من آثار الفتن تسلُّط الأعداء وتداعي الشانئين على بيضة الإسلام، وها نحن نرى ما يدور حولنا في الأقطار الإسلامية من قتلٍ وانتهاكٍ للأعراض ونهبٍ للأموال وإخافةٍ للسُّبل، كما في حديث: «يوشِكُ الأُممُ أن تَداعَى عليكم كما تَداعَى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها» فقال قائل: ومن قلَّة نحن يومئذٍ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغثاء السَّيلِ، ولَينْزِعَنَّ اللهُ مِن صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ اللهُ في قلوبِكم الوَهْنَ». فقال قائلٌ: يا رسُولَ الله، وما الوهنُ؟ قال: «حبُّ الدُنيا وكراهيةُ الموتِ» [أبو داود (4297)، وأحمد (22397)].
بعض الإحصاءات تشير إلى أن عدد المسلمين في العالم يبلغ المليار مسلم، ومع هذا العدد الضخم تسلّطَ علينا من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وهم اليهود الذين حبلهم من الله منقطع وما بقي لهم إلا حبل قوى الغرب كأمريكا ونحوها، وقع تسليط أحفاد القردة والخنازير؛ لأنَّ الأمَّة ابتعدت عن دينها، ففي الحديث: «إذا تبايعتُم بالعِينَةِ، وأخذتم أذنابَ البقرِ، ورضيتُم بالزَّرْع، وتركتُم الجهادَ، سَلَّط اللهُ عليكم ذُلًّا لا ينزِعُه حتى تَرجِعُوا إلى دينكم» [أبو داود (3462)، وأحمد -بنحوه- (4825)].