تعليق على تفسير سورة الفاتحة (07)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

"{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} الفاتحة: ٤  قرأ بعض القراء ملِك يوم الدين وقرأ آخرون مالك وكلاهما صحيح متواتر في السبع ويقال ملْك وملِك".

ملِك وملْك.

ملْك وملِك بكسر الله وبإسكانها..

ملِك مقدم مثل ما قدم في الضبط قدم..

ملْك.

ملِك.

ويقال ملِك..

بكسر اللام وبإسكانها ملْك..

بكسر اللام وبإسكانها ويقال..

............................
 

 

 

" ترى كل ملْك دونها يتذبذب
 

ألم تر أن الله أعطاك سورة
 

 

ترى كل ملْك دونها يتذبذب
 

ويقال مليك أيضًا.

يعني {عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)} القمر: ٥٥.

"وأشبع نافع كسرة الكاف فقرأ ملِكي يوم الدين وقد رجّح كلاً من القراءتين مرجحون من حيث المعنى وكلاهما صحيحة حسنة ورجح الزَّمخشري ملِك لأنها قراءة أهل الحرمين ولقوله {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}  غافر: ١٦  وقوله {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ} الأنعام: ٧٣".

الملِك من المُلْك ومالِك من المِلْك مالِك من المِلْك ومَلِك من المُلْك وبينهما عموم وخصوص فالمالك في الأمور الخاصة والملِك في الأمور العامة وتصرُّف المالِك في ملكه يعني أخص من تصرف المَلِك فيمن مُلِّك عليه ولكل منهما مرجِّح.

"وحُكي عن أبي حنيفة أنه قرأ مَلَك يوم الدين عن أنه فعل.."

على على أنه فعل.

"على أنه فعل وفاعل ومفعول وهذا شاذ غريب جدًا".

لعله لا يثبت عن أبي حنيفة رحمه الله كما نُقل عنه إنما يخشى اللهُ من عباده العلماء نُقلت عنه ولم تثبت.

"وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئًا غريبًا حيث قال حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي قال حدثنا عبد الوهاب عن عدي بن الفضل.."

عبد الرحمن الأزدي.

الأزدي؟

ما الذي عندك؟

طالب: ..............

"قال حدثنا عبد الوهاب عن عدي بن الفضل عن أبي المطرف عن ابن شهاب".

وهذا أيضًا فيه خطب عبد الوهاب بن عدي والصواب عن.

"أنه بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرؤون {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} الفاتحة: ٤  قال ابن شهاب وأول من أحدث ملِك مروان قلتُ مروان عنده علم بصحة ما قرأه لم يطِّلع عليه ابن شهاب والله أعلم".

نعم، لأنه قُرِئ في السبع وليس المعوَّل في ذلك لا على مروان ولا على غيره وإنما المعوّل على ذلك في في ثبوت ذلك على القراءة ثبوت القراءة وتواتر القراءة.

"وقد روى من طرق وقد روي من طرق متعددة أوردها مردويه.."

ابن.

ابن؟

ابن مردويه.

"أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرؤها {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} الفاتحة: ٤  ومالك مأخوذ من الملك كما قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)} مريم: ٤٠  وقال {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2)} الناس: ١ - ٢  ومَلِك مأخوذ من المُلْك كما قال تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} غافر: ١٦".

مالك مأخوذ من المِلْك بالكسر ومَلِك من المُلْك.

"ومالِك مأخوذ من المِلْك كما قال تعالى.."

يعني كما جاء في الألفية اللام للملك وشبهه المال للملك المال لزيد يعني ملك لزيد وشبه الملك القفل للدار والجل للفرس.

"كما قال تعالى {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)} غافر: ١٦  وقال {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ} الأنعام: ٧٣ وقال {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)} الفرقان: ٢٦  وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداها لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين وذلك عام في الدنيا والآخرة وإنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئًا ولا يتكلم أحد إلا بإذنه كما قال تعالى {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ} النبأ: ٣٨".

لأن الملك في الدنيا يدعيه أناس وجمع غفير ممن تولوا الولايات وسُموا ملوكًا يدعون أنهم ملوك لكن في يوم الدين يوم الجزاء يوم القيامة من يقول إنه ملك؟ {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)} غافر: ١٦  ما فيه أحد يدَّعي هيه الصفة أما في الدنيا كل يدعيها.

"كما قال تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)} النبأ: ٣٨  وقال تعالى {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)} طه: ١٠٨  وقال تعالى {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)} هود: ١٠٥  وقال الضحاك عن ابن عباس {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} الفاتحة: ٤  يقول لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكمًا كملكهم في الدنيا قال ويوم الدين يوم الحساب للخلائق وهو يوم القيامة يدنيهم بأعمالهم إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر".

يدينهم.

يدينهم؟

يدينهم نعم.

"وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر إلا من عفا عنه وكذلك قال غيره من الصحابة.."

كما تدين تُدان يعني كما تحاسب الناس يحاسبونك.

"وكذلك قال غيره من الصحابة والتابعين والسلف وهو ظاهر وحكى ابن جرير عن بعضهم أنه ذهب إلى تفسير {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} الفاتحة: ٤  أنه القادر على إقامته ثم شرع يضعِّفه والظاهر أنه لا منافاة بين هذا القول وما تقدم وأن كلّاً من القائلين بهذا القول وبما قبله يعترف بصحة القول الآخر ولا ينكره".

من حيث المعنى صحيح لكن كونه هو المراد من الآية هذا محل النظر.

"ولكن السياق أدل على المعنى الأول من هذا كما قال تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)} الفرقان: ٢٦  والقول الثاني يشبه قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ}  الأنعام: ٧٣".

قولَه.

"والقول الثاني يشبه قولَه تعالى {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ} الأنعام: ٧٣  والله أعلم والمَلك في الحقيقة هو الله عز وجل قال الله تعالى {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} الحشر: ٢٣  وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا".

الملك في الحقيقة هو الله والمالك في الحقيقة هو الله لأنه جل وعلا يقول {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ} النور: ٣٣  يعني مالك الذي بيدك تعبت على كسبه ولهثت وراءه تزعم أنه لك وأنه مالك وأنه وأنت المتصرف فيه أنت مؤتمن عليه وإلا فهو في الحقيقة لله جل وعلا {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}   النور: ٣٣.

"وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا «أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك ولا مالك إلا الله تعالى» وفيهما عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض أين الجبارون أين المتكبرون» وفي القرآن العظيم لمن الملك اليوم لله الواحد القهار فأما تسميته غيره في الدنيا بملك فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} البقرة: ٢٤٧  {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} الكهف: ٧٩  {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} المائدة: ٢٠  وفي الصحيحين مثل «الملوك على الأسرة»".

جاء في تأويل الآية {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} المائدة: ٢٠  وهذا لبني إسرائيل خطاب لعمومهم أن من أغلق داره على زوجة وولد وقوت صار ملك يعني ملك في هذا الحيز الذي هو فيه جعلكم ملوك الله المستعان.

"والدين الجزاء والحساب كما قال تعالى {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} النور: ٢٥  وقال {أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53)} الصافات: ٥٣  أي مجزيون محاسبون وفي الحديث «الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» أي حاسب نفسه".

الحديث فيه ضعف «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» الحديث فيه ضعف.

"كما قال عمر رضي الله عنه".

وإن كان المعنى صحيح أن الحازم من يحاسب نفسه ولا تكون أعماله في أمور دينه ولا في أمور دنياه فوضى يتصرف كيفما اتفق بل يحاسب نفسه على أعماله وعلى أقواله وعلى أمواله وعلى من ولاه الله عليهم.

"كما قال عمر رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)}  الحاقة: ١٨".

كما قال جل وعلا {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} الحشر: ١٨  والكلام هذا مناسب جدًا لما نحن فيه من انصرام عام كامل واستقبال عام جديد على الإنسان أن يحاسب نفسه عليه أن يحاسب نفسه وماذا صنع وماذا فعل وماذا قدم.

"{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥  قرأ السبعة والجمهور بتشديد الياء من إيّاك وقرأ عمرو بن فايد بتخفيفها مع الكسر وهي قراءة شاذة مرذولة لأن إيَا ضوء الشمس وقرأ بعضهم أيّاك بفتح الهمزة وتشديد الياء وقرأ بعضهم هيّاك فالهاء بدل الهمزة".

بالهاء.

بالهاء.

بالهاء بدل الهمزة.

"بالهاء بدل الهمزة كما قال الشاعر:

فهياك والأمر الذي إن تراحبت
 

 

 

" موارده ضاقت عليك مصادره
.

ونستعين بفتح النون أول الكلمة في قراءة الجميع سوى يحيى بن وثّاب والأعمش فإنهما كسراها وهي لغة بني أسد وربيعة وبني تميم وقيس".

نِستعين هذه موجودة عند بعض البادية عند بعض البادية مازال ينطقها هكذا بكسر النون وسمعت من يقرأها منهم في الصلاة.

"والعبادة في اللغة من الذلة يقال طريق معبّد وبعير معبد أي مذلل".

الطريق المعبد مذلل للسالكين والبعير المذلل يعني يكون ذلول وليس بصعب.

"وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف وقدّم المفعول وهو إياك".

وعبادة الرحمن غاية حبه
 

 

 

" مع ذل عابده..............
 

المحبة مع الذل والتعظيم.

"وقدم المفعول وهو إياك وكرر للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك وهذا هو كمال الطاعة والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين وهذا كما قال بعض السلف الفاتحة سر القرآن وسرها هذه الكلمة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥  فالأول تبرؤ من الشرك والثاني تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله عز وجل وهذا المعنى في غير آية من القرآن كما قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)} هود: ١٢٣  {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا} الملك: ٢٩  {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل: ٩  وكذلك هذه الآية الكريمة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥".

من أراد أن يقف على ما اشتملت عليه من المعاني والمنازل ينظر في مدارج السالكين لابن القيم مدارج السالكين من منازل إياك نعبد وإياك نستعين فهو مطبوع في ثلاثة مجلدات كتاب كبير موسع وأصله منازل السائلين للهروي على طريقة أهل الطريق من المتصوفة لكن ابن القيم شرحه بشرح موسع مبسوط ووجه كلام الهروي ما استطاع إلى ذلك سبيلاً والذي لا يستطيع توجيهه رد عليه لكنه مع ذلك ابن القيم رحمه الله ترك بعض الأشياء للمتعقِّب في هذا الكتاب وعلق عليه الشيخ حامد الفقي وشدد على صاحب الأصل وعلى ابن القيم أيضًا وعلى كل حال الكتاب نافع جدًا ينظر إليه بعين الإنصاف لا على ما نظر إليه حامد ولا على ما أُلِّف في أصله من قِبَل الهروي ابن القيم رحمه الله رجل محقق ومعوّله على الكتاب والسنة لكن العلماء يتفاوتون منهم من لا ينسف الطوائف الأخرى نسفًا تامًا وإنما يأخذ من أقوالها ما وافق الحق ولذلك تجدون في مدارج السالكين نقل بل نقول كثيرة عن بعض المتصوفة لاسيما من قرب منهم من أهل السنة أما الغلاة أصحاب الشطحات فإنها لا تذكر أقوالهم إلا للرد عليهم فينقل عن أبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي وغيرهم ممن عرف بالعبادة والزهد ولوحظ عليه بعض الأشياء مما لا أصل له لكن تجد كلامه ينقل عند شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وغيرهم من المحققين فالعبرة بصحة الكلام وعدم مخالفته للكتاب والسنة ومن أهل العلم من يقول لا لا داعي أن نذكر هؤلاء ونشهر أقوالهم ونغري بها مع أن في أقوالهم من الحكم ما فيها والحق ضالة المؤمن الحكمة ضالة المؤمن فإذا وجد في كلامهم ما لا يعترض ولا يعارض كتاب ولا سنة وفيه نوع ترقيق وترغيب وما أشبه ذلك فلا مانع من نقله مع ترك ما يعارض ويخالف الكتاب والسنة وفي تعليقات الشيخ حامد شيء ما يقبل في حق إمام مثل ابن القيم رحمه الله تعالى الله المستعان والكتاب مطبوع ومتداول بين يدي طلاب العلم.

طالب: .............

ما هو؟

طالب: ..............

لا، هو فيه منفعة ذكر القول مع قائله للتقريب لتقريب وجهات النظر فيما لا يعارض الكتاب والسنة بعض الناس عنده سياسة وهي مسألة ذكر أقوال المخالفين من أجل الترويج يعني الصوفي لما يقرأ في هذا الكتاب يستفيد منه ويحبب إليه كلام المؤلف لأنه ما نسف أئمته لكن يبقى أنه بقدر الأقوال المخالفة للكتاب والسنة أو لما عليه أهل العلم من أهل السنة والجماعة هذا لا يمكن أن يقر ولذلك تجد بعضهم يخطئ في هذا مثل الفيروزآبادي صاحب القاموس لما شرح البخاري وجد مقالة ابن عربي انتشرت في اليمن فأراد أن يروج كتابه فنقل مقالة ابن عربي وأودع في كتابه في شرحه للبخاري كثير من مصنفات ابن عربي من الفتوحات والفصوص وغيرها ومثل هذا لا يقبل لأن مقالته مقالة كفرية ما هي ما تقبل المفاوضة والأخذ والرد.

"وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة لكافي الخطاب وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب وهو مناسب لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى فلهذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥  وفي هذا دليل على أن أول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى وإرشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك ولهذا لا تصح صلاة من لم يقل ذلك وهو قادر عليه كما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» وفي صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن مولى مولى الحرقة عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يقول الله تعالى: قسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل إذا قال العبد..»".

لذلك ذكر من أسماء الفاتحة الصلاة لأن المقسوم هنا الفاتحة.

"«فإذا قال العبد {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} الفاتحة: ٢  قال الله حمدني عبدي وإذا قال {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)} الفاتحة: ٣  قال الله أثنى علي عبدي فإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} الفاتحة: ٤  قال الله مجدني عبدي وإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥  قال هذا بيني وبين عبدي ولعـبدي ما سأل فإذا قال {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}  الفاتحة: ٦ - ٧  قال «هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» وقال الضحاك عن ابن عباس: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} الفاتحة: ٥  يعني إياك نوحد ونخاف ونرجو يا ربنا لا غيرك {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥ على طاعتك وعلى أمورنا كلها".

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} الفاتحة: ٥  يعني إياك نوحد كما قال جل وعلا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}  الذاريات: ٥٦  قال أهل العلم يوحدون التوحيد والعبادات العملية تابعة لهذا التوحيد.

"وقال قتادة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥  يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أموركم وإنما قدم على {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} الفاتحة: ٥  على {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥  لأن العبادة له هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها والاهتمام والحزم تقديم ما هو الأهم فالأهم والله أعلم فإن قيل فما معنى النون فما معنى النون في قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥  فإن كانت للجمع فالداعي واحد وإن كانت للتعظيم فلا يناسب هذا المقام  وقد أُجيب بأن المراد من ذلك الإخبار عن جنس العباد والمصلي فرد منهم ولاسيما إن كان في جماعة أو إمامهم فأخبر عن نفسه وعن إخوانه المؤمنين بالعبادة التي خُلقوا لأجلها وتوسَّط لهم بخير ومنهم من قال يجوز أن تكون للتعظيم كأن العبد قيل له إذا كنت داخل العبادة فأنت شريف وجاهك عريض فقل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة: ٥  وإن كنت خارج العبادة فلا تقل نحن ولا فعلنا ولو كنت في مائة ألف أو ألف ألف لافتقار الجميع إلى الله عز وجل".

 لافتقار.. عندنا لاحتياج والمعنى واحد.

طالب: ..............

نعم.

طالب: ..............

ما الذي يقول؟

طالب: ..............

إيه هذا هذا الظاهر.. في صحيح البخاري في تفسير سورة {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} القدر: ١  من كتاب التفسر من صحيح البخاري قال والعرب تؤكِّد فعل الواحد بضمير الجمع فيكون {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} الفاتحة: ٥  وإن كان القارئ واحد يكون من باب التأكيد {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} القدر: ١  قال العرب تؤكِّد فعل الواحد بضمير الجمع هذا ذكره البخاري في صحيحه.

"ومنهم من قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} الفاتحة: ٥  ألطف في التواضع من إياك أعبد لما في الثاني من تعظيم من تعظيمه نفسه من جعله نفسه وحده أهلا لعبادة الله تعالى الذي لا يستطيع أحد.."

عندي {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} الفاتحة: ٥  ألطف في التواضع من إياك عبدنا.. وأنت إياك أعبد؟ كأن هذا أوضح لأن الثاني ما يختلف عن الأول ما يختلف عن الأول.

"لما في الثاني من تعظيمه نفسه من جعله نفسه وحده أهلا لعبادة الله تعالى الذل لا يستطيع أحد أن يعبده حق عبادته ولا يثني عليه كما يليق به والعبادة مقام عظيم يشرف به العبد لانتسابه إلى جناب الله تعالى كما قال كما قال بعضهم لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي وقد سمى الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بعبده.."

العلماء في علوم الحديث يذكرون الفرق بين حدثني وحدثنا فيقولون إذا كان معه جماعة وقت الرواية يقول حدثنا وإن كان منفردًا قال حدثني وإذا شك هل كان معه أحد أو لا؟ لطول العهد أراد أن يروي بعد سنين ونسي هل كان معه أحد حينما سمع الحديث من الشيخ أو لم يكن معه أحد هل يقول حدثني أو حدثنا؟

طالب: ..............

جمع؟

طالب: ..............

وراه حدثنا وهو مشكوك فيهم؟

طالب: ..............

كيف؟

طالب: ..............

وهو شاك هل معه أحد أو لا؟ وهو متأكد من نفسه أنه موجود.

طالب: ..............

المقصود أنه شك هل معه أحد أو لا؟ هل يقول حدثني باعتبار أنه مجزوم به مشكوك فيما عداه أو يقول حدثنا لأن قول الطالب حدثني أقوى من قوله حدثنا من أي جهة؟ باعتبار أن حدثني يعني أنه مقصود بالتحديث من قِبَل الشيخ مقصود بالتحديث من قبل الشيخ بخلاف ما لو قال حدثنا فإنه محدث مع غيره وقد تكون الجموع غفيرة ووجوده مثل عدمه في هذا الباب لكن إذا كان المقصود بالتحديث من قبل الشيخ فيقول حدثني ولكل منهما وجه لا شك أنه إذا كان يجزم بوجوده في مجلس التحديث ويشك في غيره فالأصل أن يقول حدثني لكن إذا نظرنا إليها من حيث المعنى وهو أن حدثني أقوى من حدثنا كما قال أهل العلم أن حدثنا أنه ضمن جماعة من طلاب العلم يسمعون من الشيخ وهو غير مقصود ولا شك أن التحديث مع القصد أقوى منه مع غير القصد يعني إذا كان الشيخ متجه إلى شخص سواء كان معه جماعة أو وحده متجه إلى فلان من الطلاب ويخاطبه مباشرة هذا أقوى في التحديث من كونه ضمن المجموعة فلا يقول حدثني بهذا الاعتبار وهنا يقول ومنهم من قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} الفاتحة: ٥  ألطف في التواضع من إياك أعبد لما في الثاني من تعظيم نفسه من جعله نفسه وحده أهلاً لعبادة الله تعالى يعني والحدَّث إذا قال حدثني وهو يجعل نفسه أهل لأن يتجه إليه الشيخ ويجلس له بمفرده أو يوجه الكلام له والتحديث ويقصد دون غيره.

"وقد سمى الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بعبده في أشرف مقاماته فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} الكهف: ١  {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} الجن: ١٩  {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} الإسراء: ١  فسماه عبدا عند إنزاله عليه وقيامه في الدعوة وإسرائه به وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقات يضيق صدره من تكذيب المخالفين حيث يقول {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} الحجر: ٩٧ - ٩٩  وقد حكى فخر الدين الرازي في تفسيره عن بعضهم أن مقام العبودية أشرف من مقام الرسالة لكون العبادة تصدر من الخلق إلى الحق والرسالة من الحق إلى الخلق قال ولأن.."

لكن هذا الكلام ليس بصحيح الرسالة أخص فكل رسول عبد لله جل وعلا وليس كل عبد رسولا لله جل وعلا ومن اختير للرسالة فلا شك أنه أولى بأعلى منازل العبودية من غيره.

"قال ولأن الله يتولى مصالح عبده والرسول يتولى مصالح أمته وهذا القول خطأ والتوجيه أيضًا ضعيف لا حاصل له ولم يتعرف له فخر الدين الرازي بتضعيف ولا رد وقال بعض الصوفية.."

هذا يأخذه من الغلاة من المتصوفة الذين يرون أن من مقامات العبودية من هو.. من وصل إلى درجة من الولاية فوق ما هو فوق الرسالة وصرحوا بذلك فوق الرسالة يقول:

مقام العبودية في برزخ
 

 

 

" فويق الرسول ودون النبي
 

مقام الولاية.

مقام الولاية في برزخ
 

 

 

" .........................
 

مقام الولاية في برزخ
 

 

فويق الرسول ودون النبي
 

يقول إيش؟ أو مقام النبوة؟

طالب: ..............

ودون الولي.

مقام النبوة في برزخ
 

 

 

" فويق الرسول ودون الولي
 

الولاية فوق الرسالة والنبوة نسأل الله العافية.

"وقال بعض الصوفية العبادة إما لتحصيل ثواب ورد عقاب".

أو درء عقاب.

أو درء؟

إما لتحصيل ثواب أو درء عقاب.

"أو درء عقاب قالوا وهذا ليس بطائل إذ مقصوده تحصيل مقصوده وإما للتشرف بتكاليف الله تعالى وهذا أيضًا عندهم ضعيف بل العالي أن يعبد الله لذاته المقدسة الموصوفة بالكمال قالوا.."

وبغض النظر عما يعود إلى المخلوق بغض النظر إلى ما يعود إلى العابد يعني يعبده لذاته لا يعبده رجاء في ثوابه ولا خوفا من عقابه ولا رجاء لجنته ولا خوفا من ناره هذا عندهم ومبنى العبودية على الخوف والرجاء مع الحب.

ولهذا..

يذكر عن رابعة العدوية أنها تقول إلهي ما عبدتك طمعًا في جنتك ولا خوفًا من نارك شيخ الإسلام يقول من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبده بالحب وحده فهو زنديق بل لا بد من اجتماع الثلاث الحب مع الخوف والرجاء.

"قالوا ولهذا يقول المصلي أصلي لله ولو كان لتحصيل الثواب ودرء العذاب لبطلت صلاته".

ودرء العقاب.

"ودرء العذاب".

أو العقاب أنا عندي العقاب أولاً قول المصلي أصلي لله هل معنى هذا أنه ينطق بهذه النية في بداية الصلاة وقبل الدخول فيها هذه بدعة وأما القول أصلي لله ولو كان لتحصيل الثواب ودرء العقاب لبطلت صلاته لأنه في الحقيقة ما صلى لله يقول الشيخ محمد رشيد رضا في تعليقه يقول هذه نزعة صوفية بل باطنية فالمراد من كون العبادة لله أنها تُفعل بأمره ابتغاء مرضاته وثوابه ومنه كمال معرفته في الآخرة ومن رد إرادة الثواب فقد رد القرآن والسنة وعطّل الشريعة وعطل الشريعة ومن المعلوم القطعي أن الله تعالى أمر العباد بعبادته لأجل تزكيتهم وتأهيلهم للحياة الأبدية في الجنة لا لأجل ذاته فهو غني عنهم وعن عبادتهم ونصوص الكتاب والسنة في ذلك مشهورة ولا يعقل كونها لذاته إلا إذا فسر بمعرفته ورؤيته وهذا من الثواب الذي يقصد العابد لنفسه فلا يبقى لفلسفتهم معنى في آخر سورة الكهف {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)} الكهف: ١١٠  يقول المتصوفة أن من يرجو الجنة هذا مشرك من يعبد الله من أجل دخول الجنة هذا مشرك لأنه ما عبد الله لذاته لأنه عبده لدخول الجنة وهنا أشرك مع الله الجنة هذا الثواب الموعود به وهذا العقاب المتوعد به لو كان مؤثرًا في النية وفي الإخلاص ما ذُكر ما ذُكر وكثيرًا ما يُسأل عن النظر إلى ما يُذكر مع الأذكار من حفظ للذاكر مع الثواب يقول أنا أقرأ كذا لما رتب عليه من أن أحفظ إلى أن أمسي أو أن أحفظ إلى أن أصبح هل هذا يضر أقول لو كان يضر لما ذكر في الخبر.

تفضل يا أبو عبد الله.

سم.

"وقد رد ذلك عليهم آخرون وقالوا كون العبادة لله عز وجل لا ينافي أن يطلب معها ثوابا ولا أن يدفع عذابا كما قال ذلك الأعرابي أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ إنما أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- «حولها ندندن» {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  قراءة الجمهور بالصاد وقرئ السراط وقرئ بالزاي قال الفراء وهي لغة بني عذرة وبني كلب لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى ناسب أن يعقب بالسؤال كما قال فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله ثم يسأل حاجته أو حاجة إخوانه المؤمنين بقوله {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  لأنه.."

جاءت الأدلة من السنة على البداءة بالتمجيد لله جل وعلا بين يدي الدعاء كأن الداعي يتوسل بهذا التمجيد لله جل وعلا بحيث يسأله بعد ذلك ويصلي على نبيه هذه من الأسباب التي يستجاب فيها الدعاء ما لم يكن ثَم مانع.

طالب: ..............

هو في الأصل كله من مقول الله أولها وآخرها لكن هل هي من مقول الله جل وعلا يعلِّم بها العباد ليذكروه بها؟ ولا شك أن السياق يدل على ذلك لنذكره بهذا الذكر ما قال الحمد لي ما قال الحمد لي قال الحمد لله هذا من تعليم الله جل وعلا عباده أن يذكروه بهذا الذكر العظيم.

"وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله ثم يسأل حاجته أو حاجة إخوانه المؤمنين بقوله {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  لأنه أنجح للحاجة وأنجع للإجابة ولهذا أرشد الله إليه لأنه الأكمل وقد يكون السؤال بالإخبار عن حال السائل واحتياجه كما قال موسى عليه السلام {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)} القصص: ٢٤  وقد يتقدمه مع ذلك وصف مسؤول كقول ذي النون {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ}  الأنبياء: ٨٧".

{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)} القصص: ٢٤  بعدها مباشرة فجاءته بالفاء مع التعقيب والله جل وعلا يعلم ما يريده من هذا الكلام فما سأل السؤال مباشرة وإنما افتقر وتذلل بين يدي الله جل وعلا والله يعلم حاجته فجاءته إحداهما مباشرة.

"وقد يتقدمه مع ذلك وصف مسؤول كقول ذي النون {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} الأنبياء: ٨٧  وقد يكون بمجرد الثناء على على المسؤول كقول الشاعر:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني
 

 

 

" حياؤك إن شيمتك الحياء"
 

حباؤك.

حياؤك.

طالب: ..............

ما هو؟

طالب: ..............

أنت ما الذي عندك؟

طالب: ..............

ألا أمنحك ألا أحبوك في حديث صلاة التسابيح يعني العطاء.

"أأذكر حاجتي أم قد كفاني
 

 

 

" حباؤك إن شيمتك الحباء
 

إذا أثنى عليك المرء يوما
 

 

كفاه من تعرضه الثناء
 

والهداية هاهنا الإرشاد والتوفيق وقد تتعدى الهداية بنفسها كما هنا {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}  الفاتحة: ٦  فتضمن فتُضمَّن معنى ألهمنا أو وفقنا أو ارزقنا أو أعطنا {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد: ١٠  أي بينا له الخير والشر وقد تُعدَّى بإلى كقوله تعالى: {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)} النحل: ١٢١  فاهدوهم إلى صراط الجحيم وذلك بمعنى الإرشاد والدلالة كذلك قوله تعالى {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)} الشورى: ٥٢  وقد تُعدى باللام كقول أهل الجنة {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}  الأعراف: ٤٣  أو وفقنا لهذا وجعلنا له أهلاً وأما الصراط المستقيم فقال الإمام أبو جعفر أبو جعفر بن جرير أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعًا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وكذلك في لغة جميع العرب فمن ذلك قول جرير بن عطية الخطفي:

أمير المؤمنين على صراط
 

 

 

" إذا اعوج الموارد مستقيم
 

قال والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر قال ثم تستعير العرب الصراط فتستعمله في كل قول وعمل ووصف ووصف باستقامة أو اعوجاج فتصف المستقيم باستقامته والمعوج باعوجاجه".

لا شك أن المستقيم خلاف المتعرج والمنحني والمتكسر وأنه أقرب طريق المستقيم حتى في الهندسة الآن يعرفون المستقيم بأنه أقرب طريق وقد يكون الطريق بين البلدين مستقيم فيختصر من المسافات شيء كثير وأما الطرق التي يحتاج فيها إلى خدمة أكثر من بلد ويُسار به يمينًا وشمالا لخدمة هذه البلدان فيكون أطول لكن مراعى فيه مصالح أخرى وإلا لو جعل بدون انكسار ولا انحناء بين بلدين لصار الأقرب وأقرب طريق موصل إلى مرضاة الله جل وعلا وجناته هذا طريق الصراط المستقيم الذي المسلم يدعو الله جل وعلا أن يهديه إياه بكل يوم بعدد ركعات صلاته إن اقتصر على الفرائض سبعة عشر وإذا زاد الرواتب صارت تسع وعشرين وإن أوتر بإحدى عشرة صارت أربعين وابن القيم رحمه الله تعالى يقول من قرع الباب أربعين مرة في اليوم أوشك أن يُفتح له.

"ثم اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف".

لحظة لحظة.

طالب: ..............

ما هو؟

طالب: ..............

أين؟ أين؟ أين؟

طالب: ..............

لا، ووصف باستقامة لكل قول.. وصف باستقامة أو اعوجاج، وأنت ما الذي عندك؟ ما الذي عندك أنت؟

طالب: ..............

عندك واوين؟

طالب: ..............

وأنا عندي ثنتين؟

طالب: ..............

أي طبعة التي معك؟

طالب: ..............

هو الظاهر.. في كل قول وعمل وُصِف باستقامة أو اعوجاج.

طالب: ..............

والله وجودها ما يضر يعني قال ثم تستعير العرب الصراط المستقيم فتستعمله في كل عمل وصف باستقامة واعوجاج فتصف.. ما تضر.

طالب: ..............

"ثم اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط وإن كان يرجعها حاصلها إلى شيء واحد وهو المتابعة لله وللرسول فروي أنه كتاب الله قال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثني يحيى بن يمان عن حمزة الزيات عن سعد وهو أبو المختار وهو أبو المختار الطائي".

سعيد أو سعيد؟

سعد.

عن سعيد وهو ابن المختار..

ابن؟

لا تعدل خل نشوف.. ابن المختار أو أبو؟

طالب: ..............

ما علق عليه..؟

طالب: ..............

ما الذي يقول؟

طالب: ..............

وعلى كل حال الحديث مادام فيه الحارث الأعور ما نحتاج إلى البحث عن غيره.

"عن سعد وهو أبو المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «الصراط المستقيم كتاب الله» وكذلك رواه ابن جرير من حديث ابن حبيب الزيات وقد تقدم في فضائل القرآن فيهما رواه أحمد.."

فيما رواه..

"فيما رواه أحمد والترمذي من رواية الحارث الأعور عن علي مرفوعًا وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وقد روي موقوفًا على علي رضي الله عنه وهو أشبه والله أعلم".

الأشبه أنه موقوف على علي رضي الله عنه كما تقدم.

"وقال الثوري عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال الصراط المستقيم كتاب الله وقيل هو الإسلام وقال الضحاك عن ابن عباس قال قال جبريل لمحمد -صلى الله عليه وسلم- قل يا محمد اهدنا الصراط المستقيم يقول ألهمنا الطريق الهادي وهو دين الله الذي لا عوج فيه وقال ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  قال ذاك الإسلام وقال إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمَداني".

الهمْداني.

"وعن مرة الهمْداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}  الفاتحة: ٦  قالوا هو الإسلام وقال عبد الله بن محمد بن عقيل".

تفسير الصراط المستقيم بأنه في الدين الإسلام أو محمد أو كتاب الله لا اختلاف في هذا ليس هذا من اختلاف التضاد إنما هو تنوع في العبارات ومفادها واحد.

"عن جابر اهدنا الصراط المستقيم قال الإسلام هو أوسع مما بين السماء والأرض وقال ابن الحنفية في قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  قال هو دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  قال هو الإسلام وفي معنى هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده حيث قال حدثنا الحسن بن سِوَار أبو العلاء.."

سَوَّار سَوَّار.

"حدثنا الحسن بن سَوَّار أبو العلاء قال حدثنا ليث يعني ابن سعد عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه عن النواس بن سمعان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «ضرب الله مثلاً صراطًا مستقيمًا وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى الصراط داعٍ يقول يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعًا ولا تعوجوا وداعي يدعو من جوف الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتح فإنك إن تفتحه تلجه فالصراط الإسلام والسواران حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم» وهكذا رواه ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث الليث بن سعد به ورواه الترمذي والنسائي جميعا عن علي بن حجر عن بقية عن بُحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان به وهو إسناد حسن صحيح والله أعلم وقال مجاهد {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  قال الحق وهذا أشمل ولا منافاة بينه وبين ما تقدم وروى أبي حاتم وابن جرير من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم حدثنا حمزة بن المغيرة.."

ما الذي عندك ما الذي عندك الرمز؟ نا أو أنا.

حدثنا.

عندك حدثنا؟ عندي أنا يعني أخبرنا.

طالب: ..............

عندي أنا يعني أخبرنا اختصار لأخبرنا ونا فقط اختصار لحدثنا ومثلها ثنا.

"حدثنا حمزة بن المغيرة عن عاصم الأحول عن أبي العالية {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  قال هو النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحباه من بعده قال عاصم فذكرنا ذلك للحسن فقال صدق أبو العالية ونصح وكل هذه الأقوال صحيحة وهي متلازمة فإن من اتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- واقتدى بالذَين من بعده أبي بكر وعمر فقد اتبع الحق ومن اتبع الحق افقد اتبع الإسلام ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضا ولله الحمد وقال الطبراني حدثنا محمد بن الفضل السقْطي".

السقَطي.

"السقَطي قال حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولهذا قال قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله والذي هو أولى بتأويل هذه.."

النبي -عليه الصلاة والسلام- تركنا على البيضاء على البيضاء يعني الطريقة البيضاء أو المحجة البيضاء التي معناها الطريق الواضحة البينة.

"والذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي أعني {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  أن يكون معنيًا به وفِّقنا للثبات على ما ارتضيته ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك من قول وعمل وذلك هو الصراط المستقيم لأن من وفق لما وفق له من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فقد وفق للإسلام وتصديق الرسل والتمسك بالكتاب والعمل بما أمره الله به والانزجار عما زجره عنه واتباع منهاج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنهاج الخلفاء الأربعة وكل عبد صالح وكل ذلك من الصراط المستقيم"

بلا شك

"فإن قيل فكيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها وهو متصف بذلك فهل هذا من تحصيل الحاصل أم لا؟ فالجواب أن لا ولولا احتياجه ليلاً ونهارًا إلى سؤال الهداية لما أرشده الله.."

المقصود الثبات عليه والاستمرار عليه كما في قوله جل وعلا {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} النساء: ١٣٦  يعني اثبتوا على إيمانكم.

"ولولا احتياجه ليلاً ونهارًا إلى سؤال الهداية لما أرشده الله تعالى إلى ذلك فإن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية ورسوخه فيها وتبصّره وازدياده منها واستمراره عليها فإن العبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله فأرشده الله تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونة والثبات والتوفيق فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله فإنه تعالى قد تكفل بإجابة الداعي إذا دعاه ولاسيما المضطر المحتاج المفتقر إليه آناء الله وأطراف النهار وقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} النساء: ١٣٦  فقد أمر الذين آمنوا بالإيمان وليس من باب تحصيل الحاصل لأن المراد الثبات والاستمرار والمداومة على الأعمال المعينة على ذلك والله أعلم وقد قال تعالى آمرا لعباده المؤمنين أن يقولوا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب وقد كان الصديق رضي الله عنه يقرأ بهذه الآية في الركعة الثالثة من صلاة المغرب بعد الفاتحة سرًا".

لأن المغرب وتر النهار كما جاء في الحديث أول ما فرضت الصلاة ركعتين فأقرت صلاة السفر وزيد في الحضر إلا المغرب فإنها وتر النهار وإلا الصبح فإنها تُطوَّل فيها القراءة فيجعل هذه الآية بهذا الدعاء كالقنوت في آخر ركعة والخبر مخرج في الموطأ وغيره بإسناد صحيح إلى أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه.

"فمعنى قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} الفاتحة: ٦  استمر بنا عليه ولا تعدل بنا إلى غيره ولا تضلنا عنه".

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه...