تعليق على تفسير سورة النساء من أضواء البيان (06)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله تعالى-:

"قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} [سورة النساء:48] ذكر في هذه الآية الكريمة أنه تعالى لا يغفر الإشراك به وأنه يغفر غير ذلك لمن يشاء وأن من أشرك به فقد افترى إثمًا عظيمًا، وذكر في مواضع أخر أن محل كونه لا يغفر الإشراك إذا لم يتب المشرك من ذلك فإن تاب غفر له كقوله {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً} [سورة الفرقان:70] الآية، فإن الاستثناء راجع لقوله {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} [سورة الفرقان:68] وما عطف عليه؛ لأن معنى الكل جُمع في قوله {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} [سورة الفرقان:68]."

يعني من يفعل ذلك من الإشراك وقتل النفس والزنى، وفي قوله- جل وعلا- {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [سورة النساء:48] دخول الشرك الأكبر مجمع عليه بالآية ودخول الشرك الأصغر قال به جمع من أهل العلم وأنه لا يغفر كالأكبر وإنما لا بد أن يعذب على شركه الأصغر كالشرك الأكبر إلا أن الفرق بينهما أن المشرك شركا أكبر خالد مخلد في النار وأن المشرك شركا أصغر وإن تحتم عذابه إلا أنه يُعذّب كأهل الكبائر وبقدر شركه؛ لأن الشرك الأصغر أيضًا مراتب حسب ما يقر في القلب منه فيعذب على قدره ويخرج، وأكثر أهل العلم على أن حكمه حكم الكبائر قابل للمغفرة تحت المشيئة، ولكن القول القول الأول الذي ذكرناه عموم الآية يحتمله.

طالب: ..........

لا لا، لا يغفر يعني يتحتم عذابه، يعني تقول كونه يدخل في الموازنة لا، كونه لا يغفر مثل الأكبر.

طالب: ..........

المقصود أن الشرك هنا عند بعضهم يشمل الأصغر والأكبر {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} [سورة النساء:48] يعني ما دون الشرك، لكن قد يقول قائل أن من الكبائر ما هو أعظم من بعض أنواع الشرك الأصغر، من الكبائر ما هو أعظم من بعض ما يُدخَل كيسير الرياء، يعني يسير الرياء شرك، والحلف بغير الله شرك، والزنا مثلاً ولاسيما الزنى إذا تضاعف كزنا المحارم أمور عظيمة مثلاً قد يورد على هذا القول أنه مادام يقبل دخول الجنة ولا يتحتم خلوده في النار لماذا لا يقبل النظر في كونه لا يعذب حتما كالمشرك شركًا أكبر وهذا يقول به جمهور أهل العلم أن حكمه حكم الكبائر وعلى كل حال الآية محتملة.

طالب: ..........

كيف؟

طالب: ..........

لا يغفر أن يشرك به الشرك الأكبر، عندك أمران: تحتم الدخول شيء وتحتم الخلود شيء آخر، كونه يتحتم دخوله وخلوده هذا لا شك أنه في الشرك الأكبر، لكن يتحتم دخوله ثم يخرج بعد ذلك هذا في الأصغر عند من يقول بأن الآية تشمله، ومن يقول أن الأصغر وما دون الشرك الأكبر والأكبر هو المتحتم والأصغر يلحق بالكبائر لاسيما وأن من الكبائر هو ما جاء فيه من النصوص أعظم وبعضهم يقول مهما صغر وهو داخل فيما يسمى شركا في النصوص أعظم من جميع الكبائر.

طالب: ..........

يعني الموازنة إذا قلنا لا يدخل في الآية، أما إذا قلنا يدخل في الآية يتحتم دخوله.

طالب: ..........

إلا من تاب في آية الفرقان الخلاف في الاستثناء المتعقب لجمل متعددة معروف هل يشمل الجميع أو إلى الأخيرة فقط أو إلى ما تدل عليه القرائن؟ ففي آية النور في القذف {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [سورة النــور:4] {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ} [سورة البقرة:160] هل يشمل الحد؟ {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النــور:4] ثلاثة أحكام.

طالب: ..........

يعني ترفعه التوبة {وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً} [سورة النــور:4] الحد لا بد منه ما قال أحد بدخوله في الاستثناء، والأخير ارتفاع الوصف بالفسق الجمهور على أنه يتناولها الاستثناء لكن ما بينهما هو محل الخلاف عدم قبول الشهادة لاسيما وقد اقترنت بالتأبيد هو محل الخلاف.

"لأن معنى الكل جُمع في قوله {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} [سورة الفرقان:68] الآية، وقوله: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} [سورة الأنفال:38] وذكر في موضع آخر أن من أشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيدا عن الحق وهو قوله في هذه السورة الكريمة أيضًا {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} [سورة النساء:116] وصرًح بأن من أشرك بالله فالجنة عليه حرام ومأواه النار بقوله.."

طالب: ..........

ما معنى بعد ضل ضلالاً بعيدًا في الآية؟

وصرّح بأن من أشرك.

بأن.

من أشرك بالله فالجنة عليه حرام.

 عندنا من صرح بأن..

من أشرك بالله.

ليس فيه شيء حرم الله عليه الجنة ومأواه النار يقول كذا في الأصل وهو سائغ صرّح بأن يعني بقوله تعالى، صرّح بأن قال المعلِّق هو سائغ.

طالب: ..........

وصرح بأن يعني بأن قال أو بأنه قال اسمها ضمير الشأن.

"وصرح بأن من أشرك بالله."

لا، لا يوجد "وصرّح بأن فقد حرم" لا، السياق قلق بهذه الصيغة ويقول في التعليق وهو سائغ.

طالب: ..........

سيأتي بشواهد لكن ليس هو الأفصح.

طالب: ..........

نعم سائغ ليس فيه إشكال لكن ليس هو الأفصح والسياق فيه قلق.

"فالجنة عليه حرام ومأواه النار بقوله: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [سورة المائدة:72] وقوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [سورة الأعراف:50] وذكر في موضع آخر أن المشرك لا يرجى له خلاص وهو قوله: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} [سورة الحـج:31]."

كأنها أوضح.

"{فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [سورة الحـج:31] وصرح في موضع آخر بأن الإشراك ظلم عظيم بقوله عن لقمان مقررًا له: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان:13] وذكر في موضع آخر أن الأمن التام والاهتداء إنما هما لمن لم يلبس إيمانه بشرك وهو قوله: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [سورة الأنعام:82]

"وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم-أن معنى بظلم بشرك."

في قوله: أن الأمن التام والاهتداء إنما لمن لم يلبس إيمانه بشرك وقد صح عنه أن معنى الظلم الشرك كما تقدم في آية لقمان، بظلم بشرك يعني أكبر أو أصغر أو أشمل من الشرك كما يقول أهل العلم أن الإيمان والأمن التام ينعدم بالشرك هذا الأمن المطلق للإيمان، والأمن الناقص أو نقص الأمن إنما يكون بقدر نقص إيمان الشخص كما يقول أهل العلم والحِصة بالحِصة، لكن إذا فسرنا الآية كما فسرها النبي -عليه الصلاة والسلام- {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [سورة الأنعام:82] قال هو الشرك معناه ما هو الأمن التام ينعدم الأمن بالكلية؛ لأن الأمن مقرون بالإيمان وإذا وُجِد ضده انعدم بالكلية لكن إذا قلنا بظلم {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [سورة الأنعام:82] أي ظلم كان لا يحصل له الأمن التام وإن حصل له مطلق الأمن كما يقول أهل العلم الحصة بالحصة بقدر نقصه من الإيمان وبقدر تلبسه فيما دون الشرك يحصل له من الأمن بقدر ذلك.

طالب: ..........

نعم الصحابة لما سمعوا {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [سورة الأنعام:82] أي ظلم؟ ظلم الإنسان نفسه؟ ظلم الإنسان ولده؟ ظلم الإنسان جاره؟ يعني الظلم متفاوت تفاوتا كبيرا الأصل فيه وضع الشيء في غير موضعه، يكون ظالما إذا وضعت الشيء وقد يكون يسير جدًا فالصحابة فهموا من عموم الآية أن هذا يتناولهم، أيُّنا لم يظلم نفسه؟! ليس هناك أحد لا يظلم نفسه فكلنا داخلون في هذه الآية، لكن قال فسر الظلم بالشرك كما قال العبد الصالح.

"قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ} [سورة النساء:49] الآية أنكر تعالى عليهم في هذه الآية تزكيتهم أنفسهم بقوله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} [سورة البقرة:243] وبقوله: {انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً} [سورة النساء:50] وصرّح بالنهي العام عن تزكية النفس وأحرى نفس الكافر التي هي أخس شيء وأنجسه بقوله {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [سورة النجم:32] ولم يبين هنا كيفية تزكيتَهم أنفسهم.."

كيفية.

تزكيتِهم.

ولم يبين هنا كيفية تزكيةِ.

"ولم يبين هنا كيفية تزكيتِهم أنفسهم ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [سورة المائدة:18] وقوله: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى} [سورة البقرة:111] إلى غير ذلك من الآيات قوله تعالى {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} [سورة النساء:57] وصف في هذه الآية الكريمة ظل الجنة بأنه ظليل، ووصفه في آية أخرى بأنه دائم وهي قوله: "أكلها دائم وظلها"، ووصفه في آية أخرى بأنه ممدود وهي قوله {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} [سورة الواقعة:30] وبين في موضع آخر أنها ظلال متعددة وهي قوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ} [سورة المرسلات:41] الآية، وذكر في موضع آخر أنهم في تلك الظلال متكئون مع أزواجهم على الأرائك وهو قوله: "هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون" والأرائك جمع أريكة وهي السرير في الحجلة والحجلة بيت يزيَّن للعروس بجميع أنواع الزينة، وبيَّن أن ظل أهل النار ليس كذلك بقوله {انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} [سورة المرسلات:29-31] وقوله {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لاَّ بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} [سورة الواقعة:41-44]."

طالب: ..........

يعني الأصل أن الظل بسبب الشمس فما يحجب عن الشمس يكون له ظل وظل العرش الكلام في «يوم لا ظل إلا ظله» هل له ظل؟ أو هذا هو ظل العرش؟ وتكلموا من أين يأتي هذا الظل ولا شمس؟ «حجابه النور» وفي رواية «النار» لكن الذي يحجب عن هذه النار «لو كشفه لأحرقت» يسمى ظلا.

طالب: ..........

الله أعلم لكن «لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره».

طالب: ..........

الله أعلم هذه أمور غيبية الدخول في تفاصيلها قد يؤدي إلى شيء، ولوازم المتكلم في أثناء كلامه لا يستحضرها صعبة.

"قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ} [سورة النساء:59] أمر الله في هذه الآية الكريمة بأن كل شيء تنازع فيه الناس من أصول الدين أو فروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- لأنه تعالى قال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [سورة النساء:80] وأوضح هذا المأمور به هنا بقوله: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [سورة الشورى:10] الآية، ويفهم من هذه الآية الكريمة أنه لا يجوز التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وقد أوضح تعالى هذا المفهوم موبِّخًا المتحاكمين إلى غير كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- مبينًا أن الشيطان أضلهم ضلالاً بعيدًا عن الحق بقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} [سورة النساء:60] وأشار أنه لا يؤمن أحد حتى يكفر بالطاغوت بقوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} [سورة البقرة:256]."

الحكم بغير ما أنزل الله وصفه الله-جل وعلا-كما في سورة المائدة بأنه كفر وأنه ظلم وأنه فسق على اختلاف المراتب فيمن يحكم بغير ما أنزل الله منهم من يتنزَّل عليه الوصف بالكفر، ومنهم من يتنزل عليه الوصف بالظلم، ومنهم من يتنزل عليه الوصف بالفسق كما قال ابن عباس كفر دون كفر.

طالب: ..........

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم} [سورة الشورى:21].

طالب: ..........

الله أعلم المسألة تحتاج إلى تفصيل؛ لأن كل إنسان بعينه وحسب ما يقر في قلبه.

طالب: ..........

يمكن خائف، يمكن راجي، يمكن لغرض دنيوي الله أعلم.

طالب: ..........

لكن الكلام فيما يقال في المزاحمة، قد يكون الحكم في البلد بقانون وضعي ومن أهل العلم من هو أهل للحكم وأهل للقضاء فهل يجوز له أن يدخل في هذا المضمار الذي هو القضاء والحكم بغير ما أنزل الله للتخفيف لمخالفة ما أنزل الله ولاستخلاص حقوق المسلمين الذين لا يمكن أن تصل حقوقهم إلا من خلال القضاء كونه يتولاه مثل هذا على تعبير المعاصرين في باب المزاحمة أخف وأحسن للمسلمين أن يتولاه من يطبق هذا الحكم المخالف لشرع الله هذا يراه بعضهم من باب التخفيف واستخراج حقوق المسلمين، يقول لو تركنا القضاء لغيرنا ضاعت حقوق المسلمين؛ لأن المسلم مأمور أو منهي عن أن يتحاكم إلى غير شرع الله لكن إذا دخلنا تصرفنا في بعض الأحكام وقربناها من الشريعة واستخرجنا الحقوق وما أشبه ذلك، وقد سئل الشيخ محمد رشيد رضا عن هذه المسألة سأله علماء من الهند وقالوا نحن في ظل الاستعمار البريطاني والقانون إنجليزي كله يحكم به في البلد فهل يجوز لنا أن ندخل في هذا القضاء بنية التخفيف على المسلمين واستخراج ما يمكن استخراجه من حقوقهم؟ قال نعم، ومثل ما يذكر عن شيخ الإسلام من الدخول أو نعم الدخول في المكوس من قبل بعض الأخيار وطلبة العلم والعلماء من أجل التخفيف على المسلمين فبدلاً من أن يفرض عليهم ألفا يكتفي هذا بخمسمائة يقول بهذه النية يؤجر، لكن المقرَّر أن أهم ما على الإنسان وأهم ما يجب عليه فعله أن يسعى لخلاص نفسه ثم إذا خلصت نفسه من التبعة يسعى لنفع الناس، أما أن يسعى لنفع الناس ابتداءً ويعرض نفسه للهلاك يحكم بغير ما أنزل الله وينطبق عليه النص ويقول أنا أريد أن أخلص الناس والله الكلام فيه ما فيه.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

الناس محتاجون ضرورة لكن ماذا تفعل؟!

طالب: ..........

لكن أنت بحكم {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [سورة المائدة:44] كيف تخلص منها؟! من أجل أن تخلص الناس؟!

طالب: ..........

ما تقدر تَخَلَّص، أنت ترتكب لو كفرا دون كفر من أجل أن تخلص الناس؟!

طالب: ..........

على كل حال حتى المسائل المعاصرة شبيهة بهذه المسائل، حتى مشايخنا يختلفون فيها يقول ادخلوا زاحموا وارتكب محرمات لكن مصالح أعظم، نحن رأينا قنوات يتبنَّاها بعض المشايخ وفيها مخالفات كبيرة يقولون مصلحة راجحة لا شك أن الشرع جاء بالمصالح ودرء المفاسد، لكن المقرر عند أهل العلم أن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، وأيضًا ما يؤثر عن عمر أن ما عند الله لا ينال بسخطه.

طالب: ..........

على كل حال الأمور بمقاصدها لكن يبقى أن الإنسان مثل ما قلنا التحري لخلاص النفس مطلوب ولست بقادر أن تنقذ الناس كلهم، أنت تهمك نفسك بالدرجة الأولى إن استطعت أن تنفع الناس بطريقة لا ضرر عليك فيها فافعل هذا المطلوب.

"وأشار إلى أنه لا يؤمن أحد حتى يكفر بالطاغوت بقوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} [سورة البقرة:256] ومفهوم الشرط أن من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى وهو كذلك، ومن لم يستمسك بالعروة الوثقى فهو بمعزل عن الإيمان. "لأن الاستمساك بالعروة الوثقى مبني على أمرين: الإيمان بالله والكفر بالطاغوت، إذا حصل أحدهما لم يحصل ما رتب عليه؛ لأنه مركب من شيئين كما أن الدخول في الإسلام إنما يكون بالشهادتين، لو قال: أنا أشهد أن لا إله إلا الله لكن لا أشهد أن محمدًا رسول الله قلنا ما دخلت ولم يحقن دمك ولم يحفظ مالك حتى تشهد الشهادة الثانية ولا عكس.

"لأن الإيمان بالعروة الوثقى والإيمان بالطاغوت يستحيل اجتماعه مع الإيمان بالله؛ لأن الكفر بالطاغوت شرط في الإيمان بالله أو ركن منه."

كيف؟ والإيمان بالطاغوت يستحيل.

"يستحيل اجتماعه مع الإيمان بالله."

أو ركن منه.

فيها سقط لأن الكفر بالطاغوت شرط في الإيمان بالله أو ركن منه.

والإيمان بالطاغوت يستحيل اجتماعه مع الإيمان بالله.

لأن الكفر بالطاغوت شرط في الإيمان بالله أو ركن منه.

لأن الكفر بالطاغوت شرط للإيمان.

شرط في الإيمان بالله أو ركن منه.

طالب: ..........

سهل ليس الإشكال هنا، والإيمان بالطاغوت يستحيل اجتماعه مع الإيمان بالله الكلام فيه سقط بلا شك.

طالب: ..........

نعم مثل لفظ الشهادة.

طالب: ..........

فيه سقط بلا شك.

كما هو صريح قوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} [سورة البقرة:256] الآية.

 تنبيه: استدل منكروا القياس بهذه الآية الكريمة أعني قوله تعالى {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ} [سورة النساء:59] الآية على بطلان القياس فقالوا لأنه تعالى أوجب الرد إلى خصوص الكتاب والسنة دون القياس، وأجاب الجمهور بأنه لا دليل لهم في الآية؛ لأن إلحاق غير المنصوص بالمنصوص لوجود معنى النص فيه لا يخرج عن الرد إلى الكتاب والسنة بل قال بعضهم الآية متضمنة لجميع الأدلة الشرعية فالمراد بإطاعة الله العمل بالكتاب وبإطاعة الرسول العمل بالسنة وبالرد إليهما القياس؛ لأن رد المختلَف فيه غير المعلوم من النص إلى المنصوص عليه إنما يكون."

وهذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام، ليست كل المسائل منصوص عليها بأعيانها في الكتاب والسنة، فلا بد من الرد، المنصوص عليه يرد إلى الكتاب والمقيس عليه من الرد إلى الكتاب.

"إنما يكون بالتمثيل والبناء عليه وليس القياس شيئًا وراء ذلك."

إنما يكون.

"بالتمثيل والبناء عليه وليس القياس شيئًا وراء ذلك، وقد علم من قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ} [سورة النساء:59] أنه عند عدم النزاع يعمل بالمتفق عليه وهو الإجماع قاله الألوسي في تفسيره، قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً} [سورة النساء:61] ذكر في هذه الآية الكريمة أن المنافقين إذا دعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصدون عن ذلك صدودًا أي يعرضون إعراضًا وذكر في موضع آخر أنهم إذا دعوا إليه -صلى الله عليه وسلم- ليستغفر لهم لووا رؤوسهم وصدوا واستكبروا وهو قوله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} [سورة المنافقون:5]."

لأنهم ما آمنوا به أصلاً فيؤمنوا بانتفاعهم من الاستغفار لهم- نسأل الله العافية-.

قوله تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [سورة النساء:65] إلى قوله {وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [سورة النساء:65] أقسم تعالى بهذه الآية الكريمة بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم رسوله -صلى الله عليه وسلم-في جميع الأمور ثم ينقاد لما حكم به ظاهرًا وباطنًا ويسلِّمه تسليمًا كليًا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة وبيَّن في آية أخرى أن قول المؤمنين."

يسلمه أو يسلم له تسليمًا كليًا.

طالب: ..........

المكتوب عندي كذلك، لكن هل الأصل في التعبير يسلمه أو يسلم له.

طالب: ..........

المقصود أن يسلمه تحتاج إلى متعلَّق.

"وبين في آية أخرى أن قول المؤمنين محصور في هذا التسليم الكلي والانقياد التام ظاهرًا وباطنًا لما حكم به -صلى الله عليه وسلم-وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [سورة النــور:51] الآية. قوله تعالى."

يعني هل هذا الحكم الذي هو التحاكم إلى الرسول والرضى بحكمه والتسليم لمقتضى هذا الحكم هل يشمل من جاء بعده ممن يقضي بين المسلمين ويحكم بينهم؟ يعني لو قاضي من القضاة حكم على شخص فالمحكوم عليه وجد في نفسه شيئا ما سلم التسليم أو اعترض استلم ورقة وكتب لائحة اعتراض يدخل في هذا النفي للإيمان المقرون بالقسم {حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [سورة النساء:65].

طالب: ..........

لماذا؟

طالب: ..........

الرسول -عليه الصلاة والسلام-بشر يقضي على نحو ما يسمع، "فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقضي له بقطعة من نار فليأخذها أو يدعها" يعني الوسائل الشرعية واحدة "البينة على المدعي واليمين على من أنكر" كما يطبقها الرسول -عليه الصلاة والسلام-يطبقها القضاة.

طالب: ..........

لا شك أن الآية نص في الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكن هل تشمل من يقوم مقامه في القضاء وفض المنازعات بين الناس أو لا؟

طالب: ..........

نعم موجود.

طالب: ..........

يعني تقصد المواجهة.

طالب: ..........

أنا أقول المقدمات التي اتبعها النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحكم هي المقدمات التي يقضي بها أتباعه -عليه الصلاة والسلام- فهل النتائج الموجودة في الآية تنطبق عليهم أو لا؟ لأن بعض القضاة قد يخطئ في تطبيق المقدمات ومن ثم يخطئ في صحة النتائج، أما الرسول -عليه الصلاة والسلام-لا يظن به ذلك بل هو معصوم من ذلك، لكن كون النتائج خرجت على خلاف الواقع ولو في حكمه -عليه الصلاة والسلام- لا يعني أنه لم يطبق القاعدة الشرعية في الحكم في هذه القضية.

طالب: ..........

أين؟

طالب: ..........

{حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [سورة النساء:65] هذا الذي يرد مواجهة النبي -عليه الصلاة والسلام- في عدم التحكيم شيء يختلف عمن لا يرضى، المنافق الذي أراد أن يتحاكم إلى الطاغوت إلى اليهودي هل حكمه مثل حكم.. يقول أنا لن أذهب إلى المكتبة سأذهب إلى الشرطة مثلاً الحكم واحد؟ أمور متفاوتة بلا شك.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

لا، هو الأصل أن الشرع واحد وحكم الله واحد يطبقه الرسول -عليه الصلاة والسلام- في وقته ويطبقه من بعده ممن يقتدي به ويرثه في هذا الباب المجال، لكن تطبيق الحكم الوارد فيه -عليه الصلاة والسلام- والموجَّه إليه مباشرة هل يأخذ نفس الحكم مَن خالف بعض من يرثه -عليه الصلاة والسلام- لأمر في نفسه؟ هو رأى أن هذا الشخص ليس بكفؤ للقضاء مثلا لكن هل هناك عذر يعذر به في مخالفته أو ليس له عذر؟ والآن لما وضعوا فوق القضاة استئناف مثلاً وفوق الاستئناف محكمة عليا كل هذا فتح لباب المعارضة لمن أراد أن يعارِض فهل نقول أن وجود مثل هذه المحاكم خطأ؟ لا بد إذا حكم عليه الحاكم أن يرضى ويسلِّم؟ ما رأي الشيخ؟

طالب: إن كان يعلم أنه على حق وأن هذا هو الحق الذي حكم به القاضي فيجب عليه التسليم وأن هذا حكم الشرع، وإن كان يقول أن القاضي اجتهد وأخطأ..

يعني إذا شك في حكم القاضي.

طالب: أي نعم أما إذا كان يعلم أنه الحق فلا يجوز له الاعتراض والحديث الثاني «من نازع في خصومه مبطنا وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى يرجع».

لأن الآية {حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ} [سورة النساء:65] هذا التحكيم {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ} [سورة النساء:65] نعم هذا في حق المعصوم لا يحكم بهوى، هو الإشكال في الهوى أما وجود المقدمات والنتائج فيشترك النبي -عليه الصلاة والسلام- مع غيره في هذا، يعني ولو خرجت النتيجة خطأ إذا كانت المقدمة صحيحة فالحكم شرعي إذا كانت المقدمة صحيحة، أما إذا كان شخص رآه أحد الخصوم ممن حكم له أو عليه قال والله أنا في شك من حكم هذا القاضي لأنه ليس بأهل للقضاء وبان له شيء من ذلك لاسيما إذا كان الخصم طالب علم يميِّز أما إذا كان متبعا لهوى هذا يختلف وضعه.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

يعني في مسألة الواسطية.

طالب: ..........

والطلاق طلاق الثلاث.

طالب: ..........

هل نقول أن هذا الذي حكموا به ونُصِبوا من أجله ليحكموا بما شرع الله؟ النصوص رحمه الله.

طالب: ..........

الفتوى غير القضاء، الفتوى غير الحكم؛ لأن الفتوى ليس فيها إلزام، الحكم فيه إلزام، ابن الوردي يقول:

إن نصف الناس أعداء لمن

 

ولي القضا هذا إن عدل

يقول هذا إن عدل.

"قوله تعالى: {فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً} [سورة النساء:72] ذكر في هذه الآية الكريمة أن المنافقين إذا سمعوا بأن المسلمين أصابتهم مصيبة أي من قتل الأعداء لهم أو جراح أصابتهم أو نحو ذلك يقولون إن عدم حضورهم معهم من نعم الله عليهم، وذكر في مواضع أخر أنهم يفرحون بالسوء الذي أصاب المسلمين كقوله تعالى: {وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا} [سورة آل عمران:120] وقوله: {وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ} [سورة التوبة:50] وقوله تعالى {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ} [سورة النساء:73]."

قول قوله بدون واو ما هو معطوف على سابقه.

أو قوله؟

قوله بدون واو.

"قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} [سورة النساء:73] ذكر في هذه الآية الكريمة أن المنافقين إذا سمعوا أن المسلمين أصابهم فضل من الله أي نصر وظفر وغنيمة تمنوا أن يكونوا معهم ليفوزوا بسهامهم من الغنيمة وذكر في موضع آخر.."

مواضع أخر.

مواضع؟

"وذكر في مواضع أخر أن ذلك الفضل الذي يصيب المؤمنين بسوء يسوؤهم يسوؤهم لشدة عداوتهم الباطنة لهم كقوله تعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ}، [سورة آل عمران:120] وقوله {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ}، [سورة التوبة:50] قوله تعالى {وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ} [سورة النساء:74] الآية، ذكر في هذه الآية الكريمة أنه سوف يؤتي المجاهد في سبيله أجرا عظيما سواء أقُتل في سبيل الله أم غلب عدوه وظفر به وبين في موضع آخر أن كلتا الحالتين حسنى وهو قوله {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [سورة التوبة:52]."

النصر أو الشهادة.

"والحسنى صيغة تفضيل لأنها تأنيث الأحسن، قوله تعالى: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة النساء:84] لم يصرح هنا بالذي يحرض عليه المؤمنين ما هو وصرح في موضع آخر بأنه القتال وهو قوله {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} [سورة الأنفال:65] وأشار إلى ذلك هنا بقوله في أول الآية: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة البقرة:190] وقوله {عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [سورة النساء:84] الآية، قوله تعالى أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل فلن تجد له سبيلاً أنكر تعالى في هذه الآية الكريمة على من أراد أن يهدي من أضله الله وصرح فيها بأن من أضله الله لا يوجد سبيل إلى هداه وأوضح هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله {وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة المائدة:41]."

لكن هل هذا يمنع بذل السبب لهدايتهم؟ على من أراد أن يهدي من أضله الله يقول أنكر تعالى في هذه الآية الكريمة على من أراد أن يهدي من أضله الله يعني هل بذل السبب لهدايته مع خفاء المآل والنتيجة.

طالب: المرادة هداية التوفيق لا هداية الإرشاد.

معروف لكن ومعروف أنها ليس للعبد منه شيء ولا الرسول -عليه الصلاة والسلام- {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [سورة القصص:56] لكن {أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [سورة النساء:88] هذا لا يمنع بذل السبب الذي هو الدلالة والإرشاد وبيان الحق والسعي في إصلاحه وهدايته «لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم».

"{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ = 41 } [سورة المائدة:41] وقوله من يضلل الله فلا هادي له ويؤخذ من هذه الآيات أن العبد ينبغي له كثرة التضرع والابتهال إلى الله تعالى أن يهديه ولا يضله فإن من هداه الله لا يضل ومن أضله لا هادي له ولذا ذكر عن الراسخين في العلم أنهم يقولون {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} [سورة آل عمران:8] الآية."

عادة السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسادات الأمة خوفهم من سوء العاقبة يقلقهم كثيرًا مع إحسانهم للعمل وإخلاصهم لله وصدق لجئهم إليهم وصدقهم معه ومع ذلك يخافون من سوء العاقبة والله المستعان.

"قوله تعالى: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ} [سورة النساء:95] إلى قوله {أَجْراً عَظِيماً} [سورة النساء:40] ذكر في هذه الآية الكريمة أنه فضل المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وأجرًا عظيمًا ولم يتعرض لتفضيل بعض."

فيه سقط سطر نعم ذكر..

"ذكر في هذه الآية الكريمة أنه فضل المجاهدين في سبيل الله."

لحظة في سبيل الله.

"بأموالهم وأنفسهم."

نعم.

"على القاعدين درجة وأجرًا عظيمًا."

عظيمًا ولم يتعرض.

"ولم يتعرض لتفضيل بعض المجاهدين على بعض ولكنه بين ذلك في موضع آخر وهو قوله {لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} وقوله في هذه الآية الكريمة {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [سورة النساء:95] يفهم من مفهوم مخالفته أن من خلفه العذر إذا كانت نيته صالحة يحصل يحصِّل ثواب المجاهد وهذا المفهوم صرَّح به النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أنس الثابت في الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه» قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله قال «نعم، حبسهم العذر» وفي هذا المعنى.."

المعول على النية والإخلاص لله جل وعلا فكم من رفعته نيته إلى أعلى المنازل وكم من أنزله عمله الذي تخلفت عنه النية الصالحة إلى أسفل السافلين المنازل -نسأل الله العافية-فرق بين من هو على فراشه خلفه العذر كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-وبين من يجاهد ويقاتل ويقتل ليقال شجاع.

طالب: ..........

كيف مجاهد؟

طالب: ..........

رجع بما نال من أجر أو شهادة أو من أجر أو غنيمة.

طالب: ..........

كيف؟

طالب: ..........

لا، الشهادة أجرها غير من قوتل في سبيل الله أجره غير.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

جاء الأمر بالدعاء بها.

طالب: ..........

لا، يقصد إعلاء كلمة الله يقصد بذلك إعلاء كلمة الله.

"وفي هذا المعنى قال الشاعر:

يا ظاعنين إلى البيت العتيق

 

لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا

إنا أقمنا على عذر وعن قدر

 

ومن أقام على عذر فقد راحا

تنبيه: يؤخذ من قوله في هذه الآية الكريمة: {وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [سورة النساء:95] أن الجهاد فرض كفاية لا فرض عين؛ لأن القاعدين لو كانوا تاركين فرضًا لما ناسب ذلك وعده لهم الصادق بالحسنى وهي الجنة والثواب الجزيل."

لكانوا آثمين بتركه لو كان فرضا عليهم لكانوا آثمين بتركه ولا يوعدون الحسنى وقد تركوا فرضا.

والله أعلم اللهم صل على محمد...

طالب: ..........

لا، الرسول -عليه الصلاة والسلام-أراد أن يدفع القلق عند الصحابة ومثلهم يعامَل بمثل هذا الأسلوب، لكن لو أي واحد قلنا له لا ارتح لك النور التام والأمن التام وأنت على ظلمك فقط لا تشرك يختلف الناس في المعاملة يعني كل شيء بقسطه.

طالب: ..........

اكتب ابحث.

طالب: ..........

 

يعني ما اطمأنيت في الركوع.

"