جاء عند ابن أبي شيبة في مصنفه عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: "إذا رأيتَ الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات، فإن الحسنة تدل على أختها، وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات، فإن السيئة تدل على أختها" [35336].
ولا شك أن مَن عمل الحسنة فإنه يُعان على أختها من الحسنات الأخرى، وكذلك مَن عمل السيئة فإن من عقوبة الله له أن يعمل السيئة بعدها، ولا يوفَّق لعمل حسنةٍ بعدها، ولكنه إذا عمل السيئة فأتْبَعها الحسنةَ فقد جاء في الحديث «وأتْبِع السيئةَ الحسنةَ تَمْحها» [الترمذي: 1987]، ولكن الخبر معناه صحيح، وهو ثابت عن عروة بن الزبير -رضي الله عنه-.
وجاء في (شعب الإيمان) للإمام البيهقي عن أبي الحسين المزيِّن، قال: "الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة" [6829]، ولا شك أن مَن يعمل الحسنات يُوفَّق ويُجازى بحسناتٍ أخرى، ومَن يعمل السيئات يُخذل ولا يُعان على حسنات، بل تُيَسَّر له السيئات، وهو معنى الحديث أو الأثر المسؤول عنه "الحسنة تقول: أختي أختي، والسيئة تقول: أختي أختي"، والله المستعان، والله أعلم.