مِن أَعظَمِ المِنَن على المُسلِم

{بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَدَاكُم لِلإِيمَانِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ} [الحُجرات/ 17]  في قولكم آمَنًّا، يعني مَن رُزِقَ هذهِ النِّعمة التِّي هي الإيمان، المِنَّة لمَن؟! المِنَّة لله -جلَّ وعلا-، فَمِن أَعظَمِ المِنَن على المُسلِم أن يَكُونَ من المُؤمِنين، المُصَدِّقِين، المُعتَقِدِين، الجَازِمِينَ باعتِقَادِهِم، العَامِلِينَ بِمُقتَضَى هذا الاعتِقَاد؛ هذا مِن أعظَم المِنَن؛ وإلاَّ فِليَتَصَوَّر الإنسَان نفسَهُ بين أُولئك الكُفَّار، مَلَايين البَشَر، مَأوَاهُمُ النَّار – نسأل الله السَّلَامة والعَافِيَة – {إِنَّهُ مَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَد حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ} [المَائِدة/72] يعني  بعض النَّاس يُسافِر إلى البُلدَان التي تكثُر فيها مظاهر الشِّرك، تَظهَر فيها مَظَاهِر الشِّرك! إن كانَ لهُ قلب ويَعتَبِر، ويَعضّ على إيمانِهِ بِنَوَاجِذِهِ؛ لأنَّهُ يَرَى أُنَاس يُشرِكُون! يَطُوفُون بِقُبُور مَثَلًا! هذا إن استَطَاعَ أن يُنكِر عليهم؛ وإلاَّ فلا يَجُوزُ لهُ أن يُسَافِر إلى هذهِ الأَمَاكِن! فعلى الإنسَان أن يَحمد الله -جَلَّ وعلا-، وأن يَلهَجَ بِشُكرِهِ في كُلِّ لحظة وفي كُلِّ نَفَس مِن أَنفَاسِهِ أَن هَدَاهُ للإيمَان، يعني إن كنتم صادِقين في قولكم آمَنًّا.