تعليق على تفسير سورة آل عمران من أضواء البيان (03)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، قال الشيخ محمد الشنقيطي- رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ} [سورة آل عمران:45] لم يبين هاهنا هذه الكلمة.."

الآية، ما عندك الآية؟

طالب: ........

ما هو؟

طالب: ........

قد يكون ذكر قلب.

"قوله تعالى {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ} [سورة آل عمران:45] الآية لم يبين هنا هذه الكلمة التي أُطلقت على عيسى لأنها هي السبب في وجوده من إطلاق السبب وإرادة مسببه، ولكنَّه بيَّن في موضع آخر أنها."

المسبِّب الله-جل وعلا -إطلاق السبب وإرادة المسبَّب.

"من إطلاق السبب وإرادة مسبَّبه."

لأن الله- جل وعلا- خلقه بكلمة كن.

"ولكنه بين في موضع آخر أنها لفظة كن وذلك في قوله {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن} [سورة آل عمران:59] وقيل الكلمة بشارة الملائكة لها بأنها ستلده واختاره ابن جرير والأول قول الجمهور. قوله تعالى {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} [سورة آل عمران:46] لم يبين هنا.."

كلام بعض الناس يا من أمره بين الكاف والنون ألا يقولون هذا؟ هل الأمر بين الكاف والنون أو بالكاف والنون؟ بكن كن فيكون.

"لم يبين هنا ما كلَّمهم به في المهد ولكنه بينه في سورة مريم بقوله: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } [سورة مريم:29-33] قوله تعالى {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} [سورة آل عمران:47].."

عيسى عليه السلام أحد من تكلم في المهد أوصلهم بعضهم إلى سبعة، وجاء في الحديث الصحيح «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة» حديث صحيح في الصحيح «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى عليه السلام وصاحب جريج والذي قال لأمه أقدمي فإنك على الحق» في قصة أصحاب الأخدود بعض الشراح خانته العبارة فأساء الأدب فقال في هذا الحصر نظر؛ لأنه ثبت أنه تكلم أوصلهم إلى السبعة لكن هو ينظّر في كلام من؟! في كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام-ولا يمنع أن يكون في أول الأمر أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام-بالثلاثة ثم أخبر بما يزيد عليهم إلى أن وصل العدد إلى سبعة.

"أشار في هذه الآية إلى قصة حملها بعيسى وبسطها مبينة في سورة مريم بقوله {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً} [سورة مريم:16-17] إلى آخر القصة وبين النفخ فيها في سورة التحريم والأنبياء معبرًا في التحريم بالنفخ في فرجها وفي الأنبياء بالنفخ فيها. قوله تعالى {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ} [سورة آل عمران:52] لم يبين هنا الحكمة في ذكر قصة الحواريين مع عيسى ولكنه بين في سورة الصف أن حكمة ذكر قصتهم هي أن تتأسى بهم أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في نصرة الله ودينه وذلك في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ} [سورة الصف:14] الآية قوله تعالى {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة آل عمران:54] لم يبين هنا.."

لكن حصل من هؤلاء الصفوة من أصحابه عليه السلام وهم الحواريون حصل منهم أشياء مثل {يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} [سورة المائدة:112].

طالب: ........

نعم وهؤلاء هم الصفوة بالنسبة لأصحاب عيسى- عليه السلام- وأمرت هذه الأمة أن تتأسى بهم كما قال عيسى، هل أمرت أن تتأسى بالحواريين أو أن تقول مثل ما قالوا وإن لم يحصل التأسي، يعني في هذا فقط وإلا صحابته -عليه الصلاة والسلام- أفضل من صحابة الأنبياء كلهم.
طالب: ........

كونوا أنصار الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ} [سورة الصف:14] يعني من ينضم إليَّ وينصرني لنصرة دين الله إلى الله يعني تضمن فعل يتعدى بإلى.

"لم يبين هنا مكر اليهود بعيسى ولا مكر الله باليهود ولكنه بين في موضع آخر أن مكرهم به محاولتهم قتله وذلك في قوله: "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله" وبين أن مكره بهم إلقاؤه الشَّبَه على غير عيسى وإنجاؤه عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وذلك في قوله {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} [سورة النساء:157] وقوله: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [سورة النساء:157-158] الآية، قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي} [سورة آل عمران:55].."

طالب: ........

من ينكر؟

طالب: ........

{وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} [سورة النساء:157] ما معنى شبه لهم؟

طالب: ........

{شُبِّهَ لَهُمْ} [سورة النساء:157] ما معنى شبه لهم.

طالب: ........

فيه شَبَه يعني.

طالب: ........

يمكن أن يكون مستحقا للقتل أو لمصلحة يراها الله-جل وعلا-كما لو كان حتفه بغير هذا السبب، لا يسأل عما يفعل، من الذي فعل ذلك هو الله- جل وعلا-.

"قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} [سورة آل عمران:55] قال بعض العلماء أن منجيك ورافعك إليّ."

منيمك يعني الوفاة المراد بها النوم.

منيمك؟ أحسن الله إليك.

"أي منيمك ورافعك إليّ أي في تلك النومة ويستأنس لهذا التفسير بالآيات التي جاء فيها إطلاق الوفاة على النوم كقوله {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ} [سورة الأنعام:60] الآية، وقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [سورة الزمر:42]."

هو أيضا تبعا لذلك حي في السماء وينزل في آخر الزمان، ومنهم من أثبت الوفاة الحقيقية {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} [سورة آل عمران:55] يعني وفاة حقيقية وليست هي النوم ورُفع ميتًا ثم يحيى في آخر الزمان وينزل، وبعضهم تبعًا لذلك يقول لا ينزل ينفي النزول.

طالب: ........

أي نعم، المقصود أن ممن ينتسب إلى العلم من نفى نزوله عليه السلام وأنه توفى ونفى ذلك بناء على أن الأحاديث الواردة في ذلك آحاد ولا يثبت فيها مثل هذا لكن آحاد صحيحة ومجموعها قد يصل إلى حد التواتر فلا مانع من إثباتها بل هو المتعين، وألف: التصريح بما تواتر من نزول المسيح مصنّف يرد به على محمود شلتوت.

طالب: ........

التصريح بما تواتر في نزول المسيح، محمود شلتوت شيخ الأزهر أنكر النزول بناء على أنه مات ورفع ميتا وهو كغيره لا يبعث إلا مع الناس ولو مات وبُعث قبل قيام الساعة صار الحصر في قوله -عليه الصلاة والسلام- «أول من تشق عنه الأرض أنا» فيكون عيسى بعث قبله وقبل موسى الذي دل الحديث على أنه لما بعث النبي -عليه الصلاة والسلام- وانشقت عنه الأرض «فإذا موسى آخذ بقائمة العرش فلا أدري أبعث قبلي أم ممن استثنى الله» إلا من شاء الله في الرواية «أم جوزي بصعقة الطور» على كل حال نزول المسيح متواتر وجاءت به الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما ومن ينكره عنده أيضًا أمور أخرى وهو ممن يقدم العقل على الرواية والنقل وعرف بذلك والله المستعان.

طالب: ........

نعم يموت لكن الكلام على أنه يقول يموت ثم يبعث.

طالب: ........

مستقبلا.

طالب: ........

إني رافعك إلي يعني تقديم وتأخير.

طالب: ........

لا، الجمهور على أنه النوم.

"قوله تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} [سورة آل عمران:65] الآية لم يبيِّن هنا ما وجه محاجتهم في إبراهيم ولكنه بين في موضع آخر أن محاجتهم في إبراهيم هي قول اليهود إنه يهودي والنصارى إنه نصراني وذلك في قوله: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [سورة البقرة:140] وأشار إلى ذلك هنا بقوله: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً} [سورة آل عمران:66-67] الآية، قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} [سورة آل عمران:90] الآية، قال بعض العلماء: يعني إذا أخروا التوبة إلى حضور الموت فتابوا حينئذٍ وهذا التفسير يشهد له قوله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [سورة النساء:18] وقد تقرر في الأصول حمل المطلق على المقيد ولاسيما إذا اتحد الحكم والسبب كما هنا، وقال بعض العلماء معنى لن تقبل توبتهم لن يوفقوا للتوبة."

يعني إذا أخروا التوبة إلى حضور الموت يعني في الغرغرة بالنسبة للأفراد، وأما بالنسبة للعموم فالتوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها.

طالب: ........

أين؟

طالب: ........

وهل الزيادة في الكفر مانع من قبول التوبة؟ إلاَّ إذا قلنا بعدم التوفيق؛ لأنه حتى لو كفر وازداد كفرا يوجد من هو أشد منه كفرًا وأشد ظلمًا للخلق وأشد عتوًّا ومع ذلك لو تاب بشروطها قبلت توبته.

"وقال بعض العلماء."

الشيخ يقول: إذا اتحد الحكم والسبب يحمل المطلق على المقيد وهذا معروف عند أهل العلم بخلاف ما إذا اختلف الحكم والسبب فإنه لا يحمل المطلق على المقيد كما في آية الوضوء وآية السرقة، آية الوضوء مقيدة بالمرافق وآية السرقة مطلقة لا يحمل المطلق على المقيد بالاتفاق لماذا؟ للاختلاف في الحكم والسبب ومع الاتحاد في الحكم والسبب يحمل المطلق على المقيد كما في {إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً} [سورة الأنعام:145] {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ} [سورة المائدة:3] يحمل المطلق على المقيد يحمل على أنه الدم المسفوح للاتحاد في الحكم والسبب، والخلاف فيما إذا اختلف أحدهما واتفق الثاني، اتفق الحكم واختلف السبب هنا يحمل المطلق على المقيد عند الجمهور مثل الرقبة في الظهار وفي القتل، في القتل مقيدة بأنها مؤمنة، في الظهار ما قيدت لكن الحكم واحد وهو وجوب العتق وإن اختلف السبب فالجمهور على الحمل خلافًا للحنفية كما هو معروف، والعكس إذا اتحد السبب واختلف الحكم مثل اليد في آية الوضوء وآية التيمم السبب واحد وهو الحدث والحكم المختلف ولا يحمل المطلق على المقيد عند الأكثر.

طالب: ........

أين؟

طالب: ........

السبب التأخير التوبة والحكم عدم القبول.

"لن يوفقوا للتوبة حتى تقبل منهم ويشهد له قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} [سورة النساء:137] فعدم غفرانه لهم لعدم هدايتهم السبيل الذي يغفر لصاحبه ونظيرها قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ} [سورة النساء:168-169] قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً} [سورة آل عمران:91] صرح في هذه الآية الكريمة أن الكفار يوم القيامة لا يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا ولو افتدى به وصرّح في مواضع أخر أنه لو يزيد بمثله."

لو زيد.

"أنه لو زيد بمثله لا يقبل منه أيضًا كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ} [سورة المائدة:36] وبين في مواضع أخر أنه لا يقبل فداء في ذلك اليوم منهم بتاتا كقوله {فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة الحديد:15] وقوله {وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا } [سورة الأنعام:70] وقوله {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [سورة البقرة:123] والعدل الفداء قوله تعالى.."

يعني هل يفهم من الآيتين السابقتين أنه يقبل منهم حتى يقول المؤلف-رحمه الله-وبيَّن في مواضع أخر أنه لا يقبل منهم فداء بتاتًا يعني توجد بارقة أمل أنه يقبل منهم في الآية الأولى والثانية؟ ملء الأرض يعني من نظر إلى أن ملء الأرض متناهي ومثله معه أيضًا متناهي مثل {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} [سورة النبأ:23] هل يفهم منه خروج الكفار من النار الأحقاب مهما كانت متناهية لكنها في معنى الديمومة والأبدية، ملء الأرض ومثله معه متى يجتمع ملء الأرض ذهبا ومتى يفتدونه لكن بارقة الأمل في كونه متناهي، طيب المتناهي مع احتماله الضعيف وهذا التناهي وجوده مثل عدمه «ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر» هذا له نسبة لكن النسبة وجودها مثل عدمها.

"قوله تعالى: {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران:97] صرح في هذه الآية أنه غني عن خلقه وأن كفر من كفر منهم لا يضره شيئًا وبيّن هذا المعنى في مواضع متعددة كقوله عن نبيه موسى {وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} [سورة إبراهيم:8] وقوله {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [سورة الزمر:7] وقوله {فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [سورة التغابن:6] وقوله {قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ} [سورة يونس:68] إلى غير ذلك من الآيات، فاللهُ تبارك وتعالى يأمر الخلق وينهاهم لا لأنه تضره معصيتهم وتنفعه طاعتهم بل نفع طاعتهم لهم وضرر.."

طالب: ........

لا لأنه تضره معصيتهم وتنفعه طاعتهم.

بدون لام.

بدون ولا تنفعهم، ماذا عندك أنت؟

وتنفعهم.

وتنفعهم نعم هذا دعواهم وحقيقة الأمر أنها لا تضر لأنها مثبت الضرر فيُثبت النفع وهو في الحقيقة منفي في الطرفين لا تنفع ولا تضر.

"لا لأنه تضره معصيتهم وتنفعه طاعتهم بل نفع طاعتهم لهم وضرر معصيتهم عليهم كما قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [سورة الإسراء:7] وقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [سورة فصلت:46] وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [سورة فاطر:15] وثبت في صحيح مسلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه أنه قال."

يعني في حديث أبي ذر العظيم الذي هو أعظم حديث يرويه أهل الشام كما قال أحمد وغيره.

"أنه قال «يا عبادي لو أنكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا» الحديث."

يقول الشراح في الشق الأول «كانوا على أتقى قلب» محمد -عليه الصلاة والسلام-وقالوا في الشق الثاني أن المراد به إبليس.

"تنبيه: قوله تعالى {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران:97] بعد قوله {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [سورة آل عمران:97] يدل على أن من لم يحج كافر والله غني عنه، وفي المراد بقوله {وَمَن كَفَرَ} [سورة البقرة:126] أوجه للعلماء الأول: أن المراد بقوله."

لا بد من الجواب على مذهب الجمهور الذين لا يكفرون من ترك الأركان الأربعة، وأمَّا بالنسبة للشهادتين فمعروف أنه لا يدخل في الإسلام إلا بعد أن ينطق بهما، والصلاة تكفيره معروف عند أهل العلم والأدلة فيه صحيحة صريحة، يبقى بقية الأركان الثلاثة الجمهور على أنه لا يكفر بترك واحد منها إذا اعترف به وأقر به، لكن مجرد الترك لا يكفر به وإن كان القول بكفره قول في مذهب مالك ورواية عند الحنابلة كفر ترك أي ركن من أركان الإسلام الذي يقول بكفره لا يحتاج إلى جواب، والذي لا يقول بكفره كما هو المعتمد عند الجمهور يحتاج أن يجيب على قوله {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران:97] إما أن يحمل على أنه جحد ولم يعترف به أو أنه من باب ماذا يسمونه؟

طالب: ........

كفر النعمة أو أنه من باب الزجر والتغليظ وغير ذلك من الأقوال يذكرها المؤلف إن شاء الله.

"الأول: أن المراد بقوله {وَمَن كَفَرَ} [سورة البقرة:126] أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه وبه قال ابن عباس ومجاهد."

تكون من نصوص التي تمر كما جاءت كما في نظائرها عند أهل العلم لأنه أبلغ في الزجر.

طالب: ........

ما هو؟

طالب: ........

لا، العمل جنسه شرط صحة في أصل الإيمان، جنس العمل لكن مفرداته لا، عند الجمهور.

"وبه قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد قاله ابن كثير ويدل لهذا الوجه ما روي عن عكرمة ومجاهد من أنهما قالا لما نزلت: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [سورة آل عمران:85] قالت اليهود فنحن مسلمون فقال: النبي -صلى الله عليه وسلم- «إن الله فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلا» فقالوا لم يُكتب علينا وأبوا أن يحجوا قال تعالى {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران:97] الوجه الثاني: أن المراد بقوله {وَمَن كَفَرَ} [سورة البقرة:126] أي من لم يحج على سبيل التغليظ البالغ في الزجر عن ترك الحج مع الاستطاعة كقوله للمقداد الثابت في الصحيح حين سأله عن قتل من أسلم من الكفار بعد أن قطع يده في الحرب «لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله»."

لأنه نطق بالشهادة ودخل في الإسلام. "«وإنك بمنزلته قبل أن يقول الكلمة التي قال»

الوجه الثالث:"

هذا لا شك أنه زجر؛ لأن المسلم لا يكفر بالقتل ولو كان قتل عن عمد.

"الوجه الثالث: حمل الآية على ظاهرها وأن من لم يحج مع الاستطاعة فقد كفر وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال «من ملك زادًا وراحلة ولم يحج بيت الله فلا يضره مات يهوديًا أو نصرانيًا» وذلك بأن الله قال: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} روى هذا الحديث الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه كما نقله عنهم ابن كثير وهو حديث ضعيف ضعّفه غير واحد بأن في إسناده هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو."

أظن ابن الجوزي أدخله في الموضوعات يعني المرفوع، ويذكر عن عمر- رضي الله عنه- أنه أرسل إلى الأمصار: "انظروا إلى من كانت له جدة فلم يحج فاضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين".

طالب: ........

ما هو؟

طالب: ........

ذكروه لكن بأسانيد ضعيفة، لكن ليس مثل هذا يصل إلى حد الضعف الشديد.

"ضعفه غير واحد بأن في إسناده هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي، وهلال هذا قال الترمذي مجهول، وقال البخاري منكر الحديث، وفي إسناده أيضًا الحارث الذي رواه عن علي- رضي الله عنه- وقال الترمذي إنه يضعف في الحديث."

يعني هذا الحارث غير الأعور؟ يعني ما قال الشيخ الأعور مع أن شهرته به أكثر من اسمه.

طالب: ........

نعم يروي عن علي لكن الكلام على إن كان الأعور فيجب أن يصرح به لأنه مشهور باللقب ويعرفه آحاد طلاب العلم إذا قيل الأعور معروف ضعفه.

طالب: ........

حتى.

طالب: ........

ما هو؟

طالب: ........

أبو إسحاق لكن كذبه الشعبي وغيره.

"وقال الترمذي إنه يضعف بالحديث، وقال ابن عدي هذا الحديث ليس بمحفوظ انتهى بالمعنى من ابن كثير. وقال ابن حجر في الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف في هذا الحديث: أخرجه الترمذي من رواية هلال بن عبد الله الباهلي حدثنا أبو إسحاق عن الحارث عن علي رفعه «من ملك زادًا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا» وقال غريب وفي إسناده مقال وهلال بن عبد الله مجهول والحارث يضع،ف وأخرجه البزار من هذا الوجه وقال لا نعلمه عن علي إلا من هذا الوجه، وأخرجه ابن عدي والعقيلي في ترجمة هلال ونقلا عن البخاري أنه منكر الحديث، وقال البيهقي في الشعب تفرد به هلال وله شاهد من حديث أبي أمامة أخرجه الدارمي بلفظ «من لم يمنعه عن الحاجة حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات فليمت إن شاء يهوديًا أو إن شاء نصرانيًا»."

يعني مما يؤسف له أن طلاب علم في كليات شرعية يعتذر عن الحج هذه السنة لأن تسليم البحث بعد الحج مباشرة، يعني سمعنا هذا كثيرًا، ما حججت يا فلان قال والله البحث، وسمعنا من يقول والله هذه السنة ربيعة الحج السنة القادمة!! هل هذه أعذار تعوق دون ركن بهذه المثابة من دين الإسلام؟! طالب العلم الذي يعتذر بمثل هذه الأعذار يراجع نيته في طلب العلم، عليه أن يراجع نيته في طلب العلم.

"أخرجه من رواية شريك عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عنه، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في الشعب، وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص عن ليث عن عبد الرحمن عن عبد الرحمن مرسلاً ولم يذكر أبا أمامة وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي وابن عدي أورده في الكامل في ترجمة أبي المهزوم يزيد بن سفيان عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ونقل عن الفلّاس أنه كذب أبا المهزوم وهذا من غلط ابن الجوزي في تصرفه؛ لأن الطريق إلى أبي أمامة ليس فيها من اتهم بالكذب."

ابن الجوزي تساهل في الحكم بالوضع - رحمه الله- وأدخل أحاديث كثيرة ضعيفة لا تصل إلى حد الوضع بل فيه أحاديث حُكم عليها بالحسن بل بالصحة وإن كانت قليلة؛ ولذا يقول الحافظ العراقي:

وأكثر الجامع فيه إذ خرج

 

 

 

لمطلق الجمع عنى أبا الفرج

 

ابن الجوزي والضرر المترتب على تصرفه نظير الضرر المترتب على تصرف الحاكم في مستدركه، هذا يحرم الناس من العمل بأحاديث قد تكون صحيحة، وذاك يجعل المسلم يعمل بأحاديث يصححها في مستدركه وهي في حقيقة الحال لا تصح يعني على النقيض منه، والشر المترتب على الكتابين واحد وجودًا وتركًا.

"وقد صح عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أنه قال: من أطاق الحج فلم يحج فسواء مات يهوديًا أو نصرانيًا والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [سورة آل عمران:102] الآية أكثر العلماء على أنها منسوخة بقوله {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن:16]."

لأن التقوى حق التقوى غير مستطاعة ونسخها {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن:16] فغير المستطاع لا يكلف به.

وقال بعضهم.

طالب: ........

أين؟

طالب: ........

ما هو؟

طالب: ........

يأتي من يقول أن حق التقوى المستطاع منها، حق التقوى يعني المقدور للعباد.

"وقال بعضهم: هي مبينة للمراد منها فقوله: {حَقَّ تُقَاتِهِ} [سورة آل عمران:102] أي بقدر الطاقة والله تعالى أعلم. قوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [سورة آل عمران:103] لم يبين هنا ما بلغته معاداتهم من الشدة ولكنه بيَّن في موضع آخر أن معاداتهم بلغت من الشدة أمرًا عظيمًا حتى لو أنفق ما في الأرض كله لإزالتها وللتأليف بين قلوبهم لم يفد ذلك شيئًا وذلك في قوله {وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [سورة الأنفال:62-63] قوله تعالى: {وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [سورة آل عمران:106] بيّن في هذه الآية الكريمة أن من أسباب اسوداد الوجوه يوم القيامة الكفر بعد الإيمان وذلك في قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [سورة آل عمران:106] الآية وبين في موضع آخر. "يعني في النشر وضح السبب سبب اسوداد الوجوه وأنه الكفر.

"وبين في موضع آخر أن من أسباب ذلك الكذب على الله تعالى وهو قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ} [سورة الزمر:60]."

ومن أنواع الكذب على الله تعالى الفتوى بغير علم {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ} [سورة النحل:116].

"وبين في موضع آخر أن من أسباب ذلك اكتساب السيئات وهو قوله {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً} [سورة يونس:27]."

والقطع من الليل مظلمة سوداء نسأل الله العافية.

"وبين في موضع آخر أن من أسباب ذلك الكفر والفجور وهو قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ } [سورة عبس:40-42] وهذه الأسباب في الحقيقة شيء واحد عُبِّر عنه بعبارات مختلفة وهو الكفر بالله تعالى، وبين في موضع آخر شدة تشويه وجوههم بزرقة العيون وهو قوله: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً} [سورة طـه:102] وأقبح صورة أن تكون الوجوه سودًا والعيون زرقًا، ألا ترى الشاعر لما أراد أن يصور علل البخيل في أقبح صورة وأشوهها اقترح لها زرقة العيون واسوداد الوجوه في قوله:

 

وللبخيل على أمواله علل

 

 

 

زرق العيون عليها أوجه سود

 

 

يكفي بركة، اللهم صل وسلم على محمد البشير النذير.