الحديث صحيح لا إشكال فيه، قد خرجه الإمام البخاري وغيره بهذا اللفظ، «إذا اشتدَّ الحرُّ فأَبْرِدوا بالصلاة، فإن شدَّة الحرِّ من فَيْح جهنم» [البخاري: 536].
وأما ثانيًا: (فكيف يتم التوفيق بينه وبين الحقائق العلمية المثبِتة أن مصدر الحرارة الشديدة من الشمس)؟ هذا الحديث صحيح، وجاء في الحديث أيضًا «اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضًا -يعني: من شدة الحر-، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير» [البخاري: 537]، وهذا لا يُنازِع فيه مَن في قلبه إيمان؛ لأن هذا الحديث صحيح، والمعنى متصوَّر، وعلى كل حال لا معارضة بينه وبين حرارة الشمس، نعم الشمس من مصادر الحرارة، والنار التي نوقدها من مصادر الحرارة، ومصادر الحرارة كثيرة وفيها كثْرَة، يعني لو أن السيارة شُغِّلَتْ في أي وقت من الأوقات لا تلبث أن تكون مصدرًا من مصادر الحرارة، فإذا فُتح غطاء مقدمتها كانت من مصادر الحرارة، والكهرباء من مصادر الحرارة، والمكيفات الحارة من مصادر الحرارة.
المقصود أنه لا تَنافي بين حرارة الشمس وبين ما جاء في هذا الحديث، فمصادر الحرارة كثيرة جدًّا، وتبقى أن النار فُضِّلتْ على نارنا بسبعين ضعفًا، كلها مثل حرِّها -مثل حرِّ نارنا-.