يعني كان طُلَّاب العلم إذا تَأهَّلُوا يَشْهَدْ لَهُم شُيُوخهم، إمَّا بنثر أو بنظم، يَشْهَدُون لهم بأنَّهُم تَأَهَّلُوا للقضاء، تَأَهَّلُوا للفُتْيَا، تَأَهَّلُوا للتَّعليم، تَأَهَّلُوا للدَّعْوَة، ويُزَاوِلُون من خِلَال هذهِ الشَّهادات التِّي أُعْطِيَتْ مِنْ قِبَل الشُّيُوخ، وصَارَتْ الشَّهادات الآنْ تتَوَلَّاها الجِهات الرَّسْمِيَّة على طريقة التَّعليم الموجُودة، فصار من هذه الشهادات أو مِمَّن يحمل هذهِ الشَّهادات من لا يحمل العلم! فتجدهُ يَتَقَدَّم أنا والله الآن تخرَّجت من كُلِّيَّة الشريعة، والعُرْف يدل على أنَّهُ تَخَرَّج من كُلِّيَّة الشريعة يكون شيخ، والشيخ أهل لِأَنْ يُسْتَفْتَى، أهْل لأَنْ يَقْضِي، أهْل لِأَنْ يُعلِّم، ثُمَّ إذا ابْتُلي وامْتُحِنْ ما وُجِدْ على أَدْنَى مُستوى يتوقَّف! وهذا حاصِلْ وحصل في كثيرٍ من الجِهات؛ بل إذا قُلت إنَّ هذا حصل في بعض خِرِّيجيّ قسم القرآن، ذَهَبُوا لِيُعَلِّمُوا القُرآنْ في مدارس تحفيظ القرآن؛ فوُجِدُوا لا شيء! يعني إذا كان هذا في القرآن الذِّي يُمْكِن ضَبْطُهُ، وأنْتَ بِصَدد تعلمهِ أربع سنين أو أكثر مع ما يُعين عليهِ من تجويد، وقِراءات، وتفسير، ومع ذلك تجد الطَّالب إذا كان هَمُّهُ مُجَرَّد الشَّهادة لا يُدْرِك شيء؛ فقد يُحْرَم العلم بسُوء القصد!!