شرح كتاب التوحيد - 33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام المجدد -رحمه الله تعالى-:
باب ما جاء في الكهان ونحوهم
روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى عرَّافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تُقبَل له صلاة أربعين يومًا»، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-» رواه أبو داود، وللأربعة والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.."
عن..
بياض هنا.
أحسن الله إليك.. عن ماذا؟
بياض ما فيه شيء.
"«من عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم»، ولأبي يعلى بسند جيِّد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- مثله موقوفًا وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- مرفوعًا: «ليس منا من تَطيَّر أو تُطيِّر له، أو تَكهَّن أو تُكهِّن له، أو سَحَر أو سُحِر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-» رواه البزار بإسناد جيِّد، ورواه الطبراني بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: «ومن أتى» إلى آخره.
قال البغوي: العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقيل: هو الكاهن، والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيَّبات في المستقبل، وقيل: الذي يخبر عما في الضمير، وقال أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: العراف اسم للكاهن والمنجِّم والرمَّال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: في قوم يكتبون أبا جاد، وينظرون في النجوم، ما أُرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.
فيه مسائل:
الأولى: أنه لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن.
الثانية: التصريح بأنه كفر.
الثالثة: ذكر من تُكُهِّن له.
الرابعة: ذكر من تُطُيِّر له.
الخامسة: من سُحِر له.
السادسة: تعلُّم أبا جاد.
السابعة: الفرق بين الكاهن والعراف."
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد،
فيقول المصنف -رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في الكهان ونحوهم" باب ما جاء في الكهان ونحوهم والكهان جمع كاهن وهو الذي يدعي معرفة علم الغيب ويخبر عن المغيبات ومن في حكمهم من العرافين والمنجِّمين كما سيأتي تفصيله في الباب إن شاء الله تعالى.
وارتباط الكهانة والتنجيم والعرافة بالسحر وثيق، وتقدَّم في باب السحر ما يدل على شيء من ذلك، وسيأتي اقتران هذه الأمور بالسحر..
قال -رحمه الله-: "روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-" هي حفصة كما ذكر في مسندها عند أهل الأطراف، ما الأطراف؟ الكتب التي ترتِّب الأحاديث على الأطراف، وترتب هذه الأحاديث على المسانيد هي في ترتيبها مثل المسانيد، وفي صيغها أطراف، لا يذكرون الحديث كاملاً مثل تحفة الأشراف للمزي، ومثله الأطراف لأبي مسعود الدمشقي إلى غير ذلك من الكتب المعروفة، إتحاف المهرة بأطراف العشرة، ذكروه في مسند حفصة -رضي الله عنها-.
"روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه»" هذه اللفظة ليست في مسلم «فصدقه» هذه اللفظة ليست في مسلم. "«فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»" هي عند أحمد بإسناد ظاهره أنه لا بأس به، ظاهره القبول، لكن إعراض الإمام مسلم عن هذه اللفظة قد يكون تعليلاً لها بدليل أن حكم من صدَّق يختلف عن حكم من جاء فسأل فقط، قال: «فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا» هذه اللفظة مثل ما قلنا لا توجد في مسلم، بل الحديث: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا.
وهذا حكم مناسب لمجرد المجيء، أما المجيء مع التصديق فسيأتي الحكم فيه أشد، سيأتي الحكم فيه أشد كما في حديث "أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد، فقد كفر بما أنزل على محمد»" اختلاف الحكم يدل على اختلاف الفعل، فالفعل الأول الذي فيه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا مناسب لمجرد المجيء والسؤال ولو من غير تصديق، أما إذا اقترن به التصديق والأمر أعظم وأشد فحكمه "«فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-»"، ومعلوم أنه إذا اختلف الحكم فإنه لا يحمل المطلق على المقيد، لا يقال: إن "فصدقه" قيد، والنص الأول مطلق فيُحمَل المطلق على المقيد، نقول: لا، إذا اختلف الحكم لا يحمل المطلق على المقيد كما هو معلوم، إذا اختلف الحكم لا يحمل المطلق على المقيد، ولو اتحد السبب، ولو اتحد السبب، فمثلاً اليد في آية الوضوء مقيَّدة بالمرفقين، وفي آية التيمم مطلقة، هل نحمل المطلق على المقيد فنقول: التيمم إلى المرفقين كالوضوء؟
لا، لماذا؟ للاختلاف في الحكم وإن كان السبب واحدًا وهو الحدَث، والعكس إذا اتحد السبب أو إذا اتحد الحكم واختلف السبب، إذا اتحد الحكم واختلف السبب فإنه حينئذٍ يُحمَل المطلق على المقيَّد كالرقبة، الرقبة في كفارة الظهار مطلقة، وفي كفارة القتل مقيَّدة بالإيمان، فالحكم واحد وهو وجوب الإعتاق، والسبب مختلف، هذا ظهار، وهذا قتل، لكنه يحمل المطلق على المقيد؛ للاتفاق في الحكم وإن اختلف السبب، عكس المسألة الأولى، بقي عندنا صورتان متقابلتان إحداهما متفق على حمل المطلق على المقيَّد بالاتفاق، والثانية متفق على عدم حمل المطلق على المقيَّد.
الدم مطلق، حُرِّمَت عليكم الميتة والدم، وجاء مقيَّدًا في قوله: {قل لا أجد فيما أوحي إليَّ محرمًا على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دمًا مسفوحًا} مقيَّد، ويحمل المطلق على المقيد بالاتفاق لماذا؟ للاتحاد في الحكم والسبب، بقيت الصورة المقابلة، وهي الاختلاف في الحكم والسبب، وحينئذٍ لا يحمل المطلق على المقيد بالاتفاق، كاليد في آية الوضوء واليد في آية السرقة، اليد في آية الوضوء مقيدة، واليد في آية السرقة مطلقة، ولا يحمل المطلق على المقيد اتفاقًا؛ لعدم الاتفاق في الحكم والسبب، وعندنا الحكم مختلف، قد يقول قائل: كله تحريم، نقول: لا، لكن انظر الفرق بين الحكمين الملائمين للوصفين، حكمين ملائمين للوصفين، فكونه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا مناسب لمجرد السؤال من غير تصديق، و"«فقد كفر بما أنزل على محمد»" هذا أشد للوصف الأشد الذي هو التصديق.
ونظير هذا الإسبال، مجرد الإسبال من دون خيلاء «ففي النار»، «ما أسفل من الكعبين ففي النار» من دون خيلاء، هذا وأما ما اقترن به الخيلاء فحكمه أشد، حكمه ماذا؟ أشد، ما الوعيد الوارد في حقه؟ لا ينظر الله إليهم.. إلى آخره، أشد، فإذا اختلف الوصف وإن كان أصل الحكم التحريم في الجميع، لكن يبقى أن هناك أمورًا تقتضي تشديد الحكم لما يقتضيه شدة الوصف، فالوصف هذا يناسبه هذا الحكم، والوصف ذاك يناسبه ذلك الحكم، في الحديث..
طالب: .......
مع التصديق مركَّب نعم..
طالب: .......
سؤال..
طالب: .......
قد يقول قائل: أنا في بيتي ما ذهبت له ولا شيء، ما ذهبت لعراف، لكن اتصلت بالتليفون يقول: «من أتى عرافًا..» يقول: أنا ما ذهبت، نقول: الحكم واحد لأنك ذهبت تريد أن تسأل، وأنت اتصلت من أجل ماذا ؟ أن تسأل ما فيه فرق.
طالب: .......
لا، إذا وجد نوع زيادة في الوصف ونوع زيادة في الحكم قلنا: إن هذه الزيادة من أجل هذه الزيادة.
طالب: .......
المقصود أنه يتحقق فيه تصديق من يدعي أمرًا مكفِّرًا، أحد يدعي علم الغيب تقول له: صدقت، ومع الأسف أنه إمام جامع وحافظ للقرآن، تزوَّج، فحصل له ربط عن زوجته في ليلة العرس، حاول، عالج، ما فيه فائدة، وذهب لكاهن بالعراق وقال: اجلس عندي أسبوعًا أخيرًا، عجز فدله على ساحر بالبحرين، ووصف له مكانه وذهب وقال له: أعطني إما طاقية أو شيئًا من الملابس، فأعطاه إياه وقال: تأتيني بكرة، يوم جاء وقال له: أنت تزوجت امرأة من بني فلان في البلد الفلاني، وصفتها هكذا، ودخل عليكم في أول الوقت امرأة هذه صفتها، ومعها طيب وطيبتكم، وهذا باقي الطيب، ماذا قال إمام الجامع الحافظ؟ قال صدقت. الرسول يقول: "«من أتى كاهنا.. فصدقه.. فقد كفر»" ويستدل بعد -نعوذ بالله من الضلال- أمر محيِّر، يجيء لك بأمور تفصيلية كالشمس مثل ما وقع.
القلوب الضعيفة المريضة التي لا تعرف مراد الشارع من هذه الأمور ما أمامه إلا أن يصدق، هذا شيء لا يمكن دفعه عن النفس عنده، مع أن عندنا حقيقة للصدق والكذب، حقيقة لغوية قد تكون مطابقته للواقع يسمى صدقًا لغة، لكن حقيقته الشرعية كذب، الذين جاؤوا بثلاثة شهداء وأقسموا جازمين من غير تردد أنه رأى فلانًا يزني بفلانة كفعله بامرأته، كلامهم مطابق للواقع، نقول: صدقوا؟ {فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [سورة النــور:13] كذبوا ولو طابق الواقع، فهذه حقيقة الصدق والكذب الشرعية، نحن مطالَبون بشرع؛ لأنه قد يشوِّش على بعض الناس يقول كيف هو الصدق؟ الصدق مطابقة الواقع، وهذا الواقع!
"عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى عرافًا»" والعراف الذي يستدل على المغيبات أو الضوالّ أو المسروقات بمقدمات، وهؤلاء من العرافين والكهنة والمنجِّمين يضعون أمام أعين العامة أشياء محسوسة، فيأتي بأدخنة مثلاً، أو يأتي بخشبة أو بأشياء يلبِّس بها على الناس، وأن هذه هي التي دلته، وأنه ما له علاقة بجن ولا بشرك ولا بشيء هذا الذي يدلك ليلبس بها على العامة، وحقيقة الأمر أن هذه لا قيمة لها، لا قيمة لهذا الأثر، إنما هو بالاستعانة بالجن وتقديم ما يشرك به أو بسببه إليه وإلا فبعض الناس يقول: هذه الورقة تضعها في جيبك، تضعها في جيبك ورقة بيضاء ما فيها شيء ولا تمرض خلال هذه السنة، ولا تفعل كذا، ولا يصير لك كذا، والأثر للورقة؟
ثم يبقى أن حمل هذه الورقة شرك، لماذا؟ لأنه ادعى فيها السببية، فهي ليست بسبب لا شرعي ولا عرفي، وهذا هو الشرك "«من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه»، «عن شيء»" نكرة في سياق الشرط، فتعم كل شيء القليل والكبير، يسأله عن أشياء كبيرة جدًّا مال مسروق بأقيام باهظة أو بفلوس يسيرة، "«فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»" والمراد بالقبول المنفي هنا نفي الثواب المرتَّب على العبادة، نفي الثواب؛ لأن هذا أقل مما يقال فيه كفر، ما يقال: نفي القبول نفي للصحة كما فيمَن شرب الخمر لم تقبل له «لا يقبل الله صلاة من في جوفه خمر» قالوا: نفي القبول، هنا نفي للثواب، لا نفي للصحة، بخلاف: «لا يقبل الله صلاة من أحدث حتى يتوضَّأ»، «لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار» هذه لا شك أنها نفي للصحة؛ لأن المخالفة متَّجهة إلى شرط العبادة، وإذا بطل الشرط بطلت العبادة، هنا المخالفة متجهة إلى أمر خارج عن العبادة وشرطها، وإذا عاد النهي إلى ذات المنهي عنه أو إلى شرطه بطل، إذا عاد إلى أمر خارج فإنه يصح مع التحريم، يعني فرق بين من صلى وعليه عمامة حرير أو عليه خاتم ذهب صلاته ماذا؟
صحيحة، لماذا؟ لأن النهي عاد إلى أمر خارج عن ذات العبادة وشرطها، لكن إذا استتر بسترة حرير مثلاً ستر عورته.. نقول: لا، عاد إلى الشرط، فالصلاة باطلة وهكذا..
"وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى كاهنًا»" يدعي علم الغيب "«فصدَّقه بما يقول»" لأن الغيب لا يعلمه إلا الله، وهذا نص القرآن {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [سورة النمل:65]، فإذا صدقه كذَّب القرآن، إذا صدق هذا الذي يدعي علم الغيب والله -جل وعلا- ينفي علم الغيب عن غيره فقد كذب القرآن، وحينئذٍ يكفر، ولذا كانت عقوبته أشد من مجرد الذهاب والسؤال.
في رحلة ابن بطوطة، والرجل مفتون، وعنده تصوُّف، ويعتقد في الأولياء الذين يُزعَم أنهم أولياء، وهم من أبعد الناس عن الولاية، يقول: دخل على شخص من هذا النوع الذي تُدَّعى له الولاية فأعطاه جُبَّة وقال: في المكان الفلاني سيصيبك برد شديد البسها، أخذها فلما وصل المكان الفلاني لبسها، ثم تجاوزها إلى بلد آخر، فدخل على شخص من هؤلاء الدجالين الذي يقال: إنه ولي فقال: هذه الجبة أعطاك إياها فلان الولي، وأنت تعجب من قوله: إنه في المكان الفلاني يصيبك كذا وكذا، الأمر أعجب من ذلك، فإن فلانًا يدير الكون، نسأل الله العافية! والمسكين يسجل كل شيء، وموجودة برحلته.
يعني هؤلاء يدعون علم الغيب، ويزعم في بعضهم أنه يدير الكون، وبعضهم أنه يفعل ويترك، وله نصيب من العبادة، هؤلاء الذي يصدقهم يكفر؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله، فإذا ادعاه أحد، وهو أمر مقطوع به منصوص عليه في القرآن وصُدِّق المصدِّق مكذِّب للقرآن، وهؤلاء الذين تُدَّعى لهم الولاية فيهم فتنة عظيمة للناس؛ لأنه قد يفتن بعض الناس، ومن باب الابتلاء أن يأتوا بأشياء قد تحوك في خواطرهم، وقد يكون فعلوها بمغيب عنهم أو فُعِلت بمكان بعيد أو شيء من ذلك، كل هذا فتنة- نسأل الله العافية- كما أنه قد يتكلَّم الشيطان من جوف قبر، ويستجيب لمن يدعو، هذه أيضًا فتنة، فالإنسان عليه أن يعتني بكتاب الله وسنة نبيه- عليه الصلاة والسلام-، ويعتصم بهما، ويصدق مع الله، ويكثر اللجوء إليه، فلا يضره أحد، إن شاء الله.
«فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-» وهو القرآن، فإذا كفر بالقرآن كفر بالله، «فقد كفر» هل هو كفر أكبر مخرج عن الملة أو كفر دون كفر؟
طالب: .......
في هذه الصورة كفر أكبر، لكن قد يقال إنه تصديقه لا لكونه صادق وإنما لمطابقته للواقع لا لأنه كاهن لأن بعض الناس ينطلي عليه اصطلاحات ما يفرق بين الحقيقة الشرعية والحقيقة اللغوية مثلاً مثل هذا محل نظر لكن الأمر خطير جدًّا الأمر خطير؛ لأنه قد لا تبلغه هذه النصوص، ويروح يأتي له بكلام مطابق للواقع فيقال: صدقت يعني من باب الصدق اللغوي.
طالب: .......
ماذا؟
طالب: .......
هذا الأصل؛ لأنه مصدق لمن كذَّبه الله -جل وعلا-، وللأربعة وليس في واحد من الأربعة والإمام -رحمه الله- تبع في ذلك ابن حجر، وابن حجر وهم في ذلك.
"وللأربعة والحاكم وقال: صحيح على شرطهما" الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيِّع النيسابوري صاحب المستدرك، يخرِّج أحاديث لم يخرِّجها الشيخان، لم يخرجها الشيخان، قال: وأستعين الله على إخراج أحاديث احتج بمثلها.. رواتها ثقات، احتج بمثلها الشيخان، فإذا خرج أحاديث لرواة خرج لهم الشيخان أو لمثلهم الشيخان فيكون على شرطهما أو على شرط البخاري أو مسلم كما هو معلوم تفصيله، "وقال: صحيح على شرطهما" مَن بياض، والحديث من حديث أبي هريرة، ولذا جاء في بعض النسخ، وعنه: "«من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»" فقد كفر بما أنزل على محمد. "ولأبي يعلى بسند جيِّد عن ابن مسعود مثله موقوفًا" يعني من قوله ومثل هذا لا يقال من قِبَل الرأي فله حكم الرفع، وذكروه في مثل ما يحكم برفعه، وإن كان لفظه موقوفًا على الصحابي، لكن الصحابي لن يقول هذا من تلقاء نفسه.
"وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- مرفوعًا" عمران بن حصين صحابي من جِلَّة الصحابة، أصيب في آخر عمره بالبواسير، فجلس في بيته؛ بسبب ذلك، فصارت الملائكة تسلِّم عليه عِيانًا، فاكتوى، فانقطع التسليم، اكتوى فانقطع التسليم فندم، فعاد التسليم -رضي الله عنه وأرضاه-، "مرفوعًا" يعني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "«ليس منا من تَطيَّر أو تُطُيِّر له، ليس منا من تَطَيَّر أو تُطُيِّر له»" التطيُّر والطِّيَرة تكون بزجر الطير عند إرادة أمر ما، ثم بعد ذلك الطير إذا زُجر ذهب يمينًا أو شمالاً أو ذهب إلى الأمام أو الخلف، فإذا ذهب يمينًا تفاءل ومضى إلى عمله أو عمله الذي يريده أو وجهه الذي يريد أن يتجه إليه، وإذا ذهب شمالاً أحجم وترك، وإنما الطيرة ما أمضاك أو ردك، إذا أمضاك هذا الفعل لشغلك أو ردك عنه هذه الطيرة، الطيرة ما أمضاك أو ردك "ليس منا من تطيَّر أو تُطيِّر له"، تطير بنفسه لنفسه أو لغيره "أو تطير له" تطير له جاء يقول: أنا ما أعرف أتطير، لكن يا فلان شف لي، فيزجر الطير، هذا تطير له، ما يقول: أنا ما تطيرت، الذي تطير فلان نقول: لا، أنت تُطير لك فأنت مثله.
وهذه العبارة «ليس منا» من ألفاظ الوعيد والعمل من كبائر الذنوب يدخل في حد الكبيرة وإن لم يقتض الخروج من الدين، "«ليس من تَطَيَّر أو تُطُيِّر له، أو تَكهَّن»" بنفسه "«أو تُكُهِّن له»" يعني المعطي الباذل كالآخذ في هذا، الباذل كالآخذ، ولذا جاء في الربا «لعن الله من أكل.. آكل الربا وموكله» هذا مثله، أو تُكُهِّن له أو سُحِر له أو سَحر "«أو سَحَر أو سُحِر له»" نفس الشيء سواء فعل السحر بنفسه أو فُعِل له "«ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-» رواه البزار بإسناد جيِّد" أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزار الإمام الشهير وأبو يعلى الموصلي الذي تقدم كلهم من الأئمة الحفاظ، ولهم كتب في الأحاديث مسندة ومطوَّلة وموجودة طبعت أخيرًا مسند أبي يعلى ومسند البزار بإسناد جيد، والجيد عندهم فوق الحسن ودون الصحيح.
طالب: .......
يعني عندهم الأبراج وقراءة الكف والفنجان وأمور أحدثوها لها صلة وثيقة بما نحن فيه، وعلى حسب ما يعتقده كل من الفاعل والمفعول له.
طالب: .......
ماذا؟
طالب: .......
لا لا لا، لا تخرج من الملة جاءت في نصوص كثيرة، هي في مجرد ذنوب، ولكنها في حيِّز الكبائر؛ لأن من ضابط الكبيرة أن يقال في فعل: ليس منا من فعل كذا.
طالب: .......
ظاهرها هي ليس على طريقتنا، ليس على هدينا، ليس على كذا، كما قال العلماء.
طالب: .......
لكن الأصل في هذه الكلمة، لكن فيه أشياء من التطير كما سيأتي الطيرة شرك، الطيرة شرك، والكهانة ادعاء علم الغيب كفر كما تقدم، وكذلك السحر، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد، وهذه من عظائم الأمور كلها.
طالب: .......
طيب.
طالب: .......
لا، تكهَّن أو تُكهِّن فيه، فيه فعل فيه فعل له أثر هذا مجرَّد سؤال وتصديق بدون فعل.
"قال: ورواه الطبراني بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: ومن أتى.." إلى آخره، والحسن معروف عند أهل العلم أنه في مرتبة دون الصحيح وفوق الضعيف.
الحسن المعروف مخرجًا وقد |
| اشتهرت رجاله بذاك حد |
حمد وقال الترمذي ما سلم |
| من الشذوذ مع راوٍ ما اتُّهِم |
بكذب ولم يكن فرْدًا ورد |
| قلت وقد حسن بعض ما انفرد |
وقيل ما ضعف قريب محتمَل |
| ............................. |
هذه تعاريف الحسن التي ذكرها ابن الصلاح ونقلها العراقي عنه، تعريف الترمذي، تعريف الخطابي، وقيل ما ضعف.. تعريف ابن الجوزي قريب محتمل قلت: يقول العراقي:
وما بكل ذا حد حصل..
كلهن ما حصل بهن تعريف، وتعريف الحسن من أصعب الأمور؛ لأنه في مرتبة مترددة متأرجحة بين الصحيح والحسن، فبعض الناظرين في سنده يقول: بلغ الصحيح، وبعضهم يقول: ما بلغ بل في حد الضعيف فهو متأرجح فيصعب ضبطه بدقة، ولذا قال الذهبي وغيره: إنه لا مطمع في تمييزه لا مطمع في تمييزه، لكن العلماء مشوا على أنه يعني لا يبلغ حد الصحيح، ولا ينزل إلى الضعيف. "ورواه الطبراني بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: ومن أتى.." إلى آخره
"قال البغوي" محيي السنة الإمام الحسين بن مسعود البغوي توفي في سنة ست عشرة وخمسمائة له التفسير المشهور، وله شرح السنة "العرَّاف: الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق" العرَّاف الذي يدَّعي معرفة عرَّاف يدَّعي معرفة فيه رابط معرفة الأمور بمقدِّمات يستدل بها على المسروق "ومكان الضالة ونحو ذلك" والأصل في هذه المقدِّمات أنها استعانة بالجن والشياطين، أما المقدمات الظاهرة التي يجعلها بين يدي السذج من الناس يأتي بخشبة أو يأتي بشيء ويقول: أنا أستدل بهذه لا حقيقة لها، وهي مجرَّد تمويه.
"يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحوها وقيل: هو الكاهن" العرَّاف هو الكاهن "والكاهن الذي يُخبِر عن المغيبات في المستقبل" يخبر عن المغيبات في المستقبل.
"وقيل: الذي يخبر عما في الضمير" وكل هذا لا يكون إلا بإعانة الشياطين، وكل هذا من الشرك الأكبر، نسأل الله العافية.
"وقال أبو العباس ابن تيمية" شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني "العراف اسم للكاهن والمنجِّم والرمَّال" فهذه أمور متقاربة، العراف اسم هو يدعي معرفة، وهؤلاء يدعون معرفة هذا، يدعي معرفة بالمغيَّبات من المستقبل، ويدل على الأمور المسروقة والضالة والمنجِّم يدَّعي معرفة النجوم وتأثيرها في الحوادث الأرضية، والرمَّال كذلك يخط على الرمل، ويخرج بنتائج حقيقة الرمل لا قيمة له، والخط فيه لا دليل فيه، لكنه بذلك كما يفعل غيره ممن يأتي بخشبة أو دخان أو شيء من ذلك قد يكون بعض المواد تقرب الشياطين، قد يكون في بعض المواد تقريب للشياطين تحبها الشياطين فتقرب منها، لكن الأصل كله ومداره على استعانة هؤلاء بالشياطين وتقديمهم لهم من الشرك الأكبر ما يخرجون به عن الملة حتى يصلوا إلى ما يريدون، نسأل الله العافية.
"العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق" بالكهانة والتنجيم وضرب الرمل والخط عليه.
"وقال ابن عباس -رضي الله عنه- في قوم يكتبون أبا جاد" قال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد، "وينظرون في النجوم" وقال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد، يعني الحروف الأبجدية على طريقة أبجد هوز حطي كلمن إلى آخر الحروف، يكتبونها فقط؟ فالذي يكتب أبا جاد فيه إشكال؟ ما فيه إشكال، لكن ينظرون في النجوم ويقارنون بينها ويدَّعون أنها هناك ارتباط بين هذه الحروف وبين الحوادث وما يدَّعونه من المغيبات، ومع الأسف أن هذه الحروف المقطَّعة أبا جاد وغيرها على شكل جداول فيها هذه الحروف، وبعضها فيه أرقام، وهي في حقيقتها طلاسم، هي في حقيقتها طلاسم، وهذا نوع من الشرك، نسأل الله العافية، فإذا كتبوا أبا جاد، إذا كتب أبا جاد ليعرف به تعلم الحروف مثلاً يتعلم في هذه الكتاب الحروف لا بأس، أو كتبها ليعرف التاريخ، وقد توسع العلماء في كتابة التواريخ على أبجد هوز، وموجود في كل الفنون لاسيما في النظم لاسيما في النظم يذكرون كلمة أو كلمتين، ثم إذا وزعت على تقسيم الأبجدي عرفت، وكل حرف له قيمته من الحساب مثلاً "أبجد" أبجد واحد واثنين وثلاثة وأربعة "أبجد" الألف واحد، والباء اثنان، والجيم ثلاثة، والدال أربعة، "هوز" خمسة ستة سبعة "حطي" ثمانية تسعة عشرة، انتهت العشرة، العشرة الثانية عشرون ثلاثون أربعون إلى المائة، العشرة الثالثة مائتان ثلاثمائة أربعمائة خمسمائة إلى آخره، والحساب سهل يعني.
قال -رحمه الله-: "وقال ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- في قوم يكتبون أبا جاد" في شأن قوم أو في حكم قوم يكتبون أبا جاد، يكتبون الحروف المقطَّعة لا لتعلُّمها ولا لبيان واستخراج ما رُكِّب عليها من تواريخ وغيرها.
اليهود لما جمعوا الحروف المقطَّعة في القرآن وقارنوها بالحروف الأبجدية، وطبقوا عليها التواريخ قالوا: النتيجة سبعون، فكيف نتبع نبيًّا مدته سبعون سنة، من هذا أخذوه، منهم من قال: إن الساعة تقوم سنة ألف وأربعمائة، من أين؟ بغتة {لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً} [سورة الأعراف:187] باء غين تاء تاء، ثانية ما هي هاء عندهم، فالمجموع صار ألفًا وأربعمائة، جاءت ألف وأربعمائة وتعدت عشرة وعشرين وثلاثين، والأربعون قريبة، وما صار شيء، والسيوطي ألَّف كتابًا اسمه الكشف في مجاوزة هذه الأمة الألف، ويبقى أن علم الساعة لا يعلمه إلا الله لا ملك مقرَّب ولا نبي مرسَل، وجبريل لما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الساعة قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» والله -جل وعلا- يقول: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} [سورة طـه:15] متى يأتي هذا الأسلوب؟ إذا قرب من إخفائها ولم يخفها، والنصوص القطعية تدل على أنه أخفاها.
طالب: .........
نعم أكاد أخفيها حتى عن نفسي وإلا فعن الخلق هذا أمر مقطوع به.
"يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم ما أُرى" يعني ما أظن أو "ما أَرى" ما أعلم "من فعل ذلك له عند الله من خلاق" يعني ليس له نصيب عند الله -جل وعلا-، الخلاق: النصيب والحظ، ليس له شيء عند الله -جل وعلا-، والذي ليس له شيء في الآخرة الكافر الذي ليس له شيء في الآخرة هو الكافر، أما المسلم فمهما بلغت ذنوبه فإنه إن عذب بها عذب بقدرها وأخرج ثم عاد إلى نصيبه من الجنة أو عفي عنه، على كل حال هذا الأسلوب إنما يقال في حق الكافر.
طالب: .........
ماذا؟
طالب: .........
في الكافر، الكافر في الآخرة ليس له شيء.
طالب: .........
قال -رحمه الله-:
"فيه مسائل
الأولى: أنه لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن" لأن الكاهن يدعي علم الغيب وهو وتصديقه كفر بالقرآن؛ لأن القرآن نفى بالدلالة القطعية والنص الصريح معرفة الغيب عن غير الله -جل وعلا-.
"التصريح بأنه كفر" من أين «فقد كفر فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-».
طالب: .........
هو ما فيه شك أن الغيب المعروف المذكور هنا الذي لم يطلع عليه غير الله -جل وعلا- الذي لم يطلع عليه غير الله -جل وعلا-.
الآن في الخمس التي لا يعلمها إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [سورة لقمان:34].
قد يقول قائل: إن الأسلوب ليس فيه حصر، إن الله يعلم، ولا ينفي أن غيره يعلم، لكن الحديث في الصحيح: «في خمس لا يعلمهن إلا الله، في خمس لا يعلمهن إلا الله» أسلوب حصري، هذا ما فيه أحد يعلم الخمس قد يقول قائل: إن الأطباء يخبرون النساء الحوامل بما في بطونهن من الحمل نقول: معرفة قبل اطلاع هذا الحمل عن دائرة الغيب، لا يعلمه أحد، فإذا علم به الملك خرج عن دائرة الغيب، هو الذي تقصده أنت؟
طالب: .........
خلاص.
طالب: .........
لا، حتى لو.. حتى في الأمور العادية الذي اطلع عليه العالم كله، اطلع عليه العالم كله، خبر سمعه الناس كلهم، وأنت ما سمعته غيب بالنسبة لك.
طالب: .........
نعم تكذيب.
طالب: .........
الغيب أل في الغيب {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [سورة النمل:65] هذا المنفي عن غير الله بجملة الناس ما هو في أفرادهم الذي لم يُطَّلع عليه، وأما في أفرادهم فكل بحسبه.
"الثالثة: ذكر من تُكهِّن له" من تُكُهِّن له يقول: ما أنا بكاهن ولا فعلت شيئًا، ولا تعاملت مع الشياطين، لكنك مكنت الكافر من كفره، فأنت شريك له، كما أن من أعطى الربا شريك لمن أخذه كما يحرم الأخذ يحرم الدفع.
"الرابعة: ذكر من تُطُيِّر له" قد يقول: أنا والله ما تطيرت، كونه زجر الطير وطار وأخبرني وقال لي: سافر أو لا تسافر مجرد توجيه وإرشاد من تلقاء نفسي، نقول: لا، أنت تطير لك، فإن أمضتك هذه الطيرة أو ردتك فقد أشركت.
طالب: .........
الذي يطَّلع مجرد اطلاع قد يكون هدفه، قصده الرصد ثم الرد، هذا ما فيه إشكال، بل مأمور به، والذي لمجرد الاطلاع من غير قصد للرد هذا حكمه غير، والذي هدفه الاطلاع مع العمل هدفه غير، وحكمه غير.
ذكر من تُطُيِّر له..
"الخامسة: ذكر من سُحِر له" ذكر من سُحِر له الشخص المسحور الذي يريد أن يتخلص من هذا السحر بما يسمى بالنشْرة، كما سيأتي في الباب الذي يليه، إذا مكَّن الساحر من الشرك بالله فقد شاركه، فقد شاركه، وهذا يُسمَّى من سُحِر له، وسواء سُحِر له في نفسه بأن يُحَل عنه ما في نفسه أو سحر له فيمن يأتي من أجله سواء كان لنفعه أو ضره، لنفعه بأن يكون مسحورًا ويسعى في خلاصه من السحر، لكنه عند ساحر، مع تمكينه من الشرك الأكبر شريك له، إذا أراد أن يضر أحدًا بالسحر فهذا سُحِر له في الضر، وهذا أمره عظيم، يعني مع كونه كفرًا، واعتداءًا وظلمًا على هذا المسحور؛ لأن بعض الناس ممن لا خلاق له، ورقّ دينه حتى وصل إلى الصفر مثل ما ذكرنا في درس سابق أن رجلاً خطب امرأة فرفضت، فأراد أن يسحرها، ذهب إلى الساحر وقال: خلاص أعطني مبلغ كذا، وهي عندك، جاء أسبوع.. ما صار شيء، جاء له قال: أمهلني أسبوعًا آخر، نفس الشيء ما صار شيء، جاء الأسبوع الثاني انتهى قال: أعطني أسبوعًا ثالثًا، ونفس الشيء، جاءه فقال: خذ فلوسك، عجزت، لماذا عجزت؟ قال: الحرس على بيتهم، الحرس من هم؟ الذكر، الذكر حرس، الذكر حرز من الشيطان وأعوان الشيطان.
المقصود أن على الإنسان أن يداوم على ذكر الله -جل وعلا-، وفيه أذكار مؤقتة للصباح والمساء وللنوم وللقيام من النوم وفي كل.. في دخول البيت والخروج ولبس الثوب.. كل شيء له ذكر عندنا، ولله الحمد.
ذكر من سُحِر له.
"السادسة: تعلم أبا جاد" تعلُّم أبا جاد، والأمور بمقاصدها، إذا تعلَّمه قارنًا هذا التعلُّم بالتنجيم والاستدلال بأحوال النجوم على الحوادث الأرضية وما أشبه ذلك هذا كفر بلا شك على ما سيأتي في بابه، وأما من تعلَّم الحروف الأبجدية لتعليمها للناس أو لتعليمها لنفسه، أو لمعرفة ما رُتِّب عليها من تواريخ ونحوها، هذا كله لا شيء فيه.
"السابعة: الفرق بين الكاهن والعرَّاف" مر بنا أن الكاهن والعراف واحد، الكاهن والعراف واحد، وهو في مؤداهما واحد؛ لأن الكاهن يدَّعي معرفة المغيبات، والعراف الذي يعرف أماكن الضوالّ ومعرفة المسروقات وما أشبه ذلك، فالمؤدّى واحد.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
طالب: .........
يَسمع التسليم، هذا الذي جاء يَسمع التسليم يُسلَّم عليه عيانًا.
طالب: .........
ماذا؟
طالب: .........
نعم زيادة.
طالب: .........
لا، الأصل أنه يصلي عليه بنفسه.
طالب: .........
نعم ما تكتب؛ لأنها ليست من أصل الكتاب.
طالب: .........
لا لا، الأسبوع القادم ما فيه، الطلاب يحضرون؟ ما هي عطلة؟
طالب: .........
خلاص.
طالب: .........
نعم يعرفون كيف يصلون.. أو يأخذ من أثره شيئًا..
طالب: .........
تعرف هذه الأمور؟!
طالب: .........
أجل احمد ربك واشكره..
طالب: .........
من صلاة العصر.. وأذكار الصباح من صلاة الصبح..
طالب: .........
نعم إلى الزوال من الصباح إلى الزوال..
طالب: يقضيها يا شيخ؟
أين؟
طالب: أذكار الصباح..
تجيء بعد في المساء وإن قضاها واشتغل بذكر الله شيء طيب، واحد يقول أين أذكار الظهر..! نعم والله..
طالب: طيب لو ما جلس إلا بعد الظهر..
يشتغل بذكر الله.
طالب: .........
لكن ما السبب؟
طالب: .........
استخار؟ على كل حال على حسب ما يقر في قلبه، قد يكون فيه أشياء يهابها أو يخافها، أو له موقف منها، أو لا يريدها أصلاً، قد تكون ظاهرة، وقد تكون ظاهرية؛ لأن الأرواح جنود مجندة.
طالب: .........
لا لا، عازم يعني لو منع يريد أن يمتنع أو لا؟ أجل يتوكل على الله فقط.
"