شرح كتاب التوحيد - 45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام –رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في الرياء، وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف:110] الآية. وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- مرفوعًا، قال الله تعالى: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ مَعِي فِيهِ غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» رواه مسلم.
وعن أبي سعيدٍ –رضي الله عنه- مرفوعًا: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قالوا: بلى، قال: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهَ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ» رواه أحمد.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الكهف.
الثانية: هذا الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيءٌ لغير الله.
الثالثة: ذكر السبب الموجب لذلك، وهو كمال الغنى.
الرابعة: أن من الأسباب أنه خير الشركاء.
الخامسة: خوف النبي –صلى الله عليه وسلم- على أصحابه من الرياء.
السادسة: أنه فسَّر ذلك أن يُصليِ المرء لله".
أن يُصليَ.
"أنه فسَّر ذلك أن يُصليَ المرء لله، لكن يُزينها لما يرى من نظر رجل".
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الإمام المُجدد –رحمه الله- في كتاب "التوحيد" "باب ما جاء في الرياء" الرياء مراءاة وملاحظة الغير من المخلوقين بعمل الخير، وهذه المراءاة والنظر قد تكون من أصل العمل يُصلي من أجل الناس، وهذا صنيع المنافقين {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء:142]، {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ} [النساء:142] قد يُوجد من بين المسلمين من يتصف بهذه الصفة، لكنه يختلف عن المنافقين، بأن المنافق الرياء من أصل العمل أو في أصل العمل ما قام يُصلي؛ إلا لِما يرى من نظر الناس إليه، ولولا من ينظر إليه لما صلى.
المسلم قد يحصل له شيءٌ من ذلك، وهذا الذي خافه النبي –عليه الصلاة والسلام- يقوم كسلان لأسباب إما سهر، وإما تعب، وإما مرض يقوم إلى الصلاة وهو كسلان، لكن لو فعل ما أرشده إليه النبي –عليه الصلاة والسلام- من الأذكار التي تُقال عندما يستيقظ من النوم «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ أَحَدِكُمْ ثَلاَثَ عُقَدٍ»، فإن قام وذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عقدة، وإذا صلى انحلت العقد كلها، وأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان، فالذِكر وملازمة الأذكار الواردة في مواطنها هي العُدة التي يُستَعد بها لِما ينوب الإنسان في حياته.
هذا المنافق الذي ما صلى إلا من أجل من يراه، أتى هذا الرياء على أصل توحيده فقضى عليه؛ ولذلك عقابه أنه في الدرك الأسفل من النار.
المسلم الذي يُشبه المنافق في الكسل، وقد يوجد الرياء، لكن لا يُوجد من أصل العمل، أصل العمل لله، فهو يُصلي سواءٌ كان بحضرة أحد أو لم يكن بحضرة أحد لو خلى بنفسه صلى بنفسه بخلاف المنافق، لكن قد تهفو نفسه إلى من يراه من المخلوقين، فيُزين صلاته، وهذا الشرك الأصغر وهو يطرأ على المسلم، ولا شك أنه إذا كان الشرك أو الرياء في أصل العمل فإنه محبط للعمل، وإذا كان في أثنائه عرض له فطرده، قاومه وطرده هذا لا يضره هو في جهاد، أما إذا استمر معه عرض له واستمر معه يكون على حسب قوة هذا الرياء وضعفه، على حسب قوة الرياء وضعفه قد يستمر إلى نهاية العمل فيُحبطه، وقد يستمر قليلاً أو كثيرًا، فيكون أثره في العمل بقدره.
طالب:........
لا، الأصل صلاة الصبح.
"باب ما جاء في الرياء" من الآثار، من الآيات والأحاديث والآثار مما سيذكره المؤلف –رحمه الله- "وقولِ الله تعالى" "قولِ" مجرور عطفًا على الرياء: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف:110] الرسول –عليه الصلاة والسلام- بشر ليس له شيء من حقوق الله –جلَّ وعلا- لماذا؟ لأنه بشر {مِثْلُكُمْ} [الكهف:110] والفرق بينه وبين غيره من البشر {يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف:110] {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف:110] وأنتم لا يُوحى إليكم، {أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف:110] الإله الذي يستحق العبودية بأكملها، ولا يجوز أن يُصرف شيءٌ منها إلى غيره هو الله الإله الواحد، وإذا تأمل الإنسان في وحدانيته –جلَّ وعلا- رجع على نفسه باللوم إذا طرأ عليه شيءٌ من الرياء، ما الذي يصنعه لك هذا المخلوق الذي لا يملك شيئًا؟ لا يملك لك ضرًّا ولا نفعًا، وهو مخلوقٌ مثلك، هو محتاجٌ إلى ما أنت محتاجٌ إليه، {أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} [الكهف:110] الصالح: الخالص الصواب على سُنَّة النبي –عليه الصلاة والسلام- هو العمل الصالح الذي ينفع صاحبه إذا كان خالصًا لله– جلَّ وعلا-، صوابًا على سُنَّة رسوله –صلى الله عليه وسلم- {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110] كائنًا من كان..كائنًا من كان {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110].
طيب الذي يُعبد الله، ويتعبد ويزيد في عبادته؛ طلبًا للجنة أو خوفًا من النار، هل أشرك بعبادة ربه أحدًا؟ بعض المتصوفة نصوا على أن من عبد الله خوفًا من عذابه أو رجاءً لثوابه، وطلبًا لجنته دخل في الآية {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110].
طالب:.........
ماذا؟
المحبة فقه كما يُذكر عن رابعة وغيرها.
{وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110] أنت إذا عبدت الله –جلَّ وعلا- طلبًا لثوابه، وهو– جلَّ وعلا- هو الذي رتب الثواب على هذه العبادة، هو الذي رتب الثواب على هذه العبادة، وذكر هذا الثواب، ورغَّب في هذه العبادة مقرونةً بهذا الثواب سواءً كان ثوابًا أخرويًّا أو دنيويًّا، من قال كذا حُفِظ من كذا، لم يضره كذا، يعني أنت إذا لاحظت هذا الثواب تكون قد أشركت؟! لو كانت ملاحظته مؤثرةً ما ذُكِرت في النص.
الأمر الثاني: الذي يعبد الله خوفًا من ناره، هل هو يخاف من الله أو من النار؟
طالب: من الله.
هل هو يخاف من النار أو من الله -جلَّ وعلا-؟ يعني: أنت إذا رأيت في يدِ أحدٍ سيف أو عصا، وخفت أن يقتلك أو يضربك بالعصا، أنت تخاف من السيف أو من حامل السيف؟
طالب: من حامله.
من حامل السيف، السيف لو كان مُلقى على الأرض ما ضر، النار لو كانت موجودة بدون إرادةٍ إلهية ما تساوي شيئًا، كم من نارٍ تمر بها ولا تمسك بشيء، فالخوف في حقيقته من الله –جلَّ وعلا-، والرجاء في حقيقة الأمر من الله –جلَّ وعلا- ولا أثر لما قالوه، إنما جعل الله فيها هذا الأثر لمن يستحقها، وجعل هذا الثواب لمن يستحقه، والتصرف الكامل لله –جلَّ وعلا-، ولذا لمَّا وقع في النار من لم يُرد الله أن يُعذبه بها صارت بردًا وسلامًا؛ لأنهم يشوشون على الناس، يقول له: أنت ما خفت الله تخاف من النار، ولا رجوت الله راجٍ للجنة، وهذا الكلام ما هو بصحيح.
النبي –عليه الصلاة والسلام- في الرؤى المتعددة حينما يمر بالنار، ويذكر أحوال المعذبين، هل هو لذات النار أو لأن هذا المُعذَّب خالف ما أُمِر به فعُذِّب بأمر الله -جلَّ وعلا- لأنه مستحق؟
ما معنى أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يذكر بعض المعذبين بالتفصيل، وبأمورٍ مهولة من أجل ماذا؟ عبث؟ لا نخاف النار؟ لا نخاف النار لا لذاتها، وإنما للذي يُعذب بها نظير السيف بيد حامله.
يمكن المفسر لم يذكر شيئًا من كلام الصوفية.
طلعت الآية؟
طالب: نعم.
هذا الألوسي في تفسيره؛ لأنه يعتني بأقوال الصوفية.
قال –رحمه الله-: "{وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110] إشراكًا جليًّا كما فعله الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه، ولا إشراكًا خفيًّا كما يفعله أهل الرياء، ومن يطلب بعمله دنيا، واقتصر ابن جبيرٍ على تفسير الشرك بالرياء، وروي نحوه عن الحسن، وصحَّ في الحديث تسميته بالشرك الأصغر، ويؤيد إرادة ذلك تقديم الأمر بالعمل الصالح على هذا النهي، فإن وجهه حينئذٍ ظاهر، إذ يكون الكلام في قوة قولك: من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا في نفسه، ولا يُراءي بعمله أحدًا فيفسده.
وكذا ما روي من أن جندب بن زهير قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني أعمل العمل لله تعالى، فإذا اطُلِع عليه سرني، فقال لي: «إن الله تعالى لا يقبل ما شُورِك فيه» فنزلت الآية تصديقًا له -صلى الله عليه وسلم- نعم لا يأبى ذلك إرادة العموم كما لا يخفى، وقد تضافرت الأخبار أن كل عملٍ عُمِل لغرضٍ".
لكن من سرته حسنته، وساءته سيئته فهو المؤمن.
الأمر الثاني: من أحب أن يُمدَح بما فعل، هل يؤثر هذا أم ما يؤثر؟ يؤثر، الجمهور على أنه يؤثر، حُب المدح يؤثر، وابن القيم –رحمه الله- في "الفوائد" يقول: إذا حدَّثتك نفسك بالإخلاص، فاعمد إلى حب المدح والثناء، فاذبحه بسكين علمك أنه لا أحد ينفع مدحه، ولا يضر ذمه إلا الله.
وجاء الأعرابي إلى النبي –عليه الصلاة والسلام- وقال له: يا محمد أعطني، فإن مدحي زين وذمي شين، قال: «ذاك الله».
عموم السلف على أنه مؤثر، وأن الإنسان لا ينبغي، لا يلتفت إلى المدح، ولا يؤثر فيه، ولا إلى الذم.
ولكن هل مطلوب من المسلم أن يكون حامده وذامه سواءً؟
طالب:...........
نعم.
طالب:...........
ما معنى «ذلك عاجل بُشرى المؤمن»؟ الشيخ ابن سعدي –رحمه الله- في آية آل عمران التي في أواخرها {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران:188] قال: مفهوم الآية أنه إذا أحب أن يُمدَح بما فعل فلا شيء عليه، وأظن أن التفسير موجود، تفسير ابن سعدي.
طالب:.........
أنت..أنت.
طالب:.........
موجود في المسجد.
طالب:.........
نعم.
طالب:.........
ماذا؟
طالب: في الأجهزة موجود.
نعم، موجود، لكن ما دام الورق عندنا.
على كل حال المسألة دقيقة وحساسة، والنية والإخلاص عزيز، والنية شرود على الإنسان أن يتفقدها في كل لحظة بعض الناس أو الناس على طرفي نقيض فيهم وسط -ولله الحمد-، يعني بعض الناس جاء عنه أنه تعبد سبعين سنة، وقال: أنا أستحي أن أسأل الله الجنة، لست بكفءٍ للجنة إنما أكتفي أن أستعيذ به من النار، هذا عمله مرضي؟ لا، النبي –عليه الصلاة والسلام- أمر أن نسأل الله الجنة، وإذا سألناه أن نسأله الفردوس الأعلى.
وبعض الناس يجلس في المسجد بعد الناس يبقى لحاله في المسجد، نصف ساعة.. ساعة، وإذا تحرك الباب قال: يدخله الملائكة يُسلمون علي، شيء يُتوقع هذا؟! الإنسان يتوسط في أموره كلها، ويكون بين الرجاء والخوف يعمل العمل الصالح، ولا يُشرك بعبادة ربه، ولا يلتفت لمخلوق في عباداته، ومع ذلك يتوسط في نظره إلى نفسه، وفي نظره إلى الناس، نعم إذا هضم نفسه وتواضع، لكن بعض الناس يتواضع تواضع مع حيلة، تواضع أكثر مما يستحقق، ومما هو منتشر ومعروف عند الناس أنه يعمله يقول: أبدًا ما أعمله، والناس يشهدون عليه أنه يعمله. هذا التواضع غير مُرضي؛ من أجل أن يُمدح بأكثر، فهذا إشكال كبير عند بعض الناس مثل الذين يبيعون بالسيارات والمعارض، السيارة تجرب وتروح وتجيء وغير ذلك، يقول: أبدًا خبطة، والقير عطلان ولا تمشي ولا تروح ولا تجيء يبيعها لأن فيها عيوبًا ما يُستفصل عنها، يجزم الشاري ولا يستفصل عن عيوبٍ هي موجودة في حقيقة الأمر، فالشيطان حريص، الشيطان له مداخل خفية إلى قلوب الناس.
قال الشيخ ابن سعدي –رحمه الله- "بعد أن ذكر تفسير قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران:188] قال: ودلت الآية بمفهومها على أن من أحب أن يُحمد، ويُثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق، إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة أنه غير مذموم، بل هذا من الأمور المطلوبة التي أخبر الله أنه يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواص خلقه، وسألوها منه، كما قال إبراهيم -عليه السلام-: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} [الشعراء:84]. وقال: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 79-80]. وقد قال عباد الرحمن: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان:74] وهي من نعم الباري على عبده، ومننه التي تحتاج إلى الشكر. انتهى."
لكن المسألة من مضايق الأنظار، ومن دقائق الأمور، مَن يتخلص إذا رأى مثل هذا، ويتخلص من الموقف مائة بالمائة؟
طالب:.........
نعم.
طالب:.........
لا، صعب أنه يهمه ما يمدحونه، وبعد هذا لا شيء، يهمه أن يُمدح ويفرح بالمدح، ثم بعد ذلك قلبه مستوٍ.
طالب:.........
النفس رديئة لابد من التأثير على القلب ولو بعد العمل، لابد من التأثير دعنا ممن ذُكِر إبراهيم ونوح –عليهم السلام- غير، لكن الكلام في آحاد الناس الذي يتأثر بأدنى كلمة؛ ولذلك جاء في الحديث الصحيح «احثوا في وجوه المداحين التراب» من غير تفريق من يمدح ما فعل أو لم يفعل لا شك أن له أثرًا، وجاء في بعض النصوص مدح بعض الأفراد، وبعض الناس في وجوههم، ولا شك أن الناس منازل، لكن الإنسان يعرف قدر نفسه ويتحاشى بقدر الإمكان أن يتعرض لمدح.
يقول ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه إذا مُدِح قال: أنا لست بشيء، ولا لي شيء ولا مني شيء شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هذا: أنا لست بشيء، ولا لي شيء، ولا مني شيء.
أنا المكدي وابن المكدي وكذلك كان أبي وجدي
|
وقال كلامًا راجعوه في آخر -أظن في آخر- الجزء الأول من مدارج السالكين.
الألوسي ماذا يقول؟
الألوسي يقول: "وقد تضافرت الأخبار أن كل عملٍ عُمِل لغرضٍ دنيوي لا يُقبل، فقد أخرج أحمد ومسلم، وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربه تعالى أنه قال: «أنا خير الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيره فأنا برئٌ منه وهو للذي أشرك» وأخرج البزار والبيهقي عن أنسٍ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تُعرض أعمال بني آدم بين يدي الله -عزَّ وجل- يوم القيامة في صحفٍ مُختَّمة، فيقول الله تعالى: ألقوا هذا واقبلوا هذا، فتقول الملائكة: يا ربي والله ما رأينا منه إلا خيرًا، فيقول سبحانه: إن عمله كان لغير وجهي، ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي».
وأخرج أحمد، والنسائي، وابن حبان، والطبراني، والحاكم، وصححه عن يحيى بن الوليد بن عبادة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من غزا وهو لا ينوي في غزاته إلا عقالاً فله ما نوى».
وأخرج أبو داود، والنسائي، والطبراني، بسندٍ جيدٍ عن أبي إمامة".
أُمامة.
"عن أبي أُمامة قال: جاء رجلٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا شيء له» فأعادها ثلاث مرار، يقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «لا شيء له» ثم قال: «إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتُغيَّ به وجهه» إلى غير ذلك من الأخبار.
واستُشكِل كون السرور بالعمل إشراكًا فيه محبطًا له، مع أن الإتيان به ابتداءً كان بإخلاص النية كما يدل عليه أني أعمل العمل لله تعالى، وأُجيب بما أشار إليه في الإحياء من أن العمل لا يخلو إذا عُمِل من أن ينعقد من أوله إلى آخره على الإخلاص من غير شائبة رياء، وهو الذهب المُصفى، أو ينعقد من أوله إلى آخره على الرياء وهو عملٌ محبط لا نفع فيه، أو ينعقد من أول أمره على الإخلاص، ثم يطرأ عليه الرياء، وحينئذٍ لا يخلو طروه عليه من أن يكون بعد تمامه أو قبله.
والأول: غير محبط لاسيما إذا لم يتكلف إظهاره إلا أنه إذا ظهرت رغبةٌ وسرورٌ تام بظهوره يُخشى عليه، لكن الظاهر أنه مُثابٌ عليه.
والثاني: وهو المراد هنا، فإن كان باعثًا له على العمل ومؤثرًا فيه فسد ما قارنه وأحبطه، ثم سرى إلى ما قبله.
وأخرج ابن مندة، وأبو نعيمٍ في الصحابة وغيرهما".
منده، وداسه، وماجه كلها بالهاء.
طالب: أحسن الله إليك.
"وأخرج أبو منده".
ابن..ابن.
"وأخرج ابن منده، وأبو نعيمٍ في الصحابة وغيرهما من طريق السدى الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالحٍ، عن ابن عباسٍ –رضي الله عنهما- قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق، فذُكِر بخيرٍ ارتاح له، فزاد في ذلك لمقالة الناس، وفيه نزل قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو} [الكهف:110] الآية، ولا شك أن العمل الذي يُقارِن ذلك محبط.
وذكر بعضهم قد يُثاب الرجل على الإعجاب إذا اطَلع على عمله".
اطُلِّع.
طالب: أحسن الله إليك.
"إذا اطُلِّع على عمله، فقد روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً قال: يا رسول الله إني أعمل العمل فيُطلع عليه فيعجبني، فقال -عليه الصلاة والسلام-: «لك أجران أجر السر وأجر العلانية» وهذا محمولٌ على ما إذا كان ظهور عمله لأحدٍ باعثًا له على عملٍ مثله، والاقتداء به فيه ونحو ذلك، ولم يكن إعجابه بعمله ولا بظهوره، بل بما يترتب عليه من الخير، ومثله دفع سوء الظن؛ ولذا قيل: ينبغي لمن يُقتدى به أن يُظهر أعماله الحسنة".
ليُقتدى به فيكون له أجر عمله، وأجر من يقتدي به.
"والظاهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عَلِم حال كلَّ".
كلِّ.
"عَلِم حال كلِّ من هذا الرجل".
كلٌّ.
"عَلِم حال كلٌّ من هذا الرجل، وجندب بن زهير، فأجاب كلاًّ على حسب حاله، وما ألطف جوابه- عليه الصلاة والسلام- لجندب كما لا يخفى على الفطن.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في شُعب الإيمان عن ابن عباسٍ- رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: أُنزِلت الآية في المشركين الذين عبدوا مع الله تعالى إلهًا غيره، وليست في المؤمنين، وهو ظاهرٌ في أنه حمل الشرك على الجلي، وأنت تعلم أنه لا يظهر حينئذٍ وجه تقديم الأمر بالعمل الصالح على النهي عن الشرك المذكور إلا بتكلف، فلعل العموم أولى، وإن كان الشرك أكثر شيوعًا في الشرك الجلي.
ويدخل في العموم قراءة القرآن للموتى بالأجرة، فلا ثواب فيها للميت، ولا للقارئ أصلاً، وقد عمت البلوى بذلك والناس عنه غافلون، وإذا نُبِهوا لا يتنبهون".
لأنه عملٌ ليس عليه دليل، فيدخل في حديث عائشة: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
"فإنا لله تعالى وإنا إليه راجعون؛ وقد بالغ في العموم من جعل الاستعانة في الطاعات كالوضوء شركًا منهيًا عنه، فقد قال الراغب في المحاضرات: إن علي بن موسى الرضا -رضي الله تعالى عنهما- كان عند المأمون، فلما حضر وقت الصلاة رأى الخدم يأتونه بالماء والطست، فقال الرضا -رضي الله تعالى عنه-: لو توليت هذا بنفسك، فإن الله تعالى يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110]".
هي الإعانة على الوضوء فيها شيء؟ النبي –عليه الصلاة والسلام- كان يُحضَر له الماء ويُصب عليه لا إشكال في ذلك، لكن الرضا غير مرضي، موسى فيه ما فيه.
"ولعل المراد بالنهي هذا مطلق طلب الترك؛ ليعم الحرام والمكروه، والظاهر أن الفاء للتفريع على قصر الوحدانية عليه تعالى، ووجه ذلك على أن كون الإله الحق واحدًا يقتضي أن يكون في غاية العظمة والكمال، واقتضاء ذلك عمل الطامع في كرامته عملاً صالحًا، وعدم الإشراك بعبادته مما لا شبهة فيه كذا قيل، وقيل: الأمر بالعمل الصالح متفرعٌ على كونه تعالى إلهًا، والنهي عن الشرك متفرع على كون الإله واحدًا، وجُعل هذا وجهًا لتقديم الأمر على النهي على ما روي عن ابن عباس وهو كما ترى، وقيل: التفريع على مجموع ما تقدم فليُفهم، ووضع الظاهر موضع الضمير في الموضعين مع التعرض لعنوان الربوبية؛ لزيادة التقرير، وللإشعار بعلية العنوان للأمر والنهي، ووجوب الامتثال فعلاً وتركًا.
وقرأ أبو عمروٍ في رواية الجعفي (ولا تشرك) بالتاء الفوقية على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، ويكون قوله تعالى: (بربه( التفاتًا أيضًا من الخطاب إلى الغيبة.
هذا وعن معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه- أن هذه الآية {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو} [الكهف:110] إلى آخر آيةٍ نزلت، وفيه كلام، والحق خلافه، والله تعالى أعلم".
هكذا تفسير الآية.
طالب: انتهى.
انتهى؟
طالب: نعم.
يعني ما أشار إلى أنه يعتني بأقوال الصوفية، وهذا قول مشهور عنهم ومعروف: أن من يعبد الله من أجل ثوابه من أجل الجنة، أو الخوف من النار أنه دخل في الآية هذا معروف عنهم؛ ولذلك يعبدونه بالحب فقط، ولذا يُذكر عن رابعة العدوية أنها تقول: إلهي ما عبدتك طمعًا في جنتك ولا خوفًا من نارك، وإنما عبدته بالحب، وشيخ الإسلام يقول: من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، يعني: خارجي، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مُرجيء، ومن عبده بالحب وحده فهو زنديق.
تفضل.
طالب:........
لابد من الجمع بين الأمور الثلاثة الحب مع الخوف والرجاء.
طالب:........
زندقة، الذي جرَّد قلبه من الخوف والرجاء زنديق.
ثم قال –رحمه الله تعالى-: "عن أبي هريرة –رضي الله عنه- مرفوعًا" يعني: إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- "قال الله تعالى" يُسمى هذا الحديث عند أهل العلم قدسي..قدسي، فما يُضاف إلى الله –جلَّ وعلا- من غير القرآن هو الحديث القدسي.
"قال الله تعالى «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ» هو ليس له شريك، فكونه «أَغْنَى الشُّرَكَاءِ» هل يدل على أن له شركاء؟
طالب:........
اللفظ..اللفظ.
طالب:........
ما يدل؟
طالب:........
ماذا؟
طالب:........
«أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ» يعني: مثل ما قالوا في الموضوع المكذوب على النبي -عليه الصلاة والسلام- قالوا: الموضوع شرُّ الأحاديث، ومن الأحاديث يعني: هو من عموم ما يُتَحدَّث به، أو على حدِّ زعم واضعه يزعم أنه حديث.
لكن هنا إذا قال: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ» يعني: على حد من أشرك، على حد زعم من أشرك.
«أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً».
طالب:........
نعم.
طالب:........
لو على حد زعمهم ما هو بشريك ولو أشرك، المُشرَك به ليس بشريك، ولو أُشرِك.
«مَنْ عَمِلَ عَمَلاً» نكرة في سياق الشرط، فتعم أي عمل قَل أو كثر، والعمل يشمل العمل القلبي، والعمل البدني؛ لأن عمل النكرة في سياق الشرط تعم.
«أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ» يعني: العامل «وَشِرْكَهُ» يعني: ما عمِل مما فيه شرك "رواه مسلم".
ثم قال: "وعن أبي سعيدٍ –رضي الله عنه- مرفوعًا: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟»" المسيح الدجال الذي أُمِرنا بالاستعاذة منه في آخر كل صلاة لا شك أنه مخوُّف، وفتنته عظيمة، لكن أخوف من ذلك الشرك الخفي الذي هو الرياء؛ لأن المسيح الدجال شيء محسوس، ويُمكن أن تُتَجاوز محنته بتوفيق الله –جلَّ وعلا- بالصبر عليه، لكن الرياء الذي حاجر من حاجر يعني: إن نجوت في هذا الأمر ما نجوت من الثاني، إن نجوت في هذه اللحظة ما نجوت من الثانية، فأمره خطيرٌ جدًّا، وأما من وفقه الله –جلَّ وعلا- ورزقه الإخلاص هذا في الغالب أنه ينجو، لكن قد يعرض لهذا ما يعرض، ثُم يدفعه ولا يلتفت إليه.
"«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قالوا: بلى" كُني بالجواب، يُمكن أن يكون مسلم يسمع هذا الكلام ولا يقول بلى؟
طالب:........
الأمور المخوفة كلٌّ يُريد اتقاءها، كلٌّ يُريد الخلاص منها، والنجاة والفكاك. "قالوا بلى" كيف وهو– القائل- من لا ينطق عن الهوى، والمقول لهم الصحابة –رضوان الله عليهم- "قال: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ»" طيب ما هو الشرك الخفي؟ قال: "«يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهَ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إليه» رواه أحمد".
طيب إذا كان الإنسان إذا صلى الراتبة في المسجد زينها، ولو لم يكن عنده أحد، وإذا صلاها في البيت اعتاد أنه يُصليها على أي وجه، إن على المسلم ألا تختلف صلاته لا بمفرده، ولا بحضور الجماعة، وبعضهم يعمد إلى العكس إذا صار بمفرده زينها وأطالها وتخشَّع فيها، وإذا كان بحضرة جماعة خفف، وهذا من أجل؟
طالب: إخفاء العمل.
إخفاء العمل، وطرد الرياء والتخلص منه.
«يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهَ» لماذا؟ «لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إليه» يذكرون من الطرائف أن شخصًا أطال صلاته، فسمع من يمدحه، فالتفت إليهم وقال له: وصايم بعد، نسأل الله العافية.
ف يُوجد من بعض من يستدرج في هذا الباب شيء مضحك، لاسيما إذا استرسل الإنسان في هذا الباب ولا أوقف نفسه عند حدِّها، فالنفس ضعيفة.. النفس ضعيفة.
طالب:........
نعم، النبي –عليه الصلاة والسلام- استمع إلى أبي موسى وهو يقرأ، فأخبره النبي –عليه الصلاة والسلام- أنه استمع إليه، قال: لو علمت لحبرته لك تحبيرًا. هل يدخل في هذا الباب؟
طالب: لا يدخل.
لا يدخل، لماذا؟ لأنه يُريد أن يُدخِل السرور على النبي –عليه الصلاة والسلام- لاستماعه للصوت الحسن الجميل الذي أُدِّي به خير الكلام. الآن إذا سمع القارئ الآية من القرآن بصوت قارئ وتأثر وخشع وبكى، وسمع الآية نفسها بصوت آخر ولا أثرت فيه، هذا ما يُوجد عند الناس كلهم أو جُلهم؟ هذا موجود تسمع الآية من فلان ما تحرك فيك ساكنًا، وتسمعها من آخر فتؤثر فيك؛ ولذا جاء الأمر بالتغني بالقرآن «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» التغني بالقرآن لا شك أنه يجعل الإنسان يتأثر، هل يكون التأثير للقرآن أو للصوت؟
طالب: للقرآن.
طيب لما تسمع واحدًا يقرأ قرآنًا كما يقرأ جريدة ما فيه فرق صار التأثير من القرآن؟ نعم التأثير للقرآن المؤدى بهذا الصوت؛ ولذلك لو قرأ هذا المؤثِّر بصوته قرأ من كُتب الحديث مثلاً هل يبكي الإنسان إذا سمع؟ إنما يبكي للقرآن المؤدى بهذا الصوت.
طالب:........
الجمهور على أن فضائل الأعمال، والترغيب والترهيب، والمغازي والسير، والتفسير على أنه يُتسامح في أسانيدها، ونُقل عن الإمام أحمد وعن غيره كلام في هذا الباب، وجروا على ذلك لا يُشددون في أحاديث الفضائل، وبعضهم يرى، وهذا منقول عن كثير من أهل العلم، وإن كان قول الجماهير هو الأول، قول جماهير الأئمة هو الأول، ونُقل عن بعضهم أنه لا فرق، يعني: الفضائل، والأحكام، والعقائد كلها لا فرق بينهم.
وعلى كل حال التحري في أمور الدِّين مطلوب، وعمل السلف على... بل نقل النووي الإجماع على التساهل في أحاديث الفضائل، نقل الإجماع، مع أن الإجماع منقوض؛ لأن فيه علماء خالفوا.
قال –رحمه الله-: "فيه مسائل: الأولى: تفسير آية الكهف" {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف:110] الآية.
"الثانية: هذا الأمر العظيم في رد العمل الصالح" «تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» "هذا الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيءٌ لغير الله" «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيه مَعِيِ غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ».
"الثالثة: ذكر السبب الموجب لذلك، وهو كمال الغنى" «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ» كمال الغنى لله –جلَّ وعلا-، فغناه لا يعتريه نقص.
"الرابعة: أن من الأسباب أنه خير الشركاء" لو مجموعة ورثة مثلًا لزيد من الناس فيهم خمسة من الأولاد فيهم الغني، وفيهم المتوسط، وفيهم الفقير، هؤلاء الورثة ورِثوا عن أبيهم شيئًا يسيرًا جدًّا، هل تحصل المشاحة بين الغني السوي ما هو البخيل أو الشحيح، الغني السوي إذا كان هذا النذر يسيرًا جدًّا، هل يُمكن أن تحصل مشاحة أو محاكمات ومقاضاة؟ فكيف بالغني الذي لا يعتري غناه نقصٌ بوجهٍ من الوجوه!!
"الرابعة: أن من الأسباب أنه خير الشركاء" من أين نأخذ؟
طالب:........
نعم.
طالب:........
ما يلزم، هل الغنى يدل على الخيرية؟
طالب:........
لأن من لم يتصف بالخيرية لا يترك نصيبه هو فيه بُعد.
"الخامسة: خوف النبي –صلى الله عليه وسلم- على أصحابه من الرياء" وأنه يخاف عليهم من الرياء أكثر مما يخاف عليهم من الدجال.
"السادسة: أنه فسَّر ذلك" يعني: فسَّر الرياء "أن يُصلي المرء لله -جلَّ وعلا-" هذا الأصل، "لكن يُزينها لما يرى من نظر رجل" لكن يُزين هذه الصلاة لِما يرى من نظر رجل.
والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.