شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (62)

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ألفية الحافظ العراقي (62)

الألقاب - الْمُؤْتَلِفُ والمُخْتَلِفُ

الشيخ: عبد الكريم الخضير

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

أحسن الله إليك.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:

الألقاب:

وَاعْنَ بِالالْقَابِ فَرُبَّمَا جَعَلْ
نَحْوُ الضَّعِيفِ أيْ بِجِسْمِهِ وَمَنْ
يَجُوزَ مَا يَكْرَهُهُ المُلَقَّبُ
كَغُنْدَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ

 

الوَاحِدُ اثْنَيْنِ الذِيْ مِنْهَا عَطَلْ
ضَلَّ الطَّرِيْقَ بِاسْمِ فَاعِلٍ وَلَنْ
وَرُبَّمَا كَانَ لِبَعْضٍ سَبَبُ
وصَالِحٍ جَزَرَةَ المُشْتَهرِ

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

لما انتهى الناظم -رحمه الله تعالى- من الأسماء والكنى أتبع ذلك بثالث القسمة وهو الألقاب، والأصل أن تكون في ترجمة واحدة: الأسماء والكنى والألقاب، أو تفرد الأسماء وتفرد الكنى؛ لأنها مفردة في مصنفات، ومجموعة في مصنفات أخرى، فإما أن تفرد كل واحد منها بترجمة، الأسماء بترجمة، والكنى بترجمة، والألقاب بترجمة، أو تجمع الثلاثة جميعًا باعتبار أن من المصنفات ما يجمع الأقسام الثلاثة، على كل حال هذا صنيع المؤلف -رحمه الله- قال: "الألقاب" ثم بعد ذلك قال:

"واعنِ بالألقاب" كما قال: "واعنِ بالأسماء" "واعن بالأفراد" يعني اجعل عنايتك واهتمامك منصب ومتجه إلى الألقاب.

واعن بالألقاب فربما جعل
 
ج

 

الواحد اثنين الذي منها عطل
 
ج

يعني الذي خلا منها من معرفتها الذي صار عُطلًا خاليًا من معرفة الألقاب قد يجعل الواحد اثنين؛ لأن الراوي أحيانًا يذكر..، وقد يجعله ثلاثة، أحيانًا يذكره باسمه، وأحيانًا يذكر بلقبه، وأحيانًا يذكر بكنيته، فالذي لا يعرف الأسماء والكنى والألقاب قد يجعل الراوي ثلاثة، وكثير من الرواة جعلهم أئمة..، هو واحد يجعله اثنين والعكس، وذكرنا في درس مضى أن هذا الموضوع فيه كتاب للخطيب البغدادي اسمه: (موضح أوهام الجمع والتفريق) وفيه أيضًا لابن أبي حاتم (بيان خطأ البخاري في تأريخه) فيه أوهام من هذا النوع للإمام -رحمة الله عليه-؛ لأنه ليس بالمعصوم، وغيره وقع في هذا. المقصود أن الذي لا يعرف الألقاب، ولا يقال: إن البخاري لا يعرف الألقاب، لكن هناك لبس حصل في بعض الأسانيد، فجعل البخاري يستروح إلى جعل هذا الواحد اثنين أو العكس، مع أن الصواب كثير ما يكون بجانبه، ولو ظن بعض العلماء أن البخاري أخطأ في هذا، فالمسألة تكون مسألة خلاف بين البخاري وبين غيره، هل هما اثنان أو واحد؟ فقد يكون الصواب مع البخاري، وقد يكون مع غيره، يعني لا يجزم بأن كل ما ذكره الخطيب أو ابن أبي حاتم هو الصواب وما عليه البخاري هو الخطأ، لا يجزم بهذا، بل قد يكون صنيع الإمام البخاري -رحمه الله- هو الصواب، لكن آحاد الطلاب -طلاب العلم- ومن دون أولئك الأئمة في المنزلة قد يقع منه كثيرًا مثل هذا إذا كان ممن ليست لديه عناية بالأسماء والكنى والألقاب.

طالب:........

نعم؟

طالب:........

إلا قبل مَن ذكر بنعوت متعددة؟

طالب:........

كنى الألقاب؟

طالب:........

كنى الألقاب أبو الشيخ مثلًا، كنية بلقب، هذا مزدوج، نعم؟

طالب: هذا مفرد.

هذه مفرد نعم، هاه؟

طالب:........

إيه تكسر وتفتح، من باب فهم، عطل يعطل، ومن باب ضرب.

ثم ذكر أمثلة للألقاب التي ظاهرها خلاف باطنها، قال: "نحو الضعيف" إذا قيل: الضعيف يظن أنه ضعيف في روايته، إما في عدالته أو في حفظه وضبطه، هذا الذي يتبادر للذهن، ومثله الضال، الضال في رأيه، ضال عن الصراط المستقيم، هذا الذي يتبادر من هذه الألقاب، لكنها على خلاف الظاهر.

نحو الضعيف أي بجسمه ومن
 
ج

 

ضل الطريق باسم فاعل............

الضال معاوية بن عبد الكريم الضال، قيل له: ضال؛ لأنه ضل في طريق مكة، تاه، ضاع، فقيل له: الضال، يقول عبد الغني بن سعيد الأزدي: رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضال، إنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد الضعيف، وإنما كان ضعيفًا في جسمه لا في حديثه، وجاء في سنن النسائي أنه إنما قيل له: الضعيف لكثرة عبادته، من كثرة الصيام والقيام، الذي أثر على جسمه، نعم؟

طالب:........

نعم الوصف، لكن مع ذلك يرجع إلى الأول، يعني ما هو بكلام جديد هو ضعيف في جسمه وقيل له: الضعيف، لكن سبب الضعف إما أن يكون كثرة العبادة كما جاء في سنن النسائي، أو يكون لأمرٍ لمرض، أو من أصله نضو الخلقه، لكن ما جاء بسنده في سنن النسائي، قال: وكان كثير العبادة، ولا شك أن من اتجهت همته وانصرفت إلى العبادة من صيام وقيام هذا لا شك أنه يحتاج إلى تخفيف الأكل؛ ليعان على ما هو بصدده، وما اتجهت همته إليه، ويترتب على ذلك أن يكون ضعيفًا في بدنه.

نعرف هذا؛ لأنه لو جاءنا فلان وفلان عبد الله بن محمد الضعيف، طالب علم مبتدئ ما يعرف هذه الألقاب على طول يقول: الحديث ضعيف لوجود عبد الله بن محمد الضعيف، لأنه قال أهل العلم: ضعيف، وأشد من الضعف الضلال -نسأل الله العافية-، إذا قيل: ضال لعله متلبس ببدعة كبرى، قد تكون مخرجة من الملة، ضال -نسأل الله السلامة-، لا، هو ضل في طريق مكة فقيل له: الضال.

...............................ومن
 
ج

 

ضل الطريق باسم فاعل............

ضال أصلها ضالِل، يعني اللام مشددة، عبارة عن حرفين، أصله ضالل، مثل: يضار {لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ} [(233) سورة البقرة] أصلها: تضارِر، أو تضارَر، يعني لا الأم تضارر الأب بولدها، ولا الأب يضارر الأم بولده، فإذا فككنا الإدغام تبين لنا هل هو اسم فاعل أو اسم مفعول؟ لكن هنا باسم الفاعل ضال يعني ضالِل، ضائع تائه عن الطريق.

...................................
يجوز ما يكرهه الملقَبُ

 

..................................ولن
.....................................

إذا كان يكره اللقب، نعم؟

طالب:........

لا إذا فككناه انتهى، لكن ما دام في وقت التشديد إذا شددناه صار أولهما ساكنًا؛ لأن الحرف المشدد عبارة عن حرفين أولهما ساكن، لكن إذا فككنا يصير ما تقدر أن تنطق به إذا صار ساكنًا، إذا فككت الإدغام ما تستطيع أن تنطق بالساكن؛ لأن الذي قبله ساكن.

...................................
يجوز ما يكرهه الملقبُ

 

..................................ولن
.....................................

أولًا: جاء النهي عن التنابز بالألقاب فلا يجوز إلا عند الحاجة، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وعرف أنه لا يكره، فإن كان يكره فلن يجوز؛ ولذا قال:

...................................
يجوز ما يكرهه الملقبُ

 

..................................ولن
.....................................

الأعمش سليمان بن مهران من ثقات المحدثين يكره أن يقال له: الأعمش، وزوجته... هاه؟

طالب:........

لا لا ما هو بلقب ذا، ضبط.

المقصود أن الأعمش اشتكته زوجته على شخص تتذمر من الأعمش، ولا شك أن حياة العلماء العاملين الجادين متعِبة لبعض الناس، لبعض الزوجات التي ما تحمل نفس الهمّ تتعب من حاله، اشتكته زوجته فقال لها هذا الشخص: لا يغرنك من الشيخ عمش عينيه، ولا حمش ساقيه، ولا ما أدري إيش؟ عدد يمكن عشرين علة ما تعرفهن هي، هي ما تعرف إلا ها العمش الذي بعينه، فهذا مجتهد يقول: لا يغرنك هذا إمام، واصبري عليه، سهل مسألة عمش عينيه، وحمش ساقيه، وما أدري إيش؟ لا يغرنك منه هذا، انظري إلى حقيقة الأمر، يريد أن يرفع من شأن هذا الشيخ الجليل، ففتح لها أبوابًا كانت ليست على بالها، فكان يكره -رحمه الله- أن يقال له: الأعمش. على كل حال استفاض عند الأئمة وتداولوه وغيره من أهل العلم، فلان الأحول، فلان الأعور، فلان الكذا، هذه أوصاف وألقاب مكروهة بلا شك، لكن مع ذلك إذا دعت الحاجة إليها بحيث لا يتميز إلا بها، ولم يقصد بذلك الشين والعيب فإنه لا مانع منها؛ لأن العلماء تداولوا ذلك، والمصلحة المترتبة على ذكرها أولى وأعظم من المصلحة المترتبة على عدم الذكر، هاه؟

طالب:........

لا شك أن أول من لقبه بذلك هو الذي يبوء بالإثم، لكن من تداوله متنقصًا له يأثم أيضًا.

طالب: بس مناط المنع السخرية؛ لأن الله نهى عن ذلك من أجل السخرية والمنابزة، وهذه ما قُصدت.

هذا هو القيد الذي يخرج الإنسان من الإثم.

...................................
يجوز ما يكرهه الملقبُ

 

..................................ولن
.....................................

الذي لا يكرهه الملقب؛ لأن بعض الناس يُتداول لقبه على ألسنة الخاص والعام وهو يسمع ويرضى بذلك ولا ينكر، مثل هذا لا بأس به، مع أن الأصل أن يُلجأ إلى الاسم أو الكنية وهي أفضل، التنادي بالكنى أفضل من التنادي بالأسماء، وإذا كان اللقب مشعرًا بمدح أيضًا كان أدعى وأولى ما لم يصل إلى حد الغلو والإطراء، نعم؟

طالب:........

ولن يجوز... هاه؟

طالب:........

لا على شان ومن قال: ولن، يعني في البيت الأول قال: ومن، قال في الأخير: ولن يجوز.

...................................
يجوز ما يكرهه الملقبُ

 

..................................ولن
وربما كان لبعض سببُ

كان لبعض الألقاب سبب، بعضها له سبب، وبعضها لا سبب له، ومما لا سبب له ما له سبب في حقيقة الأمر لكن لم يُطلع عليه، يعني في الغالب أن هذه الألقاب يكون لها سبب، هذا الأصل فيها، ما يمكن يؤتى إلى شخص ويُرمى بلقب ما له علاقة ولا له داعي ولا شيء، يعني افترض أن زيدًا من الناس جاء واحد ولقبه بحجر، نبحث عن السبب ما وجدنا لماذا لقب بحجر؟ أكيد أن هذا الذي لقبه بحجر لمح منه وصفًا فيه شيء من الصلابة، وفيه شيء كالحجارة مثلًا، كونه لم ينقل لا يعني أنه ليس له سبب، له سبب لكن لم نطلع عليه.

...................................
كغندر............................

 

وربما كان لبعض سببُ
 ..................................

 يعني الأسباب التي نقلت هي من هذا النوع، والتي لم تنقل يقال: لا سبب له، يعني لم نطلع له على سبب، ولا يعني أنه لا سبب له في الحقيقة.

...................................
كغندر محمد بن جعفرِ

 

وربما كان لبعض سببُ
 ..................................

محمد بن جعفر لما جاءهم ابن جريج وحدثهم، شاغب غندر وكثرت حركته ومشاغبته، وهذا يوجد بين الطلاب من هذا النوع، نعم يوجد، يعني الذي يدرس لا سيما الدراسات...، يعني عندنا -ولله الحمد- قد لا نجد في المساجد وكذا، لكن في المدارس وغيرها تجد بعضهم يشاغب، وإن كان يعني من الطلاب المحصلين الذين..، لكن طبعه هذا، وإلا غندر من ثقات الرواة، يشاغب، تجد هذا الطالب جيدًا في دراسته بارزًا متميزًا، لكنه مع ذلك جبل على شيء من المشاغبة والمرادة مع الأستاذ، أو مع زملائه، فقيل له: اسكت يا غندار، يراد به المشاغب، من قبل ابن جريج.

كغندر محمد بن جعفرِ

 

وصالحٍ جزرة المشتهرِ
 

صالح جزرة من كبار المحدثين، ومن النقاد الذين لهم كلام كثير في الرواة، ولهم كلام أيضًا في الحديث صالح بن محمد لقب جزرة، والسبب في ذلك أنه صحّف الخرزة إلى جزرة فعُرف بها.

من الألقاب التي شاعت يعني في الصدر الأول الألقاب قليلة، يعني وجدت ألقاب مطابقة كالصدّيق مثلًا، والفاروق، وذي النورين، وهكذا، ألفاظ مطابقة للواقع، بعد عصر الصحابة جاء نوع آخر من الألقاب ثم بعد ذلك بعد انقراض القرون المفضلة جاءت ألقاب فيها تزكية للملقَّب، وقد يضاف إلى الدولة يمين الدولة، ركن الدولة وهكذا، ثم أضيف إلى الدين، بدر الدين، ناصر الدين، نصير الدين، شمس الدين، محي الدين، أضيف إلى الدين، هاه؟

طالب:........

نعم قالوا: أضيف إلى الدين وإلى الحق وإلى كذا، وفيها تزكية لا تنبغي، وقد تكون لشخص يلقب بنصير الدين وهو ممن يهدم الدين، نسأل الله السلامة والعافية، ركن الدين، ألقاب في طياتها التزكية والإطراء الممنوع، ومع ذلك قد تطلق على شخص يتصف بنقيض ما لُقِّب به، سموا أيضًا ببعض الألقاب مثلًا شيخ الإسلام أطلقت على عدد من أهل العلم، يعني كأنه في وقته هو المتفرد بالمشيخة من بين سائر العلماء، يعني لسعة علمه وإحاطته، كأن من وجد معه لم يكونوا، وأطلقت على من أطلقت عليه بحق وبغير حق، وكل طائفة من الطوائف عندها مَن تعظمه وتبجله وتطلق عليه الألفاظ، ثم بعد ذلك استرسل الناس بالألقاب التي تتضمن المدح ويتداولونها من غير نكير، ومن أطلقت عليه يسمع ولا ينكر، مع أنه جاء ذم المدح في الوجه إذا كان بحق، فكيف إذا كان بغير حق؟! نعم؟

طالب:.........

إيه، ما معناه؟، يعني الشيخ المتفرد في هذه الملة، يعني ما في غيره.

طالب:........

أين؟ ولقد سمعت شيخنا شيخ الإسلام، إيه، لكن بحق هذا، لعلمه وسعة علمه وإحاطته بنصوص الوحيين، وأحاطته بقواعد الشرع وكذا، يعني تفرد في عصره.

طالب:........

عاد هم يختلفون، النبي -عليه الصلاة والسلام- مدح أناسًا في وجوههم، ومدح في وجهه بحضرته -عليه الصلاة والسلام- فقالوا: إذا كان هذا الإنسان لا يتأثر بالمدح توسعوا فيه، إذا كان لا يتأثر، وإذا كان يتأثر بالمدح حملوا المنع على هذا، ويبقى أن على الإنسان أن يتواضع لله -جل وعلا-، وألا يرى لنفسه حق.

ذكرنا في أول درس في البخاري نقلًا عن ابن القيم أن شيخ الإسلام...، ابن القيم في أواخر مدارج السالكين شيخ الإسلام إذا أُثني عليه في وجهه قال: أنا لست بشيء، ولا لي شيء، ولا مني شيء، ولا عندي شيء، أنا المكدِّي وابن المكدِّي وكذا كان أبي وجدي وهو شيخ الإسلام، ثم قال كلامًا قال: وإنني أجدد إسلامي في كل وقت، وأنا إلى الآن ماذا يقول؟

طالب:........

لا العبارة..... إلى آخر كلامه، المقصود أن شيخ الإسلام وهو الإمام المعروف الذي إذا مدح فهو بحق يقول مثل هذا الكلام، ويتداول الآن بين طلاب علم إذا مُحصوا وفحصوا على الحقيقة وجدوا لا شيء، ومع ذلك يسمعون الكيل والمدح ولا يتحرك منهم ساكن، وقد يتأثرون إذا لم يُمدحوا؛ لأن الناس صاروا يتداولون هذا المدح من غير نكير، والإنسان إذا حاز منهم شهادة أقرب ما تكون بشاهدة زور؛ لأنه إنما جمع فيها أوراقًا من كتب الناس وأعطي عليها هذه الشهادة، ولو تسأله عن غير...، بل بعضهم لو سأل عن ما في هذه الشهادة قد لا يحسن التعبير عنه أو توضيحه للناس؛ لأنه نقله على أي حال، هذا إذا كان نقله بنفسه، المقصود أن هذه الشهادات زادت بعض طلاب العلم غرورًا، والله المستعان، نعم؟

طالب:........

يكره لأن فيه مدح، فيه تزكية، لكن فرق بين أن يرضى بهذا اللقب وبين أن يلقب من غير رضا، نعم.

الْمُؤْتَلِفُ والمُخْتَلِفُ

وَاعْنَ بِمَا صُورَتُهُ مُؤْتَلِفُ
نَحْوُ سَلاَمٍ كلُّهُ فَثَقِّلِ
أَبَا عَلِيٍّ فَهْوَ خِفُّ الجَدِّ
وابْنُ أَبِي الْحُقَيقِ وابْنُ مِشْكَمِ
وابْنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاهِضٍ فَخِفْ
قُلْتُ: ولِلْحِبْرِ ابْنِ أُخْتٍ خَفِّفِ
عَيْنَ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ اكْسِرِ
وَفِي قُرَيْشٍ أَبَدًا حِزَامُ

 

خَطًّا وَلَكِنْ لَفْظُهُ مُخْتَلِفُ
لاَ ابْنَ سَلاَمِ الحِبْرُ والمُعْتَزِلي
وَهْوَ الأَصَحُّ
في أبِي البِيكَنْدِي
والأَشْهَرُ التَّشْدِيدُ فِيهِ فَاعْلَمِ
أَوْ زِدْهُ هَاءً فَكَذا فِيهِ اخْتُلِفْ
كَذَاكَ جَدُّ السَّيِّدي والنَّسَفِي
وَفي خُزَاعَةَ كَرِيْزٌ كَبِّرِ
وَافْتَحْ فِي الانْصَارِ
بِرَا حَرَامُ
ج

قف على هذا، قف على هذا.

يقول المؤلف -رحمه الله تعالى- بعد أن انتهى من الأسماء والكنى والألقاب وفيها المؤلفات الكثيرة، وذكر هذه المؤلفات موجودة في الشروح، يعني بكثرة، قال في المؤتلف والمختلف، وهو ما اتفقت في الصورة والخط، لكن اللفظ مختلف، قال:

واعن بما صورته مؤتلفُ

 

خطًّا ولكن لفظه مختلفُ

يعني ما اتحدت صورته في الخط لكنه يختلف في النطق، وهذا كثير في الأسماء، وفيه مؤلفاته الخاصة، التي تعنى بضبط أسماء الرجال، وفيه بهذا الاسم كتب المؤتلف والمختلف.

واعن بما صورته مؤتلفُ
نحو سلامٍ كله فثقلِ


 

خطًّا ولكن لفظه مختلفُ
...................................
ج

يعني ثقل كله، كله سلام بالتشديد إلا ما استثني.

نحو سلامٍ كله فثقلِ

 

...................................
ج

ثقل اللام، يعني يكون نطقه سلّام.

...................................

 

لا ابن سلام الحبر والمعتزلي
ج

لا ابن سلام الحبر، الحبر كان من أحبار اليهود، عبد الله بن سلام، فأبوه بالتخفيف سلام، عبد الله بن سلام، وهذا ما اختلف فيه أحد.

"لا ابن سلام الحَبر" والحِبر، الأكثر ضبطه في اللغة على الحِبر بكسر الحاء، وأهل الحديث يضبطونه بفتحها، الحَبر، والحبر واحد الأحبار "والمعتزلي ** أبا علي" الجبّائي، إمام من أئمة المعتزلة، اسمه: محمد بن عبد الوهاب بن سلام.

أبا علي فهو خِف الجد

 

...................................
ج

يعني جده خفيف بالتخفيف، سلام مثل والد عبد الله بن سلام الحبر، الصحابي الجليل، اسمه قبل الإسلام فيما يقال: حصين، أعني عبد الله بن سلام الصحابي الجليل الذي كان يهوديًّا ثم أسلم، كان من أحبار اليهود، ثم أسلم، فسماه النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله.

...................................
أبا علي فهو خِف الجد

 

..........................والمعتزلي
...................................
ج

أبو علي الجبّائي جده بالتخفيف، محمد بن عبد الوهاب بن سلام.

...................................

 

وهو الأصح في أبي البِيكندي

محمد بن سلام البِيكندي، شيخ البخاري، يقول: الأصح فيه التخفيف وإلا التشديد؟ التخفيف، وهو -يعني التخفيف- الأصح في أبي البيكندي.

يقول الحافظ ابن رجب في شرحه على البخاري يقول: محمد بن سلام هو البِيكندي، وقد اختلف في ضبط سلام هل هو بالتخفيف أو بالتشديد؟ والتخفيف فيه أكثر وأشهر، ولأبي محمد عبد العظيم المنذري في ذلك جزء مفرد، ثم ظهر لي أن التشديد فيه أصح...، يقول ابن رجب: ثم ظهر لي أن التشديد فيه أصح، فإن الذين رجحوا فيه التخفيف اعتمدوا على حكاية رويت عن محمد بن سلام أنه قال: أنا محمد بن سلام بتخفيف اللام، يعني لو ثبتت هذه الحكاية خلاص رفعت كل خلاف، هو أعرف، أنا محمد بن سلام بتخفيف اللام، قال ابن رجب: وقد أفردت لذلك جزءًا، وذكرت فيه أن هذه الحكاية لا تصح، وفي إسنادها متهم بالكذب، يعني إذا اعتمدوا على مقالته: أنا محمد بن سلام، ورجحوا التخفيف كما هنا قال: إيش؟

...................................

 

وهو الأصح في أبي البِيكندي

وهو الأصح في أبي البكندي، اعتمدوا على هذه الحكاية وفيها راوٍ متهم بالكذب، لكن ابن رجب لمّا ضعّف هذه الحكاية هل عنده ما يستند عليه أنه بالتشديد؟ لأنه قال: ثم ظهر لي أن التشديد فيها أصح؟

طالب:........

إلا من استثني يعني يرجع إلى أصله، ومن قال: إن الأصل التشديد؟

طالب....... الخلاف السابق قبل الحكاية الذي ذكر أنها على سلام.

أي نعم الأكثر، والتخفيف فيه أكثر وأشهر، بناء على الحكاية التي فيها راوٍ متهم بالكذب، هاه؟

طالب:.........

هذه ما تتلقى لا بقياس ولا....

طالب:.........

الأصل التشديد، إيه لكن هذا بالذات هل هو بالتخفيف وإلا بالتشديد؟

طالب:.........

لكن أنا أقول: أفترض أن هذه الحكاية باطلة على ما قال ابن رجب، هل يقتضي هذا ترجيح التشديد؟ أو يبقى الاحتمال كما هو حتى يوجد ما يرفعه، وكون الأكثر سلام بالتشديد هل يعني أن هذا الشخص بالتشديد مثلهم؟ نعم؟ ما يلزم، نعم؟

طالب:.........

إيه هذه يردون بها إذا كان لا يستطيع الرد، نعم مثل قَطن بن نُسير، يقرأ عند الدارقطني واحد إسناد فيه قطن بن نسير، فقال: ابن بشير، أو ابن يسير، قال: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [(1) سورة القلم] يرد عليه يصحح له وهو يصلي ما يستطيع أن يصحح له، قال: سلام عليكم يعني بالتخفيف بهذا اللفظ، ولا يعني هذا أن...، هذا رأي الذي رد يبقى أنه قول من أقوال العلماء في المسألة، أنا أقول: إن كون الحافظ ابن رجب يقول: ثم ظهر لي أن التشديد فيه أصح؛ لمجرد إبطال الحكاية يبقى أنه على الاحتمال، لا يدرى هل هو مشدد أو مخفف؟

طالب:........

سلام، ما معنى سلام؟ .... المعنى لم يسمَ سلام بلفظ التحية؟ ما يلزم، لو قلنا هذا قلنا: التخفيف هو الأصل، هم قالوا: لا التشديد أكثر، ولا يخرج عن التشديد إلا هؤلاء، ويبقى أن المسألة مسألة ضبط والضبط مرجعه إلى الأئمة الذين لهم عناية بهذا الشأن، أما كوننا نجزم بأنه بالتشديد كما جزم الحافظ ابن رجب من خلال إبطال القصة، نعم؟ مثل هذا لا يحتاج فيها إلى نص، يحتاج فيها إلى استقراء.

طالب:........

جد أبي علي ما أدري والله، لكنه ما يذكرونه في الغالب إلا إذا كان له رواية.

طالب:........

يعني ضبطه وعدمه ما يفرق هذا، لكن ما هو بالجد المعتزلي، المعتزلي أبو علي الجبائي معروف، يعني جده ما ندري عاد على الستر ما ندري عنه، لكن المعتزلي الحفيد.

وابن أبي الحُقيق وابن مشكمِ

 

...................................
ج

ابن أبي الحُقيق سلام أو سلّام، كأنه قال: لا ابن سلام الحبرِ ولا ابن أبي الحُقيق، فيكون ابن أبي الحقيق مثل والد عبد الله بن سلام بالتخفيف.

........................وابن مشكمِ
 

 

والأشهر التشديد فيه فاعلمِ

سلام أو سلّام ابن مِشكم، وهذا قالوا: إنه خمار في الجاهلية.

...................................
 

 

والأشهر التشديد فيه فاعلمِ

هم إذا ضبطوا الباب بقاعدة وأخرجوا منها ما يخرج على طريقة القواعد الأغلبية لا طريق القواعد الكلية؛ لأن الكلية لا يخرج منها شيء، هذه قاعدة أغلبية كل سلام فهو بالتشديد سلّام، إلا ما استثني فهو بالتخفيف.

وابن محمد بن ناهض فخِف

 

أو زده هاء فكذا فيه اختلف

سلام أو سلّام أو سلامة بن محمد بن ناهض، فخِف يعني خففه، فيكون سلام بن محمد بن ناهض، أو زده هاءً؛ لأنهم اختلفوا في اسمه هل هو سلام أو سلامة؟

...................................

 

أو زده هاء فكذا فيه اختلف

يعني الاختلاف هل هو بالتشديد أو بالتخفيف؟

"قلت: وللحبر" عبد الله بن سلام الآنف الذكر

 ....................ابن أختٍ خففِ

 

 

كذاك جد السيدي والنَّسفي
ج

السيدي ما اسمه؟ ابن أخت الحبر اسمه؟ سلام بن؟ أنا أعرف أنه سلام، هاه؟

طالب:........

بعد، كمّل.

طالب:........

طيب خفف لامه يعني يكون "سلام"، "كذاك جد السيدي".

طالب:........

سعد بن جعفر بن سلام هذا السيدي، قيل له السيدي لأنه يخدم السيد إيش؟

طالب:.......

أخت المستنجد...، السيدة نسب إليها سيدي يقال له، والنسفي نسبة إلى نَسف بين بغداد وماذا؟ والموصل؟

طالب:........

وإربل، طيب نسف بالفتح وإلا بالكسر؟ نَسف؟ طيب ما فيه ضبط ثان؟

طالب:.......

إيه يقال: نَسَف ونِسَف بفتح النون وكسرها، لكن الذي استغربه وأتعجب منه قولهم: إنها فتحت للنسب، فقيل: نسفي، مثل نمري، نمري وسَلَمي فتحت للنسب، لكن ما الذي فتح في نمري وسلمي ونسفي؟ هنا الذي فتح من أجل النسب الحرف الأول النون، صح وإلا لا؟ وفي نمري وسَلَمي؟ هاه؟

طالب:.......

الثاني، كما يقال: النسبة إلى الملك مَلَكي، النسبة إلى النمر نَمَري، النسبة إلى سلمة سَلَمي، فالذي فتح الثاني من أجل؟ من أجل النسبة، وهنا الذي فتح من أجل النسبة؟ الأول؛ لأنهم قالوا: فتح للنسبة مثل النمري، التمثيل مطابق وإلا غير مطابق؟

طالب:.........

لأن بعضهم تسمع بعض..، حتى من أهل العلم من يقول: الملِكي، صاحب السمو الملِكي، نسبة إلى الملِك لكن الصواب أنه يفتح؛ لئلا تتوالي كسرات كثيرة في الكلمة، فيقول: ملكي مثل ما يقال: نمري، ومثلما يقال: سلمي والذي عندنا نسبة إلى النسفي بناء على أن النون مكسورة لا يكون مطابقًا لما قيس عليه، لو كان نسبة إلى نسف بفتح أوله وكسر ثانيه طابق النمري والسلمي.

عَين أبي بن عمارة................
ج

 

....................................
ج

يعني عين عمارة ما هو بعين أبي، نعم؟

عين أبي بن عمارة اكسرِ
ج

 

....................................
ج

المقصود عين عمارة تكسر.

...................................
ج

 

وفي خزاعة كرِيز كبِّرِ

كريز يعني وفي غيرهم بالتصغير كُريز.

...................................
وفي قريش أبدًا حِزامُ

ج

 

وفي خزاعة كَريز كبرِ
وافتح في الأنصار برا حرامُ
جج

حزام يأتي في السند ويجري ذكره في الكتب، وقد يُغلط في إعجامه وإهماله، لكن أنت ميز إن كان قرشيًّا فهو حزام، وإن كان أنصاري فهو حرام.

وفي قريش أبدًا حزامُ

ج

 

وافتح في الأنصار برا حرامُ

المقصود في قريش وفي الأنصار، لكن قد يوجد عند غيرهم في تميم مثلًا حرام ويوجد حزام، يوجد الاثنان كلاهما، لكن هم خصوا هذا التحديد في قريش وفي الأنصار، بغض النظر عن القبائل الأخرى؛ لأنه قد يقول قائل: إنه ليس بحصر هذا في قريش والأنصار، طيب بقية القبائل قد يكون فيها يوجد الضبطان بالراء وبالزاي، قال:

وفي قريش أبدًا حزامُ

ج

 

وافتح في الأنصار برا حَرامُ

يعني يضبطون هذه بالحروف؛ لأن ضبطها بالشكل قد يعتريه ما يتعريه، يقولون مثلًا: بكسر الحاء المهملة؛ لأن في خِزام بالخاء، والزاي المعجمة، والثاني يضبطونه بماذا؟ هاه؟

طالب:.........

طيب وبعدين؟ لا عندهم شيء من باب الضد، يضبطون بالضد فيقولون: حَرام بلفظ ضد الحلال، خلاص يلتبس على أحد؟ ما يمكن يلتبس على أحد، بلفظ ضد الحلال، وحينئذٍ لا يلتبس على أحد، وأحيانًا يضبطون بغير ذلك، مثلًا الحكم بن عُتيبة بتصغير عتبة الدار وهكذا، فلهم طرق في الضبط، قد تكون بالحروف، وأحيانًا ضبطهم يكون بتقطيع الكلمة، مثلًا هُجيمة يرسم لك هاء مفردة ثم جيم مفردة وهكذا من أجل ماذا؟ أن تضبطها؛ لأن الحرف أحيانًا إذا كتب مع غيره يلتبس وإذا أفرد لا يلتبس، وأحيانًا يكون العكس، فهم يضبطون على طرق ونواحٍ متعددة، والله أعلم.

 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"