المَحَجَّةُ البَيْضَاءْ

((وأَيْمُ اللهِ، لقد تَرَكْتُكُم على مِثْلِ البيضاء لَيْلُها ونهارُها سَواء)) في بعض الرِّوايات وفيها كلام  ((لقد تركتم على المَحَجَّة البَيْضَاء لَيْلُها ونهارُها سَواء)) لَيْلُها كَنَهَارِها، يعني في الوُضُوح، فالإنسان يسيرُ على الصِّراط المُستقيم الواضح البَيِّن الذِّي لا يَعْتَرِيهِ خَفاءٌ ولا غُمُوضْ في اللَّيْلِ والنَّهارِ على حَدٍّ سَواء، وهذا بالنِّسبة لمن اتَّبَع، واقْتَفَى، ونَوَّرَ اللهُ قَلْبَهُ بالإيمان، أمَّا منْ غَشَتْ على قَلْبِهِ الشَّهَواتْ والشُّبُهات؛ فقد يَمِيل عن هذا الصِّراط يَمْنَةً أوْ يَسْرَة ((لَيْلُها ونهارُها سَواء))، قال أبُو الدَّرْدَاء: صَدقَ والله رسُول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- تَرَكَنَا والله على مِثْلِ ((البيضاء لَيْلُها ونهارُها سَواء)) هل كلامُ الرَّسُول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- يحتاج إلى تَصْدِيق؟! لا يحتاج إلى تَصْدِيق، فهو الصَّادق المَصْدُوقْ؛ لكنْ كلامُ أبُو الدَّرْدَاء قَالَهُ بعد وفاة النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- بأزْمَانْ، والإنسان أحياناً يَجِدُ مِصْدَاق خبرٍ سَمِعهُ عن النَّبي -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- كالشَّمْسْ، يَمُرُّ بنا وَقَائِعْ وأحْدَاثْ لها دلالاتُها من الكِتاب والسُّنَّة تَدُلُّ على أنَّها صَدَرَتْ بالفِعِل من النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-.