شرح أبواب الصلاة من سنن الترمذي (10)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

سم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا واجزه عنا خير الجزاء.

قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى:

باب ما جاء في بدء الأذان

حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموي قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن زيد عن أبيه قال.. قال لما أصبحنا أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بالرؤيا فقال «إن هذه لرؤيا حق فقم مع بلال فإنه أندى وأمد صوتًا منك فألق عليه ما قيل لك ولينادِ بذلك» قال فلما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يجر إزاره وهو يقول يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال قال فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «فلله الحمد فذلك أثبت» قال وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أبو عيسى حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح وقد روى هذا الحديث إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق أتم من هذا الحديث وأطول وذكر فيه قصة الأذان مثنى مثنى والإقامة مرة مرة وعبد الله بن زيد هو ابن عبد ربه ويقال ابن عبد رب ولا نعرف له عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا يصح إلا هذا الحديث الواحد في الأذان وعبد الله بن زيد بن عاصم المازني له أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عم عبّاد بن تميم حدثنا وحدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر قال حدثنا الحجاج بن محمد قال قال ابن جريج قال أخبرنا نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلوات وليس ينادي بها أحد فتكلموا يومًا في ذلك قال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم اتخذوا قرنًا مثل قرن اليهود قال فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة قال فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

«يا بلال قم فناد بالصلاة» قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف رحمه الله تعالى "باب ما جاء في بدء الأذان" باب ما جاء في بدء الأذان بدء يعني ابتداء واستعمل الإمام البخاري هذه اللفظة كثيرًا وتبعه على ذلك الإمام الترمذي وبعض المصنفين باب بدء الوحي باب بدء كذا وكذا إلى آخره في أبواب كثيرة من صحيح البخاري وهذا الضبط هو رواية الأكثر ويضبطه بعض الرواة في صحيح البخاري بُدُوّ يعني ظهور والبدء هو الابتداء في بعض المواضع ضُبِط صحيح البخاري بُدُوّ يعني ظهور لكن أكثر الرواة من رواة جامع الصحيح على أنه بدء يعني ابتداء الأذان الأذان يعرَّف في اللغة بأنه الإعلام والمادة تدور على هذا إذا حللتِ فآذنيني يعني أعلميني وفي حديث أم عطية في غسل ابنته -عليه الصلاة والسلام- «فإذا فرغتن فآذنوني» يعني أعلموني فلما فرغنا آذناه يعني أعلمناه -عليه الصلاة والسلام- وبعض الناس ينطق هذه اللفظة هي بالقصر الأذان كذا وبعضهم يقول آذان وهذا خطأ لأن الآذان جمع أذن والأذان في اللغة هو الإعلام على ما تقدم ويعرَّف في الاصطلاح بأنه الإعلام بدخول بوقت الصلاة إما بدخوله أو بقربه حينما يجوز تقديمه على دخول الوقت كالصبح مثلاً بدخول وقت الصلاة أو بقربه بألفاظ مخصوصة يأتي بيانها في هذا الباب والأذان لم يشرع قبل حديث ابن زيد هذا بعد الهجرة وأما ما يُروى من أنه -عليه الصلاة والسلام- تعلَّم الأذان مع فرض الصلاة ليلة الإسراء فلا يصح كما نبه على ذلك ابن حجر وغيره والأذان من شعائر الدين الظاهرة من شعائر الإسلام الظاهرة وهو فرض كفاية فرض كفاية خارج عن ماهية الصلاة بمعنى أن الصلاة تصح بغير أذان لكن إذا تُرك أثم من تركه إذا وجب عليه يعني لو تركه أهل بلد أو أهل حي بحيث لا يُسمع الأذن في بلدهم أو في حيهم فإنهم يأثمون وهو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين وهو من الشعائر الظاهرة وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا غزا قومًا انتظر حتى يدخل وقت صلاة فإن أذّنوا كف عنهم إن أذنوا كف عنهم وإن لم يؤذنوا أغار عليهم -عليه الصلاة والسلام- لأن هذا من الشعائر الظاهرة التي يستدل بها على أن البلد بلد إسلام أو بلد حرب في حال عدم وجود الأذان يقول الإمام رحمة الله عليه حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد "حدثنا سعيد بنُ يحيى بنِ سعيدٍ الأُموي" قال "حدثنا أَبِيْ" يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص وهما ثقتان كما هو معلوم والابن سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموي كنيته أبو عثمان البغدادي وهو كوالده من ثقاة الرواة قال "حدثنا محمد بن إسحاق" محمد بن إسحاق إمام المغازي في هذا الباب إمام لكنه في غيره أقل من ذلك تكلموا فيه وشدد فيه الإمام مالك وجمع من أهل العلم ووثقه آخرون والقول الوسط فيه أنه صدوق يعني إذا صح السند إليه فإن الحديث حينئذٍ يكون حسنًا ومع ذلك فهو مدلس إذا صرح بالتحديث قبل حديثه وإلا فلا لأنه يدلس عن الثقات وغيرهم وهو إمام في بابه كيف يُتصوَّر أن يكون إمامًا في باب من أبواب الدين وضعيف في أبواب أخرى أو أقل من ثقة في أبواب أخرى نعم هذا متصوَّر لأن الإنسان حينما يهتم لشيء ويضبطه ويتقنه يكون إمامًا فيه ويغفل عن بقية الأبوب فيحصل عنده الخطأ والخلل فيضعف في بعض الجوانب يعني الإمام أبو حنيفة إمام في الفقه وهو متكلم في حفظه ابن أبي ليلى إمام من أئمة المسلمين في الفقه وعلم من أعلامهم ومع ذلك قالوا في حفظه شيء عاصم بن أبي النَّجود إمام في القراءة لكن في حفظه للحديث شيء فالإنسان إذا اهتم لشيء ضبطه وأتقنه وإذا غفل عن شيء حصل عنده الخلل فيما غفل عنه وهذا شيء مشاهد تجد الإنسان يهتم بباب من الأبواب يضبطه ويتقنه ثم مع ذلك يكون أقل في الأبواب الأخرى وقد يحصل الخلل الكبير في غير ما وضع نفسه له وهذا ظاهر في زمننا هذا زمن التخصص تجد بعض الناس يتخصص في علم من العلوم ويضبطه وينبغ فيه وينبل فيه ومع ذلك إذا سئل في العلوم الأخرى تجده أقل من عادي وهذا موجود وهو قد يطلب أحيانًا وقد يكون غير مطلوب في أحيان كثيرة فالشخص يتخصص في الحديث مثلاً ويغفل عن الفقه وكيفية التفقه وكيفية الاستنباط هذا خلل أو العكس يكون فقيهًا يهتم للفقه ويعرف كيف يستنبط لكنه لا يعرف الحديث هذا أيضًا خلل فالفقه والحديث متلازمان متلازمان والفصل بينهما خلل في التعلم خلل في كيفية التعلم وتحصيل العلم قد يتخصص في التفسير وهو لا يعرف الحديث هذا أيضًا خلل عظيم لماذا؟ لأن المعوَّل في التفسير على المأثور فكيف يعرف التفسير المأثور وهو لا يعرف الحديث ولا يعرف كيف يثبت الحديث أو يضعف الحديث أو يصحح؟! الحديث فالفصل بين العلوم في الجملة لاسيما مع من لديه أهلية للتفنن وجمع العلوم كلها هذا عيب لكن إذا كان الإنسان لا يستطيع إذا تصدى لأكثر من علم تشتت فلم يدرك هذا ولا هذا نقول له تخصص لكن ما يحتاجه هذا العلم لا بد من ضبطه وإتقانه لا بد من ضبطه وإتقانه والقدر المشترك بين العلوم كلها لا بد من معرفته لكل مَن أراد أن يتعلَّم العلم الشرعي يعني القدر المشترك مبادئ العلوم كلها لا بد من معرفته لجميع طلاب العلم حدثنا محمد بن إسحاق وهو إمام من أئمة المسلمين في هذا الباب في باب المغازي وأما في غيره فاختلفت فيه أقوال أهل العلم على كل حال القول الوسط فيه أنه صدوق يدلِّس فإذا صرَّح بالتحديث قبل حديثه وأمنَّا تدليسه وإذا لم يصرح بأن روى بعن كما هنا فغنه لا يقبل لكنه في طرق أخرى صرح بالتحديث فأمنا تدليسه "عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي" المدني ثقة راوي حديث إنما الأعمال بالنيات ثقة من الرابعة "عن محمد بن عبد الله بن زيد" بن عبد ربه الأنصاري المدني ثقة أيضًا "عن أبيه" عبد الله بن زيد الأنصاري الخزرجي صحابي راوي الأذان وهو مشهور بهذا الحديث والخلاف في هل روى غير هذا الحديث أو لم يروِ سيأتي إن شاء الله تعالى صحابي توفي سنة اثنتين وثلاثين يعني في خلافة عثمان "عن أبيه قال لما أصبحنا أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بالرؤيا" هذا الحديث في هذا الموضع من هذا الكتاب مختصر مختصر وأخرجه أبو داود وغيره بأطول من هذا وذكروا القصة التي ستأتي الإشارة إليها لما هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام- من مكة إلى المدينة ودخل الناس في دين الله أفواجًا وكثروا احتاجوا إلى أمر يعرفون به دخول وقت الصلاة كانوا يعرفون الأوقات وعددهم قليل وينبه بعضهم بعضًا ولا يحتاجون إلى مثل هذا لكن لما كثروا احتاجوا إلى أمر ينبههم لدخول وقت الصلاة تذاكروا هذا الأمر وقال بعضهم لعلنا نتخذ ناقوس والذي يقول لعلنا نتخذ بوق ننفخ فيه وبعضهم قال نار والناقوس للنصارى والبوق لليهود والنار للمجوس هذا كله تشبه بالكفار هذا كله ما أعجب النبي -عليه الصلاة والسلام- تفرقوا ولم يتفقوا على شيء وكان من ضمن الحاضرين عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري فاهتم لهذا الأمر وذهب إلى بيته فنام قد يقول قائل هل هو أكثر اهتمام من الرسول -عليه الصلاة والسلام- هل هو أكثر اهتمام من أبي بكر وعمر؟ سيأتي ما يدل على أن عمر أيضًا رأى هذه الرؤيا لكن سبقه عبد الله بن زيد يبقى أبو بكر مثلاً هل أبو بكر ما رأى هذه الرؤيا لأنه ما اهتم في الموضوع؟ لا يلزم من كل مهتم أن يرى لا يلزم من كل مهتم أن يرى لكن الغالب أن الإنسان إذا اهتم إلى شيء فإنه يراه في المنام فرأى عبد الله بن زيد في بعض الروايات قال طاف بي وأنا نائم رجل طاف بي يعني مرَّ بي أو دار علي كما هو مقتضى الطواف ومعه ناقوس فقلت يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال وما تصنع به؟ قال ننادي به للصلاة قال ألا أدلك على ما هو خير منه؟ قال بلى قال نعم قال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر إلى آخر الأذان بتربيع التكبير من ترجيع بتربيع التكبير من غير ترجيع عبد الله بن زيد لما أصبح قال لما أصبحنا أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بالرؤيا أخبره بها مفصلة بما حصل له في المنام "فقال «إن هذه لرؤيا حق»" إن هذه الرؤيا التي رأيت لرؤيا تأكيد بإن واللام «لرؤيا حق» يعني صدق ليست من أضغاث الأحلام صدق ثابتة صحيحة لأن الشيطان لا يستطيع مثل هذا الكلام بل العكس الأذان يطرد الشيطان الأذان يطرد الشيطان «إن هذه لرؤيا حق فقم مع بلال» الرؤيا منه -عليه الصلاة والسلام- حق ووحي يثبت بها الحكم لكن رؤيا غيره -عليه الصلاة والسلام- لا يثبت بها حكم شرعي لذاتها وإنما ثبت الأذان برؤيا عبد الله بن زيد لإقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- لهذه الرؤيا وشهادته -عليه الصلاة والسلام- بأنها رؤيا حق قال «إن هذه لرؤيا حق فقم مع بلال قم مع بلال فإنه أندى وأمد» يعني الأولى أن يكون المؤذن عبد الله بن زيد الأولى أن يكون المؤذن عبد الله بن زيد فهو أولى من غيره لكن مصلحة الأذان مقدَّمة على مصلحة فرد بعينه وإن كان الأصل له الحق يعني لو أن شخصًا بنى مسجدًا بنى لله مسجدًا هو أولى من يؤم في هذا المسجد أو يؤذن في هذا المسجد إن طلب لكن إن كانت شروط الإمامة لا تنطبق عليه أو شروط الأذان لا تنطبق عليه يكون غيره أحق منه لأن ما يرجع إلى ذات العبادة أولى بالمراعاة إلى ما يرجع إلى أمر خارج عنها.. مما يرجع إلى أمر خارج عنها أولى بالمراعاة نعم هذا بنى المسجد وله حق ويمكن أن يؤخذ رأيه اختيار الإمام أو المؤذن له حق لكن لا يلزم أن يكون هو الإمام وغيره أولى منه بالإمامة هنا بلال أولى من عبد الله بن زيد بالمئذنة بالأذان لماذا؟ لأنه أندى أعذب صوت وأمد يعني أرفع صوت يصل صوته إلى ما لا يصل إليه صوت عبد الله بن زيد وهذه المصلحة ترجع إلى ذات الأذان ترجع إلى ذات الأذان «فقم مع بلال فإنه أندى وأمد» ولذا الصوت جماله مطلوب ما لم يدخل في حيز الممنوع من التطريب وأيضًا رفع الصوت مطلوب لكنه بقدر الحاجة بقدر الحاجة أندى وأمد صوتًا منك يعني هذا اعتذار من النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن زيد «فألقِ عليه ما قيل لك» فألقِ عليه يعني لقنه ما قيل لك في المنام «ولينادِ» يعني يؤذن بما تلقيه إليه قال "فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة خرج" فلما الفاء هذه للترتيب والتعقيب للترتيب والتعقيب بمعنى أن عمر رضي الله عنه جاء بعد أن سمع أذان بلال لا قبله كما فهمه ابن العربي من حديث ابن عمر لا قبله "فلما سمع عمر".. وأيضًا الفاء تدل على أنه لما سمعه مباشرة خرج إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يجر إزاره عجلاً مستعجلاً خلافًا لما جاء في بعض الروايات من أنه إنما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد عشرين يومًا قوله فلمّا سمع عمر بن الخطاب يعني عقب ما سمع الأذان مباشرة "لما سمع نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يجر إزاره" والجملة حالية وجر الإزار للعجلة خرج مستعجلاً "وهو يقول يا رسول الله والذي بعثك بالحق" عمر صادق لا يحتاج إلى أن يحلف لكن من باب التأكيد في الأمور المهمة والنبي -عليه الصلاة والسلام- أصدق الخلق حلف في نحو ثمانين موضعًا في ثمانين موضع حلف النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو الصادق المصدوق الذي لا يحتاج إلى يمين لكن اليمين في مثل هذه الأمور شرعية "ويقول يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال" لقد رأيت مثل الذي قال وفي بعض النسخ مثل الذي رأى يعني مثل الذي قال بلال أو مثل الذي رأى عبد الله بن زيد لكن الذي قال أولى لماذا؟ لأنه لم يدرِ عن هذه الرؤيا سمع كلام وهو قول عرف أن عبد الله بن زيد رأى بعد ذلك لقد رأيت مثل الذي قال يعني بلال "قال فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «فلله الحمد»" الذي دلنا على ما نظهر به ما نريد من غير مشابهة لأحد يعني نختص بهذا النداء من بين سائر الأمم فلله الحمد حيث أظهر هذا الحق الذي ندعو به إلى هذه الفريضة العظيمة «فذلك أثبت» أثبت يعني أقوى فذلك أثبت يعني أقوى حينما تقوّت رؤيا عبد الله بن زيد وهي حق بشهادة النبي -عليه الصلاة والسلام- برؤيا عمر رضي الله عنه فيدل على أن الخبر الذي يأتي من طريقين أقوى من الخبر الذي يأتي من طريق يعني من أسباب الترجيح كون الخبر يروى من طرق والضعف المتصوَّر في بعض الطرق ينجبر بالطرق الأخرى فقوله فذلك أثبت يعني أقوى مع أن طريق عبد الله بن زيد لا يحتاج إلى تقوية لا يحتاج إلى تقوية لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- شهد له أنه حق وعلى هذا إذا وجدنا حديثًا صحيحًا ثم وجدنا له طرق أخرى صحيحة نقول لا نحتاج إلى هذه الطرق لأن الحديث يصح بدونها أو نقول الزيادة خير أثبت وأقوى ونحتاج إليها عند المعارضة حينما يُعارَض هذا الحديث الصحيح الذي لم يرد إلا من طريق واحد يعارِضه حديث صحيح يرد من طرق أخرى صحيحة يرجحه عليه؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال «فذلك أثبت» يعني أقوى وهذا مستند ومستمسك قوي لمن يرجح بالطرق ويثبت ويصحح ويحسن بالطرق أما قول من يقول أنه لا يوجد حديث صحيح لغيره عند المتقدمين ولا يوجد حديث حسن لغيره عند المتقدمين وإنما يصححون بالطرق المفردة ويضعفون بها إضافة إلى هذا الخبر الواقع يرد هذا الكلام الواقع يرد هذا الكلام أنت لما يأتيك شخص يقول إن زيدا حضر من السفر هذا الرجل ثقة عندك تقبل قوله مباشرة لكن إذا جاءك ثاني وثالث ألا يزيد هذا الخبر عندك قوة جاء رابع وخامس زاد وكل ما كثرت الطرق ازداد الخبر قوة هذا الواقع يشهد له أما من يقول أن التقوية بمجرد كثرة الطرق ليست من طريقة المتقدمين هذا الكلام ليس بصحيح وماذا عن صنيع الإمام الترمذي حينما يقول وفي الباب عن فلان وفلان وفلان ما الحاجة إلى هذا؟ إلا ليريد أن يقوي حديث الباب بهذه الشواهد التي يذكرها مع أن خبر عبد الله بن زيد صحيح بتصحيح النبي -عليه الصلاة والسلام- وبقوله «إن هذه لرؤيا حق» وباعتماده أثبته قولاً وفعلاً فقال «ألقه على بلال» وأقره -عليه الصلاة والسلام- واكتسب الشرعية من جميع الوجوه من جميع الوجوه التي تثبت سنة له -عليه الصلاة والسلام- بالقول والفعل والتقرير "فذلك أثبت قال" يعني الإمام الترمذي "وفي الباب عن ابن عمر" وسيأتي ذكره في هذا الباب "قال أبو عيسى حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح" وأخرجه أبو داود وابن ماجه وابن حبان وغيرهم ثم قال رحمه الله تعالى "وقد روى هذا الحديثَ إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق" يعني إبراهيم بن سعد يتابع في هذا يحيى بن سعيد يتابع في هذا يحيى بن سعيد الأُموي إبراهيم وروايته عند الإمام أحمد في المسند وعند أبي داود وابن ماجه والبيهقي عن محمد بن سعد "أتم من هذا" يعني رواه مطوَّلا "وعبد الله بن زيد هو ابن عبد ربه" هو ابن عبد ربه يعني هناك من يشاركه في الاسم هو عبد الله بن زيد بن عاصم وبعض من ترجم للرواة يخلط بينهما يخلط بينهما ومنهم من يجعلهما واحد ومنهم من يميز ويجعل راوي حديث الأذان غير عبد الله بن زيد بن عاصم راوي أحاديث الوضوء وعبد الله بن زيد هو ابن عبد ربه ويقال هو ابن عبد رب بدون الهاء قال "ولا نعرف له عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا يصح إلا هذا الحديث الواحد في الأذان" ولا نعرف له عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا يصح إلا هذا الحديث الواحد في الأذان لكن الحافظ ابن حجر في الإصابة قال هذا خطأ يعني كونه لا يروي إلا حديث الأذان ونفي ما عداه من روايته هذا خطأ نقل الحافظ ابن حجر في الإصابة هذا الكلام كلام الترمذي ثم قال وقال ابن عدي ولا نعرف له شيئًا يصح غيره وأطلق غير واحد أنه ليس له غيره قال وهو خطأ فقد جاءت عنه عدة أحاديث ستة أو سبعة جمعتها في جزء أئمة كبار حفاظ الترمذي وابن عدي وغير واحد يقولون لا يُعرَف له إلا هذا الحديث وابن حجر وهو المحدِّث الحافظ لكنه متأخر عن هؤلاء الأئمة ولا يعد في مرتبة واحد منهم فضلاً عن جميعهم فهل يعتبر قوله؟ أو قول هؤلاء الأئمة مجتمعين؟ قال هو خطأ فقد جاءت عنه عدة أحاديث ستة أو سبعة جمعتها في جزء ثم نقل أن له في سنن النسائي حديثًا وفي المستدرك للحاكم وذكر حديثًا آخر في التاريخ الكبير للبخاري وفي طبقات ابن سعد والمسند ثم ذكر بقية الأحاديث فمن الذي يُعتمَد قوله في هذه المسألة؟ هل يعتمد قول الترمذي وابن عدي وجمع من الأئمة المتقدمين في نفي ما ينسب لعبد الله بن زيد بن عبد ربه أو ما أثبته الحافظ ابن حجر وهو إمام مطلع قد يقول قائل إنه اطلع على أحاديث لم يطلع عليها هؤلاء أولئك في عصر الرواية وفي عصر الحفظ الأئمة يحفظون من السنن مئات الألوف أكثر مما تحفظه الآلات الآن يعني ما يوجد آلة من الآلات أو برنامج من البرامج يحفظ مثل ما يحفظه الإمام أحمد سبعمائة ألف حديث ما يوجد ومع ذلك ابن حجر جاء متأخرًا عنهم وحصل له من الكتب من دواوين الإسلام المعتمدة ومن الأجزاء مما قد يخفى على الإمام الترمذي أو على ابن عدي اجتمع له من كتب السنة الشيء الكثير فهل يرجح قوله باعتبار أنه مُثبت ومن عداه نافي والمثبِت مقدَّم على النافي؟ أو يقول إن هؤلاء أئمة ابن حجر ليس بشيء بالنسبة لهم؟ فما روي عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه يكون قد يكون من رواية عبد الله بن زيد بن عاصم لكن بعض الرواة سمعه عن عبد الله بن زيد فقط فأضاف في نسبه عبد ربه لكي لا يوهَّم الأئمة ويخطّأ الأئمة لأن هذه مسألة مهمة يعني يعارَض هؤلاء الأئمة الحفاظ الكبار بأقوال ابن حجر أو نقول أن ابن حجر اطلع على ما لم يطلعوا عليه {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [سورة يوسف:76] نعم المتأخر قد يطّلع ولذا إذا حكم الأئمة على ضعف حديث مثلاً من الأئمة المتقدمين حكموا على ضعف حديث ثم جاء ابن حجر وصحح هذا الحديث أو الذهبي أو المزي أو ابن كثير أو غيره من الأئمة المتأخرين أو حتى الألباني ومن في طبقته هل نقول لا عبرة بتصحيح هؤلاء المتأخرين مع تضعيف الأئمة أو نقول لعل هؤلاء اطلعوا من الطرق مما يثبت به الخبر ويقوَّى به الخبر مما لم يطلع عليه الأئمة لكن في هذا الكلام مع حكم أكثر من إمام يعني لو كان إمام واحد قلنا لم يطَّلع لكن أكثر من إمام يقولون هذا الكلام لا بد أن يكون في الحكم شيء وأنا أقول لطلاب العلم الذين يعانون تخريج الأحاديث ودراسة الأسانيد والحكم عليها عليهم أن يحتاطوا لمثل هذا فإذا ظهرت أظهرت النتيجة عندهم صحة الخبر وقد حكم عليه الأئمة بالضعف لا بد أن يعيدوا النظر في حكمهم لا بد أن تكون هناك علة لم يطلعوا عليها فما يعارض أقوال الأئمة الكبار المتقدمين الحفاظ حملة الآثار نقال الأخبار يعارضون بأقوال متأخر يخفى عليهم ما يخفى من أحوال الرواة الراوي قد يكون ثقة وقد يكون ضعيف في شيخ من شيوخه أو في حال من أحواله أو في بلد من البلدان مما لم يتنبه له هذا المخرِّج المتأخر وقد يحفظ عنه بعض الأخطاء التي يدركها الأئمة بمعرفتهم بالعلل الخفية مما لا يدركه المتأخر الذي يتعامل مع أقوال نظرية هم يتعاملون مع رواة أحياء يعرفون ما يضبطون وما لا يضبطون بينما المتأخرون يتعاملون مع أقوال نظرية من خلال الصحف من خلال الكتب وأولئك يتعاملون مع الرواة من خلال المعاصرة والمعاشرة فالحافظ ابن حجر يقول وهو خطأ فقد جاءت عنه عدة أحاديث ستة أو سبعة جمعتها في جزء ثم نقل أن له في سنن النسائي إلى آخره ستة أو سبعة فهل نقول إن ابن حجر اطلع على ما لم يطلع عليه أولئك والمثبِت مقدَّم على النافي أو نقول إن أولئك الأئمة عاصروا الرواة وعرفوا ما ثبت مما لم يثبت وقد يقفون على أحاديث في أسانيدها عبد الله بن زيد المعروف هذا لكنها لا تثبت وما لم يثبت وجوده مثل عدمه يعني ليس له إلا هذا الحديث يعني ثابت وإن روي عنه أحاديث لكنها لا تثبت وبهذا يمكن الجمع والتوفيق بين ما قاله ابن حجر وبين ما قاله هؤلاء الأئمة فنفيهم منصب على ما يثبت من الأخبار وإثباته على ما ذكر هو في الإسناد ثبت أو لم يثبت "ولا نعرف له عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا يصح" بهذا القيد "إلا هذا الحديث الواحد في الأذان" وعلى هذا يحمل قول ابن حجر من إثبات أحاديث ستة أو سبعة على أنها لا تصح وعلى هذا لا يكون هناك معارَضة والتخطئة ليست في محلها والتخطئة ليست في محلها التخطئة ليست في محلها يعني نقول لا يصح نعم قد يجتهد ابن حجر في بعضها ويؤديه اجتهاده إلى ترقية بعضها إلى درجة القبول لكنها عند هذا الإمام في حيز المردود فلا يرد عليه استدراك ابن حجر قال "وعبد الله بن زيد بن عاصم المازني له أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-" له أحاديث نعم من أشهرها وأوضحها وبه يعرف حديث الوضوء حديث الوضوء المخرَّج في الصحيحين وغيرهما "وهو عم عباد بن تميم" وهو عم عباد بن تميم منهم من يقول إنه عمه يعني زوج أمه كما هو المتعارَف عليه الآن وإلا فالنسبة تختلف قال رحمه الله "حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر" البغدادي منهم من يقول اسمه كنيته واختُلف في اسمه على أقوال كثيرة لكن قال بعضهم إن اسمه أبو بكر وهذه العادة جرت في الاختلاف في الاسم وقد لا يوقَف على حقيقته لأنه اشتهر بالكنية كما قيل مثل هذا الكلام في أبي هريرة اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولاً لأنه اشتهر بالكنية ثقةٌ توفي سنة خمس وأربعين ومائتين قال "حدثنا حجاج بن محمد" المصيصي أبو محمد ترمذي نزل بغداد ثقة ثبت "قال قال ابن جُريج" قال قال ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة فقيه فاضل لكنه عُرف بالتدليس الآن مقتضى حكم المزي وابن حجر على حديث هشام بن عمار بأنه معلَّق يعني غير متصل البخاري ما سمعه من هشام أن نقول هنا مثله أن نقول حجاج بن محمد ما سمع ابن جريج ولذا قال "قال ابن جريج" وعلى قول الأكثر أن قال حكمها حكم عن نقول أنه رواه عنه مباشرة لاسيما وأنه ليس بمدلس حجاج بن محمد فلو قال حدثنا أو قال قال فلان أو عن فلان لا فرق "قال قال ابن جريج أخبرنا" صرح ابن جريج بالإخبار فانتفت تهمة التدليس "قال أخبرنا نافع عن ابن عمر قال كان المسلمون حين قَدموا المدينة يجتمعون" قدموا المدينة من مكة يجتمعون "فيتحينون" يتحينون يقدِّرون حين دخول الوقت يجتمعون يعني هل يوجَد في عصرهم من إذا انتبه فإذا بهم قد صلوا الآن يتحينون ويجتمعون قبل الوقت ينتظرون الصلاة لأنه قبل أن يشرع الأذان عندنا نسمع الأذان والمكبرات ومع ذلك يغفل الإنسان حتى إذا خرج إلى المسجد وجد الناس يخرجون من الصلاة في وجهه ثم بعد ذلك يأخذ يلوم الإمام استعجل الإمام استعجل الإمام أما لو أما لو أن الإقامة ما تكون بالمكبرات فيوجد عدد كبير من الناس لا ينتبه إلا إذا انتهت الصلاة وبعضهم يرى أن الإقامة لا تكون بالمكبرات لأنها تبعث على الكسل مع أنها تحفظ للمسبوق ولو ركعة أفضل من لا شيء لأن هذا المتغافل أو هذا المتساهل لو لم تحصل الإقامة بالمكبِّر فاتته الصلاة كلها فإذا سمع الإقامة خله تفوته الأولى والثانية يدرك الباقي فتعينه على إدراك الصلاة إدراك الجماعة ومع ذلك جاء في الحديث الصحيح إذا سمعتم الإقامة فدل على أن الإقامة تُسمَع وعلى هذا إذا أذنا بالمكبر نقيم بالمكبر وبهذا يكون العون لهذا المتكاسل هذا الغافل هذا الذي لا يهتم لصلاته لا يريد أن يحضر قبل الإقامة يدرك ولو شيء من الصلاة والحديث نص في الموضوع «إذا سمعتم الإقامة فلا تأتوها وأنتم تسعون» امشوا وعليكم السكينة ولو سمعتم الإقامة فدل على أن الإقامة تسمع الصحابة يتحينون قبل دخول الوقت تجدهم يهتمون وينتظرون ويقدرون دخل أو ما دخل من الوقت يقدرون حينها أي وقتها "فيتحينون الصلوات وليس ينادي بها أحد" وليس ينادي بها أحد لأن الأذان لم يشرع بعد وكانت الحاجة غير ماسة في أول الأمر لأن العدد قليل يمكن أن يخبر بعضهم بعضًا "فتكلموا يومًا في ذلك" اقتراحات ماذا نصنع؟ نريد أمرًا يجمعنا للصلاة "فتكلموا يومًا في ذلك فقال بعضهم اتخذوا ناقوسًا" ناقوس وبعضهم يقول الناقوس هو الجرس مثل ناقوس النصارى وابن الأثير في النهاية يقول الناقوس خشبة طويلة تُضرب بخشبة أصغر منها خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها "اتخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم اتخذوا قرنًا" يعني بوق ينفخ فيه "مثل قرن اليهود" يعني الآن المشابهة ليست عازبة عن الذهن إنما حاضرة يعني اتخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى اتخذوا قرنًا مثل قرن اليهود فكيف يقترح الصحابة رضوان الله عليهم مثل هذه الاقتراحات التي تتحقق بها المشابهة في عبادة؟ يعني الوسيلة التي يجتمعون بها إلى الصلاة شبه ضرورة ضرورية ليجتمعوا إلى الصلاة لكن لا يوجد بديل عن هذه الأمور لا يوجد بديل يعني نظير ذلك من نابه شيء في صلاته من الرجال يسبح لكن من النساء تصفِّق تصفِّق النساء مع أن التصفيق وفي عبادة مشابه لما يفعله المشركون {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [سورة الأنفال:35] المكاء الصفير والتصدية التصفيق لكن ما فيه بديل يعني تبي تسبح المرأة وصوتها أمام الرجال وهم يصلون وهذا من أقوى أدلة من يقول بأن صوت المرأة عورة الآن لجأنا إلى مشابهة المشركين في العبادة من أجل أن نحفظ صوت المرأة بحضور الرجال والآن اسمع ترى تقرأ القرآن بأصوات ونغمات ناعمة أمام الناس بوسائل الإعلام وهي في صلاتها لا تقول سبحان الله مثل الرجال هذا ما فيه بديل فقالوا ناقوس مثل ناقوس النصارى أو بوق مثل بوق اليهود قرن مثل قرن اليهود بعضهم قال نار نشعل نار النار تُشعَل للإعلام بالحرب لكن لصلاة مشابهة تامة لا يمكن أن يقرها النبي -عليه الصلاة والسلام- فتفرقوا على لا شيء "قال فقال عمر بن الخطاب أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة" ألا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة يعني يدعو الناس يجمعهم للصلاة بصفة الأذان أو بغيره؟ لا، ينادي يقول صلوا مثل ما يفعل رجال الحسبة الآن لا على الصفة التي رآها عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب في الأذان لأن هذا قبل "أولا تبعثون رجلاً؟" أولا الواو عاطفة على مقدَّر أي أتتشبهون باليهود والنصارى ولا تبعثون أحدا ينادي بالصلاة "أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة" يعني على غير صفة الأذان وحمله ابن العربي على الأذان الشرعي يعني ينادي يؤذن بالصلاة الأذان الكامل وبسبب هذا الفهم من قِبَل ابن العربي قدح ابن العربي في هذا الحديث قدح في هذا الحديث مع أنه مخرَّج في الصحيحين في البخاري ومسلم لماذا؟ لأنه فهم النداء في قول عمر أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة يعني ينادي بالأذان المعروف الأذان المعروف لم يكن عرف الآن في حديث ابن عمر لم يعرف الأذان المعروف الذي رآه عبد الله بن زيد فقال أن هذا الحديث ليس بصحيح لأنه كيف ينادى بالأذان ينادى بالصلاة والأذان لم يعرف بعد يعني حديث عبد الله بن زيد أوّل حديث في الأذان أول حديث في مشروعية الأذان فكيف يقول ينادى بالصلاة وهذا النداء لم يعرف بعد إذًا الحديث ليس بصحيح لأنه فهم النداء أنه الأذان الكامل للصلاة ورتّب عليه تضعيف الحديث والحديث في الصحيحين هذه غفلة من ابن العربي ولا نظن من ابن العربي أنه يضعِّف حديثًا في البخاري ومسلم هو من أشد الناس دفاعًا عن الصحيحين لكنه ذهب إلى وهله أن النداء هو المراد به النداء والأذان المعروف وعزب عن ذهنه أن الحديث في الصحيحين؛ لأنه يشرح كتاب الترمذي فتعامل مع حديث الترمذي غافلاً عما جاء في الصحيحين "قال فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يا بلال قم فنادِ بالصلاة»" ناد بالصلاة يعني ادع الناس إليها ادع الناس إليها "قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح" مخرج عند البخاري ومسلم والنسائي والإمام أحمد في المسند وغيرهم "غريب من حديث ابن عمر" غريب من حديث ابن عمر الأذان كما تقدم شعيرة من شعائر الدين جاءت به النصوص في حديث عبد الله بن زيد بتربيع التكبير من غير ترجيع ولا يجوز الزيادة والنقص عما جاء في الأحاديث مجتمعة مما صحت به الأحاديث واستحسان بعض الألفاظ زيادة ونقصًا هذا ابتداع في الدين ابتداع في الدين ولا يثبت عن أحد من الصحابة أنه زاد في الأذان فما يُنسَب لابن عمر وغيره من قوله بدلاً من حي على الصلاة حي على خير العمل فإنه هذا ليس بصحيح إنما الصحيح ما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وتوارثته الأجيال في الحرمين وغيرهما في الحرمين وغيرهما وإن كان أذان أبي محذورة في مكة يختلف عما كان في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- فأذان أبي محذورة فيه الترجيع على ما سيأتي وأذان المسجد النبوي فيه على حديث عبد الله بن زيد وكلاهما وكلاهما أذان صحيح ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو من باب اختلاف التنوُّع إن أذن بأذان أبي محذورة صح وإن أذن بأذان عبد الله بن زيد صح الأذان وإن أذن أحيانًا بهذا وأحيانًا بهذا وجمع بينها فلا مانع وكله صحيح لكن الإشكال فيما زاد على ذلك أو نقص منه.

"عفا الله عنك.

قال رحمه الله تعالى:

باب ما جاء في الترجيع في الأذان حدثنا بشر بن معاذ البصري قال حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قال أخبرني أبي وجدي جميعًا عن أبي محذورة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقعده وألقى عليه الأذان حرفًا حرفًا قال إبراهيم مثل أذاننا قال بشر فقلت له أعد علي فوصف الأذان بالترجيع قال أبو عيسى حديث أبي محذورة في الأذان حديث صحيح وقد روي عنه من غير وجه وعليه العمل بمكة وهو قول الشافعي حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال حدثنا عفان قال حدثنا همام عن عامر بن عبد الواحد الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو محذورة اسمه سمرة بن معير وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا في الأذان وقد روي عن أبي محذورة أنه كان يفرد الإقامة.

يقول المؤلف رحمه الله تعالى "باب ما جاء في الترجيع في الأذان" باب ما جاء في الترجيع في الأذان أي إعادة الشهادتين بصوت عالٍ مرتفع بعد ذكرهما بصوت منخفض إعادة الشهادتين بصوت عال مرتفع بعد ذكرهما بصوت منخفض باب ما جاء في الترجيع في الأذان حديث عبد الله بن زيد ما فيه ترجيع الذي عرف فيما بعد بأذان بلال وحديث أبي محذورة يقول فيه الإمام رحمه الله تعالى "حدثنا بشر بن معاذ البصري قال حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة" الجُمحي المكي صدوق "قال أخبرني أبي" عبد العزيز بن عبد الملك "وجدي" عبد الملك بن أبي محذورة "جميعًا عن" جدهم أبي "محذورة" واسمه سمرة وقيل سلمة وقيل أوس وسيأتي في كلام الترمذي تسميته بأنه سمرة بن مِعْيَر على وزن مِنْبَر توفي أبو محذورة سنة تسع وخمسين أبو محذورة خرج مع جمع من الغلمان من مكة ليروا النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد الفتح حينما انطلق غزو هوازن وثقيف في حنين انطلقوا فسمعوا الأذان للصلاة فصاروا يقلدونهم استهزاء يؤذنون استهزاء هؤلاء الغلمان وكان أبو محذورة صاحب صوت ندي متميز عن بقية الغلمان فاستدعاه النبي -عليه الصلاة والسلام- فأجلسه بين يديه ومسح على رأسه ودعا له وعلَّمه الأذان وعلَّمه الأذان وجعله مؤذنًا في المسجد الحرام علَّمه الأذان قال "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقعده وألقى عليه الأذان" يعني لقنه إياه "حرفًا حرفًا" حرفًا يعني كلمة كلمة "قال إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة "مثل أذاننا" لأنهم توارثوا الأذان توارثوا الأذان بمكة مثل أذاننا قال بشر" بن معاذ البصري الراوي عن إبراهيم شيخ الترمذي "فقلت له أعد عليَّ" فقلت له أعد علي "فوصف الأذان بالترجيع" فوصف الأذان بالترجيع كذا رواه الترمذي مختصرًا ورواه أبو داود والنسائي مطولاً بذكر القصة والمقصود من هنا من هذا الترجيع التنصيص على الترجيع وهو إعادة الشهادتين بصوت عالٍ بعد ذكرهما بصوت منخفض "قال أبو عيسى حديث أبي محذورة في الأذان حديث صحيح وقد روي من غير وجه" وقد روي من غير وجه يعني من طرق متعددة رواه مسلم وأبو داود والنسائي وغيره "وعليه العمل بمكة" وعليه العمل بمكة والعمل على حديث بلال بالمدينة وأجيال تتوارث هذا هذه الصيغة وتلك الصيغة في الحرمين وفي غيرهما من بلدان المسلمين قال أبو عيسى وعليه العمل بمكة "وهو قول الشافعي" ومالك أيضًا بترجيع الشهادتين واختار أحمد أذان بلال وهو خمس عشرة كلمة لا ترجيع فيها وبه قال الثوري وأصحاب الرأي كما في المغني اختار أحمد أذان بلال بدون ترجيع لكن لو رجّع عند الإمام أحمد أو ترك الترجيع من يقتدي بالإمام الشافعي الإمام الشافعي في الأم قال والأذان والإقامة كما حكيت عن آل أبي محذورة فمن نقص منهما شيئًا أو قدم مؤخرًا أعاد حتى يأتي بما نقص وكل شيء منه في موضعه مع أن الشافعية يقولون الترجيع سنة أتباع الإمام الشافعي يقولون الترجيع سنة فعلى هذا لو تركه أذانه صحيح وعند الحنابلة ترك الترجيع أولى لكن لو رجَّع صح أذانه مادام الأمران ثابتين عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فيصح الأذان بأذان بلال ويصح بأذان أبي محذورة ويكون هذا من باب اختلاف التنوع كأنواع الاستفتاح وأنواع التشهد يصح هذا ويصح هذا والأمر فيه واسع لكن الكلام في الأفضل عند مالك والشافعي أذان أبي محذورة أفضل وعند أبي حنيفة وأحمد وجمع من أهل العلم أذان بلال أفضل لأن بلالاً هو الذي يؤذن بين يدي النبي -عليه الصلاة والسلام- وأمر عبد الله بن زيد أن يلقيه على بلال والنبي -عليه الصلاة والسلام- أيضًا علّم أبا محذورة الأذان بنفسه فهما صحيحان ثابتان "وعليه العمل بمكة وهو قول الشافعي قال رحمه الله حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى" ثقة حافظ قال "حدثنا عفان بن مسلم" كذلك قال "حدثنا همام عن عامر بن عبد الواحد الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه الأذان تسع عشرة كلمة" تسع عشرة كلمة يعني مع الترجيع كلمة "والإقامة سبع عشرة كلمة" يعني ما فيها ترجيع لا ترجيع فيها وزِيد فيها لفظ الإقامة لأن الترجيع أربع جمل فكيف يكون النقص جملتين لأن فيها زيادة قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة مكان جملتين من الترجيع "قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح" وهو مُخرج عند أحمد في المسند وأبي داود والنسائي وابن ماجه والدارمي وغيرهم الآن إذا نظرنا إلى أذان بلال كم جملة؟ الأذان المعمول به الآن..

طالب: ............

نعم، بتربيع التكبير من غير ترجيع فإذا أضفنا الترجيع صارت تسع عشرة إذا حذفنا الترجيع وأضفنا لفظ الإقامة صارت سبع عشرة وسيأتي ما في شفع الأذان وإفراد الإقامة قال رحمه الله "وأبو محذورة اسمه سمرة أو سمرةُ بن مِعْيَر" ويقال أوس ويقال أيضًا سلمة يقال سمرة كما اختاره الإمام الترمذي ويقال سلمة ويقال أوس كما تقدم "وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا في الأذان وقد روي عن أبي محذورة أنه كان يفرد الإقامة" أخرجه الدارقطني وسيأتي في الباب الذي يليه إن شاء الله تعالى والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طالب: ...........

منخفض ثم يرفع بهما صوته يرفع بهما صوته ومنهم من يقول أنه يقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله بصوت منخفض ثم يرفع الصوت بهما ثم يثني بالشهادة لرسوله عليه الصلاة والسلام.

"
هذا يقول هل يجوز قول اللهم أعطني كذا بحق كذا بحق محبة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-؟

هذا التوسل بمحبة النبي -عليه الصلاة والسلام- ومحبة النبي -عليه الصلاة والسلام- عبادة بل من أوجب الواجبات «لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» فمحبته عباده والتوسل إلى الله بالعمل الصالح جائز بدليل قصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار توسلوا بأعمالهم الصالحة.

هذا أيضًا يقول كتاب البخاري فيه حديث موضوع وأربعة ضعيفة وهذا يكوِّن أو يكوْن استشكال لأهل السنة في الرد على الفرق الأخرى فكيف الرد؟

أولاً الحديث الموضوع الذي يذكره السائل هو حديث المعازف حديث أبي عامر أو أبي مالك الأشعري «ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» زعم ابن حزم أنه موضوع زعم ابن حزم أنه موضوع وأنه لا يصح في الباب شيء وهذا قول مردود على ابن حزم لأن البخاري رحمة الله عليه يعزوه لشيخه هشام بن عمار بقوله قال هشام بن عمار والخلاف بين أهل العلم في كونه موصولاً أو معلَّقًا فمن أهل العلم من يرى أنه معلَّق كالمزي علَّم عليه في تحفة الأشراف بعلامة التعليق وابن حجر رحمة الله عليه يرى أنه معلَّق والسبب في ذلك أن البخاري ما عدل عن قوله حدثنا هشام بن عمار إلا لنكتة إلى قوله قال هشام بن عمار وهذه النكتة قالوا لعله لم يسمعه مباشرة من هشام بن عمار ولو سمعه منه مباشرة لقال حدثني هشام بن عمار كما قال في خمسة أحاديث في الصحيح يرويه عن هشام بن عمار وعلى هذا يكون معلَّقًا عند ابن الصلاح.. عند المزي وابن حجر وهو معلَّق وإن كان معلق بصيغة الجزم المعلق بصيغة الجزم قال هشام بن عمار الإمام البخاري ضمن الذي حذف حتى على القول بأنه معلَّق بينما أكثر أهل العلم على أنه موصول وهذا قول ابن الصلاح والحافظ العراقي وجمع من أهل العلم يرون أنه موصول لأن البخاري يرويه عن هشام بن عمار وهشام بن عمار من شيوخه الذين لقيهم وسمع منهم خمسة أحاديث في الصحيح يقول حدثنا هشام بن عمار وغاية ما يقال في قال هشام بن عمار أنها مثل (عن) محمولة على الاتصال بالشرطين المعروفين عند أهل العلم الأوَّل أن يكون الراوي قد لقي من رى عنه وهذا شرط البخاري ويكتفي مسلم بالمعاصرة كما هو معروف الشرط الثاني أن يكون الراوي بريئًا من وصمة التدليس والإمام البخاري كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى أبعد خلق الله عن التدليس لكن لو قال من أبعد لكان أحوط في العبارة لأن صاحب الخلاصة قال في ترجمة الذهلي روى له البخاري ويدلِّسه ويدلسه يعني ما عرف إلا في هذا الموضع في روايته عن الذهلي لم يصرح البخاري باسمه الكامل ينسبه إلى أبيه وإلى جده نسبة متسلسلة لا، البخاري حينا يسميه باسمه فيقول حدثنا محمد وحينا ينسبه إلى جده ولا ينسبه إلى أبيه المقصود أن البخاري له مقصد من هذا الصنيع لا يقتضي وصفه بالتدليس كما قال صاحب الخلاصة لا يقتضي وصفه بالتدليس لأن البخاري يروي عن الذهلي لأنه إمام من أئمة المسلمين ولديه أحاديث يحتاج إليها البخاري لكن لا يصرح باسمه لئلا يُظَن أن البخاري يوافقه في مسألة اللفظ بالقرآن فبينهما خلاف قوي في هذه المسألة فلإمامته روى عنه البخاري ولئلا يُظَن أنه يوافقه في هذا القول الذي أنكره عليه الإمام البخاري لم يصرح باسمه لم يصرِّح باسمه وعلى هذا فغاية ما يقال في (قال) في هذا الموضع وغيره أنها مثل (عن) ولذا يقول الحافظ العراقي:
وإن يكن أول الإسناد حذف
مع صيغة الجزم وتعليقا حذف
ولو إلى آخره أما الذي
لشيخه عزا بقال فكذي
عنعنة كخبر المعازف
لا تصغ لابن حزم المخالف
يعني حكم عليه ابن حزم بالوضع تأييدا لرأيه الفاسد في إباحة الغناء وحكم على جميع ما ورد في الباب بأنه موضوع لكنه لم يوافَق على ذلك فعلى هذا الحكم بوضع الحديث في صحيح البخاري ليس بصحيح أما الأربعة الأحاديث التي حكم عليها بعض أهل العلم بالضعف لا يمنع أن يوجد الخلاف في تصحيح حديث وتضعيفه ما فيه ما يمنع يعني مثلاً يختلف البخاري مع الإمام أحمد في رفع حديث أو وقفه أحمد يضعف المرفوع ويثبته البخاري في صحيحه هذا خلاف طبيعي بين أهل العلم لكن المرجَّح في هذا الحديث وفي غيره هو قول الإمام البخاري مادام الحديث خُرج في صحيح البخاري الذي تلقته الأمة بالقبول وأجمعوا على ما فيه فإن المرجَّح فيه قول البخاري والإمام أحمد إمام من أئمة المسلمين لما حكم على حديث عبد الله بن عمر في رفع اليدين بعد الركعتين بأنه موقوف وذكره البخاري في صحيحيه مرفوعًا حكم الإمام أحمد لا يقدح في حكم الإمام البخاري وكذلك في عدة أحاديث تكلم فيها الإمام الدارقطني وغيره لا يعني أنهم أصابوا في حكمهم على هذه الأحاديث والغالب بل المجزوم به أن الصواب في جانب الإمام البخاري وليس هو بالمعصوم يعني ما جاء هذا الترجيح لذات الإمام البخاري فقط الإمام البخاري إمام إمام الصنعة بلا منازع لكن يبقى أن تلقي الأمة لكتابه بالقبول هذا أيضًا له شأن عظيم في مسألة ترجيح قوله على أقوال غيره وهذا الاستشكال بالنسبة لأهل السنة إذا أرادوا الرد على الفِرَق أو على المغرضين من الذين يكتبون ويتصدون للناس في وسائل الإعلام الذين يطعنون في بعض الأحكام ومنها ما له دليل في صحيح البخاري يقولون صحيح البخاري فيه ما سمعتم هذا مردود عليه والإشكال أن الذي يتصدى لمثل هذه الأمور ليس له يد إطلاقًا في العلم الشرعي فضلا عن أن يكون من أهل الحديث فضلاً عن أن يقال أن رأيه من رأيه الإمام البخاري يعني يؤتَون من الضعف وقلة البضاعة وضعف الفهم يكتب بعضهم في هذه الأيام يقول كيف تمنعون الاختلاط؟ كيف تمنعون الاختلاط وفي صحيح البخاري كان الرجال والنساء يتوضؤون في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعًا هذا جهل هذا جهل في أصول العلم ومبادئ العلم أهل العلم قاطبة يقررون أن مقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة أفراد يعني كل رجل مع زوجته ولذا الإمام البخاري رحمة الله عليه ترجم عليه باب وضوء الرجل مع زوجته مقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة أفراد يعني كل واحد مع زوجته ويمثِّلون لذلك من الأمثلة العادية يقولون كما في قولهم ركب القوم دوابهم ركب القوم دوابهم كل واحد من هؤلاء القوم ركب دابته ولا يتصور أن المسألة اختلطت وركبوا جميعًا على جميع الدواب هذا كلام لا يقوله عاقل لكن يؤتَون من ضعف في الفهم وقلة بضاعة في العلم والهوى نسأل الله السلامة والعافية والا ما يتصوَّر أن الجيل المثالي في عصره -عليه الصلاة والسلام- يدخلون المواضئ مع أن نصوص الحجاب قطعية فضلاً عن كونه يكشف ما وراء ذلك مما يذكر فيه بعض الأقوال لأهل العلم.