لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من الخصائص ما ليس لغيرها من الأمم، مما جعلها خير أمة أخرجت للناس، فهذه الأمة المحمدية خير الأمم على الإطلاق، لكن شريطة أن تتصف بالأسباب التي من أجلها جُعلت خير أمة أُخرجت للناس، كما قال -جل وعلا-: {كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ} [آل عمران: 110]، ومن أهم الخصائص والمزايا التي جعلت هذه الأمة بهذه المثابة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذا قُدمت في الآية على الإيمان {تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ} فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير إيمان بالله -جل وعلا- لا يصحان، بل من شرط صحتهما صدورهما ممن يؤمن بالله -جل وعلا-، ولكن قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ للاهتمام بهما، والعناية بشأنهما، أما الإيمان بالله -جل وعلا- فهو موجود في هذه الأمة وفي غيرها من الأمم.