والله بكلِّ شيءٍ مُحيط

الإدراك بالنِّسبة من المخلُوق للخالق؛ فمُستحيل، والنَّفي فيه مُوبَّد - لا - ما جيء بلن، هذا وجه الفرق، مع أنّهُ -جل وعلا- يُدْرِك الأبصار على تَعَدُّدِها، واختلافها زماناً ومكاناً، وحالاً ومآلاً، المقصُود أنَّ  الله-جل وعلا- لا تخفى عليه خافية وهو المحيط لكلِّ شيء، يُدركها الأبصار، أنت تدري كم في البصر من وش يسمونه؟ الشُّعب والخلايا التِّي فيها، يعني لما بكبرونها في التَّشريح ترى العجائب، فهو يُدْرِكها بِتفاصِيلها من كُلِّ مخلوق، تعالى الله، -سبحانه وتعالى-، لمَّا نُصّ على الأبصار؛ {يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} [(103) سورة الأنعام] لأنَّ فيها من الأجزاء ما لا يوُجد في غيرها، فعظمة الباري -جل وعلا- لا يُمكن أنْ يُدْرِكها المخلُوق، يُدْرِك شيئاً من هذه الحِكم وهذه العِبَر التِّي تزيد في إيمانِهِ بالتَّأمُّل والتَّدَبُّر، وخيرُ ما يُعين على مثل هذا القراءة في مثل مفتاح دار السَّعادة لابن القيم، ترى العَجَب إذا قرأت في هذا الكتاب واللهُ المُستعان.