تعليق على مقدمة المؤلف وتفسير سورة الفاتحة من أضواء البيان (03)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين قال الإمام الشنقيطي- رحمه الله تعالى-:

ومن أنواع البيان المذكورة في هذا الكتاب المبارك الاستدلال على أحد المعاني الداخلة في معنى الآية بكونه هو الغالب في القرآن".

الغالبَ.  

أحسن الله إليك.

"بكونه هو الغالبَ في القرآن فغلبته فيه دليل على عدم خروجه من معنى الآية، ومثاله: قوله تعالى: ﰗﰘ المجادلة: ٢١  فقد قال بعض العلماء إن المراد بهذه الغلبة الغلبةُ بالحجة والبيان والغالب".

يعني دليل على عدم خروجه من معنى الآية وهذا يختلف عما تقدم من كون السبب دخوله أوّلي وقطعي في الآية وهذا دونه ليس مثله إنما غلبته في مراد الله- جل وعلا- في مواضع كثيرة تدل على ما ذكره المؤلف على عدم خروجه من معنى الآية لكن قد يخرج في مواضع لكن هذا ليس هو الغالب.

"فقد قال بعض العلماء إن المراد بهذه الغلبة الغلبةُ بالحجة والبيان والغالب في القرآن هو استعمال الغلبة في الغلبة بالسيف والسنان وذلك دليل واضح على دخول تلك الغلبة في الآية؛ لأن خير ما يبيَّن به القرآن القرآن فمن ذلك قوله تعالى.."

والآية محتمِلة ﰗﰘ المجادلة: ٢١  وهذا ولا يقال لهذا أو لهذا لأن المعنى لا يأبى الغلبة بالحجة والبيان ولا الغلبة بالسيف والسنان والغلبة معناها الأعم مما تشمله الآية هو  المراد إن شاء الله تعالى.

"فمن ذلك قوله تعالى:          آل عمران: ١٢  وقوله   النساء: ٧٤  وقوله الأنفال: ٦٥ ".

في الآية الأولى          آل عمران: ١٢  أيضًا محتملة للمعنيين ولا مانع من أن يراد المعنيان معا أما الثانية   النساء: ٧٤  هذا نص في كون المراد بالغلبة هنا بالسيف والسنان.

"وقوله: ﮌﮍ             الأنفال:  ٦٥ ".

وهذه أيضًا ظاهرة في كون الغلبة المراد بها السيف والسنان.

"وقوله    ﮫﮬ ﯕﯖ الأنفال: ٦٦  وقوله.."

فالغلبة في آيتي المصابرة سواء كانت الناسخة أو المنسوخة المراد بها بالسيف والسنان.

"وقوله                ﯜﯝ الروم: ١ - ٤  إلى غير ذلك من الآيات".

وهذا مقطوع به مجزوم؛ لأن الغلبة والمغالبة بين كفار فلا يقال أن بعضهم يغلب الطرف الآخر بالحجة والبيان لا، إنما بالسيف والسنان.

"وقد يكون المعنى المذكور متكررًا قصده في القرآن إلا أنه ليس أغلب من قصد سواه والاستدلال به مذكور في هذا الكتاب أيضًا وهو دون الأول في الرتبة".

نعم يكون متساويا مع المعاني الأخرى يعني مراد المراد منه من القرآن في هذا المعنى مساوٍ لغيره بينما الذي قبله غالب والذي قبله دخوله قطعي معروف.

"فالاستدلال به شبه الاستئناس، ومثاله قوله تعالى البقرة: ١٩  فقد قال بعض أهل العلم معناه مهلكهم وإطلاق الإحاطة وإرادة الإهلاك متكرر في القرآن إلا أنه ليس أغلب في معنى الإحاطة في القرآن ومنه قوله تعالى ﮇﮈ يونس: ٢٢  وقوله       ﮑﮒ يوسف: ٦٦  على أحد القولين، وقوله: وأحيط بثمره الآية وسترى هذا المبحث في سورة البقرة إن شاء الله تعالى ومن.."

عندك جميعًا يا أبا عبد الله؟

لا يوجد جميعًا في آية يوسف.

طالب: ..........

لا ليس فيها جميعًا.

طالب: ..........

نعم ليس فيها جميعًا الذي معنا طبعة المدني، طبع المدني مرتين واحدة سنة ثمان وسبعين وواحدة سنة ست وثمانين ثمان وسبعين أصح من ست وثمانين.

طالب: ..........

ثمان وسبعين وست وثمانين الأولى ثمان وسبعين والثانية ست وثمانين.

"ومن هذا النوع إطلاق الظلم على الشرك كقوله   الأنعام: ٨٢  وقوله   لقمان: ١٣  وقوله البقرة: ٢٥٤  وقوله ﯿ ﰅﰆ   يونس: ١٠٦  كما ستراه- إن شاء الله تعالى- في البقرة والأنعام".

في قوله- جل وعلا -   الأنعام: ٨٢  وتفسير النبي -عليه الصلاة والسلام- للظلم بالشرك هو تفسير ببعض الأفراد كتفسيره -عليه الصلاة والسلام- القوة بالرمي، ومعلوم عند أهل العلم أن ذكر بعض أفراد العام في مثل هذا لا يقتضي التخصيص، وإما التنصيص عليه لأهميته الأنفال: ٦٠  «ألا إن القوة الرمي» تفسير بالمثال ببعض الأفراد ولا يقتضي التخصيص وإلا لو قلنا أن جميع ما يمكن أن يواجَه به العدو لم نؤمر بإعداده إلا الرمي وهذا الكلام لم يقل به أحد من أهل العلم، وكذلك الظلم في آية الأنعام   الأنعام: ٨٢  قال النبي -عليه الصلاة والسلام- «ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح   لقمان: ١٣ » لأنهم تأثموا وحرجوا منها شديدًا أينا لم يظلم نفسه؟! قال   لقمان: ١٣  فسره بالآية الأخرى، قول لقمان في الآية الأخرى لكن هذا فرد من أفراد الظلم، يعني هل معنى هذا أن الذي يظلم الناس ويسفك دماءهم وينتهك أعراضهم ويأكل أموالهم بمأمن من هذه الآية   الأنعام: ٨٢  له أمن يوم القيامة؟! ويزعم أنه لم يشرك، يعني واقع القصة يعني إذا نظرنا إلى مجتمع الصحابة وأن أنواع الظلم الأخرى يعني قد لا توجد إلا نادرًا فمثل هذا يصح أن يحال إلى الشرك، أما في مجتمع كله ظلم يظلم بعضه بعضًا ويسفك بعضهم دماء بعض تقول لهم ألا إن الظلم الشرك يمكن أن تفسر لهم الآية بهذا؟ الصحابة تأثموا قالوا أينا لم يظلم نفسه هم يتحسسون من أدنى شيء مثل هذا يُطمئَنون بقوله- جل وعلا-   لقمان: ١٣  لكن مجتمعات يظلم بعضها بعضًا ويسفك بعضهم دم بعض ويأكلون أموال بعض وينتهكون الأعراض يقال لهم الظلم الشرك ثم يقال لهم الأمن التام يوم القيامة لأنهم ما أشركوا؛ ولذلك أهل العلم في تفسير الآية بالمثال يضرب الأمثلة للاهتمام به والعناية بشأنه أنه لا يخرج؛ ولذلك تجد في كلام ابن القيم- رحمه الله- جاء من انتفى عنه الظلم بجميع صوره هو الذي له الأمن التام يوم القيامة، ثم قال والحصة بالحصة ما معنى هذا؟ أنه إذا وجد شيء من الظلم اختل هذا الأمن بقدره، الإنسان لا شك أن سبب الورود ما نقول سبب نزول سبب الورود لتفسير الآية لأن تفسير الآية بالسنة المعتمدة على النص، النبي -عليه الصلاة والسلام- فسر لهم بالآية الأخرى أن السبب لا شك أنه تحرجهم، ومعنى هذا أن التفسير لا يقتضي القصر، التفسير بالمثال والنبي -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يطمئنهم وأراد أن يفهموا بالنسبة لهم على وجه الخصوص أن المؤثر هو الشرك لانتفاء أنواع الظلم الأخرى؛ لأنهم تحسسوا من أدنى شيء، يعني واحد يظلم نفسه لو زاد لقمة في أكله ويخشى أن تضره هذا ظلم نفسه يدخل في الآية؟! أمور يسيرة جدًا تدخل في مسمى الظلم؟ هي التي تحرج منها الصحابة، أراد النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يطمئنهم وهذا علاج شرعي، إذا جاءك من يقول هلكت طيب ماذا صنعت؟ نمت عن قيام الليل لا، اطمئن النبي -عليه الصلاة والسلام- نام عن صلاة الفجر، لكن تقول نام عن صلاة الفجر لشخص أكثر وقته ينام عن الصلاة لا، ما تقول هذا الكلام، فالنصوص علاج لأمراض الأفراد والمجتمعات فالذي عنده غلو وزيادة تعالجه بنصوص الرجاء والذي عنده تساهل وتفريط تعالجه بآيات أو بنصوص الوعيد.

"ومن أنواع البيان المذكورة في هذا الكتاب المبارك وهو من أهمها بيان أن جميع ما وصف الله به نفسه في هذا القرآن العظيم من الصفات كالاستواء واليد والوجه ونحو ذلك من جميع الصفات".

وهذا على المقرر عند أهل العلم من أهل السنة والجماعة من سلف الأمة وأئمتها كلهم على أن آيات الصفات محكمة وبيانها ممكن بالنصوص الأخرى على ما يليق بجلال الله وعظمته، وأما من يقول أنها من المتشابه فهذا يريد ألا يتعرض لها لئلا نكون ممن يتتبع المتشابه، ومع الأسف أن هذا القول نُسب للإمام مالك ولا يصح عنه أنها من المتشابه.

"فهو موصوف به حقيقة لا مجازًا مع تنزيهه- جل وعلا- عن مشابهة صفات الحوادث سبحانه وتعالى وتعالى عن ذلك علوا كبيرًا وذلك البيان العظيم لجميع الصفات في قوله جل وعلا:       ﭣﭤ    الشورى: ١١  فنفى عنه مماثلة الحوادث بقوله:       ﭣﭤ الشورى: ١١  وأثبت له الصفات على الحقيقة بقوله:    الشورى: ١١  وسترى- إن شاء الله- تحقيق هذا المبحث وإيضاحه بالآيات القرآنية بكثرة في سورة الأعراف".

نعم       ﭣﭤ الشورى: ١١  هذا النفي والغالب أن النفي يكون إجمالاً لا يكون تفصيليا يكون إجماليا والإثبات بالتفصيل إلا إذا وجدت صفة نُسبت وأضيفت إلى الله- جل وعلا- وهي مما لا يليق به مما لم يضفه الله- جل وعلا- إلى نفسه ولم يثبته رسوله -عليه الصلاة والسلام- فهذه ينص عليها، وإلا فالأصل أن النفي إجمالاً والإثبات تفصيل.

"ومن أنواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك أنا إذا بينا قرآنا بقرآن في مسألة يخالفنا فيها غيرنا ويدعي أن مذهبه المخالف لنا يدل عليه قرآن أيضًا فإنا نبين بالسنة الصحيحة صحة بياننا وبطلان بيانه فيكون استدلالنا بكتاب وسنة، فإن استدل من خالفنا بسنة أيضًا مع القرآن الذي استدل به فإننا نبين رجحان ما يظهر لنا أنه الراجح وكذلك إذا استدل مخالفنا بقرآن ولم يَقُم دليل من سنة شاهدًا لنا".

المرجحات كثيرة جدًا وقد يضطر العالم إلى الترجيح بما يقولون بالقَشَّة إذا تساوت عنده النصوص، وذكر الحازمي في مقدمة الاعتبار خمسين من المرجحات، وأوصلها الحافظ العراقي في حاشيته في نكته على ابن الصلاح إلى مائة، والسيوطي جمع أطرافها في التدريب وجعلها في ثمانية أقسام يندرج تحتها كل الأنواع المذكورة.

"وكذلك إذا استدل مخالفنا بقرآن ولم يقم دليل من سنة شاهدًا لنا ولا له فإنا نبين وجه رجحان بياننا على بيانه، مثال الأولى من هذه المسائل الثلاث قولنا: إن قراءة وأرجلَكم إلى الكعبين".

بالخفض وأرجلِكم.

"إن قراءة {وأرجلِكم} إلى الكعبين بالخفض المفهمة مسح الرجلين في الوضوء تبينها قراءة المائدة: ٦  بالنصب الصريحة في الغسل".

الغَسل.

"الصريحة في الغَسل فهي مبينة وجوب غسل الرجلين في الوضوء فيفهم منها أن قراءة الخفض لأجل المجاورة للمخفوض أو لغير ذلك من المعاني كما ستراه- إن شاء الله- مبينًا في المائدة فيقول الشيعي القائل بمسح الرجلين في الوضوء بل قراءة الخفض صريحة في المسح على الرجلين".

عطفًا على الرأس أو على الرؤوس.

"فهي مبينةٌ أن قراءة النصب من العطف على المحل".

نعم لأن محل المجرور نصب.

"لأن المجرور الذي هو     المائدة: ٦  في محل نصب فنقول السنة الصحيحة".

يعني في هذا يستدل بدليل خارجي من السنة إن وجد وإلا فمن لغة العرب إلى غير ذلك من المرجحات.

"فنقول السنة الصحيحة تدل على صحة بياننا وبطلان بيانك كقوله -صلى الله عليه وسلم- «ويل للأعقاب من النار»".

يعني لو كان المراد المسح على ظهر القدم عند معقد الشراك كما يقول الشيعة يتوعد الذي لا يتعاهد عقبه بالغسل ليس داخلاً في محل المسح العقب ليس بداخل في محل المسح من أجل أن يتوعد تاركه بالنار.

"وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة المصرِّحة بوجوب غسل الرجلين في الوضوء، ولنا أيضًا أن نقول لو سلمنا أن قراءة وأرجلِكم بالخفض يراد بها المسح فلا يكون ذلك المسح إلا على خف لأن من أُنزل عليه القرآن -صلى الله عليه وسلم- قيل له    النحل: ٤٤ ".

فقد بين بقوله «ويل للأعقاب من النار» وقد بين بفعله بمسحه على الخف.

"ولم يمسح -صلى الله عليه وسلم-على رجليه في الوضوء إلا على خفين فتكون قراءة النصب مبينة لوجوب غسلهما وقراءة الخفض مبينة لجواز المسح على الخفين وسترى تحقيق هذه المسألة- إن شاء الله- في محلها من سورة المائدة".

القول بالمسح على الرجلين هو معروف عند الرافضة الإمامية ومشهور ولذا أدخله أهل العلم في كتب العقائد، أدخل المسح على الخفين وعدم مسح الرجلين في كتب العقائد لأن النزاع مع فرقة من فرق المبتدعة نُسب هذا القول للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري قد صرَّح بالمسح في تفسيره لكن مراده بالمسح الغسل؛ لأن المسح يرد في لغة العرب ويقصد به الغسل جرى على ذلك عرف المسلمين بأنهم إذا قالوا نتمسح يعني نتوضأ، والدليل على ذلك أن ابن جرير لا يريد المسح الذي يريده الرافضة أنه أورد في هذا الموضع حديث «ويل للأعقاب من النار» من جميع طرقه هل يظن به أنه يريد المسح الذي تريده الرافضة؟! محمد بن جرير الذي يقول بالمسح محمد أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري شيعي ولا غرابة أن يقول مثل هذا القول لأنه منهم لكن يلتبس بالإمام المفسر بالكنية والاسم والنسب والنسبة أبو جعفر محمد بن جرير لكن يختلف في الجد ابن رستم الطبري وهو من الشيعة.

طالب: ..........

لا، وأرجلِكم المجرور عمومًا؛ لأن الفعل إما أن يتعدى بنفسه أو يتعدى بحرف، كيف يُعدى إلى المفعول إذا كان غير متعدي يعدى بحرف والأصل أنه مفعول محله نصب وإلا لولا أن الفعل لازم لتعدى بنفسه وصار مفعولا وانتهى الإشكال.

طالب: ..........

أصل كل مجرور محله نصب وظرف محله نصب لماذا؟ ولذلك ينوب مثل المفعول عن الفاعل إذا حُذف الفاعل.

طالب: ..........

\للإلصاق.

طالب: ..........

أين؟

طالب: ..........

نعم امسحوا رؤوسكم لكن الباء جيء بها حتى لو كانت للتعدية الأصل أن الفعل امسحوا متعدي بنفسه لكن عطفت على اللفظ ومحلها النصب.

"ومثال المسألة الثانية من المسائل الثلاث المذكورة قولنا إن الأظهر في القروء في قوله تعالى ﭼﭽ البقرة: ٢٢٨  أنها الأطهار بدليل قوله تعالى: الطلاق: ١  والزمن المأمور بالطلاق فيه زمن الطهر لا زمن الحيض فدل على أن العدة في الطهر وتدل له السنة الصحيحة كقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عمر «فتلك العدة التي أمر الله أن يُطلَّق له النساء» والإشارة في قوله «فتلك العدة» لزمن الطهر الواقع فيه الطلاق وهو تصريح من النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الطهر هو العدة، وتدل له التاء في ثلاثة قروء كما تقدم، واستدل من يقول بأن القروء الحيضات بكتاب وسنة أيضًا، أما الكتاب فقوله تعالى:   ﯨﯩ الطلاق: ٤  فإنه رتب العدة بالأشهر على عدم الحيض فدل على أن أصل العدة بالحيض وأن الأشهر بدل من الحيضات عند عدمها".

والحيض الذي أحيل إليه في العدد هو الذي يعلم به براءة الرحم وليس الطهر، الحيض هو الذي يعلم به براءة الرحم فصار العدد والاعتداد به، وقول من يقول من أهل العلم وإليهم يشير شيخ الإسلام أن الحامل تحيض لا شك أن هذا مخالف لأصل العدة بالحيض؛ لأصل العدة مخالف لماذا شرعت العدة؟ للتأكد من براءة الرحم، ولو كانت الحامل تحيض ما تبينا براءة الرحم بالحيض ولا يزال المرجح بأن القرء الحيض الأقراء هي الحِيَض.

طالب: ..........

لا، لكن الغالب أنه من أجل براءة الرحم كونه حق للزوج افترض أنه امرأة مطلقة لكن الأصل أقول أن الأصل أن يحصل الطلاق في طهر لم يجامع فيه فنحن على يقين أن ما فيه حمل لكن افترض أنه وقع الطلاق في طهر جامعها فيه عند عامة أهل العلم الذين يقولون يقع الطلاق ماذا تقول لهم؟ نقول أن الحيض لا يدل على براءة الرحم؟! يدل على براءة الرحم.

"وأما السنة فحديث اعتداد الأمة بحيضتين وحديث «دعي الصلاة أيام..»".

وعدتها قرءان حيضتان فُسر بالحيض.

"وحديث «دعي الصلاة أيام أقرائك»".

يعني أيام حيضك العادي المعتاد.

"وسترى تفصيل هذه المسألة وأدلة الفريقين في سورة البقرة- إن شاء الله- وقد ذكرنا أن كونها أو كونها الأطهار أرجح دليلاً في نظرنا لآن آيتها أصرح وحديثها المصرِّح بها أصح ومثال المسألة الثالثة من المسائل الثلاث المذكورة بيانًا أن نائب الفاعل ربِّيون في قوله تعالى    آل عمران: ١٤٦ ".

قُتل لا تكون نائب فاعل إلا على قراءة البناء للمفعول.

"في قوله تعالى {وكأيِّن من نبي قُتل معه ربيون} على قراءة البناء للمفعول بقوله تعالى".

قاتل؟

طالب: ..........

نبهنا مرارًا في إدخال القراءات أو الأحاديث على القراءة المخالفة لما يراه المؤلف، أو إدخال حديث في كتاب على غير الرواية التي اعتمدها المؤلف يوقع في حرج كبير، ومر بنا كثيرًا هذا في فتح الباري؛ لأن ابن حجر اعتمد رواية أبي ذر والطبعات الموجودة كلها ملفقة لا تناسب الذي شرح عليه الشارح، وفي تفسير القرطبي المفسِّر اعتمد قراءة نافع والذين طبعوا الكتاب اعتمدوا قراءة حفص، والأصل أن الكتاب ليس فيه آيات أصلاً وفتح الباري ليس فيه أحاديث أصلاً فإدخال الأحاديث في فتح الباري والآيات في التفسير لا شك أنه خلل في الأمانة العلمية، المؤلف ما أراد هذا وليت الذي تصرف تصرف على مراد المؤلف؛ لأنك تجده يفسر آية على قراءة أنت تقول أين القراءة؟ مثل الذي معنا هذه كأيِّن من نبي قاتل معه ربيون على قراءة أين نائب الفاعل؟ ربيون نائب الفاعل، أين الفعل المبني للمجهول؟ قاتل مبني للمعلوم فالمسألة تحتاج إلى دقة في النشر والطباعة وأن يتولى ذلك أهل علم.

"على قراءة البناء للمفعول بقوله تعالى: ﰗﰘ المجادلة: ٢١  ونحوها من الآيات وبيانه أننا لو قلنا إن نائب الفاعل ضمير النفي لزم على ذلك قتل".

وكأين من نبي قتل لزم على ذلك قتل كثير من الأنبياء في ميدان الحرب، أما القتل في ميدان ليس فيه مغالبة هذا موجود، بنو إسرائيل قتلوا من الأنبياء العدد الكبير وقتل منهم جمع غفير لكن مع ذلك ليسوا في ميدان المغالبة ﰗﰘ المجادلة: ٢١  هذا وعد من لا يتخلف وعده وإذا قلنا وكأين من نبي قتل هذا مخالف لما جاء في الآية، فإذا قلنا وكأن من نبي قتل معه ربيون كثير فالقتل إنما هو للربيين لا للنبي.

"لزم على ذلك قتل كثير من الأنبياء في ميدان الحرب كما تدل عليه صيغة كأين وتصريح الله تعالى بأنه كتب الغلبة لنفسه ولرسله ينفي ذلك نفيًا لا خفاء به لاسيما وقد قال تعالى:                          ﯮﯯ ﯳﯴ الأنعام: ٣٤  فإن قوله تعالى: ﯳﯴ الأنعام: ٣٤  صريح في أنه لا مُبدل لكون الرسل غالبين لأن غلبتهم لأعدائهم هي مضمون كلمة ﰗﰘ المجادلة: ٢١  فلا شك أنها كلماته التي صرح بأنها لا مبدل لها".

لا شك أنها من كلماته فهي ليست جميع كلماته.

"فلا شك أنها من كلماته التي صرح بأنها لا مبدل لها كما ذكره القرطبي وغير واحد ونفى عن المنصور أن يكون مغلوبًا نفيًا باتًا بقوله    ﭿ ﮁﮂ آل عمران: ١٦٠  وقد أوضح تعالى أن المقتول من المتقاتلَين ليس غالبًا في قوله   النساء: ٧٤".

فجعل القتل قسيمًا للغلبة هذا من حيث موازين الناس وتصوراتهم واعتباراتهم وإلا قد يقتل الشخص يقدم نفسه للقتل ويحيى بسببه فئام من الناس هذا انتصار أو غير انتصار؟ في الميزان الشرعي لا شك أن هذا انتصار قدم نفسه مثل قصة أصحاب الأخدود لا شك أنه انتصار، لكن يبقى أنه في الموازين المحسوسة عند الناس وتطبيقات الناس على النصر والغلبة أن المقتول آخر ما يراد من العدو، القتل آخر ما يراد منه وقد وصل إلى كل ما يطلبه منه الذي هو إزهاق روحه فهي غلبة من هذه الحيثية، وإذا قلنا أن الآثار المترتبة على هذا القتل أعظم وأكبر من مجرد حياة الإنسان؛ لأن الإنسان إنما يحيى ليحقق ما خلق من أجله وهو العبودية لله- جل وعلا- ومن أعظم ما يتعبد به المكلف الدعوة إلى الله- جل وعلا- فإذا ترتبت آثارها عليها واستجاب له الناس هذا حقق الهدف الذي من أجله خلق إضافة إلى ما أوجب الله عليه من واجبات أخرى، المقصود أن المراد بالغلبة هنا الغلبة المحسوسة في مقاييس الناس ولذلك جعل الغلبة قسيما للقتل النساء: ٧٤.

"حيث جعل الغالب قسمًا مقابلاً للمقتول".

قسمًا أو قسيمًا؟

"قسمًا".

الموجود قسمًا لكن هو ليس بقسم من القتل إنما قسيمًا له هذا شيء وهذا شيء، أو القتل قسم والغلبة قسم من شيء أعم فهو قسيم له من ذلك المقسوم الأعم.

"ومعلوم ضرورة من اللسان الذي نزل به القرآن المقتول من المتقاتلين ليس بغالب فهذا يبين بإيضاح أن نائب الفاعل آل عمران: ١٤٦  ويستشهد له بقراءة قتّل بالتشديد لأن التكثير المدلول عليه".

قُتِّل مازال مبنيا للمفعول.

قُتِّل؟

قُتِّل نعم.

"ويستشهد له بقراءة قُتِّل بالتشديد لأن التذكير المدلول عليه بالتشديد".

لأن؟

لأن التكثير.

نعم صح.

"المدلول عليه بالتشديد يدل على وقوع القتل على الربيين ولأجل هذه القراءة رجح الزمخشري وابن جني والبيضاوي والألوسي وغيرهم أن نائب الفاعل ربِّيون وقد قدمنا أنا لا نعتمد في البيان على القراءة الشاذة وإنما نذكره استشهادًا للبيان بقراءة سبعية كما هنا فيقول المخالف لنا في هذه المسألة كابن جرير وابن إسحاق والسهيلي رحمهم الله وغيرهم قد دلت آيات أخر على أن نائب الفاعل ضمير".

الآن القراءة الشاذة قراءة التشديد والقراءة السبعية قراءة البناء للمفعول بالتخفيف قُتِل وأيضًا قاتل معروفة.

"قد دلت آيات أخر على أن نائب الفاعل ضمير النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي الآيات.."

ضمير النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس المقصود به النبي -عليه الصلاة والسلام- محمد إنما المقصود من قُتل من الأنبياء في الأمم السابقة، لكن الصلاة عليه مثل الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- لأن بعض من يقرأ يظن أن الضمير عائد إلى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- هذا الكلام ليس بصحيح؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- ما قُتِل.

"وهي الآيات المصرِّحة بوقع القتل على بعض الأنبياء كقوله        البقرة: ٨٧  ونحوها من الآيات وهي تبين أن القتل في محل النزاع واقع على النبي -صلى الله عليه وسلم- فنقول يجب تقديم بياننا على بيانكم من ثلاثة أوجه، الأول: أن الآيات المصرحة بقتل الكفار بعض الرسل التي هي دليل بيانكم أعم في محل النزاع؛ لأن النزاع في قتل الرسل في ميدان الحرب خاصة دون غيره والآيات التي دلت على قتل بعض الرسل ليست واحدة منها في خصوص القتال البتة والبيان لا يكون بالأعم؛ لأن الدليل على الأعم ليس دليلاً على الأخص لإطباق العقلاء كافة على أن وجود الأعم لا يقتضي وجود الأخص".

لماذا؟ لأنه قد يراد من العموم خاص غير الذي ادُّعي، أليس العموم له أفراد والمدعى فرد من أفراده واللفظ أعم قد يكون المراد بهذا العموم فرد آخر غير المدَّعى فلا يقتضي دلالة الأعم على على الدليل الخاص، أو على المراد الخاص أو الفرد من الأفراد.

"لإطباق العقلاء كافة على أن وجود الأعم لا يقتضي وجود الأخص فمطلق قتل الرسول لا يدل على كونه في جهاد لأنه أعم من كونه في جهاد أو غيره كما هو واضح بخلاف البيان الذي ذكرنا بقوله ﰗﰘ المجادلة: ٢١  ونحوها فإنه في محل النزاع لأنه يصرِّح بأن الرسل غالبون وهو نص في أن الرسول المقاتِل".

المقاتِل.

أحسن الله إليك.

"أن الرسول المقاتِل غير مقتول لأن المقتول غير غالب كما بينه بقوله النساء: ٧٤ كما تقدم، ومعلوم أنه لا يعارض خاص في محل النزاع بأعمَّ منه، الوجه الثاني: أن البيان الذي ذكرناه تتفق به آيات القرآن العظيم على أفصح الأساليب العربية ولم يقع بينها تصادم البتة وما ذكره المخالف يؤدي إلى تناقضها ومصادمة بعضها لبعض؛ لأن الرسول الذي لم يؤمر بجهاد إذا قُتل لم يكن في ذلك إشكال ولا مناقضة لقوله ﰗﰘ المجادلة: ٢١  لأنه"

لأن هذا في ميدان المغالبة.

"لأنه لم يؤمر بالمغالبة فلا يصدُق عليه أنه مغلوب ولا غالب لعدم وجود المغالبة من أصلها في حقه لأنها إن عدمت من أصلها فلا يقال غالب ولا مغلوب؛ لأن الغلبة صفة إضافية لا تقوم إلا بين متغالبين بخلاف قتل الرسول المأمور بالمغالبة في الجهاد فإنه مناقض لقوله ﰗﰘ المجادلة: ٢١  والله يقول فيما وعد به ورسلي ﯳﯴ    الأنعام: ٣٤  الثالث: أن جميع الآيات الدالة على قتل بعض الرسل المستدل بها على صورة النزاع كلها واردة في قتل الرسل في غير جهاد كقتل بني إسرائيل أنبياءهم ظلمًا في غير قتال وسترى- إن شاء الله تعالى- تحقيق هذا المبحث في آل عمران والصافات والمجادلة وربما كان في الآية الكريمة أقوال كلها حق وكل واحد منها يشهد له قرآن فإنا نذكرها ونذكر القرآن الدالّ عليها من غير تعرض لترجيح بعضها".

لأنها قد تكون جميعها مقصودة.

"لأن كل واحد منها صحيح، ومثاله قوله تعالى في أول الأنعام ﭷﭸ الأنعام: ٣  الآية فإن فيه للعلماء ثلاثة أقوال: الأول أن المعنى وهو الإله أي المعبود بحق في السموات والأرض ويدل عليه قوله تعالى           ﮭﮮ الزخرف: ٨٤  الثاني: أن قوله في السموات وفي الأرض متعلِّق بقوله الأنعام: ٣  وعليه فالمعنى وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات والأرض ويدل عليه قوله تعالى:    ﮋﮌ الفرقان: ٦  الآية، الثالث: وهو اختيار ابن جرير أن الوقف على قوله الأنعام: ٣  وقوله ﭷﭸ الأنعام: ٣  متعلق بقوله    الأنعام: ٣  ويدل عليه قوله تعالى الملك: ١٦  الآية وسترى -إن شاء الله- إيضاحه في الأنعام".

والأقوال الثلاثة كلها لها ما يدلها ويعضدها ويسندها من دليل صريح لا إشكال فيه فلا يكون هناك تعارض ولا تناقض وكلها صحيحة؛ لأن الأقوال كلها لها ما يشهد لها من القرآن.

"ومن أنواع البيان."

لاسيما وأنها ليست متضادة وهي ليست من الأحكام العملية التي توقع المكلف في حرج مسألة اعتقادية يعتقد المسلم جميع ما جاء في هذه الآيات.

"ومن أنواع البيان المذكورة فيه تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح عند السامع كقوله في حجارة قوم لوط هود: ٨٢  الآية، فإنه تعالى بيّن في الذاريات في القصة بعينها أن المراد بالسجيل الطين وذلك في قوله تعالى:                 الحجر: ٣٢ – ٣٣ ".

أين؟ عندكم هذا؟ لا، أين رحت يا شيخ؟ وذلك في قوله تعالى:          الذاريات: ٣٢ - ٣٣.

طالب: ............

لا، بالسنة العاضدة الأصل بالقرآن والسنة مرجحة لأحد الاحتمالين المؤيدين بالقرآن سنة عاضدة.

طالب: ............

بالقرآن نعم ثم بيان البيان بالسنة.

طالب: ............

لا مبدل لكلمات الله، لا يُغلب ولا يُقتل في المغالبة، قد تقول في أحد حصلت الهزيمة وغلب المشركون نقول لا، الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما غُلب وثبت وإن غلب بعض من معه.

"فإنه تعالى بين في الذاريات في القصة في عينها أن المراد بالسجيل الطين وذلك في قوله تعالى          الذاريات: ٣٢ - ٣٣  ومن أنواع البيان المذكورة فيه أن يرد لفظ محتمل لأن يراد به الذكر وأن تراد به الأنثى فيبين المراد منهما ومثاله قوله تعالى ﭿ البقرة: ٧٢  الآية، فإن النفس تُطلق على الذكر والأنثى وقد أشار تعالى إلى أنها هنا ذكر بتذكير الضمير العائد إليها في قوله ﮌﮍ البقرة: ٧٣  الآية، ومن أنواع البيان المذكورة فيه أن يكون الله خلق شيئًا لحكم متعددة فيذكر بعضها في موضع".

      البقرة: ٧٣  يعني المقتول مما يدل على أنه ذكر وليس بأنثى.

"فإنا نبين البقية المذكورة في المواضع الأخر، ومثاله قوله تعالى في الأنعام:    الأنعام: ٩٧  الآية فإن من حكم خلق النجوم تزيين السماء الدنيا ورجم الشياطين أيضًا كما بينه تعالى بقوله:   الملك: ٥ ".

مع الحكمة الثالثة وهي اهتداء المسافرين بها فهي خلقت لحكم ثلاث كونه يذكر بعضها في موضع وبعضها في موضع، بل أكثر من حكمة في موضع واحد فالشيخ يضم بعضها إلى بعض ليتم بذلك البيان.

"كما بينه تعالى بقوله:   ﮏﮐ الملك: ٥  وقوله:            الصافات: ٦ - ٧  ومن أنواعها أن يذكر أمر أو نهي في موضع ثم يبين في موضع آخر".

الآيات السابقة آية (ص) مكتوب في بعض الطبعات   الملك: ٥، عندك يا أبا عبد الله؟ وأنت؟

طالب: ............

لا،   الملك: ٥  هذه ما فيها إشكال الصافات: ٦.

طالب: ............

نعم غلط هذه آية (ص).

طالب: الصافات........

الصافات نعم.

"ومن أنواعها أن يذكر أمر أو نهي في موضع ثم يبين في موضع آخر هل حصل الامتثال في الأمر أو النهي أو لا؟ وكذلك أن يذكر شرط ثم يذكر في موضع آخر هل حصل ذلك الشرط أو لا؟ فمثال الأمر قوله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين البقرة: ١٣٦  إلى قوله البقرة: ١٣٦  فقد بين أنهم امتثلوا هذا الأمر بقوله البقرة: ٢٨٥  إلى قوله ﮫﮬ البقرة: ٢٨٥  ومثال النهي قوله تعالى: النساء: ١٥٤  فقد بين أنهم لم يمتثلوا بقوله   البقرة: ٦٥  وقوله الأعراف: ١٦٣  والمراد بعضهم، ومثال الشرط قوله      ﮖﮗ البقرة: ٢١٧  فقد بين".

بعضهم ما الدليل على أن المراد بعضهم؟ الأعراف: ١٦٣   الأعراف: ١٦٣  والمراد أهلها الأعراف: ١٦٣  مع أن القرية تطلق على المكان ومن يحل فيه كما أن المجلس موضع الجلوس ويطلق على الجالسين الآية التي قبلها البقرة: ٦٥  دليل على أنه ليس كلهم إنما بعضهم.

"ومثال الشرط قوله      ﮖﮗ البقرة: ٢١٧  فقد بين في أول المائدة أنهم لم يستطيعوا".

لحظة، نعم.

طالب: ............

مسخ وبعضهم.

طالب: ............

ليس فيه شك لكن الآية التي قبلها نص البقرة: ٦٥.

"فقد بين في أول المائدة أنهم لم يستطيعوا بقوله:    المائدة: ٣  وقد بينه أيضًا بقوله في براءة والفتح والصف التوبة: ٣٣  ومن أنواع البيان المذكورة فيه أن يذكر أن شيئًا سيقع ثم يبين وقوعه بالفعل كقوله في الأنعام:    الأنعام: ١٤٨  وصرَّح في النحل بأنهم قالوا ذلك بالفعل بقوله.."

الآية سيقول صرح أنه سيقع ولم يقع لكن في الآية الثانية بين أنه وقع وقد قالوه بالفعل.

"بقوله: النحل: ٣٥  الآية ومن أنواع البيان المذكورة في هذا الكتاب المبارك أن يحيل تعالى على شيء ذكر في آية أخرى فإنا نبين الآية المحال عليها كقوله في النساء   النساء: ١٤٠  الآية والآية المحال عليها هي قوله تعالى في الأنعام:    ﯿ ﰃﰄ الأنعام: ٦٨  ومن أمثلته قوله تعالى في النحل: النحل: ١١٨  الآية والمراد به ما قصَّ عليه في الأنعام في قوله تعالى:   ﯩﯪ الأنعام: ١٤٦  الآية ومن أمثلته قوله تعالى: ﯘﯙ البقرة: ٢٢٢  فإن محل الإتيان المعبَّر عنه بلفظة حيث المحال على الأمر به هنا أشير إليه في موضعين أحدهما قوله تعالى: ﯧﯨ البقرة: ٢٢٣  لأن قوله البقرة: ٢٢٣  أمر منه تعالى بالإتيان وقوله البقرة: ٢٢٣  يعيِّن محل الإتيان وأنه في محل حرث الأولاد وهو القُبل دون الدبر فاتضح أن محل الإتيان المأمور به المحال عليه هو محل بذر الأولاد ومعلوم".

المأمورَ.

"أن محل الإتيان المأمورَ به المحال عليه هو محل بذر الأولاد ومعلوم أنه القبل وسترى إن شاء الله".

وصف للمضاف إليه الأمر بالإتيان البقرة: ٢٢٢  فهل المأمور به الإتيان؟ البقرة: ٢٢٢ ؟ فيكون محل الإتيان المأمورِ على قراءتك الأولى.

"فاتضح أن محل الإتيان المأمورِ به المحال عليه هو محل بذر الأولاد ومعلوم أنه القبل وسترى- إن شاء الله- تحقيق تحريم الإتيان في الدبر في سورة البقرة، ثانيهما: قوله تعالى:   ﭱﭲ البقرة: ١٨٧  فقوله   البقرة: ١٨٧  أي جامعوهن والمراد بما كتب الله لكم الولد على التحقيق وهو قول الجمهور وعليه فالمعنى جامعوهن وابتغوا ما كتب الله لكم أي ولتكن تلك المجامعة في محل ابتغاء الولد".

الذي هو محل الحرث في الآية السابقة.

"ومعلوم أنه القبل دون غيره وسترى إيضاحه- إن شاء الله تعالى- في محله، ومن أنواع البيان المذكورة فيه أن يُذكر شيئًا له أوصاف مذكورة".

شيءٌ عندك شيئًا؟

شيئا.

أن يَذكر أجل، لأن عندنا أن يُذكر شيء ماذا عندك؟

"أن يَذكر شيئًا له أوصاف مذكورة في مواضع أخر فإنا نبين أوصافه المذكورة في"

طالب: ............

أن يُذكر شيء، عندنا أن يُذكر شيء، لكن إن قرأت أن يَذكر شيئًا وهو الله- جل وعلا- بنيته للمعلوم وحُذف الفاعل للعلم به ما فيه إشكال إن شاء الله.

"فإنا نبين أوصافه المذكورة في تلك المواضع كقوله تعالى: النساء: ٥٧  فإنا نبين صفاتَ ظل".

صفاتِ.

أحسن الله إليك.

"فإنا نبين صفاتِ ظل أهل الجنة المذكورة في غير هذا الموضع كقوله: ﭟﭠ الرعد: ٣٥  وقوله       الواقعة: ٣٠  ونحو ذلك، ومنها أيضًا أن يذكر وصف الشيء ثم يذكر نقيض ذلك الوصف لضد ذلك الشيء كقوله في ظل أهل النار ﭿ         المرسلات: ٢٩ - ٣١  مع ذكر أوصاف ظل أهل الجنة كما قدمنا ومن أهم أنواع البيان".

طالب: ............

نعم.

طالب: ............

"ومن أهم أنواع البيان المذكورة فيه أن يشير تعالى في الآية من غير تصريح إلى برهان يكثر الاستدلال به في القرآن العظيم على شيء فإنا نبين ذلك ومثاله قوله تعالى:                     ﯙﯚ البقرة: ٢١ - ٢٢  فقد أشار تعالى في هذه الآية الكريمة إلى ثلاثة براهين من براهين البعث يكثر الاستدلال على البعث بكل واحد منها في القرآن، الأول: خلق الخلائق أولاً فإنه من أعظم الأدلة على القدرة على الخلق مرة أخرى، وقد أشار تعالى إلى هذا البرهان هنا بقوله: البقرة: ٢١  الآية وأوضحه في آيات كثيرة كقوله ﮦﮧ يس: ٧٩  وقوله     ﭵﭶ الروم: ٢٧  وقوله:         الحج: ٥  والآيات في مثل هذا كثيرة جدًا، الثاني: خلق السموات والأرض؛ لأن من خلق ما هو أكبر وأعظم فهو قادر على خلق ما هو أصغر بلا شك وأشار لذلك هنا بقوله   البقرة: ٢٢  وأوضحه في آيات كثيرة كقوله ﮎﮏ النازعات: ٢٧  الآية وقوله   ﯣﯤ    يس: ٨١  وقوله.."

قد يقول قائل أن خلق الأكبر أيسر بالنسبة لمصنوعات المخلوقين أسهل من خلق الأصغر وهذا ليس بمطَّرد لكن قد يوجد وإيجاد الأكبر ثم يحتاج إلى تصغير يعني مثلاً الكتابة في المطابع أو في كتابة اليد لا يستطيع الإنسان أن يكتب مصحفا بحجم ثلاثة في أربعة كما هو موجود لكن يكتبه كبيرا ثم يُصغَّر فقدرته على الكبير أسهل من قدرته على الصغير قد يورد مثل هذا الإشكال.

طالب: ............

كل الأمور تبدأ كبيرة ثم تُصغَّر، لكن الكلام على عدم استطاعة على الصغير مع القدرة على الكبير، الآن الكبير الذي يمكن الصانع من أن يتصرف فيه كيفما شاء ويدخل معه الآلات ويتحرك كيفما شاء ليس مثل الصغير الصغير أشق لكن إذا قارنا الكبير الذي خلقه الله- جل وعلا- واستدل به على خلق الصغير وهو الإنسان ثم بعثه الكبير الذي لا يحاط به ولا يدركه مخلوق لا يمكن أن يحيط به ما هو الكبير الذي هو في مقدور المخلوق فرق بين هذا وهذا، فرق بين خلق السموات والأرض وبين أن يخلق الإنسان أو يكتب كتابًا بقدر عشرة بعشرين ويتصرف فيه ويكتب كيفما شاء ثم بعد ذلك يصغره فيقول إن الصغير الكبير أيسر لا، المسألة مقارنة بين كبير لا يمكن الإحاطة به خلق السموات والأرض، كثير من بقاع الأرض لا يعرف عنها البشر شيئا مع تقدم صناعاتهم واختراعاتهم أمور خفية عن كثير من الناس أو عن جميع الناس فضلاً عن السماء.

"وقوله   غافر: ٥٧  والآيات بمثل.."

والمصحف الذي كتبه عثمان طه رأينا أصله الذي كتبه، الأصلي كبير جدًا بحيث يتصرف فيه بقلم مناسب لأنه لو كتب بقلم رفيع ما ظهر الخط بهذه الطريقة ما يظهر؛ لأن الأصل أن قلم الخط معين له شطفة معينة ويتصرف فيه الخطاط على حسب مهارته ثم بعد ذلك إذا تم صغر لا يمكن أن يتصرف في الحجم الصغير مثل تصرفه في الحجم الكبير رأيناها في المجمع فقد يقول قائل ما معنى خلق الكبير أسهل من الصغير في مثل هذه الصور؟

طالب: ............

لا، الأصل أن هنا الاستدلال   غافر: ٥٧  نص على أنه أكبر فهو أصعب وما دونه فهو أيسر لكن هذا في مخلوقات الله- جل وعلا- التي لا يمكن أن يحاط بها من كبرها والله المستعان.

"والآية في مثل هذا كثيرة أيضًا، الثالث: إحياء الأرض بعد موتها وقد أشار له هنا بقوله                   ﯙﯚ البقرة: ٢٢  وأوضحه في آياتٍ كثيرة كقوله ﭢﭣ فصلت: ٣٩  وقوله ﭸﭹ الروم: ١٩  وقوله    ﯗﯘ             ق: ١١  والآيات في مثل ذلك كثيرة أيضًا وسترى- إن شاء الله تعالى- أمثلة كثيرة للبراهين الثلاثة المذكورة في محلها، ومن أنواع البيان المذكورة فيه أن يذكر لفظ عام ثم يصرّح.."

قف على هذا.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك.

 

أستغفر الله أستغفر الله اللهم أنت ربي.

"