Rulings

عليك أنْ تُحِبَّ العُلماء والمُتعلِّمين؛ لأنَّ المرء مع من أحب، فإنْ لم تُحِبَّهُم، الإنسان قد يحصُل لهُ ما يَعُوقُهُ عن تحصيل هذهِ المحبَّة؛ لأنَّ المحبَّة عِبَادة وطاعة لله -جل وعلا-؛ لكنْ قد لا يُوفَّق الإنسان لأنَّ هذه أمُور قلبيَّة، قد يكُون عندهُ من الأعمال ما يحُولُ دُونهُ ودُون هذه المحبَّة، لأنَّهُ قد يقول قائل: الإنسان وش اللي يمنعهُ من…

إذا رأى العالم من الطُّلاب شيء من الإدْبَار والانصراف والفُتُور لابُدَّ أنْ يَتَأَلَّفهُم إشْفاقاً عليهم، وإرادةً لهُم، ونُصْحاً لهُم، لا لِتكثُر الجُمُوع عليه، هذا لا يختلف مع ما قُلنا سابقاً إنَّ الإنسان يبحث عمَّا يكفيه المؤُونة، نعم يبحث عمن يكفيه المؤونة يفرح إذا قيل: إنَّ الشيخ الفُلاني العالم الفُلاني عندهُ مِئات، عندهُ أُلُوف يفرح؛ لكنْ إذا وُجِد هو في…

هُناك فوائد يُخشى من فواتها، والعلم صيد، والكِتابة قيدُهُ، والكتابة نائبة مناب الحِفظ، الأصل الحِفظ، وكثير ما يمُر بالطَّالب وهو يَقرأ في كُتب أهلِ العلم احْفظ هذا، احْرص على هذا، كثير ما يقول: احْفَظ هذا ابن القيم -رحمه الله تعالى- علَّك أنْ لا تَجِدَهُ في مُصنَّفٍ آخر البَتَّة، وهُو يَحُث طالب العلم على هذه الفائدة التِّي تَعِبَ عليها…

إنْ استطعْتَ أنْ تكُون أنْتَ المُحدَّثْ فافعل، وهذا من باب التَّدافُع والتَّدارُؤ المعرُوف عند السَّلف، النَّاس يتسَابقُون على الكلام، وابن مسعُود يقول: "إنْ استطعْتَ أنْ تكُون أنْتَ المُحدَّثْ فافعل" أنت المُستفيد من غيرك فافعل، لكنْ هل هذا يطرد؟ يستمر الإنسان طُول عُمره يستمع للنَّاس ولا يفعل شيء؟ لا، يعني إذا وُجد الأقران الذِّين…

ينبغي للمحرم ألا يتكلم إلا بما يعنيه، وغير المحرم كذلك ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) والمحرم من باب أولى، وجاء الحث على حفظ الجوارح في الحج تأكد ذلك، وأيضاً في سائر الأحوال والأوقات والأزمان؛ لكنه بالنسبة للحاج أولى، ليرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، كما قيل أيضاً مثل هذا بالنسبة للصائم، وكثير من الناس تسول له نفسه أو تمنيه…

يقول: هلا وجهتم لأبنائكم الطلاب بعض آداب طالب العلم على وجه الإيجاز؟

أولاً: بالنسبة لآداب طالب العلم ينبغي لطالب العلم أن يخلص النية لله -جل وعلا-، وأن يكون طلبه لهذا العلم خالصاً لوجهه، مبتغياً به ثوابه، لا يبتغي بذلك عرض من أعراض الدنيا، ولا يطلب من ذلك الجاه والشرف عند الناس، أو حب المدح والثناء منهم؛ لأن هذا العلم دين، بل هو من أمور الآخرة المحضة…

وقيل للإمام يحيى أو علي بن المديني في مرضه: ماذا تشتهي؟ قال: "بيت خالي، وسند عالي" خلو البيت مهم للعالم ولطالب العلم ليخلو بربه، والخلوة مطلوبة، إذا تعبد الإنسان، ويبعد عن الأنظار، ويستريح من الأكدار والأغيار، فكون الإنسان يخلو بربه، يخلو بنفسه، يذكر الله ما شاء، يصلي ما شاء، يقرأ ما شاء، يتدبر، يتيسر له أن يناجي الله -جل وعلا-، وأن يحضر قلبه بخلاف ما إذا كان البيت مأهول ومشغول، هذه…

يقول كلمة توجيهية لطلبة العلم للاهتمام بالوقت.

لا شكَّ أنَّ العُمُر هُو الوَقْت، فُلانْ مِن النَّاس زيد يُسَاوي هذِهِ الدَّقَائِقْ التِّي يَعِيشُها؛ فَإِنَّ أَحْسَنَ اغْتِنَام هذا الوَقْت صَار مُحْسِنًا إلى نَفْسِهِ، حَرِيصًا على نَفْعِهَا ، حَرِيصًا على خَلَاصِهَا، وإنْ ضَيَّعَها عَادْ هُو الخَسْرَانْ، فَعَلَى طالب العِلم أنْ يُعْنَى بِالوَقْت ويَسْتَثْمِرُهُ. …

البخاري إذا قال في الرجل: سكتوا عنه، أو فيه نظر فإنه يكون في أدنى المنازل وأردئها، فالإمام -رحمه الله تعالى- عنده من الورع، وعفة اللسان، ما يحمله على مثل هذا، فقد يكون الراوي عنده شديد الضعيف لا يقبل حديثه الانجبار، ويقول: سكتوا عنه، هو من أهل التحري يحتاط لنفسه، أو يقول: فيه نظر، وهو شديد الضعف، قال: فإنه يكون في أدنى المنازل وأردئها عنده؛ ولكنه لطيف العبارة في التجريح فليعلم ذلك، لا شك…

((شيبتني هود وأخواتها)) لمن ألقى السمع، وقرأ بتدبر، وقرأ القرآن كما أمر، والقرآن كله كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله- من قرأه على الوجه المأمور به أورثه من الإيمان والعلم ما لا يدركه من لم يفعل مثل فعله، ما يمكن أن يدرك العلم إلا بهذه الطريقة، ونحن مع الأسف من يقرأ القرآن منا يقرأه على وجهٍ لا يدري كيف قرأ؟…

يقول: متى يتأهل طالب الحديث للحكم على الأحاديث؟ هل يكفي أن يكون متخرجاً في قسم السنة وعلومها في أي جامعة من الجامعات؟

لا، قد يتخرج الطالب وهو شبه عامي، نعم الدراسة النظامية تؤهل الطالب؛ لأن يكون باحث يحسن التعامل مع الكتب، ويرجع إلى المسائل التي يريدها؛ لكن قد يتخرج وهو لا يحسن شيء لاعتماده مثلاً على مذكرات أو لضعف حافظته قرأ ليلة…

من اهتم لشيء عرفه وأتقنه وضبطه، ولم يغفل عنه بحال، وصار على ذكرٍ منه في سائر الأحوال، من كان ديدنه النظر في كتاب الله، وقراءة القرآن، ويردده، ويلهج به فإنه لا ينساه، ولو خلّط في آخر عمره، ولو اختلط، يعني ولو هذرى على اصطلاح بعض الناس، ولو حصل له ما حصل من إغماء، وقد سُمع من يقرأ القرآن واضحاً وهو في العناية المركزة، ما يسمع ما حوله، ولا ينطق بكلمة، لماذا؟ لأن القرآن اختلط بلحمه ودمه،…