تعليق على تفسير سورة البقرة (03)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم.

{الم} قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور فمنهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمها إلى الله ولم يفسروها حكاه القرطبي في تفسيره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين وقال هو عامر الشعبي وسفيان الثوري والربيع بن خثيم واختاره أبو حاتم ابن حبان ومنهم من فسَّرها واختلف هؤلاء في معناها فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إنما هي أسماء السور قال العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره وعليه إطباق الأكثر ونقل عن سيبويه أنه نص عليه ويعتضد هذا بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ} [سورة الإنسان:1] وقال سفيان الثوري عن ابن عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال (الم) و(حم) و(المص) و(ص) فواتح افتتح الله بها القرآن وكذا قال غيره عن مجاهد وقال مجاهد في رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود عن شبل عن ابن أبي نجيح عنه أنه قال (الم) اسم من أسماء القرآن وهكذا قال قتادة وزيد بن أسلم ولعل هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إنه اسم من أسماء السور فإن كل سورة يطلق عليها اسم القرآن فإنه يبعد أن يكون (المص) اسما للقرآن كله لأن المتبادر إلى فهم السامع من يقول لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول قرأت (المص) أنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف لا لمجموع القرآن والله أعلم."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالخلاف في الحروف المقطعة في أوائل السور في تسع وعشرين سورة أربعة عشر حرفًا من حروف التهجي مختلف فيها اختلاف كبير بين أهل العلم وطويل وبعضهم يكل علم ذلك إلى الله جل وعلا لأنه لم يرد به نص صحيح يبين المراد منه وهذا هو الأصل أن يقول الإنسان فيما لا يعلم الله أعلم ولذلك اختلفوا اختلافًا متباينًا فمن الأقوال التي ذكرها المؤلف أنها أسماء السور استدل على ذلك أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة {الم} و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ} [سورة الإنسان:1] هل يكتفى بأن يقال {الم}؟ لتكون اسمًا للسورة أو لا بد أن يقال السجدة؟ إذا قال (الم) يحتمل أن تكون البقرة فكيف يكون اسمها لا يميزها عن بقية السور؟ نعم إذا كان الاسم يميز ممكن {المص} معروف أنها الأعراف {{حم}} {حم (1) عسق (2)} [سورة الشورى:1-2] كذلك و{ص} كذلك معروف لكن الدليل الذي استدلوا وهو أنه كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} لا بد أن يضاف لها السجدة وهو موجود في بعض نسخ التفسير كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} السجدة.. ما عندك السجدة يا شيخ.. إيه لا يصلح أن يكون (الم) اسم للسورة.

طالب: ..........

لا، {الم} السجدة هذا الصواب لأنه إذا قال كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} يحتمل أن تكون البقرة ما المانع؟ و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ} [سورة الإنسان:1] المقصود أن الخلاف في هذا كبير ولن ينحسم والدلالة على أن القرآن مؤلف من هذه الحروف وحصل بهذا التحدث مضمونه التحدي للعرب أنه مادام القرآن مركَّب من هذه الحروف التي تعرفونها ولماذا لا تأتون بمثله أو بشيء منه بسورة بعشر سور عجزوا عن ذلك كله وهو مركب من الحروف التي يتداولونها ولذلك لا يذكر في مطلع السورة الحروف المقطعة إلا.. حروف التهجي وقد أردف بذكر القرآن وسيشير إليه المؤلف رحمه الله.

"وقيل هي اسم من أسماء الله تعالى قال الشعبي فواتح السور من أسماء الله تعالى وكذلك قال سالم بن عبد الله وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير وقال شعبة عن السدي بلغني أن ابن عباس قال {الم} اسم من أسماء الله تعالى الأعظم هكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث شعبة ورواه ابن جرير عن بندار عن ابن مهدي عن شعبة قال سألت السدي عن {حم} و{طس} [سورة الشعراء:1] و{الم} فقال قال ابن عباس هي اسم الله الأعظم وقال ابن جرير وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا أبو النعمان قال حدثنا شعبة عن إسماعيل السدي عن مرة الهمداني قال قال عبد الله فذكر نحوه وحكى مثله عن علي وابن عباس وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله تعالى وروى ابن أبي حاتم."

ما الذي يدل على القسم؟ فيه ما يدل على أنه قسم من اللفظ أو من السياق؟ أو ليس مقترنًا بحرف من حروف القسم الأمر الثاني ما وجد ما يدل على جواب القسم لنقول هناك قسم.

"ورويا أيضًا من حديث شريك بن عبد الله.."

رُوِّينا.. ما الذي عندك؟

رُوِّينا؟ ورويا.

ما الذي عندك؟

رويا يعني ابن أبي حاتم وابن جرير.

رويا؟

ابن أبي حاتم وابن جرير.

ورويا.. ما بين أن في بعض النسخ روِّينا.. ما ذكر.

طالب: ..........

طيب.. نعم..

"ورويا أيضًا من حديث شريك بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس {الم} قال أنا الله أعلم وكذا قال سعيد بن جبير وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- {الم} قال أما {الم} فهي حروف استُفتحت من حروف هجاء اسم الله تعالى.."

أسماء الله. من حروف هجاء أسماء الله تعالى.. عندك اسم؟

طالب: ..........

أسماء كل حرف من اسم..

في (ز) و(ن) أسماء.

إيه كل حرف من اسم ولذلك قال سعيد بن جبير هي أسماء الله تعالى مقطعة لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم ألا ترى أنك تقول (الر) و(حم) و(ن) فيكون الرحمن يعني إشارات إلى أسماء الله الحسنى ولكن ما فيه شيء ملزِم أو دليل مرفوع إلى المعصوم كل هذه أقوال لا تستند إلى أدلة.

"وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى {الم} قال هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفًا دارت فيها الألسن كلها ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم قال عيسى بن مريم عليه السلام وعجب فقال وأعجب أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه فكيف يكفرون؟ به فالألف مفتاح اسمه الله واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله.."

يعني من أوائل الأسماء أوائل الحروف من هذه الأسماء بينما أنا الله أعلم من أثنائها أنا (الم) الهمزة أنا هذا أولها وقالوا اللام الله والميم من أعلم هي آخر حروفها مما يدل على أنه ليس لديهم مستند يستندون إليه كلها اجتهادات.

"والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله واللام لطف الله والميم مجد الله والألف.."

سنة سنة.

"واللام ثلاثون سنة والميم أربعون سنة هذا لفظ ابن أبي حاتم ونحوه.."

هذا مأخوذ من قول اليهود كيف نتبع نبيًا مدة أمته إحدى وسبعون سنة إحدى وسبعون سنة وأخذوه من هذا من حساب الجمّل فالألف سنة واللام ثلاثون سنة والميم أربعون إذا قطعت الحروف أبجد هوز.. إلى آخره وقسمتها على على كل حرف تعني رقم من الأرقام التي يقابلها خرج عندك مدة هذه الأمة واحد وسبعين سنة وهذا الكلام باطل بلا شك مدة الأمة إلى قيام الساعة.

"ونحو رواه ابن جرير ثم شرع يوجه كل واحد من هذه الأقوال ويوفق بينها وأنه لا منافاة بين كل واحد منها وبين الآخر وأن الجمع ممكن فهي أسماء للسور ومن أسماء الله تعالى يفتتح بها السور فكل حرف منها دل على اسم من أسمائه وصفة من صفاته كما افتتح سورًا كثيرة بتحميده.."

إذا أردنا أن نلفّق قلنا هذا ممكن وكل حرف يدل على نعمة من نعمه وكل حرف يدل على خلق من مخلوقاته وكل حرف يدل على.. ما ننتهي كل هذا لا دليل عليه.

طالب: ..........

هو يستوعب الأقوال يستوعبها.

"كما افتتح سورا كثيرة بتحميده وتسبيحه وتعظيمه قال ولا مانع من دلالة الحرف منها على اسم من أسماء الله وعلى صفة من صفاته وعلى مدة وغير ذلك كما ذكره.."

كونها على مدة اليهود استدلوا بـ(الم) على مدة أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يعني كوننا نقول يقول أنه يدل على مدة كل حرف يدل على مدة واعتمدنا هذه المدة مدة إيش واحد وسبعين سنة وفتحنا هذا الباب وولج فيه من يقول أن الساعة تقوم في سنة ألف وأربعمية وسبعة تدل على مدة لأن بغتة بحساب الجمّل ألف وأربعمية وسبعة فتح هذا الباب واعتماده في مثل هذا الكتاب من إمام مثل ابن كثير فيه ما فيه.

"كما ذكره الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي العالية لأن الكلمة الواحدة تطلق على معانٍ كثيرة كلفظة الأمة فإنها تطلق ويراد.."

نعم اللفظة الواحدة في لغة العرب تطلق على أكثر من معنى تطلق على أكثر من معنى كتب اللغة شاهدة على ذلك فمن الكلمات ما له أكثر من عشرة معاني وأكثر من ذلك بل بعضها يصل إلى عشرين لكن لها أصل في لغة العرب.

"كلفظة الأمة فإنها تطلق ويراد به الدين كقوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ} [سورة الزخرف:ن-22] وتطلق ويراد بها الرجل المطيع لله كقوله تعالى {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة النحل:120] وتطلق ويراد بها الجماعة كقوله تعالى: {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} [سورة القصص:23] وقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً} [سورة النحل:36] وتطلق ويراد بها الحين من الدهر كقوله تعالى: {{وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُون}} {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [سورة يوسف:45]

 أي بعد حين على أصح على أصح القولين قال فكذلك هذا هذا حاصل كلامه موجها ولكن هذا ليس كما ذكره أبو العالية فإن أبا العالية زعم أن الحرف دل على هذا وعلى هذا وعلى هذا معًا ولفظ الأمة وما أشببه من الألفاظ المشتركة في الاصطلاح إنما دل في القرآن في كل موطن على معنى واحد دل عليه سياق الكلام فأما حمله على مجموع محامله إذا أمكن فمسألة مختلف فيها بين علماء الأصول ليس هذا موضع البحث فيها والله أعلم."

يعني دلالة اللفظ على أكثر من معنى في موضع واحد كما يقولون دلالته على حقيقته ومجازه في آن واحد هذا أكثر أهل العلم لا يرونه إنما يكون معناه في هذا السياق واحد ولا يحتمل أكثر من معنى فأنت إذا سمعت الأمر من من أوامر الشرع هل نقول أن هذا الأمر يدل على الوجوب وعلى الاستحباب في آن واحد؟ لا، إما على الوجوب وإما على الاستحباب وقل مثل هذا في النهي وقل مثل هذا في الألفاظ المشتركة في مثل هذه التي لها أكثر من معنى لها في كل سياق معنى لا بأس لكن في سياق واحد أجازه الشافعية أجاز أن يدل اللفظ الواحد على معنييه الحقيقي والمجازي لكن الجمهور على منعه.

طالب: ..........

يقولون هذا من من عموم المجاز ما هو من إطلاق اللفظ بمعنييه هل هو حقيقة في هذا ومجاز في هذا؟

طالب: ..........

القرء إما الطهر وإما الحيض يعني في الآية إما القرء وإما الحيض وكونه يدل على هذا وهذا في لغة العرب بسعتها ما فيه إشكال لكن في السياق الواحد.

"ثم إن لفظ الأمة يدل على كل معانيه في سياق الكلام بدلالة الوضع فأما دلالة الحرف الواحد على اسم يمكن أن يدل على اسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير أو الإضمار بوضع ولا بغيره فهذا مما لا يفهم إلا بتوقيف والمسألة مختلف فيها وليس فيها إجماع حتى يحكم به وما أنشدوه من الشواهد على صحة إطلاق الحرف الواحد على بقية الكلمة فإن في السياق ما يدل على ما حذف بخلاف هذا كما قال الشاعر:

قلنا لها قفي لنا فقالت قاف
 

 

 لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف
 

تعني وقفت وقال الآخر:

ما للظليم عالٍ كيف لا
 

 

 ينقد عنه جلده إذا يَ
 

فقال ابن جرير كأنه أراد أن يقول إذا يفعل كذا وكذا فاكتفى بالياء من يفعل وقال الآخر:

بالخير خيرات وإن شرًّا فَ
 

 

 ولا أريد الشر إلا أنتَ
 

يقول وإن شرًا فشر ولا أريد الشر إلا أن تشاء فاكتفى بالفاء والتاء من الكلمتين عن بقيتهما ولكن هذا ظاهر من سياق الكلام والله أعلم."

لأن المعنى يدل عليه من سياق الأبيات هذه ويدل على أنه فيه حذف يدل على أن هناك شيء محذوف وهذا المحذوف دل عليه السياق ففسر بما لا يختلف فيه.

"قال القرطبي وفي الحديث من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة الحديث قال سفيان هو أن يقولُ في اقتل."

يقولَ.

"هو أن يقولَ في اقتل اق وقال خصيف عن مجاهد إنه قال فواتح السور كلها.."

هذا الأمر مخيف جدا من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة والآن بعض الناس يجرؤ على بعض الفتاوى التي يتقل بها فئام من الناس نسأل الله العافية.

"وقال خصيف عن مجاهد إنه قال فواتح السور كلها (ق) و(ص) و(حم) و(طسم) و(الر) وغير ذلك هجاء موضوع وقال بعض أهل العربية هي حروف من حروف المُعجم استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تتمة الثمانية والعشرين حرفًا كما يقول القائل ابني يكتب في ألف باء تاء ثاء أي في حروف المُعجم."

يعني إلى آخرها كما يقال أبجد والمراد إلى آخر الحروف.

"أي في حروف المعجم الثمانية والعشرين فيُستغنى بذكر بعضها عن مجموعها حكى.. حكاه؟"

حكاه ابن جرير.

"حكاه ابن جرير قلت مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا وهي ألف لام ميم صاد راء كاف هاء ياء ميم طاء سين.."

أين؟ عين ياء عين طاء سين.

عين قبل السين؟

نعم، عين طاء سين لأن الميم الحرف الثالث تقدم.

"هاء ياء عين طاء سين حاء قاف نون يجمعها قولك: (نص حكيم قاطع له سر) وهي نصف الحروف عددًا والمذكور منها أشرف من المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف قال الزمخشري وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملة على أنصاف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمجهورة ومن الرخوة والشديدة ومن المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقلة وقد سردها مفصلة ثم قال فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته وهذه الأجناس المعدودة مكثورة بالمذكورة منها وقد علمت أن معظم الشيء وجله ينزِل."

يُنزَّل.

"وقد علمت أن معظم الشيء وجله يُنزَّل منزلة كله.."

طالب: ..........

والله إن ما ذكر أكثر من غيره وأدخل من غيره في هذا الباب.

طالب: ..........

ما الذي عندك؟ إيه إيه إيه.

طالب: ..........

وأنت ما الذي عندك؟

طالب: ..........

والله ما فيه خلاف بين النسخ.

طالب: ..........

وهذه الأجناس المعدودة..

طالب: ..........

لا..

طالب: ..........

هنا..

طالب: ..........

المكثورة كذا في الكشاف يعني المنقول عنه الكلام وفي كثير من النسخ ثلاثون.

فيه كلام ثاني طبعة أولاد الشيخ ما الذي فيها؟

طالب: ..........

إيه لأن لأنها منقول عن الكشاف وفيه هكذا مكثورة.

طالب: ..........

إيه أكثر من غيرها وأدخل من غيرها في هذا الباب.

"ومن هاهنا لخّص بعضهم في هذا المقام كلامًا فقال لا شك أن هذه الحروف لم ينزِّلها النبي -صلى الله عليه وسلم-.."

لم ينزِّلها سبحانه.

"لم ينزِّلها سبحانه عبثًا ولا سدى ومن قال من الجهلة إن في القرآن ما هو تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطئًا كبيرًا فتعيّن أن لها معنى في نفس الأمر فإن صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به وإلا وقفنا حيث وقِّفنا وقلنا.."

حيث وُقِّفْنا.

"وإلا وقَفنا حيث وُقِّفْنا وقلنا آمنا به كل من عند ربنا ولم يجمِع العلماء فيها على شيء معيَّن وإنما اختلفوا فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه وإلا فالوقف حتى يتبين هذا مُقام، المُقام الآخر في الحكمة التي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السور ما هي مع قطع النظر عن معانيها في أنفسها فقال بعضهم إنما ذُكرت ليعرف بها أوائل السور حكاه ابن جرير وهذا ضعيف لأن الفصل حاصل بدونها في ما لم تذكر فيه وفي ما ذكرت فيه البسملة تلاوة وكتابة وقال آخرون بل ابتُدِأَ بها لتفتتح الأسماء لتفتتح لاستماعها أسماع المشركين.."

أو لتُفْتَح أو لِتُفْتَح.

لِتُفْتَح؟

لِتُفْتَح نعم.

"لِتُفْتَح لاستماعها أسماع المشركين إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن حتى إذا استمعوا له تلا عليهم تلا عليهم المؤلَّفَ منه حكاه ابن جرير أيضًا وهو ضعيف أيضًا لأنه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السور لا يكون.."

أو على الأقل في جميع السور المكية لو كان الأمر كذلك لكان في السور المكية لكنه في السور المدنية وأولها البقرة ولا وجود للمشركين حينئذٍ.

"لكان ذلك في جميع السور لا يكون في بعضها بل غالبها ليس كذلك ولو كان كذلك أيضًا لانبغى الابتداء بها في أوائل الكلام معهم سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك ثم إن هذه السورة والتي تليها أعني البقرة وآل عمران مدنيتان ليستا خطابًا للمشركين فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه وقال آخرون بل إنما ذُكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذُكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله هذا مع أنه مركَّب من هذه الحروف المقطَّعة التي يتخاطبون بها وقد حكى هذا المذهب فخر الدين الرازي في تفسيره عن عن المبرِّد وجميع من.."

جمع وجمع..

"عن المبرِّد وجمع من المحققين وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا وقرره الزمخشري في كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية وشيخنا الحافظ الجهبذ.."

المجتهد يقول..

طالب: .............

عندنا المجتهد لكن ما يمنع هو جهبذ.

"وشيخنا الحافظ الجهبذ الإمام.."

الجهبذ النقاد الخبير.

"الإمام أبو الحجاج المزي وحكاه لي عن أبي العباس ابن تيمية قال الزمخشري ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وقد كرر التحدي بالتصريح في أماكن.."

زوجة الحافظ ابن كثير بنت المزي.

"قال وجاء منها على حرف واحد كقوله {ص} {ن} {ق} وحرفين مثل {حْم} وثلاثة مثل {الم} وأربعة مثل {المر} و{المص} وخمسة مثل {كهيعص} [سورة مريم:1] و{{حم}} {حم (1) عسق (2)} [سورة الشورى:1-2] لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك قلت ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ولهذا يقول تعالى {{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين}} {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} [سورة البقرة:2].."

معلوم بالاستقراء يقول هذا حجة يقول الشيخ رشيد رضا على التخصيص يدفع بعض إيراده قبله إيراد المؤلف رحمه الله ولكن الاستقراء غير تام لأن سورة مريم ليست كذلك قد بيّنا حكمتها في تفسير المنار قد بينا حكمتها في تفسير المنار لكن تفسير المنار وصل إلى سورة مريم؟ هذا المؤلف إلا ما لم يطبع وإلا التفسير اثنا عشر جزء في أثناء سورة يوسف.

طالب: .........

ما هو؟

طالب: .........

ما فيها ذكر للقرآن {{الم}} {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُون (2)} [سورة العنكبوت:1-2]

طالب: .........

والروم يعني أغلبي هو أغلبي هو أغلبي لا كلي.

{الم (1) اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [سورة آل عمران:1-3]. {{المص}} {المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ} [سورة الأعراف:1-2] {{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد}} {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [سورة إبراهيم:1] {{الم}} {الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِين (2)} [سورة السجدة:1-2]."

(حم)؟

طالب: .........

الحكمة منها ما هو معانيها الحكمة منها.

طالب: .........

ولذلك ما تُحدُّوا بكلمة ما حصل التحدي بكلمة ولا بآية لأن آية {مُدْهَامَّتَانِ} [سورة الرحمن:64] كل الناس يقولون مدهامتان و{ثُمَّ نَظَرَ} [سورة المدثر:21] آية ما حصل التحدي بآية حصل التحدي بسورة بعشر سور بالقرآن كله أما بآية لا.

"{{حم}}{حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (2)} [سورة فصلت:1-2]  {{حم}} {حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم (3)} [سورة الشورى:1-3]   وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أنعم النظر والله أعلم وأما من زعم أنها دالة على معرفة المُدَد وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم فقد ادعى ما ليس له وطار في غير مطاره وقد ورد بذلك حديث ضعيف وهو مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته وهو ما رواه محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي قال حدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن رئاب قال قال مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتلو فاتحة سورة البقرة {{الم}} {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} [سورة البقرة:1-2]  فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود فقال تعلمون والله لقد سمعت محمدًا يتلو فيما أنزل الله تعالى عليه {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} [سورة البقرة:1-2] فقال أنت سمعته؟ قال نعم قال فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من اليهود إلى رسول الله في أولئك النفر من يهود إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا يا محمد ألم يَذكر أنك.."

يُذكر.

"ألم يُذكر أنك تتلو فيما أنزل الله عليك {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ} [سورة البقرة:1-2] فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «بلى» فقالوا جاءك بهذا جبريل من عند الله؟ فقال «نعم» قالوا لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بُيِّن لنبي منهم.. ما نعلمه بُيِّن لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك فقال حيي بن أخطب وأقبل على من كان معه فقال لهم الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة أفتدخلون في دين نبي إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة ثم أقبل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال يا محمد هل مع هذا غيره؟ فقال «نعم» قال ما ذاك قال {المص} قالوا هذا أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه إحدى وثلاثون ومائة سنة هل مع هذا يا محمد غيره قال «نعم» قال ما ذاك قال {الر} قالوا هذا أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والراء مائتان فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة فهل مع هذا يا محمد غيره قال «نعم» قال ماذا؟ قال {المر} قال هذا أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان فهذه إحدى وسبعون ومائتان ثم قال لقد لُبِّس علينا أمرك يا محمد حتى ما ندري أقليلاً أعطيت أم كثيرًا ثم قال قوموا عنه ثم قال أبو ياسر لأخيه حيي بن أخطب ولمن معه من الأحبار ما يدريكم لعله قد جُمع هذا لمحمد كله إحدى وسبعون وإحدى وثلاثون ومائة وإحدى وثلاثون ومائتان وإحدى وسبعون ومائتان فذلك سبعمائة وأربع سنين فقالوا لقد تشابه علينا أمره فيزعمون أن هؤلاء الآيات نزلت فيهم {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [سورة آل عمران:7] فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي وهو ممن لا يحتج بما انفرد به ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحًا أن يُحسب مالك لحرف من الحروف الأربعة عشر التي ذكرناها وذلك يبلغ منه جملة كثيرة وإن حُسِبت مع التكرار فأطم وأعظم والله أعلم."

طالب: .........

الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون إحدى وسبعون هذا أول ما ذكروا هذا.

طالب: .........

واحد وأربعين إيه.

طالب: .........

التسعون أظنها للرقم على كل حال كل هذا كلام لا أصل له ولا أساس له ولا يجوز الاعتماد عليه وإنما يُنقَل لإبطاله وتكذيبه.

"قال الطبراني حدثنا فضيل بن محمد قال حدثنا أبو نُعَيم قال حدثنا أبو العميس سمعت الشعبي يقول قال عبد الله من قرأ عشر آيات من البقرة في بيت لم يدخل شيطان تلك الليلة حتى يصبح أربعًا من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها وخواتيمها {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ} [سورة البقرة:2].."

لحظة.. لحظة..

هذا مزيد من بعض النسخ! وتقدَّم ترى نقلا عن الدارمي.

طالب: .........

أربع من أولها.

طالب: .........

ما هو؟ العشر عشر آيات الحديث لا بأس به عند الدارمي لا بأس به.

طالب: .........

إيه معروف أنه مر بنا أوّل.

"{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] قال ابن جريج قال ابن عباس {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [سورة البقرة:2] أي هذا الكتاب."

لأن الإشارة بذلك للبعيد الأصل فيها أنها للبعيد والكتاب قريب بين أيدينا ليبين أن المراد بالكتاب القرآن لا الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل لأنا إذا قلنا ذلك والإشارة للبعيد قد يتوهم أنها الكتب المتقدمة جنس الكتب المتقدمة التي منها التوراة والإنجيل وإذا قلنا أن ذلك بمعنى هذا أي إشارة للقريب مع أنهم يشيرون للقريب بإشارة البعيد لبعد المكانة وإن لم يبعد المكان الارتفاع وبعد المكانة كما قرر قُرِّر ذلك في علوم البلاغة.

"وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسدي ومقاتل بن حيَّان وزيد بن أسلم وابن جُرَيج أن ذلك بمعنى هذا والعرب تقارض بين هذين الاسمين الإشارة فيستعملون كلاً منهما مكان الآخر وهذا معروف في كلامهم وقد حكاه البخاري عن معمر بن المثنى أبي عبيدة وقال الزمخشري ذلك إشارة إلى {الم} كما قال تعالى {لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [سورة البقرة:68] وقال تعالى {ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} [سورة الممتحنة:10] وقال {ذَلِكُمُ اللَّهُ} [سورة الأنعام:95] وأمثال ذلك مما أشير به إلى ما تقدم ذكره والله أعلم وقد ذهب بعض المفسرين فيما حكاه القرطبي وغيره أن ذلك إشارة إلى القرآن الذي وُعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإنزاله عليه أو التوراة أو الإنجيل أو نحو ذلك في أقوال عشرة وقد ضعَّف هذا المذهب كثيرون والله أعلم والكتاب القرآن ومن قال إن المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التوراة الإشارةُ إلى التوراة والإنجيل كما حكاه ابن جرير وغيره فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع وتكلف ما لا علم به والريب الشك قال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس."

كيف تكون الإشارة إلى التوراة والإنجيل مع نفي الريب عنهما وقد ثبت تحريفهما بالقرآن؟ كيف لا نرتاب ولا نشك فيهما وقد ثبت تحريفهما فيما ذكره الله في كتابه؟ لا يصح أبدًا أن تعود الإشارة إلى التوراة والإنجيل.

"والريب الشك قال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمْداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {لاَ رَيْبَ فِيهِ} [سورة البقرة:2] لا شك فيه وقاله أبو الدرداء وابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو مالك ونافع مولى ابن عمر وعطاء وأبو العالية والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان والسدي وقتادة وإسماعيل بن أبي خالد وقال ابن أبي حاتم لا أعلم في هذا خلافًا وقد يستعمل الريب في التهمة قال جميل:

بثينة قالت يا جميل أربتني
 

 

 فقلت كلانا يا بثين مريب
 

واستعمل أيضًا في الحاجة كما قال بعضهم:

قضينا من تهامة كل ريب
 

 

 وخيبر ثم أجمعنا السيوف
 

ومعنى الكلام هنا أنه هذا الكتاب وهو القرآن لا شك فيه أنه منزل من عند الله كما قال تعالى في السجدة {الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِين (2)} [سورة السجدة:1-2] وقال بعضهم هذا خبر ومعناه النهي أي لا ترتابوا فيه ومن القراء من يقف على قوله تعالى {لاَ رَيْبَ} [سورة البقرة:2] ويبتدئ بقوله تعالى {فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] والوقف على قوله تعالى {لاَ رَيْبَ فِيهِ} [سورة البقرة:2] أولى."

بلا شك لأنه لو وقفنا على لا ريب فيه صار القرآن كله هدى للمتقين وإذا وقفنا على {لاَ رَيْبَ} [سورة البقرة:2] قلنا {فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] صار فيه منه لا كله فالوقف لا شك أنه على {لاَ رَيْبَ فِيهِ} [سورة البقرة:2] أقوى وإن كان الوقف الثاني معتبر عند أهل العلم.

"والوقف على قوله تعالى {لاَ رَيْبَ فِيهِ} [سورة البقرة:2] أولى للآية التي ذكرناها ولأنه يصير قوله تعالى {هُدًى} [سورة البقرة:2] صفة للقرآن وذلك أبلغ من كون {فِيهِ هُدًى} [سورة البقرة:2] وهدى يحتمل من حيث العربية أن يكون مرفوعًا على النعت ومنصوبًا على الحال وخصت الهداية للمتقين كما قال {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [سورة فصلت:44] {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} [سورة الإسراء:82] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع من القرآن."

لأنهم هم الذين يؤمنون به هم الذين يؤمنون به ويعتمدونه فهو يزيدهم هدى وأما غير المؤمنين يعني كما قال جل وعلا {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الذاريات:55] نعم قد تنفع غير المؤمنين ممن أراد الله هدايته وقد ينتفع بالقرآن ويهتدي بالقرآن من أراد الله هدايته لكن انتفاع المؤمنين به أكثر من انتفاع غيرهم.

"لأنه هو في نفسه هدى ولكن لا يناله إلا الأبرار كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة يونس:57] وقد قال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مُرة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] يعني نورًا للمتقين وقال الشعبي هدى من الضلالة وقال سعيد بن جبير تبيان للمتقين وكل ذلك صحيح وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] قال هم المؤمنون وقال أبو روق عن الضحاك عن.."

عندنا حذف فيه زيادة عندك.

طالب: .........

قال هم المؤمنون ثم بعد ذلك قال يعني فيه تقديم وتأخير؟

طالب: .........

ما فيه عد سطرين أو ثلاثة ما هي موجودة هنا.

طالب: .........

طيب وقال أبو روق..

"وقال أبو روق عن الضحاك عن ابن عباس {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] قال للمؤمنين الذين يتقون الشرك بي ويعملون بطاعتي وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس للمتقين قال الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك في ترك ما يعرفون من الهدى ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به وقال سفيان الثوري عن رجل عن الحسن البصري قوله تعالى {لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] قال اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض عليهم."

نعم هذه حقيقة التقوى فعل الأوامر واجتناب النواهي فمن اتصف بذلك فهو من المتقين.

"وقال أبو بكر بن عياش سألني الأعمش عن المتقين قال فأجبته فقال لي سل سل عنها الكلبي فسألته فقال الذين يجتنبون كبائر الإثم قال فرجعت إلى الأعمش فقال نرى أنه كذلك ولم ينكره وقال قتادة {لِّلْمُتَّقِينَ} [سورة البقرة:2] هم الذين نعتهم الله بقوله {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} [سورة البقرة:3] الآية والتي بعدها واختيار ابن جرير أن الآية تعم ذلك كلَّه وهو كما قال وقد روى الترمذي وابن ماجه من رواية أبي عقيل عبد الله بن عقيل عن عبد الله بن يزيد عن ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية السعدي قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس» ثم قال الترمذي حسن غريب."

هذا هو الورع واتقاء الشبهات هذا مذكور عن سلف الأمة وأئمتها أنهم يتركون تسعة أعشار الحلال خشية أن يقعوا في الحرام.

"وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن عمران قال حدثنا إسحاق بن سليمان.."

عن عن إسحاق بن سليمان أو حدثنا؟

حدثنا.

نعم.

"حدثنا إسحاق بن سليمان يعني الرازي عن المغيرة بن مسلم عن ميمون أبي حمزة قال كنت جالسا عند أبي وائل فدخل علينا رجل يقال له أبو عفيف من أصحاب معاذ فقال له شقيق بن سلمة."

هو أبو وائل شقيق بن سلمة هو أبو وائل.

"فقال له شقيق بن سلمة يا أبا عفيف ألا تحدثنا عن معاذ بن جبل قال بلى سمعته يقول يُحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد فينادي منادٍ أين المتقون؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر قلت من المتقون؟ قال قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان وأخلصوا لله العبادة فيمرون إلى الجنة ويطلق الهدى ويراد به ما يقر في القلب من الإيمان وهذا لا يقدر على خلقه في قلوب العباد إلا الله عز وجل قال الله تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [سورة القصص:56] وقال {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} [سورة البقرة:272] وقال.."

يعني هداية التوفيق والقبول بيد الله جل وعلا خاصة به وأما هداية الدلالة والإرشاد فهي لنبيه ولكتابه وللمصلحين لمن أراد الله أن يهدي على أيديهم من أراد.

"وقال {مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ} [سورة الأعراف:186] وقال {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً} [سورة الكهف:17] إلى غير ذلك من الآيات ويطلق ويراد به بيان الحق وتوضيحه والدِّلالة عليه والإرشاد إليه قال الله تعالى {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [سورة الشورى:52] وقال {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [سورة الرعد:7] وقال تعالى {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [سورة فصلت:17] وقال {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [سورة البلد:10] على تفسير من قال المراد بهما الخير والشر وهو الأرجح والله أعلم وأصل التقوى التوقي مما يكره لأن أصلها وقى من الوقاية".

وقوى وقوَى.

أقوَ؟

وقوَ.

وقوَ؟

بواو قبل وقوى.

وقى؟

وقوى.

واوين؟

لا، واو ثم قاف ثم واو ثم ألف.

طالب: .........

لا، وقى الفعل الفعل يكون أصل ما يكون أصل الفعل.

طالب: .........

مثل تقوى.

طالب: .........

هنا احتاج إلى المصدر بدل تقوى.

طالب: .........

في كتب اللغة يدورون على الأفعال لكن أصل الكلام كله المصادر، أصل تقوى وقى أصل تقوى وقى؟ مثل صام أصلها صَوَم.

"لأنها أصلها وقوى من الوقاية قال النابغة:

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه
 

 

 فتناولته واتقتنا باليد
 

وقال آخر:

فألقت قناعا دونه الشمس واتقت
 

 

 بأحسن موصولين كف ومعصم
 

وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب عن التقوى فقال له أما سلكت طريقا ذا شوك قال بلى قال فما عملت قال شمرت واجتهدت قال فذلك التقوى وقد أخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال:

خل الذنوب صغيرها
 

 

 وكبيرها ذاك التقى
 

واصنع كماش فوق أرض
 

 

الشوك يحذر ما يرى
 

لا تحقرن صغيرة
 

 

إن الجبال من الحصى
 

وأنشد أبو الدرداء يومًا:

يريد المرء أن يؤتى مناه
 

 

 ويأبى الله إلا ما أراد
 

يقول المرء فائدتي ومالي
 

 

وتقوى الله أفضل ما استفاد
 

وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله»."

اللهم صل على محمد...