اعْلَمْ أنَّ الذي عليه الأئمةُ المحققونَ ودَلَّ عليه الكتابُ والسنةُ أنَّ المشيئةَ والمحبةَ لَيْسَتا واحِدًا، ولا هما مُتلازمتانِ، بلْ قدْ يَشاءُ ما لا يُحِبُّه، ويُحِبُّ ما لا يَشاءُ كوْنَه، فالأوَّلُ كمشيئتِه وُجودَ إبليسَ وجنودِه، ومشيئتِه العامةِ لجميعِ ما في الكوْنِ مع بُغْضِه لبعضِه، والثاني كمحبتِه إيمانَ الكُفَّارِ وطاعاتِ الفُجَّارِ وعدْلَ الظالمينَ وتوْبَةَ الفاسقينَ، ولو شَاءَ ذلك لوُجِدَ كُلُّه، فإنَّه ما شَاءَ كَانَ وما لمْ يَشَأْ لمْ يَكُنْ.