تعليق على تفسير سورة الفاتحة (06)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

"{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: ٢]  القراء السبعة بضم الدال في قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: ٢] وهو مبتدأ وخبر".

الحمد مبتدأ..

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، فالحمد مبتدأ وخبره متعلَّق الجار والمجرور يقول الحمد لله مبتدأ وخبر فالحمد مبتدأ والخبر متعلَّق الجار والمجرور فلله جار ومجرور ومتعلق محذوف تقديره كائن أو مستقر لله جل وعلا.

"وروي عن سفيان بن عيينة بن العجاج".

ورؤبة ابن عيينة ورؤبة بن العجاج.

ورؤبة بن العجاج؟

عندك رؤبة؟

عندنا ابن العجاج.

لا، عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجاج.

"وروي عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجاج أنهما قالا الحمدَ لله بالنصب وهما على إضمار فعل وقرأ ابن أبي عبلة الحمدُ لُله بضم الدال واللام إتباع للثاني الأول وله شواهد لكنه شاذ وعن الحسن وزيد بن علي الحمدِ لله.."

يعني عكس ما تقدم في قراءة ابن أبي عبلة إتباع الثاني للأول اللام أتبعت الدال وفي قراءة أو ما يروى عن الحسن وزيد بن علي العكس إتباع الثاني إتباع الأول الذي هو الدال لحركة الحرف الثاني.

"بكسر الدال إتباعًا للأول الثاني قال أبو جعفر بن جرير قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله معنى الحمد لله الشكر لله خالصا دون سائر ما يُعبد من دونه ودون كل ما برأ من خلقه بما أنعم  على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد".

يعني تفسير الحمد بالشكر أو الحمد بالثناء فيه نوع تجوّز لما يوجد بين اللفظين من اختلاف فليسا بمترادفين بحيث يفسر أحدهما بالآخر فالشكر له معنى والحمد له معنى وإن التقيا والحمد له معنى والثناء له معنى يستقل به وإن التقيا في بعض المعاني الخاصة وأما على العموم فلا.

"بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحد في تصحيح الآلات لطاعته وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق وغذاهم به من نعيم العيش من غير استحقاق منهم ذلك عليه ومع ما نبه".

من غير استحقاق يعني لا يجب على الله شيء لعباده الله جل وعلا هو المنعم المتفضل ابتداء على خلقه فهو المنان الذي يجود بالعطاء قبل السؤال فضلاً عن الاستحقاق خلافًا لما تقوله المعتزلة أنه يجب على الله جل وعلا تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا ألا يضيعهم بعد أن خلقهم يجب عليه أن يغذوهم بالنعم ويغدق عليهم لأنه خلقهم فلا يجوز أن يضيعهم يعاملونه معاملة المخلوق تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

"ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المُقام في النعيم المقيم فلربنا الحمد على ذلك كله أولاً وآخرًا".

الحمد لله الحمد لله.

"وقال ابن جرير رحمه الله الحمد لله حد ثنا أثنى به على نفسه".

لا، الحمد لله ثناء أثنى الله به على نفسه.

طالب: .............

ثناء أثنى الله به على نفسه.

"الحمد لله ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله قال وقد قيل".

ولعل هذا هو ما يقصده سفيان بن عيينة ورؤبة من قراءة الحمدَ لله بالنصب على إضمار قولوا الحمدَ لله وتفسير الحمد بالثناء انتقده ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب واعتمد في ذلك على حديث ما رواه مسلم في صحيحه أنه قال «قسمت الصلاة» وهذا تقدم تقدم في أول تفسير الفاتحة «قَسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال الحمد لله قال حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى علي عبدي» فجعل الثناء غير الحمد.

"قال وقد قيل إن قول القائل الحمد لله ثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا".

عندك مدح وحمد وثناء وشكر مدح وحمد وثناء وشكر تتفق في قاسم مشترك ويفترق كل واحد منها يختص كل واحد منها بمعنى يخصه.

"وقوله الشكر لله ثناء عليه بنعمه وأياديه ثم شرع في رد ذلك بما حاصله أن جميع أهل المعرفة بلسان العرب يوقعون كلًّا من الحمد والشكر مكان الآخر وقد نقل السلمي هذا المذهب أنهما سواء عن جعفر الصادق وابن عطاء من الصوفية وقال ابن عباس الحمد لله كلمة كل شاكر وقد استدل القرطبي لابن جرير بصحة قول القائل الحمد لله شكرًا وهذا.."

الإتيان بالمترادف مصدرًا للكلمة مثل قعدت جلوسًا وحمدت شكرًا فيكون مرادف من حيث الجملة وإلا فلكل واحد لكل واحد منهما معنىً يختص به دون الآخر والمسألة معروفة عند أهل العلم أنه هل يوجد الترادف من كل وجه ألفاظ مترادفة من كل وجه بحيث تكون هذه الكلمة مطابقة لهذه الكلمة مائة بالمائة أو أنه لا يوجد هذا النوع وأنه لا بد من وجود الفروق بين اللفظين كما قرر ذلك أبو هلال العسكري في كتاب له اسمه الفروق اللغوية جاء بالكلمات التي لا يختلف فيها أحد أنها مرادفة وصنفت من أنواع المترادف ومع ذلك أوجد بينها فروقًا دقيقة يحسن الرجوع إلى هذا الكتاب لمعرفتها.

"وهذا الذي ادعاه ابن جرير فيه نظر لأنه اشتهر عند كثير من العلماء المتأخرين أن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية والشكر لا يكون إلا على المتعدية ويكون بالجنان واللسان والأركان كما قال الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة
 

 

 

" يدي ولساني والضمير المحجبا
 

ولكنهم اختلفوا أيهما أعم الحمد أو الشكر على قولين والتحقيق أن بينهما عموما وخصوصا فالحمد أعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية تقول حمدته لفروسيته وحمدته لكرمه وهو أخص لأنه لا يكون إلا بالقول والشكر أعم من حيث ما يقعان عليه لأنه يكون بالقول والفعل والنية كما تقدم وهو أخص لأنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية لا يقال شكرته لفروسيته وتقول شكرته على كرمه وإحسانه إليّ هذا حاصل ما حرره بعض المتأخرين والله أعلم".

والكلام في هذه الألفاظ وما بينها وما تشترك فيه كلام يطول عند أهل العلم.

طالب: .............

والشكر..

طالب: .............

صح.. به.. به إيه لأنه يقع بالقول والفعل وبالنية واللسان والجوارح.

طالب: .............

لا لا، لكن يبين الفرق بينهما لأن تفسيره باللفظ باللفظ يدل على المطابقة ولا مطابقة يعني تفسر الحمد بالثناء؟ بينها فرق فالثناء تكرار المحامد والشكر أعم من وجه وأخص من وجه بينهم عموم وخصوص وجهي فلا يفسر به إلا من حيث الإجمال ثم يبيَّن بالتفصيل.

"وقال أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الحمد نقيض الذم تقول حمدت الرجل أحمده حمدا ومحمدة فهو حميد ومحمود والتحميد أبلغ من الحمد والحمد أعم من.."

التحميد من المضعَّف من المشدد حمّدته تحميدًا مثل كلمته تكليما وأما الحمد فهو من المخفف ولا شك أن التضعيف يدل على التكثير.

"والحمد أعم من الشكر وقال في الشكر هو الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف".

بما أولاه..

"بما أولاه من المعروف يقال شكرته وشكرت له وباللام أفصح وأما المدح فهو أعم من الحمد لأنه يكون للحي وللميت وللجماد أيضًا كما يمدح الطعام والمكان ونحو ذلك ويكون قبل الإحسان وبعده وعلى الصفات المتعدية واللازمة أيضًا فهو أعم ذِكر أقوال السلف في الحمد.."

لكن هل الحمد يقع على الصفات الاختيارية أو الصفات الإجبارية؟ بمعنى أنه هل يمدح الإنسان ويُحمد على كونه أبيض أو أصفر أو أحمر أو أسود؟ لا، هذه صفات إجبارية جُبل عليها والله جل وعلا هو الذي أودعه عليها بينما الصفات الاختيارة التي له أن ينفك عنها هذه هي الصفات وله أن يتخلق بها هذه هي الصفات التي يتعلق بها المدح والحمد.

طالب: أحسن الله إليك لا يرد على هذا حديث الأشج إن فيك خصلتين..

إيه لكنها صفات اختيارية الحلم والأناة من الصفات الاختيارية يستطيع أن يتخلى عنها.

"ذكر أقوال السلف في الحمد قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا أبو معمر القطيعي قال حدثنا حفص عن حجاج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه قد علمنا سبحان الله ولا إله إلا الله فما الحمد لله قال علي كلمة رضيها الله لنفسه ورواه غير أبي معمر عن حفص فقال قال عمر لعلي وأصحابه عنده لا إله إلا الله وسبحان والله أكبر قد عرفناها فما الحمد لله قال علي كلمة أحبها الله تعالى لنفسه ورضيها لنفسه وأحب أن تقال وقال علي علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران قال ابن عباس الحمد لله كلمة الشكر وإذا قال العبد الحمد لله قال شكرني عبدي رواه ابن أبي حاتم وروي أيضًا وروى أيضًا.."

وروى أيضًا..

"وروى أيضا هو وابن جرير من حديث بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال الحمد لله هو الشكر لله والاستخذاء له والإقرار له بنعمته وهدايته وابتدائه وغير ذلك وقال كعب الأحبار الحمد لله ثناء الله وقال الضحاك الحمد لله رداء الرحمن وقد ورد الحديث بنحو ذلك قال ابن جرير حدثنا سعيد بن عمرو السكوني قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثني عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير وكانت له صحبة قال قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «إذا قلت الحمد لله رب العالمين فقد شكرت الله فزادك» وقد روى الإمام أحمد بن حنبل.."

هذا لا يصح لا يصح مرفوعًا، ماذا قال المعلِّق؟

طالب: .............

ضعيف أي نعم.

طالب: .............

إذا قلت الحمد لله رب العالمين فقد شكرت الله فزادك يحب من عبده إذا شرب الشربة فحمد الله وإذا أكل الأكلة فحمد الله لا شك أن هذا محبوب لكن هل هذا هو الشكر؟ نعود إلى المعنى الأول.

"وقد روى الإمام أحمد بن حنبل قال حدثنا روح قال حدثنا عوف عن الحسن عن الأسود بن عن الأسود بن.."

سريع..

"عن الأسود بن سريع قال قلت يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى قال «أما إن ربك يحب الحمد» ورواه النسائي عن علي بن حجر عن ابن أبي علية عن يونس بن عبيد عن الحسن عن الأسود بن سريع به أبو عيسى الحافظ الترمذي.."

وروى وروى الحافظ أبو عيسى..

وروى؟

طالب: .............

عن ابن علية، ما الذي عندك يا شيخ؟

عن ابن علية.

عن ابن علية إيه.. وروى أبو عيسى..

"ورواه أبو عيسى الحافظ الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث موسى بن إبراهيم بن كثير عن طلحة بن خراش عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  «أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله» وقال الترمذي حسن غريب وروى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد الله إلا كان الذي أعطى أفضل مما.. إلا كان الذي أعطى أفضل ما أخذ»".

مما.

"«إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ» وقال القرطبي في تفسيره وفي نوادر الأصول عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو أن الدنيا بحذافيرها في يد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله لكان الحمد لله أفضل من ذلك» قال القرطبي وغيره أي لكان إلهامه الحمد لله أكبر نعمة عليه من نعم الدنيا لأن ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدنيا لا يبقى قال الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)} [الكهف:46]".

العبد العبد لايزال يتقلب في النعم في نعم الله جل وعلا فلو  أفنى عمره بحمد الله وشكره لما كان كثيرًا وهذا الحمد والشكر لا ينقطع ولا ينبغي أن ينقطع لماذا؟ لأن توفيق الإنسان لهذا الحمد ولهذا الشكر نعمة من الله جل وعلا تستحق حمدًا وشكرًا والحمد والشكر الثاني نعمة يستحق أيضًا عليه الحمد والشكر ولهذا لا يقال أنه يلزم عليه التسلسل ما يقال أن هذا يلزم عليه التسلسل لأن هذا تسلسل مطلوب هذه النعمة تحتاج إلى شكر الشكر نعمة يحتاج إلى شكر الشكر الثاني نعمة يحتاج إلى شكر ولا يقال في مثل هذا أنه يلزم عليه التسلسل ف.. كما هو معروف في كلام أهل العلم بالنسبة للتسلسل في الماضي أو في المستقبل في الماضي معروف كلام أهل العلم فيه لكن التسلسل في المستقبل ومنه هذا النوع ليس بممنوع بل مثل هذا النوع مطلوب لأن الشكر مطلوب على كل نعمة الشكر مطلوب على كل نعمة والشكر نعمة الشكر نفسه نعمة يستحق عليها الله جل وعلا الشكر إلى ما لا نهاية بخلاف ما قالوا في النية قالوا النية عبادة يتقرب بها إلى الله جل وعلا فهل تحتاج إلى نية؟ «إنما الأعمال بالنيات» النية عمل القلب فهي داخلة في حديث «إنما الأعمال» فهي تحتاج إلى نية والنية التي قبلها تحتاج إلى نية إلى ما لا نهاية هذا مطلوب أو ممنوع؟ ممنوع بلا شك يترتب عليه التسلسل في الماضي ولا ينتهي ومعناه أن الأعمال كيف تنوي عمل لم يخطر على بالك؟! يعني توجِد عمل قبل وقته! النية الصلاة تحتاج إلى نية بلا شك الوضوء يحتاج إلى نية لكن نية الصلاة ونية الوضوء لا شك أنه من عمل القلب ويمكن أن يُدخَل نظريًا في حديث «إنما الأعمال بالنيات» لكن إذا قلنا أن هذه النية تحتاج إلى نية النية التي قبلها عمل يحتاج إلى نية والنية التي قبلها عمل يحتاج إلى نية فيتسلسل في الماضي وهذا ممنوع عند أهل العلم.

طالب: .............

التي تفرق بين العادة والعبادة، ما الذي فيها؟

طالب: .............

إيه لكن إلى متى؟ لا إشكال في تسلسلها إلى متى؟ أنت بعد سنة افترض أنك بعد سنة تريد أن تحج حجك يحتاج إلى نية نية هذا الحج تحتاج إلى نية صح؟

طالب: .............

طيب.

طالب: .............

المراد بها الإخلاص طيب أنت مطالب بالإخلاص في عمرك كله وأن لا تعبد الله إلا بما شرع على ما جاء عنه وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام- مخلصًا في ذلك لله جل وعلا الإخلاص مستصحب لكن الإخلاص في جزئيات العمل لا بد أن يكون مصاحب للعمل أما نيته أنت ما أنت متصور الكلام الذي أنا قلته بدقة حتى نية الإخلاص الإخلاص عمل قلبي يحتاج إلى نية يحتاج إلى إخلاص ثاني؟! والإخلاص الثاني يحتاج إلى أول قبله؟! والذي قبله يحتاج إلى قبله؟! ما يتصور مثل هذا.

"وفي سنن ابن ماجه عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثهم أن عبدًا من عباد الله قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى الله فقالا يا ربنا إن عبدا قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها قال الله وهو أعلم بما قال عبده ماذا قال عبدي؟ قالا يا رب إنه قال لك الحمد يا رب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله لهما اكتباهما كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها وحكى القرطبي عن طائفة أنهم قالوا قول العبد الحمد لله رب العالمين أفضل من قوله لا إله إلا الله لاشتمال الحمد لله رب العالمين على التوحيد مع الحمد وقال آخرون لا إله إلا الله أفضل لأنها الفصل بين الإيمان والكفر وعليها يقاتَل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله كما ثبت في الحديث المتفق عليه".

«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» فلا يدخل الإنسان في الإسلام إلا إذا قال لا إله إلا الله وهي مفتاح الجنة كما هو معروف كما جاء بذلك الخبر فهي أفضل من غيرها وهي كلمة التوحيد ولا شك في أنها أفضل الكلام «وأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله».

"حديث ابن ماجه.. حديث ابن ماجه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.."

الحديث الذي تقدم غالب الأحاديث التي أوردها رحمه الله فيها ضعف.

طالب: .............

له في دعاء مسألة ودعاء عبادة كما في قوله «دعوة أخي ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» لا شك أنها دعاء مسألة دعاء عبادة يتوصل به إلى مسألة يتوصل به إلى مسألة.

"وفي الحديث الآخر في السنن «أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له» وقد تقدم عن جابر مرفوعًا «أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله» وحسنه الترمذي والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى كما جاء في الحديث «اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله» الحديث والرب هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيد وعلى المتصرف للإصلاح وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى ولا يستعمل الرب لغير الله بل بالإضافة تقول رب الدار ورب كذا وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل وقد قيل إنه الاسم الأعظم والعالمين جمع عالَم وهو كل موجود سوى الله.."

وتقدم في تفسير البسملة أن الأكثر على أن الاسم الأعظم الله والخلاف فيه معروف عند أهل العلم.

"والعالَم جمع لا واحد له من لفظه".

الرب من الأسماء التي يكثر ورودها في الأدعية من الكتاب والسنة وذكر أهل العلم في آخر تفسير سورة آل عمران أن من كرر دعاءه خمس مرات بيا رب يا رب أجيبت دعوته يعني ما لم يكن ثَم مانع لأنه كررت خمس مرات {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [آل عمران: 190]  ثم دعا بيا رب ذكرت أدعية مصدرة بيا رب ربنا ربنا ثم في الأخير قال {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} [آل عمران: 195]  فقالوا أن من دعا بيا رب خمس مرات استجيبت دعوته ومعلوم أن إذا لم يكن ثم مانع وإلا في الحديث الصحيح الرجل الأشعث الأغبر الذي يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام وجد المانع ومشربه حرام وغذِي بالحرام فأنى يستجاب له؟! يعني استبعاد أن يستجاب له مع وجود المانع وإن كانت الأسباب موجودة.

طالب: .............

عندكم؟

طالب: .............

لكن ما هم يتبعون مذهب معتبر إمام تبرأ الذمة بتقليده؟

طالب: .............

أسألك سؤال.. أولا مثل هؤلاء يعذرون بجهلهم الأمر الثاني أنهم يتدينون بتقليد إمام تبرأ الذمة بتقليده فعامة الناس ما يطالَبون بما يطالب به الخاصة هؤلاء يقلدون إمام ومشوا على هذا المذهب ودرجوا عليه وتوارثوه على كل حال في مثل هذا فيه سعة وإن كان الراجح من حيث الدليل والصحيح من الأقوال أنه لا بد من تغطية الوجه لكن مع ذلك تطالِب عامة الناس الذين ما عندهم أهلية ولا يبلغهم دليل ولا.. ليست لديهم أهلية للنظر في الأدلة فهؤلاء إذا قلّدوا لأن فرضهم سؤال أهل العلم فإذا قلدوهم ممن تبرأ الذمة بتقليده من أهل العلم تبرأ ذمته.

طالب: .............

كالرجال كالرجال.

طالب: .............

يلحقون على خير إن شاء الله لكن عليكم بالدعوة تابعوا الدعوة لهم ويلحقون على خير في بلاد البوسنة يقول ذهبنا للدعوة هناك قبل الحرب التي حصلت قبل عشرين سنة يقول واحد من الدعاة وصفينا نصلي ضحكوا علينا ما يعرفون ما الذي نسويه نحن لأن الشيوعية دخلت عندهم قبل مائة سنة ومسختهم مسخ مثل بلادكم هناك مسختهم مسخ يقول وجدنا شيخًا كبيرًا يكرر لا إله إلا الله ولحيته نصف صدره يكرر لا إله إلا الله وهو يبيع السمك وعنده مصحف جوامعي من القطع الكبير وكل ما باع سمكة مزق ورقة ولفها.. جهل! غُيبوا تغييب تام وحصل ما حصل عندهم من الفتنة التي حصلت والابتلاء الذي حصل لهم فرجعوا ولله الحمد رجعوا إلى الدين وصار عندهم الحجاب موجود وحتى الدعوة موجودة وطلب العلم موجود والخير كثر فيما بينهم فهذا إيقاظ من غفلة وعندكم إن شاء الله يكون خير إن شاء الله.

سم.

"والعالمين جمع عالَم وهو كل موجود سوى الله عز وجل والعالَم جمع لا واحد له من لفظه والعوالم أصناف المخلوقات في السموات في السموات وفي البر والبحر وكل قرن منها وجيل يسمى عالَما أيضًا وقال بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي له الخلق كله السموات والأرضون.."

يعني أشكل تفضيل بني إسرائيل على العالَمين فقال أهل العلم  المراد بذلك عالَمي زمانهم عالمي زمانهم فكل زمان له عالم وكل جنس من المخلوقات كل صنف من المخلوقات عالَم ويجمع ذلك كل ما سوى الله عالَم.

"الحمد لله الذي له الخلق كله السموات والأرضون ومن فيهن وما بينهن مما نعلم ومما لا نعلم وفي رواية سعيد بن جبير وعكرمةٍ عن ابن عباس".

عكرمةَ.

"وفي رواية سعيد بن جبير وعكرمةَ عن ابن عباس رب الجن والإنس وكذلك قال سعيد بن جبير ومجاهد وابن جريج وروي عن علي نحوه قال ابن أبي حاتم بإسناد لا يُعتمد عليه واستدل القرطبي بهذا القول لقوله تعالى {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} [الفرقان:1]  وهم الجن والإنس قال الفراء.."

يعني المكلَّفين هو نذير للمكلَّفين لكن لا يمنع أن تكون ربوبيته العامة الشاملة للعالَمين بجميع أصنافهم وتكليفه للجن والإنس وهم من العالَمين واختصاصهم بذلك وتخصيص العالمين بالجن والإنس لكمالهم وشرفهم بالنسبة لغيرهم من المخلوقات لتميُّزهم بالعقل الذي هو مناط التكليف.

"قال الفراء وأبو عبيدة العالَم عبارة عما يعقل وهم الإنس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم عالَم وعن زيد بن أسلم وأبي عمرو بن العلاء وأبي محيصن.."

وأبي عمرو موجود عندك؟

ابن العلاء..

وعن زيد بن أسلم..

وأبي عمرو بن العلاء..

وبعده.

وأبي محيصن.

وابن أو أبي؟

وأبي.

ما الذي عندك؟

طالب: .............

نعم.

"وأبي محيصن العالَم كل ما له روح ترفرف وقال قتادة رب العالَمين كل صنف عالَم وقال الحافظ ابن عساكر في ترجمة مروان بن الحكم وهو أحد.."

مروان بن محمد..

عندنا ابن الحكم..

مروان بن محمد، ما الذي عندك؟

ابن الحكم.

طالب: .............

إيه هو مروان بن محمد.

طالب: .............

إيه معروف هو مروان بن محمد.

"في ترجمة مروان بن محمد وهو أحد خلفاء بني أمية ويعرف بالجَعدي ويلقب بالحمار أنه قال خلق الله سبعة عشر ألف عالَم".

في تعليق للشيخ محمد رشيد رضا يقول في الأصل المطبوع ترجمة بن.. ترجمة ابن مروان بن الحكم إلى آخره لأنه يقول في ترجمة مروان بن محمد يعني من تاريخ ابن عساكر ترجمة ابن مروان بن الحكم إلى آخره وهو مروان الحمار المسمى بالجعد ليس ابن الحكم بل ذلك والد عبد الملك وهو الرابع من خلفاء أو ملوك بني أمية والملقب بالحمار آخرهم وهو مروان بن محمد بن مروان ولا ندري لما عُني بنقل قوله وقول غيره في مثل هذه المسألة التي لا يمكن العلم بها إلا بوحي من الله تعالى.

المسألة ما ينبغي أن يُختلف فيها لأنها محسومة مسألة تاريخية مسألة تاريخية ومضبوطة ومتقنة في كتب التواريخ وهو آخر خلفاء بني أمية وهو سادسهم وقُتل وعلى يده انتهت الدولة الأموية.

طالب: .............

الحمار قالوا إنه لا يغضب.

"وهو أحد خلفاء بني أمية ويعرف بالجعدي ويلقب بالحمار أنه قال خلق الله سبعة عشر ألف عالَم أهل السموات وأهل الأرض عالَم واحد وسائرهم لا يعلمهم إلا الله عز وجل وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى {رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة:2]  قال.."

طالب: .............

وقال قتادة {رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}[الفاتحة:2] كل صنف عالم، هذا قبل.

طالب: .............

موجود موجود قبل قبل مروان.

طالب: .............

قبل الحافظ ابن عساكر.

"عن أبي العالية في قوله تعالى {رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}[الفاتحة:2]  قال الإنس عالم والجن عالم وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف أو أربعة عشر ألف عالم وهو يشك الملائكة على الأرض وللأرض أربع زوايا وفي كل زاوية ثلاثة آلاف عالم وخمسمائة عالم خلقهم الله لعبادته رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وهذا كلام غريب يحتاج مثله إلى دليل صحيح".

مثل هذا ما يقال برأي لا بد فيه من توقيف لا بد فيه من نص ليُصَدَّق قد يكون متلقى من الإسرائيليات وحينئذ لا يصدق ولا يكذب ولكن لا يترتب عليه شيء.

"وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الفرات يعني ابن الوليد عن مغيث بن سمي.."

مغيث أو معتِّب بن سُمَيّ؟ ما الذي عندك؟

يقول ابن معتِّب خطأ ظاهر.

طالب: .............

يقول خطأ.

خطأ معتِّب؟

يقول في نسخة ابن معتِّب خطأ ظاهر.

طالب: .............

إيه المرجع إلى كتب الرجال يراجَع، ترجمه له أو..؟ له ترجمة؟

طالب: .............

لا، المعوَّل على كتب الرجال.

عن مغيث بن سَميّ؟

سُمي.

"عن مغيث بن سُمي عن تبيع يعني الحميري في قوله تعالى {رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة:2] قال العالمين ألف أمة فستمائة في البحر وأربعمائة في البر وحُكي مثله عن سعيد بن المسيب وقد روي نحو هذا مرفوعًا كما قال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى في مسنده حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبيد بن واقد القيسي أبو عباد قال.."

أبو عبّاد.

"أبو عبّاد قال حدثني محمد بن عيسى بن كيسان قال حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قل الجراد في سنة من سني عمر التي ولي فيها فسأل عنه فلم يُخبَر بشيء فاغتم لذلك فأرسل راكبا يضرب إلى كذا وآخر إلى الشام.."

إلى اليمن الأول إلى اليمن والثاني إلى الشام والثالث إلى العراق.

"وآخر إلى الشام وآخر إلى العراق يسأل هل رؤي من الجراد شيء أم لا؟ قال فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد فألقاها بين يديه فلما رآها كبر ثم قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «خلق الله ألف أمة ستمائة في البحر وأربعمائة في البر فأول شيء يهلك من هذه الأمم الجراد فإذا هلك تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه» محمد بن عيسى هذا وهو الهلالي ضعيف وحكى البغوي عن سعيد بن المسيب أنه قال لله ألف عالَم ستمائة في البحر وأربعمائة في البر وقال وهب بن منبه لله ثمانية عشر ألف عالم الدنيا عالم منها وقال مقاتل العوالم ثمانون ألفًا وقال كعب الأحبار لا يعلم عدد العوالم إلا الله عز وجل نقله كله البغوي وحكى القرطبي عن أبي سعيد الخدري أنه قال إن لله أربعين ألف عالم الدنيا من شرقها إلى مغربها عالم واحد منها وقال الزجاج العالم كل ما خلق الله في الدنيا والآخرة قال القرطبي وهذا هو الصحيح أنه شامل لكل العالمين كقوله {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}[الشعراء:23-24]  والعالم مشتق من العلامة قلت لأنه علم دال على وجود خالقه وصانعه وصانعه ووحدانيته كما قال ابن المعتز:

فيا عجبا كيف يعصى الإله
 

 

 

" أم كيف يجحده الجاحد
 

وفي كل شيء له آية
 

 

تدل على أنه واحد
 

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}[الفاتحة:3] وقوله تعالى {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}  [الفاتحة:3] تقدم الكلام عليه في البسملة بما أغنى عن الإعادة قال القرطبي إنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله {رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة:2]ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب كما قال تعالى {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}[الحجر:49-50]".

لأن {رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}[الفاتحة:2] فيه شيء من القوة الأسلوب التي تورث الهيبة في قلب العبد والوجل والخوف ثم أردفها بالرحمن الرحيم والرحمة نوع رقة.

طالب: .............

لا، دعنا نكمِّل لا شك أن الرحمة والرأفة تعطي شيء من من الأمان والترغيب في القرب بخلاف الربوبية التي فيها شيء من الاستعلاء والعلو والله جل وعلا رب العالمين بلا شك لكن قرن هذا بهذا ليكسر هذا بهذا يعني قوة هذا برأفة هذا ورقته هذا من باب توجيه كلامهم بل حتى الرب وهو من التربية ومعروف أن المربي الأصل فيه أن يرأف ويلطف بمن يربيه وقد يقسو عليه أحيانًا وقد يحتاج في بعض المواقف إلى قسوة ففيه أيضًا ترغيب وترهيب في الوقت نفسه.

"وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}  [الأنعام:165]  قال فالرب.."

سريع أو لسريع؟

سريع.

آخر الأنعام أو..؟

سريع.

سريع لأن عندنا لسريع.

سريع الأعراف.

نعم.

"قال فالرب فيه ترهيب و{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}  [الفاتحة:3]  ترغيب وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد»".

اللهم صل على محمد...

نقف هنا يا شيخ؟

يكفي..