مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (المتوفى: 179هـ)

نسبه ومولده: مالك ابن أنس بن مالك بن أبي عامر بن الحارث بن غميان بن حنبل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح. ولا خلاف أنه من ولد قحطان،
ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة في خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان.
وأما وفاته فالصحيح أنه توفى سنة تسع وسبعين ومائة.
عقله وسمته: كان ربيعة يقول إذا جاء مالك قد جاء العاقل. وقال ابن مهدي لقيت أربعة: مالكاً وسفيان وشعبة وابن المبارك، فكان مالك أشدهم عقلاً.
وقال هارون الرشيد عنه ما رأيت أعقل منه.
وقال ابن وهب: الذي تعلمنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
وقال زياد بن يونس: كان والله مالك أعظم الخلق مروءة وأكثرهم صمتاً.
طلبه للعلم: قال مطرف، قال مالك: قلت لأمي أذهب فأكتب العلم؟ فقالت تعال فالبس ثياب العلم فألبستني ثياباً مشمرة ووضعت الطويلة على رأسي وعممتني فوقها.
ثم قالت: اذهب فاكتب الآن. وقال رحمه الله: كانت أمي تعممني وتقول لي اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه.
قال مالك كان لي أخ في سن ابن شهاب فألقى أبي يوماً علينا مسألة فأصاب أخي وأخطأت فقال لي أبي ألهتك الحمام عن طلب العلم فغضبت وانقطعت إلى ابن هرمز سبع سنين، أخذ مالك العلم عن نافع، وعبد الرحمن بن هرمز، وربيعة، والزهري، وغيرهم، وجلس للناس وهو ابن سبع عشرة سنة وعرفت له الإمامة وبالناس حياة إذ ذاك حتى أضحى عالم المدينة.
------------------------------------------
ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض، (1/104) فما بعدها.