ثبت في الصحيح أعني (البخاري) وفي غيره من دواوين الإسلام عن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهما ثياب بيض، كأشد القتال، ما رأيتهما قبلُ ولا بعدُ» [البخاري: 4054]، ويقول القسطلاني في شرحه (إرشاد الساري): (وهذا يَردُّ قول من قال: إن الملائكة لم تقاتل معه إلا يوم بدر)، لكن الطبري في تفسيره قال: (فأما في يوم أحد فالدلالة على أنهم لم يُمَدُّوا أبْيَن منها في أنهم أُمِدُّوا، وذلك أنهم لو أُمِدُّوا لم يُهزموا ويُنال منهم ما نِيْل منهم)، فالطبري يقول: لو أُمِدُّوا بالملائكة لكان الأمر كما كان في يوم بدر، أي: لكان النصر المحقَّق، مما يدل على أنهم لم يُمَدُّوا، هذا كلام الطبري، لكن ماذا نصنع في حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- المخرَّج في الصحيح؟ جوابه فيما ذكره القرطبي في تفسيره قال: (فإن قيل: فقد ثبت عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: "رأيت عن يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن يساره يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه أشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد" -يعني المخرَّج في (صحيح البخاري)- قيل له: لعل هذا مختص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- خصَّه بملَكَين يقاتلان عنه، ولا يكون هذا إمدادًا للصحابة)، وفي هذا جمع؛ لأن كلام الطبري وجيه، أنهم لو أُمِدُّوا بالملائكة ما هُزموا، وثبوت ذلك في الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- معه رجلان يقاتلان، والمراد بهما: جبريل وميكائيل، كما جاء في بعض الروايات، على كل حال في كلام القرطبي ما يرفع الإشكال الذي أورده الطبري، والله أعلم.
Question
هل نزلت الملائكة لتقاتل مع المسلمين في غزوة أحد؟
Answer