مَن يحافظ على الصلوات والسنن لكنه ينام عن صلاة الفجر

Question
سائل يقول: إنه يصلي الصلوات الخمس ومعها السنن، ويقرأ القرآن، ويصلي الوتر -ولله الحمد-، لكنه عندما ينام لا يستيقظ لصلاة الفجر، ويقول: إنه خائف من أن يموت مقصرًا في صلاة الفجر، فماذا يفعل؟ أفيدونا، جزاكم الله خيرًا.
Answer

هذا الذي يحافظ على الصلوات الخمس ولا يستيقظ لصلاة الفجر عليه أن يهتم ويزيد في اهتمامه بالنسبة لصلاة الفجر التي وُصف من عُرف بالتأخر عنها بأنه من عمل المنافقين «ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء» [البخاري: 657]، فيحرص ويبذل الأسباب التي توقظه وينفي الموانع التي تمنعه من القيام لصلاة الفجر كالسهر والأكل الكثير، فعليه أن يحتاط لهذه الصلاة، فيجعل من الأسباب ما يعينه على الاستيقاظ، فيَكل إيقاظه إلى مَن عنده في البيت، ويضع المنبهات، ويجعل مَن يتصل عليه في الهاتف، أو يرتِّب الساعة أو الهاتف على الوقت، بحيث يجعل من هذه الأسباب ما يعينه على الاستيقاظ، ولا يفرِّط بسهرٍ طويلٍ فإذا قربتْ صلاة الفجر نام، هذا لا شك أنه مؤاخَذ وإن كان الأصل أن النائم مرفوع عنه القلم، لكن لا بد من بذل الأسباب وانتفاء الموانع، وإذا بذل الأسباب ونفى الموانع ونام مرةً في عمره أو في سنته فهذا لا يضره، فإن النبي -عليه الصلاة والسلام- في سفرٍ نام عن صلاة الصبح، وهذا لم يُذكَر في عمره -عليه الصلاة والسلام- إلا مرةً واحدةً، فلا يتذرَّع به مَن ينام عن صلاة الصبح ويقول: (النائم مرفوع عنه القلم)! والنبي -عليه الصلاة والسلام- نام ولم يوقظهم إلا حرُّ الشمس! هذا ليس بعذر إلا مَن حصل له مثل ذلك مرةً في عمره بعد أن بذل الأسباب؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- جعل ورتَّب مَن يوقظهم للصلاة لكنه نام، وهو بلال -رضي الله عنه-، فإذا حصل ذلك مرة في السنة، أو مرة في العمر، أو ما أشبه ذلك، فالأمر فيه سعة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- حصل منه ذلك، لكن هذا ليس بعذر لمن يَكثر منه النوم عن صلاة الصبح، ويتساهل في بذل الأسباب، ويتساهل أيضًا في ارتكاب الموانع، فيسهر الليل الطويل، ويأكل الأكل الكثير، ثم يقول: (ما استطعت أن أقوم)! أنت مفرِّط في ذلك، وملوم فيه، ومؤاخَذ عليه، والله أعلم.