لا شكَّ أنَّ المُجالسة لها أثر على النَّفْس، وكم منْ شَخْص أَثَّر في النَّاسْ بمرآهْ فقط قبل أنْ يَتَكَلَّم، وكثيرٌ من أهل العلم إذا تَرجمُوا لِشيُوخهم يذكرُون شيئاً من ذلك، وأنَّهُم يستفيدُون من رُؤْيَة الشيخ أكثر من عِلْمِهِ، وذَكَر ابن الجوزي في ترجمة أحد شُيُوخِهِ في فَهْرَسَتِهِ أنَّهُ استفاد من بُكائِهِ أكثر من فَائِدَتِهِ مِنْ عِلْمِهِ؛ ولا شكَّ أنَّ مثل هذا مُؤثِّر جدًّا، رُؤية الشيخ العامل بِعِلْمِهِ، الدَّاعِي إلى عِلْمِهِ المُعلِّم، مُعلِّم النَّاس الخير؛ لا شكَّ أنَّهُ مُؤثِّر، قد لا يَتَيَسَّر لكثيرٍ من النَّاس زِيارة مثل هؤُلاء، إنْ تيسَّر فَلْيَحْرِص على ذلك، إنْ لم يَتَيَسَّر؛ فَلْيَقْرَأْ في أخْبَارِهِمْ، أخْبَار هؤُلاء الأخيار، وهؤُلاء الصُّلَحَاء، وعلى رَأْسِهِم مُقدَّمُهُم -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-؛ فلْيُدِمْ النظر طالب العلم في سيرتِهِ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، ويُسْمِعها غيره مِنْ عامَّة النَّاس؛ لكي يَقْتَدُوا بِهِ ، ويَأْتَسُوا بِهِ، من ذلكم سِيَر الصَّالحين من الصَّحابة والتَّابعين؛ لا شكَّ أنَّ لها أثَراً كبيراً في نُفُوسْ النَّاس، وفيها أيضاً شَحْذ الهِمَم من حيث الإقتِدَاء والائتساء بهم.