شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (58)

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ألفية الحافظ العراقي (58)

مَعْرِفَةُ التَّابِعِينَ

الشيخ: عبد الكريم الخضير

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:

مَعْرِفَةُ التَّابِعِينَ

والتَّابعِيُّ اللاَّقِي لِمَنْ قَدْ صَحِبَا
وَهُمْ طِبَاقٌ قِيلَ: خَمْسَ عَشَرَهْ
ج

 

وَلِلْخَطِيبِ حَدُّهُ: أنْ يَصْحَبَا
...................................
ج

عَشِرة، عَشِرة؛ لأنها كهذا وجدت بخط المؤلف، جريًا على لغة تميم، لتكون مخالفة لما في الشطر الثاني، نعم.

وَهُمْ طِبَاقٌ قِيلَ: خَمْسَ عَشِرَهْ

 

أَوَّلُهُمْ: رُوَاةُ كلِّ العَشَرَهْ

لكن هل المطلوب في تمام المطابقة للشطرين موافقة اللفظ الأول للفظ الثاني في الحركات أو المطلوب المخالفة؟ لأنه ضبطها بيده عشِرة تبعًا للغة تميم من أجل مغايرة ما في الشطر الثاني، من أجل المغايرة، وهناك في العنعنة قال:

وكثر استعمال (عن) في ذا الزمن
ج

 

إجازة وهي بوصل ما قمن
ج

ضبطها بفتح الميم يعني الأكثر قمِن، يعني حري وجدير وخليق أن تكون.. يعني كما جاء في الحديث ((وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمِنٌ أن يستجاب لكم)) وضبطها قمَن وتجوز بالضبطين، كلاهما صحيح، لكنه من أجل موافقة الزمن ضبطها قمَن، وهنا قال: عشِرة من أجل أن تغاير العشرة، يعني هل في مخالفة لما تقدم؟ هناك قال: قمَن من أجل أن توافق؟ وهنا قال: عشِرة من أجل أن تغاير؟ فهل الأولى أن توافق أو تغاير؟ ما عرفنا المطلوب؟ المطلوب واضح؟ لأنه هنا ضبطها بقلمه: عشِرة على لغة تميم، من أجل أن تغاير العشرة، "رواة كل العشرة" من أجل أن تغاير، وهناك قال: قمَن من أجل أن توافق الزمن في الضبط، وإلا لو قال: إجازة وهي بوصل ما قمِن، غايرت، وصار نظير ما عندنا ولا إشكال، أيهما أولى الموافقة وإلا المغايرة؟ يعني حتى في السجع يطلبون فيه الموافقة؛ ولذلك تجدون بعض العناوين -عناوين الكتب- المسجوعة إذا لم تكن موافقة ما صارت يعني..، يعني صار النطق بها ما هو..، يعني فيه شيء من القلق، وما الجواب؟ يعني الآن قصد هنا أن تغاير.

طالب: ضرورة.

لا ما فيه ضرورة، ما في...

طالب:.........

هاه؟

طالب: تطابق المعنى......

لا هو المطلوب في الخمسة عشرة هذه الطبقات، والعشرة المطلوب فيهم العشرة المبشرين بالجنة غيرهم، لكن لماذا قصد أن يضبطها على لغة تميم؟ وبقلمه وجدت ما هي يعني بالنقل، بقلم الناظم، ومن أجل أن تغاير، نعم؟

طالب:.........

يعني لا شك أنه في مثل هذا التصرفات مزيد فائدة لطالب العلم، يعني لو لم يضبطه بهذا الضبط، ما عرفنا أن لغة تميم عشِرة، أو ما عرف كثير من طلاب العلم أن لغة تميم عشِرة، وقمَن هناك لو لم يضبطها بفتح الميم لكانت الجادة والناس كلهم ماشين على قمِن؛ لأنهم يعرفون الحديث: ((فقمِنٌ أن يستجاب لكم)) كل طلاب العلم يحفظون هذا الحديث، لكن ما يعرفون أن فيه ضبط ثان، فهل من فائدة في مثل هذه التصرفات أن يطلع طلاب العلم على هذه اللغات؟ ولماذا لا يوجد في غيرها من الكلمات؟ يعني هل هذا مقصود أن نعرف أن لغة قريش أو لغة تميم كذا؟ يعني في صحيح البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب الأدب قال: "باب إذا لم تستحِ" بكسرة، حاء بدون ياء، بكسرة "فاصنع ما شئت"، "باب إذا لم تستحِ" بكسرة بدون ياء "فاصنع ما شئت" ثم ساق الحديث المرفوع: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي)) بالياء ((فاصنع ما شئت)) هل هذا مقصود أن نعرف أن الترجمة على لغة تميم والحديث على لغة قريش؟ لأن استحى يستحي بياء واحدة هذه لغة تميم، واستحيا يستحيي بياءين على لغة قريش، يعني هل من مقاصد الأئمة والعلماء في مثل هذه التصرفات أن يطلع طلاب العلم على هذه اللغات؟ ولماذا لم يترجم البخاري -رحمه الله تعالى- بلفظ الحديث؟ البخاري له نظرات بعيدة جدًّا، يعني يفيد بها القارئ من بُعد، يعني قد يهجم طالب ويصحح الحديث ويقول: (لم) هذه تجزم، حرف العلة لا بد أن يزال مع الجزم، طيب {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي} [(26) سورة البقرة] بياءين، فإذا جزم ارتفعت ياء وبقت ياء، طيب الترجمة "إذا لم تستحِ" لماذا حذفت الياء؟ نقول: هذه لغة وهذه لغة، أقول: فهل من مقاصد العلماء في مثل هذه التصرفات أن يطلع طلاب العلم على هذه اللغات؟ هاه؟

طالب:.........

هو ما يبعد مثل هذا.

طالب:.........

لا نص الحديث هذا لغة قريش، وأما بالنسبة للترجمة تبع فيها لغة تميم ليعرف الطالب القارئ أن في اللفظة أكثر من لغة، ((الحرب خَدعة)) بفتح الخاء، قال أبو داود: لغة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن هات أي واحد من طلاب العلم أو من المثقفين، أو من أهل العلم الذين ما اطلعوا على مثل هذا الكلام، ماذا يقول؟

طالب:.........

عادي بيضبطها كيف ما اتفق، فمثل هذه الأمور ينتبه لها طالب العلم، فكون الناظم -رحمه الله- يعدل من لغة إلى لغة، لعل من مقاصده أو من أهدافه أن يطلع طلاب العلم على هذه اللغات، نعم.

والتَّابعِيُّ اللاَّقِي لِمَنْ قَدْ صَحِبَا
وَهُمْ طِبَاقٌ قِيلَ: خَمْسَ عَشِرَهْ
وَقَيْسٌ الفَرْدُ بِهَذا الوَصْفِ
وَقَوْلُ مَنْ عدَّ سَعِيدًا فَغَلَطْ
لَكِنَّهُ الأَفْضَلُ عِنْدَ أَحْمَدَا
وَفَضَّلَ الحَسَنَ أَهْلُ البَصْرَةِ
وفي نِسَاءِ التَّابِعِينَ الأَبَدَا

 

وَلِلْخَطِيبِ حَدُّهُ: أنْ يَصْحَبَا
أَوَّلُهُمْ: رُوَاةُ كلِّ العَشَرَهْ
وَقِيلَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَوْفِ
بَلْ قِيلَ: لَمْ يَسْمَعْ سِوَى سَعْدٍ فَقَطْ
وعَنْهُ قَيْسٌ وَسِوَاهُ وَرَدَا
والقَرَنِيْ أُوَيْسًا أهْلُ الكُوفَةِ
.................................

 

الأبْدا، الأبْدا.

وفي نِسَاءِ التَّابِعِينَ الأَبْدَا
وَفِي الكِبَارِ الفُقَهَاءُ السَّبْعَهْ
ثُمَّ سُلَيْمَانُ عُبَيْدُ اللهِ
إمَّا أَبُو سَلَمَةٍ أَوْ سَالِمُ
والمُدْرِكُونَ جَاهِلِيَّةً فَسَمْ
وَقَدْ يُعَدُّ في الطِّبَاقِ التَّابِعُ
الحَمْلَ عَنْهُمْ كأَبِي الزِّنَادِ
وَقَدْ يُعَدُّ تَابِعِيًّا صَاحِبُ

 

حَفْصَةُ مَعْ عَمْرَةَ أُمِّ الدَّرْدَا
خَارِجَةُ القَاسِمُ ثُمَّ عُرْوَهْ
سَعِيدُ والسَّابِعُ ذُو اشْتِبَاهِ
أَوْ فَأَبو بَكْرٍ خِلاَفٌ قَائِمُ
مُخَضْرَمِينَ كَسُوَيْدٍ في أُمَمْ
في تابِعِيهِمْ إذْ يَكُونُ الشَّائِعُ
والعَكْسُ جَاءَ وَهْوَ ذُوْ فَسَادِ
كَابْنَي مُقَرِّنٍ ومَنْ يُقَارِبُ

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيقول الناظم -رحمه الله تعالى- بعد أن أنهى الكلام على الصحابة وما يتعلق بهم، ذكر بعدهم الطبقة التي تليهم وهم التابعون، فقال: معرفة التابعين، وعرف التابعي بأنه من لقي الصحابي.

والتابعُ اللاقي لمن قد صحبا

 

...................................
ج

هناك: "رائي النبي" وهنا اللاقي.

رائي النبي مسلمًا ذو صحبة

 

...................................

اكتفى بمجرد الرؤية، وهنا:

والتابعُ اللاقي لمن قد صحبا

 

...................................
ج

أيهما أخص؟

طالب:........

نعم؟

طالب:........

أخص اللقاء، يعني الرؤية أعم، اللقاء والملاقاة تكون من الطرفين، والرؤية قد تكون من طرف واحد.

والتابعُ اللاقي لمن قد صحبا

 

...................................
ج

والتابع اللاقي لمن قد صحبا مع أنهم منهم من رجح أن الصحابي من لقي النبي -عليه الصلاة والسلام-، يعني على ما تقدم، نعم؟

طالب: ألا يقال يا شيخ: كل رائي لاق، وليس كل لاق رائي.

لا لا، عرفنا أن الرؤية أعم من أن تكون بالبصر، فإما أن تكون بالفعل بالبصر أو بالقوة القريبة من البصر، كما يحصل للأعمى، نعم، هذا تقدم في تعريف الصحابي.

والتابعُ اللاقي لمن قد صحبا

 

وللخطيب حده أن يصحبا
ج

يعني مثل ما قيل في تعريف الصحابي أنه لا يسمى تابعي حتى يصحب الصحابي، على الخلاف الذي تقدم في الصحابي، وأنه هل يكفي مجرد الرؤية ولو لحظة، أو لا بد أن يصحبه صحبة يمكن أن يطلق عليها الصحبة لغة وعرفًا، أو أن هذا اصطلاح ولو صحبه أو رآه لحظة من اللحظات لشرف الاتصال به -عليه الصلاة والسلام-؟ ولذا التفريق بين راءٍ وبين لاقٍ من هذه الحيثية، يعني رؤية الصحابي ليس فيها من التشريف مثلما في رؤية النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ ولذلك هناك اكتفوا بالرؤية، وهنا قالوا: لا بد من اللقاء، مع أن منهم من قال: إن من رأى الصحابي -كما تقدم- تابعي، مع أن مسألة التبع أوسع من مسألة الصحبة، كم تابع لأبي حنفية؟ وكم صاحب لأبي حنفية؟

طالب: الأتباع كُثُر.

هاه؟

الأتباع أهل المشرق كلهم تبع لأبي حنفية على مر العصور، نعم كم؟ وإذا أطلق الصاحب انصرف إلى اثنين فقط، إلى أبي يوسف ومحمد، فالصحبة أخص؛ ولذا قال:

...................................

 

وللخطيب حده أن يصحبا
ج

ليكون حد التابعي مثل حد الصحابي، إلا أن هذا بالنسبة له -عليه الصلاة والسلام-، وذاك بالنسبة للصحابي.

طالب:.........

ما فيهم؟

طالب:.........

يبقى مسألة هل يزاد في الحد يعني: تبع بإحسان، أو مجرد لقاء الرجل للصحابي يصح أن يطلق عليه تابعي، أو لا بد أن يقيد بأن يكون ممن تبع بإحسان؟ هذه مسألة خلافية، لكن مجرد التسمية لا سيما وأن لفظ أو الوصف بكون فلان تابعي لا يعني التوثيق، لو كان يعني التوثيق احتجنا إلى هذا الوصف، مع أنه قال به بعضهم، من تبعهم بإحسان، نعم؟ لكن لما كان وصف التابعي ما هو مثل وصف الصحابي وصف الصحابي يعني ثقة، إذا قيل: صحابي يعني ثقة عدل ما يحتاج إلى أن يبحث فيه، لكن إذا قيل: فلان تابعي هل يعني هذا توثيقه، إذًا لا نحتاج إلى هذا القيد، وهو قول الأكثر، قد يوجد تابعي هو مبتدع، وقد وُجد، كثير من التابعين فيهم شيء من الابتداع، وُجد، لكن ما يؤثر في الحد؛ لأنه ليس الوصف بالتابعي مثل الوصف بالصحابي مقتضٍ للتعديل.

"وهم طباق" يعني طبقات يعني مثلما قيل في الصحابة قيل في التابعين، ومثل ما صنفوا في الطبقات الشاملة للصحابة والتابعين صنفوا في طبقات الصحابة، وصنفوا في طبقات التابعين، واختلفوا في عدد هذه الطبقات، وعرفنا أن التقسيم يختلف من شخص إلى شخص، وهي مجرد اصطلاح، وحينئذٍ يقال: لا مشاحة في الاصطلاح، فمنهم من يقول: هم خمس طبقات، ومنهم من يقول: هم خمس عشرة، ومنهم من جعلهم ثلاث طبقات؛ كبار، وأوساط التابعين، وصغار التابعين.

وهم طباق قيل: خمس عشرة

 

...................................

خمسة عشرة طبقة "أولهم" يعني الطبقة الأولى منهم "رواة كل العشرة" يعني من روى عن العشرة المبشرين بالجنة، بدءًا من أبي بكر إلى آخرهم على ما تقدم ذكرهم في باب الصحابة، "أولهم" يعني في الطبقة الأولى، الطبقة الأولى من التابعين من روى عن العشرة المبشرين بالجنة، لكن هل يوجد تابعي روى عن العشرة المبشرين كلهم بالجنة؟ ادعي لقيس بن أبي حازم، وادعي لسعيد بن المسيب وغيرهم قال:

وقيسٌ الفردُ بهذا الوصفِ
 
ج

 

...................................

يعني ما في غيره أنه روى عن العشرة، في التابعين من هو أكبر من قيس لقي أبا بكر وسمع منه، لكن قد لا يكون سمع من غيره، سمع من عمر لكن لا يكون سمع من أبي بكر، وهكذا؛ ولذا:

وقيسٌ الفردُ بهذا الوصفِ
 
ج

 

...................................

يعني سمع من العشرة.

....................................
ج

 

وقيل: لم يسمع من ابن عوفِ
 

يعني سمع من أبي بكر وسمع من عمر، لكن لم يسمع من عبد الرحمن بن عوف، فانخرم اتصافه بهذا الوصف.

وقول من عدّ سعيدًا فغلط
ج

 

...................................
ج

سعيد بن المسيب، سيد من سادات التابعين، وهو أفضلهم عند الإمام أحمد وجمع من أهل العلم، لكن القول بأنه روى عن العشرة غلط، لماذا؟ لأنه ولد في خلافة عمر فكيف يسمع من أبي بكر؟ بل لو نوزع في سماعه من عمر لاتجه، لكنه سمع منه، أما أبو بكر فقطعًا لم يسمع منه.

وقول من عدّ سعيدًا فغلط
ج

 

بل قيل: لم يسمع سوى سعد فقط
ج

سعد بن أبي وقاص الذي طالت به الحياة، وأما من عداه لم يسمع منه، مع أن السن يؤهل أن يكون روى عن عثمان، أن يكون روى عن علي -رضي الله عنه-، أقول: السن يؤهل أن يسمع، لكن:

...................................
ج

 

بل قيل: لم يسمع سوى سعد فقط
ج

فالقول بأنه روى عن العشرة قول كما قال الناظم -رحمه الله تعالى- غلط.

لكنه الأفضل عند أحمدا

 

...................................

يعني الخلاف في أفضل التابعين.

لكنه الأفضل عند أحمدا

 

...................................

يعني أما بالنسبة للعلم والرواية هذا لا ينازع فيه، وكذلك العمل، فقد ثبت أنه -رحمه الله تعالى- بقي أربعين سنة لم يؤذن أو لم ينادَ للصلاة إلا وهو في المسجد، لم ينادَ للصلاة إلا وهو في المسجد، وهذا أمر ميسور عند الصدر الأول، حتى قال قائلهم: إن الذي لا يأتي للصلاة إلا إذا دعي هذا رجل سوء، يعني ما يجيء إلا إذا أذن، هذا رجل سوء، هذا أربعين سنة ما أذن للصلاة إلا وهو في المسجد، ما يحتاج إلى..، العيش مع الصلاة بصدق ويقين بموعود الله -جل وعلا-، وعلى لسان رسوله -عليه الصلاة والسلام- هذا يجعل الإنسان يتقدم لما يُدعى إليه، {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [(84) سورة طـه] يعني مثلما ذكر عن..، يعني قال بعض شيوخنا في صلاة التهجد في رمضان في العشر الأواخر، يعني كان التوقيت الغروبي قال في ليالي الشتاء طويلة، قال: القيام -إن شاء الله- في الساعة السادسة، الساعة ست، يعني تعادل عندنا حدود إحدى عشر هذا الحين، فجاء الساعة خمس، وفي ناس موجودين في المسجد ما طلعوا، قالوا: بكرت يا أبا عبد الله، فتلا الآية وبكى {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [(84) سورة طـه] هؤلاء يعيشون هَمًّا، ينتظر هذه الصلاة، يرتاح بالصلاة، أما الذي طول العام يحسب ألف حساب لصلاة التهجد في العشر الأواخر! هو عنده الرغبة في أن يقوم رمضان ليغفر له ما تقدم من ذنبه وعله أن يوافق ليلة القدر، لكن فيه مشقة وصعوبة عليه، فهو يحسب لها حساب، ويحمل لها همّ، لكن أمثال هؤلاء..، هؤلاء راحتهم، ((أرحنا يا بلال بالصلاة)) والناس الآن عودوا على التخفيف، تخفيف الصلاة بحيث لو صلى بعضهم مع شخص يطيل ولو بزيادة آية تضايق؛ لأنه ما تعود، لكن الله المستعان، هاه؟

طالب:.........

هو الأصل سئل مرارًا، يعني ما هي بمرة ولا مرتين، وليست من إمام أو اثنين أو ثلاثة عن آية الدِّين ضاقوا بها ذرعًا؛ لأنهم عودوا الناس على نصف وجه، ثلث وجه، إذا جاءتهم آية الدين ماذا يسوون؟

طالب: يمكن يا شيخ يرجعون إلى أن........

هو ما فيه شك يعني أنت لو نظرت إلى أعداد الناس وقت الإطالة، إطالة الصلاة تجد العدد قليلاً، والصلاة من قبل الشباب قليلة، يعني شيئًا أدركناه، لكن لما وجد التخفيف هذا، ووجدت الأصوات الجميلة وكذا نشط الناس وصاروا يصلون يعني بكثرة حتى الشباب، وهذا شيء يعني يَسُر، لكن يبقى أن المسألة تخفيف الصلاة إلى حد بحيث لا يتلذذ الإنسان بها، وإذا انتبه لنفسه في السجود إذ بالإمام يرفع من سجوده، يعني بعض الناس تجده لا يلتفت إلى صلاته في أول الأمر، يجلس يسبح مرة مرتين ثلاث، ثم إذا تهيأ للدعاء أو أحضر قلبه رفع الإمام، كله خشية أن يشق على الناس، ونجد المساجد التي تخفف تزدحم بالمصلين، ويوجد -ولله الحمد- أخيار، ويوجد عُبّاد، لكن الغالب أن الناس يخففون، يعني ورقة واحدة من المصحف يصلي بها في ركعة في التهجد، هذا ما صارت...، يعني أدركنا الناس يقرؤون جزءًا في الركعة، ثم صاروا يقرؤون نصف جزء، يقرؤون خمسة بالليلة، ثم ما زال التخفيف إلى أن صاروا يقرؤون ما يكملون الجزء في الخمس التسليمات الآن، في صلاة التهجد دعنا من التراويح، التراويح من الأصل خفيفة، في صلاة التهجد الآن يعني كثير من الأئمة ما يكمل الجزء، نعم وجد أئمة يرتلون ويتدبرون ويرددون وهذا خير -إن شاء الله-، ولا شك أن هذا على حساب الكثرة، لكن يبقى أنه لا بد من التسديد والمقاربة، النبي -عليه الصلاة والسلام- في ركعة افتتح البقرة ثم النساء ثم آل عمران، وقام حتى تفطرت قدماه، ثم بعد ذلك يعوّد الناس على أن يصف الإمام في صلاة التهجد في الثانية وينتهي ثلاثة إلا أو ثلاث هذه ما هي بتهجد هذه، هذه مثل التراويح صارت، فالإنسان ما يجد لذة العبادة في مثل هذه التصرفات، وتجده يمضي من الوقت أكثر مما يمضى سابقًا، تجده يقصد هذا المسجد في ذهابه إليه ساعة وفي رجوعه ساعة من أجل أن يصلي ساعة، وما فيه مانع أنه يبقى في السيارة ساعتين، لكن هل يبقى في المسجد ساعتين؟ هذا شاق على النفس، والله المستعان.

"لكنه" يعني سعيد بن المسيب "الأفضل عند أحمدا" يعني عند الإمام أحمد، والإمام أحمد لا يعدل به أحدًا، لما اتصف به من علمٍ وعمل "وعنه قيسٌ" قيس بن أبي حازم "وسواه وردا"، قيس ومعه أبو عثمان النهدي، وأظن النخعي ثالثهم.

وفضل الحسنَ أهل البصرة

 

...................................

يعني التفضيل على الإطلاق عند الإمام أحمد لسعيد بن المسيب، وتفضيله لسعيد لما اتصف به من علم وعمل، ولم يخفَ عليه -رحمه الله- ما جاء في فضل أويس القَرَني كما قال بعضهم أنه فضل سعيد لعله لم يبلغه ما ثبت في حق أويس القرني، كيف لم يبلغه وقد خرجه بسند صحيح في مسنده من طريق الثقات؟ نقول: لم يبلغه؟ قيل: إنه لم يبلغه لكن ما هو بصحيح الكلام، لكن النظر من حيث العموم والشمول، يعني صحيح في الزهد في البر في كذا، أويس مفضل بالنص، لكن لا يعني أنه أفضل من جميع الوجوه، وقلنا مرارًا: إن التفضيل بمنقبة أو بصفة لا يعني التفضيل المطلق، يعني مثلما قلنا: إن إبراهيم -عليه السلام- أول من يكسى يوم القيامة قبل محمد -عليه الصلاة والسلام-، لكن هل يعني هذا أنه أفضل منه؟ لا، ومع ذلك مع وجود النص الصحيح في صحيح مسلم في حق أويس نقول: إن أويس أفضل من سعيد، لكن هذا توجيه كلام أحمد رحم الله الجميع.

...................................
وفضل الحسنَ أهل البصرة

 

 وعنه قيس وسواه وردا
....................................

هذا تعصب للحسن؟ أهل البصرة فضلوه على غيره تعصب له؟

طالب: عايشوه.

نعم اطلعوا من أحواله ما لم يطلع عليه غيرهم، مما اقتضى تفضيله عندهم، وقد خفي عليهم من أحوال غيره ممن ليس من بلدهم ما اطلع عليه غيرهم، فكل أهل بلد لهم شخص مفضل؛ لأنهم عرفوه من قرب.

وفضل الحسنَ أهل البصرة

 

والقرني أويس أهل الكوفة

ولا شك أن أويس ثبت فيه الحديث الصحيح، وإن نازع بعض المعاصرين، وتكلم في الخبر الذي في صحيح مسلم في قصة أويس، وزعم أن فيه ما فيه، لكن ليس لأحد كلام مع وجود الحديث في الصحيح، يعني أُلف فيه رسالة، نقول: ليس لأحد كلام مع أن الحديث مخرج في الصحيح، وإذا تطاولنا على الصحيحين فتحنا بابًا واسعًا لأهل البدع في رد السنة بجملتها، إذا تطاولنا على الصحيح ما بقي لنا شيء، هذا بالنسبة للذكور.

وفي نساء التابعين.................

 

...................................

نبدأ، يعني أول من يُبدأ به من النساء التابعيات حفصة بنت سيرين، أخت محمد بن سيرين، حتى فضلها بعضهم على أخيها محمد، وهو إمام من أئمة التابعين، وسيد من سادات الأمة، ومع ذلك فضلها عليه "حفصة مع عَمرة" بنت عبد الرحمن "أم الدرداء" مع عمرة أم الدرداء، يعني هذا عطف مع حذف حرف العطف، مع عمرة أم الدرداء، عمرة بنت عبد الرحمن معروفة، وأم الدرداء الصغرى واسمها: هُجيمة أو جُهيمة، وهي فقيهة، وأما أم الدرداء الكبرى فاسمها خيرة أو خيّرة بالتخفيف والتشديد، على كل حال أم الدرداء الصغرى هذه فقيهة عالمة عابدة، وفي صحيح البخاري وكانت أم الدرداء تجلس في الصلاة جلسة الرجل، وكانت فقيهة.

"وفي الكبار" يعني من التابعين.

.....................الفقهاء السبعه
ثم سليمان عبيد الله
 
ج

 

خارجة القاسم ثم عروه
سعيد والسابع ذو اشتباه
ج

يعني اختلف في السابع.

وفي الكبار الفقهاء السبعه

 

...................................

يعني مثلما مضى في الصحابة العبادلة، إذا اجتمعوا على قول قيل: هذا قول العبادلة، وإذا اجتمع هؤلاء الفقهاء قيل: هذا قول الفقهاء السبعة، ذكر الذهبي عنهم أنهم كانوا يجتمعون، وتُحال عليهم المسائل، يعني وكأنهم لجنة علمية لدارسة المسائل، وأحيل عليهم القضاة ويخبرونهم بالحكم، وأسنانهم متقاربة، وغالبهم ماتوا في سنة واحدة، سنة أربعة وتسعين، التي يقال لها: سنة الفقهاء، يعني مثلما عندنا ما حصل في سنة عشرين حصل سنة أربعة وتسعين.

طالب:.........

يعني في الأفضل من الصحابة، نعم هو ما ذكر هناك، والأولى أن يذكر، مع أن الخلاف معروف في خديجة وعائشة وفاطمة، الخلاف بين الأئمة في الثلاث، نعم.

وفي الكبار الفقهاء السبعه
جج

 

خارجة القاسم ثم عروه
ج

خارجة بن زيد، والقاسم بن محمد، ثم عروة بن الزبير، ثم سليمان بن يسار، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، سعيد بن المسيب، "والسابع ذو اشتباه" يعني اختلفوا في السابع هؤلاء ستة واختلفوا في السابع، على ثلاثة أقوال، إما أبو سلمة بن عبد الرحمن، أو سالم بن عبد الله بن عمر، أو فأبو بكر بن الحارث بن هشام "خلاف قائم" الخلاف موجود وقائم، بمعنى أنه موجود ومذكور ومشهور بين أهل العلم في السابع من الفقهاء السبعة، ومنهم من ذكر الفقهاء من التابعين فأوصلهم إلى اثني عشر بهؤلاء وغيرهم، ولكن السبعة يجمعهم هذه الأبيات الثلاثة مع أنه جاء نظمهم:

فخذهم عبيد الله عروة قاسم
 
ج

 

سعيد أبو بكر سليمان خارجة

طالب: والأكثر على أبي بكر يا شيخ؟

الأكثر على هذا، لكن الأقوال الثانية معتبرة يعني من أئمة.

ألا من لا يقتدي بأئمة
فخذهم عبيد الله عروة قاسم
 

 

فقسمته ضيزى عن الدين خارجة
سعيد أبو بكر سليمان خارجة

 

والمدركون جاهلية فسم

 

....................................
ج

يعني سم الذين أدركوا الجاهلية وأدركوا الإسلام ولم يؤمن بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، أو آمنوا به..، لم يؤمنوا به حتى توفي، أو آمنوا به ولم يروه ولم يلقوه حتى مات هؤلاء مخضرمون، "فسم ** مخضرمين" فالمخضرم من أدرك الجاهلية والإسلام، لكنه لم يرَ النبي -عليه الصلاة والسلام-، بهذا القيد عند بعض أهل العلم، ومنهم من أدرج حتى من الصحابة من هو مخضرم، يعني من عاش في الجاهلية وعاش في الإسلام مخضرم؛ لأنه جمع بين وصفين، ومنهم من قال: بشرط ألا يدخل في حد الصحابي، لا يسمى مخضرمًا، وطردوا هذا في العصور اللاحقة، يعني إسلامي يعني بعد الجاهلية، ثم بعد ذلك إن كان في عصر الخلفاء ثم في عصر بني أمية قالوا: مخضرم، وإن كان شطر عمره في عصر بني أمية والشطر الثاني في عصر بني العباس قالوا: مخضرم، بهذا الضبط مخضرم اسم مفعول، ومنهم من يقول: بكسر الراء اسم فاعل، مخضرِم وجاء في وفيات الأعيان لابن خلِّكان، محضرِم بالحاء، نعم؟ والميزة التي يمكن تستفاد من هذا الكتاب يعني من وفيات الأعيان الضبط، يعني في نهاية كل ترجمة يضبط ما في هذه الترجمة من أسماء تحتاج إلى ضبط، يضبطها بالقلم، جردها بعضهم باسم تقييدات أو مقيدات ابن خلكان، وابن خلكان معروف أن عنايته وحفاوته بالأدباء من الكتاب والشعراء، ولو كان عندهم خلل في الديانة أو في الاعتقاد هذا كأن الأمر لا يعنيه، كأن الأمر لا يعنيه مثل ما نص على ذلك الحافظ ابن كثير؛ لأنه ترجم لبعض من نسب إلى الزندقة، وأشاد به، وترجم لأئمة علماء عبّاد وكأن الأمر لا يعنيه، كما قال ابن كثير: "وكأن الكلب ما أكل له عجينًا" وما أدري عاد كلب وإلا غير كلب، لكن بعيد العهد أنا، يعني يمر على بعض العلماء الكبار من أئمة الإسلام ترجمة مختصرة، ثم يأتي أديب كاتب وإلا شاعر ثم يستطرد في ترجمته، وهذا نبه عليه الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية.

والمدركون جاهلية فسم
 

 

مخضرمين كسويد.................

سويد بن غفلة "في أمم" يعني كثيرون، الذين أسلموا كبار في السن أدركوا الجاهلية ثم أسلموا وقدموا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فوجدوه قد توفي، منهم من قدم والناس ينفضون أيديهم من دفنه -عليه الصلاة والسلام-، هؤلاء المخضرمون عدهم مسلم فأوصلهم إلى العشرين، وزادوا في العدة عند بعضهم على المائة.

وقد يعد في الطباق التابعُ
الحمل عنهم كأبي الزنادِ
ج 

 

في تابعيهم إذ يكون الشائعُ
...................................
 
ج

يعني قد يكون تابعيًّا لقي أو رأى بعض الصحابة، لكن روايته عن التابعين، رأى عن الصحابة، لكن روايته كلها عن التابعين، قد يذكر هذا في طبقة أتباع التابعين، ولا يذكر في طبقة التابعين، قال:

وقد يعد في الطباق التابعُ
الحمل عنهم.......................
ج 

 

في تابعيهم إذ يكون الشائعُ
...................................
 
ج

يعني الشائع في مروياته حمله عن التابعين؛ ولذلك من انتبه لمثل هذه الأمور يجد في كلام أهل العلم على الأسانيد يعني من لطائفها أن هذا الإسناد رباعي وهو في حكم الثلاثي، ما معنى رباعي وهو في حكم الثلاثي؟

طالب:........

كيف؟

طالب:........

يعني فيمن طالت به الحياة بحيث يمكنه أن يروي من طبقة فوق الطبقة التي روى عنها.

...................................
الحمل عنهم كأبي الزنادِ
ج 

 

....................إذ يكون الشائعُ
...................................
 
ج

أبو الزناد اسمه؟ عبد الله بن ذكوان، نعم.

........................كأبي الزنادِ
 

 

والعكس جاء وهو ذو فسادِ

العكس تابع التابع يوضع مع طبقة التابعين، "وهو ذو فسادِ" الضمير يعود على الصنيعين أو على الأخير منهما؟ الأول فيه فساد؟ يعني كون التابعي يوضع في طبقة أتباع التابعين؟ الثاني لا إشكال في كونه فسادًا، تابع تابعي يوضع في طبقة التابعين لو سقط واحد بينه وبين الصحابي ثم تبحث عنه تجده تابعي تقول: السند متصل، لكن هو تابع تابعي ما رأى أحد من الصحابة، فإذا روى عن الصحابة جزمنا بأن فيه انقطاعًا، فإذا وضع في طبقة التابعين خفي علينا هذا الانقطاع، هذا وجه الفساد، لكن العكس لو تابعي وُضع في طبقة أتباع التابعين؟

طالب:........

يعني قد يكون السند متصلاً، يرويه عن صحابي رآه، وما سميناه تابعيًّا إلا لأنه رأى الصحابي، ولقي الصحابي، ألا نقول: إن فيه انقطاع؟ لأن هذا تابع تابعي وليس بتابعي، يعني الفساد في الصورتين أو في الصورة الأخيرة فقط؟

طالب: في الصورتين يا شيخ.

يعني الصورة الأخيرة ما فيها إشكال؛ لأن عندنا تابع تابعي جعلناه تابعيًّا، فإذا روى عن صحابي قلنا: السند متصل، وهو في الحقيقة منقطع، طيب تابعي وضعناه في طبقة تبع الأتباع، تبع التابعين، أتباع التابعين، نعم، فروى عن صحابي نجزم بأنه منقطع، الضرر الحاصل بالصورة الثانية -وإن كان ينصون على أن المراد الصورة الثانية- يحصل نظيره في الصورة الأولى، يعني يوضح ذلك ما قالوا: والضرر الحاصل في صنيع ابن الجوزي في موضوعاته نظير الضرر الحاصل في صنيع الحاكم في مستدركه.

طالب: هذا زاد في الضعف وهذا....

واضح وإلا ما هو بواضح؟ التنظير مطابق وإلا لا؟ ماذا قالوا؟ قالوا: ابن الجوزي حكم على أحاديث صحيحة بأنها موضوعة، والحاكم حكم على أحاديث موضوعة بأنها صحيحة، الضرر الحاصل بصنيع هذا نفس الضرر الحاصل بصنيع هذا، لماذا؟ لأن ابن الجوزي يجعلك تترك أحاديث صحيحة، تترك العمل بها، والحاكم يجعلك تعمل بأحاديث موضوعة.

طالب: يحتمل الثانية... الثانية مؤكدة.

لا الثانية ما فيها إشكال نعم الضرر حاصل، لكن الصورة الأولى حينما يكون الإسناد متصلاً وتحكم عليه بالانقطاع هذا يترتب عليه ترك العمل بحديث صحيح، مثل صنيع ابن الجوزي، والثانية يترتب عليها العمل بحديث ضعيف مثل صنيع الحاكم، اتضح وإلا ما اتضح يا إخوان؟ واضح وإلا ما هو بواضح؟ نعم لأنهم يركزون في الشروح وهو عود الضمير على الصورة الثانية.

طالب:........

نعم.

وقد يعد في الطباق التابعُ
 
ج

 

في تابعيهم إذ يكون الشائعُ

يعني الغالب، ما هو بكل المرويات، "إذ يكون الشائعُ" يعني الغالب في مروياته.

الحمل عنه كأبي الزنادِ
 

 

...................................

هذا الغالب.

طالب:........

لا فقط يحتاج الجزم من إمام مطلع أنه ما روى عن الصحابة، فقط، لكن إذا كان روايته غالبها عن التابعين وقد روى عن الصحابة....

طالب:........

لا لا، أجل هذا ضرر محض هذا، إذا كان فيه احتمال أنه روى عن الصحابة هذا ضرر.

طالب:.........

هذا الأصل، هذا الأصل إذا لم يعارض، أو يكون ثم إنكار وإلا شيء.

طالب:.........

هذا الأصل، هذا الأصل إيه، نعم هذا الأصل، إذا لم يعارض هذا الأصل.

طالب:.........

إذا عورض هذا شيء ثان، إذا عورض بأوثق منه رددناه.

طالب:.........

المقصود أن الأصل أننا نقبله، وما دام حكمنا عليه بأنه تابعي، ولم يوصف بتدليس، وروى عن صحابي الأصل أننا نقبله.

طالب:.........

لوجود المخالفة.

طالب:.........

هذا هو الأصل، يكون هو الأصل، وما عداه يكون خلاف الأصل.

طالب:.........

لا، لا إلا يضر يضر ما معنى..... تابع التابعين؟ لا لا، بخلاف الثاني ذاك ما نبحث فيه الثاني، ما نبحث فيه.

قال:

وقد يعد تابعيًا صاحبُ
ج

 

...................................

رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- ويصنف مع التابعين، كما قال الحاكم عن ابني مقرّن النعمان بن مقرن وأخوه اسمه ماذا؟

طالب:.........

لا لا، "كابني مقرن" النعمان بن مقرن وأخوه ما اسمه؟

طالب:.........

سويد؟ طيب، "ومن يقاربُ" يعني يقارب التابعين في السن والشيوخ، يعني في طبقاتهم يعد تابعيًّا؛ لأنه يخفى على هذا العالم الذي عده من التابعين يخفى عليه رؤيته للنبي -عليه الصلاة والسلام-.

 

اللهم صلّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

"
يقول: ما رأيكم في فتح الغفار للرباعي تلميذ الشوكاني؟ وهل صحيح أنه من أجمع كتب الأحكام؟

هذا طُبع قديمًا في مطبعة الحلبي في مجلدين، ثم طبع أخيرًا محققًا في أربعة مجلدات أو خمسة، وهو بالفعل يعني من حيث عدد الأحاديث من أجمع كتب الأحكام.

يقول: وهل القائل بوقوع الطلاق بلفظ الثلاث واحدة يعتبر مخالفًا لإجماع الصحابة أو متبع للنص؟ وكيف يوفق بينهما؟

.... الحديث الصحيح الذي عول عليه شيخ الإسلام ومن يقول بقوله أنهم كانوا يعدون الثلاث واحدة في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- وعهد أبي بكر، وصدر من خلافة عمر، ثم إنه أمضاه عليهم لما رأى تلاعبهم بالأحكام، أمضاه عليهم من باب التعزير لهم، وبقوله الذي اتفق عليه الصحابة ووافقوه عليه، وإن كان نَقل أو التثبت من صحة الاتفاق بالإجماع وعدم وجود المخالف هذا يعني دونه خرط القتاد، يعني يحتاج إلى استقراء تام ليقال: إجماع أو غير إجماع في مثل هذه الحالة، وعلى كل حال الجمهور على أنه يقع، على أنه يقع ويؤاخذ بما تلفظ به.

قال: هل القائل بوقوع الطلاق بلفظ الثلاث يعتبر مخالفًا للإجماع؟

يعني كون الأئمة الأربعة يرون أنه يقع ثلاثًا لا يعني أن هذا إجماع، بل وجد من يقول بمقتضى الدليل من سلف هذه الأمة، وإن كان الأئمة الأربعة اتفقوا على أنه يقع، فنقل الإجماع في مثل هذه إما إثباتًا أو نفيًا يحتاج إلى استقراء تام، والاستقراء التام لا سيما بعد عصر الصحابة فيه وعورة وفيه صعوبة، ولا شك أنه من يقول به متبع للنص، النص صحيح وصريح في أنهم كانوا يعدون الثلاثة واحدة، في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفي عهد أبي بكر، وأول خلافة عمر، ثم إن عمر أمضاه عليهم، ولا شك أن عمر -رضي الله عنه- خليفة أمرنا بإتباع سنته، والاهتداء بهديه، ومعلوم أن مثل هذا فيما لا يخالف النص المرفوع للنبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن اجتهاده وموافقته للنصوص معروف، والمسألة على كل حال قول الجمهور معروف، والاجتهاد الذي ذهب إليه شيخ الإسلام وهو الموافق للدليل معروف.

يقول: ما نصيحتكم للمسلمين بشأن صلاة الاستسقاء؟

صلاة الاستسقاء سنة ثبتت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه خرج وصلى بهم ركعتين، كما يصلي في العيد، قال: ولم يخطب خطبتكم هذه، يعني الموجودة بعد عصر النبوة، بدؤوا يطيلون الخطب، ويجعلونها خطبة مثل خطبة يوم الجمعة، لم يخطب خطبتكم هذه، ولا مثل خطبة العيد، المقصود أن فيها الدعاء، وفي الثناء والتمجيد، والتعرض لكرم الله ورحمته وعطفه، من أجل أن يغيثهم، ولا شك أنه لا بد من توافر الأسباب؛ لأن الاستسقاء نوع من الدعاء، بل هو دعاء تقدم بين يديه الدعاء ويتوسل بها، لكن لا بد من توافر الأسباب لقبول الدعاء، وانتفاء الموانع، ولا يعني هذا أن السنن تعطل لغلبة الظن أن الموانع موجودة والأسباب غير متوافرة، تصلى الصلاة ويسعى..، ويبذل الجهد في بذل الأسباب وانتفاء الموانع، كثير من الناس يقول: أنا لا أصلي صلاة الاستسقاء، وإن صليت صلاة الاستسقاء أكون كالمستهزئ، نقول: يا أخي هذه سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، أنت تبذل ما في يدك، وما في وسعك، ابذل الأسباب واسع جاهدًا في انتفاء موانع قبول الدعاء، ولا عليك من غيرك؛ لأنه إذا نظر إلى الوضع العام وجد المخالفات ظاهرة التي قد يُرد دعاء مع وجودها، وإذا نظر إلي الواقع، وأن المسلمين في مجامعهم وفي محافلهم وفي أوقات الإجابة يتعرضون لنفحات الله ومع ذلك لا يجابون يصيبه شيء من اليأس والقنوط، مع أن القنوط من رحمة الله لا يجوز، يجاب لأحدكم ما لم يستحسر، ما لم يعجل، ما لم يقل: دعوت دعوت فلم أر يستجاب لي، فعليه أن يبذل، والدعاء سبب من الأسباب، لا بد أن تتوفر معه أسباب أخرى، وتنتفي موانع من قبوله، والسبب يبذل من ضمن الأسباب التي تبذل، ولا يعطل، تعطل هذه الشعيرة وهذه السنة لما يوجد في مجامع المسلمين ومحافلهم، وعلى مستوى العامة والخاصة، وجود المخالفات. على كل حال موجدة في كل زمان، وإن كانت في زماننا أكثر وأظهر.

يقول: يبين الفقهاء في الرضاع أنه لا بد من اليقين في عدد الرضعات، ولا عبرة بالشك، فماذا عن غلبة الظن، هل تُلحق باليقين أم لا تحلق؟

الأصل العدم، وهذا الأصل لا يرتفع بمجرد الشك مستوي الطرفين، ولا بد فيه من اليقين، أو ما يقوم مقامه من الظن الغالب؛ لأن جل الأحكام مبنية على غلبة الظن.