شرح العقيدة الطحاوية (71)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام الطحاوي -رحمه الله تعالى-: "وأن العشرة الذين سماهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبشرهم بالجنة، نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقوله الحق، وهم. أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وهو أمين هذه الأمة -رضي الله عنهم أجمعين-".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد،،

فمن معتقد أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون ولا يجزمون ولا يقطعون لأحد بجنة أو نار، إلا من شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ كالعشرة الذين هم الخلفاء الأربعة الذين مر ذكرهم، والستة الباقين

        سعيد وسعد وابن عوف وطلحة            وعامر فهر  والزبير الممدح

هؤلاء العشرة نشهد لهم بالجنة؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- شهد لهم، ونشهد أيضًا لمن شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- سواهم؛ كالحسن، والحسين، وثابت بن قيس، وعكاشة بن محصن، ومن جاء فيهم النص، ومن عدا ذلك لا نشهد ولا نجزم لأحد، وإنما نرجو للمحسن، ونخاف على المسيئ، فالمؤلف -رحمه الله- أجمل العشرة هنا، وإن كان ذكر الأربعة قد تقدم بنوع من التفصيل، ثم أردفهم بالبقية. نعم، الشهادة لأعيانهم لا نشهد إلا لمن شهد له النبي- عليه الصلاة والسلام-، لكن كونهم على الهدى، والله -جل وعلا- رضي عنهم ورضوا عنه، وأهل بيعة الرضوان شهد لهم النبي -عليه الصلاة والسلام- على الإجمال، «ولا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة»، واطلع على أهل بدر فقال: «اعملوا ما شئتم..» إلى آخره، هذه الأمور محفوظة في الصحابة، لكن الأعيان ما يُشهد إلا لمن شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام-.

القول عند أهل السنة أن من اتفقت ألسنة أهل الفضل على مدحه يُشهد له، واستدل بحديث: مُرَّ بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال: «وجبت»، ومُرَّ بأخرى فأثنوا عليها شرًا، فقال: «وجبت»، قالوا: وما وجبت؟ قال: «الأول أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، والثاني أثنيتم عليها شرًّا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه»، لكن هذا ليس على إطلاقه؛ لأن العدد الآن.. الأهواء دخلت، المسألة تغيرت، فتجد من تتوسم فيه الخير والفضل والصلاح قد يجمعون على ذمه، بينما أضعاف مضاعفة منهم يثنون عليه الخير، فالمسألة مضطربة ما هي بالشهادات التي كانت قبل دخول الأهواء، وقبل وجود الفرق واختلاف الناس، على كل حال هذا هو المرجح عند أهل السنة.

طالب:...

الثاني لا ينضبط، {وكُلًا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } [سورة النساء:95] الكلام في الآعيان، أما الكلام الإجمالي فالصحابة بإذن الله...

قال الشارح -رحمه الله-: "تقدم ذكر بعض فضائل الخلفاء الأربعة. ومن فضائل الستة الباقين من العشرة -رضي الله عنهم أجمعين-: ما رواه مسلم: عن عائشة -رضي الله عنها-: أرِق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فقال: ليت رجلًا صالحًا من أصحابي يحرسني الليلة، قالت: وسمعنا صوت السلاح، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من هذا؟ فقال سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله، جئت أحرسك، وفي لفظ آخر: وقع في نفسي خوف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم نام. وفي الصحيحين: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع لسعد بن أبي وقاص أبويه يوم أحد، فقال: ارم، فداك أبي وأمي. وفي صحيح مسلم، عن قيس بن أبي حازم، قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد قد شلت. وفيه أيضًا عن أبي عثمان النهدي، قال: لم يبق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تلك الأيام التي قاتل فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- غير طلحة وسعد. وفي الصحيحين، واللفظ لمسلم، عن جابر بن عبد الله قال: ندب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس يوم الخندق، فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، ثم ندبهم، فانتدب الزبير، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لكل نبي حواري، وحواريِّ الزبير»، وفيهما أيضًا عن الزبير -رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم؟» فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبويه، فقال: «فداك أبي وأمي». وفي صحيح مسلم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن لكل أمة أمينًا، وإن أميننا أيتها الأمة: أبو عبيدة بن الجراح». وفي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان قال: جاء أهل نجران إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا:.."

التفدية مفهومها: رفع شأن المُفدّى، وحقيقتها غير مرادة. وإلا فأبواه -عليه الصلاة والسلام- قد ماتا، والميت لا يصلح فداءً لأحد، لكن المقصود ما يُفهم من السياق وهو رفع الشأن، وأن الإنسان أعز ما عنده أمه وأبوه، فإذا جمعهما لشخص دل على أنه بلغ الغاية في التعظيم ورفع الشأن.

طالب:....

«إن أبي وأباك في النار» في صحيح مسلم، وأمه استأذن أن يستغفر لها فلم يأذن له.

طالب:...

ما شيء أعظم من هذا لم يُؤذن له أن يستغفر لها -عليه الصلاة والسلام-. 

"وفي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان، قال: جاء أهل نجران إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، ابعث إلينا رجلًا أمينًا، فقال: «لأبعثن إليكم رجلًا أمينًا حق أمين»، قال: فاستشرف لها الناس، قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح. وعن سعيد بن زيد- رضي الله عنه- قال: أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني سمعته يقول: «عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة"

هو ابن أبي وقاص.

"وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، ولو شئت لسميت العاشر»، قال: فقالوا: من هو؟ قال: «سعيد بن زيد»".

هو راوي الحديث.

"وقال: لمشهد رجل منهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغبرُّ منه وجهه، خير من عمل أحدكم، ولو عمّر عمر نوح. رواه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي وصححه. ورواه الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف".

وبهذا الحديث يندفع الإشكال الوارد على حديث أبي داود، للعامل في آخر الزمان أجر خمسين، قالوا: منا أو منهم يا رسول الله؟ قال: «منكم»، يستدل به ابن عبد البر وغيره على أنه قد يوجد من بعد الصحابة من يفضل بعض الصحابة، لكن هذا الكلام ليس بصحيح، يعني يفضله له أجر خمسين من جنس العمل الذي عمله، أما الصحبة، وشهود المواقع معه -عليه الصلاة والسلام- الجواب هنا، يقول: لمشهد رجل منهم –يعني من الصحابة- مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغبر منه وجهه، خير من عمل أحدكم ولو عمّر عمر نوح، شرف الصحبة لا يناله أحد بعدهم، هذا أمر مفروغ منه ومنتهٍ. هذا في جهة وفي كفة، وضع الأعمال الأخرى في كفة أخرى، قد يتصدق الإنسان بصدقة قد تكون أفضل من صدقة خمسين من الصحابة في وقت أو في ظرف يختلف عن هذا الظرف الذي تصدق فيه، { فَلا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ (11) ومَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [سورة البلد: 11-14]، تعلمون أن الإمام الشافعي يقول: هذه أرجى آية في كتاب الله، من يخطر على باله أن هذه الآية أرجى آية في كتاب الله، كيف صارت أرجى آية؟ { فَلا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ } العقبة الكؤد التي قلّ من ينجو منها، بأي شيء؟ { فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إطْعَامٌ } فضل الله واسع، هذه الأهوال وهذه العظائم التي تأتي في اليوم الآخر تجاوزها بشيء يسير مع رحمة أرحم الراحمين.

طالب:...

تمني هذا رجاء، الرجاء موجود يرجى للمحسن ويخاف على المسيئ.

"وعن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة». رواه الإمام أحمد في مسنده. ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة، وقدم فيه عثمان على علي -رضي الله عنهما-".

وهذه الرواية هي الموافِقة للحديث السابق حديث سعيد بن زيد في تقديم عثمان.

"وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. رواه مسلم والترمذي وغيرهما. وروي من طرق".

طالب:...

جبل.

طالب:...

لا للتعبد.

طالب:...

أما الاعتبار والاتعاظ أو مجرد معرفة موقع تاريخي لا ارتباط له بالعبادة، ولا تعلق للقلب به، يعني مثل ما تطلع النزهة من غير تعلق للقلب بالمكان.

طالب:...

المحفوظ «اثبت أحد» ما قال شيئًا؟

طالب:...

يمنع.

طالب:...

شهد له الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولذلك جاء في الحديث السابق (كُتب له الشهادة) عمر، وإلا فالقتل غيلة في مثل هذا حكم بالشهادة له لولا شهادة النبي -عليه الصلاة والسلام-.

طالب:...

شهداء، هذا الأصل، القتيل في مواجهة الكفار هذا الأصل أنه شهيد معركة هذا في أحكام الدنيا... الآخرة النيات يتولاها الله -جل وعلا-.

"وقد اتفق أهل السنة على تعظيم هؤلاء العشرة وتقديمهم؛ لما اشتهر من فضائلهم ومناقبهم. ومن أجهل ممن يكره التكلم بلفظ العشرة، أو فعل شيء يكون عشرًا!! لكونهم يبغضون خيار الصحابة، وهم العشرة المشهود لهم بالجنة، وهم يستثنون منهم عليًّا -رضي الله عنه-! فمن العجب: أنهم يوالون لفظ التسعة! وهم يبغضون التسعة من العشرة! ويبغضون سائر المهاجرين والأنصار من السابقين الأولين الذين بايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت الشجرة، وكانوا ألفًا وأربعمائة، وقد رضي الله عنهم. كما قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } [سورة الفتح:18]. وثبت في صحيح مسلم وغيره، عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة». وفي صحيح مسلم أيضًا عن جابر: أن غلام حاطب بن أبي بلتعة قال: يا رسول الله: ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «كذبت، لا يدخلها، فإنه شهد بدرًا والحديبية»".

 يعني لما حصل منه من مخاطبة الكفار وإعلامهم بما عزم عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزوهم، مما في ظاهره نوع موالاته أو مودة، أو عطف عليهم، لكن أهل بدر مستثنون، «ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم» ومنهم حاطب، ولذا جاء افتتاح سورة الممتحنة بـ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } وهو المقصود، هو سبب نزولها.

طالب:...

لا، هو دخل ضمن من بايع تحت الشجرة، على كل حال هو بايع تحت الشجرة، وهو بصدد أن يُنتقد بسبب ما حصل منه، فأراد النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يرفع ما يتبادر إلى القلوب. 

"والرافضة يتبرؤون من جمهور هؤلاء، بل يبرؤون من سائر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا من نفر قليل، نحو بضعة عشر رجلًا!! ومعلوم أنه لو فرض في العالم عشرة من أكفر الناس، لم يجب هجر هذا الاسم لذلك، كما أنه سبحانه لما قال: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} [سورة النمل:48] - لم يجب هجر اسم التسعة مطلقًا".

ولا كراهتها، لم يجب هجره ولا كراهته، هذا رقم ما له علاقة. 

"بل اسم العشرة قد مدح الله مسماه في مواضع من القرآن: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ } [سورة البقرة:196]. { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ } [سورة الأعراف:142]. { وَالْفَجْرِ (1) ولَيَالٍ عَشْرٍ } [سورة الفجر: 1، 2]. وكان -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وقال في ليلة القدر: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان»".

يعتكف العشر الأواخر، وهي أحيانًا تكون عشرًا وأحيانًا تكون تسعًا، فهي دائرة بين الرقمين المكروهين عندهم، المذمومين عند أولئك، لكن من سفههم، هذا لا شك أنه سفه، وإلا فالأرقام ما لها علاقة، أمور معنوية لا حقائق لها.

"وقال في ليلة القدر: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان». وقال: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر». يعني عشر ذي الحجة.

والرافضة توالي بدل العشرة المبشرين بالجنة، الاثني عشر إمامًا، وهم علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-، ويدّعون أنه وصي النبي -صلى الله عليه وسلم-، دعوة مجردة عن الدليل، ثم الحسن -رضي الله عنه-، ثم الحسين -رضي الله عنه-، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي الباقر".

بعض علماء السنة الذين عاشوا في بيئات شيعية وتأثروا بها يثبتون الوصية لعلي، الشوكاني، والصنعاني يثبتونها، لكن الفرق بينهما وبين بقية الشيعة أن أولئك يقولون: أبو بكر اغتصب الخلافة من علي، وعمر كذلك. وأمثال هؤلاء الذين هم أقرب إلى أهل السنة يقولون: تنازل علي عن الخلافة لهما، هذا الفرق بين رأيهم ورأي أولئك، مشكلة لو قلنا إن الشوكاني يثبت الوصية، والصنعاني يثبت الوصية لعلي، ماذا؟ لابد أن يقدح في أبي بكر الذي غصب، لكن هم لا يقدحون، فهم يرون أن عليًّا تنازل عن الخلافة عنهم، وقولهم مرجوح بلا شك، ولا دليل لهم.

طالب:...

على كل حال ما فيه اغتصاب، إنه بايع بطوعه واختياره.

طالب:...

على كل حال ما حصل بين الصحابة لا شك أنهم اتفقوا وأجمعوا على إمامة أبي بكر وعمر، ما بينهم خلاف، مع ما بين علي وعائشة -رضي الله عنهما- مما فيه شيء في نفس عائشة على علي -رضي الله عنه-، لما قُتل عثمان -رضي الله عنه- ماذا قالت عائشة وفي المسجد؟ بايعوا عليًّا، بايعوه وإن كان يصعب عليها أن تنطق باسمه؛ لما عُرف من موقفه -رضي الله عنه- في مسألة قصة الإفك، النساء غيرها كثير. الله المستعان. 

"ثم محمد بن علي الباقر ثم جعفر بن محمد الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسى الرضى، ثم محمد بن علي الجواد، ثم علي بن محمد الهادي، ثم الحسن بن علي العسكري، ثم محمد بن الحسن، ويتغالون في محبتهم".

محمد بن الحسن السابق ذكره العسكري، المنتظر. الثاني عشر المنتظر دخل في السرداب من سنة مائتين وستين إلى يومنا هذا وهو حي ينتظر الإذن يخرج على زعمهم، ويسرجون له فرسًا في كل صباح وينتظرونه، الله المستعان. موكب عند باب السرداب، ينتظرون خروجه من سنة مائتين وستين إلى يومنا هذا، أعوذ بالله من الضلال.    

"ويتغالون في محبتهم، ويتجاوزون الحد".

 وصل الحد إلى أن عبدوهم من دون الله، ودعوهم في الشدائد، وطلبوا منهم تفريج الكربات، ويا فلان، يا فلان يا حسين، يا علي، يا أبا عبد الله جئنا بيتك، وقصدنا حرمك، نرجو مغفرتك، ما بقي شيء، ومع ذلك يغتر بهم من يغتر من سذج أهل السنة وغيرهم، ما بيننا وبينهم خلاف إلا شيء يسير خمسة بالمائة، ولا خمسة وتسعين، أكثر من خمسة وتسعين بالمائة، صار أصل الدين التوحيد مختلفين فيه، فما بقي؟ وناظر صلاتهم تختلف عن صلاتنا، وزكاتهم تختلف كل شغلهم يختلف عنا اختلافًا جذريًّا، فدينهم غير ديننا، نعم. 

"ولم يأتِ ذكر الأئمة الاثني عشر إلا على صفة ترد قولهم وتبطله، وهو ما خرجاه في الصحيحين، عن جابر بن سمرة، قال: دخلت مع أبي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسمعته يقول: «لا يزال أمر الناس ماضيًا ما وليهم اثنا عشر رجلًا»، ثم تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بكلمة خفيت عني، فسألت أبي: ماذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: كلهم من قريش. وفي لفظ: «لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة» وفي لفظ: «لا يزال هذا الأمر عزيزًا إلى اثني عشر خليفة». وكان الأمر كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-. والاثنا عشر: الخلفاء الراشدون الأربعة، ومعاوية، وابنه يزيد، وعبد الملك بن مروان، وأولاده الأربعة، وبينهم عمر بن عبد العزيز، ثم أخذ الأمر في الإنحلال".

لا يلزم أن يكون هؤلاء الاثنى عشر باستثناء الأربعة ومعاوية أن يكونوا أفضل ممن جاء بعدهم مطلقًا، لكن الظرف والوقت الذي هم فيه الإسلام أعز، الإسلام في الجملة أعز، ولا يعني أن واحدًا من هؤلاء الاثني عشر إذا استثنينا  الخمسة الصحابة إذا اسثنينا الخمسة في الجملة الإسلام عزيز، أعز منه في العصور والدهور التي جاءت بعدهم، وإن كان من الخلفاء ممن جاء بعدهم يكون أفضل ممن وجد منهم؛ لأنه وجد في بني أمية بعضهم فيه خلل كبير، لاسيما مثلًا يزيد بن معاوية، ومثل بعض من جاء من بني مروان حصل منهم خلل وفيهم ضعف في الديانة، لكن المسألة كلام عن حُقبة عن ظرف المدة الزمنية الإسلام فيها عزيز، وليست هذه شهادة لهؤلاء أنهم بأفرادهم وأعيانهم أفضل ممن أتوا بعدهم إذا استثنينا الصحابة، تجدر الإشارة بأن الشوكاني في قتال أهل البغي من نيل الأوطار تكلم عما حصل من معاوية والخروج على علي- رضي الله عن الجميع-، والطبعات كلها من طبعة بولاق إلى آخر طبعة فيها: فلما جاء معاوية وولده يزيد لعنهما الله، لكن هذا الكلام ليس من كلام الشوكاني، بل هو مُقحم، وطبعة ابن الجوزي التي حققها الحلاق صوّر بخط الشوكاني هذا المقطع، ما فيه لعن، جزاه الله خيرًا، وصور من نسخة أخرى هي من أوثق النسخ بعد خط الشوكاني لأشهر طلاب الشوكاني بخطه وليس فيه لعن، فهو مُقحم، وليس من كلام الشوكاني.

طالب:...

رأس الستين وإمارة الصبيان.

طالب:...

هذا كلام إجمالي، لا تعني أفراد من ملك، لكن هذه الحقبة التي حكمها هؤلاء الاثنى عشر الإسلام عزيز، بدأ يضعف الإسلام وإن جاء في ثنايا تاريخ الأمة من الحكام والولاة والملوك من هو صالح في نفسه، وساعٍ في الإصلاح، لكن الأمر فوق طاقته، لا يعني أنه يستطيع أن يعيد الأمة إلى مجدها السابق، ولو استطاع أن يعيد في جهة أو في بلد أو في قطر أو في إقليم فإنه لا يستطيع أن يعيد مجد الإسلام كما كان في جميع الأرض في تلك الحقبة.

طالب:...

باعتبار أنه مكمل للراشدين، مكمل الثلاثين.

"وعند الرافضة أن أمر الأمة لم يزل في أيام هؤلاء فاسدًا منغصًا، يتولى عليهم الظالمون المعتدون".

بدءًا من أبي بكر، تولى عليهم الظالمون المعتدون، بل المنافقون الكافرون، ويقصدون بذلك أبا بكر وعمر. 

"يتولى عليهم الظالمون المعتدون، بل المنافقون الكافرون، وأهل الحق أذل من اليهود!! وقولهم ظاهر البطلان، بل لم يزل الإسلام عزيزًا في ازدياد في أيام هؤلاء الاثني عشر.

قوله: ومَن أحسنَ القول في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياته المقدسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق.

تقدم بعض ما ورد في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-.
وفي صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيبًا، بماء يُدعى خُمًّا، بين مكة والمدينة، فقال: «أما بعد، أيها الناس، فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي، فأجيب ربي، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، فحث على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي»، ثلاثًا .

وخرج البخاري عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، قال: ارقبوا محمدًا في أهل بيته".

يعني جاء في حديث آخر: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي»، نعم ففي حديث الغدير غدير خم الوصية بأهل بيته، ولا شك أن لهم حقًّا على الأمة، والتمسك إنما هو بالكتاب والسنة على الحديث الآخر.

طالب: ما حقهم؟

حقهم باعتبار أنهم ينتمون إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد عرض أفعالهم على ما أُمرنا بالتمسك به من الكتاب والسنة.  

"وإنما قال الشيخ -رحمه الله-: فقد برئ من النفاق؛ لأن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق، قصده إبطال دين الإسلام، والقدح في الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما ذكر ذلك العلماء. فإن عبد الله بن سبأ لما أظهر الإسلام، أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره وخبثه، كما فعل بولص بدين النصرانية، فأظهر التنسك، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى سعى في فتنة عثمان وقتله، ثم لما قدم علي الكوفة أظهر الغلو في علي والنصر له؛ ليتمكن بذلك من أغراضه، وبلغ ذلك عليًّا، فطلب قتله، فهرب منه إلى قرقيسيا. وخبره معروف في التاريخ. وتقدم أنه مَن فضَّلَه على أبي بكر وعمر جلده جلد المفتري".

علي -رضي الله عنه- يجلد مَن يفضِّلُه على أبي بكر وعمر حد الفرية ثمانين جلدة.   

"وبقيت في نفوس المبطلين خمائر بدعة الخوارج، من الحرورية والشيعة، ولهذا كان الرفض باب الزندقة، كما حكاه القاضي أبو بكر بن الطيب عن الباطنية".

هذا قبل استتباب الأمر والبيعة للخليفة، وعلى كل حال: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} [سورة البقرة:134]، والصحابة متوافرون، وعلى كل حال مسألة الخروج على الأئمة بعد استتباب الأمر لهم أمرهم معروف، فإذا بويع الخليفة فلا يجوز الخروج عليه بحال إلا بمبرر شرعي، وهو إما أن يترك الصلاة؛ لأنه قال: لا، ما صلوا، أو يُرى الكفر البواح، ومع ذلك الأمر مربوط بالقدرة، فلا يجوز تعريض دماء المسلمين للإهدار، ولا أموالهم، ولا أعراضهم، فإذا وُجدت القدرة وأُمنت المفسدة الراجحة فالغاية معروفة، لا، مادام الخليفة يصلي، مالك الكلام، ولو ظلمك، ولو أخذ مالك، وجلد ظهرك. وكذلك ما لم يرتكب مكفرًا لا إشكال فيه، فيه من الله برهان ودليل واضح لا يقبل النقاش.  

"ولهذا كان الرفض باب الزندقة، كما حكاه القاضي أبو بكر بن الطيب عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام، قال: فقالوا للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلمًا أن تجعل التشيع عنده دينك وشعارك، واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين، والتبري من تيم وعدي، وبني أمية وبني العباس".

تيم وعدي، تيم من أجل أبي بكر، وعدي من أجل عمر -رضي الله عنهم-.

"وأن عليًّا يعلم الغيب"!

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

بعد بني العباس، القول بالراجح عندك.

"وأن عليًّا يعلم الغيب! يُفوَّض إليه خلق العالم !! وما أشبه ذلك من أعاجيب الشيعة وجهلهم، إلى أن قال: فإذا أنست من بعض الشيعة عند الدعوة إجابة ورشدًا، أوقفته على مثالب علي وولده، -رضي الله عنهم-".

بيتبرؤوا حتى من علي وولده؛ لأن الهدف والقصد الأصلي هو هدم الإسلام، لكن حب آل البيت والتشيع لآل البيت إنما هو ذريعة يتوصلون بها إلى ما يريدون، وإلا وصل الأمر بهم إلى ما هو أعظم من مسألة علي والحسين، المسألة وصلت للذات الإلهية.

طالب:...

نعم، يذكرونهم لأنهم ما سلموا الأمر لسلالة علي -رضي الله عنه-، ولذلك لما قيل إن.. الصنعاني والشوكاني وصدِّيق بعض العلماء يرون وجوب الصلاة على الآل، يعني إذا قلت- صلى الله عليه وسلم- يجب عليك أن تقول وآله، احتج عليهم بأن السلف قاطبة في صدر الإسلام ما فيهم من قال هذه الصيغة، كلهم يقولون -صلى الله عليه وسلم-، قالوا: إن هذا مداراة للولاة، حذفوا الآل مداراة للولاة، ورد عليهم أن الولاة من الآل الذين هم بنو العباس في عصر صدر الإسلام وتأليف الكتب كتب الستة وغيرها في عصر.. قال: وهذا من باب اقتلوني وفلانًا واقتلوا فلانًا معي يعني كلنا ولو كانوا من آل البيت، يعني أن آل البيت بني العباس أمروا بحذف الآل كما أمروا بنوا أمية بحذفها من باب اقتلوني ومالكًا واقتلوا مالكًا معي، خلاص ما دام المسألة فيها منازعة سياسية وعلى ملك من قبل أولاد علي يُحذف الآل لأجلهم، هذا كلام؟ هذا يظن بأئمة الإسلام؟

"انتهى.

ولا شك أنه يتطرق من سب الصحابة إلى سب أهل البيت، ثم إلى سب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إذ أهل بيته وأصحابه مثل هؤلاء الفاعلين الصانعين.

قوله: وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين - أهلِ الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر - لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل".

لما يترتب من الكلام فيهم من تقليل شأنهم عند عموم الناس، فتضيع القدوات والاقتداء العملي بهؤلاء العلماء فيضيع الناس، وما استطاع المغرضون إلى الوصول إلى أغراضهم حتى سحبوا البساط -كما يقولون- من أهل العلم، إذا سحب البساط من أهل العلم فأين يذهب العوام؟ يستفتون رؤوسًا جهالًا كما هو حاصل الآن فيضلون ويضلون.

"قال تعالى: { ومَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصِيرًا } [سورة  النساء: 115 ]".

هذه الآية التي استدل بها الإمام الشافعي على حجية الإجماع، وكتب الأصول كلها تذكر هذه الآية، وأن الشافعي استدل بها على حجية الإجماع، وإذا بحثت في الرسالة ما وجدت ما يدل على ذلك في جميع نسخها، ثم وجدت ذلك في أحكام القرآن للإمام الشافعي من جمع الإمام البيهقي، وأن أعرابيًّا جاء إلى الشافعي فقال له: ما دليلك على حجية العموم، يعني قول جميع العلماء؟ فقال: أنظرني ثلاثًا، فصار الإمام الشافعي يتصفح القرآن ويراجعه في كل ليلة يختم مرتين، يختم القرآن مرتين، فوقف عليه في آخر عرضة، وقف على هذه الآية، فلما جاء السائل ذكر له هذه الآية قال: انتهينا.

طالب:...

الله أعلم، ما أدري، لكن هذا الواقع، هذه القصة التي أثبتها البيهقي في أحكام القرآن للإمام الشافعي بالنقل بالسند يعني ما بينهم إلا اثنان.

"فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين، كما نطق به القرآن".

أحيانًا يقف الإنسان ويتدبر ويستنبط أشياء وتتقرر في ذهنه ثم يضيع الرد عليه، إذا ما دونه أحيانًا يستنبط الإنسان من الآية شيئًا لم يُسبق إليه، ولم يسبق نظره إليه ثم بعد ذلك يثبت هذا الحكم، ثم يطلب الدليل إذا لم يقيده يذهب. ولعل هذا منه.

"خصوصًا الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم، يُهدى بهم في ظلمات البر والبحر. وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، إذ كل أمة قبل مبعث محمد -صلى الله عليه وسلم- علماؤها شرارها، إلا المسلمين، فإن علماءهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول من أمته، والمحيون لما مات من سنته، بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، وكلهم متفقون اتفاقًا يقينا على وجوب اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه: فلابد له في تركه من عذر.

وجماع الأعذار ثلاثة أصناف".

ذُكرت مفصّلة في كتاب شيخ الإسلام رفع الملام عن الأئمة الأعلام.

طالب:...

هذا الغالب، هذه صفتهم علماء الأمم من اليهود والنصارى وغيرهم يتكسبون بالدين، ويضلون الناس ويحرفون من أجل الدنيا، العامة ما جاء منهم تحريف، تحريف الكتب إنما جاء ممن ينتسب إلى العلم.   

"وجماع الأعذار ثلاثة أصناف:

أحدها: عدم اعتقاده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله".

يعني ما ثبت عنده، في دليل في المسألة لكن الذي لا يقول بهذا الحكم ما ثبت عنده هذا الدليل.

"والثاني: عدم اعتقاده أنه أراد تلك المسألة بذلك القول".

 نعم يختلفون في الاستنباط، وفي فهم النص، والعبرة بأهل العلم، كل من يتطاول على النصوص ويقول هذا فهمي وهذا فهمك، لا، العبرة بفهم أهل العلم الذين يقتدون بفهم الصحابة والتابعين الذي عاصروا النبي -عليه الصلاة والسلام- وعاشروه، وعاصروا التنزيل، وأدركوا من خفايا النصوص ما لا يدركه بعضهم، ورب مبلغ أوعى من سامع، لكن هذا هو الأقل.

"والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ".

 إذا اختلف العلماء في مسألة هذا يقول بجوازها، وهذا يقول بمنعها، فلعل هذا اعتمد على دليل، والثاني يرى أنه منسوخ.

"فلهم الفضل علينا والمنة بالسبق، وتبليغ ما أرسل به الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلينا، وإيضاح ما كان منه يخفى علينا، فرضي الله عنهم وأرضاهم. { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [سورة الحشر: 10]".

طويل هذا وله ارتباط بما بعده، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد.