الأمر كما ذكر السائل (المُحرَّر) أكثر تحريرًا لا سيما في الأحكام على الأحاديث، ونقلِ أقوال أهل العلم في العلل، فلا شك أنه أنفع لطالب العلم من (البلوغ) من هذه الحيثية، و(بلوغ المرام) يفضل (المُحرَّر) بزيادة عدد الأحاديث، وقد حرَّره مؤلِّفه تحريرًا بالغًا كما قال في مقدمته، ويذكر من الأحكام باختصار ما يفوقه به صاحب (المُحرَّر)، فعلى ذلك فـ(المُحرَّر) له مزية بالنسبة للأحكام على الأحاديث، و(البلوغ) له مزية بالنسبة لزيادة عدد الأحاديث، فلو أخذ زوائد (البلوغ) وعلَّقها على (المُحرَّر) جمع بين الحسنيين.
وأما قوله: إن (المُحرَّر) غير مخدوم، فهذا صحيح، ليست له شروح مطبوعة، وإن كان له شروح مسجلة يستفيد منها القارئ، ويستفيد أيضًا من شروح (البلوغ)، فالأحاديث متقاربة، فيستفيد من شروح (البلوغ)، وقد يجد حديثًا أو عددًا يسيرًا من الأحاديث لا شرح لها يُدركه من خلال الرجوع إلى الكتب الأصلية وشروحها كالكتب الستة.
على كل حال -مثل ما تفضل- (المُحرَّر) أكثر تحريرًا لا سيما في الأحكام على الأحاديث، و(البلوغ) أكثر استيعابًا للأحاديث من (المُحرَّر)، فإذا أخذ زوائد (البلوغ) على (المُحرَّر) تمَّتْ له الفائدة -إن شاء الله تعالى-.