كتاب المرضى والطب - 1

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعله حجةً لنا لا حجة علينا، وبعد إخوتي الأفاضل فلا يخفى على ذي لب ما للعلم الشرعي من أثر في الدين والدنيا وفي حياة المرء وسلوكه عامة ولأولئك النفر الذين يرابطون قريبًا من مواقع الفتن خاصة، وإن إدارة التوعية الدينية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض إيمانًا منها بأهمية العلم وأثره أخذت على عاتقها تنظيم هذه الدورة كي ينهل منها كل راغب في الفائدة خصوصًا ما يرتبط بالمجال الصحي حيث يظهر ذلك جليا في اختيار موضوع هذه الدورة والتي بعنوان: "شرح كتابي المرضى والطب" من مختصر صحيح البخاري للمحدث شهاب الدين أحمد الزَّبِيدي لفضيلة العلامة الدكتور الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير، فأسأل الله- سبحانه وتعالى -أن يوفقه ويسدده ويبارك في علمه وعمره وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، ولقد دأبت إدارة التوعية الدينية للشؤون الصحية بمنطقة الرياض على الاهتمام بارتباط الأطباء بالعلماء، فقد أقامت الدورة العلمية الأولى بعنوان: "شرح رسالة الشيخ ابن عثيمين طهارة المريض وصلاته" للشيخ عبدالسلام الشويعر، وأقيم مؤتمر بعنوان: "العمليات التجميلية بين الشرع والطب"، وعقدت عدة لقاءات بين الأطباء وأصحاب المعالي من هيئة كبار العلماء، وقد تشرفت بإدارة بعضها ونشرف اليوم بإدارة أو بقراءة "كتابي المرضى والطب" من مختصرصحيح البخاري للمحدث الزبيدي وأيضًا ننهل ونستفيد من علم شيخنا الجليل الشيخ عبدالكريم، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم بما يحبه ويرضاه وأن يبارك في أعمالنا وأعمارنا وأن يجمعنا وإياكم في دار كرامته ومستقر رحمته ونبدأ بعون الله بلقائنا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فلا يخفى على أحد ينتسب إلى هذا الدين أهمية العلم الشرعي، ولست بحاجة إلى بيان هذا فقد أسلفت محاضرة لثلة من إخواننا الأطباء نظمتها أيضًا الشؤون الدينية قبل سنة أو أكثر فتلك بمثابة المقدمة لهذه الدورة، "في كتابي المرضى والطب" من مختصر صحيح البخاري كما نبه الأستاذ الفاضل، واختيار المختصر دون الأصل لا شك أنه يناسب الوقت، ولو اعتمدنا الأصل في هذه الدورة لاحتجنا إلى أوقات، ولو أخذنا مقارنة يسيرة بين الأصل والمختصر لوجدنا البون الشاسع، فأحاديث المرضى في الأصل ثمانية وأربعون حديثًا، وفي المختصر ثلاثة عشر حديثًا، الربع تقريبًا، فاختيار المختصر على ما فيه من إخلال لا شك أنه أفضل من لا شيء بكثير، وعادة المختصرين أنهم يطوون ما ليسوا بحاجته وما يرون أن القارئ أو السامع ليس بحاجته، مما تكرر في الكتاب مما تقدم على هذا الكتاب أو تكرر فيه، وإذا نظرنا إلى أحاديث هذا الكتاب- أعني كتاب المرضى الذي يشرح إن شاء الله تعالى في هذه الليلة- وجدنا أن الزبيدي حذف ثلاثة أرباع الكتاب، لماذا؟ لأن منها ما تقدم في الأبواب السابقة، ومنها ما يُكرر في هذا الكتاب، ما يكرر في هذا الكتاب ماذا نفقد إذا حذفناه؟ أما ما تقدم في الكتب السابقة في أبواب الإيمان والعلم والصلاة والزكاة والبيوع وما أشبه ذلك فهذا نحتاج إلى مراجعته، وأما ما حُذف وطُوي من أحاديث هذا الكتاب نفسه وعدتها أربعة أو خمسة وثلاثون حديثا فمراجعتها في الأصل سهل لكنّ طالب العلم بحاجة ماسة إلى تراجم الإمام البخاري، والمختصر يخلو تمامًا منها، نقول: عناوين الأبواب هذه حذفها المختصِر كلها من أول الكتاب إلى آخره، وما يوجد في بعض الطبعات إنما هو من تصرف الطابع، هل طالب العلم بحاجة إلى هذه التراجم؟ نعم هو بأمس الحاجة إلى هذه التراجم، ولذلك تجدون العناية بها من أهل العلم فهي فقه الإمام البخاري، لا يقال الإمام البخاري عالم شرعي ما الذي أقحمه في المرضى والطب ليستنبط لنا الفقه الدقيق من هذه الأحاديث؟ نقول هو عالم شرعي والأصل أن العلم الشرعي يشمل جميع أبواب الدين، والطب يمكن أن يتدين به لله -جل وعلا- إذا صلحت فيه النية ففي قوله -عليه الصلاة والسلام- "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"  يعني في جميع أبوابه ولا يقتصر على باب دون باب أو أبواب دون أبواب؛ لأن الفقه في الدين الفهم بالدين، والدين يشمل جميع الأبواب ولا يخرج عنه باب من الأبواب العملية التي يزاولها المسلم فالتجارة من الدين، الطب من الدين، الزراعة من الدين، الصناعة من الدين؛ ولذا يختلف أهل العلم في أطيب المكاسب التي يؤجر عليها الإنسان، فبعضهم قال الصناعة، وبعضهم قال الزراعة، إلى غير ما يعرف من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، فالإمام البخاري ترجم بتراجم دقيقة، يعني وضع عناوين لهذه الأحاديث وعدتها اثنان وعشرون ترجمة وسنأتي عليها- إن شاء الله تعالى- وإن اقتصرنا على الأحاديث التي اقتصر عليها المختصِر نظرا لضيق الوقت مع أن في بعض هذه الأحاديث المحذوفة ما تمس إليه الحاجة، وهذا يجعلنا نعيد النظر بعد إكمال القراءة في المختصر. نرجع إلى الأصل نعم قد يستثقل بعض الناس قراءة المكرر وقراءة الأسانيد فيقول: ما لنا وللأسانيد صحيح البخاري أحاديثه صحيحة فلا نحتاج إلى هذه الأسانيد، لا سيما من هو بعيد عن علم الحديث لا شك أنه يستثقل حدثنا فلان قال حدثنا فلان عن فلان إلى آخر الإسناد مما يطول ولا يقصر من الأسانيد، يتذمر كثير من الناس بسماع إمام المسجد يقرأ في تفسير ابن كثير: قال ابن جرير حدثنا ثم يسوق إلى آخر الإسناد، أو قال ابن أبي حاتم وهكذا، يتذمرون من ذلك؛ لذلك ألحّ كثير من طلاب العلم على بعض من يحسن الاختصار إلى اختصار تفسير ابن كثير مثلاً وقد اختصر، فله خمسة أو ستة مختصرات؛ كل هذا استثقالاً للأسانيد، والأسانيد بالنسبة لطالب العلم في غاية الأهمية، نعم هناك أولويات فإذا كان الوقت لا يستوعب إلى معرفة كل شيء مما يتعلق بالحديث يقتصر على ما يهمه، وإذا كان موضوع الحديث كما يقول الكِرْماني ذات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد استدرك عليه وانتقد بل إن موضوع الذات علم الطب وليس علم الحديث؛ لأن الذات مركبة من لحم وعظم ودم وأعصاب وما أشبه ذلك هذه موضوعها علم الطب لا علم الحديث، على كل حال الاستطراد في بيان مثل هذا قد يأخذ من الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إليه؛ لأن الأحاديث حتى في المختصر كثيرة على الوقت ولذلك سوف يكون الشرح موجز جدًا يناسب الوقت.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كتاب المرضى باب ما جاء في كفارة المريض.

قلنا هذه الترجمة ليست من صنيع المؤلف، المؤلف جرد الكتاب تماما من التراجم وإنما وضع هذه من تصرفات المحققين.

باب ما جاء في كفارة المرض

عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه.

أليست هناك رواية: من خطاياه.

هنا إلا كفر الله بها خطاياه.

وعلى كل حال هما روايتان وكلاهما في الصحيح.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقسمها الله إذا شاء.

هذا حديث أبي هريرة، وأما حديث كعب بن مالك الذي اعتمده المختصِر وكلاهما في الصحيح في هذا الباب سوف تبين ألفاظه في الشرح إن شاء الله تعالى.

وعنه -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يرد الله به خيرا يصب منه.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:كتاب المرضى فالأصل أن يقال كتاب كذا،  فصحيح البخاري كتاب، وهذا الكتاب يشتمل على كتب تقرب من المائة إلى سبعة وتسعين كتابًا، وكل كتاب يندرج فيه أبواب، هذه طريقة التصنيف عند الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- كتب يندرج في هذه الكتب أبواب فالتصنيف العلمي الأكبر يسمى كتاب، يليه الباب، يليه الفصل لكن البخاري ليس فيه فصول، إنما فيه أبواب، والكتاب كما عرفوه في اللغة مصدر كتب يكتب كتابًا وكتابة وكتْبًا، قالوا وأصل المادة تدور على الجمع فيقال: تكتب بنوا فلان إذا اجتمعوا، وجماعة الخيل كتيبة ويقول الحريري في مقاماته:

وكاتبين وما خطت أناملهم   حرفًا ولا قرؤوا ما خُط في الكتب

 يقصد بذلك الخرازين الذين يجمعون بين صفائح الجلود؛ لأنهم يجمعون، سماهم كاتبين وإن كانوا لا يكتبون الكتاب، وما قرؤوا ولا كتبوا، والمراد بالكتاب المكتوب اسم مفعول، كما أنه يراد بالحمل المحمول، المكتوب الجامع لمسائل المرضى، والمرضى جمع مريض كالقتلى جمع قتيل والجرحى جمع جريح، والمريض يراد به هنا مريض البدن، وجاء ذكر المريض مرضًا بدنيا في آيات الوضوء والصيام والحج، وجاء ذكر مرض القلب إما لشبهة أو شهوة، (فيطمع الذي في قلبه مرض) (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) هذه أمراض قلوب نسأل الله العافية، ولا شك أن أمراض القلوب أشد من أمراض الأبدان، وعلاجها أعني أمراض القلوب في كتاب الله -جل وعلا- وعلى يد الأطباء المحسنين المتقنين لعلاج القلوب وتشخيص أدوائها وأمراضها كابن القيم وابن رجب رحمهما الله تعالى، قراءة القرآن على الوجه المأمور به كفيلة بالشفاء من أمراض القلوب فهي تورث القلب من العلم والإيمان والطمأنينة واليقين ما لا يدركه إلا من عاناه وجربه كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم يقول: فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن. قراءة القرآن على الوجه المطلوب كفيلة بكشف هذه الأمراض، وأهل العلم يذكرون أن أمرض القلوب المعنوية أشد ضررًا على المسلم من المرض البدني مهما بلغ به ويقررون أيضا أن مسخ القلوب أعظم من مسخ الأبدان؛ لأن المدار كله بالنسبة لحياة المسلم على هذه المضغة على هذا القلب وخطاب الشرع كله يتجه إلى هذه المضغة ولسنا بحاجة إلى أن نذكر الخلاف في علاقة القلب بالعقل الذي هو مناط التكليف؛ لأن هذا أمر يطول والخلاف فيه قديم، وعند كثير من الناس لم ينحسم إلى الآن، لكنه عند علماء الشرع معروف أن محله القلب وله اتصال بالدماغ، ممسوخ القلب نسأل الله العافية هذا الذي لا يفيد فيه علاج وهو الذي يقرر أهل العلم بأن مسخه أعظم من مسخ الأبدان كما ذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى- في إغاثة اللهفان، ذكر أن رجلين في آخر الزمان يمشيان إلى معصية فيمسخ أحدهما خنزيرًا ويمضي الثاني إلى معصيته أيهما أعظم مصيبة؟ هذا مسخ وصار خنزيرا في الدنيا، وهذه قد تكون كفارة لما ارتكب لكن الثاني -نسأل الله السلامة والعافية- ما لجرح بميت إيلام، فمثل هذا القلب لا حيلة به ولا علاج له- نسأل الله العافية-، وكتاب المرضى الذي بين أيدينا ونحن بصدد شرحه إنما يراد به المرضى جمع مريض، وهو مريض البدن الذي جاء ذكره في آيات الوضوء والصيام والحج من كتاب الله -جل وعلا- وفي سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- والمرض يطلق ويراد به خروج الجسم عن المجرى الطبيعي، يعني عن حيز الاعتدال هذا المرض إما أن يزيد على المجرى الطبيعي أو ينقص عنه، فلو فرضنا أن مريضًا بالضغط مثلاً زاد ضغطه على المتوسط قلنا مريض، فخروج البدن والجسم عن حيز الاعتدال يسمى مرض سواء كان ذلك بالزيادة أو بالنقص، الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- ترجم الترجمة الأولى وعرفنا أن المراد بالترجمة العنوان قال "باب ما جاء في كفارة المرض" وقول الله تعالى: من يعمل سوءا يجز به، الآية: "من يعمل سوءا يجز به"  علاقتها بالترجمة: أن المعصية والخطيئة سوء ويجز به إما جزاء دنيويا فيعاقب بمصيبة أو بمرض تكفر عنه هذا الذنب أو يدخر ويؤخر الجزاء فيعذب به في الآخرة أو يرحمه أرحم الراحمين وهو تحت المشيئة ما لم يصل السوء إلى حد ما يخرج عن الملة، يقول -رحمه الله تعالى- عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه واسمه سعد بن مالك بن سنان خزرجي خدري أنصاري وأبي هريرة -رضي الله عنهما- الآن عندنا أبو سعيد الخدري وأبو هريرة، أبو سعيد من صغار الصحابة وأبو هريرة تأخر إسلامه، فهل لتقديم أبي سعيد على أبي هريرة وجه؟ أو ليس له وجه؟ أبو هريرة حافظ الأمة على الإطلاق وحفظ لنا من الدين ما لم يحفظه غيره ودعا النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يحببه إلى الناس وأن يحببهم إليه ولذا لا يبغض أو لا يتكلم أو لا يقدح في أبي هريرة إلا رجل منافق -نسأل الله السلامة والعافية- يريد القدح والنيل من الإسلام، أعداء الملة من المستشرقين ومن المبتدعة المخالفين تجد أكثر قدحهم في أبي هريرة لماذا؟ لأنه هو الذي حمل الدين، فأكثر الدين حمل عن طريقه فإذا قدح فيه قدح في جل الدين وأكثر الدين، بينما المقلون من الصحابة كأبيض بن حمال مثلا  لاتجد أحدا يقدح فيه لا من الرافضة ولا من المستشرقين ولا من غيرهم لأنهم يحتاجون إلى أن يقدحوا في ألف راوي ليعادل أبا هريرة، فأبو هريرة لا شك أن له القِدح المعلى في هذا المجال وإن تأخر إسلامه، أبو سعيد أسلم قبله، فأبو سعيد نشأ في الإسلام فكان من صغار الصحابة، وأبو هريرة تأخر إسلامه إلى السنة السابعة، وعلى كل حال كلاهما من جِلة الصحابة ومن خيارهم -رضي الله عنهما- عندنا أبو سعيد بالكنية وأبو هريرة أيضا بالكنية فإذا جاء الاسم مكنى فيعاد الضمير على الابن والأب إذا كان يحتمل ذلك عن ابن عمر -رضي الله عنهما- لكن ما تقول عن أبي هريرة -رضي الله عنهما- إذا كانت المسألة تحتمل ولذلك يقولون عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم قالا الرواية عن اثنين والترضي عن ثلاثة بينما هنا "عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة -رضي الله عنهما-"أبو سعيد اشتهر بهذه الكنية وقد يكون له ولد وقد لا يكون له ولد بهذا الاسم لأنه قد يكنى الصغير وليس له ولد، فمن يحتاج إلى الترضي أبو سعيد وأبو هريرة وهما اثنان ولذا ثنا الضمير "عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال" ما من أو "ما يصيب"الرواية الأخرى ما من مسلم الآن الرواية التي عندنا "ما يصيب المسلم من نصب"يعني تعب ولا وصب يعني مرض أو مرض ملازم "من نصب ولا وصب ولا هم ولا هم سواء كان الهم هذا بسبب أمر من أمور الدنيا أو بسبب أمر من أمور الآخرة، الذي يهتم لأولاده وأسرته يهتم لتربيتهم يهتم للعناية بهم من حيث أمور دينهم ودنياهم إذا اهتم لذلك يؤجر على هذا الهم، وإذا اهتم لأمر دَين لحقه لا بسبب تفريط أجر على ذلك، وإذا اهتم لأمر من أمور الدين وما أكثر ما يهم المسلم في هذا الباب لا شك أن هذا الأمر خير ساقه الله إلى المسلم بخلاف من لم يرفع بذلك رأسًا فكم يفوته من الخيرات إذا سمع أمرا يهم المسلمين فلا يهتم به، وجاء في الخبر "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" وإن كان الخبر فيه مقال لكن الذي يهتم بأمور المسلمين لا شك أنه يدخل في هذا الحديث دخولاً أوليًا "ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم" ولا حزن لا هم لما يستقبل ولا حزن لما مضى، (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا) على ما خلفتهم (ولا تحزنوا) لما أمامكم ولا هم ولا حزن، الهم يشابهه أو يقرب منه الغم، إلا أن الغم أشد منه بحيث يقرب من كتم النفَس بحيث لا يستطيع التنفس ولا غم الهم الذي يصيب المسلم وهو دون الغم كما يقرر أهل العلم، ولا أذى أدنى أذى لأنه نكرة في سياق النفي فيشمل جميع ما تقدم، كل هذه الأمور سواء كبرت أو صغرت حتى الشوكةِ يشاكها حتى من حروف الجر كما يقول ابن مالك:

هاك حروف الجر وهي من إلى    حتى خلا حاشا عدا في عن على

"حتى الشوكةِ يشاكها" قد يقول قائل إن الناس الآن يندر أن يشاك الإنسان لأنهم كانوا في السابق يزاولون الأخشاب التي أكثر أعمالهم فيها وخروجهم إلى البراري بكثرة وبيوتهم وأبوابهم من الأخشاب وأقداحهم من الأخشاب فيشاكون، وكثير منهم مزارعون في مزارعهم الشوك وفي نخيلهم هذا بكثرة والآن هذه الأشواك  قلت أو ندرت لكن ماذا عن الإبر؟ هذه تدخل في الشوكة، فالإبر التي يعالَج بها تدخل في الشوك إذا رضي واحتسب، حتى الشوكةِ يشاكها يعني من قبل غيره وفي بعض الروايات: حتى الشوكة تصيبه فتكون بغير فاعل، ويخرج بذلك كونه يفعل ذلك بنفسه من غير حاجة "حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" في الرواية الأخرى:

 "إلا كفر الله بها خطاياه" وسيأتي في رواية أخرى: "إلا تحاتت منه خطاياه" على كل حال إلا كفر الله بها من خطاياه من هذه إما أن تكون تبعيضية أو بيانية، تبعيضية يعني بعض خطاياه وهذا مناسب لبعض الناس بأن تكون الخطايا كثيرة والمصيبة قليلة يسيرة ما تقابل هذه الخطايا، وإذا كانت الخطايا قليلة أو المصيبة كبيرة فإن الخطايا كلها تحات كما تحات ورق الشجر، وهذا سيأتي- إن شاء الله تعالى- فالخبر والحديث وغيره من أحاديث كثيرة رتبت الجزاء على الفعل، ما يصيب المسلم من نصب إلا كفره الله، فالتكفير للخطايا مرتب على الإصابة بهذه الأمور: النصب والوصب والهم والغم والشوكة والأذى مجرد حصول هذه الأشياء كفيل بتكفير الذنوب، وهذا قول جمع من أهل العلم، و مقتضى هذا أنه ولو لم يصبر ولم يحتسب فإنه تكفر عنه الخطايا مادام مسلمًا، ما يصيب المسلم مجرد إصابة ولو لم يصبر يحصل له مثل هذا الأجر، ثم بعد ذلك مع الصبر والاحتساب يعظم أجره فأجر الصبر والاحتساب قدر زائد على مجرد أجر الإصابة، ومن أهل العلم من يقول أنه إذا لم يصبر ولم يحتسب فإنه لا يؤجر على مجرد المصيبة لماذا؟ لأن المسلم إنما يثاب على فعله هو ومجرد الإصابة ليست من فعله الذي يمكن أن يؤجر عليه، فعله هو الصبر والاحتساب ونصوص الصبر كثيرة جدًا في الكتاب والسنة، وجاء فضله وتعظيم شأنه في نصوص كثيرة متوافرة متظافرة ولسنا بحاجة إلى بيانها من أراد هذه النصوص مجموعة مع ما قيل فيها من كلام بل من أبدع كلام فليراجع كتاب عِدَة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم.

 الحافظ ابن حجر يقرر أن الأجر على مجرد الإصابة، والصبر والاحتساب أجره قدر زائد على ذلك وفضل الله واسع لا يحد لكن الشأن في الجزع إذا جَزِع وتشكَّى فإن هذا لا شك أنه يأثم بهذا ولذا من بكى على المصيبة وزاد في البكاء فإن الميت يعذب ببكاء أهله فكيف بالذي فعل هذا الفعل لا شك أنه يعاقب على هذا الجزع، الشأن فيما إذا خلت النفس عن الأمرين: عن الصبر والاحتساب، احتساب الثواب وعن الجزع الزائد الذي جاء النهي عنه فإنه على رأي ابن حجر وجمع من أهل العلم أنه يحصل له الثواب المرتب في هذا الحديث بخلاف ما تضمنه القول الثاني من أنه لا يثاب ولا يترتب عليه الجزاء إلا إذا صبر واحتسب.

 الحديث الذي يليه يقول: عن كعب ابن مالك الأنصاري -رضي الله عنه-"قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع"الأمثال في الكتاب والسنة موجودة وهي من الاهتمام والعناية من أهل العلم بمكان ولو لم يكن فيها إلا وما يعقلها إلا العالمون، وهم الذين يهتمون بهذه الأمثال ويعقلونها عن الله وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام- ضربت الأمثال في الكتاب بالبعوضة وبالذباب وغيرهما، وضربت الأمثال في السنة بكثرة والأمثال النبوية لها مؤلفات قال "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع" كمثل الخامة من الزرع هل المقصود المؤمن أو المسلم؟  إذا أطلق المؤمن دخل فيه المسلم والعكس أو نقول أن هؤلاء الكُمّل من المسلمين وهم المؤمنون كمثل الخامة من الزرع؟ لا شك أن المسلم يدخل في مثل هذا لأنه تكفر خطاياه بالمصائب كما تقدم في الحديث الذي يليه ما يصيب المسلم وهنا يقول مثل المؤمن "كمثل الخامة" الزرع الطري الذي تميله الرياح وتسفهه يمينًا وشمالاً "كمثل الخامة من الزرع" لأنها ضعيفة طرية ما صلبت "كمثل الخامة من الزرع" تفيؤها يعني تميلها الريح مرة وتعدلها أخرى  تميلها يمينًا ومرة شمالاً ومرة تعدلها ومثل المنافق "كالأَرْزة" شجر متين صُلب قوي لا تؤثر فيه الرياح ولا الأعاصير ومثل المنافق كالأَرْزة لا تزال يعني مستقيمة "معتدلة" حتى يكون انجعافها مرة واحدة حتى يكون انجعافها مرة واحدة؛ ولذا لا يغبط الإنسان بقلة الأمراض إذا كانت الأمراض بهذه المثابة من تكفير الذنوب وتطهير المسلم من أرجاس الذنوب وأدناسها فإنه لا يتمنى أن يصاب بمرض من الأمراض لكنه لا يكره هذه الأمراض؛ ولذا المنافق كالأَرْزة لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة يعني بالموت والسبب في ذلك أن المسلم تكثر عليه هذه المصائب ليطهر من ذنوبه ويتوفر أجره في الآخرة بخلاف المنافق والكافر فإنه لا يعتريه شيء من هذه الأمور حتى يوفر عذابه في الآخرة، وجاء في الحديث: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر يعني الذي يتنعم بها على التمام هو الكافر بخلاف المؤمن فإن تنعمه بالدنيا على وجه  يعني على وجه يحقق له الهدف الذي من أجله خلق وهو تحقيق العبودية لله -جل وعلا- أما بالنسبة للكافر فهو يتنعم بهذه الدنيا مدة عمره مدة بقائه في هذه الدنيا خمسون سنة ستون سنة سبعون سنة مائة سنة طالت أو قصرت، هي الدنيا مهما طالت لا تعادل يوم من أيام الآخرة وكربة من كرب الدنيا كلا شيء بالنسبة لكرب الآخرة؛ ولذا جاء في الحديث: "من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" في الستر قال: "من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة"؛ لأن المسلم محتاج إلى الستر في الدنيا والآخرة لكن هذه الكُرَب- كُرَبْ الدنيا- لم تذكر ما قيل نفس الله وفرج عنه كربة من كرب الدنيا والآخرة؛ لأن كرب الدنيا كلها لو اجتمعت على شخص لا تعادل شيئًا بالنسبة لكرب الآخرة ثم قال رحمه الله "وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يرد الله به خيرًا يُصِب منه" وفي رواية يُصَب منه من يرد الله به خيرًا يُصِب والرواية الأخرى يُصَب بفتح الصاد قالوا وهذه الرواية أليق بالأدب مع الله -جل وعلا- لأن المصيبة هنا خير أو شر؟ بالنسبة له نعم ظاهرها الشر ولذلك الشر لا يضاف إلى الله -جل وعلا- (والشر ليس إليك) (أشرٌ أريد) بمبني المفعول (أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) لما جاء الشر بني الفعل للمجهول، والخير بني الفعل فيه للفاعل وأظهر الفاعل وهو الله -جل وعلا- في هذا الحديث بشارة لكل مؤمن أنه أريد به خير إذا أصيب منه فلا يقلق ولا يحزن لكنه مع ذلك لا يتمنى الأمراض كما أنه نُهي عن تمني الموت لكن إذا جاءته هذه الأمراض فليرض وليسلم فإن تسبب في هذه الأمراض أثم، فلو قال إن الأجر العظيم وتكفير الذنوب رتب على الشوكة وجاء بشوكة وغرزها في بدنه نقول يأثم هذا لأن البدن ليس ملكًا لك تتصرف فيه .

باب شدة المرض

عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن عبدالله -رضي الله عنه- قال أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه وهو يوعك وعكًا شديدًا وقلت إنك لتوعك وعكًا شديدًا قلت إن ذاك بأن لك أجرين قال أجل ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر.

يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: والترجمة الثانية من صنيع المحقق وليست من صنيع المؤلف كما قررنا أن جميع التراجمع مقحمة والأصل أن المختصر ليس فيه تراجم البخاري، ترجم على هذين الحديثين ومعهما أحاديث باب شدة المرض يعني وبيان ما في هذه الشدة من الفضل كلما اشتد المرض زاد الأجر ثم ذكر حديث "عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع يعني المرض من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" ويبينه حديث عبدالله بن مسعود - -رضي الله عنه- قال أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يوعك وعكًا شديدًا" الوعك يفسرها الشراح بأنها الحمى أو ألم الحمى أو إرعاد الحمى، الإرعاد الرعشة التي تؤثرها أو تكون بسبب هذه الحمى "وهو يوعك وعكًا شديدًا قلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكًا شديدًا "فقال -صلى الله عليه وسلم- أجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم، قلت يقول ابن مسعود "قلت إن ذاك بأن لك أجرين قال أجل" قال -عليه الصلاة والسلام- أجل يعني يوعك كما يوعك الرجلان، والسبب في ذلك أن له أجرين كلما زاد البلاء زاد الأجر، فأمهات المؤمنين نساء النبي -عليه الصلاة والسلام- يضاعف على إحداهن لو حصل منها مخالفة، فتضاعف العقوبة ضعفين، ومن يقنت منهن فلها أجران فعدل الله -جل وعلا- وحكمته يقتضي ذلك، فإذا خف المرض خف الأجر وإذا زاد المرض زاد الأجر. ذلك بأن لك أجرين؟ قال "أجل" يعني نعم "ما من مسلم يصيبه أذى" يصيبه أذى تقدم الكلام فيه "إلا حاتّ" يعني نثر "حات الله عنه خطاياه" يعني ذنوبه وآثار هذه الذنوب والعقوبات المترتبة على هذه الذنوب "كما تحات ورق الشجر" وهو كناية عن إذهاب الخطايا والعذاب المرتب على هذه الخطايا وشبّه حالة المريض المكثر من الذنوب بحالة الشجرة التي يكثر أوراقها فشبه حالة المريض وإصابة المرض جسده ثم محو السيئات عنه بهذه الإصابة سريعًا لأن حات يدل على أنه بسرعة تسقط عنه هذه الأوزار، شبه بحالة الشجر وهبوب الريح وتناثر الأوراق منها وتجردها عنها ووجه الشبه الإزالة على سبيل السرعة، وجه الشبه بين المؤمن الذي أصيب بالمصيبة وبين الشجرة التي هبت بها الرياح فتحات ورقها وجه الشبه بينهما الإزالة على سبيل السرعة لا الكمال والنقصان لماذا؟ لأن إزالة الخطايا بالنسبة للمسلم كمال وسقوط الورق من الشجر كمال أو نقصان؟ نقصان، والتشبيه لا يقتضي المشابهة من كل وجه، النبي -عليه الصلاة والسلام- شبه الوحي بصلصلة الجرس والوحي محمود والجرس مذموم نعم وجه الشبه بينهما قوة الصوت وتداركه فوجه الشبه من وجه دون وجه ولا يلزم في التشبيه أن يطابق المشبه المشبه به من كل وجه كما أن رؤية الباري عز وجل في القيامة في الجنة شُبهت برؤية القمر ليلة البدر الليلة الرابعة عشرة ووجه الشبه هو في الوضوح وعدم الضيم والانضمام للرائي وليس التشبيه للمرئي بالمرئي وإنما التشبيه للرؤية بالرؤية، وجاء تشبيه أول زمرة يدخلون الجنة على هيئة البدر، لكن هل التشبيه مطابق من كل وجه؟ نعم نور الوجوه مثل نور البدر لكن هل نقول أن الوجوه ما فيها لا أنف ولا عين ولا فم ولا شيء مثل البدر؟  لايقول هذا أحد.

 

 إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر هل يشمل جميع الذنوب كما هو مقتضى الإطلاق أو هو خاص بالصغائر دون الكبائر؟ مسألة خلافية بين أهل العلم، منهم من يرى أن الحديث على إطلاقه ولا يمنع منه مانع؛ لأن الحديث يقول إلا حات الله عنه خطاياه، والحت يدل على أنه لا يبقى منها شيء كما تحات ورق الشجر فيشمل الكبائر والصغائر، ومن أهل العلم من يقيد مثل هذا الإطلاق بما جاء في مثل قوله -عليه الصلاة والسلام- الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، وفي رواية ما لم تغش كبيرة فالذي يتحات من الذنوب هو الصغائر دون الكبائر ويحملون مطلق الأحاديث على مقيدها وهذا القول نصره جمع من أهل العلم، ومنهم من يرى الإطلاق وفضل الله واسع ولا شك أن الذنوب متفاوتة والمصائب أيضًا متفاوتة، فمن المصائب ما يرقى إلى تكفير جميع الذنوب كالموت في سبيل الله (أصابتكم مصيبة الموت) هذه مصيبة، فالموت في سبيل الله لا شك أنه يقضي على جميع الذنوب إلا ما استثني من الدين، وبعض المصائب تكون خفيفة يكفَّر عن المصاب بقدرها، وعلى كل حال هذا الأمر إلى الله -جل وعلا- فمن عمل بإطلاق الحديث فمراده أن فضل الله واسع، وأن الأحاديث جاءت بهذه الصيغة، وأن المصائب كفارات فلا مانع من أن تكفر الصغائر والكبائر، وأما بالنسبة لمن عمل بالقيد المذكور في الصلوات ورمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة فله وجهه، وحمل المطلق على المقيد أمر معروف عند أهل العلم لكنه في جانب فضل الله -جل وعلا- قد يتضائل، والسلف أحيانًا تجدهم في باب الخوف والرجاء ينظرون إلى النص بمفرده فإذا جاء حديث فيه تخويف نظروا إليه بمفرده "وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" والعكس "وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها" السلف لا ينظرون إلى الرواية الأخرى التي تقول: وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة وبعمل أهل النار فيما يبدو للناس هذا قيد لكن لا يلتفتون إلى مثل هذا القيد لأن الحديث المطلق أوقع في النفوس من الحديث المقيد وفضل الله -جل وعلا- وسعة رحمته بالنسبة لما بين يدينا من النصوص لا شك أنه أمر ملاحظ والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.