التفسير بالفهم الذي لا يستند إلى أصل، وهذا ما يفعلهُ كثير من الكُتَّاب الذِّينَ ليسَ لهم صِلَة بِكِتاب الله ولا بسُنَّة رسولهِ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-، ويقولون نحنُ رجال وهم رجال! ونُفسِّر ونَفْهَم مثل ما يفهمُون! وليسَ لديهم أصل يعتمدون عليه، ولا شيء يَأْوون إليه ويرجِعُونَ إليهِ! ليست لهم علاقة، وتجدهم يتكلَّمون في دقائق المسائل، وهم ليست لديهم أهلِيَّة، التَّفسير حرام بالرَّأي، الذِّي لا يَتَدَيَّنْ بالنُّصُوصْ ليست فيهِ حيلة، الأمر معه صعب؛ لكنْ يبقى أنهُ قد يَتَذَرَّعْ بهذا طالب علم يقول أنا أفهم! يعني طالب علم مُبتدي مثلًا، أو لهُ طلب علم في فنّ من فُنُون العلوم، يعني مُتخصِّص مثلًا في اللُّغة، أو في أيِّ فن، أو في الفقه مثلًا، وليست لديه خبرة ولا دُرْبَة ولا مُمارسة لِكُتب التَّفسير مثلًا؛ لأنَّ هذا قد يَلْتَبِسُ على بعض طُلَّاب العلم إذا قرأ في تفاسير العلماء، التَّفاسير الموثُوقة يجد مثلًا أنَّ شيخ الإسلام فَهِمْ من هذهِ الآية فهم أُوتِيَهُ -رحمهُ الله- لم يُسْبَقْ إليهِ؛ فَيَظِنُّهُ من التَّفسير بالرَّأي! يعني فرق بين شخص صار القرآن دَيْدَنهُ، والرُّجُوع إلى المصادر التِّي تُوضِّح القرآن وتُفسِّرُهُ على الجَادَّة المعرُوفة عند سلف هذه الأمة وأئمَّتها؛ صارت عنده شيء مألُوف، هذا لهُ أنْ يُفسِّر، ويفتح الله عليهِ بشيء لم يُسْبَقْ إليهِ، وليسَ هذا من التَّفسير بالرَّأي؛ لأنَّهُ تَتَكوَّن لديْهِ مَلَكَة من كثرة المُمَارسة؛ يفهم بها كلام الله، وتَتَكوَّن لديْهِ مَلَكَة من كثرة المُمَارسة، والنَّظر في شُرُوح السُّنَّة؛ يفهَمُ بها كلام رسُول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-؛ ولذا يقول الإمام أحمد يعني بالنِّسبة لتفسير الغريب الأمر فيهِ ليسَ بالسَّهل، هذا أمر لا ينبري لهُ كل شخص؛ بل على الإنسان أنْ يَتَّقِيهِ بقدْرِ الإمكان، والأصْمَعِي لمَّا سُئل عنْ الصَّقَبْ ((الجار أحقُّ بِصَقَبِهِ)) قال: أنا لا أُفسِّرُ كلام رسُولِ الله؛ ولكنَّ العرب تَزْعُم أنَّ الصَّقَب اللَّزِيق أو اللَّصِيقْ، فالتَّفسير لا يكفي فيه معرفة باللُّغة، شرح الحديث لا يكفي فيه المعرفة باللُّغة فقط؛ بل لا بُدَّ منْ أنْ يكون من أهل القرآن، ومِمَّنْ لهُ عِناية بالقرآن، ولهُ أيضاً دُرْبَة بكلامِ أهلِ العلم في تفسير القرآن، وكذلك السُّنَّة، إذا كانت لديْهِ هذهِ المَلَكة التِّي نَتَجَت من خلال طُول المُمَارسة لو تَوصَّل إلى مَعْناً لم يُسْبَقْ إليهِ؛ هذا يُدَوَّنْ كقول من الأقوال المُعْتَبَرَة عند أهلِ العلم ((رُبَّ مُبلَّغٍ أوعَى من سامِع))، ثُمَّ يأتي في العُصُور المُتَأَخِّرة مَنْ فَسَدَتْ فِطْرَتُهُ وتَلَوَّثَت، وليْسَتْ لَهُ صِلَةٌ بِكِتاب الله، ولا بِكلامِ أهلِ العلم الذِّي يُفسَّر بِهِ كلام الله، ثُمَّ يقول هم رجال ونحنُ رجال! ويأتي بالعجائب والعظائم! تَجِدْهُ لا يَفْقَهْ كيف يتوضَّأ! ولا كيف يُصَلِّي! ثُمَّ يدخُل في عُضل المسائل! وهناك نماذج مِمَّنْ يكتبُون ويتكلَّمُون في وسائل الإعلام! بناءً على فهمهم، الذِّي يتبادرُ إليهِ فَهْمُهُ من الكلام.