طالب: ...........
ما هو؟
طالب: ...........
ما الذي فيه؟
طالب: ...........
عندك؟ طلعته بالجهاز؟ ومترجم في تاريخ بغداد؟
طالب: ...........
لا لا، لازم ابن كثير حافظ وأحال توثيقه إلى الخطيب.
طالب: ...........
لا لا، خلاص هذا آخر الدروس بالنسبة لهذا الفصل وتستأنف الدروس إن شاء الله تعالى في الأسبوع الثاني من الفصل الثاني.
طالب: ...........
والله سنشوف سيجيئ الإعلان والله نريد أن نستأنف الدروس كلها لكن حسب الظروف.