شرح مختصر الخرقي - كتاب الجنائز (01)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا النظم نظم المقنع لابن عبد القوي اسمه: (عقد الفرائد وكنز الفوائد) نظم المقنع ببضعة عشر ألف بيت، أنا ما عددتها بالضبط لكنها ثلاثة عشر ألف بيت تقريبًا، تزيد أو تنقص قليلاً، المقصود أن لكتاب المقنع للموفَّق ابن قدامة نظم طيّب ويستغل المناسبات بالوعظ مما لا يوجد نظيره في الكتب الفقهية، يعني في مطالع الأبواب يستغل الظرف فمثل كتاب الجنائز وكتاب الوصايا وكتب أخرى، مثلاً في كتاب الوصايا يقول:

وما هذه الأيام إلا مراحل

 

تقرب من دار اللقاء كل مبعد

ومن سار نحو الدار ستين حجة

 

...........................

يعني ستين سنة.

ومن سار نحو الدار ستين حجة

 

فقد حان منه الملتقى وكأن قد

ومن كان عزرائيل كافل روحه

 

إذا فات في اليوم لم ينج في غد

ومن روحه في الجسم منه وديعة

 

فهيهات أمر يرتجى من مردد

فما حق ذي لب يبيت بليلة

 

بلا كتب إيصاء وإشهاد شهّد

فبادر هجوم الموت في كسب ما به

 

تفوز غدا يوم القيامة واجهد

فما غبْن مغبون بنعمة صحّة

 

ونعمة إمكان اكتساب التعبد

يعني الصحة والفراغ الذي يتمكن معه من التعبد.

فنفسك فاجعلها وصيك دائمًا

 

لسفرة يوم الحشر طيب التزود

ومثِّل ورود القبر مهما رأيته

 

لنفسك نفّاعًا فقدمه تسعد

إذا كان الإنسان إذا دخل المقبرة أو رأى الميت تأثر والآن كأن شيئًا لم يكن، نرد القبور ونشارك في الصلاة على الميت ودفنه وكأنه ليس بشيء، شخصٌ يصف القبر يقول لا فرق بينه وبين حفرة الزيت، القلوب ران عليها الكسب.

ومثل ورود القبر مهما رأيته

 

لنفسك نفّاعًا فقدمه تسعد

القرطبي- رحمه الله- في تفسير التكاثر: ١ أجاد- رحمه الله- في كلام وعظي مؤثِّر حول زيارة القبور، وأشار إلى أن من الناس من إذا أكثر التردد على القبور ازداد انتفاعًا وزاد قلبه يقظة وحياة، ومن الناس العكس يقول إذا وجدت زيارة القبور لا تؤثر في قلبك فاحرص على حضور المحتضرين، لكن وصل الأمر ببعض من يحرص على حضور المحتضرين أنه أصبح لا يتأثر بها، بعض من يوكل إليه العمل في ثلاجات الأموات هل هناك أعظم من هذا؟! في مكان خال وأمامك أدراج وتفتحها وفيها أموات، وبعضهم في أكياس بسبب حوادث، وبعضها أجزاء متناثرة، ومع الأسف أن يوجد من أمثال هؤلاء من يضع المشروبات عند الأموات، يضع البيبسي عند الميت، بعضهم وضعه في إبطه ليبرد، أي قلب يصل إلى هذا الحد، مسلم يصوم ويصلي مع الناس، ويذكر الله ويشهد أن لا إله إلا الله، يصل الأمر إلى هذا الحد؟!! مسخ القلوب الذي يعيشه كثير من المسلمين أعظم بكثير كما يقرر أهل العلم من مسخ الأبدان، يعني إذا مسخ القلب بحيث لا يؤثر فيه شيء، وأي شيء أعظم من كلام الله الذي جاء الأمر بالتذكير به؟! كثير من الناس يقرأ عليه القرآن أو جريدة لا فرق!.

ومثل ورود القبر مهما رأيته

 

لنفسك نفّاعًا فقدمه تسعد

فما نفع الإنسان مثلُ اكتسابه

 

بيوم يفر المرء من كل ما احتدي

إلى آخر كلامه- رحمه الله- هذا في كتاب الوصايا.

هنا يقول في كتاب الجنائز:

خذوا أهبة في الزاد فالموت كائن

 

فما منه من منجى وما عنده عندد

العندد كجندب الحيلة، يعني ما منه مفر ولا حيلة.

فما داركم هذي بدار إقامة

 

ولكنها دار ابتلا وتزود

أما جاءكم عن ربكم وتزودوا

 

فما عذر من وافاه غير مُزود

فما هذه الأيام إلا مراحل

 

تقرب من دار اللقا كل مبعد

ومن سار نحو الدار سبعين حَجة

 

............................

هناك قال ستين وهنا يقول سبعين.

................................

 

فقد حان منه الملتقى وكأن قد

يعني أعمار الأمة بين الستين والسبعين، وأعذر الله تعالى لامرئ بلّغه الستين.

ومن سار نحو الدار سبعين حجة

 

فقد حان منه الملتقى وكأن قد

فما الناس إلا مثل سَفر تتابعوا

 

مقيم لتهويم على إثر مقتدي

وفي السقم والآفات أعظم حكمة

 

..............................

أعظم حكمة في الآفات والأمراض وموت الأصحاب والأقران والأحباب.

وفي السقم والآفات أعظم حكمة

 

ميقظة ذا اللب عند التفقُّد

يعني عند المحاسبة.

ينادي لسان الحال جدوا لترحلوا

 

عن المنزل الغث الكثير التنكد

أتاك نذير الشيب والسقم مخبرًا

 

بأنك تتلو القوم في اليوم أو غد

إلى آخر كلامه- رحمه الله- هذه المنظومة الدالية من البحر الطويل لابن عبد القوي- رحمه الله- وهو من شيوخ شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- شاعر مبدع بارع، له منظومة الآداب ينتفع بها طالب العلم نفعًا لا يجده في غيرها يقول:

ولا بأس شرعًا أن يطبك مسلم

 

وشكوى الذي تلقى وبالحمد فابتدي

ولا بأس شرعًا أن يطبك مسلم

 

وشكوى الذي تلقى................

لا بأس يعني يباح العلاج والتداوي على خلاف بين أهل العلم في حكمه، لكن شيخ الإسلام يقول: لا أعلم سالفًا أوجب العلاج، وجاء الأمر به «تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام» المقصود أن هذا الأمر سهل، وهو إلى الإنسان، لا يُلزم بأن يتداوى كما أنه لا يُنه عن التداوي، وكثيرًا ما يحصل أن يقرر الأطباء لإنسان عملية معينة ثم تعرض على أقارب الميت ويُخفون عنه؛ لأنه لو أُخبر أو أُخذ رأيه رفض، وهذه العملية يغلب على الظن نجاحها فمثل هذا لا يجوز بحال أن يتصرف فيه إلا بإذنه، وإذا اختار عدم العلاج أو عدم إجراء العملية الأمر إليه لا يعدوه بناء على أن العلاج ليس بواجب.

ولا بأس شرعًا أن يطبك مسلم

 

وشكوى الذي تلقى...........

لا مانع إذا زارك أحد أن تقول، يعني من باب الإخبار تخبره بالذي فيك من غير تضجر ولا جزع، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول «وأنا وا رأساه» وأيوب مع أنه وُصف بالصبر قال مسني الضر، المقصود أن مثل هذا لا يضر إذا لم يصل إلى حد الجزع.

.............................

 

وشكوى الذي تلقى وبالحمد فابتدي

تقول الحمد لله من باب الإخبار للشكوى، يؤلمني كذا، أو أشكو من كذا، أو عثر على المرض الفلاني، أو كذا.

...........................

 

...............وبالحمد فابتدي

وإن مرضت أنثى ولم تجدوا لها

 

طبيبًا سوى فحل أجزه ومهد

يعني متى يعالج الرجل المرأة والعكس؟ عند الضرورة، إذا لم يوجد امرأة تعالج النساء ولم يوجد رجل يعالج الرجال خلاف ما هو الجاري اليوم، كثير من النسوة-مع أن العيادات المتجاورة فيها من الجنسين-تفضّل الرجل، لا شك أن هذا من باب الشعور بالنقص، المرأة تشعر بشيء من النقص الذي رُكِّب فيها، فترى أن الرجل أعرف وأمكن، فمباشرة تذهب إلى الرجل ليطبها وهذا لا يجوز بحال مع وجود المرأة لا يجوز.

طالب: ............

نعم، مثل هذا القول، مع أنه قال لا بأس.

لا بأس شرعًا أن يطبك مسلم

 

...........................

دل على أنه مباح فكيف تُتخطى الحرمة؟ حرمة النظر، نظر الرجل إلى المرأة في أمر مباح؟ هو مباح من حيث الحكم، لكن قد يكون ضرورة بالنسبة للمريض، يعني الحكم شرعًا لو تركت العلاج ما أثمت لكنها قد تكون مضطرة إلى العلاج، ومع ذلك لو تركته لم تأثم، وبوصف الضرورة يُتخطى مثل هذا، فيكشف الرجل على المرأة والمرأة على الرجل عند الضرورة.

طالب: ............

كيف؟

طالب: ............

يعني مع عدم العلاج؟

طالب: ............

المسألة مثل ما يقال في الرقية، ومثل ما يقال في غيرها من أسباب الشفاء، لا شك أنها من مضائق الأنظار، يعني بعض الناس يؤمر بالعلاج وبعضهم يؤمر بالرقية، ونوع آخر وطائفة من الناس عندهم من العلم واليقين والصبر والتحمل ما يورد عليه حديث السبعين الألف، إذا أراد أن يعالج أو أراد أن يسترقي أو أراد أن يكتوي، فالناس منازل، بعض الناس الأفضل له أن يعالج بل قد يتأكد في حقه ويتجه القول بالوجوب؛ لأنه إذا ترك يتعرض لأمور يدخل بسببها في حيّز المحظور، يعني لو أن شخصًا ترك الرقية طمعًا في حديث السبعين ثم في كل مجلس يقول: أنا تركت الرقية، وأنا فعلت، وأنا أصبر وأنا أتحمل، هذا الكلام بحد ذاته أشد من طلب الرقية أو الكي؛ لأنها أمور مشروعة مباحة ليس فيها إشكال ولها أصول شرعية، والرسول -عليه الصلاة والسلام- رَقى ورُقي وكَوى، لكن هل اكتوى؟ في كتاب الطب لأبي نُعيم أنه اكتوى، على كل حال وجّه ابن حجر هذا الكي الذي ذكره أبو نُعيم وغيره؛ لأنهم قالوا كوى واكتوى، وجاءت على لسان كثير من أهل العلم، لكنه حمله على ما حصل له يوم أحد لما شج -عليه الصلاة والسلام- فأحرقت فاطمة الحصير وذرت عليه من رماده، فكأنهم جعلوا هذا من باب الكي، وليس من الكي في شيء؛ لأن الرماد قد يكون باردا، على كل حال مسألة الحكم الشرعي الجواز ويبقى أن منزلة من يترك هذه الأشياء توكلاً على الله- جل وعلا- قدر زائد على مسألة الجواز، عمران بن حصين لما مرض كانت الملائكة تسلم عليه عيانًا مكافح كذا السلام عليك هذا في صحيح مسلم، فاكتوى فانقطع التسليم، فندم على ذلك فعاد التسليم، ومثل ما جاء في حديث السبعين من حصل له شيء من الرقية أو الكي أو التطير ثم ندم على ذلك والندم توبة، هل يحصل له الموعود أو لا يحصل؟ مثل ما جاء في قصة عمران، ومن لم يطلب الرقية باللفظ لا يقول لفلان ارقني أو ابحث لي عمن يرقيني أو كذا لا يطلبها بمعنى أنه لا يسترقي؛ لأن لا يسترقون يعني لا يطلبون، السين والتاء للطلب لا يطلبون الرقية، فإن رقوا من غير طلب فلا إشكال، لكن إذا عرف أن الداخل عليه الزائر راقي معروف أو من أهل الفضل واشرأبت نفسه إلى أن يرقيه ثم لما رآه قد أقبل فتح أزرار الثوب من غير أن يقول له ارقني، ثم إن الداخل شرع في الرقية هل نقول أن هذا طالب للرقية؟ طالب بالفعل أو لم يطلب باعتبار أن السين والتاء للطلب وهو لم يطلب يعني تأهب، الصحة والعافية كلٌّ ينشدها، والمرض ليس بمقصد ولا هدف لذاته إنما لما يترتب عليه من الأجر العظيم، فليس بهدف لذاته فمثل هذا إذا حصل ممن يرجو الثواب المرتب كما في حديث السبعين الألف، فإذا فتح الأزرار واستشرف للرقية من غير طلب يُرجى أن يدخل في حديث السبعين، وما الذي منعه من الطلب إلا ما جاء في هذا الخبر، وقد فعله من أهل العلم والعمل والورع بل من خيار من أدركناه من أهل العلم، ما يطلب لكن يفتح الأزارير طمعًا في الصحة العافية وطمعًا في ما عند الله- جل وعلا- من الثواب العظيم من دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب.

طالب: .................

المقصود أنه إذا سدد وقارب؛ لأن هذه مضايق أنظار؛ لأن هناك أمور قد لا يستوعبها كثير من العقول، ما معنى أنك ترضى بالقدر وعينك تدمع وقلبك يحزن، يعني الذي لا يستطيع أن يوفق بين هذه الأمور، حال الرسول -عليه الصلاة والسلام- أكمل ومع ذلك العين تدمع والقلب يحزن ولا يقول إلا ما يرضي الرب، بعض الناس لا يستطيع أن يوفق بين هذه الأمور في كثير من الأمور التي فيها شيء من التعارض والتضاد، بعض الناس لا يستطيع أن يوفق في جميع الأبواب، تجده لا يستطيع أن يوفّق بين الإنفاق مع ضبط المال وعدم التبذير، لا يستطيع أن يوفّق فتجده أحيانًا يزيد في الإنفاق وأحيانًا يقتّر لا ينضبط عنده، يعني يمثّل لهذا بمريض السكري مثلاً إن أكثر الأكل زاد عليه، وإن نقص نقص عليه، تجده لا يستطيع أن يضبط القدر المطلوب بدقة، الآن ما تستطيع أن تضبط القدر المطلوب من الحزن ودمع العين مع تمام الرضى بما قدّر الرحمن؛ ولذلك الذي لم يستطع التوفيق بينهما لما مات ولده ضحك بدلاً من أن يحزن قلبه وتدمع عينه، ضحك ليخرج رضاه بالقدر من كونه غيبًا إلى عالم الشهود ويقطع الطريق على إبليس الذي يزين له الجزع ويصوّر له المفقود بأن الحزن عليه عظيم وما أشبه ذلك، فهذه مضايق بعض الناس لا يستوعب مثل هذه الأمور.

طالب: أحسن الله إليك رقية الإنسان نفسه.

ليس فيها شيء.

طالب: لكن ما تدخل في هذا...

ليس فيها شيء لكن الإشكال فيما إذا طلب الرقية لولده استرقى لغيره لا لنفسه «ولا يسترقون» يدخل فيها طلب الرقية لغيره، لكن طلب الرقية لغيره هذه إذا كانت من باب الإحسان على هذا الغير ولا يطلبها لنفسه فالذي يظهر أنه ليس فيها شيء، مثل الذي يرقي هو محسن مع أنه جاء في بعض الروايات «ولا يرقون».

طالب: .................

ليس فيه إشكال- جزاه الله خيرا- ذاك ليس عليه شيء لم يطلب لا.

يقول وترك الدواء أولى وفعلك جائز

 

بما لم تيقن فيه حرمة مفرد

المفرد يسمون الأدوية مفردات.

ورجِّح على الخوف الرجا عند يأسه

 

ولاق بحسن الظن ربك تسعد

ورجِّح على الخوف الرجا عند يأسه

 

ولاق بحسن  الظن ربك تسعد

يعني الخوف والرجاء ينبغي أن يكون الإنسان بينهما، فلا يزيد عنده الخوف فيُخشى عليه من القنوط، ولا يزيد عنده الرجاء فيُخشى عليه الأمن من مكر الله، ومنهم من يرجّح في حال الصحة الخوف وفي حال اليأس كما هنا الرجاء.

ورجِّح على الخوف الرجا عند يأسه

 

ولاق بحسن الظن ربك تسعد

«أنا عند حسن ظن عبدي بي» فلا بد من أن يحسن العبد ظنه بربه، والناس أيضًا يتفاوتون في هذا تفاوتا كبيرا، بعضهم الآمال عنده واسعة وعريضة، وبعضهم العكس، ولا شك أن الإنسان إذا نظر إلى فعله وخاف من سوء العاقبة بسبب فعله لا إساءة للظن بربه فهذه طريقة السلف، نعم الإنسان عليه أن يحسن الظن بربه لكن إذا أساء الظن بنفسه وبعمله ما يُلام على ذلك، لاسيما إذا كان من أهل الخروج والحيد عن الصراط المستقيم، يعني الآن بعض من يخرج في وسائل الإعلام ويبعث الآمال الطويلة العريضة ويبشر الناس بالخير وأنهم بخير لا شك أن هذا مطلوب لأن الحكم على الناس بالهلاك وأنهم على شفير عقوبة هذا لا شك أنه يسوءهم ويعتصر قلوبهم، لكن إذا حذّرهم من مغبة أفعالهم وأمرهم بالرجوع إلى الله- جل وعلا- ليدفع عنهم والمصائب التي حلّت بمن فعل مثل فعلهم من دول مجاورة معاصرة أو أمم سابقة، السنن الإلهية واحدة أنهلك وفينا الصالحون قال «نعم، إذا كثر الخبث» فالخوف من هذه الحيثية شرعي، فإذا كان الخوف من سوء العاقبة بسبب فعله وفعل غيره من سفهاء قومه فهذا شرعي، لا بد أن يخاف الإنسان أن يعاقَب على صنيعه وأن تعاقب الأمة بمجموعها أو بمجتمعاتها إذا كثر فيها الخبث، السنن الإلهية لا تتغير ولا تتبدل، ويبقى أن الله- جل وعلا- لطيف بعباده ويتلى في هذا آيات الرجاء وآيات الخوف على حد سواء، لا يجوز أن تتلى آيات الرجاء ونصوص الرجاء بحيث يزيد انفلات الناس وتترك آيات الخوف التي تردعهم، وهي كالسياط لهم ولا يجوز أيضًا أن يقنّطوا.

ورجِّح على الخوف الرجا عند يأسه

 

ولاق بحسن الظن ربك تسعد

ويشرع للمرضى العيادة فائتهم

 

تخض رحمة تغمر مجالس عوّد

ويشرع للمرضى العيادة فائتهم

 

..............................

نقل النووي- رحمه الله- الإجماع على أن عيادة المريض سنة، وجاء الأمر بها وهي من حق المسلم على المسلم، وترجم الإمام البخاري- رحمه الله تعالى- باب وجوب عيادة المريض والناظم- رحمه الله- جاء بما هو أعم من الوجوب والاستحباب قال:

ويشرع للمرضى العيادة فائتهم

 

تخض رحمة .................

يعني تخوض في رحمة الله.

.............................

 

.............تغمر مجالس عوّد

فسبعون ألفا من ملائكة الرضا

 

تصلي على من عاد مَمْسى إلى الغد

أو مُمْسٍ إلى الغد.

وإن عاده في أول اليوم واصلت

 

عليه إلى الليل الصلاة فأسند

يعني جاء في الخبر ما يدل أنه يصلي عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وإذا زاره في الصباح صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وكم من خير وفضل وأجر وثواب عظيم فرّطنا فيه والله المستعان.

طالب: .................

جاء في وصفه -عليه الصلاة والسلام- حال الخطبة كما في الصحيح صحيح مسلم أنه إذا خطب احمرّ وجهه وعلا صوته كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومسّاكم هذا تناسب وعيد،

في مثل هذه الحالة إذا خاطب المجموع فلا مانع أن يغلظ في الموعظة، وهذه عادته إذا خاطب المجموع لا شخصا بعينه، أما إذا خاطب شخصًا بعينه وأنكر عليه فبالرفق واللين، يعني يختلف هذا عن هذا، أما خطبة الجمعة هذا وصفه -عليه الصلاة والسلام- وأما ما عداها فكل مناسبة بحسبها، وكل مجتمع وكل طائفة وكل فرقة تعالَج بما يناسبها من النصوص، يعني إذا وجدت مجتمعا فيه حرص وشدة ويُخشى عليهم من الزيادة والغلو فمثل هذا بنصوص الوعد، والعكس إذا كنت في مجتمع منفلت ومضيِّع ليسوا بمزيد بحاجة إلى مزيد تفريط وتضييع فعليك بنصوص الوعيد وهكذا، فالنصوص علاج كلٌّ يعالَج بما يناسبه، ويناسب الجميع ما جاء في قوله- جل وعلا-: ق: ٤٥.

فمنهم مغبًا عد وخفف.......

 

.........................

يعني يعاد غِبًّا يوم في عيادة، ويوم بدون ذلك.

.................. ومنهم

 

الذي يؤثر التطويل من متودد

فمنهم مغبًا عد .............

 

...........................

يوم بعد يوم، يوم بزيارة ويوم بدون زيارة، وخفف لا تطيل عليه فتضجره.

.................ومنهم

 

الذي يؤثر التطويل من متودد

هذا الذي يؤثر التطويل ويأنس بك؛ لأن زيارة بعض الناس تعين على الشفاء بإذن الله؛ لأنه يرتاح له وينبسط معه ويتسع له صدره، مثل هذا يُجلس عنده، الذي يؤثر التطويل من متودد.

ففكر وراع في العيادة حال من

 

تعود ولا تكثر ...................

ماذا؟

.......................

 

..... ولا تكثر سوى..............

يعني الثاني سوى هذا لا تنكِّدِ.. يعني هذا ينبغي أن يراعى في حال المرض وفي حال الصحة، إذا غلب على ظنك أن المزور يرتاح لك وينبسط لو أطلت لا سيما إذا كان هناك نفع وانتفاع هذا مطلوب، لكن إذا شعرت بملل فخفف حتى في حال الصحة.

وذكّر من تأتي وقوي فؤاده

 

ومر بأن يوصي إذا خفت وارشد

يعني يُذكّر المريض مع أنه لا يُشعر بدنو أجله، وأن يقدَّم بمقدمات أنه لا فرق بين الصحيح والسليم بالنسبة للمنية، فإذا تمت ودنا الأجل لا فرق بين صحيح وسليم، وكم من شخص زار مريضًا من أقرب الناس إليه ومن أحب الناس إليه ورأى أنه قد دنا أجله ورأى أنه كيف يعيش بدونه وهذه في وقائع عديدة سمعناها وسمعها غيرنا فخرج الزائر فمات وبقي المزور إلى حين والله المستعان، المنايا إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون سواء كان في صحته يموت فجأة أو في حادث أو كان من مرض طال أو قصر، المقصود أن المنية لا تتقدم ولا تتأخر، فإذا كتب الأجل في اليوم الفلاني لا حيلة لأحد، ولو اجتمع مهرة الأطباء من كل صقع ما دفعوا عنه ثانية مما كتب له، ولو اجتمع الناس كلهم على إزهاق نفس لم يرد الله- جل وعلا- أن تموت فإنهم لن يستطيعوا كما جاء في الحديث الإلهي «لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم» إلى آخره في حديث أبي ذر «اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك به لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك» والعكس فالمقادير ماضية ولا حيلة فيها لا تتقدم ولا تتأخر ولا تتغير.

وذكِّر من تأتي وقوي فؤاده

 

........................

لأن بعض الناس إذا سمع نتائج وتقارير الأطباء أصيب بهلع وتكدّرت حياته، وما يدري يمكن أن يعيش أزمانا متطاولة، وكم من شخص كُفِّن وقُدِّم للصلاة عليه ثم عاش مدة طويلة، أحد المشايخ مازال موجودا نسأل الله لنا وله حسن الختام قُدِّم للصلاة غريق قبل ستين سنة وموجود إلى الآن، وآخر تزوّج وجلس معها في الصباح للفطور فمات على الفطور والله المستعان، وهكذا الدنيا قصص حصلت في هذا الأسبوع والذي قبله عِبَر في الموت، وأصحابها موجودون ولا نستطيع يعني أن نذكر بعض القصص لأنها حيَّة مازال يعني أثرها باق بعضها في العزاء فالله المستعان.

طالب: .................

لا، هو يمكن أن يُخبَر بمقدمات، الأطباء قرروا أنه ميئوس منه وأن ما بقي له من الحياة على حسب علمهم وما توصلوا إليه إلا الشيء اليسير ويراد منه أن يوصي أو يتوب أو يكثر من الذكر والاستغفار، يؤتى له بأحب الناس إليه وأرفقهم به ويقال له لا يخفى عليك يا فلان أن الأعمار بيد الله وكم من شيخ شيّع شابًّا وكم من كذا وكذا، العوام يقولون كم من فاطر شربت في جلد حوار، الفاطر الكبيرة جدًا والحوار الصغيرة وجلده يوضع للماء ثم يصل إلى ما يريد بأسلوب مناسب.

وذكِّر من تأتي وقوي فؤاده

 

ومر بأن يوصي إذا خفت وارشد

وندّي بماء أو شراب لسانه

 

ولقّنه عند الموت قول الموحِّد

لقِّنه لا إله إلا الله، فمن كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة، كلٌّ على ما عاش عليه، ويشيب عليه ويموت عليه، والفواتح عنوان الخواتم اللهم إلا إذا تدارك الله- جل وعلا- الإنسان بلطفه ورحمته واستدرك بقية عمُره، لكن هذا الأصل أن الفواتح عنوان الخواتم، فليحرص الإنسان من شبيبته أن ينشأ على الطاعة، أبو زرعة الرازي الإمام المحدِّث الكبير لما دنا أجله واحتُضِر هابوا أن يلقِّنوه فجاؤوا بحديث التلقين مع إخلال في إسناده أخلُّوا بإسناده قدَّموا أو أخَّروا أو أخطئوا في اسم راوٍ وهو لا يعي من الدنيا شيئا، فصحَّح السند ونطق بالمتن وفاضت روحه بعد نطقه بالهاء لا إله إلا الله، ومازالت شواهد الأحوال إلى الآن موجودة، يعني الذي يريد أن يعتبر يذهب إلى المستشفيات إلى أقسام العناية ويرى كيف يتصرف هؤلاء، أحدهم يسمع منه القرآن واضحًا يتلو لأنه طول حياته يقرأ القرآن، وبعضهم يجلس أو يستيقظ يفيق وقت الأذان ويؤذن وهو مغمى عليه لا يعي شيئًا، وبعضهم يأمر وينهى، وبعضهم يسب ويشتم كما قال الله جل وعلا     الليل: ٤.

المؤذن يؤذن.

طالب: ..................

الرقية فيها مفارقة بينها وبين العلاج من وجوه لذلك قد لا يلزم، المقصود أن عليه رعاية وحياطة ابنه وبذل الأسباب لشفائه هذا معروف.

طالب: ..................

والله على حسب مزاج الرجل، إذا كان يتقبّل الأمر والنهي فلا مانع أن تقول له قل، وإذا كان لا يتقبل يعني من باب التذكير تقول كذا أو أوردت النص ليكون باعث على الامتثال ينظر إلى المناسب، إلى حال المحتضَر.

طالب: ..................

يرقون أنفسهم.

طالب: ..................

إذا قال ارق نفسك ليعوده على الاعتماد على نفسه وإذا رقى نفسه فلا إشكال، طيّب.

قال:

.........................

 

ولقّنه عند الموت قول الموحّد

ولا تضجرن...............

 

............................

لا تكرر عليه مرتين، ثلاثا، أربعا مع عدم الحاجة، إذا نطق بكلمة التوحيد يكفي لكن إن تكلم بعد ذلك كُرر عليه

ولا تضجرن بل إن تكلم بعده

 

..............................

يعني بعد قول لا إله إلا الله.

...........................

 

فعاود بلفظ ...................

يعني أنت قل لا إله إلا الله.

...........................

 

...........واسأل اللطف واجهد

يعني تلطف به؛ لأن هذا الظرف مزلة قدم، أحيانًا يموت على كلمة التوحيد، وأحيانًا يكون سيء الخلق فإذا أمر أو لقّن وهو يشعر بحرارة الموت تكلّم بكلام قد يخرج به من الدين، وبعض الناس يكون عنده خبيئة تخونه في هذه اللحظة فلا بد من الرفق واللطف واللين.

ويس إن تُتلى تُخفف موته

 

ويُرفع عنه الإصر عند التلحّد

ويس سورة يس جاء الأمر بقراءتها وإن كان الحديث فيه ضعف عند أكثر أهل العلم، وبعضهم يرقّيه إلى الحسن، لكن الأكثر على أنه ضعيف؛ لأنها تسهّل خروج الروح وتخفّف المعاناة.

ويس إن تُتلى تخفف موته

 

ويُرفع عنه الإصر عند التلحّد

«اقرؤوا على موتاكم يس» والمراد بالموتى من سيموت وليس المراد به الميِّت بالفعل، والحديث فيه مقال.

ووجهه عند الموت تلقاء قبلة

 

فإن مات غمّضه ولحييه فاشدد

وملبوسه فاخلع وليّن مفاصلاً

 

..............................

إلى آخر ما سيأتي في الدرس القادم في المختصر إن شاء الله تعالى.

طالب: ..................

لا توجد شروح تذكر، يعني لا أعرف له شيئا، الشيخ ابن سعدي- رحمة الله عليه- نسخ النظم ونسخ معه الإنصاف للمرداوي، يذكر الفصل من النظم والفصل الذي يقابله من الإنصاف؛ لأن هذا نظم للمقنع، والإنصاف شرح للمقنع مع أن هذا الصنيع لا يناسب مستوى الشيخ، يعني لو أن الشيخ علّق على الكتاب من علمه مما وهبه الله ومنحه من علم بأسلوبه السهل، ووضّح بعض الأبيات، أنا رأيت ما صنعه الشيخ يعني في مجلدات أكثر من ذراع المجلد الواحد، والنسخ ليس بالسهل بينما لو أن الشيخ أمسك بالنظم وعلّق على كل بيت بما لا يحتاج إلى مراجعة من علم الشيخ كان أفضل بكثير مما صنع؛ لأن ما صنعه- رحمة الله عليه- لا يناسب الشيخ- رحمه الله- يعني نظير ما صنعه في قواعد ابن رجب، وليس هذا من باب القدح في الشيخ لا، هذا من باب الإشادة بالشيخ ومدح الشيخ، الشيخ جاء إلى قواعد ابن رجب فجرّد القواعد بدون ذكر أمثلة بحروفها، القواعد من كلام ابن رجب بحروفها هذا ليس بتصنيف وإنما أقرب ما يكون تذكرة يتذكّر بها القواعد وهو قادر على ضرب الأمثلة لهذه القواعد فلا يحتاج إلى ذكر الأمثلة، فبدلاً من أن يكون الكتاب مجلدًا كبيرًا يكون في أوراق يتذكر بها هذه القواعد، ما أتصور أن الشيخ أخرج هذا على أنه مصنّف يمكن أن ينسب إليه؛ لأنه ليس فيه شيء بالنسبة للشيخ.

طالب: ..................

هذه التسمية خاصة له، ما أتصور أن الشيخ يريد أن يجرد القواعد بحروفها ويترك الأمثلة ويقول هذا من تصنيفه هذا أقرب ما يكون بالتذكرة، يعني كون المحقق يذكر من الأمثلة التي ذكرها ابن رجب ما أتى بشيء، فمنزلة الشيخ- رحمة الله عليه- فوق صنيعه في الأمرين لا، المسألة انتهت والشيخ- رحمه الله- أفضى إلى ما قدّم، ويُرجى له الخير الكثير وبقي له أثر يذكر به، لكن لو في تمني أمور الخير مثل ما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- «لو استقبلت من أمري ما استدبرت» لو أن الشيخ عكف على الكتاب مدة أقصر بكثير مما صنع وعلّق على كل بيت بما فهمه يكفينا، والكتاب بحاجة ماسّة إلى الشرح، ولا يعوق كثير من طلاب العلم من الإفادة من هذا الكتاب إلا الإشكالات الموجودة فيه بسبب وعورة النظم وصعوبته؛ لأنه ليس برجز سهل من البحر الطويل صعب، وأيضًا عدم وجود نسخة من المؤلِّف أو قريبة منه موثوقة، ويوجد نسخ متأخرة وبعض الأخطاء بسبب تأخر النُسخ قد يعوق دون كثير من طلاب العلم وبين فهم المراد، فلو انبرى له من لديه الخبرة والمعرفة بالعلم لاسيما الفقه فإنه ينفع نفعًا عظيمًا إن شاء الله تعالى، والمشروع مثل نونية ابن القيم يحتاج إلى تعب، يحتاج إلى تفرّغ ما يصلح مع الأعمال الأخرى، تقول والله أخصص له وقتا أو جزء من وقتي هذا متى ينتهي إذا خصصت له جزء من وقتك؟! أو نونية ابن القيم قريب من ستة آلاف بيت متى تنتهي وفيها مسائل الاعتقاد كلها والرد على أهل البدع من وجوه متعددة، وهي أعني النونية كتاب ضرب فيها ابن القيم من كل فن وفيها من علم الحديث والجرح والتعديل والرواية والدراية الشيء الكثير فضلاً عن مسائل الاعتقاد والرد على المتكلمين والمخالفين من المبتدعة، فهذان الكتابان يحتاجان إلى شخص يخصص لهما جميع الوقت.

طالب: ..................

مابه؟

طالب: ..................

في كم مجلد؟

طالب: ..................

متى.. المجلد؟ طبعة جديدة أو..؟

طالب: ..................

قديمة عشرة مجلدات.

طالب: ..................

يذكر من النظم.

طالب: ..................

يذكر في آخر كل باب ما يناسبه من النظم يعني عكس ما صنع ابن سعدي رحمه الله.

طالب: ..................

من هو؟

طالب: ..................

إذا كان عقله ثابت يؤاخذ وإذا فقد ما يؤاخذ.

طالب: ..................

على كل حال إذا كان وضعه يغطّي على عقله لا يؤاخذ وإذا كان عقله ثابتًا فهو مؤاخذ.

طالب: ..................

تجويد ماذا؟

طالب: ..................

يعني بسبب قراءة يس.

طالب: ..................

بسبب قراءة يس يُرفع عنه الإصر العذاب إذا قُبر.

طالب: ..................

لا، الحديث ضعيف على كل حال.

نستطيع أن نأخذ شيئا خمس دقائق.

طالب: ..................

يزيد عليه لأنه شك في بلوغها أو أنه تأكد من بلوغها ثم زاد؟

طالب: ..................

الشك والنسيان سهل، وفي حديث التهليل مائة ما يدل على أن الزيادة لا إشكال فيها؛ لأنه نص على الزيادة، أو زاد، منهم من يقول زاد مئات، ما زاد مفردات أو عشرات.

يقول ماذا عن كتاب التوحيد؟

نسأل الله التيسير.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"
يقول ما حكم كشف الطبيبة النصرانية على المرأة؟

لما ذكر الله جل وعلا المحارم وعطف النساء على المحارم فدل على أن عورة المرأة عند المرأة كعورتها عند محارمها لكنه خص ذلك بنسائهن، والمقصود بذلك المسلمات فلا يجوز للكافرة أن تكشف على مسلمة إلا إذا كانت هناك ضرورة لا يوجد غيرها، إلى الله المشتكى.
طالب: ..................
يعني هي أولى من الرجل المسلم، يعني عورتها عند هذه النصرانية مثل عورتها عند الرجل المسلم مقتضى ﮋ ﯜ ﯝ ﮊ النور: ٣١ أن هذا خاص بالمسلمات فلا يكشف إلا للمسلمات ومفهومه أنه يُحتجب عن غير المسلمات كما يحتجب عن الأجنبي، يعني كما يكشف للمحارم والنساء المسلمات يحتجب عن الأجنبي والنساء غير المسلمات، وعلى كل حال الأمر بالحجاب إنما هو من أجل خشية الفتنة وخشية الوقوع في الفاحشة وهو من الرجل وإن كان مُسلمًا يخشى منه أكثر من المرأة ولو كانت غير مسلمة.

يقول أحد الشباب التائبين لديه مشكلة كبيرة جدًا أمام الناس صالح إذا اختلى بنفسه يشهد ما حرّم ويستخدم العادة السرية فكيف يكون نصحه؟

على كل حال لا يجوز له أن يعرّض نفسه للفتن ثم يقول أنا مضطر أو محتاج، الفقهاء لاسيما الحنابلة يقولون من استمنى بيده لغير حاجة عزّر، فدل على أن العادة السرية محرمة لكن إذا وجدت الحاجة فإنه يتسامح في ذلك لوجود الحاجة من باب ارتكاب أخف الضررين؛ لأن هذا خشي على نفسه فما أمامه إلا أن يرتكب المحظور الذي هو الفاحشة أو هذه العادة السرية، قالوا هذه حاجة لا يعزّر بسببها ويبقى أن الأصل التحريم، ويبقى أيضًا أنه يجب عليه أن يسد جميع الطرق والوسائل الموصلة إلى هذا الحد.
طالب: ..................
كيف؟
طالب: ..................
على كل حال إذا كان إذا حضرت عنده الشهوة واضطرته من غير تعرّض لأسبابها فالأمر في ذلك أيسر لكن بحسب قوة هذه الشهوة، إن كان بحيث إذا ترك الكل تضرر بحبسها أو تطلّع وتشوّف إلى ما هو أعظم من ذلك فارتكاب أخف الضررين أمر مقرر في الشرع، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أوصى الذي لا يجد الباءة أوصاه بالصيام، ولو كانت جائزة لأوصي بها، وهناك من الآثار في حال السفر وفي الجهاد وما أشبه ذلك ما يدل على أن بعض الصحابة يرخّص في شيء من هذا عند الحاجة، المقصود أنها محرّمة وضارّة ولها آثار صحية ونفسية على الإنسان في حاله ومستقبله مما يجعل التحريم هو المتجه.

يقول: ما الحكم في فتاة أحرمت مع أهلها بعمرة وحاضت قبل أن تطوف فرفضت عمرتها ولم تكملها ثم تزوجت بعد ذلك بسنوات وأخبرت زوجها فماذا تفعل؟

هذه مازالت محرمة، الإحرام لا يمكن رفضه وزواجها باطل ليس بصحيح، فعليها أن تأتي بالعمرة ثم يجدد العقد، وإن كان حصل من العقد الأول أو بسببه أولاد فهم أولاد شبهة ينسبون لأبيهم ولأمهم وليس فيهم إشكال، هذا بالنسبة للأولاد لكن العقد لا بد من تجديده.

يقول هل يلزم الأب علاج ابنه الصغير يعني كما يلزمه نفقته وتأمين حوائجه الأصلية؟

لا شك أن العلاج من الحوائج الأصلية، كونه يختار لنفسه عدم العلاج لا يلام ولا ولا يلزم به، لكن يلزم بعلاج ابنه باعتبار أن الصحة حاجة أصلية.