شرح العقيدة الطحاوية (31)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:

والشفاعة التي ادّخرها لهم حق كما رُوي في الأخبار.

قال الإمام ابن أبي العز رحمه الله تعالى:

الشفاعة أنواع منها ما هو متفق عليه بين الأمة ومنها ما خالف فيه المعتزلة ونحوهم من أهل البدع.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المصنف- رحمه الله تعالى- والشفاعة التي ادخرها لهم حق كما روي في الأخبار، الشفاعة من الشفع وهو ضد الفرد؛ لأن الشافع يضم صوته بعد أن يكون منفردًا، ينضم إليه الشافع لتقبل أو ليقبل ما يريده وما يطلبه، التي ادخرها لهم حق، يعني يوم القيامة وأنواعها كثيرة ستأتي، يقول: كما روي في الأخبار، روي في الأخبار الصيغة صيغة تمريض والأخبار الواردة في الشفاعة صحيحة بل متواترة مقطوع مجزوم بمفادها تفيد العلم، وما ذلك قال كما روي خلافًا لما جرى عليه اصطلاح أهل العلم أن المجزوم به لا يقال فيه رُوي أو ذُكر بل لا بد فيه من صيغة جزم؛ لأنها نصوص صحيحة صريحة مجزوم بها مقطوع بها، الشفاعة أنواع سيأتي ذكرها، يقول منها ما هو متفق عليه بين الأمة ومنها ما خالف فيه المعتزلة ونحوهم من أهل البدع الشفاعة، الناس فيها طرفان ووسط منهم من بالغ في الإثبات حتى أثبتها على وجه غير مشروع بل على بدعة مغلظة كمن يطلب الشفاعة من الأولياء والأموات ويطلبون منهم أن يشفعوا لهم، كما كان المشركون يعبدون أصنامهم ليشفعوا لهم مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ}  الزمر: ٣  قد اتخذوهم شفعاء، والشفاعة الشرعية ما يتوفر فيها الشرطان رضا الله عن المشفوع له وإذنه للشافع هذا طرف، والطرف الثاني بالغ في النفي كالمعتزلة والخوارج الذين يكفرون بالذنوب أو يحكمون عليهم بالخلود في النار بحيث لا يخرجون منها لا بشفاعة ولا بغيرها، وأهل السنة توسطوا فأثبتوا ما أثبته الله- جل وعلا- ورسوله من أنواع الشفاعات ونفوا ما عدا ذلك، النوع الأول:

النوع الأول الشفاعة الأولى وهي العظمى الخاصة بنبينا -صلى الله عليه وسلم- من بين سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أحاديث الشفاعة منها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلحم فدُفع إليه منها الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال «أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون مما ذاك يجمع الله»..

قصة اللحم وإعجابه بالذراع وما أشبه ذلك لا علاقة لها في الخبر لكن الرواة يذكرون ما يحتف بالأخبار من قصص لبيان أنهم ضبطوا وأتقنوا لأن ذِكر القصة دليل على أن الراوي ضبط وأتقن الخبر.

«يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض ألا ترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض أبوكم آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا، فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحًا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسمّاك الله عبدًا شكورًا فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول نوح إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم».

لا شك أن ما اعتذر به آدم من أكله من الشجرة التي نُهي عنها هي في الأصل معصية، نهي عن أكل الشجرة فأكل لكنه بعد أن تاب وتاب الله عليه واجتباه وهداه انقلبت إلى نعمة، بعد أن كانت مصيبة بعد أن كانت معصية ومذمّة صارت منقبة؛ لأن التائب من الذنب تُبَدّل سيئاته حسنات، وعلى كل حال هو محل للاعتذار لكن نوح الذي دعا على قومه هذه ليست معصية لا شك أنها خلاف الأولى، لو فعل كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- ادّخرها لقومه يوم القيامة لكان أولى، كما فعل -عليه الصلاة والسلام- ومثل هذا من مثل هذه المقامات مقامات الكبار الرسل في حكم ما يربأ عنه بالنسبة لهم لكنه لا يصل إلى حد أن يكون معصية، كما نشر بعضهم في بعض الصحف وقال إنها معصية وتاب منها وعوتب عليها ليقرر أنه لا يجوز الدعاء على الكفار، وقيل له هذا نوح دعا على قومه، قال نوح عوتب على ذلك وما أُقر لكنها ليست معصية، لكنها من مثله وهي خلاف الأولى من مقامه بلا شك أنه يرى نفسه دون ما طُلب منه بسبب هذا، والكلمة الدارجة على ألسنة أهل العلم حسنات الأبرار سيئات المقربين هذا بالنسبة له قد تسمى سيئة لعظم مقامه، وإلا في الحقيقة ليست معصية وليست بسيئة نبهت على هذا باعتبار أن هذا الكاتب كتب أنه لا يجوز الدعاء على الكفار مطلقًا وأن نوحا أخطأ في ذلك وأنه عوتب على ذلك، هي في الحقيقة ليست معصية إنما دعا عليهم، وجاء عن ابن أبي مليكة كما في الموطأ يقول أدركنا يعني الصحابة وهم يلعنون اليهود والنصارى.

«اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وذكر كذباته نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى»..

نعم كذباته الثلاث وكلها في ذات الله، قوله إني سقيم، وقوله بالنسبة لزوجته إنها أختي، والثالثة بل فعلهم كبيرهم، كلها في ذات الله، كلها للدفاع إما عن دين الله وإما عن التوحيد وعن العقيدة، وإما عن عرضه وكلها معاريض مقبولة في الجملة، ومع ذلك هي بالنسبة لمقام خليل الله صارت خلاف الأولى فاعتبرها من باب التواضع وهضم النفس اعتبرها مُنقصة لقدره فلا يستحق مثل هذا المقام، والمقام مدّخر لنبينا -عليه الصلاة والسلام- وهو المقام المحمود.

طالب: .............

استدلوا بهذا الحديث واستدلوا في ذات الإله قول..

طالب: .............

في الصحيح كلها في ذات الله، المهم أنه في ذات الله، هل المقصود في ذاته الذات التي تطلق على الله- جل وعلا- في مقابل الصفات؟ لا، يعني من أجله هي من أجله من أجل الله يعني.

طالب: .............

الذي يظهر أنها العربية كما جاء في بعض الأحاديث وفيها مقال.

طالب: .............

جاء في بعض الأخبار أنها العربية وهي لغة أهل الجنة وإن كان الخبر فيه ما فيه.

«نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله اصطفاك الله برسالاته وبتكليمه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم موسى إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قتلت نفسًا لم أؤمر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه قال هكذا هو وكلمت الناس في المهد فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبل مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبًا اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فأقوم فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبلي فيقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفّع فأقول يا رب أمتي أمتي يا رب أمتي أمتي يا رب أمتي أمتي فيقال أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب، ثم قال والذي نفسي بيده لما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى أخرجاه في الصحيحين بمعناه واللفظ للإمام أحمد والعجب كل العجب من إيراد الأئمة لهذا الحديث من أكثر طرقه لا يذكرون أمر الشفاعة الأولى في أن يأتي الرب تعالى لفصل القضاء كما ورد هذا في حديث الصوَر.

الصوْر.

أحسن الله إليك.

كما ورد هذا في حديث الصوْر فإنه المقصود في هذا المقام ومقتضى سياق أول الحديث فإن الناس إنما يستشفعون إلى آدم فمن بعده من الأنبياء في أن يفصل بين الناس ويستريح من مقامهم كما دلت عليه سياقاته من سائر طرقه فإذا وصلوا إلى المحز إنما يذكرون الشفاعة في عصاة الأمة وإخراجهم من النار.

لا يذكرون الشفاعة الأولى باعتبار ندرة المخالِف فيها أو عدمه وإنما يركزون على الشفاعة في عصاة الموحدين؛ لأن المبتدعة ينازعون فيها، المبتدعة من المعتزلة والخوارج ينكرونها، فالأئمة يهتمون بما يقع إنكاره ولذلكم تجدون بعض المسائل الفرعية تُذكر في كتب العقائد؛ لأن المبتدعة نازعوا فيها كالمسح على الخفين الرافضة نازعوا وذكرت المسألة في كتب العقائد وإن كانت في الأصل المسألة فرعية وليست عقدية، المقصود أن الأئمة يركزون على ما يكون الخلاف فيه مع المبتدعة أما ما هو متفق عليه فلا شك أنه مثبت بدليله ولم يهدر دليله لكن لا يؤكَّد عليه مثل ما يؤكَّد على المتنازَع فيه.

طالب: .............

لا، لم يذكر ذنبًا.

وكأن مقصود السلف في الاقتصار على هذا المقدار من الحديث هو الرد على الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة الذين أنكروا خروج أحد من النار بعد دخولها فيذكرون هذا القدر من الحديث الذي فيه النص الصريح في الرد عليهم فيما ذهبوا إليه من البدعة المخالفة للأحاديث، وقد جاء التصريح بذلك في حديث الصوْر ولولا خوف الإطالة لسقته بطوله لكن من مضمونه أنهم يأتون آدم ثم نوحًا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم يأتون رسول الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فيذهب فيسجد تحت العرش في مكان يقال له الفحْص فيقول الله ما شأنك؟ وهو أعلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك فاقض بينهم» فيقول- سبحانه وتعالى- شفعتك أنا آتيك فأقضيَ بينهم قال..

آتيكم.

آتيكم؟

إيه.

أي نعم أحسن الله إليك.

أنا آتيكم فأقضي بينهم.

بينكم.

أحسن الله إليك.

أنا آتيكم فأقضي بينكم قال فارجع.

فأرجع.

أحسن الله إليك.

قال «فأرجع فأقف مع الناس» ثم ذكر انشقاق السموات وتنزل الملائكة في الغمام ثم يجيء الرب سبحانه وتعالى لفصل القضاء والكروبيون والملائكة المقربون يسبحونه بأنواع التسبيح قال فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرضه ثم يقول إني أنصتُ.

أَنصَتُّ.

أحسن الله إليك.

إني أَنصَتُّ لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا أسمع أقوالكم وأرى أعمالكم فأنصتوا لي فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه، إلى أن قال: فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة قالوا من يشفع لنا إلى ربنا فندخل الجنة فيقولون من أحق بذلك من أبيكم إنه خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قُبُلا فيأتون آدم فيُطلب ذلك إليه وذكر نوحًا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمدًا -صلى الله عليه وسلم-.

كلمه قبلاً يعني مقابل ومواجهة من غير واسطة.

إلى أن قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «فآتي الجنة فآخذ بحلَقة الباب»..

بحلْقة حلْقة.

أحسن الله إليك.

«فآتي الجنة فآخذ بحلْقة الباب».

بحلقة الباب يقول أهل اللغة فتح اللام شذوذ حلْقة.

«فآتي الجنة فآخذ بحلْقة الباب ثم أستفتح فيفتح لي فأحيي».

فأحيى ويرحب بي.

«فأحيى ويرحب بي».

عندنا ياءين يا شيخ.

أنا عندي ياءين لكن..

طالب: .............

فأحيي.. خل نشوف الحديث.. لا بأس ما يخالف ما يضر إن شاء الله..

«فأحييَ ويرحبُ بي فإذا دخلت الجنة نظرت إلى ربي- عز وجل- خررت له ساجدًا فيأذن لي من حمده وتمجيده بشيء ما أذن به لأحد من خلقه ثم يقول الله لي ارفع يا محمد واشفع تشفع وسل تعطه فإذا رفعت رأسي قال الله وهو أعلم ما شأنك؟ فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة يدخلون الجنة فيقول الله- عز وجل- قد شفّعتك وأذنت لهم في دخول الجنة» الحديث..

هذه هي الشفاعة العظمى في أهل الموقف بعدما يُطلب من الأنبياء السابقين آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد، هذه هي الشفاعة العظمى التي يقضى فيها بالفصل بين الناس، ويزال بذلك الكرب عنهم حينما يبلغهم من الشدة والجهد ما يبلغهم كما جاء مفصلاً في الأحاديث.

طالب: .............

على كل حال الموقف شديد والعرق يبلغ من الناس ما يبلغ، والشمس تدنو منهم المهم يريدون الخلاص من هذا الموقف، يريدون النهاية من هذا الموقف على أي وجه كان، كل أهل الموقف يطلبون الخروج من هذا المأزَق.

الحديثَ رواه الأئمة ابن جرير في تفسيره والطبراني وأبو يعلى الموصلي والبيهقي وغيرهم النوع الثاني والثالث من الشفاعة شفاعته -صلى الله عليه وسلم- في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة.

هذا النوع الثاني،  وبعض أهل العلم يطلقون على هؤلاء أنهم هم أهل الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم.

طالب: .............

إيه الحديث فيه كلام لأهل العلم لكن ما يلزم أن يكون هذا هو المستند الوحيد، فمثل هؤلاء يحتاجون إلى شفاعة يحتاجون إلى مرجِّح.

فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة وفي أقوام آخرين قد أُمر بهم إلى النار ألا يدخلوها، النوع الرابع شفاعته -صلى الله عليه وسلم- في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم وقد وافقت المعتزلة على هذه الشفاعة خاصة.

لأنها ليس فيها ما يخالف مذهبهم من خلود أهل الكبائر في النار.

وخالفوا فيما عداها من المقامات مع تواتر الأحاديث فيها، النوع الخامس الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب ويحسن أن يستشهد لهذا النوع بحديث عكّاشة مُحصِن.

مِحصَن مِحصَن.

أحسن الله إليك.

بحديث عكّاشة بن مُحصَن.

مِحصَن مِحصَن كمنبر.

مِحصَن أحسن الله إليك.

بحديث عكّاشة بن مِحصَن حيث دعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أو حين عندك حيث أو حين؟

لا، حين أحسن الله إليك.

حين دعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجعله من السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب والحديث مخرج في الصحيحين، النوع السادس: الشفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذابه، ثم قال القرطبي في التذكرة بعد ذكر هذا النوع فإن قيل فقد قال تعالى فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ } المدثر: ٤٨  قيل له لا تنفعهم في الخروج من النار كما تنفع عصاة الموحدين الذين يَخرجون منها..

يُخرجون يُخرجون.

الذين يُخرجون منها ويُدخلون الجنة.

يعني ولو قيل إن هذا خاص والآية عامة فالخاص مقدم على العام كما هو معلوم والآية صريحة فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ } المدثر: ٤٨  في نفي جميع الشفاعة لهذا النوع من البشر من الكفار والحديث خاص بعمه أبي طالب هذا بشفاعته -عليه الصلاة والسلام- بسبب ما قدمه له من الحياطة والرعاية والدفاع وبذل كل ما يستطيعه من مال وجاه لخدمته وخدمة دينه، فشفع له في أن يوضع في ضحضاح من نار يغلي دماغه من هذا الضحضاح- نسأل الله العافية- وهو أهون أهل النار عذابًا، أسهلهم عذابا، قد يقول قائل أبو لهب أيضًا نالته بركة النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو أنه يسقى في كل يوم اثنين بمثل نقرته النقرة المنهبط في اليد من هنا؛ لأنه أعتق ثويبة حينما أخبرته بولادة الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكن بدون شفاعته -عليه الصلاة والسلام- جوزي بهذا، لكن هو ما أعتقها على أنها بشرته برسول إنما بشرته بولد أخيه بابن أخيه فأعتقها فكوفئ بهذا.

طالب: .............

لا، يبغض كافر- نسأل الله العافية-.

طالب: .............

أنه رُفع دُعي له أن ترفع منزلته في الجنة.

طالب: .............

أي نعم أن يدخل الجنة بغير حساب مع السبعين ألفا، دعا له النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يجعله منهم، من هؤلاء السبعين وليس نصا في الموضوع لكن قال يحسن أن يستشهد له.

طالب: .............

ادعو الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم.

طالب: .............

وفي رواية «اللهم اجعله منهم» فقام رجل فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال «سبقك بها عكّاشة».

طالب: .............

هو عذاب في وسط جهنم، لكن بشرته بولادة النبي -عليه الصلاة والسلام- فكوفئ بعتاقها، هو أعتقها لما بشرته، ما أعتقها لأنه رسول، أعتقها لأنه ابن أخيه، والحديث ما أدري والله، مشهور عند الأئمة، يستطيع أحد أن يخرجه لنا الآن.

طالب: .............

خرِّجه من الجهاز إن كان عندكم شيء.

طالب: .............

لكن هذي رؤيا أو حديث؟

طالب: .............

طيب.

طالب: .............

المقصود أنه ببركته -عليه الصلاة والسلام- وإلا هم كفار- نسأل الله العافية- من شر الكفرة أبو لهب.

طالب: .............

لكن قد يكون النوع الأول هو بالفعل لا حساب عليهم لما قدموه من أعمال يستحقون بها ذلك، والنوع الأخير قد لا يكونون ممن يستحق مثل عكّاشة، قد لا يكون مثل السبعين الألف لكنه بدعوته -عليه الصلاة والسلام- أُلحق بهم.

النوع السابع شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة كما تقدّم، وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «أنا أول شفيع في الجنة» النوع الثامن شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن دخل الناس فيخرجون منها، وقد تواترت بهذا النوع الأحاديث وقد خفي علم ذلك على الخوارج والمعتزلة فخالفوا في ذلك جهلاً منهم بصحة الأحاديث وعنادًا ممن علم ذلك واستمر على بدعته.

الأتباع قد يكون جهل منهم، أما رؤوسهم وكبارهم فعنادا واتباعًا وتقديمًا لآرائهم على النصوص كما هو معروف عندهم- نسأ الله العافية-.

وهذه الشفاعة تشاركه فيها الملائكة والنبيون والمؤمنون أيضًا، وهذه الشفاعة تتكرر منه -صلى الله عليه وسلم- أربع مرات ومن أحاديث هذا النوع حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» رواه الإمام أحمد رحمه الله، وروى البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد قال حدثنا..

يعني من صحيحه في آخر الصحيح.

قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حمّاد بن زيد قال حدثنا معبد بن هلال العنَزِي قال اجتمعنا ناسٌ من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البُناني يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافيناه يصلي الضحى فاستأذنَّا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت لا تسأله عن شيء أوّل من حديث الشفاعة فقال يا أبا حمزة هؤلاء..

هذه كنية أنس بن مالك أبو حمزة.

فقال يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة فقال حدثنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال «إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد فيأتوني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمد بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخرُّ له ساجدًا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك واشفع تشفَّع وسل تعط فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقال انطلق انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخرُّ له ساجدًا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك واشفع تشفع وسل تعط فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدًا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأُخرجه من النار فأَخرجه من الناس فأنطلق فأفعل».

وهذا مما يستدل أهل العلم على زيادة الإيمان ونقصانه.

قال فلما خرجنا من عند أنس قلت لو مررنا بالحسن وهو متوارٍ في منزل أبي خليفة وهو جميع فحدثناه بما حدَّثَنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمناه عليه فأذن لنا فقلنا له يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال هَيه.

هِيْه.

فقال هِيْه.

يعني حدثوني بما حدثكم، هِيْهِ وإذا نوّنت صارت حدثوني بأي حديث صارت للتنكير.

فحدثناه بالحديث فأتينا إلى هذا الموضع فقال هِيْهِ.

يعني زيدوني من حديثه.

أحسن الله إليك.

فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال لقد حدثني وهو جميع.

يعني مجتمع القوى ومنها العقل.

منذ عشرين سنة فما أدري أنسيَ أم كره أن تتكلوا فقلنا يا أبا سعيد فحدِّثْنا فضحك..

كنية الحسن أبو سعيد.

فضحك وقال خُلِق الإنسان عجولاً.

يعني ما أشار لهم هذه الإشارة إلا ويريد أن يحدثهم.

ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حديثي كما حدثكم قال «ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدًا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفّع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله» وهكذا رواه مسلم وروى الحافظ أبو يعلى عن عثمان..

وهذا ما أشار إليه الحسن من أن أنس خشي أن يتكلوا لأنهم يقولون لا إله إلا الله فيكون مآلهم الخروج من النار لكن من قال لا إله إلا الله هل يأمن أن يقولها أو يفتن عنها قبل موته ثم بعد ذلك إذا قالها ودخل الجنة وقد أخرج من النار بهذا الحديث من يصبر على عذاب النار ولو لحظة؟ فعلى الإنسان أن يخاف من عذاب الله وغضبه وأن يرجو رحمته وأن يعمل بما بلغه من دينه من أوامره واجتناب نواهيه.

طالب: .............

عندك رقم الحديث؟

طالب: .............

خمسة آلاف ومئة وواحد أخرجه لي من فتح الباري، العاشر..

طالب: .............

المرجَّح عند أهل العلم وعليه الفتوى أنه لا، لا يدخل «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» «بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة» نسأل الله العافية.

طالب: .............

فتح الباري هذا ما رُقّم ؟! تجده تحت والذي تحته..

كمّل يا شيخ إبراهيم.

وروى الحافظ أبو يعلى عن عثمان رضي الله عنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء» وفي الصحيح من حديث أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعًا قال «فيقول الله تعالى شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قط» الحديث ثم إن الناس في الشفاعة..

 قف على هذا.

أحسن الله إليك.

طالب: .............

مئة وواحد والذي قبله تسعة وثمانية..

طالب: .............

هو ذكر هذا في الحديث الأول وفي حديث الصوْر.

طالب: .............

 ما هو الظاهر.

 

طالب: .............

"