شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (61)

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ألفية الحافظ العراقي (61)

مَنْ ذُكِرَ بِنُعُوتٍ مُتَعَدِّدةٍ - أَفْرَادُ العَلَمِ - الأَسْمَاءُ والكُنَى

الشيخ: عبد الكريم الخضير

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:

مَنْ ذُكِرَ بِنُعُوتٍ مُتَعَدِّدةٍ

 وَاعْنَ بِأَنْ تَعْرِفَ مَا يَلْتَبِسُ
مِنْ نَعْتِ رَاوٍ بِنُعُوتٍ نَحْوَ مَا
مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ العَلاَّمَهْ
وبِأبِي النَّضْرِ بنِ إسْحَقَ ذَكَرْ

 

 مِنْ خَلَّةٍ يُعْنَى بِهَا المُدَلِّسُ
فُعِلَ في الكَلْبِيِّ حَتَّى أَبْهِمَا
سَمَّاهُ حَمَّادًا أبُو أُسَامَهْ
وبِأبي سَعِيدٍ العَوْفِيْ شَهَرْ

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،

أما بعد:

فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "من ذكر بنعوت متعددة" بنعوت أو بكنى أو بأنساب، المقصود أنه يذكر على أكثر من وجه، وهذا أكثر ما يصنعه المدلسون تدليس الشيوخ، بأن يسمي شيخه مرة وينسبه إلى جده، وينسبه أحيانًا إلى قبيلته، أو يذكره بكنية لم يعرف بها، بولد من أولاده لم يشتهر به، أو ينسبه إلى مهنته، أو إلى محلة غامضة لم يعرف بها، المقصود أنه يخفيه على السامع والقارئ، وهذا ما تقدم شرحه في تدليس الشيوخ؛ لأن التدليس منه تدليس إسقاط، وهذا له أقسام كثيرة، لكن من التدليس ما لا إسقاط فيه، لكنه يجعل الوصول إلى الشيخ في غاية الصعوبة والوعورة.

وقد يفعله تدليسًا وتلبيسًا على المطلع عليه، لا سيما إذا كان ضعيفًا، وقد يفعله في ثقة تفنن في العبارة؛ لأنه إذا ساقه مرة واحدة في جميع الحالات على هيئة واحدة هذا يمله السامع، ويمله القارئ، ويمله إذا ساق اسم الشيخ عشرات المرات بل مئات على صيغة واحدة يمل فتجده يتفنن في العبارة لينشط.

وقد يفعله لأن الشيخ أصغر منه سنًّا وإن كان ثقة، فيأنف أن يذكره باسمه الواضح الصريح فتجده يكنيه وينسبه أو يذكره باسم لم يعرف به، والخطيب البغدادي يفعل هذا كثيرًا في شيوخه، لا يريد بذلك تمشية الضعيف بغير اسمه، وإنما يفعل ذلك من باب التفنن في العبارة؛ لئلا يمل السامع، وبعضهم يفعل ذلك إيهامًا لكثرة الشيوخ، وأن الواحد يذكره على وجوه متعددة، فيُظن عدد شيوخه بعدد هذه الوجوه، ومن هنا وقع الأوهام في الجمع والتفريق، فبعض الرواة يُظن أنهم أكثر من واحد وهم في الحقيقة واحد؛ لأن من يطلع عليه يجده مرة مكنّى، ومرة مسمّى، ومرة منسوب إلى أبيه ومرة منسوب إلى جده، ومرة إلى قبيلته ومرة إلى مهنته، فيظنه القارئ خمسة، وهو في الحقيقة واحد، وفي هذا كتاب من أعظم ما صنف في الباب واسمه: (مُوضِح أوهام الجمع والتفريق) كتاب عظيم خَصص قسمه الأول فيما وقع فيه إمام الصنعة البخاري من هذا النوع، قد يكون الصواب مع البخاري، وقد يكون الصواب مع الخطيب، لكنه قدم بمقدمة يتعين على كل طالب علم أن يقرأها في كتاب الموضح؛ لأنه قد يقول قائل: كيف يجرؤ الخطيب على أن يتناول البخاري في توهيمه في جعل هذا الراوي اثنين، وفي جعل الاثنين واحدًا؟ هذا تطاول على إمام الأئمة في الصنعة، الذي هو البخاري فقدم بمقدمة يتعين على كل طالب علم أن يطلع على هذه المقدمة، وأن يتأدب بنفس الأدب الذي تأدب به الخطيب على إمامته وجلالته.

قال -رحمه الله تعالى-: "واعنَ بأن تعرف" يعني اعتنِ واهتم واجعل عنايتك منصبة إلى معرفة "ما يلتبس" ويختلط فيه الأمر "من خلة" من صفة "يُعنى بها المدلسُ".

واعنَ بأن تعرف ما يلتبسُ
 
ج

 

من خلة يعنى بها المدلسُ
 
ج

هذه الصفة التي يعنى بها المدلس اهتم بها أنت لا لتفعل، وإنما لتقف على حقيقة الحال، ولا تغتر كما اغتر غيرك بسبب صنيع هذا المدلس.

من نعت راوٍ بنعوت...............
 

 

...................................

يصف هذا الراوي بما لم يشتهر به من نعوت كثيرة، يقلبه على جهات متعددة، وما من إنسان إذا أردت مثل هذا الفعل إلا أن تجد، تجد شخصًا عنده عشرة من الولد، فإذا قلت في المرة الأولى: أبو محمد أنت صادق محمد واحد من أولاده، وإذا قلت: حدثني أبو هشام هو واحد من أولاده، أنت ما كذبت، وهكذا إلى أن تأتي إلى العشرة، وتجده منسوبًا إلى قطر أعم تقول: العراقي مثلًا، قد تقول مرة: البغدادي، ومرة تنسبه إلى محلة في بغداد، ومرة تنسبه إلى مهنة امتهنها، ومرة تنسبه إلى قوم جلس عندهم، فإذا نوعت أوقعت في اللبس، لكن أنت عليك أن تهتم بمثل هذا، لا سيما ما وقع من المدلسين، والأمثلة التي تذكر في تدليس الشيوخ، وتذكر هنا على طالب العلم أن يعنى بها، ويهتم بها.

من نعت راوٍ بنعوت نحو ما
 

 

...................................

ينعت الراوي بأوصاف؛ لأن له أوصاف متعددة، وبعدد هذه الأوصاف يمكن أن يؤتى به بعدد من الوجوه التي تكون تبعًا لهذه الأوصاف.

............................نحو ما
 

 

فُعل في الكلبي.....................

ج

 محمد بن السائب الكلبي "حتى أبهما" يعني وقع في إشكال وإبهام لا يمكن أن يوصل إلى حقيقته، إذا سُمي حمّاد مثلًا واسمه محمد كيف تعرف أنه الكلبي هذا محمد بن السائب؟ ومرة يكنى بغير كنيته، ومرة يؤتى به على وجوه متعددة، في مرار متعددة، المقصود أن مثل هذا تدليس وإن لم يكن مثل تدليس الإسقاط إلا أنه إذا وصل إلى حد يستغلق على الواقف الوقوف على حقيقته فإنه لا سيما إذا كان الراوي ضعيفًا فإنه في حكم تدليس الإسقاط، فإذا قال لك: حدثني أبو صالح الشيباني يقصد بذلك؟ الإمام أحمد، وهو معروف بأبي عبد الله، نعم صالح أكبر من عبد الله وتكنى بأبي عبد الله، وقد يكون له ابن اسمه عبد الله قبل صالح توفي صغير أو شيء من هذا، أو لأنه لا يرتضي منهج صالح لدخوله في القضاء، فتكنى بأبي عبد الله، فتكنيته بغير ما لم يشتهر به هذا تدليس، قد يقول قائل: إن هذا النوع من التدليس وقع فيه الإمام البخاري، وذلك حينما روى محمد بن يحيى بن خالد الذهلي، أو ابن خالد بن يحيى نسيت الآن، الذهلي شيخه، إمام من أئمة المسلمين، لكنه ولا في موضع واحد سماه باسمه الصريح، قد يقول: حدثني محمد، وقد ينسبه إلى جده، وقد يكنيه المقصود أنه ما نسبه باسمه الكامل صراحة ولا وفي موضع من مواضع الصحيح؛ ولذا قال صاحب الخلاصة لما ترجم للذُّهلي قال: أخرج له البخاري ويدلسه، مع أن الإمام البخاري من أبعد خلق الله على التدليس، بل صرح ابن القيم بأنه أبعد خلق الله عن التدليس، مع أن مثل هذا الإطلاق لا ينبغي، لكن لو قال: من أبعد خلق الله أصاب، المقصود أن البخاري حمله على ذلك لا للإغراب ولا لتعميته ولا لشيء من ذلك، ولا لأي مقصد من مقاصد المدلسين، وإنما كان بينه وبين الذهلي خلاف في مسألة اللفظ بالقرآن، هل اللفظ بالقرآن مخلوق وإلا غير مخلوق؟ هذه مسألة اختلف فيها البخاري مع الذهلي، وتحامل الناس على البخاري بسبب قناعتهم بالذهلي واقتدائهم به، الذهلي إمام ما أحد يشك في إمامته، فصار أن البخاري -رحمة الله عليه- خالفه في هذه المسالة، ولإمامة الذهلي ما ترك البخاري الرواية عنه؛ لأنه إمام، ولمخالفته له في مسألة اللفظ ما صرح به؛ لئلا يظن أنه يوافقه، هذا هو السبب، وهنا يقول:

من نعت راوٍ بنعوت نحو ما
 
ج

 

فعل في الكلبي حتى أبهما
 

يعني حتى صار مبهمًا أو أبهما، نعم هي الأصول كلها بهذا الضبط، أبهم يعني أبهمه من أبهمه، أو أُبهم باعتبار أنه صار في حكم المبهم الذي لا يمكن الوقوف عليه.

"محمد بن السائب" هذا هو الكلبي.

محمد بن السائب العلامه
ج

 

...................................

علامة في الأنساب، لكنه متفق على ضعفه، بل ضعفه شديد، حتى اتهم.

محمد بن السائب العلامه
ج

 

...................................

يعني يمكن أن يوصف الإنسان في باب من الأبواب بأنه علامة، لكن في أبواب أخرى يضعف، ما فيه ما يمنع؛ لأنه اهتم في هذا الباب حتى بلغ فيه الغاية فاستحق الوصف بالمبالغة، لكن لا يمنع أن يكون في أبواب أخرى مضعفًا، وهنا أئمة يقتدى بهم ومع ذلك ضعفوا في بعض الأبواب، محمد بن إسحاق إمام في المغازي، ومضعف في الرواية على خلاف بين أهل العلم في ذلك، أبو حنفية إمام في الفقه والاستنباط والرأي ومع ذلك في حفظه شيء، عاصم بن أبي النجود القارئ المعروف إمام في القراءة، ومع ذلك في حفظه شيء بالنسبة للسنة، أما بالنسبة للقرآن فلا كلام؛ لأن الإنسان إذا انصب جهده وعنايته بفرع من فروع العلم يستطيع أن يتقنه، وإذا غفل عن علم أو عن علوم وقع في الخلل؛ ولذا قال:

محمد بن السائب العلامه
ج

 

سماه حمادًا أبو أسامه

حماد بن أسامة سمى الكلبي محمد بن السائب سماه: حماد بن السائب، قال: حدثنا حماد بن السائب، هاه؟

طالب:.......

كيف؟

طالب:.......

يعني من صيغة المبالغة محمد وحماد يعني؛ لأن محمد هل هو من كثرة حمده لله فهو حماد، وإن كان لأنه محمود الشمائل..، المقصود أن لهم تأويلات.

وبأبي النضر بن إسحاق ذكر

 

...................................

كناه بأبي النضر، وهو لا يعرف بهذه الكنية.

...................................

 

وبأبي سعيد العوفي شهر
ج

عطية العوفي كناه بأبي سعيد؛ لأنه كان يروي عن ابن عباس التفسير، ويروي عن أبي سعيد لما مات أبو سعيد قال لابن السائب هذا محمد بن السائب الكلبي قال: ترى أنا بكنيك بأبي سعيد، على شان تصير الأسانيد واحدة، فيظن من سمع أنه يرويه عن أبي سعيد الخدري، وهذه هفوة عظيمة؛ ولذلك عطية العوفي مضعف عند جمهور أهل العلم.

طالب:........

نعم؟ لماذا؟ لأبي سعيد؟

طالب:........

لا ما هو بكنيته، ما يعرف بأبي سعيد.

...................................

 

وبأبي سعيد العوفي شهر
ج

يعني شهره بين الناس في روايته عنه بأنه أبو سعيد، نعم.

أَفْرَادُ العَلَمِ

 وَاعْنَ بالأَفْرَادِ سُمًا أو لَقَبَا
أوْ مِنْدَلٍ عَمْرٌو وَكَسْرًا نَصُّوا

              

 أوْ كُنْيَةً نَحْوَ لُبَيِّ بْنِ لَبَا
في المِيمِ أوْ أَبِي مُعَيْدٍ حَفْصُ
ج

أفراد العلم هذه الأعلام وهذه الأسماء وهذا الكنى وهذه الألقاب لم يسم بها إلا شخص واحد، أو لم يلقب به إلا شخص واحد، أو لم يكنَّ به إلا شخص واحد، يعني ما تجد ثانيًا اسمه لبي بن لبا، لبي واحد في الدنيا كلها، واحد، من عاد يبغي يجرؤ ويسمي ولده لبي على شان يخرم القاعدة، أو لبا، اللبا ما هو؟ تعرفون اللبا؟ ما هو؟

طالب: الذي يخرج من ضرع الشاة....

نعم أول اللبن بعد الولادة، يسمى لبا، هاه؟

طالب:........

العوام يقولون: لِبا، لكن هل هذه حقيقته؟ "واعنَ بالأفراد" التي لم يسم بها إلا شخص واحد، ولم يكنَّ بالكنى إلا شخص واحد، ولم يلقب إلا شخص واحد مع أنه يدخل الخلل في هذا الباب، يعني كم مرة حكم الأئمة بأنه لم يسم بهذا الاسم إلا شخص ثم يستدرك عليه؟ نعم؟

طالب:........

لأن النفي فيه وعورة، فيه صعوبة، يعني ينفي على حد علمه لا أعلم أحدًا سمي بهذا إلا فلان، ماشي، لكن الجزم بأنه لم يسم به هذا دونه خرط القتاد، إلا من إمام مطلع، يعني والمقصود من ذلك الرواة، يعني حينما يدخل العلماء في هذه البحوث يقصدون بذلك من تُروى عنه الأحاديث، أما الذي لا رواية له فلا يتعرضون له، يعني لو وافقه شخص ما له رواية ما يعنينا الأمر.

واعنَ بالأفراد سُما.................
 

 

...................................

سمى يعني اسمًا، لغة في الاسم.

والله أسماك سما مباركا

 

...................................

"أو لقبًا" الاسم هو الذي يعين المسمى، واللقب هو ما دل على مدح أو ذم، والكنية ما صُدر بأب أو أم.

...................................

 

أو كنيةً نحو لبي بن لبا

هذا صحابي لُبي بن لبا "أو مِندل" هكذا نصوا على أنه بالكسر، مع أن الحافظ ابن ناصر الدين وهو من أهل الشأن قاله بالفتح مَندل "أو مِندل عمرو" يعني لقبه مندل، واسمه: عمرو "وكسرًا نصوا" يعني كسر الميم نصوا على ذلك، أنه بكسر الميم مِندل.

..............................نصوا
 

 

في الميم أو أبي معيدٍ حفصُ
 
ج

لو لم تعرف أن هذه الكنية بهذا اللفظ فتقع لك في سند أو في كتاب مباشرة تأخذ القلم وتصحح مُعيد لعل الصواب أبو معبد؟ لكن قالوا لك: انتبه لهذه الأمور من أجل ألا تهجم على الكتب، لكن لما تسمع أجمد بن عُجيان، أجمد بالجيم، يعني ضاقت إلا هذا الاسم؟!

طالب:........

لا أجمد كذا بالجيم.

طالب:........

لا لا ما هو بتصحيف، لا نصوا على أنه أجمد بالجيم، جانا واحد من مالي قبل أيام اسمه: نوخ بالخاء، يعني مباشرة تأتي تأخذ القلم وتصحح إذا ما كنت تعرف هذه الأمور، فإذا عرفت هذه الأمور يصير عندك شيء من التؤدة والتريث حتى في ما لم ينص عليه تقول: احتمال، الذي سمى أجمد ما يبعد أن يسمي أخمد، نعم، فإذا وجدته معجمًا من تحت أو من فوق لا تجزم ولا تجرؤ عليه حتى ترجع إلى كتب الضبط، ويقول أهل العلم: إن أولى ما يُعنى به طالب العلم ضبط الأسماء التي لا تدرك من السياق، فلا يستدل عليها بما قبلها ولا ما بعدها، إنما تؤخذ من أفواه الحفاظ المتقنين، أو الكتب التي تعنى بضبط الرواة.

أو مندلٍ عمرٌو وكسر نصوا
 

 

...................................
ج

عرفنا أن ابن ناصر الدين نص على أنه بفتح الميم، وهو إمام يرجع إليه في هذا، بل هو قالوا: أضبط المتأخرين في ضبط أسماء الرجال.

...................................
 

 

في الميم أو أبي معيدٍ حفصُ
 
ج

يعني عندك لُبي بن لبا في الاسم، ومَندل في اللقب، وأبي معيد هذا في الكنية، واقتصر على هذه الأمثلة؛ لأنها تستوعب الأقسام الثلاثة، وإلا فالأسماء من هذا النوع والألقاب والكنى فيها كثرة وفيها المصنفات، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل يذكر هذه الأفراد في كل حرف من الحروف، انتهى من حرف الألف يذكر الأفراد من حرف الألف.... التي لم يسم بها إلا شخص واحد، من حرف الباء وهكذا، فابن أبي حاتم أفردها إفرادًا جزئيًّا ما هو بإفراد كلي، وهناك من أفردها إفرادًا كليًّا، الأفراد مثل ابن شاهين، أبو حفص بن شاهين أفرد الأفراد في كتاب له، ومنهم من أدرجها في كتبه، في الكتب الشامل لجميع أنواع الرواة، لكنه أفردها عن التراجم الأصلية، يعني يكتب في حرف الألف إذا انتهى قال: الأفراد يعني من حرف الألف، وإذا انتهى من الباء قال: الأفراد وهكذا، نعم؟

طالب:........

فيه الإكمال لابن ماكولا، الأمير بن ما كولا، وفيه المشتبه للذهبي، وفيه تبصير المنتبه، وفيه..، كتب كثيرة يعني تُعنى بهذا، ولا شك أن قراءة الشروح يفيد كثيرًا في هذا الباب، يفيد كثيرًا، يعني لما تقرأ مثلًا في شرح الكرماني مثلًا وهو يترجم للرواة ويضبطهم، ويذكر بعض الغرائب التي ذكرت عنهم، وأنت ما قصدت الترجمة بالذات، لكن مع ذلك تأتيك تبعًا، ما يقتصر على الضبط، يذكر بعض الغرائب التي حصلت لهذا، مما يرسخ اسمه في ذهنك، أيضًا القسطلّاني يُعنى بالضبط ويكرر، يعني كلما تكرر اسم هذا الراوي يكرر ضبطه في الشرح من أوله إلى آخره، فأنت إذا انتهيت من هذا الكتاب تكون ضبطت رواة البخاري؛ لأنه فرق بين أن تأتي إلى كتاب مجموع فيه فنون كثيرة، يأتيك مثلًا في الجلسة كم علم، وبين أن تأتي إلى كتب الرجال وكتب الضبط نعم فتقصد إليها، هذه إذا أتيت إلى كتب الرجال تحتاج إلى حفظ؛ لأنها أشبه ما تكون بالمتون، يعني أنت لما إنك مسكت التقريب مثلًا أو أي كتاب من كتب المشتبه أنت تحتاج إلى أن تكرر، ما تضبطها بمرة، لكن في الشروح تضبط بمرة؛ لأنها من ضمن الفوائد التي تمر عليك، والكتاب ما خصص لها، فأنت تضبط هذا الاسم بالتجربة يعني الإنسان ما ينتهي من شرح وإلا وقد ضبط أسماء الرواة على طريقة أهل العلم، قد يقع في الكتاب وهم قد يستدرك عليه لكن في الجملة من أنفع ما يضبط أسماء الرواة قراءة الشروح، يعني لما تقصد كتابًا مختصرًا محررًا لعلم من العلوم ما تضبط ما يذكره هذا الشخص إلا بالتكرار؛ لأن هذا الكتاب أُلّف للحفظ، لكن المطولات تستطيع أن تلم بمجمل ما في هذا الكتاب من غير تكرار؛ لأنه لم يتكلم مثلًا صاحب التقريب أو صاحب الإكمال على هذا الراوي بسطر واحد، ويتكلم عنه الكرماني مثلًا بنصف صفحة، يضبط اسمه، ويسلسل نسبه، ويصفه، ويلقبه، ويكنيه، ويذكر ما في اسمه من خلاف، ويذكر له طرائف وغرائب ومتى مات؟ والخلاف في وفاته، بمجموع هذه الأشياء يصفي عندك من العلم بمرة واحد أكثر مما في التقريب؛ لأن المتون صيغت بأساليب معصورة، يصعب استيعابها من غير تكرار، والشروح صيغت بأساليب مبسوطة تستوعب من غير تكرار، هذا هو الفرق، وهذا مدرك هذا، واضح وإلا ما هو بواضح؟ بعض الناس يقول: لماذا اقرأ شرح الكرماني يعني خمسة وعشرين جزء، وأنا أستطيع أضبط رجال الكتب الستة في مجلد واحد، نقول: يا الله اقرأ شرح الكرماني بثلاثة أشهر، وتبغي تضبط رواة البخاري، لكن تعاني التقريب ثلاثة أشهر ما تحفظ عشر صفحات؛ لأن الكتب المختصرات التي أُلفت للحفظ معتصرة، يعني أيهما أسهل تقرأ زاد المستقنع في جزء صغير وإلا تقرأ الكافي في ثلاثة مجلدات؟ أيهما أسهل؟ الكافي أسهل بكثير، وأسرع؛ لأن هذا يحتاج إلى معاناة، وتفكيك رموز وضمائر، وتعصر ذهنك ويا الله تمشي بثلاثة أسطر، لكن الكافي تمشي ثلاث صفحات وأنت مرتاح، وتضبط من الكافي أكثر مما ضبطت من الزاد، لكن هذا ألف لطبقة وهذا ألف لطبقة، هذا ألف لهيئة للتحصيل، وذاك ألف لهيئة أخرى، يعني هذا ألف ليحفظ، وهذا ألف ليفهم.

طالب:........

إيه لكن البخاري كل من فيه ثقات، فإذا أهمل مثلًا سفيان، هل يلزم أن يبين سفيان الثوري أو ابن عيينة؟ الإشكال إذا أهمل أو صعب الوصول إليه في كتاب لم يلتزم الصحة، فلا ندري هل ثقة أم ضعيف؟ لكن إذا عرفنا أن جميع الرواة ثقات....... عرفناه وإلا ما عرفناه سيان.

طالب:........

ما يمنع، أحيانًا حدثني محمد كل الشراح يعجزون يحددون المهمل، يصعب عليهم تمييز المهمل، لكن أينما دار فهو على ثقة، كل المحمدين في صحيح البخاري ثقات، نعم؟

طالب: الظاهر هو اسمه....... محمد بن يحيى بن خالد؟

محمد بن يحيى بن خالد، إيه الذهلي.

سم.

الأَسْمَاءُ والكُنَى

وَاعْنَ بالاسْما والكُنَى وَقَدْ قَسَمْ
مَنِ اسْمُهُ كُنْيَتُهُ انْفِرَادَا
نَحْوَ أبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ قَدْ كُنِي
وَالثَّانِ مَنْ يُكْنَّى ولا اسْمًا نَدْرِي
ثُمَّ كُنَى الأَلْقَابِ وَالتَّعَدُّدِ
وابْنُ جُريْجٍ بأبي الوَلِيدِ
ثُمَّ ذَوو الخُلْفِ كُنًى وعُلِمَا
وَعَكْسُهُ وَذُو اشْتِهَارٍ بِسُمِ

 

الشَّيْخُ ذَا لِتِسْعٍ أوْ عَشْرٍ قَسَمْ
نَحْوُ أُبِي بِلاَلٍ أوْ قَدْ زَادَا
أبَا مُحَمَّدٍ بِخُلْفٍ فَافْطُنِ
نَحْوُ أبي شَيْبَةَ وَهْوَ الخُدْرِي
نَحْوَ أبي الشَّيْخِ أبي مُحَمَّدِ
وَخَالِدٌ كُنِّيَ للتَّعْدِيدِ
أسْمَاؤُهُمْ وَعَكْسُهُ وَفِيْهِمَا
وعَكْسُهُ أبو الضُّحَى لِمُسْلِمِ
ج

يقول الناظم -رحمة الله عليه: "الأسماء والكنى" وفيها مؤلفات كثيرة لأهل العلم في الأسماء وفي الكنى، والأسماء منها ما أفرد للثقات، ومنها ما أفرد للضعفاء، ومنها ما جمع في الثقات والضعفاء، ومنها ما خصص لرجال كتاب معين، أو كتب معينة، ومنها ما ألف للمجموع، والكتب المشتملة على الأسماء والكنى والألقاب مجموعة في كتاب واحد هذا موجود، لكن الإفراد للكنى أيضًا أفردت الكنى في كتب كثيرة لأهل العلم، ومن أجمعها كتاب الدولابي، وكتاب الحافظ ابن عبد البر، والحاكم أبي أحمد وغيرهم من أهل العلم صنفوا في الكنى، والكنية كما تقدم هي ما صُدر بأب أو أم، وقد يسمى بما صدر بأب أو أم، وقد يسمى بنعت بوصف بلقب والعكس، المقصود أنه قد يسمى بالكنية وقد يسمى باللقب، ومعرفة هذا النوع في غاية الأهمية لطالب العلم؛ لأنه قد يلتبس على هذا الشخص إذا اشتهر هذا الرجل بكنيته قد لا يصل إلى اسمه، وقد يختلف في اسمه اختلافًا كبيرًا، وهذا هو الغالب الكثير فيمن شهر بالكنية في القديم والحديث، من اشتهر بكنيته في الغالب أنه يضيع اسمه، ومن اشتهر بالاسم دون الكنية في الغالب أن الكنية أيضًا تضيع، مثلًا أبو هريرة اختلف في اسمه واسم أبيه على؟ قيل: عشرين عند بعضهم، أوصلهم ابن عبد البر إلى عشرين، والنووي إلى ثلاثين، وأوصله بعضهم إلى أربعة وأربعين قول، في اسمه واسم أبيه، لماذا؟ لأنه لم يشتهر باسمه عند الناس ولم ينادَ به، ولم يعرف به، إنما عرف بأبي هريرة، طيب قتادة اشتهر عند الناس قاطبة باسمه، فما كنيته؟ هاه؟

طالب:........

لا.

طالب:........

إيه.

طالب:........

لا هو أبو قتادة، ما يجيء.

طالب:........

أبو قتادة الحارث بن ربعي صحابي معروف، لكن قتادة بن دعامة السدوسي كنيته أبو الخطاب، والسبب في كون هذه الكنية لا تعرف أنه اشتهر بالاسم، خلاف من اشتهر بالكنية، الآن عندنا أناس كتاب معروفون اشتهروا بالكنية ما فيه أحد يعرف اسمهم، والعكس إذا اشتهر باسمه ما حد يعرف كنيته، يعني كثير من المشايخ ما تعرف كناهم، المشاهير، لأنهم اشتهروا بالأسماء، لا تُعرف كناهم، وهكذا في الرواة يعني من تداوله الرواة باسمه خفيت كنيته، ومن تداوله الرواة بكنيته ضاع اسمه، حتى قيل في كثير منهم: إن اسمه كنيته، قد يسمى باللقب مثلًا، {اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} [(45) سورة آل عمران] هاه؟

طالب:.......

نعم اسمه المسيح، هل المسيح لقب وإلا اسم؟ هو في الأصل لقب، لكن ما تقدر تقول: لقب وفي القرآن اسمه، قد يسمى بالكنية وحينئذٍ تلزم حالة واحدة في الإعراب، إذا سمي به مثل أبو ظبي مثلًا، تقول: هذه كنية وإلا اسم؟ اسم، ما تقول: ذهبت إلى أبي ظبي ما تجيء؛ لأنه سمي به، المقصود أن مثل هذا الباب على طالب العلم أن يعنى به، وهنا مجرد إشارات وإلا فالكتب مملوءة من الأمثلة لهذا النوع.

طالب:........

لا لا هذا الكلام ما هو بصحيح، هاه؟

طالب:........

لا لا ما هو بصحيح، وابن دريد ليس بثقة، نعم، هذا التماس يعني كونه يختلف فيه إلى هذا الحد، قد يقول قائل مثل هذا الكلام كل بلد ينزل اسمه عمرو، ينزل الثاني عبد الله، ينزل الثالث يقول: اسمي عبد الرحمن وهكذا، هذا من حيث التصور متصور، لكن من حيث الواقع ليس بواقع.

قال -رحمه الله-: "واعنَ بالأسماء" يعني اعتنِ واهتم بها، واجعل اهتمامك منصبًا إليها، ومعرفة الأسماء والألقاب والكنى بالنسبة لطالب العلم في غاية الأهمية، يعني يقبح بطالب علم أن يُسأل عن راوٍ من رواة الصحيح فلا يعرفه، مثلًا فضلًا عن..، هناك من يعرف قدرًا كبيرًا من الرواة، وبالتدريج يعني ما يقال في دفعة في يوم واحد أو في أسبوع احفظ رواة الكتب، لا، هي تأتي بالتدريج، وإذا كان هناك خلاف في لفظه وراجعت عليه الكتب التي تعنى بالضبط، خلاص وأودعته سويداء قلبك ما تنساه، إذا كان فيه هناك تعب، ولا يثبت مثل هذا العلم إلا بمعانات الإنسان بنفسه، ما يكل هذا الأمر إلى غيره، ما يقول: شوف لي يا فلان ضبط هذا، أو طلع لي هذا الاسم من الكمبيوتر، ما تجيء، ما يضبط العلم بهذه الطريقة، ارجع أنت إلى كتب الضبط، وارجع إلى أكثر من كتاب لتعرف الخلاف فيما قيل فيه، ثم بعد ذلك إذا انتهيت من البحث خلاص اضمن.

واعنَ بالأسماء والكنى وقد قسم

 

 

الشيخ..............................
ج

من الشيخ؟ ابن الصلاح، كما قال في المقدمة.

كـ(قال) أو أطلقت لفظ الشيخ ما
 

 

أريد إلا ابن الصلاح مبهما
ج

"ذا لتسعٍ أو عشر قِسم" أو هنا للشك أو للتنويع أو للإضراب أو ماذا؟ نعم؟

طالب: للشك.

كيف؟

طالب:........

خيّر أبح قسّم بـ(أو) وأبهمِ.

تقسيم تسع أو عشر؟ تجيء تقسمها هكذا؟

طالب:........

نعم؟

طالب: إذا بين بعدد ما صح التقسيم....

لا ما هو بتقسيم، ولا للشك؛ لأنها مذكورة، العشرة مذكورة، {إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [(147) سورة الصافات].

طالب:........

كأنها للإضراب؛ لأنه ذكر عشرة، والسبب في كونه يذكر تسع أن العاشر مفرد عنده، مفرد عنده عن التسع، يعني ابن الصلاح ذكر تسعة في باب مستقل، والعاشر في باب مستقل، والحافظ العراقي ضمها فبين أن التسعة قسم والعاشر قسم، فإذا جُمعت صارت عشرة، وإذا نظرنا إليها من حيث التفصيل فهي تسعة، تحت عنوان واحد والعاشر تحت عنوان.

"من اسمه كنيته" انفرادًا، اسمه كنيته، أبو بلال اسمه كنيته، أبو سلمة بن عبد الرحمن نعم، قالوا: اسمه كنيته على خلافٍ هل له اسم أو...... قد يذكر له عشرة أسماء، أبو بكر بن الحارث أحد الفقهاء وأبو سلمة أحد الفقهاء اشتهروا بكنيتهم فضاعت أسماؤهم، حتى قيل: إن أسماءهم كناهم، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود قالوا: اسمه كنيته، وذكر له خلاف في اسمه، المقصود أن من الرواة من اسمه كنيته انفرادًا "نحو أبي بلال" ما معنى "انفرادًا"؟ لأنه يقابله "أو قد زادا" يعني ما ذكر له إلا كنية واحدة الإنفراد، والذي زاد ذكر له أكثر من كنية.

...................................

نحو أبي بكر بن حزمٍ قد كُني

 

نحو أبي بلال أو قد زادا
أبا محمدٍ...........................
ج

يعني ذكر له أكثر من كنية، الإنفراد ما ذكر له إلا كنية واحدة، وقد يزاد في الكنى فتتعدد، فيذكر له كنيتان أو أكثر.

نحو أبي بكر بن حزمٍ قد كني

 

أبا محمدٍ بخلفٍ فافطنِ
ج

يعني إذا قيل لك: حدثنا، أو مر بك حدثنا أبو محمد بن حزم هل يدور ببالك وبخاطرك أنه محمد بن حزم؟ وأبو محمد بن حزم ما عُرف إلا علي الظاهري، نعم قال: أبو محمد، قال: أبو محمد، هذا المعروف، أبو محمد بن حزم معروف الظاهري، لكن هل يتبادر إلى ذهنك أن أبا محمد بن حزم هو أبو بكر بن حزم؟ ما يدور ببالك إلا إذا كنت على ذكر من هذا الكلام؛ ولذلك قال:

واعنَ بالأسماء والكنى.............

 

 

...................................
ج

طالب:........

لا لا أبو بكر، كنيته أبو بكر.

طالب:........

أيهم؟

طالب:........

ابن حزم هذا الذي معنا وإلا الظاهري؟ الذي معنا أبو بكر "نحو أبي بكر بن حزم"..... يعني تبنّى أبا بكر بن حزم، الناظم تبعًا لابن الصلاح تبنى أنه أبو بكر بن حزم "قد كني" يعني مما ذكر فيه أنه أبو محمد، إضافة إلى الكنية الأصلية التي هي أبو بكر، نعم؟

طالب:........

يقول: كيف قال: نحو أبي وقد سمي به؟ يعني إذا سميت مدرسة سميتها بأبي بكر الصديق ماذا تقول: مدرسة أبو بكر الصديق أو مدرسة أبي بكر؟

طالب:........

قالوا: إذا سُمي خلاص لزم حالة واحدة، يصير اسمًا ولا يعرب بالحروف.

طالب:........

كيف؟

طالب:........

يعني مثلما في القرآن مثلًا سورة المؤمنون، هذه حكاية اللفظ، وسميت بها السورة فلا تغير، وهنا أبو بكر بن حزم اسمه كنيته كيف قال: نحو أبي؟

طالب:........

لا لا هو مضاف إليه على كل حال، أبي مضاف إليه، لكن هل نقول: إنه بدل لما صار اسمه كنيته يلزم حالة واحدة؟ مثلما قلنا في أبو ظبي؟ نعم؟

طالب:........

إيه هذه القاعدة وهذا الأصل باعتبار الحال، ومنهم من يلمح الأصل وهو أن الأصل فيها أنها كنية، فمن يلمح الأصل يعربها باعتبار أن أصلها معرب بالحروف، ومن ينظر إلى التسمية في الحال يلزمه حالة واحدة.

طالب:........

يجوز الوجهان.

طالب:........

مثلما قلت الآن، الآن في آخر كلامي قلت: من يلمح الأصل وأن الأصل فيه أن هذا مركب كنية يُعربه بالحروف، ومن ينظر إليه في الحال وأنه اسم يلزمه حالة واحدة، على أن كون اسمه كنيته محل خلاف بين أهل العلم.

نحو أبي بكر بن حزمٍ قد كني

 

أبا محمدٍ...........................
ج

الآن أبو محمد كنية، والاسم أبو بكر هذا الذي مشى عليه هنا "بخلفٍ فافطنِ" يعني اختلف في اسمه هل له اسم غير الكنية أو ليس له ذلك؟ لكن الذي مشى عليه أن اسمه كنيته.

"والثانِ" -يعني القسم الثاني.

والثانِ من يكنى ولا اسمًا ندري
ج

 

نحو أبي شيبة وهو الخدري
ج

أبو شيبة الخدري أخو أبي سعيد الخدري، أبو سعيد عرفنا اسمه: سعد بن مالك بن سنان الخدري، لكن أخوه أبو شيبة هو مكنى بأبي شيبة لكن اسمه؟ ما اسمه؟ قال: "ولا اسمًا ندري" ما ندري عن اسمه، ما وصلنا به طريق صحيح أن اسمه كذا.

والثانِ من يُكنَى ولا اسمًا ندري
ج

 

نحو أبي شيبة وهو الخدري
ج

أخوه سعيد نقل إلينا اسمه؛ لأنه مشهور بين الصحابة، صحابي صغير، لكنه مشهور، فعُرف اسمه، وعُرف الاسم؛ لأن شهرته بأبي سعيد وإن كانت مستفيضة إلا أنها لم تغطِ على اسمه، كما غطت كنية أبي هريرة على اسمه، "وهو الخدري" يعني خدرة أو خدارة بطنان من الأنصار كما هو معروف.

ثم كنى الألقاب والتعددِ

 

...................................
ج

كنى الألقاب يعني الأصل فيه لقب ثم يضاف إليها أب أو أم، فإذا قال: أبو الشيخ صورتها الكنية؛ لأنها مصدرة بأب، لكن الشيخ لقب، لو مثلًا قال: فلان أبو الشماغ مثلًا، أبو الحذاء، أبو الخفاف، هل هذه كنية؟

طالب: صورتها كنية.

صورتها كنية نعم، لكن في الحقيقة الأبوة متحققة أو غير متحققة؟ غير متحققة، فهذا مرادهم.

ثم كُنى الألقاب والتعددِ

 

نحو أبي الشيخ أبي محمدِ
ج

كنيته أبو الشيخ وإلا أبو محمد؟ الأول صورته صورة كنية وحقيقته لقب، والكنية الحقيقية أبو محمد.

وابن جريج بأبي الوليدِ
 

 

وخالد كنّي للتعديدِ

ابن جريج كُني بأبي الوليد، وكُني بأبي خالد للتعديد، يعني له عدد من الكنى، فتجد من له أولاد يكنى بكل واحد منهم، وتجد بعض الناس حتى من المعاصرين تجد زملاءه القدماء الذي قبل أن يتزوج يكنونه بأبيه، ويستمرون يأتيه أولاد عشرة عشرين ويستمر على كنيته القديمة، فإذا تزوج وولد له ولد أكبر اسمه غير اسم أبيه الذين عاصروه في هذه الحُقبة فيما بعد الزواج يعرفون كنيته على الحقيقة، وزملاؤه القدماء يكنونه على ما عهدوا، نعم، وقد يكون من بين أولاده من يلازمه أكثر من ملازمة الأكبر، فيشتهر عند قوم فيكنى به، فيكون له أكثر من كنية، وهذا سبب التعدد في الكنى، تجد فئة من الناس يكنونه بأبيه، وهذا شيء سائغ ومعروف لا سيما عندنا في بلادنا قبل أن يتزوج أبو فلان بدون تردد أنه على أبيه، يعني على طول تشوف فلان ابن فلان أبو فلان، على طول ما يحتاج إلى أن تتردد، ثم إذا ولد له ولد قد يستمر يسمي الابن على الوالد هذا ما في إشكال ما يحصل فيه اضطراب، لكن إذا سمّى غير ما كان يكنى به، وعُرف بذلك صار يدعى به، ثم يلازمه واحد من أولاده دون البقية فتجد أكثر الناس ما يعرف إلا هذا الولد، فيكنيه به.

وابن جريج بأبي الوليدِ
ثم ذوو الخلف كنًى وعُلما
 

 

وخالد كُني للتعديدِ
أسماؤهم...........................

يعني أسماؤهم معلومة، لكن تجد كنيته فيها خلاف، قد يذكر من الخلاف إلى عشرة، كما أن من اشتهر بالكنية قد يذكر في اسمه عشرة أقوال.

ثم ذوو الخلف كنًى وعُلما
 

 

أسماؤهم وعكسه..................

يعني من عرفت كنيته لم يعرف اسمه أو العكس من عرف اسمه ولم تعرف كنيته، تجد الخلاف كبيرًا قد يصل في بعض الرواة إلى العشرة الأقوال، أما قولين ثلاثة أربعة هذا كثير في الرواة؛ لأن الناس إذا طرقت على أسماعهم وتردد على أسماعهم شيء ألفوه ما بحثوا عن غيره، طيب أبو تراب الظاهري ما اسمه؟ في أحد يعرف اسم أبو تراب؟ هاه؟

طالب:........

لا لا، نحن عندنا أسماء اشتهرت بالكنى لا كبير ولا صغير يعرف الاسم إلا خواصه، وبعض الناس اشتهر بالاسم وبين الناس تبحث عن كنيته ما تعرف، شيوخنا المشاهير لو يسأل عن واحد ما كنيته؟ طلاب العلم ما يدرون؛ لأن الناس ألفوا الاسم فما صاروا يبحثون عن الكنية، وأحيانًا تُؤلَف الكنية فلا يبحث عن الاسم، وهذا هو السبب.

ثم ذوو الخلف كنى وعُلما
 

 

أسماؤهم وعكسه وفيهما..........

وفيهما يعني الخلاف في الأمرين؛ في الكنية والاسم، يعني يشتهر بلقبه مثلًا، يشتهر بلقبه ثم تبحث عن اسمه ما تجد قولًا واحدًا، يُختلف في اسمه اختلاف كبير، تبحث عن كنية ما تجد إلا أقوال متعددة في كتب أهل العلم، هذا فيمن اشتهر بلقبه يكون الخلاف الكبير في الاسم والكنية، طيب، لماذا لم يقولوا الخلاف في الثلاثة مثلًا؟ في الثلاثة يجعلوها على حد سواء، اشتهر بكنيته لماذا نبحث عن لقبه؟ اشتهر باسمه نبحث عن كنيته، اشتهر بكنيته نبحث عن اسمه، لكن اشتهر باسمه هل نبحث عن لقبه؟ أو اشتهر بكنيته هل نبحث عن لقبه كما نبحث عن اسمه؟ لا؛ لأن اللقب الأصل عدمه؛ لأنه يشعر بمدح أو ذم ما تدري هل هو ممدوح أو مذموم؟ الأمر الثاني: أننا نهينا عن التنابز بالألقاب فلا نبحث عنها، لكن إن مرت بنا وصارت مدونة وفي الألقاب أيضًا كتب، الذي يمر بنا على طريقنا من غير أن نقصده، ومن غير أن نذكره للتنقص بهذا اللقب، يعني إذا اشتهر بالأعمش، بالأعرج بكذا بكذا، الضعيف، الضال.

طالب:........

نعم غُندر وغيره، المقصود أننا لا نبحث عن اللقب، لكن إذا وُجد نعرف أن هذا اللقب لفلان؛ ولذلك لم يجعلها على حد سواء، ذكر الخلاف في الكُنى والأسماء، لكن لم يذكر الخلاف في الألقاب، لماذا؟ لأننا لا نبحث عن الألقاب، وجدت الألقاب، صُنف في الألقاب نقرأ في هذا الكتب المصنفة، ونقرأ أيضًا نعم..، لكنها على خلاف الأصل؛ لأن فيه ما اشتمل على ذم، وذِكر هذا اللقب على سبيل التنقص لا يجوز، وقد نهينا عنه، لكن إذا كان لمجرد التعريف ما عرف إلا بهذا، ولم يكن على سبيل التنقص لا مانع.

"وفيهما وعكسه" عكس ماذا؟ هاه؟

طالب:........

طيب، وعكسه؟

طالب:........

يعني الخلاف في اللقب؟ وفيهما في الاسم والكنية يُختلف فيه اختلاف كبير مثل سفينة مولى النبي -عليه الصلاة والسلام- ما اسمه؟ كنية بلال كثير من الأسماء لقبه لم يذكر، مثل ما ذكرنا، فيختلف، إذا عرف باسمه يختلف بكنيته، إذا عرف بكنيته اختلف في اسمه، لكن لا يذكرون الخلاف في اللقب، مثلما ذكرنا في أنه خلاف الأصل، لكن عكسه؟

طالب: ما في خلاف لا في اسمه ولا في كنيته.....

طيب.

طالب:........

ماذا يبقى؟

طالب: اللفظ.

إذا كان متفقًا عليه؟ لماذا يذكر في هذا الباب؟ وعكسه؟

طالب: يختلف في واحد........

لا يعني المفترض أنه فيه ما أختلف في اسمه وكنيته واتفق على لقبه، وعكسه اختلف في لقبه، نعم اتفق في اسمه، لكن الشرح ماذا يقول؟ شرح زكريا إن كان معكم فهو أقرب، أسهل.

طالب: يقول: وعكسه وهو في الثاني فإن لم يختلف في واحد من اسمه أو كنيته كالأئمة الأربعة....

إيه لكن مثل هذا يحتاج إلى ذكر؟ هاه؟

طالب:........

إي نعم من باب تتميم القسمة، كما يقال: القسمة رباعية مثلًا فتذكر الأقسام الأربعة وإن كان بعضها لا نحتاج إليه، نعم ومن باب تتميم القسمة لم يختلف في شيء من حاله لا اسم ولا لقب ولا كنية، قالوا: كالأئمة الأربعة. من الطرائف أن واحدًا يتكلم على الأئمة الأربعة ويقول: من غرائب الاتفاق أن الأئمة الأربعة كلهم كنيتهم أبو عبد الله، طيب ماذا عن أبي حنفية؟ نعم؟ الأئمة الثلاثة كلهم أبو عبد الله ورابعهم سفيان أبو عبد الله، نعم، لكن يبقى أبو حنفية أبو حنفية، وأبو يوسف أبو يوسف، ولم يختلف في أسمائهم ولا في كناهم، يعني هل السبب في عدم الاختلاف فيهم كونهم أئمة متبوعين، ضبط أسماءهم وكناهم وألقابهم أتباعُهم؟

طالب: ما يلزم يا شيخ.

نعم؟

طالب:........

لا ودونت، دونت حياتهم في تراجم مفردة ومطولة، وتناقلها أتباعهم.

وعكسه وذو اشتهارٍ بِسُمِ

 

...................................

هناك سُما:

واعنَ بالأفراد سُما.................
 

 

...................................

وهذا لفظ فيه غير السابق.

وعكسه وذو اشتهارٍ بِسُمِ

 

وعكسه أبو الضحى لمسلمِ

"وعكسه وذو اشتهارٍ بسم" يعني من اشتهر باسمه، "وعكسه أبو الضحى" مسلم بن... بالضم وإلا بالفتح؟

طالب:........

ماذا قال في الشرح؟

طالب:........

هاه؟

طالب:........

نعم بخلاف الربيع بن صَبيح، ما فائدة إفراد الأخير ذو اشتهارٍ بسُمِ؟ هاه؟ يعني ما يغني عنه ما تقدم؟ يعني ما الفائدة من:

..................وذو اشتهارٍ بِسُمِ

 

وعكسه أبو الضحى لمسلمِ

طالب: بس هناك يا شيخ فيما تقدم فيه جمع بين الأسماء والكنى وهنا انفرد بالاسم......

طيب، وذو اشتهارٍ بسُمِ.

طالب:........

طيب.

طالب:...... وهذا اشتهر.....

طالب آخر: اسم دون الكنية.....

يعني ما تقدم، من اشتهر باسمه واختلف في كنيته، وعكسه: من اشتهر بالكنية وضاع اسمه واختلف فيه، هنا اشتُهر أو اشتهر بين الرواة بالاثنين معًا، يعني ما ضاع اسمه اشتهر بالكنية لكن ما ضاع اسمه، معروف، أو العكس اشتهر بالاسم وكنيته معروفة، وهذا فيه ترجيح لأحد الجانبين، اشتهر بالاسم والكنية معروفة، اشتهر بالكنية والاسم معروف، لكن ألا يوجد من اشتهر بهما على حد سواء؟ هاه؟

طالب: إيه يا شيخ يوجد.....

اشتهر بهما على حد سواء.

طالب: أبو مسلم يا شيخ.

على حد سواء، كلٌ يعرف أنه عبد الله بن قيس، ما اختلف في اسمه، ويذكر في الأسانيد: حدثني عبد الله بن قيس، ويذكر بأبي موسى، أبو سعيد الخدري نفس الشيء، هل يمكن أن يذكر هنا أو لا يحتاج إلى ذكر؟

طالب: نعم.

إذا اشتهر بهما على حد سواء، الآن "وذو اشتهارٍ بسُمِ" يعني اسمه أشهر من كنيته، وعكسه العكس كنيته أشهر من اسمه، لكن إذا اشتهر بهما على حد سواء، يحتاج إلى ذكر وإلا ما يحتاج؟

طالب: ما يحتاج.

ما يحتاج؛ لأنه لا يشكل على المتعلم، لا يشكل على المتعلم فلا يحتاج إلى تنصيص، والله أعلم.

 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"