يقول السائل: يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)) فما هو العلاج الناجع لضعف اليقين والقطع بالإجابة حال الدعاء؟!
المسلم مأمور بالدعاء، والدعاء سبب قد يقترن به ما يحقق الإجابة، وقد يقترن به المانع من قبول الدعوة والإجابة؛ فعلى الإنسان أن يبذل الأسباب لقبول الدعوة، وعليه أنْ يسعى في انتفاء الموانع من قبولها، فإذا حصل له ذلك؛ يلح على الله -جلا وعلا- بالدعاء، ويعظم الرغبة، ولا يتردد في دعائه، ولا يستثني، ويستحضر فضل الله -جل وعلا-: ((لو أن أولكم وآخركم و إنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسأل كل واحد منكم مسألته؛ فأعطى الله -جل وعلا- كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من مُلكه شيئاً، ويمين الله ملئ لا تغيظها النفقة))، فعلى الإنسان أن يستحضر مثل هذه النصوص، ويجزم، ويعظم الرغبة، ويقطع بالإجابة؛ لكن لا يغفل عن واقعه هو، يعني يعظم الرغبة في الله -جلا وعلا-؛ لكن قد يُسِيء الظن بنفسه، وأنَّ عنده موانع تمنع من قبول هذه الدعوة؛ قلنا إنَّ الدعاء سبب {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لكم} [(60) سورة غافر] سبب؛ لكن ((ادعوا الله يجعلني مستجاب الدعوة قال: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة)) وذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول: يا ربِّ، يا ربِّ، يا ربِّ، أسباب، السَّفَر مَظِنَّة لِلانْكِسَار، كذلك الشَّعْث كذلك مظن انكسار القلب وهي ممَّا يُعِينْ على الإِجَابة يُعِين الإنسان، وكذلك السَّفَر كونُهُ أَشْعَثْ، كونه يُكَرِّر يا ربِّ، يا ربِّ، حتَّى قال جَمْعٌ من أهل العلم أنه إذا دعا الدَّاعي بيا ربِّ، يا ربِّ وكرَّرَها خَمْسْ مَرَّاتْ أَنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُ، اسْتِدْلَالاً بِمَا جَاءَ فِي آخِر سُورة آل عِمْرَان، يُطِيلُ السَّفَر أَشْعَثَ أَغْبَر يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّمَاء يا ربِّ، يا ربِّ؛ لكنَّ المَانع موجُود، ((مَأْكَلُهُ حَرَام، ومَشْرَبُهُ حَرَام، ومَلْبَسُهُ حرام، وغُذِيَ بِالحَرَام؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ)) اسْتِبْعَاد! ومع ذلك لو قال قائل: أنا والله عندي مُعاملات فيها مُحَرَّم، أَدْعُوا ولَّا ما أدعُوا؟ نقول: ادْعُ الله -جلَّ وعَلا-؛ لأنه قد يقترن بهذه الدَّعوة في وقتٍ من الأوقات ذُلّ وانْكِسَار بين يديّ الله -جَلَّ وعلا-، فَتُسْتَجَاب دَعْوَتُك، ولو وُجِدَ المانع! وبعضُهُم بالنِّسبة لصلاة الاستسقاء، يقول: استسقينا، استسقينا مرتين ثلاث خمس ما حصل شيء! ووضْعُنَا وحالُنا مع ارتكاب المُحرمات، ووجود الموانع كأنَّنا نَسْتَهْزِئ! يعني هذا يتكرَّر على ألسنة كثير من الناس هذا هو اليأس - نسأل الله العافية -، أنت عليك أنْ تَسْعَ في إصلاح نفسك، وعليك أنْ تَبْذُلْ الأسْبَابْ.