التعليق على تفسير القرطبي - سورة غافر (03)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى والله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-: "قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}[غافر:36- 37].

 قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي}[غافر:36] لما قال مؤمن آل فرعون ما قال، وخاف فرعون أن يتمكن كلام هذا المؤمن في قلوب القوم، أوهم أنه يمتحن ما جاء به موسى من التوحيد، فإن بان له صوابه لم يخفه عنهم، وإن لم يصح ثبتهم على دينهم، فأمر وزيره هامان ببناء الصرح. وقد مضى في [القصص] ذكره. {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} [غافر:36] {أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ}".

نعم كل هذا على سبيل الإيهام، فإن فرعون يعلم أن إله موسى حق {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ}[النمل:14]، لكنه لن يضيع هذا الشرف الذي هو فيه من استعباده لهؤلاء الأقوام، على حد زعمه، وإلا فليس بشرف، الشرف عبادة الله، وتحقيق ما خُلق له الإنسان، ففرعون في إيهامه هذا ببناء الصرح أنه يختبر هذه الدعوى التي جاء بها موسى، فإن كانت صحيحة صدقه، وإلا ثبّت قومهم على دينه إن كان كذبًا، كل هذا من باب الإيهام، {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا}[غافر:36- 37] يعني يحتمل أن يكون صادقًا وأظنه كاذبًا، فالذي يغلب على ظنه أنه كاذب، يحتمل من بعد أنه صادق، يريد أن يتحقق من هذه الدعوى ببناء الصرح، البناء العالي الذي أمر وزيره ببنائه، ووزيره سوف يأمر من يبنيه من العمال والصناع وغيرهم.

طالب: .......

يعني إلى السماء، ارتفاع شاهق بإمكانه.

طالب: .......

ما الذي يمنع؟

طالب: ........

على كل حال عندهم من القدرة، عندهم من أسباب الدنيا، عندهم أسباب، يبني الصرح ثم ماذا؟ انظر الناطحات عند الكفار شيء لا يخطر على بال، فعندهم من أمور الدنيا شيء لا يصدقه العقل، ثم ماذا؟

طالب:.......

ومع ذلك لا يعلمون.

طالب: .........

وأمور دنيا لا يعلمونها، ولو علموها على حقيقتها لآمنوا وأسلموا وصدقوا؛ لأنهم يعلمون ظاهرًا من الحقيقة لكن الباطن لا، لا يعلمون ذلك.

طالب: .....................

الموجود الآن من الأهرامات. لا لا.

"أسباب السماوات بدل من الأول. وأسباب السماء أبوابها في قول قتادة والزهري والسدي والأخفش، وأنشد:

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
 

ولو رام أسباب السماء بسلم
  

وقال أبو صالح : أسباب السماوات طرقها. وقيل: الأمور التي تستمسك بها السموات. وكرر  أسباب تفخيمًا؛ لأن الشيء إذا أُبهم ثم أوضح كان تفخيمًا لشأنه. والله أعلم" .

نعم. يُبهم أولاً ليحرص على حقيقته ويبحث عنه، بحيث إذا وُضح ثبت في القلوب، إذا وضح ثبت في القلوب، والله المستعان.

"فأطلع إلى إله موسى فأنظر إليه نظر مشرف عليه. توهَّم أنه جسم تحويه الأماكن. وكان فرعون يدعي الألوهية، ويرى تحقيقها بالجلوس في مكان مشرف. وقراءة العامة: " فأطلع " بالرفع"

قوله: توهّم أنه جسم تحويه الأماكن، فالله -جل وعلا- لا يُوصف بأنه جسم ولا يوصف بأنه ليس بجسم، هذه الأمور مسكوت عنها، لم يرد النص بنفيها ولا إثباتها، كذلك تحويه الأماكن إن كان معناها أنها تحيط به فلا، وأما إن كان المراد به نفي الجهة، باستعماله مثل هذا التعبير في نفي الجهة، فالله -جل وعلا- بجهة العلو، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه.

 "وقراءة العامة " :فأطلع " بالرفع نسقًا على قول: " أبلغ".

طالب: .......

وكان فرعون يدعي الألوهية، ويرى أن تحقيقها يكون بالجلوس في مكان مرتفع؛ لأنه لا بد أن يكون في مكان مشرف عالٍ مرتفع لا يساويه غيره من رعيته.

طالب: ..........

لا لا، ما له علاقة.

"وقرأ الأعرج والسلمي وعيسى وحفص: فأطلع، بالنصب، قال أبو عبيدة: على جواب " لعل  بالفاء".

نعم، فيكون منصوبًا بأن مضمرة بمعنى الترجي.

"قال النحاس: ومعنى النصب خلاف معنى الرفع؛ لأن معنى النصب متى بلغت الأسباب اطلعت. ومعنى الرفع لعلي أبلغ الأسباب ثم لعلي أطلع بعد ذلك، إلا أن ثم أشد تراخيًا من الفاء. {وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا}[غافر:36] أي وإني لأظن موسى كاذبًا في ادعائه إلهًا دوني، وإنما أفعل ما أفعل لإزاحة العلة".

لمجرد إزالة هذه الشبهة التي يدعيها، شبهة يخشى أن تُصدق، فيريد إزالتها. والله المستعان.

"وهذا يوجب شك فرعون في أمر الله. وقيل : إن الظن بمعنى اليقين أي: وأنا أتيقن أنه كاذب، وإنما أقول ما أقوله؛ لإزالة الشبهة عمن لا يتيقن ما أتيقنه" .

إنما أقول ما أقول لإزالة الشبه عمن لا يتيقن؛ لأنه يزيل الشبهة عن غيره، أما هو فقد تيقن، لكن قوله: لأظنه، الظن يأتي بمعنى الوهم، ويأتي بمعنى الشك، ويأتي بمعنى غلبة الظن، ويأتي بمعنى اليقين.

"قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}[غافر:37] أي كما قال هذه المقالة وارتاب زين له الشيطان أو زين الله سوء عمله أي: الشرك والتكذيب".

{زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}[فاطر:8]، {رَآهُ حَسَنًا}، وكثير من الناس تجده في عمل يضره في أمر دينه ودنياه فيراه من أسعد الناس بهذا العمل، زُين لهم سوء عمله، يرتكبون المهلكات، و يتناولون الضار، ويرونه سعادة، هذا ممن زُيِّن له سوء عمله فرآه حسنًا.

طالب: .......

قرب قرب حتى أسمعك.

طالب: ............

الظن هنا اليقين، يأتي بمعنى اليقين {وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} أنت تريد هذا، كونه بمعنى اليقين؟

طالب: ..............

 {وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} ذكرنا هذا في أول الأمر أنه بنى هذا الصرح؛ لإقناع قومه أنه ليس هناك إله، وإلا فهو في قرارة نفسه موقن به، لكنه يجحده بلسانه.

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .......

نعم؟

طالب: .......

لا، هو يريد أن يبني بناء صرح عالٍ ينظر إلى كل شيء تحته، هذه دعواه، قال: {أَسْبَاب السَّمَوَاتِ} أسباب السماء، وهو يعرف في الجملة أن الله موجود، وأنه هو الخالق الرازق، وأنه مدبِّر، وأنه في جهة العلو، ولكن ما يعرف التفاصيل.

طالب: ...........

كما يفعل في آخر الزمان يأجوج ومأجوج عندما يفسدون في الأرض، يصوبون سهامًا إلى السماء يظنون أنهم يدركون شيئًا.

طالب: .............

عمله مع يقينه يعني هذه الجملة المركبة الموجودة عنده والتناقض بين الظاهر والباطن، يرى هذا حسنًا، يعني في الجملة، في المجموع، يرى أن هذا ضحك على الناس.

طالب: .............

أتيقن، لكن الكلام في كونه يتيقن أن موسى كاذب، وقد استيقن أن الله موجود، وأنه إله، وأنه موجود، استيقن بها نفسه، وجحد بها لسانه.

طالب: ...........

يقول هذا بعض الناس، يقول: هذا من باب التجرد من الحقيقة، لا أستطيع أن أجزم بشيء؛ ليملك السامع، لا أستطيع أن أتكلم بشيء إلا وقد تيقنت منه، يعني أبني هذا الصرح؛ لكي أخبركم بيقين، ولذا وجدت هذه الشبهة على حد زعمه، وأرد نفيها فقال: أبدًا هذا ليس صحيح، ما يُقبل قوله، هذا مجرب، ولو تكلم شخص بكلام، أو نُوقش شخص بكلام فقال: أبدًا هذا ليس بصحيح، ما يقبله الناس، لا بد أن يبدي شيئًا من الموافقة، ثم يأتي على هذه الموافقة فينقضها، نعم. هذا من أساليب الإقناع.

"{وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ}[غافر:37] قراءة الكوفيين: وصد على ما لم يسم فاعله، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم، ويجوز على هذه القراءة:" وصِد" بكسر الصاد نقلت كسرة الدال على الصاد، وهي قراءة يحيى بن وثاب وعلقمة. وقرأ ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن بن بكرة:" وصد عن السبيل"  بالرفع والتنوين. والباقون: {وَصَدّ}َ بفتح الصاد والدال. أي: صد فرعون الناس عن السبيل .

" وما كيد فرعون إلا في تباب" أي في خسران وضلال، ومنه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد:1] وقوله: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}[هود:101] وفي موضع: غير تخسير، فهد الله صرحه، وغرقه هو وقومه على ما تقدم .

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ}[غافر:38] هذا من تمام ما قاله مؤمن آل فرعون، أي: اقتدوا بي في الدارين".

طالب: .......

نعم.

طالب: .......

في الدين.

 ماذا عندك؟

في الدارين.

" أي اقتدوا بي في الدين، أهدكم سبيل الرشاد أي طريق الهدى، وهو الجنة. وقيل: من قول موسى. وقرأ معاذ بن جبل: " الرشاد " بتشديد الشين، وهو لحن عند أكثر أهل العربية؛ لأنه إنما يقال: أرشد يرشد، ولا يكون فعال من أفعل، إنما يكون من الثلاثي ، فإن أردت التكثير من الرباعي قلت: مفعال".

نعم. تقول: رشد الثلاثي، يرشد، فهو راشد ومرشد، وإن أردت المبالغة ضاعفت، قلت: رشاد، من الثلاثي.

"قال النحاس: يجوز أن يكون رشاد بمعنى يرشد لا على أنه مشتق منه، ولكن كما يقال: لآل من اللؤلؤ، فهو بمعناه، وليس جاريًا عليه. ويجوز أن يكون رشاد من رشد يرشد".

أي لأن اللؤلؤ لا فعل له، وقد يقول، لماذا قال: لآل وما قال خياط، مثلاً، خياط، فعال، من المبالغة من خاط، يخيط، لكن لآل من اللؤلؤ، يعني من يجتني ويقتني اللؤلؤ، وليس من فعله، وليس من لآل يلأل، لآل، ليس من فعله، ليس مشتقًّا من فعله، يعني منحوت من الصنعة، وليس من الفعل الذي هو أصل الكلمة.

طالب: .........

أيهم؟

طالب: .......

 ما فيه، هذا اسم جامد.

طالب: .......

هو يعاني هذه المهنة، وهو فيها أكثر من غيره، يغوص في البحار من أجل اللؤلؤ، فيقال له: لآل، مثل الخياط وغيره، لكن لا فعل له، منحوت نحتًا من المهنة.

يعني انظر مهنة من المهن الحاضرة مثلاً شخص يبيع آلات كمبيوتر مثلاً ما لها فعل، تنحت منها صيغة مبالغة لشخص لزم هذه المهنة ليل نهار، أكثر من غيره، يعني يشتغل معه أمة، لكن عمل معروف عادي، لكن هو أنهك حياته كلها في هذه المهنة، كيف تصوغ صيغة مبالغة من هذه المهنة التي لا فعل لها مثل لآل؟

طالب: .............

نعم؟

طالب: .......

من الخشب، خشاب؛ لأنه ليس له فعل.

"ويجوز أن يكون رشاد من رشد يرشد أي: صاحب رشاد ، كما قال النابغة :

كليني لهم يا أميمة ناصب

قال الزمخشري: وقرئ " الرشاد " فعال من رشد بالكسر كعلام، أو من رشد بالفتح كعباد. وقيل: من أرشد كجبار من أجبر وليس بذاك؛ لأن فعالاً من أفعل لم يجئ إلا في عدة أحرف، نحو: دراك وسئار وقصار وجبار. ولا يصح القياس على هذا القليل. ويجوز أن يكون نسبته إلى الرشد كعواج وبتات غير منظور فيه إلى فعل. ووقع في المصحف: "اتبعون" بغير ياء. وقرأها يعقوب وابن كثير بالإثبات في الوصل والوقف. وحذفها أبو عمرو ونافع في الوقف، وأثبتوها في الوصل، إلا أن ورشًا حذفها في الحالين، وكذلك الباقون؛ لأنها وقعت في المصحف بغير ياء، ومن أثبتها فعلى الأصل.

قوله تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ}[غافر:39]".

الأصل في اتبعوني هو الياء؛ لأنه يأمر قومه بها، فالياء في محل نصب مفعول، والنون للواقعية، حذف الياء اتباع للرسم، مثل {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ}[الكهف:64] حذفت الياء اتباعاً للرسم وإلا فالأصل نبغي، ولا يوجد جازم من أجل أن يقال: حذفت الياء من أجله.

"قوله تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ}[غافر:39] أي يتمتع بها قليلا ثم تنقطع وتزول. {وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}[غافر:39] أي الاستقرار والخلود. ومراده بالدار الآخرة الجنة والنار؛ لأنهما لا يفنيان. بين ذلك بقوله : من عمل سيئة يعني الشرك فلا يجزى إلا مثلها وهو العذاب. ومن عمل صالحا من ذكر، أو أنثى قال ابن عباس: يعني لا إله إلا الله. وهو مؤمن مصدق بقلبه لله وللأنبياء".

وهو مؤمن الجملة حال، يعني حال كونه مؤمنًا.

" فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب" بضم الياء على ما لم يسم فاعله. وهي قراءة ابن كثير وابن محيصن وأبي عمرو ويعقوب وأبي بكر عن عاصم، يدل عليه يرزقون فيها بغير حساب، والباقون يدخلون بفتح الياء.

قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ}[غافر:41] أي إلى طريق الإيمان الموصل إلى الجنان {وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ}[غافر:41] بيَّن أن ما قال فرعون من قوله: {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}[غافر:29] سبيل الغي عاقبته النار، وكانوا دعوه إلى اتباعه. ولهذا قال: {تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ}[غافر:42] وهو فرعون {وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ}[غافر:42] لا جرم تقدم الكلام فيه، ومعناه حقًا".

أو لا محيض، ولا محيص، ولا مفر.

طالب:................

نعم؟

طالب: .......

من تعم الذكر والأنثى، تعم الذكر والأنثى، لكن هذا فيه إغراء للطرفين، نعم فيه إغراء للطرفين، لأنه إذا نصَّ على الشيء، يدل على أنه ينبغي أن يستحضر مثل هذا الأمر ليعمل صالحًا، سواء كان ذكرًا أو أنثى، لكن قد تغفل المرأة إذا مرت بهذه الآية،  إذا أُدمجت وأُدرجت مع غيرها، لكن لما كان العمل الصالح له الأثر الكبير في الإيمان استحضر ذكرها؛ من أجل أن تنشط لهذا العمل الصالح، وإلا فالأصل أنهن شقائق الرجال، و"مَن" مِن صيغ العموم، يشمل الذكر والأنثى.

طالب: ...........

ما فيه لا ذكر ولا أنثى، العمل الصالحات لما ينص على الذكر والأنثى من أجل الحث على الاستكثار من الأعمال الصالحة، وأما بالنسبة للأعمال السيئة، فالأصل أن المؤمن لا يفعلها ولذلك لم يذكر.

طالب: ..........

في العطف؟

طالب: .........

نعم.

طالب: .......

من عمل صالحًا.

طالب: .......

 الحالة الكاشفة وليس بقيد.

"أنما تدعونني إليه" ما بمعنى الذي ليس له دعوة"

قد يعمل صالحًا وهو ليس بمؤمن، لكن الإيمان شرط لقبول الأعمال الصالحة، شرط لقبولها، وإن كانت الأعمال الصالحة جزءًا من هذا الإيمان؛ لأنه قد تنفك الجهة، يكون مصدقًا بدون عمل، ويكون عاملًا بدون تصديق، ويكون عاملًا مع تصديق، فكما أن الذي لا يعمل بدون تصديق، هذا لا قيمة له، والذي يصدق بلا عمل أيضًا كذلك، فلا بد من الأمرين.

"ليس له دعوة" قال الزجاج: ليس له استجابة دعوة تنفع، وقال غيره: ليس له دعوة  توجب له الألوهية في الدنيا ولا في الآخرة. وقال الكلبي: ليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة. وكان فرعون أولاً يدعو الناس إلى عبادة الأصنام، ثم دعاهم إلى عبادة البقر، فكانت تُعبد ما كانت شابة، فإذا هرمت أمر بذبحها، ثم دعا بأخرى لتعبد، ثم لما طال عليه الزمان قال: أنا ربكم الأعلى .وأن المسرفين هم أصحاب النار".

لأنه لما رأى تقلبهم في طاعته يأمرهم بعبادة هذه ثم تذبح، ثم هذه ثم تذبح، رأى أنهم لا مخالفة عندهم ولا معارضة، فما المانع أن يدعوهم إلى عبادة نفسه؟

"{وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}[غافر:43]. قال قتادة وابن سيرين: يعني المشركين. وقال مجاهد والشعبي: هم السفهاء والسفاكون للدماء بغير حقها. وقال عكرمة: الجبارون والمتكبرون. وقيل: هم الذي تعدوا حدود الله. وهذا جامع لما ذكر،  و"أن" في المواضع في موضع نصب بإسقاط حرف الجر. وعلى ما حكاه سيبويه عن الخليل من أن لا جرم رد لكلام يجوز أن يكون موضع "أن" رفعًا على تقدير: وجب أن ما تدعونني إليه، كأنه قال: وجب بطلان ما تدعونني إليه، والمرد إلى الله، وكون المسرفين هم أصحاب النار .

قوله تعالى: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ}[غافر:44] تهديد ووعيد. و" ما "يجوز أن تكون بمعنى الذي أي: الذي أقوله لكم . ويجوز أن تكون مصدرية أي: فستذكرون قولي لكم إذا حل بكم العذاب.

{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ}[غافر:44] أي أتوكل عليه وأسلم أمري إليه. وقيل: هذا يدل على أنهم أرادوا قتله. وقال مقاتل: هرب هذا المؤمن إلى الجبل، فلم يقدروا عليه. وقد قيل: القائل موسى.  والأظهر أنه مؤمن آل فرعون ، وهو قول ابن عباس" .

الأظهر من حيث السياق، الأظهر من حيث السياق، الأظهر من حيث السياق، ولا يمتنع أن يقول موسى مثل هذا الكلام، ستذكرون ما أقول لكم.

طالب: قال ........

نعم؟

طالب: .......

"أن" وما دخلت عليه، "أن" وما دخلت عليه تُؤول؛ لأنها في حكم المفرد، لأنها في حكم المفرد إذا فُتحت همزتها، وإذا كُسرت همزتها فهي جملة.

"قوله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ}[غافر:45] أي من إلحاق أنواع العذاب به فطلبوه فما وجدوه؛ لأنه فوض أمره إلى الله. قال قتادة: كان قبطيًّا فنجاه الله مع بني إسرائيل. فالهاء على هذا لمؤمن آل فرعون. وقيل: إنها لموسى على ما تقدم من الخلاف. "وحاق بآل فرعون سوء العذاب" قال الكسائي: يقال حاق يحيق حيقًا وحيوقًا إذا نزل ولزم.

ثم بيَّن العذاب فقال: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا}[غافر:46] وفيه ستة أوجه: يكون رفعًا عن البدل من "سوء". ويجوز أن يكون بمعنى هو النار. ويجوز أن يكون مرفوعًا بالابتداء. وقال الفراء: يكون مرفوعًا بالعائد على معنى: النار عليها يعرضون، فهذه أربعة أوجه في الرفع ، وأجاز الفراء النصب؛ لأن بعدها عائدًا وقبلها ما يتصل به".

يكون مرفوعًا بالعائد، على معنى النار عليها يُعرضون، ما الفرق بين {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا}، والنار عليها يعرضون، أوجه الرفع أولاً: البدلية من سوء العذاب هو النار، ويجوز أن يكون بمعنى هو النار، يعني خبر لمبتدأ محذوف، سوء العذاب هو النار، ويجوز أن يكون مرفوعًا بالابتداء، والجملة بعده خبر، وقال الفراء: يجوز أن يكون مرفوعًا بالعائد، على معنى النار عليها يعرضون، يكون مرفوعًا بفعل يفسِّره المذكور.

"وأجاز الفراء النصب؛ لأن بعدها عائدًا وقبلها ما يتصل به، وأجاز الأخفش الخفض على البدل من العذاب. والجمهور على أن هذا العرض في البرزخ. واحتج بعض أهل العلم في تثبيت عذاب القبر بقوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} ما دامت الدنيا. كذلك قال مجاهد وعكرمة ومقاتل ومحمد بن كعب، كلهم قال: هذه الآية تدل على عذاب القبر في الدنيا، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر:46]. وفي الحديث عن ابن مسعود: «أن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار تُعرض على النار بالغداة والعشي، فيقال: هذه داركم». وعنه أيضًا: «إن أرواحهم في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح كل يوم مرتين، فذلك عرضها». وروى شعبة عن يعلى بن عطاء قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: «كان أبو هريرة إذا أصبح ينادي: أصبحنا والحمد لله وعرض آل فرعون على النار. فإذا أمسى نادى: أمسينا والحمد لله وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمع أبا هريرة أحد إلا تعوَّذ بالله من النار»".

لا يرد أن يلحق هذا الكلام بالذكر باعتبار أنه يتعبد بهذا الذكر، وإنما يريد به أن يذكِّر غيره، يريد أن يذكِّر من يسمع بعذاب النار.

طالب: ..........

لا الصواب ابن مهران.

طالب: .............

الذي عندنا يقول: في نسخ الأصل ميمون بن ميسرة وهو تحريف، والتصويب عن التهذيب. والعبرة بمحل الحديث، يعني إذا خرج الحديث، أما كونه يرجع إلى كتب الرجال ففيها ابن ميسرة، وفيها ابن مهران، والذي يحدّد المطلوب تخريج الحديث.

طالب: ........

احتمال نعم.

طالب: ...........

عن ابن ميسرة عن أبي هريرة؟

طالب: .......

 الكلام عنه، يراجع إن شاء الله تعالى.

طالب: .........

ذلك العرض؟

طالب: نعم.

لا لا، العرض تقرير عند الحساب فقط، يعني من غير حساب.

طالب: ..........

نعم.

طالب: .......

المقصود أنهم يُطلعون عليها؛ لتزداد حسرتهم، أو يذاقون شيئًا منه، الله أعلم بكيفيته.

"وفي حديث صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إن الكافر إذا مات عرض على النار بالغداة والعشي، ثم تلا: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} وإن المؤمن إذا مات عرض روحه على الجنة بالغداة والعشي»، وخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة». قال الفراء: في الغداة والعشي بمقادير ذلك في الدنيا. وهو قول مجاهد. قال : غدوًّا وعشيًّا قال: من أيام الدنيا".

لأن هذا العرض في الدنيا، المراد بالغداة والعشي هنا، حقيقة معروفة؛ لأن هذا العرض يكون في الدنيا، ليس المراد به ما يكون بعد ذلك إذ لا غداة ولا عشي فيما بعد.

"وقال حماد بن محمد الفزاري: قال رجل للأوزاعي: رأينا طيورًا تخرج من البحر تأخذ ناحية الغرب، بيضًا صغارًا فوجًا فوجًا لا يعلم عددها إلا الله، فإذا كان العشاء رجعت مثلها سودًا. قال: تلك الطيور في حواصلها أرواح آل فرعون، يعرضون على النار غدوًا وعشيًا، فترجع إلى أوكارها وقد احترقت رياشها وصارت سودًا، فينبت عليها من الليل رياشًا بيضًا، وتتناثر السود، ثم تغدو فتعرض على النار غدوًا وعشيًا، ثم ترجع إلى وكرها، فذلك دأبها ما كانت في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر:46]، وهو الهاوية. قال الأوزاعي: فبلغنا أنهم ألفا ألف وستمائة ألف".

الخبر الذي ذكره هل علَّق أحد عليه أو شيء؟

طالب: ليس عن الأوزاعي ........

مثل هذه الأخبار تحتاج إلى ما يثبتها.

طالب: .............

السير؟

طالب: .......

نسخ الأصل كلها ابن ميسرة، لكن الذين حققوا كتاب التفسير، وطبعوه في دار الكتب، ليسوا من أهل العلم الشرعي، كما هو معلوم؛ لأن الكتاب مطبوع من القسم الأدبي، من دار الكتب المصرية.

طالب: .............

السير؛ لأنهم حققوا الكتاب، أنا أعرف قاموا بعمل جيد، أفضل من طبع البيهقي، وما دام الأصول كلها بالقرطبي: ميسرة، فالأمر ممكن، ويبحث أيضًا، يعني كون أني أبحث في تهذيب التهذيب وأصحح اسم راوٍ في سند، بغض النظر عن المروي، هذا لا يمكن التصحيح أبدًا، ما يمكن التصحيح بهذه الطريقة، لو أنه مثلاً جاء مالك عن نافع عن ابن عمر قال: رجعت للتهذيب ووجدت سالمًا يروي عن ابن عمر، ويروي عنه مالك، فلماذا لا يكون سالمًا، كلام ليس بصحيح، العبرة بما في حقيقة الأمر في رواية الخبر.

"وغدوًا مصدر جُعل ظرفًا على السعة. وعشيًا عطف عليه، وتم الكلام ثم تبتدئ: ويوم تقوم الساعة على أن تنصب يومًا بقوله: {أَدْخِلُوا}، ويجوز أن يكون منصوبًا بيعرضون على معنى فلا يوقف عليه. وقرأ نافع وأهل المدينة وحمزة والكسائي: أدخلوا بقطع الألف وكسر الخاء من أدخل، وهي اختيار أبي عبيد، أي: يأمر الله الملائكة أن يدخلوهم، ودليله النار يعرضون عليها. والباقون "ادخلوا ".

{أَدْخِلُوا آلَ} يعني يا آل فرعون، فيكون الأمر لهم لا للملائكة، أي يدخلونهم، وكونهم يدخلون، فلا شك أنه دل على الذل والصغار حين يؤمر بهم أن يدخل الجنة.

"والباقون "ادخلوا" بوصل الألف وضم الخاء من دخل أي: يقال لهم: "ادخلوا" يا { آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} وهو اختيار أبي حاتم. قال: في القراءة الأولى: {آلَ} مفعول أول و{أَشَدَّ} مفعول ثانٍ بحذف الجر، وفي القراءة الثانية منصوب؛ لأنه نداء مضاف. وآل فرعون: من كان على دينه وعلى مذهبه، وإذا كان من كان على دينه ومذهبه في أشد العذاب كان هو أقرب إلى ذلك".

والمرء يدخل في قومه، في آله يدخل، يدخل في آله ما لم تدل القرينة على عدم دخوله، أما هنا فدخوله أولي في آل فرعون.

"وروى ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن العبد يولد مؤمنًا، ويحيا مؤمنًا، ويموت مؤمنًا، منهم يحيى بن زكريا ولد مؤمنًا، وحيي مؤمنًا، ومات مؤمنًا، وإن العبد يولد كافرًا، ويحيا كافرًا، ويموت كافرًا، منهم فرعون، وُلد كافرًا، وحيي كافرًا، ومات كافرًا»".

فرعون كغيره وُلد على الفطرة، وُلد على الفطرة كغيره، لكنه طرأ عليه الكفر بعد ذلك، «ما من مولود إلا يولد على الفطرة».

طالب: ...........

يعني كفره من أول الأمر، يعني من ولادته، يعني كأنه يقول: هذا ما وُلِد على الفطرة، فالكلام ليس بالصحيح.

 "ذكره النحاس. وجعل الفراء في الآية تقديمًا وتأخيرًا مجازه: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} فجعل العرض في الآخرة، وهو خلاف ما ذهب إليه الجمهور من انتظام الكلام على سياقه على ما تقدم. والله أعلم".

لأن الأصل اتباع سياق القرآن، القرآن كونه فيه تقديم وتأخير، مثل هذا يحتاج إلى عدم صحة الحمل على سياقه الأصلي، إذا حُمل على سياقه الأصلي يكون فيه خلل وفيه معارضة لما هو أقوى منه، حينئذ يحمل على أنه فيه تقديم، وتأخير وهناك أسلوب التقديم والتأخير موجود في القرآن، لكن ليس هو الأصل، الأصل أن النسق القرآني هو على ترتيبه، فإذا وجد ما يمنع من حمله على الأصل يقال: فيه تقديم وتأخير، وهنا لا يوجد ما يمنع، لاسيما وأن عامة أهل العلم على أن فيها دليلًا على إثبات عذاب القبر، وما يقول بالتقديم والتأخير إلا من يُظن به أنه ينكر عذاب القبر؛ لأن الآية صريحة فيه، والمعتزلة لا يؤمنون بعذاب القبر، ولا يصدقون به.

"قوله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ}[غافر:47] أي يختصمون فيها {الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} عن الانقياد للأنبياء {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} فيما دعوتمونا إليه من الشرك في الدنيا {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ} أي متحملون عنا نصيبًا من النار أي جزءًا من العذاب. والتبع يكون واحدًا ويكون جمعًا في قول البصريين واحده تابع. وقال أهل الكوفة: هو جمع لا واحد له كالمصدر فلذلك لم يجمع ولو جمع لقيل أتباع".

قال في طبقات الأمة: الصحابة، ثم التابعون، ثم أتباعهم، ثم تبع الأتباع، هذا تقسيم الطبقات عند أهل العلم، الصحابة، ثم التابعون، ثم أتباعهم، ثم تبع الأتباع.

"{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا}[غافر:48] أي في جهنم. قال الأخفش: كل مرفوع بالابتداء. وأجاز الكسائي والفراء " إنا كلا فيها " بالنصب على النعت والتأكيد".

هذا بالنسبة لجمع تابع، لكن جمع تبيع؟

طالب: ............

في ولد البقر، قالوا: تبيع، جمعه؟

طالب: ..........

ما أدري، لا بد من النظر إليه، ما أدري.

طالب: أتباع.

نعم يمكن أتبعة، يجمع فعيل على أفعلة.

طالب: .......

لا هذا جمع تبع، أتبعة على وزن أفعلة، لكن هذا جمع قلة، لكن جمع الكثرة إيش؟

طالب: على وزن أبعرة، بعير أم لا؟

بعير.

طالب: ...........

هذا جمع القلة، لكن يبقى جمع الكثرة ما هو؟

طالب: أتابع أباعر.

لازم تراجع. تابع الأمر مقروء أقول اقرأ، التابع للمعنى.

" إنا كلا فيها " بالنصب على النعت والتأكيد للمضمر في " إنا " وكذلك قرأ ابن السميقع وعيسى بن عمر والكوفيون يسمون التأكيد نعتًا. ومنع ذلك سيبويه".

مثل هذا الكلام في غاية الأهمية، والكوفيون يسمون التأكيد نعتًا، هذا مهم جدًّا في قراءة كتب المتقدمين منهم.

طالب: ...............

يعربها نعتًا، نقول: نعت وهو يقصد التأكيد، لن يهتدي القارئ إلى الصواب، لن يهتدي القارئ للصواب، كيف يقول: نعت وهي تأكيد، يعربون التأكيد نعتًا يقولون: (جاء زيدٌ نفسه) نفسه نعت! هذا كلام ليس بصحيح، إنما هو تأكيد، والكوفيون يسمون التأكيد نعتًا، ومثل هذه الأمور التي نحتاج إليها كثيرًا ما ينبه عليها الشيخ محمود شاكر لتحقيقه في تفسير الطبري؛ لأن الطبري يستعمل في الاصطلاحات الألفاظ العتيقة، القديمة، ما يستعمل اصطلاحات جديدة، وهذا نحتاج إليها إذا قرأنا في الكتب المتقدمة، مثل كتاب سيبويه، قد تمر بك أمور لا تفهمها؛ لأن المسميات اختلفت بين المتقدمين والمتأخرين، فإذا جاء مثل هذا الكلام، والكوفيون يسمون التأكيد نعتًا يفهم، ويعض عليه بالنواجذ، ويدون، ويعلق على كتاب من الكتب القديمة.

"ومنع ذلك سيبويه، قال: لأن " كلا " لا تنعت ولا ينعت بها. ولا يجوز البدل فيه؛ لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره، وقال معناه المبرد قال: لا يجوز أن يبدل من المضمر هنا؛ لأنه مخاطب ولا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب؛ لأنهما لا يشكلان فيبدل منهما، هذا نص كلامه".

لأنهما يشكلان، أم يشكلان؟

طالب: يشكلان.

يعني بنفس الضبط، البدل والمبدل منه.

طالب: لا من المخاطب ولا من المخاطب، لأنهما..

ولا يبدل من المخاطب، ولا من المخَاطب.

طالب: لأنهما لا يشكلان.

الكلام الذي معنا، الكلام على أي لفظ في الآية؟

طالب: كلاً.

كلاًّ أو كلٌّ، مرفوع بالابتداء، إنا كلٌّ، لماذا لا يكون خبر إن، أو يكون بدلًا من نا، إذا قلنا: بدل من نا، فلابد أن يكون منصوبًا، ولذلك أجاز الكسائي والفراء: كلاً؛ لأنه بدل منه، يقول بالنصب على النعت، والنعت هنا هو التوكيد، كأنه قال: إنا كلنا، ما ينعت به، ومنع ذلك سيبويه؛ لأن كلّاً لا تنعت ولا ينعت بها، لا تنعت ولا ينعت بها، لكن على كلام الكوفيون يسمون التأكيد نعتًا، لا يخالف قول سيبويه؛ لأنها ليست بنعت؛ لأنها تأكيد وإن سميت نعتًا.

 ولا يجوز البدل فيه؛ لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره، لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره.

طالب: .....

كيف؟

 يعني إذا قلنا: إنها تأكيد، صاروا هم أنفسهم، وإذا قلنا كل غير توكيد، بدل، لا يبدل الشيء عن غيره ولا يبدل عنه غيره، إنما يبدل الشيء من نفسه، إذا قلت: جاء الرجل زيدٌ، فلا بد أن يكون الرجل هو زيد، إذا قلت: جاء الرجل تقصد به شيئًا، وزيد المبدل منه تقصد شيئًا آخر، فالبدل لا يمكن؛ لأنه حينئذ تنتفي التبعية، فلا يجوز أن يُبدل عن الشيء غيره، إنما يُبدل كله أو بعضه أو ما يشتمل عليه، يعني ما يكون له به علاقة، من بدل الكل، وبدل البعض، وبدل الاشتمال، أما الشيء المغاير بالكلية، فلا يجوز إبداله منه.

طالب: .............

نعم.

طالب: .......

إنا كلاًّ؟

طالب: .......

 يعني بدل من ضمير.

طالب: ........

لأن كلاًّ لا تُنعت ولا يُنعت بها، ولا يجوز البدل فيه؛ لأن المخبر عن نفسه لا يُبدل منه غيره، يعني هل نقول: إن كلاً هي بمنزلة "نا" المخبر عنه؟ كلا تجيء بهذا السياق على سبيل البدل؟ يعني حذفنا المبدل منه، واقتصرنا على البدل.

طالب: ............

إنا كلاً تجيء؟

لأن البدلية وعطف البيان بمعنى واحد، لكن هناك مسائل لو حذفت البدل ووضعت المبدل منه لا يصلح، ولذلك يقال فيه: عطف بيان، ولا يقال: بدل؛ لأن كل بدل يصلح أن يكون عطف بيان إلا في ثلاث مسائل، كما نص عليه ابن مالك في الألفية، فهل هذا يصح أن نحذف "نا" ونضع كلاً مكانها؟

طالب: ...............

نعم؟

طالب: .......

الآن أبدلت نكرة من معرفة، أبدلت نكرة من معرفة، يصح أو ما يصح؟

 ما يصح.

"إن الله قد حكم بين العباد أي لا يؤاخذ أحدا بذنب غيره ، فكل منا كافر .

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ}[غافر:49] من الأمم الكافرة. ومن العرب من يقول :اللذون على أنه جمع مسلَّم معرب".

يعني جمع مذكر سالم مثل: المسلمون والمؤمنون، اللذون، نحن اللذون صبحوا الصباح.

طالب: ...............

ما أدري؛ لأنه مخاطَب ولا يُبدل من مخاطَب ولا من المخاطِب؛ لأنهما لا يشكلان، لأنهما لا يشكلان، لماذا؟

لأنك حينما تبدل تريد أن توضح، والذي يتكلم للناس يحتاج أن يوضح؟ ما يحتاج أن يوضح. والذي يخاطب أيضًا لا يحتاج أن يوضح، فلا يشكل فيه.

طالب: ..........

يشكل من الإشكال؛ لأن الإنسان المتكلم، شخص يكلم شخصًا، المخاطَب والمخاطبِ فيه إشكال بينهم؟ هل يلتبس هذا بغيره وهذا بغيره؟ لا يلتبسان، فلا يشكلان.

"ومن قال: الذين في الرفع بناه كما كان في الواحد مبنيًا. وقال الأخفش: ضمت النون إلى الذي فأشبه خمسة عشر، فبني على الفتح. {لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} خزنة جمع خازن ويقال: خزان وخُزَّن".

مثل راكع، وركع. خاشع وخشعًا.

"{ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} {يُخَفِّفْ} جواب مجزوم، وإن كان بالفاء كان منصوبًا".

إذا تجرَّد عن الفاء، يكون مجزومًا إذا جاءه جواب الطلب، جواب الأمر، ادعو ربكم يخفف، وإذا وجدت الفاء فإنه يُنصب بأن المضمرة بعد فاء السببية في جواب الطلب.

"إلا أن الأكثر في كلام العرب في جواب الأمر وما أشبهه أن يكون بغير فاء، وعلى هذا جاء القرآن بأفصح اللغات كما قال:

 

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل"

ما قال: فنبكي.

"قال محمد بن كعب القرظي: بلغني أو ذكر لي أن أهل النار استغاثوا بالخزنة، فقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ}[غافر:49]، فسألوا يومًا واحدًا يُخفَّف عنهم فيه العذاب، فردَّت عليهم: {قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ}[غافر:50] الخبر بطوله .وفي الحديث عن أبي الدرداء خرجه الترمذي وغيره قال: «يُلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون منه، فيُغاثون بالضريع لا يسمن ولا يغني من جوع، فيأكلونه لا يغني عنهم شيًئا، فيستغيثون، فيُغاثون بطعام ذي غصة، فيغصون به، فيذكرون أنهم كانوا في الدنيا يجيزون الغصص بالماء، فيستغيثون بالشراب، فيُرفع لهم الحميم بالكلاليب، فإذا دنا من وجوههم شواها، فإذا وقع في بطونهم قطع أمعاءهم وما في بطونهم»، فيستغيثون بالملائكة يقولون: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ}[غافر:49]، فيجيبوهم {قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ}[غافر:50] أي خسار وتبار".

ما جاء في بعض الروايات أنه إذا شوى وجوهم حر الماء، وسقطت جلودهم، بحيث لو مر بهم من يعرفهم في الدنيا، لا يعرفهم، لا يعرفهم من هذه الوجوه الساقطة.

مخرج؟

طالب: ...............

اللسان إذا غص بالطعام، فكيف يسيغه؟ يشرب عليه ماءً، فيذكرون أنهم يفعلون هذا في الدنيا نعم.

"قوله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا}[غافر:51] ويجوز حذف الضمة لثقلها فيقال " رسلنا " والمراد موسى عليه السلام. {وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[غافر:51] في موضع نصب عطف على الرسل، والمراد المؤمن الذي وعظ. وقيل: هو عام في الرسل والمؤمنين، ونصرهم بإعلاء الحجج وإفلاحها في قول أبي العالية. وقيل: بالانتقام من أعدائهم. قال السدي: ما قتل قوم قط نبيًّا أو قومًا من دعاة الحق من المؤمنين إلا بعث الله -عز وجل- من ينتقم لهم، فصاروا منصورين فيها، وإن قُتِلوا ."

ولا يلزم أن يكون الانتصار مرتبطًا بالشخص، هو انتصر حيث تمكَّن من تبليغ ما أُمر بتبليغه، ولو قُتل في سبيل الله، فإن ما له عند الله أعظم من الدنيا وما فيها، ومع ذلك يترتب على هذه الدعوى وعلى هذا الموقف وهذا القسم أضعاف أضعاف ما لم يكن قد حصل، كما حصل لأصحاب الأخدود، خُدّت لهم الأخاديد، وأُقحموا في النار، وأُحرقوا فيها، مع ذلك آمن الناس كلهم.

"قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}[غافر:51] يعني يوم القيامة. قال زيد بن أسلم: الأشهاد أربعة : الملائكة والنبيون والمؤمنون والأجساد. وقال مجاهد والسدي: الأشهاد الملائكة".

الأجساد تشهد {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}[يس:65]، فتشهد عليهم أجسادهم، يقول اللسان: تبًا لكنَّ وبُعدًا، فإني عنكنّ أدافع، لكن لا مفر، ولا محيض من أنها تجيب إذا أمرت، إذا أمرت فلا بد أن تجيب، فهي تشهد على أنفسها.

" وقال مجاهد والسدي: الأشهاد الملائكة تشهد للأنبياء بالإبلاغ وعلى الأمم بالتكذيب. وقال قتادة: الملائكة والأنبياء. ثم قيل: الأشهاد جمع شهيد مثل شريف وأشراف. وقال الزجاج: الأشهاد جمع شاهد مثل صاحب وأصحاب . قال النحاس: ليس باب فاعل أن يجمع على أفعال ولا يقاس عليه، ولكن ما جاء منه مسموعًا أدي كما سمع، وكان على حذف الزائد. وأجاز الأخفش والفراء : " ويوم تقوم الأشهاد " بالتاء على تأنيث الجماعة".

نعم جمع تكسير يؤنث له الفعل ويذكر، على إرادة الجمع فيذكر، أو الجماعة فيُؤنث.

"وفي الحديث عن أبي الدرداء وبعض المحدثين يقول عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من رد عن عرض أخيه المسلم كان حقًا على الله -عز وجل- أن يرد عنه نار جهنم ثم تلا: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا} [غافر:51]» وعنه -عليه السلام- أنه قال: «من حمى مؤمنًا من منافق يغتابه بعث الله -عز وجل- يوم القيامة ملكًا يحميه من النار، ومن ذكر مسلمًا بشيء يشينه به وقفه الله -عز وجل- على جسر من جهنم حتى يخرج مما قال»".

مخرَّج؟

طالب: .............

لكن السياق الأول في حديث أبي الدرداء وبعض المحدثين يقول.

طالب: ...........

عن أبي الدرداء وبعض المحدثين.

طالب: ..........

عن أبي الدرداء موقوفًا وبعض المحدثين يقولون عن النبي –صلى الله عليه وسلم- يرفعه.

طالب: ................

نعم، لكن أصل السياق عند المؤلف الموقوف، ثم قال: وبعض المحدثين يرفعه.

" يوم " بدل من" يوم "الأول. لا ينفع الظالمين معذرتهم، قرأ نافع والكوفيون ينفع بالياء. والباقون بالتاء" .

لأن المعذرة مؤنث، والحكم هو الجواز، جواز التذكير والتأنيث؛ لأن المعنى ليست مؤنثًا حقيقيًّا من جهة، وفصل بينها وبين الفعل فاصل.

"{وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[غافر:52] اللعنة البعد من رحمة الله وسوء الدار جهنم. قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى}[غافر:53] هذا دخل في نصرة الرسل في الدنيا والآخرة أي: آتيناه التوراة والنبوة. وسميت التوراة هدى بما فيها من الهدى والنور، وفي التنزيل: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ}[المائدة:44] وأورثنا بني إسرائيل الكتاب يعني التوراة جعلناها لهم ميراثا . هدى بدل من الكتاب ويجوز بمعنى هو هدى، يعني ذلك الكتاب. {وَذِكْرَى لِأُوْلِي الأَلْبَابِ}[ص:43] أي موعظة لأصحاب العقول.

قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}[غافر:77] أي فاصبر يا محمد على أذى المشركين، كما صبر من قبلك إن وعد الله حق بنصرك وإظهارك، كما نصرت موسى وبني إسرائيل. وقال الكلبي: نسخ هذا بآية السيف" .

الأمر بالصبر على أذاهم كان في أول الأمر، قبل أن يؤمر بالقتال- عليه الصلاة والسلام-.

"{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} قيل: لذنب أمتك".

لأنه -عليه الصلاة والسلام- غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو معصوم من الذنوب، كبيرها وصغيرها، عند جمع من أهل العلم، ومن الكبائر اتفاقًا.

"حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقيل: لذنب نفسك على من يجوز الصغائر على الأنبياء. ومن قال: لا تجوز قال: هذا تعبد للنبي -عليه السلام- بدعاء".

يدعو به ولو لم يكن واقعًا، ولو لم يكن واقعًا، يعني كما طلب أبو بكر من النبي -عليه الصلاة والسلام- دعاءً يدعو به بعد الفراغ من التشهد قال: «رب إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا» ليس فيه مستمسك أن هذا بيان واقع أبي بكر أنه ظلم نفسه ظلمًا كثيرًا يحتاج إلى مثل هذا الدعاء كل صلاة، وأنه إذا ظلم نفسه يكون لغيره أظلم، كما تقول الطوائف من المبتدعة، يرمون أبا بكر بهذا، وإنما الإنسان عليه أن يدعو الله -جل وعلا- أن يعفو عنه ما وقع وما لم يقع.

"ومن قال لا تجوز قال: هذا تعبد للنبي -عليه السلام- بدعاء، كما قال تعالى: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا}[آل عمران:194] والفائدة زيادة الدرجات وأن يصير الدعاء سنة لمن بعده. وقيل: فاستغفر الله من ذنب صدر منك قبل النبوة. {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}[غافر:55] يعني صلاة الفجر وصلاة العصر، قاله الحسن وقتادة. وقيل: هي صلاة كانت بمكة قبل أن تفرض الصلوات الخمس ركعتان غدوة وركعتان عشية. عن الحسن أيضًا ذكره الماوردي. فيكون هذا مما نسخ، والله أعلم".

أي نسخ بالصلوات الخمس التي فرضت ليلة الإسراء.

طالب: ...........

نعم؟

طالب: ...........

كيف؟

طالب: ...........

نعم، لكن هل هذا من الأحكام التي يدخل النسخ، أو هذا إخبار من الله -جل وعلا- أنه غُفر له، وأنه معصوم من الأصل منذ أن كُلِّف بالنبوة، معصوم، وكونه يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر مما يفعله مما هو خلاف الأولى، فليس بذنب على الحقيقة بالنسبة لغيره ليس بذنب، لكن باعتبار مقامه خلاف الأولى يُعاتَب عليه -عليه الصلاة والسلام- كما فعل في قصة الأسرى، على كل حال هذه الأمثلة معروفة، ومن يقول: إنه لا ينتظر منهم وقوع الصغائر يحتاج إلى مغفرة، ومن يقول: إنهم معصومون من الصغائر والكبائر، فإن مثل هذا يكون من باب التعليم لأمته- عليه الصلاة والسلام- تدعو بهذا الدعاء.

"وقوله: {بِحَمْدِ رَبِّكَ} بالشكر له والثناء عليه. وقيل: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} أي: استدم التسبيح في الصلاة وخارجًا منها لتشتغل بذلك عن استعجال النصر .

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ}[غافر:56] أي حجة أتاهم إن {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ}[غافر:56] قال الزجاج: المعنى ما في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغي إرادتهم فيه. قدره على الحذف. وقال غيره : المعنى ما هم ببالغي الكبر على غير حذف؛ لأن هؤلاء قوم رأوا أنهم إن اتبعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- قل ارتفاعهم، ونقصت أحوالهم، وأنهم يرتفعون إذا لم يكونوا تبعًا".

لأن التبع عمومًا بالنسبة للمتبوع أنزل درجة، وإذا نظر أنه في أول الأمر لم يتبعه كغيره من الأنبياء إلا ضعاف الناس، لا أشرافهم، رأوا أنهم بانضوائهم تحت لوائه هذه الفترة مع ضعاف الناس رأوا أنهم يضعفون مثلهم، فهم يستكبرون عن هذا التصوُّر، وعن هذا الواقع، هذا كبر لا يبلغون مثله، والله المستعان، فالوضيع وضيع سواء أكان قبل إسلامه أو بعده، إلا أن الله -جل وعلا- يرفعه بالإسلام لا يرفعه بذاته، إنما يرفعه بدينه.

"فأعلم الله -عز وجل- أنهم لا يبلغون الارتفاع الذي أملوه بالتكذيب. والمراد المشركون. وقيل: اليهود، فالآية مدنية على هذا كما تقدم أول السورة" .

هذا التصور موجود حتى بين المسلمين، المتبِع المقتدِي المؤتسِي، تجده متواضع في أموره كلها، وبعض أهل الكبر والغطرسة يظن هذا التواضع دعة، وأن ما هم عليه هو العزة والأنفة، وهو في الحقيقة كبر، ولن يصلوا إلى العزة والأنفة من خلال هذا الكبر، تجد بعض العصاة يسخر من المتدينين وأنهم مساكين، وأنهم ضعاف، لاسيما إذا كان الوضع العام يساعد على مثل هذا، لكن الحقيقة أن العزة لله ورسول والمؤمنين، والكبر هذا لا ينفع صاحبه شيئًا، إنما هو كالدخان يعلو وهو وضيع.

طالب: .............

نعم.

طالب: ...........

موجود حتى سماهم .... رأوا أنفسهم فتطاولوا على شيء لم يكونوا بالغيه، ولن يبلغوه، يعني وضعوا أنفسهم في مواضع، أو تصوروا أنهم في مواضع، تجد إنسانًا يرى في نفسه، ويخيل إليه أنه واصل لمرحلة لا يصل إليها وهو وضيع في الحقيقة، لا شيء عنده ولا شيء له.

طالب: ..............

الله المستعان، علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أمر المقداد أن يسأل، فظروف الناس تختلف، وأحوالهم، وعلى كل حال هذا أمر قلبي لا يعلمه إلا الله -جل وعلا-.

"والمعنى: إن تعظَّموا عن اتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: إن الدجال سيخرج عن قريب فيرد الملك إلينا، وتسير معه الأنهار".

نعم اليهود ينتظرون الدجال، ينتظرون الدجال لاتباعه، ويخرج معه سبعون ألفًا من يهود أصفهان.

"وهو آية من آيات الله، فذلك كبر لا يبلغونه، فنزلت الآية فيهم. قاله أبو العالية وغيره. وقد تقدم في آل عمران أنه يخرج ويطأ البلاد كلها إلا مكة والمدينة. وقد ذكرنا خبره مستوفى في كتاب التذكرة".

طالب: ...........

نعم يتبعه كثير، فئام من أهل الإسلام، يصدقونه، لكن كونه يخرج من بلادهم يكون لهم النصيب الوافر، نسأل الله العافية.

"وهو يهودي واسمه صاف ويكنى أبا يوسف. وقيل: كل من كفر بالنبي -صلى الله عليه وسلم-. وهذا حسن؛ لأنه يعمُّ. وقال مجاهد: معناه في صدورهم عظمة ما هم ببالغيها. والمعنى واحد. وقيل: المراد بالكبر الأمر الكبير أي: يطلبون النبوة أو أمرًا كبيرًا يصلون به إليك من القتل ونحوه".

يدل عليه قول الله -جل وعلا-: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ}[النور:11].

طالب: ..............

السامري

طالب: .............

هذا الدجال مسيحي يخرج من أصفهان، ويتبعه من يتبعه من اليهود، وغيرهم، وابن صياد منهم من اليهود، الذي أقسم جمع من الصحابة أنه هو الدجال.

" أي: يطلبون النبوة أو أمرًا كبيرا يصلون به إليك من القتل ونحوه، ولا يبلغون ذلك. أو يتمنون موتك قبل أن يتم دينك ولا يبلغونه قوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} قيل: من فتنة الدجال على قول من قال: إن الآية نزلت في اليهود. وعلى القول الآخر: من شر الكفار. وقيل: من مثل ما ابتلوا به من الكفر والكبر. إنه هو السميع البصير هو يكون فاصلاً ويكون مبتدأ وما بعده خبره، والجملة خبر إن على ما تقدم .

قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}[غافر:57] مبتدأ وخبره. قال أبو العالية: أي: أعظم من خلق الدجال حين عظمته اليهود. وقال يحيى بن سلام: هو احتجاج على منكري البعث، أي: هما أكبر من إعادة خلق الناس فلم اعتقدوا عجزي عنها؟ ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك".

اللام في "لخلق" هذه لام التوكيد، والأصل أنها تقترن بالمبتدأ، لكن إذا أُكِّدت الجملة بإن مثلاً اقترنت بالخبر، ولذا يسمونها المزحلقة، فالأصل أن تكون مقارنة للمبتدأ، فإذا أُكِّدت الجملة بإن زحلقت وأُخِّرت إلى  الخبر، مثل: إن خلق السموات والأرض لأكبر من خلق الناس.

"قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}[غافر:58] {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} أي المؤمن، والكافر، والضال، والمهتدي. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[غافر:58] أي: ولا يستوي العامل للصالحات ولا المسيء الذي يعمل السيئات. {قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ}[غافر:58] قراءة العامة بياء على الخبر واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، لأجل ما قبله من الخبر وما بعده. وقرأ الكوفيون بالتاء على الخطاب".

قليلاً ما يتذكرون في الآية الأولى، والثانية تتذكرون يخاطب الذين نزل عليهم القرآن.

"قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ}[غافر:59] إن الساعة لآتية هذه لام التأكيد دخلت في خبر إن، وسبيلها أن تكون في أول الكلام ; لأنها توكيد الجملة إلا أنها تزحلق عن موضعها".

يعني مثل ما كان بالجملة الأولى لخلق، {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ}[غافر:57]، ولو دخلت عليها إن كما هنا لزحلقت اللام إلى الخبر، {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ}[غافر:59].

"كذا قال سيبويه. تقول: إن عمرًا لخارج، وإنما أُخِّرت عن موضعها؛ لئلا يجمع بينها وبين إن؛ لأنهما يؤديان عن معنى واحد".

نعم هذه تأكيد وهذه تأكيد، فيُكتفى بأحدهما.

"وكذا لا يجمع بين إن وأن عند البصريين".

يعني ما تدخل إن على أن، ولا العكس، الحرف لا يدخل على الحرف.

"وأجاز هشام إن أن زيدًا منطلق حق".

يعني إن هذه الجملة حق؛ لأن إن ما دخلت على أن، وإنما دخلت على الجملة، أن زيدًا منطلق حق، إن هذه الجملة حق، فلم تدخل إن على أن، لم تدخل إن على أن، وإنما دخلت على الجملة بكاملها، إن زيدًا منطلق حق، هذا كلام حق.

"فإن حذفت حقًا لم يجز عند أحد من النحويين علمته".

لا يجوز؛ لأن إن دخلت على أن، ولا يجوز أن تدخل إن على أن.

"قاله النحاس. لا ريب فيها لا شك ولا مرية. {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ}[غافر:59] أي: لا يصدقون بها، وعندها يبين فرق ما بين الطائع والعاصي".

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طالب: الجمعة فيه شيء.

لا ما فيه شيء.

طالب: إن هذه الجملة حق ولهذا حذفها، ما دخلت على أن.