الجمع بين النهي عن قول (لو) وبين حديث (لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت)

في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ» [مسلم (1218)]، وجاء في الحديث الصحيح أن (لو) تفتح عمل الشيطان [مسلم (2664)]، وذلك إذا كانت تحسرًا على ما فات، كاستعمالها في مثل قول الشخص: «لو أني فعلت كذا لحصل لي كذا»، «لو خرجت اليوم كسبْتُ»، «لو ما خرجت اليوم ما مرضت»، فمثل هذا يكون مذمومًا؛ لأنها تفتح عمل الشيطان ووسوسته.

أما هنا فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ» وهذا تمني فعل خير ولا إشكال فيه، وهذا لا يدخل في النهي عن التمني المذكور في قوله -تعالى-: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32]. فقد تمنى النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة، وأنه يقتل ثم يحيا ثم يقتل [البخاري (36)].