رد على من يقول: إلى متى تقرؤون هذه الكتب القديمة وإخوانكم يقتلون في كل مكان؟

كثيرٌ من الشَّباب الذِّين يَشْتَغِلُونَ بِطَلَبِ العِلم ضَعُفَتْ هِمَّتُهُم، وخّفَّت عَزِيمتَهُم بِسَبب الظُّرُوف الرَّاهِنَة، والمَصَائِب الحَالَّة على المُسْلِمين، وصِرْنا نَسْمَع عِبَارات منها: قولُ بعضُهم: إلى متى تقرؤُون هذه الكُتُب القديمة، وإخوانُكُم يُقَتَّلُون في كُلِّ مكان، إلى آخر مثل هذه الأقوال؟ فما توجيهُكُم -حفظكم الله-؟

هذا الأسلُوب أُسلُوب تَخْذِيل؛ لأنَّ الإنسان الذِّي يقُول مثل هذا الكلام لمْ يَسَعَ إلى حلٍّ ينفع الأُمَّة ويُخْرِجُها مِنْ مَأْزِقِهَا أبداً، هو يُرَدِّد هذا الكلام لِيُخَذِّل من شَمَّر في طلب العلم، وليس بيده حلٌّ آخر، ولا أَنْفَع للأُمَّة بِكَامِلِها من الرُّجُوع إلى دين الله -جل وعلا-، وإلى كتابِهِ إلى دستُورِها العظيم.

هو الكتابُ الذِّي من قام يَقرؤُه

 

كأنَّما خاطبَ الرَّحمنَ بالكَلِمِ

فيه المَخْرَج من جميع الفِتَن، فإذا تَرَكْنَا كِتَاب الله -جل وعلا-، وتَعَلَّقْنَا بِتَحليلات صُحُفْ وأَخْبَار إِذَاعات وقَنَوات ماذا نَجْنِي؟ ماذا نجني من ضياعِ الوَقت في هذه الأُمُور التِّي نَظُن أنَّنَا على ثَغْر ونُتَابِع الأخبار؟ لا نُقَدِّم ولا نُؤَخِّر؛ لكنْ على طالب العلم أنْ يُعْنَى بما هو بِصَدَدِهِ من طلب العلم وتَحْصِيلهِ، وإصْلاح نفسِهِ، وإصْلاح من تحتِ يَدِهِ، ومن يستطيع إصْلاحه، هذا هو الوَاجِب في مثل هذهِ الظُّرُوف، والالْتِفَات إلى أهل العلم والالْتِفَافِ حَولِهِم، والإقْتِدَاء بالنَّبي -عليه الصلاة والسلام- وبِسَلَفِ هذهِ الأُمَّة.