تعليق على تفسير سورة الفاتحة (03)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا يقول: نقلاً عن ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية في ترجمة زيد بن ثابت قال كما قررنا ذلك في كتاب فضائل القرآن الذي كتبناه مقدِّمة في أول كتابنا التفسير.. الذي كتبناه مقدمة في أول كتابنا التفسير يقول عاد الكاتب: هل هذا قطع بأن كتاب الفضائل كُتب في أول التفسير وأن وأن من طبعه في آخره وأن طبعه في آخره من تصرف بعض النساخ.

لا، أقول هو من تصرف ابن كثير نفسه وهو مرة جعله في أوله ومرة جعله في آخره ولا شك أن جعله في أوله له حظ من النظر لأنه في بيان فضل القرآن وقراءة القرآن وتعلم القرآن وتفسير القرآن وهذا ينبغي أن يكون بين يدي التفسير وكونه جعله في آخر التفسير ولعله في ابتداء الأمر اقتداء بالإمام البخاري فإن الإمام البخاري جعل فضائل القرآن بعد التفسير وعلى كل حال حتى في التفسير يوجد ما يدل على أنه وضعه مرة في أوله ومرة في آخره في بعض النسخ في أول الكتاب وفي بعضها في آخره وهذا له وجه وهذا له وجه وهذا تقدم البحث فيه في في بعض المواضع مر علينا في الفضائل قال وقد بيّنا ذلك في تفسير سورة الضحى ومر ذلك في موضع آخر في سورة أخرى هذا يجعل الفضائل قبل أو بعد؟ بعد لأن سورة الضحى في أواخر القرآن ثم بعد ذلك فضائل القرآن وأحال على سورة الضحى باعتبارها متقدمة من لازم ذلك أن يكون الفضائل متأخرًا وأيضًا وجد في بعض النسخ ولعلها من النسخ المتأخرة وهي لا شك أنها عن ابن كثير رحمه الله ما يدل على أن الفضائل في أول الكتاب وأنه كالمقدمة له ولذلك ترجح عندنا أن نستعرض الفضائل قبل التفسير وفيها خير وفيها فوائد ويفيد منها طالب العلم لكن ليس هذا بقطع بأنه من تصرف النساخ الذي يغلب على الظن بل الذي أكاد أجزم أن أن الحافظ ابن كثير مرة جعله في أول الكتاب ليكون حاديًا على تعلم القرآن وتفسير القرآن ببيان فضله وفضائله وما يتعلق به ومرة بل هذا الذي يغلب على الظن أنه هو أول الأمر أنه جعله في آخر التفسير اقتداء بالإمام البخاري ومعوله وعمدته في كتاب البخاري في كتاب الفضائل أعني ابن كثير على الإمام البخاري كما تقدم لذلك التراجم متطابقة ثم يقول حدثنا يعني يذكر سند الإمام البخاري من غير أن يبين أنه منقول عن البخاري مما يدل على أنه مقتدي بالإمام البخاري رحمه الله.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

"الكلام على تفسير أحكام الاستعاذة قال الله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}  الأعراف: ١٩٩ - ٢٠٠  وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} المؤمنون: ٩٦ - ٩٨  وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)} فصلت: ٣٤  {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ} فصلت: ٣٤".

وما يلقّاها.. ما هو عندك؟

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} فصلت: ٣٤ – ٣٦".

هذه الآيات الثلاث في التنصيص على الاستعاذة في كتاب الله جل وعلا وفي أثنائه تدل على مشروعيتها بهذه الصيغة بما فيها السميع العليم فالمستعيذ يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم على أن ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- يدل على عدم ذكر السميع العليم فهل الأولى أن يذكر الاسمان العظيمان من أسماء الله جل وعلا تبعًا لما جاء في كتاب الله جل وعلا إنه هو السميع العليم إنه سميع عليم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم أو لا تُذكر باعتبار أن الذي يوجه بالبدائة بها بالقراءة ما ذُكر أو ما ذكر السميع العليم مع أنه في حديث أو في الاستفتاح بعد أن ذكر دعاء الاستفتاح في قيام الليل قال أعوذ بالله.. فيه السميع العليم أو ما فيه؟

طالب: ...............

طيّب لكن {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} النحل: ٩٨  يذكر هذا {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} النحل: ٩٨  يعني امتثال الأمر عند قراءة القرآن امتثال الأمر في هذه الآية وليس فيها ذكر للسميع العليم فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم يعني امتثال الأمر يتم بقولك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فهل نقول إن عدم الذكر في هذا الموضع يقتضي الإحالة على مواضع أخرى فُصّلت وبينت أو نقول أنه يتم الامتثال بقولنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم والسميع العليم في موضعه أقرؤها في موضعها وامتثالنا لاستفتاح القرآن بالاستعاذة بهذه الصيغة من دون السميع العليم ما قال فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم هذا كله محتمِل والزيادة في مثل هذا لاسيما إذا كما جاءت في آيات أخرى ما.. يعني تكون لها أصل في الآيات المبسوطة ولا يعني عدم ذكرها في موضع ألا تشرع لأنها مذكورة في مواضع أخرى وعلى كل حال الامتثال يتم بقولك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لأن الأمر جاء به. سم.

"فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها وهو أن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى الموالاة والمصافاة ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل كما قال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ}  الأعراف: ٢٧  وقال تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} فاطر: ٦".

الشيطان الشيطان لا يُرى فكيف يُصانَع كيف يخاطَب كيف يتفاهم معه {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}  الأعراف: ٢٧  تصانع شخص لا تراه هذا كيف تخاطبه وكيف تتفاهم معه؟!

وقال تعالى..

طالب: ..............

إما أن يقال أن المراد بالشيطان الجنس أو الأصل الذي هو أبوهم كلهم إبليس إما أن يقال المراد بهم الجنس كل من يؤذي من الشياطين يدخل في هذا أو يقال أنه أراد الأصل وأبناؤه تبعه.

"وقال تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} فاطر: ٦  وقال تعالى {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)} الكهف: ٥٠  وقد أقسم للوالد آدم عليه السلام أنه له لمن الناصحين وكذب فكيف معاملته لنا وقد قال {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)} ص: ٨٢ – ٨٣".

طالب: ..............

وقد أقسم للوالد..  بعد القسم تكسر بعد القسم تكسر لأن القسم تأكيد يتطلب تأكيد.

إنه..

عندك مفتوحة؟ وقد أقسم للوالد..

عليه السلام أنه..

إنه.. تُكسر همزة إن بعد القسم لأنه تأكيد يتطلب تأكيدًا.

طالب: ..............

إيه لكن إنه بدل القسم بدل القسم فهي في محله.

وقال الله تعالى..

وإذا تأولت القول إذا تأولت القول وضح الكلام وقد أقسم للوالد آدم عليه السلام قائلاً له إنه.

"وقال الله تعالى {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)} النحل: ٩٨ - ١٠٠  قالت طائفة من القراء وغيرهم يتعوّذ بعد القراءة واعتمدوا على ظاهر سياق الآية ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة وممن ذهب إلى ذلك حمزة فيما نقله ابن قلولا عنه وأبو حاتم.."

إيش؟ حمزة..

"فيما نقله ابن قلولاً عنه.."

قلوقا.

قلوقا؟

إيه عندك عندك.

"ابن قلوقا عنه وأبو حاتم السجستاني حكى ذلك أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي".

جبارة أو جنادة؟

طالب: ..............

جبارة؟

فيه نون جنادة..

ما الطبعة التي معك؟ ارفع ارفع وأعرفه..

طالب: ..............

في طبعة الشيخ محمد رشيد رضا جنادة.. المغربي في..

طالب: ..............

إيه عندنا هذا.. على كل حال هذا رأي أهل الظاهر وهو اللائق بمذهبهم لأن الله جل وعلا يقول {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} النحل: ٩٨  بالماضي ومقتضى الفعل الماضي أن يكون قد فرغ منه أن يكون قد فرغ منه لكن الفعل الماضي يأتي ويراد به الفراغ منه كما هو الأصل إذا قلت ضرب زيدٌ عمرًا يعني انتهى ضربه وانتهى فرغ من ضربه ويأتي ويراد به الشروع في الفعل الشروع في الفعل يعني في قوله -عليه الصلاة والسلام- وإذا ركع فاركعوا في حديث الإمامة وإذا ركع فاركعوا هل المراد منه الفراغ إذا فرغ من الركوع؟

طالب: ..............

نعم، ليس المراد منه الفراغ ويأتي الفعل الماضي ويراد به إرادة الفعل إرادة الفعل إذا دخل أحدكم الخلاء إذا دخل أحدكم الخلاء جاء في رواية في الصحيح إذا أراد تفسيرًا لهذه الرواية ونص عليها البخاري ليس معناه أن الواحد إذا دخل وفرغ من الدخول قال بسم الله إنما إذا أراد وهنا {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} النحل: ٩٨  إذا أردت القراءة فتكون قبل القراءة وهذا مذهب جماهير أهل العلم.

طالب: ..............

ما الذي فيها؟

طالب: ..............

{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} المائدة: ٦  المراد إذا أردتم القيام قطعًا ما هو إذا أراد أن ينتصب بين يدي ربه توضأ نفس الشيء.

طالب: ..............

ما هو؟

طالب: ..............

المصلي؟

طالب: ..............

لا، عندك اللغة واسعة يعني قد تطلق الشيء باعتبار ما سيكون باعتبار ما سيكون وهذا موجود.

طالب: ..............

مريد الحج المقصود به مريد الحج.

طالب: ..............

ما فيه إشكال ما فيه إشكال.

"حكى ذلك أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة.. بن جِبارة الهذلي المغربي في كتابه الكامل وروي عن أبي هريرة أيضًا وهو غريب ونقله فخر الدين محمد بن عمر الرازي في تفسيره عن ابن سيرين في رواية عنه قال وهو قول إبراهيم النخعي وداود بن علي الأصبهاني الظاهري وحكى القرطبي عن أبي بكر بن العربي عن المجموعة عن مالك رحمه الله تعالى أن القارئ يتعوذ بعد الفاتحة واستغربه ابن العربي وحكى قولاً ثالثًا وهو الاستعاذة أولاً وآخرًا جمعًا بين الدليلين نقله فخر الدين الرازي والمشهور الذي عليه الجمهور أن الاستعاذة إنما تكون.."

فيه أحد معه طبعة الشعب؟

طالب: ..............

الشعب معك؟

طالب: ..............

ورني أشوف.. ارفع ارفع أشوفها.. هذه طبعة الشعب؟!

طالب: ..............

ما تصير الشعب! فيه طبعة اسمها طبعة الشعب مطبوعة عن النسخة الأزهرية التي هي أول نسخ تفسير ابن كثير عندنا يا أبو عبد الله هات الأول.

طالب: ..............

المجموعة كتاب من كتب المالكية الأصلية.

النسخة الأزهرية التي هي أقدم العرضات لتفسير ابن كثير صورها الشيخ أحمد شاكر واعتنى بها ورقمها يعني وجلدها تجليد طيب والحمد لله أنها في النهاية آلت إلينا.

طالب: ..............

لا.

طالب: ..............

إيه تختلف أخذوا الإضافات.

طالب: ..............

أين؟

طالب: ..............

كل الطبعات التي اعتمدت العرضات الأخيرة تجد طبعة الشعب ما فيها نقل عن قرطبي ولا رازي ولا زمخشري ولا فلان ولا علان لأنها أول عرضة للكتاب وهذا يعطيها ميزة من جهة ونقص من جهة أخرى باعتبار أنها أول تصنيف للكتاب لا شك أنها ميزة ومع ذلك تؤخذ هذه الزوائد التي ألحقت من الطبعات الأخرى هذا من طبعة الشعب ما فيها شيء من الكلام الذي تقدم.

"والمشهور الذي عليه الجمهور أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة لدفع الوسواس فيها".

هنا علق في.. طابع الشعب قال الكامل في كتابه الكامل هو كتاب الكامل في القراءات وقد توفي أبو القاسم سنة خمس وستين وأربعمائة كما في العبر للذهبي في الجزئ الثالث صحة ميتين وستين طبعة الشعب على أنها طبعة يعني مطبوعة لعموم الناس وتباع بسعر رخيص وعلى ورق رديء لكنها فيها جودة.

"ومعنى الآية عندهم {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} النحل: ٩٨  أي إذا أردت القراءة كقوله تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} المائدة: ٦  الآية أي إذا أردتم القيام والدليل على ذلك الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حدثنا.."

ما الذي منعه من الصرف؟ ما الذي منعه؟

ابن حنبلٍ ابن حنبلٍ.

مصروف.

"قال الإمام أحمد بن حنبلٍ رحمه الله تعالى حدثنا محمد بن الحسن حدثنا محمد بن الحسن بن أتش قال حدثنا جعفر بن سليمان عن علي.."

طالب: ..............

وأنا عندي ابن أنس لكن.. النسخة الجديدة يصير فيها مراجعة أتش شف قال وفي المسند أنس بنون وسين مهملة وهو تصحيف وأتش بالتاء المثناة فوق وشين معجمة كما في تبصير المنتبه تبصير المنتبه في تحرير المشتبه لابن حجر وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين الدمشقي هو مصحح.

"قال حدثنا جعفر بن سليمان عن علي بن علي بن الرفيع اليشكري".

لا.. عن جعفر بن سليمان عن علي بن علي الرفاعي كذا؟

طالب: ..............

لا، سيأتي وهو الرفاعي بعد ثلاثة أسطر هو نفسه أو غيره؟ هاه يا أبو عبد الله.

طالب: ..............

يعني عندك وهو الرفاعي؟

طالب: ..............

إيه خلاص أنت استعجلت شوي أنت.

"عن علي بن علي بن الرفاعي اليشكري عن أبي المتوكل التاجي".

الناجي الناجي.

الناجي؟

إيه الناجي معروف.

"عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل.."

الناجي نسبة إلى بني ناجية قبيلة والناجي الذي له تعليق على الترغيب والترهيب لا ينتسب إلى هذه القبيلة وإنما انتقل من مذهب الحنابلة إلى مذهب الشافعية فسموه ناجي لأن في عرف الناس يعني في الناس مترسخ بأذهانهم أن مذهب الحنابلة فيه شدة وهذا الكلام ليس بصحيح.

"عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر قال «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» ثم يقول «لا إله إلا الله» ثلاثا ثم يقول «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه» ثم يقول «الله أكبر» ثلاثًا ثم يقول «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه» وقد رواه أهل السنن الأربعة من رواية جعفر بن سليمان عن علي بن علي وهو الرفاعي وقال الترمذي هو أشهر شيء في هذا الباب وقد فَسر الهمز بالموتة وهي الخنق والنفخ بالكبر والنفث بالشعر.."

فَسَّر أو فُسَّر؟

فُسر.

على كل حال هو موجود في السنن أبي داود..

الترمذي؟

إيه بيجي.

"كما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث شعبة وعن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي".

العنزي أو الغزي عندي أنا.

"عن عاصم العَنَزي عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال.."

طالب: ..............

لا، لكن خنق موت.

"عن أبيه قال رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين دخل في الصلاة قال «الله أكبر كبيرًا» ثلاثًا «والحمد لله كثيرًا» ثلاثًا «وسبحان الله بكرة وأصيلاً» ثلاث «اللهم إني أعوذ بك من الشيطن من همزه ونفخه ونثفه» قال عمرو همزه الموتة ونفخه الكبر ونفثه الشعر وقال ابن ماجه حدثنا علي بن المنذر قال حدثنا ابن فضيل قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه» قال همزه الموتة ونفثه الشعر ونفخه الكِبر وقال الإمام أحمد حدثنا إسحاق بن يوسف قال حدثنا شُريك".

شَريك شَريك.

"قال حدثنا شَريك عن يعلى بن عطاء عن رجل حدثه أنه سمع أبا أمامة الباهلي يقول كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة كبّر ثلاثا ثم قال «لا إله إلا الله» ثلاث مرات «وسبحان الله وبحمهده» ثلاث مرات ثم قال: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه» وقال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان الكوفي قال حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن يزيد بن زياد عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال تلاحى رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فتمرغ فتمزع أنف أحدهما غضبًا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إني لأعلم شيئًا لو قاله لذهب عنه ما يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن يوسف بن عيسى المروزي عن الفضل بن موسى عن يزيد بن زياد عن أبي الجعد به وقد روى هذا الحديث.."

عن إيش؟

طالب: ..............

عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد لا، وعندنا بعد ابن أبي الجعدية غلط.

ما مر من أدعية الاستفتاح مع غيرها مما لم يذكر هذه في هذا في قيام الليل وما يتبعه من قول «من همزه ونفخه ونفثه» هو في قيام الليل لم يرد في الصلاة المكتوبة من أهل العلم من يقول ما يمنع مادام استفتح به النبي -عليه الصلاة والسلام- فيستفتح به لكن في بعض أدعية الاستفتاح في قيام الليل فيها طول لو دعا بها الإمام والناس خلفه لطال عليهم الأمر وهي مناسبة لقيام الليل الذي يشرع طوله.

طالب: ..............

هو الأصل في النفث النفاثات في العقد لكن هذا تفسير من الراوي وهو عند أهل العلم أعرف بما روى تفسير من الراوي من عمرو بن مرة الراوي.

طالب: ..............

الذي يعقد فيه الشعر فيه فيه ما فيه {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} الشعراء: ٢٢٤.

"وقد روى هذا الحديث أحمد بن حنبل عن سعيد عن زائدة وأبو داود عن يوسف بن موسى عن جرير بن عبد الحميد والترمذي والنسائي في اليوم والليلة عن بندار عن ابن مهدي عن الثوري والنسائي أيضًا من حديث زائدة بن قدامة ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال استبّ رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فغضب أحدهما غضبًا شديدًا حتى يخيّل إليّ أن أحدهما يتمزع أنفه من شدة غضبه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب» فقال ما هي يا رسول الله قال «يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم» قال فجعل معاذ يأمره فأبى وجعل يزداد وجعل يزداد غضبًا وهذا لفظ أبي داود قال الترمذي مرسل يعني أن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يلق معاذ بن جبل فإنه مات قبل سنة عشرين قلت وقد يكون عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله سمعه من أبي بن كعب كما تقدم وبلغه عن معاذ عن معاذ بن جبل فإن هذه القصة شهدها غير واحد من الصحابة رحمهم الله قال البخاري حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن عدي بن ثابت قال قال سليمان بن صُرَد رحمه الله تعالى استبَّ رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن عنده جلوس فأحدهما يسب صاحبه مُغضبًا قد احمرّ وجهه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال إني لست بمجنون وقد رواه أيضًا مع مسلم.."

هذا من آثار الغضب الذي حذر منه النبي -عليه الصلاة والسلام- وأمر من استوصاه بأن لا يغضب لأن الغضب أثره سيء وقد يترتب عليه رد الحق وقد يقول كلمة بسببه يخرج بها من الدين نسأل الله العافية قد يقول كلمة توبق دنياه وآخرته وسمعنا هذا الذي يقول أنا لست بمجنون والذي يرد الحق صراحة آخر ما جانا في هذا المسجد في شعبان شخص معه كأس ماء كوب وجاء ليسأل هو جلس بجنبي ويشرب بيده الشمال قلت له يدك اليمنى عسى ما فيها مرض أو علة أو عاهة قال والله ما فيها لا مرض ولا علة وإنما هو كبر وأنفة وشوفة نفس أعوذ بالله من حاله ثم قال لي ولست بنبي تريد أن تدعو علي وتنشل يدي يعني عارف النص هو نسأل الله العافية يقول لست بنبي تريد أن تدعي علي وأنشل لكن تبين لي فيما بعد أن عقله فيه شيء ما يمكن أن يقول هذا الكلام عاقل والله المستعان.

"وقد رواه أيضًا مع مسلم وأبي داود والنسائي من طرق متعددة عن الأعمش به وقد جاء في الاستعاذة أحاديث كثيرة يطول ذكرها هاهنا وموطنها كتاب الأذكار وفضائل الأعمال والله أعلم".

يعني كتب الأذكار المراد جنس الكتب إلا إذا كان للحافظ ابن كثير كتاب بهذا الاسم إن كان له كتاب بهذا الاسم ولا أعرفه لكن جنس كتب الأذكار تذكر هذا.

"وقد روي أن جبريل عليه السلام أول ما نزل بالقرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره بالاستعاذة كما قال الإمام أبو جعفر بن جرير حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشر بن عمارة قال حدثنا أبو روق عن الضحاك عن عبد الله بن عباس قال أول ما نزل جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- قال يا محمد استعذ قال أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قال قل بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} العلق: ١  قال عبد الله وهي أول سورة أنزلها الله أنزلها الله على محمد -صلى الله عليه وسلم- بلسان جبريل وهذا الأثر غريب وإنما ذكرناه ليعرف فإن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا والله أعلم.

مسألة:

وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست ليست بمتحتمة يأثم تاركها وحكى فخر الدين الرازي عن عطاء بن أبي رباح وجوبها في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة قال وقال ابن سيرين إذا تعوذ مرة واحدة في عمره لفقد كفى في إسقاط الوجوب واحتج فخر الدين الرازي لعطاء بظاهر الآية {فَاسْتَعِذْ} النحل: ٩٨  وهو أمر ظاهره الوجوب وبمواظبة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها لأنها تدرأ شر الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولأن الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب وقال بعضهم كانت واجبة على النبي -صلى الله عليه وسلم- دون أمته وحكي عن مالك أنه لا يتعوذ في المكتوبة ويتعوذ لقيام رمضان في أول ليلة منه".

الإمام مالك عنده بالنسبة لدعاء الاستفتاح والاستعاذة والبسملة وهذه ليست مشروعة وليست من الفاتحة فيشرع بالقراءة وعامة أهل العلم على استحباب دعاء الاستفتاح واستحباب الاستعاذة والبسملة على خلاف في البسملة هل هي من الفاتحة أو لا على ما سيأتي أو من كل سورة أو آية واحدة نزلت للفصل بين السور وهذا يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.

"مسألة: وقال الشافعي في الإملاء يجهر بالتعوذ وإن أسر فلا يضر وقال في الأم وقال في الأم بالتخيير لأنه أسر ابن عمر وجهر أبو هريرة واختلف قول الشافعي فيما عدا الركعة الأولى هل يستحب التعوذ فيها على قولين.."

على اعتبار أن قراءة الصلاة قراءة واحدة فيكفي تعوذ واحد أو قراءة كل ركعة قراءة مستقلة فيكرر التعوذ تبعا لتكرر القراءة.

"ورجّح عدم الاستحباب والله أعلم فإذا قال المستعيذ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك عند الشافعي وأبي حنيفة زاد بعضهم أعوذ بالله السميع العليم وقال آخرون بل يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم قاله الثوري والأوزاعي وحُكي عن بعضهم أنه يقول أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضحاك عن ابن عباس المذكور والأحاديث الصحيحة كما والأحاديث الصحيحة كما تقدم أولى بالاتباع من هذا والله أعلم".

يعني المنصوص فيها على ذكر السميع العليم.

أستغفر الله.. أستغفر الله...

سم.

"مسألة:

ثم الاستعاذة في الصلاة إنما هي للتلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمد وقال أبو يوسف بل للصلاة فعلى هذا يتعوذ المأموم وإن كان لا يقرأ ويتعوذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد والجمهور بعدها قبل القراءة ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له وهو لتلاوة كلام الله وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين المبين الباطن الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه ولا يقبل المصانعة ولا يدارى بالإحسان بخلاف العدو من نوع الإنسان كما دلّت على ذلك آيات من القرآن في ثلاث من المثاني وقال تعالى {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} الإسراء: ٦٥  وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدو البشري يوم بدر فمن قتله العدو الظاهري البشري كان شهيدًا ومن قتله العدو الباطني كان طريدًا ومن غلبه العدو الظاهر كان مأجورًا ومن قهره العدو الباطني كان مفتونًا أو موزورًا ولما كان الشيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالذي يراه ولا يراه الشيطان".

يعني بالله جل وعلا ومن قتله العدو قتله العدو الظاهر البشري كان شهيدا يعني في الجهاد ومن قتله الباطني كان طريدًا لأنه اتبعه وأطاعه ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجورًا هذا مثل ما تقدم في الجهاد إذا لم يُقتل وينال الشهادة فإنه يؤجر على قدر ما يناله من من من المصيبة ومن قهره العدو الباطني كان مفتونًا أو موزورًا ولا يمكن أن يقهره العدو أو يقتله العدو الباطني إلا إذا كان استرسل في طاعته وغفل عن ربه والوسائل التي تقيه منه.

"فصل

والاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر والعياذ يكون لدفع الشر واللياذ يكون لطلب جلب لطلب جلْب الخير كما قال المتنبي:

يا من ألوذ به فيما أؤمله
 

 

 

" ومن أعوذ به ممن أحاذره
 

لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره
 

 

ولا يهيضون عظمًا أنت جابره
 

ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله ولهذا أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسناد الجميل إليه".

بإسداء إسداء.

"ومداراته بإسداء الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى وأمر بالاستعاذة به من شيطان من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل لأنه شرير بالطبع".

ولا ينفع معه إهداء ولا شيء ولا ملاطفة كلام إنما له هدف وله غاية يسعى لتحقيقها {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)}  ص: ٨٢.

"ولا يؤثر فيه جميل لأنه شرير بالطبع ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه وهذا المعنى في ثلاث آيات من القرآن لا أعلم لهن رابعة قوله تعالى في الأعراف {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} الأعراف: ١٩٩ فهذا فيما يتعلق بمعاملة الأعداء من البشر ثم قال {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)} الأعراف: ٢٠٠ وقال تعالى في سورة قد أفلح المؤمنون {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} المؤمنون: ٩٦ - ٩٨  وقال تعالى في سورة حم السجدة {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} فصلت: ٣٤ - ٣٦ والشيطان في لغة العرب مشتق من شَطَن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار".

من شاط يعني إذا احترق إذا احترق الشيء يقال شاط وهو من شطن إذا بَعُد وهو البعيد الطريد المبعد عن رحمة الله جل وعلا اللعين أو من شاط إذا احترق لأنه مخلوق من نار.

"وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى ولكن.."

هما يجتمعان ولا يتضادان ما يمنع أن يكون الاشتقاق من أكثر من معنى إذا صح أخذ هذا المعنى من الأصل.

"ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب قال أمية بن أبي الصلت في ذكر ما أوتي سليمان -عليه الصلاة والسلام-:

أيما شاطن عصاه عكاه
 

 

 

" ثم يلقى في السجن والأغلال
 

فقال أيما شاطن ولم يقل أيما شائط وقال النابغة الذبياني وهو زياد بن عمرو بن معاوية بن.."

مفسرة عندكم عكاه هي في النسخ كلها لكن عليها تعليق؟ ما الذي يقول؟

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

شده بالحديد أوثقه يعني أوثقه بالحديد.

"وقال النابغة الذبياني وهو زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن غيض بن مرة بن سعد بن ذبيان:

نأت بسعاد عنك نوى شطون
 

 

 

" فباتت والفؤاد بها رهين
 

يقول بعدت بها طريق بعيدة وقيل سيبويه العرب تقول تشيطن.."

وقال وقال..

وقال؟

وقال سيبويه..

"وقال سيبويه: العرب تقول تشيطن فلان إذا فعل فعل الشياطين".

لكن علامة الترقيم النقطتان بعد القول جعلهما الشيخ الطابع محمد رشيد رضا بعد العرب والأصل أن تُجعل بعد سيبويه لأنه تحيل المعنى يقول سيبويه العرب ومقول القول يأتي بعد ذلك؟! ماذا سيبويه العرب؟! هو أصله أعجمي فكيف يكون سيبويه العرب؟! الأمر الثاني أن العرب بدء الكلام بدء مقول القول وعدم ملاحظة العلامات يوقع في أخطاء فادحة يقول المسألة نقطتين قدمتهن أو أخرتهن ما.. ما ينفع لا بد أن توضع النقطتان أو تترك اتركها لفطنة القارئ أو ضعها في مكانها شخص يحقق كتاب من كتب الحديث وفي حديث اقتناء الكلب «من اقتنى كلبًا» غير ما استثني «نقص من أجره» ثلاثة كلب الزرع وكلب الصيد وكلب الماشية «نقص من أجره كل يوم قيراط» وهذا في الصحيحين رواه البخاري ومسلم قال وفي رواية وضع نقطتين له قيراطان وفي رواية ثم وضع نقطتين له قيراطان ثم بعد ذلك علّق عليه قال كيف من أين أتت هذه الرواية؟ الرسول -عليه الصلاة والسلام- يحذر من اقتناء الكلب وتقول له قيراطان ومن أين أُتي من المعلِّق نفسه في رواية له يعني لمسلم أقرب مذكور قيراطان يعني نقص قيراطان بدال قيراط واحد فمثل هذه الأمور في نظر بعض الناس يسيرة نقطة أو واو مقلوبة أو واو منقوطة أو شيء يترتب عليها معنى.

"وقال سيبويه العرب تقول تشيطن فلان إذا فعل فعل الشياطين ولو كان من شاط لقالوا تشيّط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانًا قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} الأنعام: ١١٢  وفي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يا أبا ذر تعوّذ بالله من شياطين الإنس والجن» فقلت أوَللإنس شياطين؟ قال «نعم» وفي صحيح مسلم عن أبي ذر أيضًا قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود» فقلت يا رسول الله ما بال الكلب الأسود من الأحمر من الأصفر فقال «الكلب الأسود شيطان» وقال ابن وهب أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركب برذونا فجعل يتبختر به فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا فنزل عنه وقال ما حملتموني إلا على شيطان ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي إسناده صحيح".

والبِرذَون نوع من الخيل جاف كبير الحجم وجاف ويستعمل في الطرق الوعرة.

"والرجيم فعيل بمعنى مفعول أي إنه مرجوم مطرود عن الخير كله كما قال تعالى {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} الملك: ٥  وقال تعالى {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)} الصافات: ٦ - ١٠  وقال تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)} الحجر: ١٦ - ١٨  إلى غير ذلك من الآيات وقيل رجيم بمعنى راجم لأنه يرجم الناس بالوسواس والربائث والأول أشهر وأصح".

كونه مرجوم هذا جاءت به النصوص {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} الملك: ٥  فهو مرجوم وكونه راجم يرجم الإنسان بالوساوس يرميه بها ويلقيها عليه هذا من حيث المعنى المعنى لا يأباه لكن الأول أصح ويأتي فعيل بمعنى فاعل ويأتي فعيل أيضًا بمعنى مفعول.

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

اللهم صل وسلم على البشير النذير...