تعليق على تفسير سورة البقرة (52)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-:

"قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [سورة البقرة:151-152] يذكِّر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثة الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- إليهم يتلو عليهم آيات الله مبينات، ويزكيهم أي يطهرهم من رذائل الأخلاق ودنس النفوس وأفعال الجاهلية، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعلمهم الكتاب وهو القرآن، والحكمة وهي السنة، ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، فكانوا في الجاهلية الجهلاء يُسَفِّهُون بالقول يُسَفِّهُون بالقول الفراء.."

يَسْفهون.

يَسْفهون؟

"فكانوا في الجاهلية الجهلاء يَسْفون بالقول الفراء.."

الكذب جمع فرية وهي الكذب.

"فانتقلوا ببركة رسالته ويُمْن.. ويُمْن سفارته إلى حال الأولياء وسجايا العلماء، فصاروا أعمق الناس علمًا وأبرَّهم قلوبهم.."

ببركة رسالته -عليه الصلاة والسلام- ويُمْن سفارته؛ لأن الرسل هم السفراء بين الله وخلْقه، وهم الواسطة فيما ينزل منه تعالى لا فيما يصعد إليه -جل وعلا-، فلا واسطة بين الله وخلْقه فيما يصعد إليه من أعمال، أما ما ينزل إلى العباد منه -جل وعلا- فعن طريق الرسل.

"فصاروا أعمق الناس عِلْمًا وأبرّهم قلوبهم.."

قلوبًا.

"وأبرهم قلوبًا وأقلهم تكلُّفًا وأصدقهم لهجة، وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً} [سورة آل عمران:164].."

مع كثرة من تصدى لهذا الكتاب العظيم المشهور النافع، مع كثرة من تصدى له، وزعم تحقيقه إلا أنه لايزال فيه أشياء تحتاج إلى إعادة نظر، فبين يدينا خمس نسخ كلها محققة، ثلاث التحقيق فيها ظاهر، والبقية متفاوتة، وأكثر من ذلك مما في المكتبات مما يباع الطبعات تترى، والدعاوى تكثر، وأذكر أن واحدًا من طلاب العلم جمع أكثر من مائة نسخة، ويسعى في تحقيقه، ولا يزال، لكن كثرة النسخ لاسيما المتأخرة منها تُرهِق الكتاب بذكر الفروق والإحالة على النسخ بعد اختيار رموزها، تجد في (ط) في (ع) في كذا في كذا والنتيجة؟! فالكتاب لا يزال بحاجة إلى مزيد عناية، عندنا طبعة أولاد الشيخ، وفي السوق أكثر من طبعة لمكتبة أولاد الشيخ، فهي أيضًا متفاوتة تختلف في التعليق، وتختلف في التخريج، ولكن طبعة دار ابن الجوزي طبعة لا بأس بها، لكن فيها أخطاء، طبعة دار طيبة كذلك، وكلها تحتاج إلى مزيد من العناية، ما قرأه علينا الشيخ فيه أشياء.

طالب: .........

ما الذي معك؟

طالب: .........

ما هي؟ ما أشوفها.

طالب: .........

نعم، معروفة، المكتبة التجارية الكبرى وعنها الاستقامة التي عليها برواز معروف، وفيها أخطاء كثيرة.

ما الذي عندك؟

طالب: .........

الشعب؟ ماذا يقول؟

طالب: .........

يُسَفِّهُون بالقول الفِرَاء.

طالب: .........

لا، فيها ركاكة.

طالب: .........

لا لا.

طالب: .........

فكانوا في الجاهلية الجهلاء يُسَفِّهُوْن.

طالب: .........

ماذا يقول؟

طالب: .........

هذا معروف ......

طالب: .........

نعم، ما يخالف الفراء جمع فِرية، وهي الكذب، لكن سياق الكلام يُسَفِّهُوْن بالقول، الفراء كذا؟ يستقيم؟ الأسلوب ما يستقيم أبدًا.

طالب: .........

هم يُسَفَّهون.

طالب: .........

يمكن يُسَفِّهون العقول بالفراء بالكذب يُسَفِّهون العقول بالفراء العقلاء من الناس يدعون عليهم السَّفَه بالفرية لكن مع ذلك ما نجزم إلا إذا وجدنا نسخة سأراجع الأزهرية الأزهرية عندي هذه فرع عنها ومطبوعة عنها لكن نرجع إلى الأصل إن شاء الله.

"وقال تعالى {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [سورة آل عمران:164] الآية وذم من لم يعرف.."

ما يحتاج أن يقول: الآية مادام كمّلها، لا يحتاج مادام أكمل الآية، ما يحتاج يقول: الآية ويزكيهم الآية؛ لأن الآية ما كملت.

"وذم من لم يعرف قدر هذه النعمة فقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [سورة إبراهيم:28] قال ابن عباس: يعني بنعمة الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره وقال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [سورة البقرة:152] قال مجاهد في قوله.."

هذه النعمة من أعظم النعم بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام- لهذه الأمة من أعظم نعم الله- جل وعلا-، وهو -عليه الصلاة والسلام- بعثه الله رحمة للعالمين، وأي نعمة تساوي نعمة الإسلام مهما حصل عليه الإنسان من نعم من متع الدنيا، فإنها لا شيء بالنسبة لنعمة الإسلام، وأردف ذلك بقوله: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152] يعني شكرًا لهذه النعمة بالذكر يكون الشكر بذكر الله -جل وعلا- وبأنواع الشكر المتعلِّقة باللسان والقلب والجوارح {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [سورة البقرة:152]، فالله أمر بذكره وشكره في مواضع كثيرة جدًّا قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «يا معاذ إني أحبك، فلا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك».

طالب: .........

نعم.

هذا في هذا الموضع والتفسير أصله للإمام الشافعي لما تكلم عن مباحث السنة في كتاب الرسالة قال: هي الحكمة، وأورد على ذلك أدلة وشواهد كثيرة قد يأتي في موضع تُفَسَّر فيه الكلمة بشيء؛ لدلالة السياق عليه، وفي موضع آخر بشيء آخر؛ لدلالة السياق عليه، واللفظ يحتمل.

طالب: .........

لأنه سنة بالنسبة لهم، سنة بالنسبة لهم.

"قال مجاهد في قوله: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ} [سورة البقرة:151] يقول: كما فعلتُ فاذكروني، قال عبد الله بن وهب عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن موسى -عليه السلام-.."

الكاف هذه للتعليل الكاف للتعليل {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ} [سورة البقرة:151] إلى آخره {فَاذْكُرُونِي} [سورة البقرة:152] يعني جزاء هذه النعمة الذكر والشكر، يعني في مقابل هذه النعمة العظيمة.

"عن زيد بن أسلم أن موسى -عليه السلام- قال: يا رب، كيف أشكرك؟ قال له ربه: تذكرني ولا تنساني، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني، قال الحسن البصري وأبو العالية والسدي والربيع بن أنس: إن الله يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويعذِّب من كفره. وقال بعض السلف في قوله تعالى: {اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [سورة آل عمران:102] قال: هو أن يطاع فلا يعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصبَّاح قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عمارة الصيدلاني قال: أخبرنا مكحول الأزدي قال: قلت لابن عمر: أرأيت قاتل النفس وشارب الخمر والسارق والزاني يذكر الله وقد قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152] قال: إذا ذكر الله هذا ذكره الله بلعنته حتى يسكت، وقال الحسن البصري في قوله: {فَاذْكُرُونِي} [سورة البقرة:152].."

وهذا الأثر عن ابن عمر مضعَّف بالصيدلاني؛ لأنه ضعيف.

طالب: .........

المعنى؟ اذكروني أذكركم، العاصي لاسيما بالكبائر إذا ذكر الله هل يذكره كما يذكر من يذكر وهو شاكر مستقيم على أمره ودينه ومتقٍّ له؟ يقول: اذكروني في خبر ابن عمر وقد قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152].

طالب: .........

نعم؛ لأنه يذكر الله العاصي يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، ويكثر قد يكثر من الذكر.

طالب: .........

يعني..

طالب: أحسن الله إليك، في الحاشية يقول: سنده حسن.

الصيدلاني مضعَّف.

"وقال الحسن البصري في قوله: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152] قال: اذكروني فيما افترضت عليكم أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي، وعن سعيد بن جبير: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي، وفي رواية: برحمتي، وعن ابن عباس في قوله: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152] قال: ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، وفي الحديث الصحيح: «يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه».

 قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «قال الله -عز وجل-: يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة- أو قال: في ملأ خير منهم-، وإن دنوت مني شبرًا دنوت منك ذراعًا، وإن دنوت مني ذراعًا دنوت منك باعًا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول» صحيح الإسناد أخرجه البخاري من حديث قتادة، وعنده قال قتادة: الله أقرب بالرحمة."

لا يحتاج أن يقال: صحيح الإسناد وهو مخرج في البخاري، ما يحتاج أن يقال: صحيح الإسناد، وقد انتُقِد البغوي في شرح السنة حينما يقول: حديث صحيح أخرجه محمد يعني البخاري عن فلان وفلان، وأخرجه مسلم عن كذا، فانتُقد، ما يحتاج إلى أن يقول: صحيح الإسناد حتى، ولا صحيح مادام في الصحيحين لا يحتاج.

طالب: .........

لا، ابن كثير -رحمة الله عليه- له عناية بالمسند من خلال مؤلفاته أكثر من عنايته بالصحيحين حتى قيل: إنه يحفظ المسند حفظًا، ولا شك أن المسند من حفظه فقد حفظ السنة؛ لأنه فيه أكثر ما جاء في الكتب الستة، غالبه موجود في المسند، لكن المنهجية العلمية تقتضي تقديم الصحيحين، فإذا ضمنهما ولا يلزم أن يحفظهما بالتكرار والأسانيد؛ لأن هذا يشق إلا من وُهب حافظة تساعده ثم بعد ذلك يزيد عليه من زوائد السنن الأربعة وزوائد المسند وزوائد الموطأ وغيرها من الكتب، المسألة أولويات.

"وقوله تعالى: {وَاشْكُرُواْ لِي} [سورة البقرة:152].."

أنا أريد أن أطلع على رواية البخاري بلفظها؛ لأنه يقول: «إن دنوت مني شبرًا دنوت منك ذراعًا، وإن دنوت مني ذراعًا دنوت منك باعًا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول».

أين أبو عبد الرحمن؟

طالب: .........

طلع لنا رواية البخاري؛ لأن «وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولة» هل تتناسب إن دنوت مني شبرًا دنوت منك ذراعًا، وإن دنوت مني ذراعًا دنوت منك باعًا؟

طالب: .........

عندك؟

طالب: .........

نعم لكن أنا أعرف اللفظ، إذا دنا العبد مقتضى الامتنان أن يكون دنوُّه أقرب، لكن هل الامتنان بالقرب أو بالبُعْد؟ بالقُرْب واضح الإشكال؟ الامتنان بالقرب من الله -جل وعلا- أو بالبعد منه؟ بالقرب إذا دنا العبد شبرًا دنا منه الله -جل وعلا- ذراعًا، أليس المفترض العكس؟ من أجل الامتنان بالقرب من الله -جل وعلا-، والله -جل وعلا- أكثر منا وأكثر فضلًا من قرب العبد ودنوه.

طالب: .........

كيف؟

طالب: .........

ما معنى الدنو هنا؟ القرب هل الأفضل الأقرب أو الأبعد؟

طالب: .........

طيِّب.

طالب: .........

يعني إذا اقترب إلى الله شبرًا ما هو المسافة المحددة بين الله وبين العبد مقدار القرب.

طالب: .........

نعم يعني العبد اقترب شيئًا يسيرًا، فاقترب الله -جل وعلا- أكثر منه.

طالب: .........

نعم الآن أنت ما قلت كذا لم تقل هكذا أنت.

طالب: .........

طيِّب.

طالب: .........

انتهى الإشكال، يعني انحلت، يعني ما هو المقادير هذه في المسافة بين العبد وبين الله -جل وعلا- إنما في المسافة التي يقطعها العبد والله -جل وعلا- كما يليق بجلاله وعظمته، وكما أخبر على لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- من غير تأويل ولا تحريف ولا تكييف يتقرَّب إليه أكثر من هذه المسافة.

طالب: أحسن الله إليك، قول قتادة: الله أقرب بالرحمة..

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

الإشكال أن الامتنان بالقرب من الله -جل وعلا-، فإذا كان القرب من فعل العبد أقرب منه من فعل الله -جل وعلا- يتم الامتنان؟ يعني لو كان المراد المسافة بين الله -جل وعلا- وتعالى الله عن الظنون، المسافة بين العبد وبين الله في تقرُّب العبد أقرب منها في تقرُّب الله -جل وعلا- إلى العبد هذا ما فيه إشكال؟

طالب: .........

طيِّب إذا قلنا: إن المسافة بين الله وبين العبد على ما يريده الله -جل وعلا- من غير دخول في التفاصيل موجودة، لكن إذا تقرب العبد قليلاً تقرب الله منه أكثر هذا المعنى.

طالب: أحسن الله إليك، قول قتادة..

طالب: .........

لا، ما فيه إشكال.. لو واحد ما فيه إشكال، الإشكال في فهمنا في الفهم الأول هو الذي فيه إشكال.

طالب: .........

ماذا فيها؟

طالب: .........

طيب وحديث قتادة عن أنس معروف.

طالب: .........

فيه فرق؟

طالب: .........

ما فيه فرق.

طالب: .........

على كل حال.

طالب: .........

نعم التقرب هو الدنو، التقرب هو القرب من الشيء، وهو الدنو.

طالب: أحسن الله إليك، قول قتادة: الله أقرب بالرحمة، ما يُشَم منه شيء من التأويل؟

هذا تأويل أقرب بالرحمة إثبات القُرْب لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تأويل، ومن لازمه الرحمة، من لازم ذلك الرحمة.

طالب: .........

نعم، هو يُثبت على مذهب سلف الأمة وأئمتها، يُثبِت ما ثبت عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- ما يُظَن فيه أنه مؤوِّل، ولكنه تفسير باللازم كما هو معلوم.

طالب: .........

من يقوله؟

طالب: .........

وعنده قال قتادة: الله أقرب بالرحمة، لا، لو فتش وجده، ابن كثير من الحفاظ.

طالب: .........

نعم ماذا فيه؟

طالب: .........

مستحق للعن.

طالب: .........

أولاً الخبر ضعيف، الأمر الثاني جاء في بعض الآثار كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، يصير ظالمًا {أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [سورة هود:18] من هذا الباب.

"وقوله تعالى: {وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [سورة البقرة:152] أمر الله تعالى بشكره ووعد على شكره بمزيد الخير فقال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [سورة إبراهيم:7] وقال الإمام أحمد: حدثنا روح قال: حدثنا شعبة عن الفضيل بن فضالة -رجل من قيس- قال: حدثنا أبو رجاء العَطاردي.."

العُطاردي.

"العُطاردي قال: خرج علينا عمران بن الحصين وعليه مطرف من خز لم نره عليه قبل ذلك ولا بعده فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنعم الله عليه نعمة، فإن الله يحب أن يُرى أثر نعمته على خلقه»، وقال روح مرة: «على عبده».

 قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} [سورة البقرة:153-154] لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر شرع في بيان الصبر."

المطرف من الخز فسروه بأن ظاهره حرير وباطنه صوف، وباطنه صوف أو شعر، ماذا قال عندكم؟

طالب: .........

هل هذا أولى أو العكس؟

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

نعم؛ لأن الحرير كونه يلي الجسم أولى من كونه هو الظاهر.

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

لا، قد يُلبَس للحاجة، لحكة ونحوها أذن به النبي -عليه الصلاة والسلام- من أجل الحكة.

طالب: .........

أين؟

طالب: .........

قد يكون قبل النهي، وهذا من التفسير يعني ما هو.. قد لا يكون هذا واقعه، قد لا يكون هذا هو الواقع، هذا تفسير أهل العلم لهذه الكلمة.

طالب: .........

والخز نوع من الحرير.

طالب: .........

يعني على الليِّن من اللباس، يُطلق على الليِّن من اللباس سواء كان حريرًا أو نوعًا آخر، لكن استدراكه على تفسيرهم الخز وهو المطرف من الخز، كون الصوف هو الداخل، والحرير هو الخارج، أما من جهة رؤية أثر النعمة مناسب؛ لأن النعمة تكون بالحرير ولا تكون بالشعر الصوف.

طالب: .........

نعم لكن الباطن ما يكون مؤذيًا، الشعر مؤذٍ ما هو مثل الشعر والمسوح لباس الرهبان وغلاة المتصوفة وغيرهم، لكن يتأذون بذلك.

طالب: .........

على كل حال أنا المشكِل عندي كون الحرير هو الخارج والشعر هو الداخل، يعني صح أن النعمة تظهر بالحرير أكثر من الشعر، لكن الشعر من الداخل مؤذٍ، فلا يكون مما يُتمَدَّح به.

طالب: .........

يعني النبي -عليه الصلاة والسلام- كانت وسادته من أدم وحشوها ليف، الليف ما يمكن أن ينام عليه أحد أو يجلس عليه أحد، خشن جدًّا، لكن هذا باطن.

"لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر شرع في بيان الصبر والإرشاد إلى الاستعانة بالصبر والصلاة، فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها، أو في نقمة فيصبر عليها، كما جاء في الحديث: «عجبًا للمؤمن، لا يقضي الله له قضاءً إلا كان خيرًا له، إن أصابته سراء فشكر كان خيرًا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرًا له»."

وليس ذلك إلا للمؤمن؛ لأن الكافر إذا أصابته سرَّاء شكر لا ينتفع بهذا الشكر؛ لأن عمله حابط، وكذلك إن أصابته ضراء وصبر عليها لا يؤجر على هذا الصبر.

"وبيَّن تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمُّل المصائب الصبر والصلاة كما تقدم في قوله: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [سورة البقرة:45]، وفي الحديث: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حَزَبَه أمر صلَّى."

يعني فزع إلى الصلاة، وجاء عن ابن عباس أنه أُخبر بموت ابنة له وكان في طريق، فنزل عن دابته، فصلى ركعتين وتلا الآية: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} [سورة البقرة:45].

"والصبر صبران، فصبر على ترك المحارم والمآثم، وصبر على فعل الطاعات والقربات، والثاني أكثر ثوابًا؛ لأنه المقصود كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الصبر في بابين، الصبر لله بما أحب وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصبر لله عما كره وإن تنازعت إليه الأهواء، فمَن كان هكذا فهو من الصابرين الذين يُسلَّم عليهم إن شاء الله. وقال علي بن الحسين زين العابدين.."

من أين جاء التسليم عليهم؟

طالب: بما صبرتم..

بما صبرتم، وكان عمران بن حصين لما ابتلي بالمرض في آخر عمره في الدنيا تسلِّم عليه الملائكة عيانًا، تسلم عليه الملائكة عيانًا قالوا: فاكتوى فانقطع التسليم، ثم ندم فعاد التسليم، فالصبر ثلاثة أنواع؛ صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على الأقدار المؤلمة.

طالب: .........

الله أعلم، لكنه يُسلَّم عليه.

"وقال علي بن الحسين زين العابدين: إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي منادٍ: أين الصابرون؟ ليدخلوا الجنة قبل الحساب قال: فيقوم عنق من الناس فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنة، فيقولون: قبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصابرون، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة الله، وصبرنا على معصية الله."

عن معصية الله.

"وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله، قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنة، فنِعْمَ أجر العاملين.

قلت: ويشهد لهذا قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة الزمر:10]. وقال سعيد بن جبير: الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو متجلِّد لا يُرى منه إلا الصبر.

 وقوله تعالى.."

لأن الجزع أمر قلبي، أمر قلبي قد تظهر آثاره، وقد لا تظهر على حسب قوة النفس وضعفها، ولذا يقول:

وتجلُّدي للشامتين أريهم
 

 

 أني لريب الدهر لا أتضعضع
 

طالب: .........

ماذا فيه؟

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

العبرة بما ثبت عن الله وعن رسوله، العبرة بما ثبت عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .........

ماذا؟

طالب: .........

وأما الصبر الثالث؟

طالب: .........

وأما الصبر الثالث..

طالب: .........

هذا ما يوجد عندك بالأزهرية ولا..

طالب: .........

نعم هو لا بد منه.

طالب: .........

فذاك أيضًا واجب.

طالب: .........

كالاستغفار من المعايب كالاستغفار من المعايب.

طالب: .........

معروف.. لكن ما علاقة الاستغفار من المعايب بالصبر على النوائب، على المصائب؟

طالب: .........

كلاهما واجب، لكن الواجبات كثيرة، يعني القياس بما يشترك معه بشيء.

طالب: .........

لا.

طالب: .........

يعني الاستغفار؟ هو مأمور بغيرهما بعد.

طالب: .........

الاقتران مثل الشكر والذكر عندنا {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي} [سورة البقرة:152].

"وقوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ} [سورة البقرة:154] يخبر تعالى أن الشهداء في برزخهم أحياء يرزقون كما جاء في صحيح مسلم أن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلَّقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال: ماذا تبغون؟ فقالوا: يا ربنا، وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ ثم عاد إليهم بمثل هذا، فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يُسألوا.."

يَسألوا..

"من أن يَسألوا قالوا: نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نُقتَل فيك مرة أخرى؛ لما يرون من ثواب الشهادة، فيقول الرب -جل جلاله-: إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون. وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن الإمام الشافعي عن الإمام مالك عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نسمة المؤمن طائر تعلَّق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه» ففيه دلالة لعموم.."

الحديث سنده مسلسل بالأئمة الشافعي عن مالك الإمام أحمد عن الشافعي عن مالك الأئمة ثلاثة كلهم يتداولونه بالرواية، وهذا مما ذكر فيه أهل العلم أنه يفيد القطع، يفيد العلم القطعي، وهذه من القرائن التي تدل على إفادة العلم بخبر الواحد إذا احتفت به قرينة، وذكروا مثال أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر قالوا: فإذا روى عن مالك الشافعي قال العراقي: قلت: وعنه أحمد، فإذا روي الحديث بإسناد يتداوله الأئمة إمام عن إمام عن إمام أفاد ذلك.

في الحديث: «نسمة المؤمن طائر تَعْلَقُ» ضبطه هكذا قال: بفتح أوله، وضم ثالثه، تَعْلُق، قاله ابن الأثير أي تأكل، وهو في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة يقال: عَلُقَت عُلُوْقًا فنُقِل إلى الطير، أفاده الشيخ أحمد شاكر.

طالب: .........

هو في الأصل التكفير حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة، وإذا كانت سيئاته قليلة رُفِعَت درجاته؛ لأن المسألة موازَنة.

طالب: .........

لا لا لا، جاء في حق الشهيد ما هو أعظم من ذلك، فالشهيد داخل في هذا الحديث؛ لأنه مؤمن وداخل فيما يخص الشهداء.

طالب: .........

نعم.

طالب: .........

هو مؤمن، هو طائر.

طالب: .........

أحيانًا وأحيانًا- الله أعلم- هذه أمور غيبية، لكن كله مدح، ولا شك أن الشهيد أكمل من مجرد وصف المؤمن.

طالب: .........

تَعْلُق نعم.

"ففيه دلالة لعموم المؤمنين أيضًا، وإن كان الشهداء قد خصصوا بالذكر في القرآن؛ تشريفًا لهم وتكريمًا وتعظيمًا.

 قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [سورة البقرة:155-157].

 أخبر تعالى أنه يبتلي عباده أي يختبرهم ويمتحنهم كما قال: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [سورة محمد:31]، فتارة بالسراء، وتارة بالضراء من خوف وجوع، كما قال تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} [سورة النحل:112]، فإن الجائع والخائف كلٌّ منهما يظهر ذلك عليه، ولهذا قال: {لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} [سورة النحل:112]، وقال هاهنا.."

يعني يظهر الجوع والخوف كما يظهر اللباس الجائع، معروف من وجهه، وكذلك الخائف، ولذا قيل: لباس الجوع والخوف، واللباس ظاهر.

"وقال هاهنا: {بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ} [سورة البقرة:155] أي بقليل من ذلك، {وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ} [سورة البقرة:155] أي ذهاب بعضها.."

ولو ابتلاهم من الخوف والجوع بقدر ذنوبهم وجرائمهم ما ترك على ظهرها من دابة.

"{وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ} [سورة البقرة:155] أي ذهاب بعضها، {وَالأنفُسِ} [سورة البقرة:155] كموت الأصحاب والأقارب والأحباب، {وَالثَّمَرَاتِ} [سورة البقرة:155] أي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها، كما قال بعض السلف، فكانت بعض النخيل لا تثمر غير واحدة، وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله به عباده، فمن صبر أثابه، ومن قنط أحل به عقابه، ولهذا قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [سورة البقرة:155]، وقد حكى بعض المفسرين أن المراد من الخوف هاهنا خوف الله، وبالجوع صيام رمضان، وبنقص الأموال الزكاة، والأنفس الأمراض، والثمرات الأولاد، وفي هذا نظر، والله أعلم."

لأنه خلاف الظاهر، هذا خلاف الظاهر.

"ثم بيَّن تعالى من الصابرين الذين.."

الصابرون مَن الصابرون.

"ثم بيَّن تعالى مَن الصابرون الذين شكرهم فقال: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [سورة البقرة:156] أي تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم، وعلموا أنهم ملك لله، يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة، ولهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك فقال: {أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [سورة البقرة:157] أي ثناء من الله عليهم ورحمة. وقال سعيد بن جبير: أي أمنة من العذاب.

{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [سورة البقرة:157] قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: نِعْمَ العِدْلان، ونِعْمَت العَلاوة. {أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [سورة البقرة:157] فهذان العِدْلان، {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [سورة البقرة:157] فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين، وهي زيادة في الحِمل، فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضًا، وقد ورد في ثواب الاسترجاع، وهو قول: إنا لله، وإنا إليه راجعون عند المصائب أحاديث كثيرة؛ فمن ذلك ما رواه الإمام أحمد قال: حدثنا يونس قال: حدثنا ليث- يعني ابن سعد-، عن يزيدِ بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.."

يزيدَ.

"عن يزيدَ بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطَّلب، عن أم سلمة قالت: أتاني أبو سلمة يومًا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: لقد سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولاً سُررتُ به، قال: «لا يصيب أحدًا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول: اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها إلا فُعل ذلك به»، قالت أم سلمة: فحفظت ذلك منه، فلما توفي أبو سلمة استرجعتُ، وقلت: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: من أين لي خير من أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتي، استأذن عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أدبغ إهابًا لي، فغسلت يديَّ من القرض، وأذنت له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف، فقعد عليها فخطبني إلى نفسي، فلما فرغ من مقالته، قلت: يا رسول الله، ما بي ألا يكون بك الرغبة، ولكنني امرأة فيَّ غيرة شديدة، فأخاف أن ترى مني شيئًا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن، وأنا ذات عيال. فقال: «أما ما ذكرتِ من الغيرة، فسوف يذهبها الله -عز وجل- عنك، وأما ما ذكرتِ من السن، فقد أصابني مثل الذي أصابك، وأما ما ذكرت من العيال، فإنما عيالك عيالي». قالت: فقد سلَّمتُ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتزوجها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فقالت أم سلمة بعد: أبدلني بأبي سلمة خيرًا منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 وفي صحيح مسلم عنها أنها قالت.."

ثم يقول: اللهم اؤْجُرني في مصيبتي، اللهم اؤْجُرني، يعني عظِّم بها أجري، أما أَجِرني من الإجارة ليس هذا موضعها.

طالب: ............

تأتي، لكن اللهم اؤْجُرني من الأجر كلاهما..

طالب: ............

ماذا؟

طالب: ............

يقول أخلف الله عليك في العزاء
 

 

 من ليس يُعتاض عنه يوم الجزاء
 

إلى آخر ما قيل بالقطع.

طالب: ............

الإجارة مما يتوقع ضرره، اللهم أَجِرني من النار تقول، أما هنا أنت ما تتوقع ضرره، أنت ترجو ثوابًا على صبرك على هذه المصيبة، ترجو الأجر.

طالب: ............

لكن الخلف من الله -جل وعلا-، الله أعلم.

"وفي صحيح مسلم عنها أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرني في مصيبتي، وأَخْلف لي خيرًا منها إلى آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها» قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخلف الله لي خيرًا منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد وعباد بن عباد قالا: حدثنا هشام بن أبي هشام قال: حدثنا عبَّاد بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها- وقال عبَّاد: قدُم عهدها- فيُحدِث لذلك استرجاعًا إلا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب»، ورواه ابن ماجه في سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها، وقد رواه إسماعيل بن عُلَيَّة ويزيد بن هارون عن هشام بن زياد عن أبيه كذا عن فاطمة عن أبيها. وقال الإمام أحمد.. أنبأنا.."

هشام بن زياد ضعيف، وأمه مجهولة، وأمه مجهولة، فالخبر بهذا يكون ضعيفًا.

طالب: .........

لا لا، إذا لم يسمع منه لا يجوز له أن يقول: سمعت، له أن يقول: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسقط الصحابي ويقول: عن رسول الله؛ لأن الصيغة محتملة، أما أن يصرح بالسماع، قالوا: إذا صرح المدلِّس بالسماع من شيخه هذا كذب، لكن الصحابي إذا صرَّح بالسماع جزمنا بأنه سمع، ولو جاء بطريق آخر عن صحابي آخر؛ لأنه احتمال أن يكون رواه عن النبي- عليه الصلاة والسلام- بواسطة، ثم رواه عنه بغير واسطة.

طالب: .........

نعم الرواية السابقة بواسطة، وهذه بغير واسطة.

طالب: .........

عبَّاد بن عبَّاد.

طالب: .........

لحظة.. عن هشام بن زيادة عن أمه.

طالب: .........

لا لا لا، هو هشام بن زياد.

طالب: .........

هو هشام بن زياد عن أمه.

طالب: .........

ماذا يقول؟

طالب: .........

نعم هشام، هشام بن أبي هشام هو هشام بن زياد.

"وقال الإمام أحمد: أنبأنا يحيى بن إسحاق السيلحيني قال: أنبأنا حماد بن سلمة عن أبي سنان قال: دفنت ابنًا لي، فإني لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة- يعني الخولاني- فأخرجني وقال لي: ألا أبشرك؟ قلت: بلى قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله: يا ملكُ الموت..»."

ملكَ.. يا ملكَ..

"«يا ملكَ الموت، قبضت ولد عبدي؟ قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم، قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع، قال: ابنوا له بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد»، ثم رواه عن علي بن إسحاق عن عبد الله بن المبارك، فذكره، وهكذا رواه الترمذي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك به، وقال: حسن غريب، واسم أبي سنان عيسى بن سنان."

وهذا الباب ورد فيه أحاديث كثيرة جدًّا، وما ذكره المؤلف فيه إشارة إلى عظم أجر الصبر والاسترجاع وما يترتب عليه.

والله أعلم...

طالب: .........

لكن الرواية التي فيها عن أمه أمه مجهولة معروف.

طالب: .........

لا لا، هذا عبث، هذا عبث بكتاب الله.

طالب: .........

هو في العين من نفس شريرة لها أثر بلا شك، والله أعلم..

طالب: .........

بلفظه؟ بلفظه؟ هي عملت أم هو الذي عمل؟ الزوج؟

طالب: .........

الذي طلَّق الزوج؟ هي أوردت شهودًا وقالت: إنه طلقني، وكذا؟

طالب: .........

الزوج..

طالب: .........

المهم إذا نطق الزوج ولو كان حيلة فهي طالق، أما إذا ذهبت بشاهدين إلى الجهات المعنية وقالت: هؤلاء يشهدون أن زوجي طلقني، والزوج ما طلق فما يقع طلاق، لكن هذا كذب حرام.

طالب: .........

لأنه صلى مدة طويلة وعمل أعمالًا كتبت له.

طالب: .........

ماذا عمل هذا؟ كل بعمله، والشهادة من الأسباب، من أسباب دخول الجنة، وأسبابها كثيرة.

طالب: .........

حديث السبعين الألف ذكر الاكتواء.