نصيحة للآباء

من أُمِر بالصَّلاة وهو ابنُ سبعٍ مثلاً، أو أُكِّد في حقِّهِ الضَّرب ابن عشر فأكثر، هل يلزم إخراجُهُ إلى المسجد ليُصلِّي مع الجماعة أو يُؤدِّي الصلاة ولو في البيت؟ لاشكَّ أنَّ شأن غير المُكلَّف أقل من شأن المُكلَّف؛ لكن هل على الأب المأمُور بأمر ابنِهِ بالصَّلاة أو بضربِهِ على الصَّلاة أنْ يُخرِجَهُ إلى المسجد، عليه أنْ يُخرِجَهُ إلى المسجد، أو نقول: أنَّهُ مأمُور بأنْ يُصلِّي وأدُّوا الصَّلاة ولو في البيت؟

البخاري -رحمه الله تعالى- يقول: "بابُ وُجوب صلاة الجماعة، وقال الحَسَن: إنْ مَنَعَتْهُ أُمُّهُ عن العِشاء في الجماعة شَفَقَةً عليه لمْ يُطِعها" هذا في إيش؟ لو مَنَعَتْهُ، ويحصُل من الأُمَّهات؛ بل من الآباء الشَّفقة على أولادهم في البرد الشَّديد، في الظَّلام مع السَّهر والتَّعب، يعني الآن إذا نُبِّه الطِّفل الصَّغير ابن سبع ابن ثمان ابن عشر لِصلاة الفجر وهو سَهران كُل الليل مع النَّاس نام قبل الفجر بنص ساعة، أو ساعة، يعني إلزامُهُ بصلاة الجماعة فيه مشقَّة كبيرة؛ لكنَّهُ من تمام الأمر، الأب مأمُورٌ بأنْ يأمر ابنهُ بالصَّلاة؛ لكنْ شأنُهُ أخف من شأنْ الكبير؛ لكنْ من تمام امتثال الأمر أنْ يُؤدِّي هذه الصَّلاة على أكمل وجه، ومن مُتطلَّبات هذه الصَّلاة أدَاؤُها بالجماعة، ولذا قال الحسن: "إنْ مَنَعَتْهُ أُمُّهُ عن العِشاء في الجماعة شَفَقَةً عليه لمْ يُطِعها" طيِّب لو خَشِيَت على الولد مثلاً؟ لو نفترض أنَّ المسألة مسألة كهرب واللِّيل أفضل من النَّهار، وأجسر من النهار، لا نفترض المسألة دين؛ لأنَّ الدِّين لأوَّل الزَّمان وآخِرِه، ما فيه كهرب ظلام، دفعت الولد وراء الباب وصكت دُونهُ الباب، رح صلِّ مع الجماعة، طيِّب يخاف الولد تأثم ولا ما تأثم؟ نعم، إذا كان الطَّريق مخوف تأثم؛ لكنْ لا يبعثُها الشَّفقة عليهِ بأنْ تَمْنَعُهُ مع أمْن الطَّريق وسلامتِهِ والقُدرة على الذَّهاب إلى المسجد والرُّجُوع من دُون ضرر، الآن بعض الآباء يقول: الولد يُصلِّي في البيت إلا إذا كُنت موجُود لماذا؟ يقول: لو طلع مع الباب حتَّى في النَّهار تَلقَّفُوه هالشباب ولا هم مأمونين؛ بل يُوجد من منعَ أولاده من الحُضُور إلى حلقات التَّحفيظ لهذا السَّبب، يقول: وهو رايح إلى الحلقة يُمسكونه الشباب، أولاد الجيران وعندهُم قنوات ودشوش وما أدري إيش؟ ماني ملزمه، نُحصِّل مُستحب ونُفرِّط بواجب ونرتكب مُحرَّم، وإذا خرج يبي يروحون به للبقالة ويمين ويسار أو يدخل عند فُلان وعلاَّن خله في البيت إنْ حفظ بالبيت و إلا بكيفه، هذه حُجَّة يقول بها كثير من النَّاس؛ لكنْ أيضاً لا تُفرِّط بأمرٍ أنت مُطالب بهِ شرعاً، تربيتُهُ التَّربية الحسنة، الصَّلاة مع الجماعة، حفظ قرآن، تعلُّم علم، يا أخي ابذل الأسباب لِئَنْ يَصِل إليه الخير مع عدم ارتكابِ أدْنَى محظُور.