شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (69)

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ألفية الحافظ العراقي (69)

تابع: باب تاريخ الرواة والوفيات - معرفة الثقات والضعفاء

الشيخ: عبد الكريم الخضير

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الدرس الماضي أحضرنا كتابًا اسمه: التوفيقات الإلهامية في التقويم الهجري من سنة واحد إلى ألف وخمسمائة، من أجل ضبط تاريخ الوفاة النبوية؛ لأن جمهور مَن كتب في المغازي والسير قالوا: إنه توفي -عليه الصلاة والسلام- يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وقلنا: إن السُّهيلي استشكل كونه يوم الاثنين والثاني عشر؛ لأنه لا يمكن أن يكون يوم الاثنين من ربيع الأول تاريخ اثنا عشر، لا يمكن، وذلك بناءً على أن الوقفة في حجته -عليه الصلاة والسلام- كانت يوم الجمعة، وعلى هذا فيكون الأول هو الخميس من ذي الحجة، وعلى تقدير تمام الأشهر الثلاثة لا يمكن أن يكون الاثنين هو الثاني عشر، وعلى تقدير نقصها لا يمكن أن يكون الاثنين هو الثاني عشر، وعلى تقدير نقص بعضها وتمام بعضها لا يمكن الاثنين أن يكون الثاني عشر.

صاحب التوفيقات أراد أن يُجري الشهور والتواريخ على أن يكون الاثنين هو الثاني عشر، فجعل الأول من ذي الحجة يوم الجمعة، وعلى هذا تكون الوقفة يوم السبت، وهذا خلاف الصحيح الثابت في حجته -عليه الصلاة والسلام-، بعضهم قال: يمكن أن تكون رؤية أهل المدينة غير رؤية أهل مكة، فيكون الأول هو يوم الجمعة بالمدينة والخميس هو الأول في مكة، كل هذه من أجل أن يمشي كلام الجمهور، وأنه توفي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول في يوم الاثنين، كما جاء في ذلك الأحاديث الصحيحة، لكن الثاني عشر ما فيه ما يدل عليه إلا أنه قول الجمهور.

صاحب الكتاب جعل ربيع الأول يدخل في يوم الأربعاء، طيب، إذا دخل ربيع الأول يوم الأربعاء متى يكون الاثنين؟ عندك الخميس تسعة، الجمعة عشرة، السبت إحدى عشر، ماذا؟

طالب:........

متى؟

طالب:........

يوم الأحد اثنا عشر، يصير الاثنين ثلاثة عشر، حتى على مقتضى ما عدله ووضبه من أجل أن يمشي كلام الجمهور، قال هنا: ربيع الأول الأربعاء، وقال: في اثنا عشر منه توفي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وعمره إلى آخره، نعم الخميس الجمعة السبت الأحد هو الثاني عشر، يعني ما يمشي ولا على كلامه، لو جعل الخميس الأول من ذي الحجة، وكمّل الأشهر الثلاثة كما هو الحاصل عنده لظهر الاثنين عشرة يصير عشرة ما يصير...، وعلى ما استشكله أهل العلم مشكل بلا شك، يعني حاول بعضهم أن يقول: إن هلال ذي الحجة الأول هو الخميس بالنسبة لرؤية أهل مكة، والجمعة لرؤية أهل مكة، والوفاة جاءت على رؤية أهل المدينة، هذا متصور لكن فيه بُعد؛ لأنه الأسبوع الماضي الدرس الماضي قلنا: الأربعاء من أجل أن يكون الاثنين اثنا عشر فلما تأملته ما يكون اثنا عشر، يكون اثنا عشر الأحد، وعلى كل حال حسب الإنسان أن يقف عندما يوقفه الشرع على شيء، وأن الأمر المعتبر في دخول الأشهر وخروجها هو الرؤية فقط، هذا الكتاب مبني على حساب، وإذا نظرت إليه مع التقاويم كلها وجدته مطابقًا؛ لأن كلها مردها واحد وهو الحساب، يعني ماشي على التقاويم إلى ألف وخمسمائة، من سنة واحد من الهجرة إلى سنة ألف وخمسمائة، يعني باقي فيه واحد وسبعين سنة، باقي في الكتاب، وهو مطبوع له مائة وعشرين سنة تقريبًا، فهم يكادون يتفقون على الحساب، وأن الهلال يولد في الشهر كذا كذا، وفي شهر كذا يوم كذا، لكن مع ذلك عبادتنا وديانتنا مأمورون بها في اقتفاء الرؤية وجودًا وعدمًا، حتى لو قال أهل الفلك كلهم أن الهلال خلق أو لم يخلق لن نعبأ بقولهم؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته)) أحضرنا هذا الكتاب من باب الاستئناس؛ لأن هذا الكلام مضى عليه كم؟ مضى عليه ألف وأربعمائة وحدود عشرين سنة أو تسع عشرة سنة، لا بد أن نرجع فيه إلى شيء ولو من باب الاستئناس لا من باب العمل، وهذه المسألة لا يترتب عليها عمل، نحن نجزم بأن الوقفة يوم الجمعة، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- توفي يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، لكن اليوم مختلف فيه، الأكثر ممن يخالف الجمهور على أنه في اليوم الثاني من الشهر، لا الثاني عشر، ثاني شهر، ثاني شهر ربيع الأول، كأنه مكتوب هكذا، فتصحفت شهر إلى عشر، يعني أومأ إلى هذا بعضهم، نعم.

طالب: الجمهور.

أين؟ إي نعم تتابعوا على هذا، قالوا: الثاني عشر، بناءً أنه ولد -عليه الصلاة والسلام- في الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، فجعلوا هذا قرينة قوية لئن تكون وفاته في يوم ولادته، أما كونه ولد في يوم الاثنين، هذا يوم ولدت فيه وإلى آخره هذا ما فيه إشكال.

طالب: ما يصير الاثنين ثاني ربيع الأول.

هذا مرجح عند كثير منهم، أنت لا تُقَدّر على هذا، قدر تمام بعض الأشهر ونقصها، ممكن.

سم.

أحسن الله إليك.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:

في باب تاريخ الرواة والوفيات

وقُبض الثوري عام إحدى
وبعد في تسع تلي سبعينا
ومائة أبو حنيفة قضى
لأربع ثم قضى مأمونا
ثم البخاري ليلة الفطر لدى
ومسلم سنة إحدى في رجب
ثم لخمس بعد سبعين أبو
سنة تسع بعدها وذو نسا
ثم لخمس وثمانين تفي
خامس قرن عام خمسة فني
ففي الثلاثين: أبو نعيمِ
من بعد خمسين وبعد خمسةِ

 

من بعد ستين وقرن عُدا
وفاة مالك وفي الخمسينا
والشافعي بعد قرنين مضى
أحمد في إحدى وأربعينا
ست وخمسين بخرتَنك ردى
من بعد قرنين وستين ذهب
داود ثم الترمذي يعقبُ
رابع قرن لثلاث رُفسا
الدارقطني ثُمت الحاكم في
وبعده بأربع عبد الغني
ولثمان بيهقي القومِ
خطيبهم والنمري في سنة
ِ

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فلما أنهى الناظم -رحمه الله تعالى- الوفيات، النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثم الخلفاء، ثم بقية العشرة، ثم الصحابة، ثم المعمرين منهم، ذكر الأئمة المتبوعين من أصحاب المذاهب التي لم يبقَ منها إلا الأربعة، وكانوا أكثر من ذلك، فالثوري متبوع إلى رأس الخمسمائة وبعدها، والأوزاعي كذلك، والطبري له مذهب، وله أتباع، وداود له مذهب، وله أتباع، لكن الذي بقي من هذه المذاهب هي الأربعة إلى يومنا هذا.

بدأ بالثوري؛ لأنه إمام من أئمة المسلمين متبوع له أتباع إلى رأس الخمسمائة وهو أولهم.

وقبض الثوري عام إحدى

 

..................................

لكن قبله أبو حنيفة سنة مائة وخمسين، لماذا بدأ به؟ بدأ بالثوري لعله مثل ما مضى في تقديم بعض العشرة على بعض، وبقية الستة وتقديم بعضهم على بعض، هكذا اتفق له النظم؛ لأن الثوري مات سنة إحدى وستين، وأبو حنيفة سنة مائة وخمسين، وإمام ومتبوع وتبعه أكثر بكثير، ومذهبه باقٍ، بل لو قيل: إنه أكثر الأئمة تبعًا لما بعد، حتى صار يطلق عليه الإمام الأعظم، أبو حنيفة، وأما بالنسبة للثوري فقد انقرض مذهبه، وتلاشى أتباعه.

وقبض الثوري عام إحدى

 

من بعد ستين وقرن عُدا

مائة وواحد وستين.

وبعد في تسع تلي سبعينا

 

...................................

مائة وتسعة وسبعين

................................

 

وفاة مالك ........................

أحد الأئمة المتبوعين بالنسبة للفقه والرأي، وهو نجم السنن بالنسبة للرواية، وأما سفيان فهو أمير المؤمنين في الحديث على ما قيل، أمير المؤمنين في الحديث، وفقهه مذكور مشهور، يذكر في كتب الخلاف إلى يومنا هذا، بغض النظر عن كونه له أتباع وليس له أتباع، لكنه فقهه معتبر، وقوله معتبر عند أهل العلم في الخلاف والوفاق، بعده الإمام مالك سنة تسع وسبعين ومائة.

وبعد في تسع تلي سبعينا

 

وفاة مالك ........................

يعني بعد المائة.

................................
ومائة أبو حنيفة قضى

 

.....................وفي الخمسينا
...................................

أبو حنيفة النعمان بن ثابت، الإمام المشهور بكنيته، اسمه النعمان بن ثابت، أدرك بعض الصحابة فهو في عداد التابعين.

........................... قضى

 

والشافعي بعد قرنين مضى

الشافعي ثالث الأئمة بالنسبة للزمن، ولادته سنة وفاة أبي حنيفة، ولد سنة مائة وخمسين، ومات سنة أربع ومائتين عن أربع وخمسين سنة، ملأ الدنيا علم وأتباع، وفضل وعمل، فهو إمام في الرواية، إمام في الدراية، فقيه كبير، إمام في العربية، حجة فيها، ومع ذلك عاش نصف قرن وزيادة يسيرة، أربعة وخمسين سنة، يعني تعديناه في سنه، ثم ماذا؟ ماذا حصل منا؟ والله المستعان، وذلك الرجل الذي ملأ الدنيا علمًا؛ لأنه ليست العبرة بالأيام والليالي، العبرة بما يودع في هذه الأيام والليالي، عمر بن عبد العزيز أربعين سنة يوم يموت، الإمام الشافعي الذي تشوف أربعة وخمسين سنة، ويوجد من يعيش مائة سنة، ويمر على هذه الدنيا ويعبرها ولا يُخلِّف له أي ذكر، وجوده مثل عدمه، كثير من الناس عدمه أفضل من وجوده حتى لنفسه، فهذا الإمام الشافعي أربع وخمسين سنة فقط، عاش وعلمه ما زال إلى الآن يقرر، ويفيد منه المسلمون، وكتبه ما تزال شامخة بين الكتب، من أمتن المؤلفات كتب الشافعي -رحمه الله-، يعني كتابه الرسالة كتاب عظيم، يعني قل أن يوجد له نظير في بابه، الأم أيضًا في صياغتها وأسلوبها وقوة الحجة فيها قل أن يوجد لها نظير، والله المستعان.

طالب:........

نعم قيل هذا، وبعضهم قال: في اليوم الذي مات فيه أنس بن مالك ولد مالك بن أنس، لكن إثبات اليوم والدقة فيه هذا يحتاج إلى ضبط دقيق؛ لأن أنس بن مالك مات سنة ثلاثة وتسعين، ومالك بن أنس ولد سنة ثلاثة وتسعين.

...................................
لأربع..............................

 

والشافعي بعد قرنين مضى
...................................

مائتين وأربعة هذه مات فيها أيضًا أبو داود الطيالسي، وولد فيها الإمام مسلم على قول، وإن كان بعضهم يرجح أنه مائتين وستة.

................... ثم قضى مأمونا

 

أحمد في إحدى وأربعينا

سنة إحدى وأربعين يعني ومائتين توفي الإمام المبجل أحمد بن حنبل، رابع الأئمة.

"ثم البخاري" انتهى من الأئمة الأربعة المتبوعين والثوري فقهاء، على أن بعض أهل العلم إذا أراد أن يصنف أهل العلم على حسب التخصصات الشرعية جعل مثل سفيان من المحدثين لا من الفقهاء، وهكذا صنع ابن عبد البر في الإمام أحمد جعله من أهل الحديث وليس من أهل الفقه، يعني صنف للأئمة الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء، ما أدخل معهم أحمد، وكثير من أتباع المذاهب الأخرى كأنهم ينحون هذا المنحى، وإذا نقلوا عن أحمد -رحمه الله- في الشروح وفي التفاسير وفي غيرها تجدهم يذكرون روايات هي موافقة لأقوال أهل الظاهر، الإمام أحمد يُذكر عنه في المسائل روايات فينتقون من هذه الروايات ما يرون أنه هو اللائق بمذهبه، وأن عمله العمل بظاهر النص والاهتمام بالأثر دون التعمق في فهمه؛ ولذلك لا ينبغي أن يعول عليها، لا على كتب التفسير، ولا على كتب شروح الحديث في أخذ المذاهب إلا في مذاهب أصحابها، يعني مثلًا تعتمد على الباجي في نقل مالك، إن نقل عن مالك -رحمه الله-، تعتمد على العيني في النقل عن أبي حنيفة؛ لأنهم أئمة يعرفون مذاهبهم، تعتمد على قول الحافظ ابن رجب في نقله عن أحمد، وهكذا يعني كل مذهب تعتمد عليه في نقل مذهب إمامه، وإن لم يكن الكتاب متخصصًا وإلا فالأصل أن يرجع في هذه المسائل إلى كتب الفقه من المؤلفة على مذاهب أولئك الأئمة.

طالب: يعني ما نستطيع في السند يا شيخ.

لا، ما نعتمد عليه، وجدت المخالفات الكثيرة في التفاسير وشروح الحديث؛ لأن الأئمة لهم روايات، من الذي يرجح أن المذهب عند هؤلاء في هذه المسألة؟ ما فيه إلا أصحابه، من باب التأمل يعني يكاد يكون مطرد يعني ما ينقلون عن الإمام أحمد إلا ما يوافق ظاهر اللفظ؛ ولذلك يقفون دائمًا مع داود ومع ابن حزم؛ لأنه مصنف عندهم مختمر في أذهانهم أنه صاحب أثر، وبعضهم قد يشح عليه بكلمة فقيه، مثل ما ذكرنا عن ابن عبد البر لما صنف في مناقب الفقهاء ما أدخل معهم أحمد، اقتصر على الثلاثة.

طالب:........

الشافعي يعتمد عليه، أما في غيره لا.

طالب: مش زي ابن كثير.

كلهم، كل مذهب يؤخذ من أهله، نعم.

ثم البخاري ليلة الفطر لدى

 

ست وخمسين بخرتَنك ردى

خرتَنك أو خرتِنك على خلاف في ضبطه "ردى" يعني هلك، مات، وإن كان العرف يجعل هلك تقال لغير مَرضيّ السيرة، يقال: هلك فلان، هلك يعني في كتب التراجم إنما تقال عرفًا لغير مرضي السيرة، وإلا فجاء في القرآن "حتى إذا هلك" في حق يوسف -عليه السلام-، يعني ما فيها إشكال من حيث اللغة، وفي الفرائض في كل مسألة من مسائله يقال: هلك هالك، وإن كان من أتقى الناس، وخير الناس.

على كل حال ردى يعني هلك ومات كما يقال: أرداه، يعني أماته قتله، أرداه يعني قتيلًا، وإن كان لو بحث الناظم عن غير هذه الكلمة لكان أولى، يعني بعضهم البرهان الحلبي نظم بعض الأبيات يريدها بديل عن أبيات الألفية، وبعضها فيه زيادة شروط وقيود، قال:

ثم البخاري يوم عيد الفطرِ

 

سنة خمسين وست فادرِ

من أجل أن يتخلص من ردى، لكنه تجوز في يوم عيد الفطر، وإنما هو في ليلة عيد الفطر.

"ومسلم"...

طالب:........

هاه؟

طالب:........

ما هو؟

طالب:........

البيت للبرهان الحلبي يقول:

ثم البخاري يوم عيد الفطرِ

 

سنة خمسين وست فادرِ

هو تخلص من ردى لكنه تجوز في يوم عيد الفطر، وإن كان اليوم قد يطلق ويراد به ما يشمل الليلة، فيكون الليل والنهار يُشكّل يوم.

ومسلمٌ سنة إحدى في رجب
 
ج

 

من بعد قرنين وستين ذهب

سنة مائتين وواحد وستين، سنة إحدى وستين ومائتين، عن خمس وخمسين سنة، فتكون ولادته سنة ست ومائتين، وبعضهم يقول: أربع ومائتين، ولما يكمل الستين، وذكروا في سبب وفاته أنه سئل حديثًا فلم يعرفه، فأخذ يراجعه في كتبه وعنده تمر فيأكل من هذا التمر إلى أن طلع الفجر ثم مات، بعد أن وجد الحديث.

ثم لخمس بعد سبعين أبو

 

داود ثم الترمذي يعقبُ
ج

أراد أن يذكر الخمسة، أهل الدواوين المشهورة، الأصول الخمسة: البخاري ومسلم، أبو داود، الترمذي، النسائي، هذه الأصول الخمسة، ولم يذكر السادس تبعًا لابن الصلاح؛ لأن السادس مختلف فيه، هل هو ابن ماجه لكثرة زوائده ومتانة تراجمه؟ وأول من أدخله في الستة، جعله سادس الكتب أبو الفضل بن طاهر، في شروط الأئمة، وفي الأطراف، وتبعه عليه المتأخرون، منهم من يقول: السادس الدارمي؛ لأنه أنظف من ابن ماجه، أسانيد ومتون، وأقدم من ابن ماجه، ومنهم من يقول: السادس الموطأ، كما فعل أبو رزين العبدري في تجريد الأصول، وابن الأثير أيضًا في جامع الأصول، جعلوا السادس الموطأ، ونظرًا لهذا الخلاف ما ذكر السادس، يعني مالك ذكر مع الأئمة الفقهاء، والسادس لم يذكر على أن ابن ماجه توفي قبل أبي داود، وقبل الترمذي، وقبل النسائي، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال:

ثم لخمس بعد سبعين أبو

 

داود..............................

خمس وسبعين ومائتين.

.................................
سنة تسع بعدها ................

 

.........ثم الترمذي يعقبُ
...................................

تسعة وسبعين ومائتين.

......................... وذو نسا

 

..................................

يعني النسائي.

...................................

 

رابع قرن..........................

سنة ثلاثمائة.

...................................

 

....................... لثلاث رُفسا

ثلاث وثلاثمائة، توفي سنة ثلاثمائة وثلاثة، يعني متأخر عنهم، رفسا؛ لأنه توفي رفسًا؛ لأنه صنف في مناقب علي، في خصائص علي، فسئل عن مناقب معاوية، وأوردت عليه أحاديث في فضل معاوية، فقال: ألا يرضى معاوية أن يكون رأسًا برأس، يعني مثل علي حتى تفضلونه عليه؟ وهو في بلاد الشام معروف أن ميلهم إلى معاوية، فرفسوه بأقدامهم حتى مات بالرملة سنة ثلاث وثلاثمائة، رحم الله الجميع.

ثم لخمس وثمانين تفي

 

الدارقطني.........................

سنة ثلاثمائة وخمسة وثمانين، الإمام أبو الحسن الدارقطني إمام في الحديث والعلل، قل أن يوجد له نظير وكتابه لا نظير له في أبواب العلل، يعني من أراد أن يعرف مقدار هذا الكتاب يسمع ما قاله الحافظ ابن كثير فيه في اختصار علوم الحديث، لكن ليس معنى هذا أن المتوسط من طلاب العلم إذا سمع مثل هذا الكلام ذهب واشترى الكتاب وأدام النظر فيه، هذا يجعله ينصرف عن العلم بالكلية، هذا له أهله، يعني مثل ما قلنا مرارًا: ابن القيم يمدح كتب شيخ الإسلام، وأثنى على كتاب العقل والنقل الذي لا نظير له في الدنيا:

واقرأ كتاب العقل والنقل الذي
 
ج

 

ما في الوجود له نظير ثانِ

 

ثم يذهب طالب علم يقرأ في العقل والنقل ونعرف كبار شيوخنا يتركون المائة صفحة بالجملة ما يقرؤونها، يعجزون عنها، ثم إذا قرأ مائة صفحة أو كذا قال: ما هذا الكتاب؟ ما العلم كله الذي من وراء هذا الكتاب؟ ثم يترك العلم بالكلية، طالب العلم يتدرج، ما يسمع هذا الكلام العظيم في هذه الكتب ثم يجرؤ عليها، ويتقحمها، ويخوض غمراتها، لا، أنا قرأت في منهاج السنة، وفي موضع من المواضع ثلاثمائة صفحة دبستها، ما..، قرأتها، لكن مع ذلك طالب العلم لا يمكن أن يستفيد منها، أو يفهمها، في موضع واحد، في موضع هذا المجلد الأول، وفي المجلد السادس أيضًا مائتين وقريب منها، وما عدا ذلك يعني طالب العلم يفهم، فأقول: مثل هذه البحوث التي يسترسل فيها شيخ الإسلام بحوث فلسفية منطقية ما يمكن أن يفهمها طالب العلم التي ليست له عنده مبادئ هذا العلم، المنطق. فالدارقطني لما أشاد به الحافظ ابن كثير انكب الناس على علله، والنتيجة مثل ما يحصل في كتاب العقل والنقل لشيخ الإسلام، ما تدرك هذه الأمور للطالب المتوسط، ما تدرك إلا لإنسان عنده ملكة ومعاناة ودربة ورزقه الله نفسًا حديثيًّا، يستطيع أن يحاكي به أمثال هؤلاء الأئمة.

خمسة وثمانين وثلاثمائة مات الدارقطني.

.................................

 

................ثمت الحاكم في

يعني ترك أئمة، ترك إمام الأئمة ابن خزيمة، ترك ابن حبان، وهما أمثل من الحاكم بكثير، فاقتصر على ما ذكره ابن الصلاح، وإلا ليته ذكر أمثال هؤلاء الأئمة؛ لأن طالب العلم بحاجة إلى معرفة مواليدهم ووفياتهم وشيء من أخبارهم.

...................................
خامس قرنٍ........................

 

................ثمت الحاكم في
...................................

يعني سنة أربعمائة.

.............عام خمس........

 

...................................

أربعمائة وخمسة.

............................... فني

 

..................................

مات عام خمسة وأربعمائة.

............................... فني

 

وبعده بأربع عبد الغني

يعني سنة تسع وأربعمائة عبد الغني بن سعيد، الإمام المصنف، المعروف.

ففي الثلاثين أبو نعيم

 

..................................

الثلاثين بعد الأربعمائة الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، صاحب تاريخ أصبهان، وحلية الأولياء، وغيرهما من الكتب.

..................................
من بعد خمسين ................

 

ولثمان بيهقي القوم
...................................

ثمان وخمسين وأربعمائة توفي الإمام الحافظ الكبير البيهقي صاحب السنن، الشهير، سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

.................... وبعد خمسة

 

...................................

يعني سنة ثلاث وستين، بعد ثمان وخمسين وخمسة، ثلاثة وستين وأربعمائة توفي الإمام الحافظ الخطيب البغدادي، وفي السنة نفسها أبو عمر بن عبد البر النمري في سنة، يعني في سنة واحدة، حافظ المشرق وحافظ المغرب كلاهما ماتا في سنة واحدة، سنة ثلاث وستين وأربعمائة، نعم؟

طالب:........

يعني التحديد بشخص أو بسنة من السنين هذا كله ما يمكن؛ لأن التقدم والتأخر أمور نسبية بعضهم يجعل رأس الثلاثمائة كما في الميزان للحافظ الذهبي هو الحد الفاصل بين عصر الرواية وما دونه، رأس الثلاثمائة، وبعضهم جعل الفارق بين السلف والخلف رأس الستمائة، هذا مذكور في حاشية الصاوي وغيرها، لكن ليس بصحيح، كثير من المبتدعة وجدوا قبل الستمائة، بل جميع رؤوس أهل البدع قبل الستمائة، نعم.

سم.

معرفة الثقات والضعفاء

واعنَ بعلم الجرح والتعديلِ
بين الصحيح والسقيم واحذرِ
ومع ذا فالنصح حق ولقد
لأن يكونوا خصماء لي أحب
وربما رُد كلام الجارحِ
فربما كان لجرح مَخرجُ

 

فإنه المرقاة للتفصيلِ
من غرض فالجرح أي خطرِ
أحسن يحيى في جوابه وسد
من كون خصمي المصطفى إذ لم أذب
كالنسئي في أحمد بن صالحِ
غطى عليه السخط حين يحرجُ

يقول -رحمه الله تعالى-:

"معرفة الثقات والضعفاء" تقدم في الثلث الأول من الكتاب ضوابط وقواعد للجرح والتعديل، ومراتب للجرح والتعديل، وهنا ما يتعلق بالجارحين والمعدلين، ولو ضم هذا المبحث إلى تلك المباحث لكان أولى.

"معرفة الثقات والضعفاء" يقول الحافظ ابن حجر: ومن المهم معرفة أحوال الرواة تعديلًا أو تجريحًا أو جهالة؛ لأن هنا توثيق وتضعيف، انتهت القسمة وإلا هناك قسيم؟ ومن المهم معرفة أحوال الرواة تعديلًا أو تجريحًا أو جهالة، فجعل الجهالة ليست من قبيل الجرح، وإنما هي من باب عدم معرفة حال الراوي، مع أنه أدرج مجهول العين، ومجهول الحال في ألفاظ الجرح، في التقريب، فجعلها من ألفاظ الجرح، وهذا هو الذي مشى عليه المتأخرون، وإن كانت طريقة المتقدمين يطلقون الجهالة ويريدون بها عدم المعرفة بحال الراوي، وكثيرًا ما يقول أبو حاتم: مجهول، أي: لا أعرفه، وقد يطلقها في بعض الصحابة، وقد يطلقها في بعض من عُرف بالثقة والضبط والإتقان، مع قلة ما يروي.

قال: "معرفة الثقات والضعفاء"

واعن بعلم الجرح والتعديلِ

 

..................................

وفيه الكتب الكثيرة جدًّا، منها ما هو خاص بالثقات، ومنها ما هو خاص بالضعفاء، ومنها ما هو خاص بنوع من أنواع الضعيف، ومنها ما هو عام للثقات والضعفاء، ومنها ما هو خاص بطبقة معينة، وجيل معين، ومنها ما هو خاص ببلد معين، ومنها ما هو خاص بكتاب معين، أو كتب معينة، ومنها ما هو شامل للبلدان وأنواع الرواة والكتب وغيرها، فالمصنفات في هذا الباب كثيرة، وذكرنا منها ما تيسر في آداب الطالب، قال:

واعنَ بعلم الجرح والتعديلِ

 

فإنه المرقاة للتفصيلِ

يعني السّلم الذي يتوصل به إلى فصل الصحيح من الضعيف، ومعرفة المقبول من المردود.

..................................
بين الصحيح والسقيم.....

 

فإنه المرقاة للتفصيلِ
..................................

يعني ما فيه إلهام، فيه قواعد، وفيه مراق، وفيه مقدمات يتوصل بها إلى نتائج، أما من يصحح أو يضعف بالإلهام كما يزعمه بعض المتصوفة أو بالرؤى والمنامات، أو باليقظة في رؤية بعض الأموات على حد زعمه، يعني لقي فلانًا وهو في طريقه إلى الحج، أو في عرفة، أو في كذا، وقد مات من قرون، يزعم أنه لقيه في اليقظة، ومنهم من يزعم أنه لقي النبي -عليه الصلاة والسلام-، وللسيوطي: (إضاءة الحَلَك في إمكان رؤية النبي والمَلَك) يعني في اليقظة، ودخل عليه الدخل من هذا الباب، دخل عليه خلل كبير يعني يسأل في اليقظة من يصحح له الأخبار؟ هذا -نسأل الله العافية- حيد عن الصراط المستقيم، وضلال، وشطحة من الشطحات، وهذا النوع كثير في غلاة المتصوفة، ولهذا لا تعتمد أقوالهم في شيء من أبواب الدين؛ لأن وسائل التلقي عندهم مدخولة، رجل مات من أربعمائة سنة خمسمائة سنة كيف تجرؤ أن تقول: لقيته في اليقظة، ما في إلا عن طريق أهل العلم الموثوقين، الذين دونت أقوالهم فتعتمد هذه الأقوال في الرواة، على أن هؤلاء الثقات من أهل العلم أهل الورع والتقوى مصنفون عند أهل العلم فمنهم المتشدد الذي إذا وثّق يُعض على توثيقه بالنواجذ، وإذا ضعّف يُنظر هل يوافقه أحد؟ يعارضه أحد؟ يتفرد؟ المقصود أنه محل نظر، ومنهم المتوسط المعتدل الذي يُقبل قوله في الطرفين في الجرح والتعديل، ومنهم المتساهل، فمثل هذا لا بد أن يعضد قوله بقول غيره.

طالب:........

ماذا فيه؟

طالب:........

لا بد أن يوجد له سبب؛ لأنه ما عاصرهم، كيف يوثقهم ويضعفهم؟

طالب:........

على كل حال لا يمكن أن يُعدّل متأخر إلا عن طريق غيره، قد يستروح ويميل إلى توثيقه أو إلى ضبطه؛ لأنه لم يجد عنده مخالفة ولا كذا، لكن ما يكفي هذا في التعديل.

طالب:........

هذا ما يكفي، هذه جهالة هذه، هذه جهالة، أحمد شاكر كثيرًا ما يقول: ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو ثقة، وأحيانًا يقول: فهذه أمارة توثيقه، هذا الكلام ليس بصحيح؛ لأن ابن أبي حاتم يقول: وفي الكتاب رجال لم أقف لهم على جرح ولا تعديل وبيضت لهم، يعني وثقهم هو؟ ما وثقهم، نقول: لا هم ثقات؛ لأنه لم يذكر فيهم شيء؟

طالب:........

من شيوخه هو؟ وخرج له؟ هو من شيوخه وإلا ممن تقادم العهد بهم ما يعرفه؟

طالب:........

لا، لا، ما يكفي.

طالب:........

ما يكفي، ما يكفي.

واعن بعلم الجرح والتعديلِ
بين الصحيح والسقيم واحذرِ

 

فإنه المرقاة للتفصيلِ
من غرض.........................

يعني لأمر في نفسك أن توثق فلانًا؛ لأن علاقتك به طيبة، أو تجرح فلانًا؛ لأن علاقتك به ليست بطيبة، أو أساء إليك في يوم ما، وذاك أحسن إليك؛ لأن النفوس معروفة جُبلت على حب من أحسن إليها، وبُغض من أساء إليها.

.......................... واحذرِ

 

من غرض.........................

يعني غرض نفسي؛ ولذلك على المسلم أن يتجرد في أحكامه، ويكون حكمه على أبغض الناس إليه كحكمه على أحب الناس إليه، {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [(8) سورة المائدة]، فلا بد من العدل والإنصاف.

.......................... واحذرِ

 

من غرض فالجرح أي خطرِ

خطير؛ لأن الأصل في الباب المنع، يعني الكلام في الناس بما يكرهونه هذه هي الغِيبة، لكن هذا الباب، إنما خُرِجَ به عن هذا الأصل؛ لأنه من باب النصيحة لله ولرسوله، لا يمكن أن نعرف الصحيح من الضعيف إلا بالجرح والتعديل، وإذا كان هذا هو المحقق المحرَر خلافًا لمن يقول: إنه غيبة، وكيف يكون خصماؤك هؤلاء الأخيار؟ الجواب السديد على ما سيأتي أنهم يكونون خصماء ولا يكون الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو الخصم، فعلى الإنسان أن يتجرد، وأعراض المسلمين كما يقول ابن دقيق العيد -رحمه الله-: "حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها، قال: المحدثون والحكام" فعلى الإنسان أن لا يتكلم إلا بقدر الحاجة، حتى أنهم قالوا: إذا كان المقصود يحصل بواحد لا يجوز أن يضاف له ثان، وإن كان موجودًا في الشخص، لكن قد يرد على هذا أن هذا الواحد الذي اقتُصر عليه قد يكون عند بعض الناس غير مؤثر، حتى يضم إليه الثاني.

..................................
ومع ذا فالنصح حق ولقد

 

............فالجرح أي خطرِ
أحسن يحيى
.....................
 

ابن سعيد القطان.

.................................

 

.............. في جوابه وسد

يعني أجاب بالجواب السديد المسكت.

لأن يكونوا خصماء لي أحب

 

...................................

ابن لَهيعة عبد صالح وخير، والأفريقي وأمثالهم، وعبد الله بن عمر العُمري خيار، لكن مع ذلك لا تقبل رواياتهم، طيب هؤلاء يكونون لك خصماء يوم القيامة، لكن يكونون خصماء أسهل وأهون من أن يكون الخصم الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

لأن يكونوا خصماء لي أحب

 

من كون خصمي المصطفى إذ لم أذب

نعم إذا لم تذب عن السنة وكُذب على المصطفى -عليه الصلاة والسلام- وأنت تستطيع كان هو الخصم لك، لماذا لم تذب؟ فإذا كان إنكار المنكر واجبًا، والأمر بالمعروف واجبًا، وفي أمور الناس العادية هذه واجبات في أمور الناس العادية، الذب عن عرض أخيك واجب إذا حضرت، فكيف بالذب عن سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام-.

وربما رد كلام الجارحِ

 

كالنسئي في أحمد بن صالحِ

أحمد بن صالح المصري من الأئمة المشهورين من الثقات الحفاظ المتقنين طعن فيه النسائي، ووهاه بمرة؛ لأمر في نفسه، كأن أحمد بن صالح منعه من الرواية، من الرواية عنه، فاستغل النسائي -رحمة الله عليه- كما يقول أهل العلم: الفرصة، أولًا: لأنه كتم العلم، وأحمد بن صالح فيه شيء مما يراه بعض الناس رؤية للنفس، يعني أنت ترى بعض الناس في تصرفاته، في حركاته، في لباسه، في مشيته تقول: هذا متكبر، وقد يكون واقعه بخلاف ذلك، لكن هذه تصرفات يمكن جبلية، يمكن اجتهاد منه أن هذا لا يخرم، أو شيء من هذا، فالنسائي رأى أحمد بن صالح من هذا النوع فاستغل ما في نفسه -رحمه الله- مع هذه التصرفات الظاهرة من أحمد بن صالح، وصرح بعضهم بأن أحمد بن صالح فيه شيء من الكِبر، لكن حاشا وكلا أن يكون إمام من أئمة المسلمين من كبار المحدثين أن يكون فيه شيء من هذا.

على كل حال كلام النسائي مردود في أحمد بن صالح، حتى قال أهل العلم: إن النسائي آذى نفسه في كلامه في أحمد بن صالح، يعني أحمد بن صالح ما ضره كلام النسائي، لكن النسائي آذى نفسه في الكلام بأحمد بن صالح.

فربما كان لجرح مخرجُ

 

...................................

يعني أنت تجرح، عالم يجرح هذا الراوي بكذا، لكنه مُخرّج عند أهل العلم، لا سيما إذا كان هناك خلافات عقدية مثلًا، فجرح هذا؛ لأنه يختلف معه..، جرحه؛ لأنه يختلف معه في الاعتقاد، قد يكون هذا اجتهاده، الذي أداه إليه اجتهاده، وهذا لا يؤثر في روايته، وينصر ما يراه الحق، ولا يكفي هذا في رد الرواية عند أهل العلم، فكتب أهل العلم طافحة بالرواية عن المبتدعة كما هو معروف، فقد يكون الجرح لمثل هذا الخلاف.

فربما كان لجرح مخرجُ

 

غطى عليه السُّخط حين يحرجُ

يعني بعض الناس تحمله الغيرة إلى أن يرد رواية كل مبتدع، يعني مثل ما يفعل الإمام مالك، لكن هذا له تأويل ومَخرج عند أهل العلم من أبواب أخرى، والله أعلم.

 

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"