قراءة القارئ حسن الصوت لا شك أنها تؤثر في قلب المسلم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- تأثَّر بالقراءة من غيره، ولا يعني هذا أن المؤثر في هذا المسلم الصوت فقط، وإنما هو القرآن المؤدى بهذا الصوت، وبعض الناس قد يستشكل أمر التأثر هل هو بالصوت أو بالقرآن، فيقول: إذا كان التأثر بالقرآن نفسه لماذا لا نتأثر بقراءة زيد من الناس الذي صوته أقل مستوىً من صوت فلان؟ نقول: لا، بل التأثر بالقرآن المؤدَّى بهذا الصوت، بدليل أن صاحب الصوت الحسن لو قرأ غير القرآن لما أثَّر مثل تأثيره بقراءة القرآن، ولذا جاء الأمر بتحسين الصوت «زينوا القرآن بأصواتكم» [أبو داود: 1468] و«ليس منا من لم يتغن بالقرآن» [البخاري: 7527]، فالتأثير للقرآن المؤدَّى بهذا الصوت.