الغفلة عن أعمال القُلُوب

يُوجد – وهذا مع الأسَف الشَّديد – يُحُسِّهُ الإنسانُ من نفسِهِ، العِناية ببعضِ الأُمُور الظَّاهِرَة، أمَّا أُمُور الباطن وأعمال القُلُوب فنحنُ في غَفْلَةٍ تَامَّةٍ عنها، إذا نَظَرنا إلى الخوف من الله -جلَّ وعلا-، إلى الخَشْيَة منهُ، إلى التَّوكُّل عليهِ، إلى الصَّبر على المَصَائِب، إذا اخْتَبَرْت بعض الأخيار صفر في هذهِ الأُمُور! فعلينا أنْ نُعْنَى بالبَاطن كَعِنايَتِنا بالظَّاهِر إنْ لمْ تَكُن أشدّ، فالمُعَوَّلْ على القُلُوب، وأعمال القُلُوب {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء/ 88 -89] نحتاج إلى عِلاج هذهِ القُلُوب، نحتاج إلى أنْ نُزِيل هذهِ الشَّحناء، وهذهِ البَغْضَاء، وهذا التَّنَافُس، والتَّدَابُر والتَّقَاطُع نحتاج إلى ذلك، نحتاج إلى تَصْفِيَة القُلُوب على مُرَادِ الله -جلَّ وعلا-، ومُرَادِ رَسُولِهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-، واللهُ المُستعان.