هذا النشيد خرَّجه الإمام البيهقي في (دلائل النبوة) [2/506] من حديث ابن عائشة معضلًا، والمعضل من الحديث ما سقط منه راويان على التوالي، وهو أشد من المنقطع، فضعفه شديد.
وأما قول السائل: (ما صحة نسبته لأهل المدينة لدى استقبالهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟)، فالمشتهر على ألسنة الناس أنهم استقبلوا به النبي -عليه الصلاة والسلام- لما جاء مهاجرًا، ولكن ثنيَّات الوداع المشار إليها في هذا الشعر ليست على طريق مكة، وإنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة، ولا يمر بها إلا إذا توجَّه إلى الشام.
وعلى كل حال فهذا النشيد ضعيف، ويقول الإمام البيهقي في (دلائل النبوة) فيما يرويه عن الفضل بن الحباب، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عائشة يقول...فذكره، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، لكنه معضل سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر، يعني: الأصل في المعضل أنه ما سقط من إسناده راويان فأكثر، فإذا سقط منه ثلاثة كان أشد ضعفًا، فهو من ناحيتين:
- ضعف الإسناد، حيث رواه البيهقي معضلًا.
- ومن حيث المعنى والمتن: "من ثنيَّات الوداع"، والمستفيض على ألسنة الناس أنه في استقبالهم النبي -عليه الصلاة والسلام- في وقت الهجرة من مكة إلى المدينة، والذي قرَّره أهل العلم أن ثنيَّات الوداع من ناحية الشام، بحيث لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يمر بها، والله أعلم.