التعليق على تفسير القرطبي - سورة الانشقاق

سورة الانشقاق مكية في قول الجميع، وهي خمس وعشرون آية، بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى:         الانشقاق: ١ - ٥ . قوله تعالى:   الانشقاق: ١  أي انصدعت وتفطرت بالغمام، والغمام مثل السحاب الأبيض، وكذا روى أبو صالح عن ابن عباس، وروي عن علي- عليه السلام- قال: تشق من المجرة، وقال: المجرة باب السماء، وهذا من أشراط الساعة وعلاماتها.     الانشقاق: ٢  أي سمعت وحُقَّ لها أن تسمع، رُوي معناه عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما، ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن» أي ما استمع الله لشيء قال الشاعر:

صم إذا سمعوا خيرًا ذكرت به              .

 

وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا                   .

أي سمعوا، وقال قعنب بن أم صاحب:

إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحًا              .

 

وما هموا أذنوا من صالح دفنوا                   .

وقيل: المعنى. "

يأذنوا يعني يسمعوا، وإذا سمعوا الصالح من القول والفعل دفنوه يعني كتموه، وأما ذاك فينشرونه، والسماء يقول المفسرون إنها مرفوعة بفعل محذوف يفسره المذكور إذا انشقت السماء انشقت، إذا انفطرت السماء انفطرت، إذا كوت الشمس كورت... إلى آخره، ويطردون هذا، وبعضهم يقول: لا داعي إلى التأويل..، إلى الحذف والتقدير، إما أن يكون مرفوعًا بالفعل الذي يليه أو يكون من باب المبتدأ والخبر.

"وقيل: المعنى وحقق الله عليها الاستماع لأمره بالانشقاق، وقال الضحاك: الانشقاق: ٢  أطاعت، وحق لها أن تطيع ربها؛ لأنه خلقها، يقال: فلان محقوق بكذا."

فصلت: ١١  بلسان المقال طائعين مذعنين نعم؛ لأنه هو الذي خلقها، وهو الذي سخرها.

" يقال: فلان محقوق بكذا، وطاعة السماء بمعنى أنها لا تمتنع مما أراد الله بها، ولا يبعد خلق الحياة فيها حتى تطيع وتجيب، وقال قتادة: حق لها أن تفعل ذلك، ومنه قول كَثِيْر. "

كُثيِّر كُثَيِّر.

" ومنه قول كُثَيْر. "

كُثَيِّر.

كُثيِّر.

معروف كثير.

" ومنه قول كُثَيِّر:

فإن تكن العتبى فأهلاً ومرحبًا     

 

وحقت لها العتبى لدينا وقل                  .

قوله تعالى: الانشقاق: ٣  أي بسطت ودكت جبالها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تمد مد الأديم»؛ لأن الأديم إذا مد زال كل انْثِنَاءِ فيه واشتد وامتد واستوى. "

وهنا إذا مدت الأرض لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، كلها مستوية لا طلوع ولا نزول إذا مدت، وكل شيء فيه تعرج إذا مُس ومد ذهب تعرجه.

" قال ابن عباس وابن مسعود: ويزاد وسعتها كذا وكذا؛ لوقوف الخلائق عليها للحساب حتى لا يكون لأحد من البشر إلا موضع قدمه؛ لكثرة الخلائق فيها، وقد مضى في سورة إبراهيم أن الأرض تبدل بأرض أخرى وهي الساهرة في قول ابن عباس على ما تقدم عنه. الانشقاق: ٤  أي أخرجت أمواتها وتخلت عنهم، وقال ابن جبير: ألقت ما في بطنها من الموتى، وتخلت ممن على ظهرها من الأحياء. وقيل: ألقت ما في بطنها من كنوزها ومعادنها وتخلت منها أي خلا جوفها فليس في بطنها شيء، وذلك. "

يعني كما يتخلص الإنسان مما في جوفه وبطنه فيلفظه ويستفرغه تخلى عنه.

" وذلك يؤذن بعظم الأمر، كما تلقي الحامل ما في بطنها عند الشدة، وقيل: تخلت مما على ظهرها من جبالها وبحارها، وقيل: ألقت ما استودعت وتخلت مما استحفظت؛ لأن الله تعالى استودعها عباده أحياءًا وأمواتًا، واستحفظها بلاده مُزارعة وأقواتًا. الانشقاق: ٥  أي في إلقاء موتاها. الانشقاق: ٥  أي وحق لها أن تسمع أمره، واختلف في جواب إذا؛ فقال الفراء: أذنت، والواو زائدة، وكذلك وألقت قال ابن الأنباري: قال بعض المفسرين: جواب   الانشقاق: ١  أذنت، وزعم أن الواو مقحمة، وهذا غلط؛ لأن العرب لا تقحم الواو إلا مع حتى إذا كقوله تعالى: الزمر: ٧٣  ومع لمّا كقوله تعالى:    الصافات: ١٠٣ - ١٠٤  معناه ناديناه، والواو لا تقحم مع غير هذين، وقيل: الجواب فاء مضمرة. "

وإقحامها ليس على سبيل اللزوم الزمر: ٧٣  بدليل الآية التي قبلها: الزمر: ٧١  بدون واو، وبعضهم يقول: إن وجود الواو هنا دون وجودها في الآية الأولى أن هذه الواو ما يسمى بواو الثمانية، فلما كانت أبواب الجنة سبعة أبواب النار سبعة ما دخلت عليها الواو، ولما كانت أبواب الجنة ثمانية دخلت عليها الواو، ويضربون لها أمثلة في عدة أهل الكهف    الكهف: ٢٢  بدون واو، الكهف: ٢٢   الكهف: ٢٢،   التوبة: ١١٢  إلى آخر الآية قال: التوبة: ١١٢  الثامن، إلى غير ذلك من أمثلة ذكروها يسمونها واو الثمانية، وبعضهم ينكر هذه الواو ويقول: إنها لا أصل لها في لغة العرب، وإنما وقعت هكذا اتفاقًا، على كل حال إقحامها ليس على سبيل اللزوم؛ بدليل أنها في الآية التي قبلها ما أقحمت مع وجود حتى وإذا.

طالب: ...........

ما فيه شك، الزيادة ليس المراد بها الزيادة من حيث المعنى، والقرآن مصون من الزيادة والنقصان، لكن بعضهم يعبر عن ذلك بقوله: صلة؛ تشبيها لها بصلة الموصول التي لا محل لها من الإعراب، يعني من الناحية الإعرابية، أما من حيث المعنى لا شك أن لها معنى.

" وقيل: الجواب فاء مضمرة، كأنه قال: إذا السماء انشقت، فيا أيها الإنسان إنك كادح، وقيل: جوابها ما دل عليه فملاقيه، أي إذا السماء انشقت لاقى الإنسان كدحه، وقيل: فيه تقديم وتأخير، أي يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا فملاقيه إذا السماء انشقت، قال المبرِّد: وعنه أيضًا الجواب    ﭿ الانشقاق: ٧ ، وهو قول الكسائي، أي إذا السماء انشقت فمن أوتي كتابه بيمينه فحكمه كذا، قال أبو جعفر النحاس: وهذا أصح ما قيل فيه وأحسنه، قيل: هو بمعنى: اذكر إذا السماء انشقت، وقيل: الجواب محذوف؛ لعلم المخاطبين به أي إذا كانت هذه الأشياء علم المكذبون بالبعث ضلالتهم وخسرانهم، وقيل: تقدم منهم سؤال عن وقت القيامة، فقيل لهم: إذا ظهرت أشراطها كانت القيامة. "

يعني السؤال ما نُقل، فكأن سائلاً سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- متى تقوم الساعة؟ فجاء الجواب   الانشقاق: ١.

" فقيل لهم: إذا ظهرت أشراطها كانت القيامة، فرأيتم عاقبة تكذيبكم بها، والقرآن كالآية الواحدة في دلالة البعض على البعض، وعن الحسن: إن قوله:   الانشقاق: ١  قسم، والجمهور على خلاف قوله من أنه خبر، وليس بقسم قوله.. "

يعني الدليل على أنه ليس بقسم أنه غير مقرون بأي حرف من حروف القسم.

" قوله تعالى:       الانشقاق: ٦  المراد بالإنسان الجنس أي يا ابن آدم، وكذا روى سعيد عن قتادة: يا ابن آدم، إن كدحك لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ولا قوة إلا بالله، وقيل: هو معيّن، قال مقاتل: يعني الأسود بن عبد الأسود، ويقال: يعني أبي بن خلف، ويقال: يعني جميع الكفار، أيها الكافر إنك كادح، والكدح في عمل العرب: العمل.. "

في كلام.

"والكدح في كلام العرب: العمل والكسب، قال ابن مقبل:

وما الدهر إلا تارتان فمنهما              .

 

أموت وأخرى أبتغي العيشَ أكدحُ"                   .

على هذا يكون المراد بالإنسان الجنس، كل يكدح، وكل يطلب العيش، وكل يطلب الرزق، كما في قوله: العصر: ١ - ٢  كلهم إلا من استثني.

" وقال آخر:

ومضت بشاشة كل عيش صالح              .

 

وبقيت أكدح للحياة وأنصب                   .

أي أعمل.. "

ويتعب أيضًا.

" وروى الضحاك عن ابن عباس    الانشقاق: ٦  أي راجع    الانشقاق: ٦  أي رجوعًا لا محالة الانشقاق: ٦  أي ملاقٍ ربك وقيل: ملاقٍ عملك، قال القتبي:    الانشقاق: ٦ أي عامل ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك، والملاقاة بمعنى اللقاء أي تلقى ربك بعملك، وقيل. "

المفاعلة الأصل فيها أنها من طرفين، وهي هنا من طرف واحد، وهي تأتي المفاعلة من طرف واحد مثل المسافرة إذا قيل: سافر فلان، يمكن ما سافر غيره، وكذلك قولهم: طارقت النعل وعاقبت اللص، كلها من طرف واحد، وإن كان الأصل أن المفاعلة من طرفين.

"وقيل: أي تلاقي كتاب عملك؛ لأن العمل قد انقضى، ولهذا قال:    ﭿ الانشقاق: ٧  قوله تعالى:    ﭿ الانشقاق: ٧  وهو المؤمن، الانشقاق: ٨  لا مناقشة فيه، كذا روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حديث عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من حوسب يوم القيامة عُذب» قالت: فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله:    ﭿ الانشقاق: ٧ - ٨  فقال: «ليس ذاك الحساب، إنما ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عُذِّب»، أخرجه."

   الحاقة: ١٨  هو مجرد عرض، أما من يحاسب فلا محالة يعذب.

" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.    الانشقاق: ٩  أزواجه في الجنة من الحور العين مسرورًا أي مغتبطًا قرير العين، ويقال: إنها نزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد، وهو أول من هاجر من مكة إلى المدينة، وقيل: إلى أهله الذين كانوا له في الدنيا ليخبرهم بخلاصه وسلامته، والأول قول قتادة، أي إلى أهله الذين قد أعدهم الله له في الجنة. قوله تعالى:         الانشقاق: ١٠  نزلت في الأسود بن عبد الأسد أخي أبي سلمة، قاله ابن عباس، ثم هي عامة في كل مؤمن وكافر، قال ابن عباس. "

عامة يعني في كل مؤمن،    ﭿ الانشقاق: ٧ . كل كافر         الانشقاق: ١٠  وهذه مثل ما يؤتى الكتاب بشماله يؤتى من وراء ظهره، هذه في الكافر في مقابل المؤمن، وأما من آمن، وأما الفاسق صاحب المنكرات والجرائم والكبائر، فهل يعطى بيمينه أو بشماله؟

طالب: ...........

هو اليمين دليل النجاة، والشمال دليل الهلاك، وهذا أمره موقوف حتى يصفَّى وينقى من هذه الكبائر ومن المظالم، ولذا يرى ابن حزم- مما لم أره لغيره- أن الفاسق يؤتى كتابه، يعطى كتابه من وراء ظهره، ومعلوم أن وراء الظهر مرتبة متوسطة بين اليمين والشمال، لكن عامة أهل العلم منهم المفسرون وغيرهم يرون أنها في الكفار مثل الشمال.

" قال ابن عباس. "

طالب: ...........

المقصود أنه يؤول هذه الآية حملها على فساق المسلمين.

" قال ابن عباس: يمد يده اليمنى ليأخذ كتابه فيجذبه ملك فيخلع يمينه، فيأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره، وقال قتادة ومقاتل: يفك ألواح صدره وعظامه ثم تدخل يده وتخرج من ظهره، فيأخذ كتابه كذلك. الانشقاق: ١١  أي بالهلاك، فيقول: يا ويلاه، يا ثبوراه، الانشقاق: ١٢  أي ويدخل النار حتى يصلى بحرها، وقرأ الحرميان وابن عامر والكسائي: ويُصلى بضم الياء وفتح الصاد. "

وقرأ أيش؟

الحرميان.

طالب: ...........

نعم مضبوطة، كذا الحِرْمِيان لكن..

طالب: ...........

نعم، لكن ضبطها.

طالب: ...........

الحرميان نسبة إلى أيش؟

طالب: ...........

لكن الحرميان ما أرى له وجهًا إذا كان نسبة إلى الحرم، والواحد حرمي، والاثنان حرميان.

طالب: ...........

إذا اضطره الشعر إلى ضبط ما فللشعر ضروراته، لكن في النثر ما له ضرورة، تذكر ما قيل؟

طالب: ...........

لكن لما بحثت.. تذكر ما دار ذاك اليوم.. ماذا فيه؟

طالب: ...........

ما بحثت.

طالب: ...........

نعم تبحث، أجل أقول: تبحث إن شاء الله.

طالب: ...........

لا، ليس الإشكال من يراد بهم، الإشكال في الضبط، إذا كان نسبة للحرم، فالواحد حرمي، والاثنان حرميان.

طالب: ...........

نعم كمل نشوف.

" ويُصلى بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام. "

يُصلّى.

" ويُصلّى بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام كقوله تعالى: ﯿ الحاقة: ٣١ ، وقوله:   الواقعة: ٩٤ ، والباقون: ويصلى بفتح الياء مخففًا فعل لازم غير متعدٍّ لقوله: الصافات: ١٦٣،  وقوله:   الأعلى: ١٢ ، وقوله:   المطففين: ١٦ ، وقراءة ثالثة رواها أبان عن عاصم وخارجة عن نافع وإسماعيل المكي عن ابن كثير: ويُصْلى بضم الياء وإسكان الصاد وفتح اللام مخففًا، كما قُرئ: وسيُصلون بضم الياء، وكذلك في الغاشية قد قرئ أيضًا: تُصلى نارًا، وهما لغتان صلى وأصلي كقوله: نزل وأنزل.           الانشقاق: ١٣  أي في الدنيا   الانشقاق: ١٣  قال ابن زيد: وصف الله أهل الجنة بالمخافة والحزن والبكاء والشفقة في الدنيا، فأعقبهم به النعيم والسرور في الآخرة، وقرأ قول الله تعالى:    الطور: ٢٦ - ٢٧  قال: ووصف أهل النار بالسرور في الدنيا والضحك فيها والتفكه فقال:                 الانشقاق: ١٣ - ١٤. "

هذه الصفة الغالبة على أهل الدنيا وأهل الغفلة عن الدنيا، أنهم تجدهم في لهوهم وغفلتهم معرضين عما أمامهم وما ينبغي أن يحملوه من هم النجاة وهم حسن الخاتمة والعاقبة، ولذا بعضهم يكتب يحث الناس على الفرح بالدنيا وعدم الحزن وكذا، ويكتب لا تحزن مع أن الله- جل وعلا- يقول: ﯠﯡ القصص: ٧٦  يعني ينتبه لهذا قيلت: لا تحزن لمن؟ لمن ضُمنت له النجاة ﯜﯝ التوبة: ٤٠  ممن أيّد بالوحي، أما غيره ﯠﯡ    القصص: ٧٦  وعلى الإنسان أن يكون متوسطًا في أموره، لا هذا ولا هذا، يعني لا يستصحب الحزن دائمًا، ولا يستصحب الفرح دائمًا، وإنما يكون خائفًا راجيًا، ويحدوه خوفه ورجاؤه إلى العمل لما أمامه، فالخوف الذي لا يثمر ولا ينتج عملًا هذا ما له قيمة، كما أن الفرح الذي ليس له رصيد من الواقع، وليس له مبشرات من أعمال صالحة تجعل الفواتح عنوان الخواتيم، إن هذا عبث وضحك على نفسه قبل أن يضحك على الناس.

"قال: ووصف أهل النار بالسرور في الدنيا والضحك فيها والتفكه فقال:                     الانشقاق: ١٣ - ١٤  أي لن يرجع حيًّا مسرورًا فيحاسب ثم يثاب أو يعاقب يقال: حار يحور إذا رجع، قال لبيد:

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه              .

 

يحور رمادًا بعد إذ هو ساطع"                   .

ونعوذ بالله من الحور بعد الكور والرجوع إلى الوراء والنكوص، نسأل الله العافية.

" وقال عكرمة وداود بن أبي هند: يحور كلمة بالحبشية، ومعناها يرجع، ويجوز أن تتفق الكلمتان فإنهما كلمة اشتقاق، ومنه الخبر. "

الخبز الخبز.

" ومنه الخبز الحواري؛ لأنه يرجع إلى البياض، وقال ابن عباس: ما كنت أدري ما يحور حتى سمعت أعرابية تدعو بنية لها: حوري، أي ارجعي إلي، فالحور في كلام العرب: الرجوع، ومنه قوله- عليه السلام-: «اللهم إني أعوذ بك من الحَور بعد الكور» يعني من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة، وكذلك الحور بالضم، وفي المثل حُورٌ في محارة.

أي نقصان في نقصان، يضرب للرجل إذا كان أمره يُدْبِر، قال الشاعر:

واستعجلوا عن خفيف المضغ فازدردوا              .

 

والذم يبقى وزاد القوم في حور                   .

والحُور أيضًا الاسم من قولك: طحنت الطاحنة فما أحارت شيئًا أي ما ردت شيئًا من الدقيق، والحور أيضًا الهلكة، قال الراجز:

.....................................               .

 

في بئر لاحور سرى ولا شعر                   .

قال أبو عبيدة: أي بئر حور، و(لا) زائدة، وروي: «بعد الكون» ومعناه من انتشار الأمر بعد تمامه، وسُئل معمر عن «الحَور بعد الكون» فقال: هو الكتبي.. "

الكنتي أو..

الكنتي؟

ماذا عندكم؟

طالب: ...........

" فقال: هو الكنتي، فقال له عبد الرزاق: وما الكنتي؟ فقال: الرجل يكون صالحًا ثم يتحول إلى رجل سَوء. قال أبو عمرو: يقال للرجل إذا شاخ كنتي، كأنه نسب إلى قوله: كنت في شبابي كذا، قال:

فأصبحت كنتيًّا وأصبحت عاجنًا              .

 

وشر خصال المرء كنت وعاجنُ                   .

عجن الرجل إذا نهض معتمدًا على الأرض من الكبَر، وقال ابن الأعرابي: الكنتي هو الذي يقول: كنت شابًّا وكنت شجاعًا، والكاني هو الذي يقول: كان لي مال، وكنت أهب، وكان لي خيل، وكنت أركب. "

وصاحب وفيات الأعيان ابن خلكان؛ لأنهم يقولون: إنه كان يقول: كان أبي وكان أبي وكان أبي وكان فعل جدي وكان عمي، دع كلمة كان.. ابن نفسك أنت، عندك شيء أم لا؟

" قوله تعالى: الانشقاق: ١٥  أي ليس الأمر كما ظن بل يحور إلينا ويرجع.     الانشقاق: ١٥  قبل أن يخلقه عالمًا بأن مرجعه إليه، وقيل: بلى ليحورن وليرجعن ثم استأنف. "

الغريب من غرائب الأمور ما قاله بعضهم قريبًا مما عندنا، وهي ما لها رصيد من اللغة، لكن يقولون كنتاكي يراد بها الشيخ الكبير، وواضعين صورة شايب، هم يقولون: يقال للرجل إذا شاخ كنتي.

طالب: ...........

والله غريبة يعني من غرائب الاتفاق هذه.

" ثم استأنف فقال:     الانشقاق: ١٥  من يوم خلقه إلى أن بعثه وقيل: عالمًا بما سبق له من الشقاء والسعادة. "

" قوله تعالى:   الانشقاق: ١٦ - ٢١ . "

" قوله تعالى: الانشقاق: ١٦  أي فأقسم، و(لا) صلة. الانشقاق: ١٦  أي بالحمرة التي تكون عند مغيب الشمس. "

تقدم في نظائره أن "لا" هذه يقول عنها أهل العلم إنها صلة؛ لأن المراد القسم، لا نفي القسم، ومر بنا في مواضع كثيرة بدليل الجواب: الانشقاق: ١٩،        ﯿ  الواقعة: ٧٥  هذا يدل على أن (لا) هذه ليست نافية، لذلك أثبت أنه قسم، وأكده بإن واللام    الواقعة: ٧٦ ، فأهل العلم يقولون: إن (لا) هذه صلة، سبق أن ذكرنا أنه في قراءة الحسن البصري: فلأقسم بدون ألف وإقحام الألف في الرسم كما في قوله- جل وعلا-:    النمل: ٢١  فيها ألف بين الهمزة والذال في الرسم، وإن كانت غير موجودة في النطق، هذه قراءة الحسن، لكن عامة القراءة على خلافها، وأنها بـ(لا) لام ألف، وحينئذٍ لا بد من التصرف في (لا) هذه إن حملناها على النفي نفينا القسم، وإذا أمكن نفيه في أي موضع لا يمكن نفيه في قوله في سورة الواقعة:      ﯿ     الواقعة: ٧٥ - ٧٦  لا يمكن نفي القسم؛ لأن الله أثبته عندما يقول أهل العلم هنا لا صلة يعني هي زائدة من حيث الإعراب، لا من حيث المعنى؛ لأن القرآن مصون من الزيادة والنقصان لا من حيث المعنى ولا من حيث الثبوت، يعني من شك في ثبوتها فهي مجمع عليها بين القراء لا شك أنه يكفر؛ لأن القرآن محفوظ من الزيادة والنقصان، تكفل الله بحفظه، ولم يكل حفظه إلى أحد من خلقه، كما وكل اليهود والنصارى على حفظ كتبهم                 المائدة: ٤٤.

" الانشقاق: ١٦  أي بالحمرة التي تكون عند مغيب الشمس حتى تأتي صلاة العشاء الآخرة، قال أشهب وعبد الله بن الحكم ويحيى بن يحيى وغيرهم كثير عددهم عن مالك: الشفق الحمرة التي في المغرب، فإذا ذهبت الحمرة. "

هذا قول جمهور أهل العلم، وأن المراد بالشفق الحمرة، خلافًا للحنفية الذين يقولون: هو الشفق، هو البياض الذي يلي الحمرة، وجاء في حديث مرفوع، لكنه لا يثبت أن الشفق الحمرة، وجاء أيضًا عن عبد الله بن عمر، وهو من أهل العربية يحتج بقوله.

" فإذا ذهبت الحمرة فقد خرجت من وقت المغرب، ووجبت صلاة العشاء، وروى ابن وهب قال. "

نعم؛ لأن وقت المغرب من غروب الشمس إلى مغيب الشفق، ووقت صلاة العشاء يبدأ من مغيب الشفق إلى منتصف الليل ...  وأما قول الجمهور: إن وقت العشاء يمتد إلى طلوع الفجر؛ لعموم: «ليس في النوم تفريط إنما التفريط فيمن أخر الصلاة حتى يجيء وقت الأخرى»، هذا مخصوص بهذا الحديث، ومخصوص أيضًا بصلاة الصبح فإنها تنتهي قبل مجيء وقت الظهر، تنتهي بطلوع الشمس بالاتفاق، فليخص بهذا، وأما حديث إمامة جبريل، وأنه أم النبي -عليه الصلاة والسلام- في اليوم الأول في أول الوقت بعد مغيب الشفق، وفي اليوم الثاني حين ذهب ثلث الليل، فهذا في أول الأمر، ثم جاء حديث عبد الله بن عمر متأخرًا قال: وقت صلاة العشاء إلى منتصف الليل الأوسط.

" وروى ابن وهب قال: أخبرني غير واحد عن علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وعبادةِ بن الصامت. "

وعبادةَ.

" وعبادةَ بن الصامت وشداد بن أوس وأبي هريرة أن الشفق: الحمرة، وبه قال مالك بن أنس، وذكر غير ابن وهب من الصحابة عمر وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأنسًا وأبا قتادة وجابر بن عبد الله وابن الزبير، ومن التابعين سعيد بن جبير وابن المسيب وطاوس وعبد الله بن دينار والزهري، وقال به من الفقهاء الأوزاعي ومالك والشافعي وأبو يوسف وأبو ثور وأبو عبيد وأحمد وإسحاق، وقيل: هو البياض رُوي ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة أيضًا وعمر بن عبد العزيز والأوزاعي وأبي حنيفة في إحدى الروايتين عنه، وروى أسد بن عمرو أنه رجع عنه، وروي عن ابن عمر أيضًا أنه البياض، والاختيار الأول؛ لأن أكثر الصحابة والتابعين والفقهاء عليه، ولأن شواهد كلام العرب والاشتقاق والسنة تشهد له، قال الفراء: سمعت بعض العرب يقول لثوب عليه مصبوغ كأنه الشفق وكان أحمر، فهذا شاهد للحمرة، وقال الشاعر:

وأحمر اللون كمحمرّ الشفق              .

 

...................................                   .

وقال آخر:

قم يا غلام، أعني قم يا غلام. "

أعنّي.

"أعنّي غير مرتبك على               .

 

الزمان بكأس حشوها شفق                   .

ويقال للغرة الشفق، وفي الصحاح: الشفق بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل إلى قريب من العتمة، قال الخليل: الشفق الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة إذا ذهب قيل: غاب الشفق، ثم قيل: أصل الكلمة من رقة الشيء، يقال: شيء شفِق أي لا تماسك له؛ لرقته، وأشفق عليه أي رق قلبه عليه، والشفقة الاسم من الاشتقاق."

من الإشفاق.

" الاسم من الإشفاق، وهو رقة القلب، وكذلك الشفق. "

إذا كان الفعل أشفق، فمصدره إشفاقًا، واسم المصدر شفقة.

" قال الشاعر:

تهوى حياتي وأهوى موتها شفقًا              .

 

والموت أكرم نزّال على الحُرم                   .

فالشفق بقية ضوء الشمس وحمرتها، فكأن تلك الرقة عن ضوء الشمس، وزعم الحكماء أن البياض لا يغيب أصلاً، وقال الخليل: صعدت منارة الإسكندرية، فرمقت البياض، فرأيته يتردد من أفق إلى أفق ولم أره يغيب. وقال ابن أبي أويس: رأيته يتمادى إلى طلوع الفجر. قال علماؤنا: فلما لم يتحدد وقته سقط اعتباره. "

لأنه لا يمكن أن توقت الصلاة بشيء غير ثابت ومعروف عند الخاص والعام؛ لأن هذه عبادة مطالب بها جميع المكلفين، فكونه يعلق بشيء يتردد ينتقل من مكان إلى مكان، ومن يمين إلى شمال، هذا لا يمكن أن يرد به شرع يخاطب الناس كلهم، ويفرض عليهم هذه الصلاة في هذا الوقت المحدد.

" وفي سنن أبي داود عن النعمان بن بشير قال: أنا أعلمكم بوقت صلاة العشاء الآخرة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصليها لسقوط القمر لثالثة، وهذا تحديد ثم الحكم معلق بأول الاسم. "

التحديد والقمر يسقط في الليلة الثالثة مع مغيب الشفق، الليلة الثالثة من كل شهر، فدل على أن المراد به الشفق الأحمر.

" ثم الحكم معلق بأول الاسم لا يقال فينقض عليكم بالفجر الأول، فإنا نقول: الفجر الأول لا يتعلق به حكم من إمساك ولا.. من صلاة ولا إمساك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيّن الفجر بقوله وفعله فقال: وليس الفجر أن تقول هكذا فرفع يده إلى فوق، ولكن الفجر أن تقول هكذا، وبسطها، وقد مضى بيانه. "

المقصود بذلك أنه ليس الفجر، والمقصود به الأول الكاذب الذي يمتد في وسط السماء كذنب السرحان كما جاء في الخبر، وإنما الفجر الذي ينفجر يمينًا وشمالاً، وينتشر في الأفق.

" وقد مضى بيانه في آية الصيام من سورة البقرة، فلا معنى للإعادة، وقال مجاهد: الشفق النهار كله، ألا تراه قال الانشقاق: ١٧ ؟ وقال عكرمة: ما بقي من النهار، والشفق أيضًا الرديء من الأشياء، يقال: عطاء مشفَّق أي مقلَّل، قال الكُميِّت. "

بدون كسر الكُميْت.

" قال الكُميْت:

ملك أغرُّ من الملوك تحلَّبت              .

 

للسائلين يداه غير مشفق                   .

قوله تعالى: الانشقاق: ١٧  أي جمع وضم ولف، وأصله من سورة السلطان وغضبه، فلولا أنه خرج إلى العباد من باب الرحمة ما تمالك العباد لمجيئه، ولكن خرج من باب الرحمة، فمزج بها، فسكن الخلق إليه ثم. "

ابْذَعَرُّوا.

" ثم ابْذَعَرُّوا والتفُّوا وانقبضوا، ورجع كل إلى مأواه فسكن فيه من هوله وحشًا، وهو قوله تعالى: ﭿ    القصص: ٧٣  أي بالليل،   القصص: ٧٣  أي بالنهار على ما تقدم. "

فيكون من باب اللف والنشر المرتب ﭿ    القصص: ٧٣  أي في الليل   القصص: ٧٣ يعني بالنهار.

" فالليل يجمع يضم ما كان منتشرًا بالنهار في تصرفه، هذا معنى قول ابن عباس ومجاهد ومقاتل وغيرهم، قال ضابئ بن الحارث البرجمي:

فإني وإياكم وشوقًا إليكم               .

 

كقابض ماء لم تسفه أنامله                   .

يقول: ليس في يده من ذلك شيء كما أنه ليس في يد القابض على الماء شيء، فإذا جلل الليل الجبال والأشجار والبحار والأرض فاجتمعت له فقد وسقها، والوسْق ضمك الشيء بعضه إلى بعض، تقول: وسقته أسقه وسقًا، ومنه قيل للطعام الكثير المجتمع: وسْق، وهو ستون صاعًا، وطعام موسق أي مجموع، وإبل مستوسقة أي مجتمعة، قال الراجز:

إن لنا قلائصًا حقائقًا               .

 

مستوسقات لو يجدن سائقًا                   .

وقال عكرمة: الانشقاق: ١٧  أي وما ساق من شيء إلى حيث يأوي، فالوسق بمعنى الطرد، ومنه قيل للطريدة من الإبل والغنم والحمر: وسيقة، قال الشاعر:

..................................               .

 

كما قاف آثار الوسيقة قائف                   .

وعن ابن عباس: الانشقاق: ١٧  أي وما جن وستر، وعنه أيضًا: وما حمل، وكل شيء حملته فقد وسقته، والعرب تقول: لا أفعله ما وسقت عيني الماء أي حملته.. "

يعني ما دمت حيًّا؛ لأنه مادام فيه حياة فعينه فيها.

" ووسقت الناقة تسق وسقًا أي حملت وغلقت رحمها على الماء. "

أما إذا كان يريد بالعين الجارية التي تجري بالماء فهو إذا انقطعت عينه من الماء وذهبت زروعه وثماره بسبب انقطاع الماء، فيمكن أن يفعل ما تعهد بعدم فعله.

" ووسقت الناقة تسق وسقًا أي حملت وأغلقت رحمها على الماء، فهي ناقة واسق، ونون وساق مثل نائم ونيام وصاحب وصحاب، قال بشر بن أبي خازم:

ألظ بهن يحدوهن حتى              .

 

تبيَّنت الجبالُ من الوساق                   .

ومواسيق أيضًا، وأوسقت البعير حملته حمله، وأوسقت النخلة كثر حملها، وقال يمان الضحاك ومقاتل بن سليمان: حمل من الظلمة. قال مقاتل: أو حمل من الكواكب. قال القشيري: ومعنى حمل ضم وجمع، والليل يجلل بظلمته كل شيء، فإذا جللها فقد وسقها، ويكون هذا القسم قسمًا بجميع المخلوقات؛ لاشتمال الليل عليها، كقوله تعالى: الحاقة: ٣٨ - ٣٩. "

يعني بكل شيء.

" وقال ابن جبير: وما وسق أي وما عمل فيه يعني التهجد والاستغفار بالأسحار، قال الشاعر:

ويومًا ترانا صالحين وتارة              .

 

تقوم بنا كالواسق المتلبب                   .

أي كالعامل قوله تعالى... "

طالب: ..........

ماذا فيه؟

طالب: ..........

بلا شك.

طالب: ..........

لا، يصير الوقت للصلاتين وقت الأولى وقت للصلاتين إذا أريد جمع التقديم ووقت الثانية وقت للصلاتين إذا أريد جمع التأخير، فلا يخرج وقت الجمع في وقت التأخير بالنسبة للظهرين إلا بغروب الشمس، ولا يخرج بالنسبة للعشاءين إلا بمنتصف الليل.

طالب: ..........

هذا قول أكثر أهل العلم على أنها إذا طهرت في وقت الثانية لزمها صلاتها وما يجمع إليها، ومنهم من يقول: إنها لا تصلي إلا فريضة الوقت الذي أدركها على الخلاف في المسألة معروف.

طالب: ..........

الجمع الصوري عندهم أن يؤخر الصلاة الأولى إلى آخر وقتها، والثانية إلى أول وقتها، يقدمها في أول وقتها فيصليهما بوقت واحد، وهي في الحقيقة كل صلاة في وقتها، ولا شك أن التوقيت وصلاة كل صلاة في وقتها أسهل من الجمع الصوري، والجمع إنما رُخِّص فيه؛ للتخفيف على المسافر وعلى من رخص له بالجمع للتخفيف عليه، الجمع الصوري فيه مشقة؛ لأن مراقبة أوائل الأوقات وأواخرها بدقة فيه صعوبة على كثير من الناس، ولا يتسنى لكل أحد.

" قوله تعالى:   الانشقاق: ١٨  أي تم واجتمع واستوى، قال الحسن:   الانشقاق: ١٨  أي امتلأ واجتمع. وقال ابن عباس: استوى. وقال قتادة استدار. وقال الفراء اتساقه امتلاؤه واستواؤه ليالي البدر. وهو افتعال من الوسق الذي هو الجمع، يقال: وسقته فاتسق، كما يقال: وصلته فاتصل، ويقال: أمر فلان متسق أي مجتمع على الصلاح منتظم، ويقال: اتسق الشيء إذا تتابع. الانشقاق: ١٩. "

يعني إذا جاءت هذه الأشياء متتابعة على نسق واحد تكون متسقة.

" الانشقاق: ١٩  قرأ أبو عمر وابن مسعود وابن عباس وأبو العالية ومسروق وأبو وائل ومجاهد والنخعي والشعبي وابن كثير وحمزة. "

والكسائي.

والكسائي؟

والكسائي.

وحمزة الكسائي.

والكسائي.

والكسائي؟

لأن حمزة غير الكسائي.

" وحمزة والكسائي: لتركبَن بفتح الفاء خطابًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- أي لتركبن يا محمد حالًا بعد حال، قاله ابن عباس، وقال الشعبي: لتركبَن يا محمد سماءً بعد سماء ودرجة بعد درجة ورتبة بعد رتبة في القربة من الله تعالى. وقال ابن مسعود: لتركبَن السماء حالاً بعد حال يعني حالاتها التي وصفها الله تعالى بها من الانشقاق والطي وكونها مرة كالمهل ومرة كالدهان، وعن إبراهيم. "

الفرق بين لتركبُن ولتركبَن أن المسند إلى الركوب في قراءة الضم جمع، والمسند إليه في قراءة البناء على الفتح مفرد، والفرق بينهما أنه على القراءة الأولى: تركبُن، فُصل بين الفعل وبين نون التوكيد فلا يبنى الفعل حينئذٍ يعرب، وإذا اتصلت نون التوكيد بالفعل المضارع فإنه يبنى على الفتح، وإذا كان المسند إليه جمعًا صار الفاصل بين الفعل والنون واو الجماعة، وإذا كان المسند إليه مفردًا فإنه لا فاصل، ويبنى الفعل المضارع على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة بدون فاصل.

" وعن إبراهيم، عن عبد الأعلى: الانشقاق: ١٩  قال: السماء تقلب حالاً بعد حال، قال: تكون وردة كالدهان، وتكون كالمهل، وقيل: أي لتركبَن أيها الإنسان حالاً بعد حال من كونك نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم حيًّا وميتًا وغنيًّا وفقيرًا، فالخطاب للإنسان. "

يعني كأنه جعل هذه الحياة بمثابة المطية التي يمتطيها الإنسان ويركبها، وينتقل بها من طور إلى آخر.

طالب: ..........

وين؟

طالب: ..........

لا، ما فيه أبيّ.

طالب: ..........

ما فيه أبي هناك.

طالب: ..........

قرأ من؟ عمر، نعم هو الظاهر تقديمه على ابن مسعود يقتضي أنه عمر يعني مثل ما ذكرنا في ذلك الدرس، لكن ذاك الدرس فيه ابن أبي فلان، وصوابه عمر وأُبَيّ هنا ما فيه تقديمه على ابن مسعود يدل على أنه عمر، ولا يمكن أن يقدَّم أحد من القراء على الصحابة ولا في الذكر.

" فالخطاب للإنسان المذكور في قوله:    الانشقاق: ٦  هو اسم للجنس ومعناه الناس، وقرأ الباقون: الانشقاق: ١٩  بضم الباء خطابًا للناس، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، قال: لأن المعنى بالناس أشبه منه بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما ذكر قبل هذه الآية، فمن أوتي كتابه بيمينه، ومن أوتي كتابه بشماله، أي لتركبُن حالاً بعد حال من شدائد القيامة، أو لتركبُن سنة من كان قبلكم في التكذيب واختلاف على الأنبياء. "

" قلت: وكله مراد، وقد جاءت بذلك أحاديث، فروى أبو نعيم الحافظ، عن جعفر بن محمد بن علي، عن جابر- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن ابن آدم لفي غفلة عما خلقه الله- عز وجل-، إن الله لا إله غيره إذا أراد خلقه قال للملك: اكتب رزقه وأثره وأجله، واكتب شقيًّا أو سعيدًا، ثم يرتفع ذلك الملك، ويبعث الله ملكًا آخر فيحفظه حتى يدرك، ثم يبعث الله ملكين»."

إذا أراد اللهُ خلقَه يعني انتقاله من طور إلى طور، إذا أراد الله تصويره أو نفخ الروح فيه بُعث إليه الملك كما جاء في حديث ابن مسعود وغيره.

" ثم يبعث الله ملكين يكتبان حسناته وسيئاته، فإذا جاءه الموت ارتفع ذلك الملك، ثم جاءه ملك الموت- عليه السلام-، فيقبض روحه، فإذا أدخل حفرته رد الروح في جسده، ثم يرتفع ملك الموت ثم. "

ترد الروح إلى الجسد ليُسأل، كما جاء في الحديث الصحيح: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنًا أجاب، وإن كان منافقًا أو مرتابًا جاء بالجواب المذكور في الأحاديث: هاه هاه لا أدري، إلى آخره.

طالب: ..........

مادامت الروح في الجسد تسجل عليه.

طالب: ..........

نعم، مادامت الروح في الجسد.. ننظر تخريجه الآن.

" ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان، فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات، فأنشطا كتابًا معقودًا في عنقه، ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد، ثم قال الله عز وجل: ق: ٢٢  قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الانشقاق: ١٩  قال: «حالاً بعد حال» ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن قدّامكم أمرًا عظيمًا، فاستعينوا بالله العظيم» فقد اشتمل. "

مخرّج؟ مخرّج؟

طالب: ..........

مثل هذا القدر لا شك في رفعه، لكن يبقى أن القصة أو الحديث بتفاصيله إذا كان من رواية جابر، قال: عن محمد بن علي الباقر، عن جابر كان ... يقول: عن جعفر بن محمد بن علي عن جابر- رضي الله عنه- قال: سمعت.. ما فيه جابر الجعفي؟

طالب: ..........

لأن سياق القرطبي له على أنه عن جابر بن عبد الله، محمد بن علي معروف الباقر عن جعفر بن محمد بن علي الصادق، عن جابر- رضي الله عنه-، وهل أدركه؟

طالب: ..........

أدرك جابرًا؟

طالب: ..........

هو الذي يروي عن جابر كما في حديث جابر في صفة حج النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما جعفر لم يدرك جابرًا، إما أن يكون عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جابر، أو يكون عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر، وتراجع الحلية هو بالحلية.

طالب: وهل أدرك جابر؟

كيف؟

طالب: أدرك جابر؟

محمد بن علي الباقر، محمد بن علي بن الحسين أدرك، وهو راوي حديث صفة حج النبي -عليه الصلاة والسلام- عنه، أما جعفر فما أدركه.

طالب: ..........

" فقد اشتمل هذا الحديث على أحوال تعتري الإنسان من حين يخلق إلى حين يبعث: وكله شدة بعد شدة: حياة ثم موت: ثم بعث ثم جزاء: وفي كل حال من هذه شدائد: وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لتركبن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال :«فمن؟!» خرجه البخاري. "

يعني فمن القوم المشار إليهم إلا أولئك.

" وأما أقوال المفسرين فقال عكرمة: حالاً بعد حال فطيمًا بعد رضيع: وشيخًا بعد شباب: قال الشاعر:

كذلك المرء إن يُنْسَأْ له أجل             .

 

يكرب على طبق من بعده طبق                   .

وعن مكحول: كل عشرين عامًا تجدون أمرًا لم تكونوا عليه، وقال الحسن: أمرًا بعد أمر؛ رخاءً بعد شدة، وشدة بعد رخاء، وغنًى بعد فقر، وفقرًا بعد غنى، وصحة بعد سقم، وسقمًا بعد صحة. وقال سعيد بن جبير: منزلة بعد منزلة، قوم كانوا في الدنيا متضعين، فارتفعوا في الآخرة، وقوم كانوا في الدنيا مترفعين، فاتضعوا في الآخرة، وقيل: منزلة عن منزلة، وطبقًا عن طبق، وذلك أن من كان على صلاح دَعَاهُ إِلَى صَلَاح فَوْقهِ، ومن كان على فساد دعاه إلى فساد فوقه؛ لأن كل شيء يجري إلى شكله. قال ابن زيد: ولتصيرُن من طبق الدنيا إلى طبق الآخرة. وقال ابن عباس: الشدائد والأهوال الموت ثم البعث ثم العرض، والعرب تقول لمن وقع في أمر شديد: وقع في بنات طبق، وإحدى بنات طبق، ومنه قيل للداهية الشديدة: أم طبق وإحدى بنات طبق، وأصلها من الحيات؛ إذ يقال للحية: أم طبق لتحويها، والطبق في اللغة الحال كما وصفنا، قال الأقرع بن حابس التميمي:

إني امرؤ قد حلبت الدهرَ أشطره            .

 

وساقني طبقٌ منه إلى طبق                   .

وهذا أدل دليل على حدوث العالم وإثبات الصانع، قالت الحكماء: من كان اليوم على حالة وغدًا على حالة أحرى فليعلم. "

حالة أخرى.

" من كان اليوم على حالة وغدًا على حالة أخرى فليعلم أن تدبيره إلى سواه. وقيل لأبي بكر الوراق: ما الدليل على أن لهذا العالم صانعًا؟ فقال: تحويل الحالات وعجز القوة وضعف الأركان وقهر النية ونسخ العزيمة، ويقال: أتانا طبق من الناس وطبق من الجراد أي جماعة، وقول العباس في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-:

تنقَّل. "

تنقُل.

"تنقُل من صالب إلى رحمٍ            .

 

إذا مضى عالَم بدا طبق                   .

أي قرن من الناس يكون طباق الأرض أي ملئها، والطبق أيضًا عظم رقيق يفصل بين القفاوين."

بين الفقارين.

" بين الفقارين، ويقال: مضى طبق من الليل وطبق من النهار أي معظم منه، والطبق واحد الأطباق، فهو مشترك، وقرئ: لتركبِن بكسر الباء على خطاب النفس، وليركبَن بالياء على ليركبَن الإنسان، وعن طبق في محل نصب على أنه صفة لطبق أي طبقًا مجاوزًا لطبق أو حال من الضمير في لتركبُن أي لتركبُن طبقًا مجاوزين لطبق أو مجاوزًا أو مجاوزة على حسب القراءة. "

الطباق عند أهل الحديث يذكرونه في تدوين أسماء الرواة عن الشيخ في سماع كتاب معيّن، فيدونون في الطباق أسماء هؤلاء الرواة الذين حضروا قراءة هذا الكتاب على هذا الشيخ، واحد منهم يقرأ، والبقية يسمعونن وحينئذٍ يثبت الشيخ في الطباق أن هؤلاء كلهم سمعوا هذا الكتاب عنه بقراءة فلان، ويذكر ويوقع عليهن هذا يسمونه الطباق، فيكتبون في الطباق من حضر لا من أُحضر، فمن بلغ سن التمييز يكتب، وأما من أُحضر ممن لا يبلغ سن التمييز فإنه لا يكتبونه في الطباق.

" قوله تعالى: الانشقاق: ٢٠  يعني أي شيء يمنعهم من الإيمان بعدما وضحت لهم الآيات وقامت الدلائل؟ وهذا استفهام إنكار. "

الدلالات.

الدلالات؟

ماذا عندك؟

الدلالات.

" بعدما وضحت لهم الآيات وقامت الدلالات؟ وهذا استفهام إنكار، وقيل: تعجب أي اعجبوا منهم في ترك الإيمان مع هذه الآيات، قوله تعالى: الانشقاق: ٢١  أي لا يصلون، وفي الصحيح: إن أبا هريرة قرأ:   الانشقاق: ١  فسجد فيها، فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سجد فيها، وقد قال مالك: إنها ليست من عزائم السجود؛ لأن المعنى لا يذعنون ولا يطيعون في العمل بواجباته، قال ابن العربي. "

رأي المالكية أن سجدات المفصل الثلاث ليست من عزائم السجود، والجمهور على أنها منه؛ لأنه ثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام- سجد فيها.

" قال ابن العربي: والصحيح أنها منه، وهي رواية المدنيين عنه، وقد اعتضد فيها القرآن والسنة، قال ابن العربي: لما أممت بالناس تركت قراءتها؛ لأني إن سجدت أنكروه، وإن تركتُها كان تقصيرًا مني. "

يعني ترك السجود إن قرأها، وترك السجود لا شك أنه ملوم، والسجود سجود التلاوة مختلف فيه، وجماهير أهل العلم على أنه سنة، وقيل بوجوبه، لكن من أراد أن يسجد فليقرأ، فإذا أراد ألا يسجد فإنه لا يقرؤها كما فعل ابن العربي.

" لما أممت بالناس تركت قراءتها؛ لأني إن سجدت أنكروه. "

لأنهم لا يرون السجود في المُفصل، هذا معروف عند المالكية.

" وإن تركتها كان تقصيرًا مني، فاجتنبتها إلا إذا صليت وحدي، وهذا تحقيق وعد الصادق بأن يكون المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: «لولا حدثان قومك بالكفر لهدمت البيت، ولرددته على قواعد إبراهيم»، ولقد كان شيخنا أبو بكر الفهري يرفع يديه عند الركوع، وعند الرفع منه، وهو مذهب مالك والشافعي، ويفعله الشيعة، فحضر عندي يومًا في محرس بن الشواء بالثغر- موضع تدريسه- عند صلاة الظهر، ودخل المسجد من المحرس المذكور، فتقدم إلى الصف، وأنا في مؤخره قاعدًا على طاقات البحر أتنسم الريح من شدة الحر، ومعي في صف واحد أبو ثمنة رئيس البحر وقائده مع نفر من أصحابه ينتظر الصلاة، ويتطلع على مراكب تحت الميناء. "

تخت.

تخت؟

نعم.

" على مراكب تخت الميناء، فلما رفع الشيخ يديه في الركوع وفي رفع الرأس منه قال أبو ثمنة وأصحابه: ألا ترون إلى هذا المشرقي كيف دخل مسجدنا، فقوموا إليه فاقتلوه وارموا به إلى البحر، فلا يراكم أحد، فطار قلبي من بين جوانحي وقلت: سبحان الله هذا الطرطوشي فقيه الوقت، فقالوا لي: ولمَ يرفع يديه؟ فقلت: كذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل، وهذا مذهب مالك في رواية أهل المدينة عنه، وجعلت أسكنهم وأسكتهم حتى فرغ من صلاته، وقمت معه إلى المسكن من المحرس، ورأى تغير وجهي، فأنكره وسألني، فأعلمته فضحك وقال. "

سنة.

" ومن أين لي أن أقتل. "

منقبة أن يقتل لتطبيقه السنة.

على سنة.

لكن يصل التعصب إلى هذا الحد؟!

طالب: ..........

ما هو باليد، قتل، هذا ما هو بإنكار باليد، هذا قتل، هموا به أن يقتلوه ويلقوه في البحر، ولا يراهم أحد؛ لأنه يرفع يديه، وبالمقابل بعض الحنفية في المشرق رأى أحد الناس يصلي فرفع أصبعه في التشهد، فكسره الذي بجنبه، لكن كل شيء يهون إلا القتل، الله يدفع البلاء، نعوذ بالله من التعصب، نعوذ بالله منه.

" فضحك وقال: ومن أين لي أن أقتل على سنة؟ فقلت له: ولا يحل لك هذا، فإنك بين قوم إن قمت بها قاموا عليك، وربما ذهب دمك، فقال: دع هذا الكلام، وخذ في غيره. "

لا شك الناس أعداء لما يجهلون، والعامة إذا تغير عليهم شيء من أمور دينهم؛ لشدة حرصهم وتمسكهم في دينهم، وهم لا يستوعبون الخلاف بين العلماء، ولا يستوعبون ما ثبت وما لم يثبت، هم عاشوا على هذه الطريقة، وعلى هذه الجادة التي تلقوها عن شيوخهم، ورأوا أن ما عداها يبطل الصلاة، وهذا موجود إلى الآن بين عامة الناس.

طالب: ..........

كيف؟

طالب: ..........

لا، العامي فرضه التقليد، لكن إذا استنكر شيئًا في صلاته يسأل عنه؟ ما هو يطبق بيده، وهو ما يدري عن شيء؟

طالب: ..........

نعم، لكن إذا أراد التنفيذ؟ ما هو للعامة، التنفيذ لولاة الأمر، يرفع أمره لولاة الأمر، ويقال: إن هذا يرفع يديه وينظر ماذا يقول، وإلا صارت المسألة فوضى.

طالب: ..........

لا، لا يحل لك هذا أن تفعل شيئًا تتضرر بسببه.

طالب: ..........

نعم، لكن الناس ما يعرفون هذا القول الراجح، ويقعون بمن طبقه، صار المعروف هذا من حيث الدليل برجحانه صار منكرًا عندهم.

طالب: ..........

هو يصور حال الناس في وقته.

طالب: ..........

لا، من باب السياسة، من باب السياسة.

طالب: ..........

لا، هو الإنسان يأتي الناس بالتدريج، ما يأتيهم فجأة وبغتة ويريد أن يغير ما عندهم، إنما بالتدريج، ويبين لهم بيانًا كافيًا شافيًا، ثم بعد ذلك يطبق، أرأيت لو أن شخصًا جاء وصلى في عامة الناس بقراءة القرآن التي لا يألفونها، معتادين على القراءة، ثم جاء بقراءة أخرى، رموه بأنه يحرف القرآن، ورموه بالعظائم، ويمكن أن يوقعوا به، لكن ينبغي أن يُعلَّم الناس السنة.

" قوله تعالى:      الانشقاق: ٢٢  محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به، وقال مقاتل: نزلت في بني عمرو بن عمير، وكانوا أربعة، فأسلم اثنان منهم، وقيل: هي في جميع الكفار.   الانشقاق: ٢٣  أي بما يضمرونه في أنفسهم من التكذيب، كذا روى الضحاك عن ابن عباس، وقال مجاهد: يكتمون من أفعالهم. وقال ابن زيد: يجمعون من الأعمال الصالحة والسيئة، مأخوذ من الوعاء الذي يجمع ما فيه، يقال: أوعيت الزاد والمتاع إذا جعلتَه في الوعاء، قال الشاعر:

الخير أبقى وإن طال الزمان به             .

 

والشر أخبث ما أوعيت من زاد                   .

ووعاه أي حفظه، تقول: وعيت الحديث أعيَه وعيًا. "

أعيْه.

" أعيْه وعيًا، وأذنٌ واعية، وقد تقدم: الانشقاق: ٢٤  أي موجع في جهنم. "

«نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها، ثم أدَّاها كما سمعها» يعني حفظها كما سمع.

" الانشقاق: ٢٤  أي موجع في جهنم على تكذيبهم، أي اجعل ذلك بمنزلة البِشارة ...الانشقاق: ٢٥. "

من باب النكاية بهم؛ لأن البشارة العادة فيما يسر، وهنا يبشرون بما يسوؤهم؛ نكاية بهم.

" الانشقاق: ٢٥  استثناء منقطع كأنه قال لكن الذين صدّقوا بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله وعملوا الصالحات أي أدوا الفرائض المفروضة عليهم."

نعم هو استثناء منقطع؛ لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه.

" أي أدوا الفرائض المفروضة عليهم. الانشقاق: ٢٥  أي ثواب ﯿ   الانشقاق: ٢٥  أي غير منقوص ولا مقطوع يقال: مننت الحبل إذا قطعته، وقد تقدم، وسأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله: ﯿ   الانشقاق: ٢٥  فقال: غير مقطوع. "

منهم يقول: ﯿ   الانشقاق: ٢٥  يعني لا منة فيه لأحد، لكن الأكثر على أنه غير منقوص ولا مقطوع.

" فقال: هل تعرف ذلك العرب؟ قال: نعم قد عرفه أخو يشكر، حيث يقول:

فترى خلفهن من سرعة          .

 

الرجع منينًا كأنه أهباء                   .

قال المبرد: المنين الغبار؛ لأنها تقطعه وراءها، وكل ضعيف منين وممنون، وقيل: غير ممنوع لا يُمَنُّ عليهم به، وذكر ناس من أهل العلم أن قوله: الانشقاق: ٢٥  ليس استثناءً، وإنما هو بمعنى الواو، كأنه قال: والذين آمنوا، وقد مضى في البقرة القول فيه، والحمد لله، تمت سورة الانشقاق. "

"