شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (329)

 

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  

أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلًا بكم إلى لقاء جديد في برنامجكم شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، مع بداية هذه الحلقة يسرنا أن نرحب بضيف البرنامج فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير ونشكر له تفضله بشرح أحاديث هذا الكتاب، فأهلًا ومرحبًا بكم فضيلة الدكتور.

حياكم الله وبارك فيكم وفي الإخوة المستمعين.

 

المقدم: ما زال الحديث مستمرًا في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، توقفنا عند اعتراض يبدو عبيد بن جريج عندما اعترض عليه، قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،

 

المقدم: اللهم صل عليه وسلم.

الأركان جمع ركن، والركن: جانب الشيء الأقوى الذي لا يصح بدونه، والاستثناء في قوله : إلا اليمانيين، يقول الكرماني بتخفيف الياء، يمانيين بتخفيف الياء هي اللغة الفصحى المشهورة، هي اللغة الفصحى المشهورة، وحكي تشديدها في لغة قليلة، والصحيح التخفيف لأنه نسبة إلى اليمن، فأبدلوا من إحدى يائي النسب، فأبدلوا من إحدى يائي النسب، يعني النسبة إلى اليمن، 

 

المقدم: يماني.

يمنيٌّ ياء مشددة لابد منها، ياء كيا الكرسي زيدت للنسب، فلابد أن تشدد، والحرف المشدد عبارة عن حرفين، يقول: أبدلوا من إحدى يائي النسب ألفًا، فقالوا: يماني، فلو قالوا يمانيّ بالتشديد لزم الجمع بين البدل والمبدل منه، لو قلنا : إلا اليمانيين قلنا جمعنا بين البدل والمبدل منه، والذين شددوها قالوا : هذه الألف زائدة، وقد تزاد في النسب كزيادة النون في صنعان، والزاي في رازي، صنعاني نسبة إلى صنعاء ما فيها نون في الآخر، لو كانت صنعان لقيل صنعاني، لكنها صنعاء فزيدت النون، والنسبة إلى والرازي نسبة إلى الري، ما فيها زاي، لكن زيدت النون في صنعاني والزاي في رازي فلتزد الألف في اليماني، وعلى هذا تبقى الياء مشددة؛ لأنها ياء النسب، الآن لو قلنا مثلًا في صنعاء نسبة إليها صنعاني هل نقول أن الياء مخففة مثل يماني؟ لأن إذا شددنا جمعنا بين البدل والمبدل في يماني، لكن هل النون بدل من الياء من إحدى يائي النسب؟  

 

المقدم: في صنعاني؟ 

نعم، يعني الياء تبدل ألف ما في إشكال،

 

المقدم: لكن النون.

لكن هل تبدل الياء من نون؟ أو تبدل زاي رازي؟ يعني قلنا النسبة إلى اليمن يمنيٌّ، بالتشديد لأن ياء النسب ياء مشددة، ياء مشددة ونحن نسمع التخفيف حتى على بعض ألسنة من ينتسب إلى طلب العلم فتقول ابن تيمية، يقول ابن تيمية وهي ياء نسب، تيميّة نسبة إلى تيمي أو تيماء ماذا يقال في تيماء؟  

 

المقدم: تيمي.

مع الاختصار ولا أصلها تيماوي، تزاد الواو مثل صنعاني ورازي، والمراد بهما يعني الركنين اليمانيين الركن اليماني، والركن الذي فيه الحجر الأسود، يعني الركن الذي فيه الحجر الأسود، والركن الذي قبله، ويقال له العراقي لكونه إلى جهة العراق، والذي قبله يماني لأنه من جهة اليمن، ويقال لهما اليمانيان تغليبًا لأحد الاسمين وهما باقيان على قواعد إبراهيم عليه السلام، قال القاضي عياض : واتفق العلماء على أن الركنين

 

المقدم: اليمانيان على نفس القواعد؟

على نفس القواعد، لكن الكلام في الركنين الآخرين الذي فيهم الحجر، يقول القاضي عياض: واتفق العلماء على أن الركنين الشامييّن أو الشاميين؟ مثل اليمانيين ماذا تقول؟

 

المقدم: هذه ما فيها ألف مبدلة فيها ألف؟

لا الألف أصلية، فتقول على أن الركنين الشاميين وهما مقابلا اليمانيين لا يستلمان، اتفق العلماء على أن الركنين الشامين وهما مقابلا اليمانيين لا يستلمان وإنما الخلاف فيه في العصر الأول بين بعض الصحابة وبعض التابعين ثم ذهب الخلاف، لأن نقل القاضي عياض للاتفاق على عدم استلام الركنين الشاميين، ..رده هو نفس الحديث رأيتك تصنع أربعًا لم أر أحدًا من أصحابك يصنعها، يدل على أن الصحابة كلهم يستلمون الركنين الشاميين، هذا مفهومه، يقول العيني: فإن قلت لمَ لا قالوا الأسودين، قالوا اليمانيين، ولم يقولوا الأسودين، تغليبًا للحجر الأسود ويأتي فيه التغليب أيضًا، يعني مثل ما قيل عن التمر والماء الأسودان، قلت : يقول العيني قلت : لو قيل كذلك كان يشتبه على بعض العوام أن في كل من هذين الركنين الحجر الأسود، بعض العوام يقول هذا فيه الحجر الأسود وذاك فيه الحجر الأسود لماذا يقال الأسودين إلا أن في كل واحد منهما الحجر الأسود،

 

المقدم: فيلتبس.

نعم، وكان يفهم التثنية ولا يفهم التغليب، يعني عموم الناس ما يفهمون التغليب، لكن يفهمون التثنية، لقصور فهمه بخلاف اليمانيين، ما في لبس إذا قيل اليمانيين لكن لو قيل إلا الركنين الأسودين لاشتبه، ..أمر يتعلق بالحجر الأسود جاء ما يدل على أنه نزل أبيض، ثم سودته خطايا بني آدم، يقول القائل وذكره الشراح: لماذا لم تبيضه حسنات بني آدم بما فيها توحيد الأنبياء واتباعهم وطاعاتهم لماذا لم تبيضهم؟ يعني أجاب بعضهم وهذا استطراد أجاب بعضهم بأن السواد لا يؤثر فيه لون آخر، بينما البياض يؤثر فيه، يعني لو عندك مثلًا لوح أو جدار أسود تريد أن تطليه بأي لون آخر ما يمكن، لاسيما إذا كان الطلاء ليس له جرم، يعني من نوع السائل، فإنه لا يتأثر، يقول القسطلاني..

 

المقدم: لكن يصح الحديث نزوله أبيض.

أي حسنه جمع من أهل العلم، يقول القسطلاني : تخصيص الركنين يعني اليمانيين بالاستلام؛ لأنهما باقيان على قواعد إبراهيم، وعلى هذا لو بني البيت على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام الآن استلمت كلها اقتداء به، ولذا لما ردهما ابن الزبير على القواعد استلمهما، وقد صح استلامهما أيضًا عن معاوية وروي عن الحسن والحسين رضي الله عنهم، فلعل عبيد بن جريج ما رأى هؤلاء، لعله ما رآهم يستلمون، ولذا لما ردهما ابن الزبير على القواعد استلمهما، وقد صح استلامهما أيضًا عن معاوية وروي عن الحسن والحسين رضي الله عنهم، ورأيتك تلبس يعني استلام معاوية والحسن والحسين بعد إعادتهما على قواعد إبراهيم، بعد الإعادة مثل ابن الزبير ولا قبل؟

 

المقدم: استلام من؟ ابن عمر؟ 

لا، معاوية، ابن عمر لا يستلم، لكن صح عن استلامهما يعني الشاميين عن معاوية والحسن والحسين، روي عن الحسن.. صح عن معاوية.

 

المقدم: هل كان هذا بعد الإعادة؟

قبل الإعادة، كان يقول ليس شيء من البيت مهجورًا، ليس شيء من البيت مهجورًا، ورأيتك تلبس بفتح الباء؛ لأنه من باب فعل لبس، يفعل لبس يلبس بكسر العين فعِل في الماضي، وفتحها يَلبس في المستقبل، من باب عَلِم يعلم، وأما الذي بفتح الباء لبَس في الماضي فمضارعه يلبِس من باب ضرَب يضرِب، فمصدر الأول اللُبس، بضم اللام، ومصدر الثاني اللَبس بالفتح وهو الخلط، { الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا } [سورة الأنعام: 82]، هو مثل ما عندنا؟ لم يلبسوا لم يخلطوا، وعندنا حديث الباب من اللُبس، كلبس القميص ولبس الحذاء النعال، أما ولم يلبسوا هذا من اللَبس وهو الخلط، النعال معروف السبتية. 

 

المقدم: يعني يلبس الأصل فيها فتح الباء، إذا كان من اللبس لبسَ يلبس.

نعم، قلنا تلبس بفتح الباء؛ لأنه من باب فعل يفعل، وأما الذي بفتح الباء في الماضي لبس فمضارعه يلبِس، ولم يلبسه من باب ضرب، ومصدر الأول اللُبس، ومصدر الثاني اللَبس وهو الخلط، النعال معروفة والسبتية قال الكرماني: بكسر السين، وسكون الموحدة هي التي أشار ابن عمر إلى تفسيرها بقوله: ليس فيها شعر، لأنه في؟؟ قال : وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يلبس النعل التي ليس فيها شعر، هذا تفسيرها. 

 

المقدم: السبتية قلنا مشتقة من السبت.

يقول الجوهري  :السبت بالكسر جلد البقر المدبوغ، جلد البقر المدبوغ بالقرض، تحذى منه النعال السبتية، وقال ابن وهب: النعال السبتية كانت سودًا لا شعر فيها، وكانت عادة العرب لبس النعال بشعرها غير مدبوغة، وكانت المدبوغة تعمل في الطائف وغيره وإنما كان يلبسها أهل الرفاهية،

لأن أهل الرفاهية تتأثر أقدامهم من لبس الخشن، والله المستعان. يقول ابن حجر : هي مشتقة من السبت وهو الحلق، قاله في التهذيب، أي تهذيب هذا؟

 

المقدم: من هو الجوهري؟

لا،

 

المقدم: من الذي قال؟

الجوهري تقدم السِّبت بالكسر جلد البقر المدبوغ بالقرَض تحذى منه النعال السبتية كتابه معروف الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية، يقول ابن حجر: هي مشتقة من السبت هذا المصدر، من السبت وهو الحلق، قاله في التهذيب، التهذيب مر بنا مرارًا نقلنا عنه كثيرًا من أهم كتب اللغة، ومن أقدمها من أقدم الكتب المتداولة، تهذيب اللغة للأزهري، وقيل السبت جلد البقر المدبوغ بالقرض، يعني ذكر كلام الجوهري السابق وصدّره بصيغة التضعيف، وقيل بالسُّبت بضم أوله وهو نبت يدبغ به، وهو نبت يدبغ به قاله صاحب المنتهى، وقال الهروي : قيل لها سبتية لأنها انسبتت بالدباغ أي لانت به، يقال رطبة منسبتة أي لينة، يقول القسطلاني: وإنما اعترض على ابن عمر رضي الله عنهما بذلك لأنه لباس أهل النعيم، يعني لباس أهل الترف، وجاء الأمر بـ «اخشوشنوا..» لا شك أن النعم لا تدوم، يعني افترض إنك في مسجد أو في أي مكان، في مسجد مثلًا في صلاة الظهر أو العصر ثم سرقت النعل، 

 

المقدم: ما أحد يمشي..

لكن لو اخشوشن وتعوّد مشى عادي، النبي عليه الصلاة والسلام كان أحيانًا ينتعل وأحيانًا يحتفي، لكن الآن لا يستطيع الإنسان ولا صلاة الفجر يخرج بدون نعال فضلًا عن صلاة المغرب التي مازالت الحرارة في الأرض، كل هذا من زيادة الترف { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [سورة التكاثر: 8]، وإنما اعترض على ابن عمر رضي الله عنهما بذلك لأنه لباس أهل النعيم. انتهى.

يقول ابن حجر نقلًا عن الخطابي: قد يتمسك بهذا من يدعي أن الشَعرَ، أو الشَعَرَ ينجس بالموت، قد يتمسك بهذا من يدعي أن الشعر ينجس بالموت، وأنه لا يؤثر فيه الدباغ، ولا دلالة فيه لذلك كيف ينجس، ما علاقة الحديث؟ قد يتمسك بهذا من يدعي أن الشعر ينجس بالموت.  

 

المقدم: إذا كانت يا شيخ مدبوغة من جلد البقر أكيد الشعر من ذات الجلد لعله مراده هذا.

قال: قد يتمسك بهذا من يدعي أن الشعر ينجس بالموت وأنه لا يؤثر فيه الدباغ، يعني الخلاف في طهارة الجلد الدباغ والمرجح أن أي كما جاء في الحديث «أيما إيهاب دبغ فقد طهر»، والشعر إذا قص من الجلد وبقي ما يتعلق به من مواد دهنية في أصوله لأن هذه المواد نجسة ولا يمكن تطهيرها، لكن إذا دبغت طهرت تبعًا للجلد، لأن الجلد أثر فيه الدباغ فليؤثر في هذه لأن فائدة الدباغ تنشيف هذه النجاسات وتجفيفها، الشعر لو قص سواء كان من جلد حي أو ميت هل نقول أن حكمه حكم ما أبين من حي فحكمه حكم الميتة؟ أو نقول : أن الشعر حكمه حكم المنفصل كالظفر، فلا ينجس إذا أبين من الحي، هذا حكمه، فإذا أبين بالقص هذا لا إشكال فيه، لكن لو بقي وقلنا أن حكمه حكم المتصل والدباغ لا يؤثر في الجلد قلنا تبعًا لذلك يكون الشعر نجسًا، يقول ابن حجر نقلًا عن الخطابي: قد يتمسك بهذا من يدعي أن الشعر ينجس بالموت وأنه لا يؤثر فيه الدباغ ولا دلالة فيه لذلك، وقال أحمد : يكره لبسها في المقابر، لحديث بشير بن الخصاصية قال: بينما أنا أمشي في المقابر علي أو بين المقابر عليّ نعلان إذا رجل ينادي من خلفي يا صاحب السبتيتين، إذا كنت في هذا الموضع فاخلع نعليك، أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم واحتج به على ما ذكر، واحتج به على ما ذُكر على ماذا؟      

 

المقدم:  كراهية المشي بها.

نعم على كراهية المشي في المقابر، وتعقبه الطحاوي بأنه يجوز أن يكون الأمر بخلعهما لأذى فيهما، وتعقبه الطحاوي بأنه يجوز أن يكون الأمر بخلعهما لأذى فيهما وقد ثبت في الحديث أن الميِّت يسمع قرع نعالهم، إذا ولوا مدبرين عنه، ما معنى هذا؟

 

المقدم: أنهم لابسين النعال.

أنهم لابسين النعال بالقرب منه في المقبرة، وهو دال على جواز لبس النعال في المقابر، وثبت حديث أنس أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – صلى في نعليه، وثبت في الحديث في حديث أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى في نعليه، قال: فإذا جاز دخول المسجد في النعل فالمقبرة أولى، يقول ابن حجر: يحتمل أن يكون النهي لإكرام الميت كما ورد النهي عن الجلوس على القبر، وليس ذكر السبتيتين للتخصيص بل اتفق ذلك والنهي إنما هو للمشي على القبور بالنعال، قال ابن حجر : يحتمل أن يكون النهي لإكرام الميت، ولا شك أن المسلم حرمته.

 

المقدم: حيًا وميتًا.

حيًا وميتًا، لإكرام الميت كما ورد النهي عن الجلوس على القبر، لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها، كما ورد في حديث أبي مرثد الغنوي في مسلم وإن وجهه بعض العلماء بأن المراد بالجلوس عليه لقضاء الحاجة، لكن هذا بعيد، كما ورد النهي عن الجلوس على القبر وليس فيه ذكر السبتيتين، وليس ذكر السبتيتين للتخصيص يعني كما يدعي ابن حزم تدخل بأي نعال غير سبتية لا ما في بأس، وهذا لائق بظاهريته، بل اتفق ذلك والنهي إنما هو للمشي على القبور بالنعال، النهي لا شك أن الأصل فيه التحريم، والجمهور حملوه على الكراهة، والإمام أحمد قال: يكره لبسها في المقابر، لكن الكراهة عند الجمهور تزول بالحاجة، فإذا كانت الأرض لا تطاق إما لحر شديد أو برد شديد، أو شوك أو ما أشبه ذلك، تزول هذه الكراهة على أن يتقي القبر وما قرب منه، يقول : ورأيتك تصبغ قال الكرماني بضم الموحدة وفتحها لغتان مشهورتان، تصبُغُ وتصبَغ، صَبغ يصبُغ من باب نصر، لغتان مشهورتان قال المازري : قيل المراد صبغ الثوب؛ لأنه أخبر أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – صبغ ولم ينقل عنه أنه صبغ شعره، وقيل صبغ الشعر يعني المراد صبغ الشعر، وقد جاءت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صفر لحيته، واحتج بأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصفر لحيته الشريفة بالورس والزعفران رواه أبو داود.

الخلاف في الشيب شيب النبي عليه الصلاة والسلام وتغييره بالصبغ معروف بين أهل العلم فمنهم من أثبته ومنهم من نفاه، وذلكم لأنه لم يشب إلا شعرات يسيرة فمن دقق النظر رأى، ومن أبعد نفى، هذا وجه الجمع بين من أثبت ومن نفى، يقول ابن حجر : وهل المراد صبغ الثوب أو الشعر؟ يقول يأتي الكلام على ذلك حيث ذكره المصنف في كتاب اللباس إن شاء الله تعالى، وذِكْر الحديث في كتاب اللباس يدل على أن المصنف رحمه الله فهم منه أنه في الثوب، ذكر الحديث في كتاب اللباس يدل على أن المصنف رحمه الله فهم منه أن الصبغ في الثوب، يقول ابن حجر: اختلف في النهي عن التزعفر، هل هو لرائحته؟ النهي عن التزعفر للرجال هل هو لرائحته لكونه من طيب النساء، ولهذا جاء الزجر عن الخلوق، يعني طيب الرجال يتميز بأن له رائحة بلا لون، وطيب النساء العكس لون بدون رائحة، يعني رائحة تلفت الأنظار، اختلف في النهي عن التزعفر هل هو لرائحته لكونه من طيب النساء، ولهذا جاء الزجر عن الخلوق، أو للونه فتلحق به كل صفرة..

 الوقت؟ 

المقدم: هل المسألة طويلة؟

نعم فيها كلام.

 

المقدم: إذًا نرجئها إن شاء الله لحلقة قادمة على أن نبدأ حلقتنا القادمة بإذن الله من هذا الموضع.

أيها الإخوة والأخوات، بهذا نصل وإياكم إلى ختام هذه الحلقة في شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، نلقاكم بإذن الله في حلقة قادمة.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.